اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مقالات تنويريه ...


Recommended Posts

إبراهيم عيسى:

سأحكى يوما لأحفادى
ان هناك رئيس ولكنه لم يتولى الرئاسه اسمه " عمر سليمان "

ان هناك رئيس شرعى للبلاد فضل مصلحة مصر علي مصلحته الشخصية اسمه " احمد شفيق "

ان هناك رئيس سابق اختلفت معه كثيرا تنحى حفاظا علي مصر ولم يهرب كما فعل غيره ولم يطلب الخروج الامن كما فعل " عبد الله صالح " .. ورضى ان يُحاكم ويُهان اسمه " مبارك "

ان هناك رجل وضع روحه علي كفه رغم انه لم يستفد اى شىء فى سبيل اسقاط المخطط اسمه الفريق اول "عبد الفتاح السيسى"

ان هناك اُناس يدافعون عن كل من يقف ضد الجيش او الشرطة ، بدعوى حقوق الانسان ، ولا يدافعون عن شهداء الشرطة والجيش .. اسمهم " نشطاء السبوبة "

ان هناك اُناس صدعونا علي الفضائيات بالكلام عن " الحرية .. والديموقراطية .. والثورة مستمرة " اسمهم " نخبة "

ان هناك اُناس استحملوا السب والاهانة والاتهام بالعبودية ولحس البيادة لمجرد دفاعهم عن الجيش وفضحهم للمؤامرة عليه .. اسمهم "فلول"

ان هناك اُناس يتاجرون بالدين يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية وكل هذا من اجل كرسى زائل .. اسمهم " اخوان "

ان هناك اُناس باعوا وطنهم بأبخس الاثمان ، تدربوا علي اسقاط مصر فى الخارج .. من اجل حفنة من الدولارات او منصب زائل وُعدوا به .. اسمهم " خونة جواسيس عملاء "

ان هناك صقور تجيد العزف منفردة ، وما فعلوه علي مدار عامين سيدرس فى اعتى اجهزة المخابرات العالمية اسمهم " المخابرات المصرية "

 

 

أنا ممن يهتمون عند القراءة لأحد الكتاب بـ "ماذا" كتب أكثر من اهتمامى بـ "من" كتب
هذا المقال من أفضل و "أصدق" ما قرأت للكاتب ابراهيم عيسى

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 166
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

اليهود فى العصر الحديث دبروا مؤامرة الجنيه الورقى المصرى القذرة وسرقوا ذهب الشعب المصري كما سرقوه أيام موسى وخروجهم من مصر .... تفاصيل السرقة بدأت مع تأسس البنك الأهلي المصري عام 1898 بقيادة ميشيل سلفاجو وإرنست كاسيل ورافائيل سوارس ، وكان رأسماله 3 ملايين جنيه إسترليني .... وأسس جاك سوارس البنك التجاري المصري والذي عُرِفَ وقت تأسيسه عام 1905 باسم ( بنك التسليف الفرنسي ).... ثم تحول إلى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليوناً و200 ألف جنيه إسترليني ، كما تأسس بنك سوارس عام 1936 ....وظيفة البنك الأهلي المصري كانت طباعة أوراق نقدية تحمل اسم 1 جنيه مصري ثم توزيعها على المصريين و سحب الجنيهات الذهب من المواطنين في أقذر خدعة نصب في تاريخ مصر و تم سرقة مخزون الذهب المصري لتمويل ثورة الشريف حسين و ثورة آل سعود و تمويل مستعمرات اليهود في فلسطين و اسقاط الخلافة العثمانية !!..هذا الذهب كان اسقاطا لنبوءة سرقة الذهب المصري من اليهود قبل الخروج من مصر كما يقولون أنه حدث على يد اليهود في عهد موسى ....لقد قامت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين عام 1916 مدعومة من بريطانيا ضد تواجد الجيش التركى ، وكان هذا الدعم يحتاج إلى تمويل القبائل العربية بالمال لصد الجيش التركى فى العديد من المدن مثل مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع والعقبة ودمشق وحلب ..... لكن الجانب البريطانى تعذر له توفير التمويل اللازم بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى ، فإمتدت يد بريطانيا إلى السبائك الذهبية التى أودعها البنك الأهلى - المصرى - فى خزائنه ، ووضعت بدلا من الذهب حزمة أوراق سندية تعترف فيه بالدين ، وكان لزاما على البنك إصدار أوراق بنكنوت بضمان السندات البريطانية دون وجود لذهب يغطى نصف المصدر من أوراق البنكنوت ، وكانت الحكومات المتوالية ترضى بالحلول التى يضعها محافظ البنك - الإنجليزى - للأزمات وذلك بأن يصدر أوراق بنكنوت جديدة فى نظير أن يزيد كومة من السندات ، وعقب الحرب العالمية الأولى بلغت هذه السندات مائة وخمسون مليونا " 150 مليون " من الجنيهات قيمة الذهب المصرى وعدد من الأرصدة الإسترلينية ....

