اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خضرة يا ملوخية


Scorpion

Recommended Posts

تعودت دائماً أن أقول الصراحة بدون خوف من أي مخلوق

فعندما قرات هذا الجزء من قصة سكوربيون الجديدة لم أشعر بالإرتياح وتخيل لي أن هناك بعض الإسقاطات ليست مريحة  ...

فأتمنى ان تكون دي مجرد تخيلات عندي انا فقط ..

تخيلاتك فى محلها يا س س ....

لكن سأنتظر حتى "يتبع" وبعدها لى تعليق..

[وسط]!Question everything

[/وسط]

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 64
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

جري ايه يا شبااااب... فيه ايه ???

فين الاسقاطات دي يا سي السيد... خلتني اشك في نفسي و اقرا اللي كتبته مرتين يمكن اكون كتبت كلمة ابيحة.. و الا شتيمة و الا مسيت رمز ديني من غير ما اخد بالي ما لقتش اي حاجة من دول... اسلوبي هو.. هو.. نفسه اللي كتبت بيه خضرة يا ملوخية... فكري العجلاتي... ليسانس حقوق و دلوقتي حارة المصريين.... كلها بتتكلم عن ذنوب مجتمعنا اللي احنا كلنا بنكونه....

فين الاسقاطات دي... و بصراحة ما فهمتش كلمة "بدون خوف من اي مخلوق "..... هو انا ابتديت اخوف الناس و انا مش واخد بالي.... بصراحة بصراحة كنت متوقع اي تعليق لكن ده لا...و منك انت بالذات مش عارف ليه...

الاستاذ اسو ذاجريت

انا و لا بشتم و لا بخوض في اعراض حد... و اللي عايز يحسسني بانه ماسكلي خرزانة و مستنيني في اخر الشارع يلسعوني لو طريقتي ما عجبتوش... يبقي غلط في اسلوبه معايا.... القصة مكتوبة و خلصت ...و نهايتها حتقروها بكره ...

هو ايه اللي بيحصل بالظبط اليومين دول... حاسس اني عايش في جو حرب... ما تروقوا يا جدعان....

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

هو ايه اللي بيحصل بالظبط اليومين دول... حاسس اني عايش في جو حرب... ما تروقوا يا جدعان....

كمل يا أديب وبطل كلام كتير ... وطالما أرتضيت لنفسك إنك تبقى أودباتي يبقى أستحمل يا حلو .. طب ماحنا عمالين نهري في فروة حشيش والراجل ماتكلمش ..لأنه ببساطة بيدفع تمن أدبه ..

وعلى رأي المثل الفتونة أدب مش هز أكتاف

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

الزميل العزيز سكوربيون

انا و لا بشتم و لا بخوض في اعراض حد

أنا لم أقل أو ألمح بأى شكل إلى أى مما سبق!!!

أولا: مش لازم يكون كل ما تكتبه جميل فنصفق لك!!

ثانيا: حقك "ككاتب" أن تحتوى قصتك على إسقاطات...

ثالثا: لماذا اعتبرت أن الإسقاطات التى قصدتها سيئة المغزى؟؟؟؟

رابعا ...أنا وافقت س س على وجود إسقاطات...وأجلت التعليق حتى تكمل ما بدأت..

خامسا..وأخيرا...فمن خلال الفترة البسيطة التى أمضيتها بينكم حتى الآن ...أريدك أن تعلم أننى أحترمك وأحترم ما تكتب.

[وسط]!Question everything

[/وسط]

رابط هذا التعليق
شارك

ماشيييييي... جبتولي الخفيف الله يسامحكم...و مش حأدعي عليك بأي فشل يا بو السيد زي ما حشيش بيعمل .... hpc:!:

و بعد هذا الفاسل من الأعلانات.. نواصل معكم الحلكة السانية و الأخيرة من المسلسل التيرامي الكبير الحائز علي كائزة الأوسكار لأحسن فنجان شاي عين الكتكوت مع السكر بره..حارة المصريين..

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

و دخل الحاج فريد في هذه اللحظة... فسكتنا جميعآ... و لكنهم لم يمنعوا شفاهم أن ترسم بسمات شماتة و أستهزاء... و لم أدري ماذا أرتسم علي شفتاي شخصيآ في هذه اللحظة.. و لم يكن يبدو علي وجه الحاج فريد أنه قد دار بخلده شيء مما هو مبيت له.. و خرج... و عادوا الي حديثهم.. و أقتربت منهم رويدآ رويدآ... بدون شعور مني.. و ضحكوا.. و ضحكت.. قليلآ ثم كثيرآ.. و تندروا بالمعركة و تندرت معهم.. و هزأوا بالحاج فريد... فلم أعارض و أستمررت في سماع أحاديثهم ربما ببعض النشوة... و فجأة رأيت همام يضحك ضحكته التقليدية.. و ينظر الي مقعد الحاج فريد الذي كان خاليآ... و يقول : أتفرجوا بقي ...

و خرج و مشي بكل هدوء و أعتداد.. حتي وصل الي الكرسي فأزاحه قليلآ بقدمه .. و جلس.

لا أدري ماذا حدث لي.. لقد بت كالآخرين تمامآ.. أندفعت لأشاهد و إياهم.. متعة العراك علي الزعامة.. أندفعت و إياهم لنلتصق بباب المقهي من الداخل للتمتع بما سيجري عن كثب.. و للحظات أشفقت علي نفسي لسخافتي.. و راودني ذلك الذي يسمي بالضمير... و لكن مراودته لم تدم كثيرآ أفقت بعدها علي عبده الحلاق و هو يلكزني.. و هو يكاد يقفز فرحآ.. فها قد قدم الحاج فريد..