وتكررت هذه المهزلة بقيام الحرب العالمية الثانية ، وسرت فى الأسواق أوراق نقد مصرية ليس لها مقابل فى البنك إلا مجموعة من السندات لن تجدى شئ ، وبلغت حجم السندات البريطانية داخل البنك أربعمائة وثلاثين مليونا من الجنيهات " 430 مليون " ، وبهذا دفعت كل من مصر والهند وجنوب افريقيا وكندا ثمن إنتصار إنجلترا فى الحرب ....فى يونيو 1947 عقدت مصر أول إتفاق لتسوية هذه الديون ، وخرجت مصر بعد إتفاق هزيل إلى الإفراج على عدة ملايين لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة - لتسديد ديون السكك الحديدية والمرافق الحكومية التى عاونت السلطات العسكرية أيام الحرب ، وإعترفت مصر لبريطانيا بحقها فى تجميد ما لديها من ديون نظير وعد بالإفراج فى المستقبل ، هذا وقد صرح وزير مالية بريطانيا - دالتون - فى مجلس العموم البريطانى فى نفس عام الإتفاق يعلن إنكاره لأى إلتزام أدبى يقع على عاتق بريطانيا فى الوفاء بهذا الدين .... لم يمر عاما واحد إلا وأعلنت بريطانيا تجميد هذه الديون بعد حصولها على قرض كبير من أمريكا عام 1948 ، وبررت بريطانيا هذا التجميد بإنه المنقذ الوحيد لها من الإفلاس ....وفى عام 1951 دخلت الحكومة الوفدية فى مباحاثات طويلة مع الجانب البريطانى ، وكانت بنود المباحاثات كالآتى .. يفرج فورا عن 25 مليون جنية ، يفرج كل عام عن 10 ملايين جنية ، تضع بريطانيا 14 مليون جنية لحساب مصر وتحولها إلى دولارات ، استبعاد 80 مليون للتباحث عنها من جديد ، مدة العقد 10 سنوات .. إجمالى الإتفاقية أقل بكثير من مجموع الدين !! ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ....اذن تعهد البنك بتقديم جنيه (ذهب طبعا) كما هو مكتوب علي ظهر الجنيه المصرى القديم ذهب ادراج الرياح !!...ولكى تفهموا اللعبة القذرة اطرحوا فرق قيمة الجنيه الورق لو طرح من فرق قيمة الجنيه الذهب فكم تساوي و أين ذهبت هذه القيمة ؟ لقد ذهبت لليهود و الصهاينة و نحن في غفلة !....

 

 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

1435425889_4.jpg

 

”باريس هيلتون” : هل عرفتم لماذا يقتل العرب بعضهم؟

 

لم تكد باريس هيلتون، وريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية، تصل إلى بلادها بعد المقلب “الطريف” الذي أوقعها فيه الممثل “الكوميدي” رامز جلال، حتى كان لديها الكثير لتقوله.

 

لا يهم أن تكون عادت محمّلة بعشرات ألوف الدولارات كما قيل، فهي اعتادت أن تصرف هذا المبلغ “التافه” في يوم روتيني، دون أن تذكر في نهاية اليوم كيف وأين صرفته.

 

في بلدها، أخبرت أصدقاءها كيف أنّها استدرجت في حيلة لتأتي إلى دبي التي زارتها أكثر من مرّة، لم يخفها شلال الدم الذي يسيل في العالم العربي منذ سنوات، فهي تعرف أنّ دبي آمنة، أخبرتهم أنّها لبّت الدعوة إلى الإمارة التي لم تر منها سوى مبان ضخمة ورفاهية لا تزال قادرة على إدهاشها هي ابنة هيلتون، وحسن استقبال ربّما لم تر مثيلاً له في أي بلد آخر زارته، قبل أن تخبرهم أنّ هذه الرحلة لم تكن مثل سابقاتها.

 

قالت لهم إنّها صعدت إلى الطائرة، وحاولت التغاضي عن بعض الحركات الصبيانيّة التي حاول افتعالها رامز جلال، فهذه الحركات كانت أقل من أن تغيظها أو تخرجها عن طورها، قبل أن يتطوّر الأمر دراماتيكياً وتبدأ الطائرة بالارتجاج فوق السحاب، ارتجاجاً أبعد ما يمكن أن تتخيّل باريس هيلتون أو غيرها أنّه مجرّد مزحة.

 

أخبرتهم كيف أنها عاشت رعب اللحظات الأخيرة، وكيف رأت بأم عينها رجلاً يسقط من الطائرة، سارعت فور هبوطها في المطار وقبل أن تعرف أنّه مقلب إلى السؤال عنه، سؤالاً لم يخطر على بال أي ضيف عربي ممن سبقوها في البرنامج، ربّما لم تعرف هيلتون أنّ هذه “الزلّة” أمسكها المشاهدون على ضيوف الحلقات، غامزين من قناة أنّ النجمة الغربية أكثر إنسانيّة منهم، وأكثر رقياً من لوسي التي مزّقت ملابس رامز، وأكثر تهذيباً من نيشان الذي شتم، فهي شتمت بالانكليزية، والشتائم عندما تقال بلغة أجنبية يصبح وقعها ألطف على أذان الجمهور العربي.

 

أخبرت باريس هيلتون أصدقاءها كيف أنّها كانت تستعد لمواجهة الموت، عندما أوحى لها فريق العمل أنّ الطائرة لن تنجو، وكيف أنها لم تصدق عندما أخبرها رامز جلال بعد هبوط الطائرة سالمة أنّ كل ما عايشته كانت مقلباً، صدمة جعلتها تنظر إليه نظرة أقسى من كل الصفعات التي وجّهت إليه لتقول “كل هذا لأجل مقلب؟”.

 

ولم تنس النجمة أن تخبرهم أنّ البرنامج أعدّ أصلاً لإضحاك المشاهدين العرب، وأنّ هؤلاء ضحكوا حدّ الثمالة من نجمة تصرخ لأنّها تشعر أنّ لحظاتها الأخيرة قد دنت، وأغرقوا في الضحك عندما شاهدوها منهارة بعد أن عرفت أنّ كل ما مرّت به هو مجرّد مقلب. وأنّ لهذا البرنامج نسخات مشابهة تعرض على شاشات أخرى، وأنّ الجمهور العربي يتابعها بشغف، وأنّ نسبة المتابعة المرتفعة عادت على المحطّات بمردود إعلاني يسد حاجتها إلى المال سنة كاملة، يستعيد فيها رامز جلال نشاطه ليفكّر أين سيهجم هذا العام وكيف.

 

وتنهي باريس قصّتها وعلى وجوه أصدقائها دهشة، لتقول لهم مستدركة: هل عرفت لماذا يقتل العرب بعضهم؟

سيناريو تخيّلته وأنا أشاهد الحلقة، ربما السيناريو الحقيقي ليس بأفضل حال، فحتى لو كان رامز قد اتفق مسبقاً مع هيلتون على المقلب، فهذا لا ينفي أن ثمّة محطات تشتري هذا العمل بمبالغ طائلة، وثمّة مشاهدون يموتون ضحكاً وهم يشاهدون نجوماً يتعذّبون، هم أنفسهم الذين باتوا يتناقلون مشاهد تقطيع الرؤوس والحرق والتعذيب فيما بينهم على مواقع التواصل الاجتماعي ويخزّنوها على هواتفهم كما يخزّنون صور أطفالهم وصور ذكرياتهم الخاصّة.

 

كان بإمكان رامز جلال أن يفكّر ولو قليلاً كيف سيكون انطباع باريس هيلتون الآتية من الغرب عندما ينتهي التصوير وتجلس وحدها وتفكر: هل يعقل أن كل ما حصل كان لإضحاك المشاهدين العرب؟ ولماذا أصلاً يضحك المشاهدون على مشهد مأساوي تكرّر كثيراً فوق السحاب ولم تصلنا صوره لأنّ الصناديق السوداء تنقل أصوات رعب اللحظات الأخيرة فحسب؟

 

 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9

 

الأمير كمال الدين.. أنشأ كلية الفنون الجميلة وتنازل عن لقب السلطان

 

الأمير كمال الدين حسين، هو ابن السلطان حسين كامل والأميرة عين الحياة ابنة الأمير أحمد رفعت باشا، وأشقاؤه هم الأمير أحمد كاظم والأميرة كاظمة والأميرة كاملة، ظل الأمير حسين يلقب بصاحب السمو حتى سنة 1922م ، فقد أعلن استقلال مصر فى تلك السنة واتخذ السلطان فؤاد لقب ملك مصر، فصدر قانون ملكى يمنح لقب “صاحب السمو السلطانى” لأنجال السلطان حسين فأصبح الأمير كمال الدين حسين يلقب بصاحب السمو السلطانى.

 

تزوج الأمير حسين من الأميرة نعمت الله توفيق ابنة الخديوى توفيق، ولم يرزق منها بأطفال، ولكنها كانت متزوجة قبله من النبيل عادل طوسن ورزقت منه بابن أسمته جميل طوسن، ومما يذكر أن الأميرة نعمت الله هى الكريمة الثانية للخديوى توفيق، لذلك لم يضف زواجها الأول أو الثانى ألقاب لأنها تدعى أميرة قبل ذلك.

 

الأمير كمال الدين حسين تبرع بتحفه ووضع أطلس لإفريقيا وطبعه على نفقته الخاصة

أشارت مجلة المصور فى عددها رقم 393 الصادر فى 22 إبريل 1932م، ولم تذكر المجلة سبب تنازل الأمير يوسف كمال عن لقبه، ولكنها ذكرت مواقفه الوطنية مثل رئاسته الاحتفال بذكرى 13 نوفمبر عام 1920م، حيث اندلعت عام 1935 مظاهرات ضد الإنجليز وضد إسماعيل صدقى بعد إلغائه لدستور 1923.

 

ويرجع الفضل للأمير حسين فى إنشائه لمدرسة ( كلية الأن) الفنون الجميلة ورئاسته لجمعية محبى الفنون الجميلة وتبرعه للمتاحف بالتحف التى يمتلكها وقيامه بوضع أطلس لإفريقيا وطباعته على نفقته بالخارج، كما أنه كان محب (للحظ) وكانوا يسمون الفن حظ، فكان يدعو سامى الشوا عازف الكمان ومحمد عبد الوهاب لإحياء السهرات فى سراية المطرية.

 

مختارات

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

الخصوبة والكعبة وبكة وأصولهم المصرية

Posted on July 9, 2015 by civicegypt

 أحمد الهلالي 

 

نعلم انه الكعبة بمكة أو بكة كانت مزار لحجاج كثيرين من حضارات وعقائد مختلفة … وكان يطلبها النساء لغرض الخصوبة والانجاب وكان من ضمن طقوس الحج قبل ظهور الاسلام بالمنطقة ان تمسح المرأة بدماء الحيض على الحجر الاسود الذي كان يعتبره الناس جالبا للخصوبة بصفته احد الاحجار المقذوفة من السماء او النيزكية حسب الروايات العربية عنه …

 

حسب احد التفسيرات ان لفظ بكة هو ( بك ) بالآرامية بمعنى معبد مثل بعلبك بمعنى معبد بعل و التاء المربوطة في الآرامية للتعريف مثل الالف واللام في العربية فمعنى بكة المعبد بالآرامي … ولكن الحقيقة ان أصول الفكرة مصرية صميمة ومن عمق الفلسفة المصرية … كيف ؟

 

 

كلمة ( بكا ) تكتب ( ساق بشرية و علامة الكا او الكع ) و تعني حرفيا تكون حامل وأيضا تعني الغد او اليوم التالي … باضافة تاء للكلمة يصبح المعنى امرأة حامل … و ايضا كلمة بكا تعني خادم لمقام رفيع و غالبا هي احد اسماء الوعاب بمعنى القائمين على خدمة المعبد …

 

مخصص كلمة ( بكا ) تكون حامل و ( بكات) امرأة حامل هو شكل امرأة حامل جالسة و معنى الكلمة الاخر وهو الغد يشير الا ان الجنين المنتظر كان ينظر له في الفلسفة المصرية على انه الغد او هو الشمس المنتظر سطوعها في يوم جديد … بالبوم الصور المرفق صورة للرمز آخت الافق وهو رمز للشمس على عرشها بين أسدين و في الصورة الشمس تحمل داخلها الطفل حروبقراط … وكأن الشمس هي الاخرى حبلى في المستقبل المشرق المنتظر …

 

الانجاب في الفلسفة المصرية استقاءا طبعا من الطبيعة قائم على القطبية … فمن اين ينتج الآخ او القرين المشرق او المستقبل انه من اندماج الروح ( كع ) و الذات البشرية ( با ) وهذا ما نص عليه كتاب القادم بأمر حر المعروف بكتاب الموتى … اذن الكعبا او الكعبع هي مصدر الآخ او بمعنى آخر انه ما بداخل المرأة الحامل ( بكات ) هو اندماج الكعبا لانتاج الآخ المشرق او المستقبل انه الجنين الذي يحمل معه المستقبل فهو رمز للشمس التي تولد صباح كل يوم جديد.مصفوفة هندسية . المكعب