كان الحاج فريد قادمآ و هو خالي البال.. و قد أنتبه اليه همام.. و لكنه أدار وجهه الي الناحية الأخري.. ليظهر لنا عدم أكتراثه.. و تجمع بعض الناس.. لقد عرفوا أن هناك شيئآ سيحدث.. و تسمرت عيناي علي الحاج فريد.. أقترب و ألقي السلام علي حسونة الفكهاني.. الذي رد السلام بوجوم و هو يحدق في الأثنين..

و لم ينتبه الحاج فريد الا علي بعد خطوات من المقعد.. أنتبه.. و وجد همام .. و أندفع الدم الي وجهه بعنف.. حتي أحتقن بلون بنفسجي.. و بدأنا نلكز بعضنا.. و أتجهت الأنظار نحوهم.. و سكت الجميع.. و وصلني صوت الحاج فريد و هو يكاد ينفجر :

- تسمح تقموم من عالكرسي..

فيدير همام وجهه ببطء نحو محدثه.. و ببرود كأنه لم يدر ما الأمر قال :

- و ليه ؟..

- بقولك قوم..

و بنفس البرود رد :

- و أفرض يا حج فريد اني ما قمتش..

- أبقي ... أبقي أعلمك أزاي ما تقعدش علي كراسي الناس...

فأبتسم همام أبتسامته الكريهة و قال :

- يا حاج ده انا بحبك و الله.. لكن زي ما انت عاوز... علمني ..

قالها بنبرة تحدي واضحة..

و كان الحاج فريد قد بدأ يحس بالمأزق الذي حشر نفسه فيه.. فصار ينظر حول.. كان ينظر بتوسل و كأنه يستجدي من يتدخل في التهدئة فيفرق بينهما.. لئلا يدخل في معركة ليس واثقآ تمامآ من نتائجها.. بل لعله قد أصبح لديه بعض الأعتقاد بأنها ستكون خاسرة.. و بدأت تفور من وجهه نظرة التحدي لتحل محلها نظرة الأستعطاف.. و لكنه لم ير أية مبادرة من همام بالعدول.. فقرر بين و بين نفسه بأن يتم ما بدأه.. بدون أي نظر للنتائج.. لقد كانت المسألة مسألة كرامة قبل أن تكون مسألة زعامة...

و مد يده بعنف لم تخل من التردد و أمسك بهمام من ياقته.. و جذبه بقوة.. و لم تكن سوي لمحة خاطفة.. حتي رأينا الشريط يسرع بأسرع ما توقعنا.. و تحتدم المعركة و تشتبك الأيدي و الأرجل.. و تتناطح الرؤوس.. و بدأت المصارعة تحل محل الملاكمة.. و برزت رؤوس فتيات و نساء الحارة من النوافذ.. و أجتمع أهل الحي و المارة.. بينما الشاويش زيدان مشغولا بملاحقة بعض الصبية الذين أستغلوا العراك و نشلوا واحدآ من المارة..

و كانت المعركة علي أشدها.. و نحن نلكز بعضنا و نتتبعها بشوق.. و بدأنا نحدس النتيجة.. فقد ظهر الحاج فريد مستميتآ في الدفاع و قد أنبثقت دماء حمراء غزيرة من فمه و أنفه.. و لطخت وجهه و غطت عينيه.. بالعكس من همام الذي ل يكن يقوم الا بأعمال تمثيلية للغاية.. لا لشيء الا ليظهر لأبناء الحارة مدي براعته في القتال.. و فجأة علي حين غرة.. و الحاج فريد يدفع همام بكلتا يديه تلافيآ لضرباته.. أذا بهمام ينزلق بقوة علي حافة الرصيف و تشج رأسه.... فيندفع الحاج فريد فوقه ليشبعه لطمآ وضربآ..

قام الحاج فريد و نظر حوله نظرة تحد و أنتصار.. بينما حمل بعض الأفراد همام.. و ذهب الي المقعد.. و جلس عليه للحظة بعزم و قوة.. مقعد الزعامة.. و كان الدم يلطخ وجهه.. جلس و نظر الي الجميع.. ثم نكس رأسه بهدؤ.. و مسح الدم عن فمه بكمه.. و الجميع ينظرون و هم واجمون.. و رفع رأسه ببطء و رأيته ينظر خلال جفنيه المخضبين بالدم.. لقد تبدلت نظرته.. لقد كان ينظر بألم.. بألم شديد.. و خيبة أمل.. نظر الي كل واحد منا بمفرده.. و نظر الي.. كم أخافتني نظرته.. لقد كان ينظر الي و كأنه يقول: و أنت كمان يا أستاذ ؟..

و لم أستطع أن أنظر في عينيه.. فخفضت رأسي بسرعة.. ثم نظرت اليه و أنا مطرق.. لقد كان ينظر في الفضاء نظرة لا معني لها.. و أرتجف قليلآ .. ثم أنحدرت دمعة بين الدم المتفجر.. و قام من مقعده ببطء و تثاقل.. و نظر الي الجميع بتساؤل غريب.. ثم نظر الي المقعد بحقد.. و تقوست شفتاه.. و نظر مرة ثانية الي الكرسي و ركله بقوة.. ثم ركله مرة ثانية.. و نكس رأسه و سار بعيدآ...

أفقت في اليوم التالي... أيقظني منبهي كعادته.. و الشمس مشرقة كعادتها... و الناس يسيرون و يثرثرون كعادتهم.. و الباعة و صاحبة البيت يصيحون كعادتهم.. فقط كان هناك أثنان فشلا و ربحا... الحاج فريد و همام.. الذي حدث ما كان يجب أن يحدث.. أنهما أبناء حارة واحدة... أليس كذلك ؟؟؟

تمت

تم تعديل بواسطة Scorpion

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

الذي حدث ما كان يجب أن يحدث

لماذا توقفت عيناى كثيرا أمام تلك الجملة؟....لا أعلم.