 

حسب الفلسفة المصرية فان باندماج القطبين الذكري و الانثوي ينتج عنهم البعد الثالث او العمق مما يجعل الشيء ماديا ملموسا … فأي شيء نستطيع لمسه هو ذو ثلاثة ابعاد لان اي شيء ذو بعدين فقط هو مجرد خيال لا ينتمي للمادة … هكذا فان البعد الثالث هو ما يعطي وجودا للمادة في عالمنا … اذن فان الابعاد الثلاثة في الفراغ وهي ايضا تعبر عن المكعب الذي هو مكون من ثلاثة ابعاد متساوية … المكعب هو الشكل النمطي الذي يعبر عن المادة الصلبة او التراب ضمن الخمسة اشكال الافلاطونية التي تعبر عن الاثير و الضوء و الهواء و الماء و التراب … فالمكعب هو رمز للتراب الذي ذكر ان خمنو استخدمه مع الماء و الهواء والنار ليصنع منه الاطفال على عجلته … وجدير بالذكر ان لفظ Cube جاء من كعبا او كعبع او كعبة . وايضا علم الكابالا اليهودي والذي هو مختلس من الفلسفة المصرية هو يعني لفظيا خلق بعد ثالث للاشياء حتى اسمه كابالا ( كعبة الله ) هو مشتق ايضا من الكلمة الاصلية كعبع او كعبا المصرية …

 

هكذا يبدو واضحا ما هو الرابط بين تمنى الانجاب و الخصوبة و الكعبة و بكة … فالفكرة فلسفية مصرية في الاصل حيث ان الاطفال كما نطلق عليهم (حتة لحمة حمرا ) هم احد تحول الطاقة من الحالة اللامرئية الى الحالة المرئية و الملموسة فالاطفال هم احد تجليات الخالق في المادة فتطورت الفكرة و اصبح التقرب للمادة و استجلابها عن طريق المكعب…

 

حتى انه في أبدجو او أبيدوس كان يقام كل عام في موعد الانقلاب الشتوي للشمس احتفالا و يزور المصريين قبر أوزير الرمزي بأبدجو لانتظار مولد الشمس السنوي بعد الانقلاب الشتوي وهو احتفال بقيام أوزير مشرقا حيث يندمج الكع و البع الخاصين به فيولد من جديد او يبعث من موته … و كانت تلك الطقوس تعتبر اول طقوس الحج في التاريخ ولا سيما انه ضمن اسماء منطقة أبيدوس او أبدجو هو أم القعاب او أم الكعاب و لفظ حج في المصرية هو بمعنى رداء أبيض ملكي وهو رداء أوزير و رداء زوار قبره أيضا…

 

اذن بكة اصولها اللفظية و الفلسفية هي بكات المصرية و الكعبة هي الكعبا التي تنتج الآخ و سافرت علوم مصر للبشر حتى يتكشف لهم حقيقة الكون و اسراره …

 

هكذا تكشف الحضارة المصرية انها هي بداية البشرية و افكارها وفلسفاتها … انها مصر حيث بدأ كل شيء.

 

 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

حسن خاتمة أبو لهب

Posted on July 12, 2015 by civicegypt

هبة مأمون 

 

مات يوم الجمعة، مات في الديسكو، مات في رمضان، ماتت على المسرح، مات وهو ساجد، مات في خناقة، مات في الحج!

 

إحنا مالنا مات فين وإمتى وازاي؟

 

ليه بنحاول نحشر نفسنا في كل حاجة بين الواحد وربنا حتى الموت؟

 

وكأننا ماستكفيناش بالتدخل في حياة الأحياء فقررنا نتدخل في خصوصيات الأموات!

 

مره كده قررت أدور ورا علامات حسن وسوء الخاتمة اللي بيتكلموا عليها، مالقتش ليها أي ذكر في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة..

 

 

مافيش علاقة بين شكل الموتة ووضع الميت عند ربنا..

 

الحسين وعمر بن الخطاب؛ واحد اتقتل واتقطعت راسه، والتاني طُعن حتى الموت، والاتنين ماماتوش في رمضان!

 

أنا باتكلم هنا عن مبشر بالجنة وسيد شباب أهل الجنة..

 

أما بقى عن شارون، فمات في العشر الأواخر من رمضان، وكان في غيبوبة قبلها ووشه يعلوه السلام..

 

وماقولكوش عن أبو الحجاج الثقفي؛ الراجل مات يوم ليلة القدر 27 رمضان..

 

وجانكيس خان برده مات في رمضان!

 

يااااه يا عبد الصمد كل الطواغيت دول نالوا حسن الخاتمة؟ والمبشرين بالجنة لأ!

 

من الآخر حسن الخاتمة ده وهم بدأ بنشره الحانوتية والمغسلين عشان يطلعوا بسبوبه من أهل الميت، واحنا عشان شعوب بتعشق التدخل في شئون الناس عجبتنا الحكاية، فرصة ذهبية، هنلاقي حاجة نتكلم فيها كام يوم بعد الدفن.

 

الموت يا سادة هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة التي لا نعرف عنها سوى القليل، يعني مانعرفش غير اللي ربنا أخبرنا به في كتابه.

 

مافيش حد رجع من الموت عشان يقولنا شاف إيه بجد، ومهما وسعت مداركنا وكبرت قراءتنا برده مش هنعرف حاجة..

 

فياريت ماندخلش نفسنا في حاجة مانعرفش فيها.

 

من وجهة نظري مافيش أحلى من موتة الإنسان على السعادة، ولو كانت السعادة دي سيجارة وفنجان قهوة مات وهما في إيده.

 

سيبوا الميت لربه، وياريت ماتدخلهوش الجنة والنار بسبب ابتسامه على وشه، ويوم أو مكان مات فيه.

 

وخليكوا فاكرين إن أبو لهب مات في العشر الأواخر من رمضان!

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

%D8%B3%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9

 

ست الملك إمرأة حديدية من العصر الفاطمي 

 محمود فرحات

 

ست الملك هى ابنه الخليفة العزيز بالله واخت الخليفة الحاكم بأمر الله .. عرف عنها صفات الرزانة والحزم الشديد والتحفظ والجديه.. كانت ذات تأثير كبير في حياة ابيها العزيز بالله حتى انها حازت علي درجة كبيرة من حبه وثقته فكان يستشيرها في الكثير من الأمور.. وبعد موت ابيها العزيز بالله تولى اخوها الحاكم بأمر الله والذي كان مايزال صغير فلم يكن بلغ عامه الـ11 بعد مما جعل كلا من برجوان والحسن بن عمار وصيان على العرش حتى تمكن الحاكم من استعادة عرشه الذي استئثر به برجوان بعد ان دبر لقتله

 

 

وكان عصر الحاكم من العصور شديدة الغموض (وسوف نفرد له موضوع خاص) لكن ما يهمنا في تلك المرحلة الدور الذي لعبته ست الملك في حقبة الحاكم بأمر الله وما بعده.. والعداء الشديد الذي كان بينهما بسبب اسداء النصح والارشاد له وعدم تقبله تدخلها في شؤون الملك مثل ايام والدهما.. فأدي ذلك إلي ان تعتزال اخيها والهروب بالقصر الصغير تترقب في حسره سلوك أخيها الخليفة.. مع محاولتها بكل السبل إصلاح ما أفسده مما زاد من حقده عليها واتهامها بسوء السيرة وألحاق التهم المشينة التي تسئ للسمعه بها.. وقد أكثر الحاكم من قتل أعيان الدولة بتهمة أنهم أعوان ست الملك.. واخذ العداء بينهما يأخذ صورة علنية حيث يذكر المقريزي في تاريخه أن السبب في قتل الحاكم بأمر الله للقاضي مالك بن سعيد والذي كان صديقة أنه اتهم بموالاة ست الملك وكانت تلك أول إشارة علنية لانتهاء فترة الوئام بين الخليفة وست الملك

 

بالاضافة لذلك فقد كانت تصرفات الخليفة الحاكم الغريبة والمتناقضه تثير الفتنة والقلاقل في الدولة مما ادى لقيام العديد من الثورات ضده ولانهاء ذلك الوضع دبرت ست الملك مع رجال الدولة مقتل اخيها الخليفة الحاكم بأمر الله وولت ابنه الظاهر لاعزاز دين الله الحكم

 

ففي احد ليالي شوال سنه 411هـ / 1021م خرج الحاكم بأمر كعادته للطواف بجبل المقطم حيث كان شغوفاً برصد النجوم وحينما توغل في شعاب الجبل وصرف خدمه.. انقطعت بعدها كل صلة له بالحياة وغاب عن مسرح الأحداث إلي الأبد..

 

وبعد 3 ليال من الغياب خرج جند الخليفة وجموع المصريين يبحثون عن الحاكم علهم ان يجدوة ولكن لم يجدوا له اثر فعادوا الى ست الملك يسألوها فقالت لهم انه سيعود بعد 6 ايام وفي اليوم السابع خرج عليهم من القصر ابنه الصغير الظاهر لاعزاز دين الله في كامل ثياب الملك فبايعة الشعب والجند وهو لم يكمل بعد عامه الـ17 واستطاع الخليفة الصغير بوحي من عمته ست الملك إصلاح الكثير من الأمورالتي افسدها ابوه بقراراته وسلوكياته المتناقضه فألغي الكثير من المراسيم التي أصدرها أبيه

ست الملك امرأة

 

ويبدو ان ست الملك كانت على موعد جديد مع التدبير لقتل رجل جديد من جال الدولة وهذه المرة كان التدبير لقتل الحسين بن دوس الكتامي والذي ساعدها في قتل الخليفة الحاكم والذي بدأ يشكل خطر على الخلافة فكان لابد وان يموت

 

وفي بدايه عصر الظاهر لاعزاز يدن الله شهد ثورة في دمشق قام بها عبد الرحيم بن الياس مطالباً بالخلافة لنفسه وشعرت ست الملك بأنقسام الدولة فقررت التخلص من عبدالرحيم بن الياس حتى تستقر الامور للخليفة الظاهر حيث امرت الوزير عمار بن محمد بمكاتبه في دمشق والذي طلب منه ان يحضر للقاهرة لمبايعة الخليفة الجديد ويبدو ان الامر راق لعبد الرحيم فقبل الدعوة وبمجرد وصوله الى مدينة الفرما قبض عليه حاكمها علي بن داود وارسله مكبل بالاغلال الى ست الملك والتي امرت بوضعه في سجن القصر ثم قتله في محبسه

 

ثم كانت على موعد جديد وضحيه جديدة من ضحاياها للحفاظ على ملك الفاطمين خاصة بعد أن سمعت بخبر خروج عزيز الدولة فاتك التوحيدي والي حلب عن إمرة الدولة فماكان منها الا مداهنته وأرسلها الهدايا والأموال له وفي ذات الوقت كانت قد زرعت له من دس له السم وقتله وجعلت من ولاية حلب مكافأة له

 

وهكذا حافظت ست الملك علي توطيد أركان الدولة الفاطمية بذكاء وفطنة ودهاء وضربت أعظم المثل فى كيفية حفاظها على الدولة وكيانها دون تفكيك.. واستمرت ست الملك لمده 3 سنوات بعد مصرع أخيها الحاكم بأمر الله تدبر شئون الدولة وتدير أمورها حتي وافتها المنية في أواخر عام 414هـ / 1023م وقد بلغت من العمر 55 عام