ربما لأن الموقف بالنسبة لجميع أهل الحارة لم يكن إلا مشاجرة عادية تحدث فى اليوم ألف مرة.... ولكن "الهدوء" الذى كان وصفا لعلاقة همام والحاج فريد قد اختفى!!

وعندما أشرقت شمس اليوم التالى "كعادتها" وأصبح سكان الحارة "كعادتهم" لم يكن همام والحاج فريد كعادتهما!! فقد ذهب ما كان بينهما -أيا كان وصفه- إلى الأبد

وما تغير بينهما لم يكن ليحدث لو لم يحدث ما حدث!!!!

فهمت يا س س؟

تم تعديل بواسطة esssothegreat

[وسط]!Question everything

[/وسط]

رابط هذا التعليق
شارك

فهمت يا س س؟

أقطع دراعي من لغلوغه ما فاهم حاجة ... او أن حبيت مافهمش عشان لما بأفهم بأتحول وأبقى إنسان سيء الظن ... فخليني كده أحسن

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

مذكرات أب "دقة قديمة"

ليس فيه شيئآ مني أبدآ .. أبدآ.... أنه يقول عني انني أب رجعي... متخلف ... لا أفهمه ... بل أكرهه... أن لي عقلية محنطة ... أعيش كأني مؤمياء قديمة ... ملفوفة بأشرطة تقاليد عصر سالف... أني أعيش في متحف القرن الماضي... لا صلة لي بالحياة حولي... لا بجيراني و لا بأسرتي... و لا به أيضآ ... أنه يقول أنني أبوه بالأسم فقط ... و بحق إعالته و إنفاقي عليه.. و ضيافتي له في منزلي أيامه الباقية في الجامعة حتي يتخرج .. و يكسب قوته... و يتحرر.. مني أنا.. أبوه !! ...

أنها مأساة نهاية عمري... مأساة شيخوختي .. أنني أعيش ساعات و أيام هذه المشكلة... خلال كل حدث تمر به عائلتي.. و يقف معه ولدي الكبير .. الطالب الجامعي... موقفآ يعادي أرادتي.. و يسفه أفكاري .. و يعلن حربآ شعواء علي كل حياتي.. و علي كياني كعائل للأسرة.. و أب رحيم شفوق علي أبنائها الثلاث و أمهم... أن أبني لا يفهمني... بل لا يريد أن يفهمني.. يكتم دائمآ في صدره ضيقآ مني... يتبرم من كل تصرفاتي.. فاذا ما ناقشته في أسباب ذلك ... صرخ في وجهي :

- ايه ده.. الكلام ده كان زمان..من خمسين سنة.. الدنيا اتغيرت... ما خلاص بقي.. هو لسه فيه كلام زي كده ؟؟

انه لا يبوح لي باسراره.. لا يفتح لي قلبه.. لا يحدثني عن مشاكله..و لا حتي أبسط شئون حياته... أنني محروم من الأحساسات الجميلة.. التي يحب دائمآ كل أب أن يشعر بالمشاركة فيها مع أبنائه ... أن ولدي .. ضيق الصدر.. يتطلع لأسئلتي .. و أستفساراتي عن أي شيء يخصه بأستخفاف.. كأنما أناقش شئون حياته بعقلية طفل!!... لماذا ؟؟؟ لأنني "دقة قديمة" ... لذلك فو لا يثق في تجاربي.. و لا عقليتي...

ولدي لا يفهمني ... لا يحترم شعوري...يصرخ طالبآ مني أن أدع له حق التصرف في أمور العائلة وحده دون الرجوع الي.. أو حتي أخذ رأيي... انه يتحزب مع أخوته ضدي... مطالبآ أن تكون له و لكل واحد منهم شخصيته الأستقلالية... التي تتفق و الزمن الذين يعيشون فيه... مطالبآ أن أتحول أنا الي مجرد رمز للعائلة ... رمز فقط... أي تحفة أثرية من مخلفات العائلة القديمة...

و يوم أكتشفت انه يشرب يشرب السجائر خلسة من ورائي... أضفت الي مصروفه ثمنها...بعد أن أدركت أنه يأخذ هذا المبلغ من أمه.. ثم صرحت له انه لا داعي لأن يعيش بشعور من يسرق بأستمرار... و أنني أعطيه الحق أن يدخنها أمامي .. مادام يفعل ذلك في غيابي ... حتي يكتشف وحده أنه لا داعي لها ... حاولت دائمآ أن أصنع منه الصديق الذي يتفاهم معي.. قبل أن يكون الأبن الذي يخشاني.. أو يعاندني .. أو لا أفهمه.. و لكنه أبدآ .. كان غير ذلك... لم يحاول أطلاقآ.. أن يشعرني بأي وزن لوجود شخصيتي في حياته...

فرغمآ من أنني أترك له مطلق الحرية في أختيار أصدقائه.. الطيبين و السيئين من الشبان الذين يحضرهم أحيانآ الي المنزل... فهو يتهرب من أن يراني واحد منهم.. أو أجلس معه ... أو حتي أحييه .. كأنما لقائي بواحد منهم نقيصة في حقه.. أنه قبل أن يدخلهم غرفة الجلوس يطلب مني مغادرتها.. ثم يحاول أن لا يشعر أحدآ من أصدقائه بوجودي.. كأنما في شكلي شيء لا يشرفه أن يراه واحد من أصدقائه... و عندما يعود من السهرة .. و أسأله :

- كنت فين لغاية دلوقتي ؟

- ما كنتش !