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

السعودية و"الإخوان".. علاقة برسم الاستعادة

عدلي صادق

العربي

19 يوليو 2015

ثمة خط متعرج، تخللته تقاطعات عدة، لمسار العلاقة بين المملكة العربية السعوية وجماعة الإخوان المسلمين، خلال ثمانية عقود. والكيانان، دولة السعوديين الثالثة والجماعة، من عمر واحد تقريباً، ولهما في طفولتهما ذكريات طيبة، كانت علامتها الفارقة إدخال السيفين المتقاطعين على أرضية خضراء إلى شعار الجماعة. فقد وقف الشيخ المؤسس حسن البنا، موقفه الذكي والجريء، في العام 1932 عندما رحب وبارك إعلان قيام المملكة العربية السعودية. اختلط عنصر الذكاء في ذلك الموقف بعنصر التبرم من الملك فؤاد، إن كان بسبب سيرته، قبل أن يصبح ملكاً، أو في سلوكه عندما اعتلى العرش. فقد كان فؤاد يطمح إلى أن يصبح خليفة المسلمين ومرجعهم الزمني والديني، بعد سقوط الخلافة العثمانية، فيما هو غير مؤهل لذلك، لا بالثقافة ولا باللسان ولا بالمسلك السياسي والشخصي. أما جرأة الموقف، فكانت بحكم إنكار الدولة، وعلى رأسها فؤاد، ومعه "الأزهر" لحق الدولة الناشئة، في اعتراف شقيقتها مصر. 

مرت مياه كثيرة، في مجرى العلاقة بين الطرفين، اتسمت بمساندة المملكة الجماعة بشكل منتظم، وكان نائب وزير مالية الملك عبد العزيز، الشيخ محمد سرور الفرحان، هو من تلقى الأمر من مليكه، لكي يقدم المعونة الدورية للجماعة. ولم يكن الملك عبد العزيز، على الرغم من تعامله الكريم مع "الإخوان المسلمين"، يرغب في أن يكون لها فرع باسمها في المملكة. وقال للشيخ البنا، فيما يشبه الدعابة، عندما التقاه في العام 1936 "كلنا إخوان مسلمون". وكان شوط ابن سعود الذي بدأ في نجد، وانتهى في الحجاز قبل أن تتأسس المملكة؛ اعتمد على شكل تنظيمي لجيشه الأول والأساسي، سمّاه "الإخوان"، وهم من المؤيدين والمريدين الذين هجروا البادية، بدءاً من الهجرة إلى الأرطاوية شمال الرياض، في العام 1911. وتلك كانت الحلقة الأولى، من سلسلة هجرات قاربت المائتين، لأناس، من قبائل عتيبة ومطير والعجمان وشُمّر والدواسر، أقلعوا عن حياة الترحال، وخلدوا الى حياة التدين. ويقول أحد مؤرخي الجماعة، محمود عبد الحليم، إن الشيخ حسن البنا في 1936، "الأستاذ المرشد، كاشفنا بأن فكرة الهجرة بالدعوة إلى بلد آخر من البلاد الإسلامية، يكون أقرب إلى الإسلام من مصر، قد سيطرت على تفكيره وملأت نفسه".

"ثمة أفق لعلاقة مستعادة. فمثلما أطاحت السياسة، والسجالات العربية الراسخ من علاقات المملكة العربية السعودية مع الإخوان المسلمين، بدا أن السياسة نفسها، وسجالاتها المستترة أو العلنية، بدأت حراكها إلى الوجهة الأولى"

 

على الصعيد الفقهي، كان الشيخ البنا رجلاً شغوفاً بما كتب الشيخ اللبناني (الطرابلسي) الإصلاحي رشيد رضا الذي كان له رأي معاكس لما رآه "الأزهر"، آنذاك، حيال المنهج الوهابي. فقد افتتن رشيد رضا بابن سعود، وراقت له الوهابية التي رآها "الأزهر" فكراً متشدداً!

بعد أن تعدل الموقف المصري من السعودية، في عهد فاروق، استمرت العلاقة بين المملكة والإخوان المسلمين، وقد رفدتها السياسة بعناصر جديدة بعد ثورة يوليو/تموز 1952 والإعلان عن الجمهورية في مصر، واصطدام الدولة مع الجماعة.

قبلها، كان الملك عبد العزيز آل سعود قد أولى الجماعة اهتماماً خاصاً، وسُمح للمرشد البنا بإقامة محاضرات في مواسم الحج، في المدينة المنوّرة ومكة، يدعو إليها رؤساء وفود الدول الإسلامية، والالتقاء بعلماء الدين الحاضرين. وفي 1946، أقام الملك عبد العزيز مأدبة غداء لبعثة الإخوان المسلمين، وهذه بدورها أقامت في الفندق الذي نزلت فيه مأدبة شاي مسائية للأمراء ورؤساء الوفود. ويذكر عبده دسوقي، رئيس تحرير موسوعة تاريخ الإخوان المسلمين، أن الحكومة المصرية في العهد الملكي أعدت خطة لقتل الشيخ حسن البنا في السعودية في العام 1948 على أن تُنسب الجريمة الى بعض اليمنيين. وكان أمير الحج المصري، رئيس مجلس النواب، وهو من الحزب السعدي، قد اصطحب معه بعض الأشخاص الخطيرين، "إلا أن الحكومة السعودية استشعرت ذلك، فأنزلت المرشد العام ضيفاً عليها، وأحاطت مقره بحراسة شديدة، وقدمت إليه سيارة خاصة مع جندي مسلح لمنع الاعتداء عليه".

هكذا إذن، كانت علاقة المملكة العربية السعودية بالجماعة، وهذه الأخيرة، بدورها، ساعدت الدولة السعودية الثالثة، على الصعيد الفقهي، لأن السعودية، في مرحلة الازدهار وفائض الدخل البترولي، واجهت عوائق فقهية، تمنع تحديث النُظم في بُنية الدولة، ونُشرت كتب ذهب مؤلفوها التقليديون إلى وصم كل خطوة تحديثية بالكفر، فكانت جماعة الإخوان المسلمين خير سند، يقدم الحلول الفقهية والبحوث الشرعية، لتسهيل تحديث النُظم في الدولة، وإحباط مسعى التقليديين الذين ساندتهم بواكير تيار السلفية الجهادية!