- ليه يا أبني ... أنت لسه طالب ... الساعة كام ؟

- الساعة 11

- الساعة 11 ... و الا .. الساعة 2 الصبح ؟

- انا عارف بقي 11 و الا 2

- طب .. بس يعني كنت ...

- مطرح ما كنت بقي و خلاص أديني جيت ..

- يا ابني دحنا ايام ما كنا زيكو كده ...

- زينا أيه بس ... هو دلوقتي زي زمانكم ؟

حتي ملابسي لا تعجبه ... لا تعجبه ألوانها السوداء و لا نوع التفصيلة التي أري فيها صفة الكمال الذي يتفق مع سني.. أنه يتغامز مع أخوته علي ملابسي قبل خروجي من المنزل أو عند عودتي .. أما المقهي الذي أرتاده منذ ثلاثين عامآ بأستمرار .. فهذه أيضآ مشكلة .. هو يصر علي أنها غير لائقة بمركزي كأب لحضرته .. لأنها في رأيه مقهي تنابلة السلطان .. و العواجيز .. و سماسرة الصفقات .. و العاطلين ... بينما أجد نفسي فيها شخصيآ .. كلما سهرت فيها مع أصدقاء شبابي ..حيث تحمل أركان هذه المقهي كثيرآ من ذكريات عمرنا ... و كلما شرحت له ذلك ضحك مني ساخرآ ...

لكني عادة لا أثور عليه ..!! أجد نفسي غالبآ أبتسم .. و أنا أفكر في صراع جيلي مع جيله .. و أتأسف .. أتأسف كثيرآ .. لأنني كنت أحلم في صدر شبابي .. أن يكون لأبني نفس طباعي و أخلاقي .. و أهبط برأسي علي صدري و أفكر ... و أنا أدفن في قلبي أحزان نفسي .. باسمآ ... لثورة ولدي علي تصرفاتي .. دون أن أصرخ أنا الآخر في وجهه ..دون أن أثور عليه .. و أتأسف .. أتأسف و أنا أسأل نفسي... لماذا لا يفهمني؟؟ ... لماذا ؟؟ .. لقد علمته كل هذا التعليم .. حتي أشعر بوجودي في حياته .. انني أقتطع أشياء كثيرة من نفقاتي و نفقات أمه لكي أضمن له مستقبله .. أننا نعيش كلنا من أجله .. و هو يدرك ذلك ... يدركه جيدآ ... لكن لماذا لا يفهمني.. لماذا ؟؟

حتي اسم عائلتنا اكتشف فجأة عندما دخل الجامعة .. انه اسم بال قديم بال كأبيه ... لا يصلح له .. باللفظ البلدي الذي يدل عليه .. "الفوال".. ليكتب علي مراجعه اسمه و اسمي فقط .. دون ذكر اسم العائلة ... فاذا سألته متألمآ لتصرفه هذا ..

- ليه كده يا ابني ... ايه اللي مش عاجبك في كلمة "الفوال" ؟

فيصرخ في وجههي :

- وحياتك يا بابا تسكت... هوه معقول فيه دكتور ناجح يبقي أسمه "الفوال" ...

- لكن ده اسمك يا ابني

- هو الزمن ده كده يا بابا ..

و اتركه .. و في قلبي الحسرة .. انني ايضآ أحب اذا اصبح طبيبآ ان تحمل يافطة عيادته اسمي... أن يعرف الناس انه ابني .. و لكنه لا يفهم ...!!

أن أحآ لن يعرف قسوة العذاب الذي يأكل صدري كلما فكرت في نتائج فشل تربيتي لولدي... بسبب روح العصر الذي نعيش فيه.. و الأدهي من ذلك .. انه يمشي مع البنات .. و يسمي هذا بين أصحابه "حب" .. انه يهرب من محاضراته ليتسكع مع فتاة في الحدائق و السينيمات .. و عندما أخبرتني أمه بهذه الواقعة .. و لا أدري كيف علمت بها .. و واجهته بذلك.. ققال لي :

- ياسيدي دي بتقويني في الفرنساوي ... هيه كده .. دي مصلحتي و انا عارفها... مالكش دعوة ...

لكن المسألة ليست فرنساوي كما يحاول أن يخدعني ... فالفرنساوي لا يتطلب منه أن يقف أمام المرآة ساعة كاملة لكي يصفف شعره الغالي .. و يرتدي قميصه الأبيض ... ثم يخلعه ليرتدي الأزرق .. قبل أن يخرج للقائها بعد أن يتشاجر مع أمه علي المصروف ...

هذه هي حياته !!!

فإذا طلبت منه يومآ أن نتحدث سويآ ... نختلف بعد دقيقة واحدة من بداية الحديث... لأنه يسخر من أي كلام أحاول أن أقوله له عن الفرق بين العادات القديمة .. و مودة العصر الحديث... حتمآ نختلف ... نختلف و تنتهي الجلسة بكلماته العادية عن "عباطة" أهل زمان و تخريف المسنين ...

ماذا أفعل ؟؟؟

أنا أعرف أنه يود أن يراني في صورته هو ... في منطقه ... و أسلوب تفكيره .. و عادات جيله الضائع ... لكنني أريد منه صورة كاملة مبكرة للرجل الناضج.. لقد أنجبته ليزدهر كفرع من شجرتي .. يحمل أسمي .. و أسم عائلتي.. و لينفعني و يسندني في شيخوختي.. لا أن أتعذب بتصرفاته و مناقشاته ..

ماذا أفعل ؟؟؟

أنني أصر علي أنني أبوه .. بينما هو يصر علي أن يكون وحده المتصرف .. هو الذي يفهم .. و يحسن التدبير...

انه يقول أنني أبوه .. بالأسم فقط ... و بحق إعالتي و إنفاقي عليه.. و ضيافته له في منزلي أيامه الباقية من الجامعة .. حتي يتخرج .. و يكسب قوته .. ليتحرر مني .. مني أنا ... أبوه !!!

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

clp:: lo:: clp::

وده اللى قدرت عليه .. وكفاية

اخناتون

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

إحم .. إحم

clp:: clp:: lo::

حمدالله ع السلامة ....

يابو أجمل ابتسامة ... ياما...(مش فاكر)

والنبى وحشتنا ..

وحشتنا.. وحشتنا...

فى غيابك عننا .. وحشتنا وحشتنا .. وإوعى

تعملها تانى ... تانى تانى تاااانى تااانى تااانى

وتسيبنا لوحدنا..

(أنا قلت نمشيها كتابة أحسن .. حفاظا على الذوق العام يعنى lo:: )

حمدالله ع السلامة

lo:: lo:: lo::

[وسط]!Question everything

[/وسط]

رابط هذا التعليق
شارك

عدت والعود احمد.......اهلا بك فى بيتك ...نورت ياسكوربيو.

وتدور الأيام ..وتسمع نفس الكلام .....بنفس الترتيب ونفس

المنطق ...من فم الابن ....يحكى عن ابنه ..

وان اختلفت بعض التفاصيل ...

اكمل من فضلك ولا تترك الخواطر مبتورة ...هل تلاقى الاثنان ؟؟

اعتقد ان التلاقى يتم فى مرحلة متقدمة ...عندما يصبح الابن ..اب.

والاب ..جد.

ويدرك الاثنان ان هذه هى سنة الحياة ...

فى سن معين نسمى حماية الأب ..تعسف..وتدخل ..

والزهو وفورة الشباب تجعلنا نظن اننا ملكنا العالم واننا اكثر عقلا واكثر صحة واكثر مرحا واكثر ..فى كل شئ ..واننا قادرون على احداث تغييرات فى كل شئ وكل مجال ...ووصلنا بمستوانا الى حد ...لانرضى بأقل منه ....بل نحاول اجبار الجميع على السير فى ركابنا .......وان لم يعجبك طريقى .....لا تتبعنى ..

اما انا فلن اتبعك ......انا .الأمام ..وانت الخلف..

وعندما تدور عجلة الأيام ...تكتشف عقم تفكيرك ...تكتشف ذلك فقط ..عندما تصاب بضربة من نفس المعول ....

كيف حالك ياعجوزى المرح ؟؟؟....يناديك ابنك بضحكة ...

هل مازلت تعتنق نفس الأفكار البالية ؟؟؟

متى تفيق وتعلم ان العالم يتقدم بسرعة غير طبيعية ؟؟

بسرعة الضوء..وانت تسير بسرعة السلحفاة...

وتجد نفسك بلا شعور ....تردد اقوال اباك ....

مهلا يابنى .....ان غدا لناظره قريب ..وسوف تعلم انى كنت على حق....

رائعة ياسكوربيو .....

تحياتى ..

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

انا بقى مش هاقول حمدالله على سلامتك يا سكوب ولكن هاقول حمدا لله على سلامه اخناتون فبرغم تعبه شارك بمداخله فيها ما قل ودل.

اما انت يا سكوب.............

clp::

clp::

lo::

lo::

قصتك ذكرتنى بقصه الطبق الخشب هل تتذكرها؟؟؟؟؟؟

ساقولها لك......

يتبع

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

نظر الابن الى ابيه ووهو يضع الطعام لجده فى طبق قذر من الخشب فى الحجره المظلمه القذره التى يضع فيها والده منذ ان شاء القدر ان يتولى هذا الابن الجاحد الاهتمام بأبيه.

ونظر الى الدمعات المتحجره فى عينى جده وهو يبتسم فى ذل الى ولده!!!!!!!!!

وفى يوم من الايام عندما كان الاب وابنه الصغير يشترون بعض الاغراض وجد الاب ابنه ينظر بمنتهى الاهتمام الى طبق خشبى معروض لدى احد الباعه.

فسأله لماذا تنظر اليه

فقال الابن الصغير

لانى اريد ان اشتريه

فسأله الاب لماذا؟؟

فقال الابن

كى اضع لك الطعام فيه عندما تكبر ..............

وايقن الابن انه بدأ مبكرا فى حصاد ما زرع.

النهايه

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ الفاضل سكوربيون معلش والله انا مقصر خالص لأني والعتب على النظر لم اكن افتح او أقرأ هذا اللينك خالص.

وفجأه قررت ان افتحه واقرأ مافيه وإذا بي اتتبعه من اوله لاخره لاكتشف موهبه مصريه في كتابة القصه المصريه القصيره.

تتبعت كتاباتك من اول خضره يا ملوخيه مروراً بفكري العجلاتي فوجدت مصريه خالصه في التعبير عن مشاعر المجتمع واشخاص القصه.

سكوربيون ، تحياتي

سقراط

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذي الكبير أخناتون...مدام سلوي.. أسو ذا جريت... سقراط.. أخي أبن مصر...

يمنعني الخجل عن شكركم بما فيه الكفاية علي مجاملتكم الرقيقة :blink: ...

و لكن قبل ان نغضب من الأبن ...الذي لم اجعل منه ابنآ عاقآ.. بل فقط متمردآ... أسألكم ...من منا لم تمر عليه هذه الفترة في حياته... فترة التمرد.. و الأعتراض علي أي أمر .. سواء من أبواه أو من مدرسيه...