استمر ذلك إلى أن صعد الشيخ عمر التلمساني إلى المرشدية العامة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. كان يتمتع بكبرياء استثنائي حيال تلقي الدعم السعودي، أو فرص العمل في السعودية. عُرض عليه المال دعماً لمجلة "الدعوة"، قُبيل صدورها، في أثناء وجوده في السعودية، فغضب أمام أحد أنجال الملك، فيصل بن عبد العزيز، وقال: "لست جابياً للأموال، ولو أنني كنت أعرف أن الدعوة للاجتماع كانت لعرض المال، لاعتذرت عن الحضور". ثم أتبع التلمساني ذلك بحديث في السياسة، وفي مناهج الحكم، فكتب يقول إن حكام العالم الإسلامي ضاقوا ذرعاً بالإخوان المسلمين "عندما رأوا شعوبهم تسارع إلى الانضواء تحت دعوة الإخوان المسلمين السلفية النقية الطاهرة البريئة النزيهة، وقد علم العالم كله أن المرحوم الملك عبد العزيز بن سعود عندما لمس قوة الإخوان وسريان دعوتهم في قلوب المسلمين قاطبة؛ أحس بهذا الخطر الزاحف على الملكية المتسلطة المستغلة، فحذر الملك فاروق من خطورة دعوة حسن البنا، وانتهى هذا التحذير بعد ذلك باغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، وإقامة الملك فاروق الأفراح في قصوره، عندما انتهى إليه نبأ الاغتيال"

لكن الأمور تداعت بأفاعيل السياسة والحروب، لا سيما غزو العراق الكويت، وما تلاه من محاور وسجالات على الصعيد العربي. وجاءت في حديث للأمير نايف بن عبد العزيز، إشارة لواقعة بعنيها: "جاءنا عبد الرحمن خليفة وراشد الغنوشي وعبد المجيد الزنداني، فسألناهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا: نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء. وبعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأنا ببيان يؤيد الغزو. إذن، وقفت جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر ضد السعودية مع صدام حسين، وتبعتها على ذلك غالبية فروع الجماعة في البلدان العربية، كالأردن وفلسطين واليمن والسودان". وأكمل محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الجماعة، معللا ذلك الموقف في مذكراته: "لولا التسلط والقهر والاستبداد، ما استطاع صدام أن يتخذ قراره بغزو الكويت في 2 أغسطس/ آب 1990، ولولا الاستبداد وحكم الفرد ما رضخ الحكام العرب لطلب استدعاء القوات الأجنبية لاحتلال منطقة الخليج. فقد وقعت السعودية ودول الخليج في الشرك المنصوب".

على صعيد آخر، وفي موازاة هذا السياق، بدا الحديث عن تنظيم إخواني في السعودية، وعن تيارات محلية في البلاد، تستهدي بنهج الجماعة، مثل تيار أو تنظيم "السرورية" الذي أسسه الشيخ السوري المقيم في المملكة، محمد سرور زين العابدين، ومعها ظواهر الدعاة، من أمثال سلمان العودة وسفر الحوالي. وفي ذروة هذا السياق، أصدر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز (12/11/2002) بيانه الصارخ ضد الإخوان المسلمين.

اليوم، ثمة أفق لعلاقة مستعادة. فمثلما أطاحت السياسة، والسجالات العربية الراسخ من علاقات المملكة العربية السعودية مع الإخوان المسلمين، بدا أن السياسة نفسها، وسجالاتها المستترة أو العلنية، بدأت حراكها إلى الوجهة الأولى.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/opinion/2015/7/19/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9#sthash.Okviqa3d.dpuf

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

 

عن العلمانية (6).. وكان التمييز

 

محمود جمال

21 سبتمبر 2015-12:14 pm

 

منذ مجمع "لاتران" الرابع عام 1215 م كانت الكنيسية الكاثوليكية تسعى إلى قصر التعاملات بين شبعها المسيحي المؤمن، وبين اليهود عند حد التبادلات الاقتصادية فحسب. إذ قد حظرت على رعاياها الزواج منهم بحسبانهم قتلة المسيح، وفيما يشبه ما ورد في أحكام أهل الذمة بنسختها الإسلامية، منعت اليهود من استخدام المسيحيين، ومن شغل الوظائف التي من شأنها أن تمنحهم سلطة على أتباع ابن الله. ألا يذكرك ذلك بمقولة عمر بن الخطاب: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله. والتي قالها لما نمى إلى علمه أن أبو موسى الأشعري استعمل أحد المسيحيين؟!

 

 

وبعد مرور قرن كامل على هذه القرارات الكنسية كان الأمر لا يزال على حاله، إذ كان الآباء المجتمعين في مجمع زامورة عام 1315 يعيدون التأكيد على القرارات ذاتها، ويضيفون: لا ينبغي على المسيحي أن يتناول الطعام مع اليهودي. لا ينبغي على المسيحي أن يستعين بمربيات يهوديات. كما ولا ينبغي عليه أن ينخرط في أيه علاقات جنسية معهن أياً كان شكلها. وأكثر من ذلك أصدرت الكنيسة فرماناً بإجبار اليهود أن يحملوا شارات تميزهم عن المسيحيين!

 

إنها قرارات كان المسيحيون أنفسهم قد تجرعوا مرارتها على مدار قرون طويلة هنا في المشرق، حين تعهدوا علي أنفسهم في العهدة العمرية بما نصه: أَنْ نَلْزَمَ زِيَّنَا حَيْثُمَا كُنَّا، وَأَلَّا نَتَشَبَّهَ بِالْمُسْلِمِينَ فِي لُبْسِ قَلَنْسُوَةٍ وَلَا عِمَامَةٍ وَلَا نَعْلَيْنِ وَلَا فَرْقِ شَعْرٍ..؟ وبعد سبعمائة عام على هذا التعهد ومن مصر تحديداً يحدثنا ابن كثير فيقول: «قرئت شروط الذمة على أهل الذمة وألزموا بها واتفقت الكلمة على عزلهم عن الجهات، (أي طردهم من وظائفهم) وأخذوا بالصغار (أي تم إذلالهم) ونودي بذلك في البلد، وألزم النصارى بالعمائم الزرق، واليهود بالصفر.. فحصل بذلك خير كثير وتميزوا عن المسلمين»؟!