... يومآ ما حلمت بأن أبتعد بحياتي .. مخالفآ كل كلمة قالها ... مخالفآ كل أمر أنتظر مني أن أقوم به... فقط لأفتتاني بشبابي ...

و الآن .. و أنا بعيد عنه .. عندما أنظر لوجه طفلي الصغير... أريد أن أرجع للوراء لأبقي بجانبه...

الآن ... و هو في هذه السن .. لا أستطيع أن أشعره بفائدة وجودي في الحياة....

الآن .. و هو في هذ السن التي تجعل منه هو أبني ... و أنا أبوه... هربت من مسئوليتي..

و رغم هذا .. كانت أبتسامته الحانية آخر مرة تقابلنا.. و قوله لي بحكمة الشيوخ... أعتبر ما فعلته معك و ما بذلته من أجلك .. دين ...

أوفيه مع أبنك انت ...

أبي .. كم أحبك... أطال الله في عمرك...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

الماكينة الجديدة

واصل خميس دفع يده بسكينة المعجون يحك بها جدران الصهريج الصاج الذي يقف بداخله مع سيحا صديق طفولته.. ثم توقف لحظة .. و عاد يتابع حديثه :

- هي صحيح بتحبني يا سيحا .. انما برضه الحب مش كل حاجة ...

مسح سيحا ذرات الكربون الأبيض المتطاير عن وجهه و قال له :

- لأ يا خويا .. الحب هو اللي حيسهل لكو كل حاجة ...

- ايه يعني ؟ .. حيعمل ايه ؟؟

- حيخليكو تسووا مشاكلكوا مع بعض... شوية من ناحيتك .. شوية من ناحية أمها .. و تحلو مشكلة الجهاز زي ما تكون ..

و بدا كأن خميس و هو يطرق لحظات طويلة .. و سكينة المعجون في يده تروح و تجيء علي جدران الصهريج .. انه يفكر مهمومآ غير مقتنع بما يقول صديقه ... ثم عاد يقول :

- تعرف .. سيبك ... هي برضه الفلوس اللي بتعمل كل حاجة ... هي اللي بتسعد ناس ... و تعذب ناس ... لو كان معايا فلوس ... قد الفين جنيه .. ما كانش الواحد احتاس الحوسة دي ... ما كانتشي فتحية تبيع الفساتين الجداد اللي اشتريتهملها علي مولد النبي و العيد و تديني فلوسهم عشان اكمل المهر .... ما كانتشي تبصلي كل ما اشوفها و تقوللي ما تزعلش يا خميس .. بكره تفرج ... يمكن الحاج حسني يزود يوميتك الشهر اللي جاي ..

و راحت السكينة في يد خميس تكحت صاج الصهريج .. و صوت احتكاكها يرن في الفراغ كأنه كلام ... بينما أخذ يضحك بمرارة قائلآ :

- قال يزودني ... طب افرض حتي انه زودني ... حيزودني قد ايه ؟؟ .. كام ؟؟ .. اتنين ... تلاتة ؟؟؟ طب و آخرتها ؟ ازاي حوفر الفين جنيه ... ازاي ؟؟؟

لم يستطع سيحا اجابة سؤال صديقه .. فهو يعلم تمامآ ماذا يعني توفير مبلغ مماثل لمن هو مثلهم .. و انقذه من الأجابة نداء الأسطي بدر و هو يرن بين جدران الصهريج ... ينادي من حوش الورشة :

- واد يا خميس .... خميس ...

و أطل خميس برأسه من داخل الصهريج علي الأسطي بدر ...

- أيوه يا أسطي بدر ... عايز حاجة ؟؟

- سيب سيحا عندك و تعال أنت عشان تروح مع الكاميونات لحد محطة السكة الحديد ...

و بخفة الفهد تعلق خميس بماسورة الصهريج و تدحرج عليها حتي نزل واقفآ علي الأرض فوق قدميه ... ثم دخل الورشة مسرعآ و غاب لحظات عاد بعدها يصيح من حوش الورشة :

- سيحاااااا ... سيحااا ... مش عايز أجيبلك حاجة معايا م البلد ؟؟؟ انا رايح مع الأسطي نبوي و العتالين نجيب الماكينة الجديدة ...

- يا شيخ اتلهي .. هو احنا لاقيين حق الكيلوبترا ...

كانت هذه أول مرة يسمعوا فيها عن تلك الماكينة الأمريكاني الجديدة ... ماكينة سرعتها الف و ميتين حصان .. منذ أن سافر صاحب المصنع الحاج حسني الدمنهوري الي أمريكا ليمضي أجازته مع زوجته ... في ذلك اليوم بعد الظهر جمع أبن الحاج حسني البكري ... الأسطي بدر و الأسطي نبوي و الأسطي حبيب .. و فتح أمامهم درج مكتبه و أخرج كتالوج الماكينة الجديدة .. و قال لهم :

- شفتوا بقا يا جماعة ... ياللا ... عايزين الحاج حسني ييجي آخر الشهر يلاقي الماكينة الجديدة شغالة زي الساعة..

و تلاصقت الأكتاف جميعآ حول المكتب .. و مالت الرؤوس كلها فوق كتالوج الماكينة الجديدة ذو الورق المصقول اللامع يتأملوا رسمه كاملآ ... و رسوم قطعه مفكوكة قطعة قطعة ... متعجبين في فرحة من ألاته المتداخلة المتشابكة ببعضها كأن كل واحد منهم يمتلك هو وحده تلك الآلة العجيبة ... كل واحد منهم يتكلم عن آلة من آلاته ... كيف تتحرك ... كيف تدور ... و كأنه يعرفها أو عمل عليها في ورشة أخري من زمان ...

و عندما قام الباشمهندس من أمام مكتبه الي حوش المصنع ... كانوا جميعآ وراءه يدورون حول الصناديق الكبيرة الخشبية .. يتأملوها في عجب و مهابة ...و قد كتبت علي جوانبها بالبوية الحمراء و الزرقاء حروف و أرقام باللغة الأنجليزية عن الجمارك .. و المواني .. و البلاد التي مرت عليها أثناء مجيئها الي مصر ...

و أحضر خميس الشواكيش و المفكات و العتلات و أبتدأوا في الحال في فك الواح الخشب العريضة التي تكون غطاء الصندوق الأول... و سيحا يسأل خميس :

- بذمتك .. الحتة دي بس .. تساوي قد ايه ؟

فيضحك خميس و الكماشة في يده ينتزع بها مسمارآ و هو يجيب :

- تساوي قد ايه ؟ .. تساوي يوميتي .. و يوميتك ... و يومية حسين غفير الورشة مدة عشر سنين .. و أحسبها أنت بقي.. و شوفها تساوي قد ايه ؟ ...

و يضحك الجميع في نشوة قلقة .. و يستمروا في نزع المسامير بعناية ... و الأسطي حبيب يدفع "بالأجنة" بين الألواح و بعضها بهدؤ و حكمة .. كأنه طبيب يمسك بين أصابعه مشرط الجراح يجري به عملية جراحية في جسد صديق مريض ..

و الشاكوش في يد الأسطي نبوي كانت دقاته منتظمة .. محكمة ... في غاية الحذر ...

و الأسطي بدر تحنو نظراته علي جناح الدراع يرفع عنها قطع الأسفنج و القش الملفوف فيها .. و يتحسس بيده الحديد البارد باسمآ في فرحة ...كما يتحسس الرجل بين يديه ذراع مولود جديد جاء علي كبر ...

و خميس يدفع بالعتلة أسفل جناح الدراع يحاول أن يرفعها فوق كتفه و هو يغمغم لنفسه بصوت خافت ... هه .. هيلاااااا ... هوب . و في نظراته سهوم بلا ضحك كعادته و لا عبث مع سيحا كشأنه طول النهار ... و سيحا ينادي عليه :

- ويايا و النبي هنا يا خميس ... تعال شوية ... شد من هناك .. شدها كده ... لأ كدهوه .. يا باي مالك كده ... ما تبص يا جدع قدامك .... كداهوه ...الناحية دي ..و حياة فتحية تروق بالك معانا ... صحصح يا أبني .. كل عقدة و لها حلال... وحياتك لتفرج و تبقي عال ... ياللا . هيلااا.. هوب....

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

سكووووووووووووب

كل ده من ورايا

جميل جدا يا سكوب بس اسمح لى حتناولهم واحدة واحدة براحتى من الاول

وفى هذه الاثناء انتظر بقية حكاية الماكينة الجديدة

على فكرة

حكاية بياع الموز دى قوية جدا

ربنا يعين وييسر للجميع

لى عودة قريبا

ونورت بقلمك وابداعك عقولنا وقلوبنا

مادا ومانا

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

كان وصول الماكينة الجديدة الي الورشة حدث له أهمية .... أدخل علي نفوس الأسطوات شيئآ من الفرحة .. و شيئآ من الأعتزاز بأنفسهم و أهميتهم و تفوقهم علي الورش الأخري التي تحيط بهم ... و بينما كانوا ينظرون الي أنفسهم فرحين بها .. كأنما سيحدث في حياتهم شيئآ تمنوه من زمان .... صاح الأسطي حبيب بنبوي قائلآ :

- شد حيلك يا حلو ... والله اسستريحت من زق الطارة كل يوم الصبح .. دلوقتي كل اللي عليك أنك تشد سكينة الكهربا و الماكينة تشتغل لوحدها علي طول ...

و أبتدأوا في فك غطاء أول صندوق ...و أخرجوا منه ذراع الماكينة الأول ... هيكل حديدي ضخم .. كان باردآ كالثلج بين أيديهم و هم يرفعونه من الصندوق و يقيموه بأحتراس بجانب الحائط ... و في الصندوق الثاني و الثالث كان هناك الذراع الثانية ... و تروس عديدة ..و الطارة ... و علبة المسامير الفرط .... و التي رفعها الأسطي بدر بين يديه بهدؤ و وضعها جانبآ علي الأرض ... و أبتدأوا في ازاحة الطارة من مكانها بالعتلات .. و رفعوها جانبآ حتي وقفت علي حافة الصندوق ... ثم دحرجوها علي الأرض خطوات .. ثم سار بها الأسطي نبوي و حبيب ...

فجأة ....

دوت صرخة مكتومة أعقبها أنين .. و أستدار الجميع ناحية الصوت.. و هالهم رؤية خميس يئن تحت الطارة بجوار السور .. و الأسطي بدر يحاول عبثآ أن يرفعها من فوق صدره ... و في لحظة واحدة كان الجميع يدفعون بالعتلات بين أيديهم تحت الطارة الكبيرة حتي أستطاعوا أن يرفعوها قليلآ عن الأرض ليجذبوا من تحتها خميس ...

و لكن خميس لم يستطع أن يتحرك ... و سحب الجميع أيديهم التي كانت تجذبه في جزع.... كان طرف الطارة الصلب قد أنغرس في صدره حتي نصفه ...و أنبثق الدم من مكانه كالنافورة ...و هو يئن .. و يده ترتعش .. و عضلات وجهه تنبسط و تنقبض .. و عيناه من شدة الألم مغلقتان ...

و أرتبك الكل ... أرعبهم منظر خميس و هو يتلوي تحت الطارة ...لحظات حتي أستطاع الأسطي بدر أن يتمالك شجاعته و يسحب خميس من ذراعه الي أسفل ... ثم يجره علي الأرض و ينزع قميصه عن صدره و هو يصرخ فيهم طالبآ الأسعاف ....

مددوا خميس بجانب الحائط علي ظهره ... و خلع عباس السباك جاكتته الصفراء و وضعها تحت رأسه .. و الأسطي بدر لا يزال ضاغطآ مكان الدم المنبثق بكفه و هو يشجع خميس قائلآ له :

- ما تخافش يا خميس ... سليمة يا ابني .. مافيش حاجة .. أنت سليم .. ماجرالكش حاجة ... الحمدلله .. جت سليمة ..سليمة والله العظيم ...

و راح الأسطي نبوي يدفع الجميع بذراعيه بعيدآ عن خميس و هو يصيح :

- وسعوا شوية يا جماعة ... خلوه يشم الهوا ... وسعوا شوية ما تنطربوش ... سليمة ان شاءالله ...

و أستطاع سيحا أخيرآ أن يتسلل بين الواقفين .. و أقترب من رأس صديقه .. و تأمل وجهه جيدآ ... ثم جمع شجاعته و نظر الي الدم المنبثق من اصابته تحت كف الأسطي بدر ... كان وجه خميس الأسمر الضاحك قد أمتقع لونه .. و اصفر .. و تحول الي لون باهت كالتراب ... كانت عيناه غائمتان .. و أنفاسه تلهث ببطء .. و يرتفع بها صدره و يهبط مع أنين مكتوم ... و أندفع صلاح نازلآ من مكتب الأدارة قادمآ نحوهم و هو يول :

- خلاص ... كلمت الأسعاف ... زمانها جاية علي طول ... سليمة ان شاءالله ...

و رفع الأسطي بدر كفه عن صدر خميس بالمنديل في يده .. و قد تلوث بالدم ليضع مكانه منديل آخر قدمه له الأسطي مدبولي و قسمات وجهه ساخطة ...و هو يلعن دين الماكينة الجديدة لدين يومها الأسود ...

و تسربت نظرات الجميع الي المنديل في أضطراب و رهبة ...و قد انبهرت وجوههم جميعآ بلون الدم الأحمر القاني و ق بلل المنديل كله .. و اشاح بعضهم بوجهه بعيدآ في خوف حتي لا يري الجرح نفسه و الدم ينزف منه بغزارة ... ثم التقت عيونهم جميعآ و هي تتحول ببطء ناحية المنديل الثاني ... و الذي كان أبتل هو الآخر بين أصابع الأسطي بدر التي انت تضغط صدر خميس لتحول دون أنبثاق الدم من جديد ...

في تلك اللحظة تحرك خميس أخيرآ في رقدته .. و أن آنة ضعيفة و بدا كأنه يفيق من أغمائته علي الألم ... حرك ذراعه أول الأمر ناحية صدره .. ثم فتح جفنيه و نظر الي الوجوه التي تحيط به بوجه باهت أصفر كله أعياء ..

يتبع

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

اخي الفاضل اسلوبك دائما له ميزة خاصة وطتبع متميز سلمت اناملك ولي عودة للأستمتع بما تبقى

لك شكري وتقديري

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      صديقى الذى أحب السكر كان يضع خمس ملاعق فى كوباية الشاى ولا يشرب أى شىء بدون سكر حتى فى المياتم كان يطلب قهوتعرض الصفحة
    • 0
      تقول الأسطورة القديمة أن المطبخ هو مملكة النساء ولكل امرأة مذاق ونفس خاص فى الطبيخ وعندما تعشق المرأة تتفنن عرض المقال كاملاً
    • 0
      شتيت فجر اليوم فى الأسكندرية.... ومازلت فى بعض المناطق بشرة خير إن شاء الله يارب سنه خضره عليكى يا عزيزه عينى و قلبى يا مصر يا بلدى سنه حضرة على مسلمينك و مسيحيينك و يهودك و غيرهم على متدينينك و غيرهم على ليبرالينك و غيرهم على كبيرك و صغيرك على رجلك و سيدتك و طفلك سنه خضره على مواطنينك يا بلدى يارب سنه خضره من أجل شيوخ رُكع... و أطفال ٍ رُضع.... و بهائم رُتع سنه خضرا عليكى يا مصر و على أهلك أجمعين.... آمين سنه خ... خ ... خ .... على من عاداكى يا مصر من جوه ولا من بره... على من خرب أو أ
    • 11
      النهاردة ضحكت كما لم أضحك من قبل .. وكم في مصر من مبكيات بأتصل بحماتي من شويه .. وبأقولها لها : إزيك يا ماما صحتك عاملة إيه ؟ ( هي مريضة وعلى وشك إجراء عملية كبيرة كمان ) فقالت : الحمد لله كويسة .. وروحت كمان إنتخبت النهاردة فقلت لها : ليه كده بس ده أنتي مش بتقدري تمشي .. روحتي ليه ؟ قالت لي : العربيات جت المنطقة عندنا وبالمكرفونات قالوا تعالوا هانوصلكم للجنة الإنتخابات ونرجعكم كمان عشان هاتدفعوا 500 ج غرامة لو ما روحتوش .. بس على شرط ... تدخلوا اللجنة وتعلموا قدام ( الزتونة .. وبوكية الو
×
×
  • أضف...