 

وفي القرن الخامس عشر، صدرت القرارات بوجوب عزل اليهود في "جيتوهات" خاصة بهم، وبإلزامهم ضرورة إطلاق الشعر واللحى، وارتداء شارات حمراء، كما وحظر عليهم امتهان العديد من المهن، كالطب والصيدلة والحدادة والنجارة والخياطة والجزارة. وأكثر من ذلك؛ أصبح حيازة التلمود جريمة، فـ البابا بنديكيت الثالث كان يصر على أن اليهود حرفوا التوراة وطمسوا ذكر المسيح. أعاود تذكيرك صديقي القارئ: كل هذا حدث في أوربا!  

 

هي إذن طبيعة العصور القديمة والوسطى، عصور ما قبل شروق شمس العلمانية، حين كانت أوربا المسيحية، التي يفر إليها الناس – الآن - أفواجاً، نسخة طبق الأصل من شرقنا التعيس. حين كانت قارة الحرية لا تكاد تنسى ذكرى مذبحة إلا بحدوث أخرى، ذلك لأن ماضيها كان كحاضرنا، ماضي ديني يقسم فيه الناس ويتمايزون كل حسب معتقده ومذهبه!

 

 

 

وغير بعيد عن محافل الكنيسة، أعني في محافل السياسة، كان تاريخهم كيومنا هذا، فها هو "هنري دي تراستمار" يستخدم سلاح الدين في معارضة الملك بيير الأول، فيتهم أخاه غير الشقيق، بأنه يستعين باليهود والمسلمين في الوظائف العامة على حساب المسيحيين الفقراء، وعلى أثر هذه الدعاية السياسية التي أججت المشاعر، يندفع اتباع المسيح لارتكاب ما عرفه التاريخ باسم مذابح طليطلة التي راح ضحيتها مئات اليهود، وفي أبريل من عام 1366، وبعد أن دمر أتباعه الحي اليهودي في "بريفيسكا" بالكامل، وصلت المأساة ذروتها إذ قد دخل الزعيم المعارض بنفسه إلى حي أخر لهم في مدينة "بورجوس" وخيرهم بين الجزية أو الاستعباد! وبعد أقل من عام على هذه الواقعة، ومن داخل الحي اليهودي في بلد الوليد تحديداً، كان أبتاع الكنيسة الكاثوليكية يصرخون: عاش الملك هنري. بعد أن نهبوا كل الكنس اليهودية.

 

 

 

وفي عام 1391، وبعد أن دعت الكنيسة، أتباعها إلى هدم دور العبادة اليهودية، قاد رئيس الشماسة بنفسه تلك العملية، فقتل بعض اليهود، وأحرق كتبهم، وهدم كُنسهم، وما لم يستطع هدمه منها تم تحويله إلى كنائس مسيحية، وعقب هذه المبادرة، اشتعلت الأحداث في الجنوب الأوربي، وسادت أعمال السلب والنهب والاغتصاب والإبادة المملكة القتشالية بأسرها، فبلغ عدد من أحصي من القتلى 400 قتيل في برشلونة، و250 في فلنسيا، و87 في ليريدا، وفر المئات من اليهود إلي الشمال الأفريقي والأوربي، وما كان أمام من لم يستطع الفرار منهم إلا طلب التمسح. إذ ذاك؛ دخل اليهود في المسيحية أفواجاً، فالفترة ما بين عامي 1391 و 1415 شهدت إجبار نص يهود اسبانيا على اعتناق المسيحية. فهل قنع أتباع دين المحبة بتنصر أتباع موسى؟ في الواقع لا. تم ذبح المتنصرين الجدد في الشوارع عام 1473 بعد معارك ضارية! والسبب؟ أن الكنيسة وشعبها كانوا يتهمونهم بالنفاق. يقولون عنهم أنهم مسيحيون في العلن يهود في السر!

 

ويفسر الدكتور جوزيف بيريز هذه الأحداث بالقول: على الرغم من أن مجتمع اليهود كان كمجتمع المسيحيين؛ أكثرهم من الفقراء والحرفين وأصحاب المهن الصغيرة، إلا أن رجال الدين المسيحي كانوا قد دأبوا على تصوير الأمر لرعاياهم بصورة مغايرة تماماً، فعلى مر القرون تم تعويد المسيحيين على الكراهية الشديدة لليهود، بفعل الاستماع إلى الدعاة المسيحيين وهو يرددون كل أحد أن اليهود كائنات شريرة، وأنهم مذنبون بسبب تورطهم في قتل المسيح، فكان لابد لهذه الكراهية إن أجلاً أو عاجلاً أن تتخذ شكلا عنيقاً.

 

ويردف أستاذ التاريخ والحضارة الإسبانية في جامعة بوردو أثناء وصفه للأوربيين عصرئذ بما نصه: في جميع أنحاء أوربا، في فرنسا وألمانيا وغيرها، نجد الناس حائرين أمام المصائب التي لا يستوعبونها، وعاجزين عن وقفها، فيعتقدون أنهم ضحية للعنة، أنهم يعاقبون على أخطاء قد ارتكبوها. الرهيان يدعون المؤمنين للتوبة، لتغيير سلوكهم والعودة إلى الله، ومن ثم فإن وجود اليهود بين المسيحيين يبدو أمراً مخزياً. في كل مكان ينقلب الناس ضد اليهود ويتهمونهم، على سبيل المثال بنشر الطاعون..." وهو قول لا يمكن معه إلا أن تبتسم وتتساءل: أيتحدث الرجل عن ماضي الأوربيين أم عن حاضرنا؟! أطلع الرجل على صيحات دعاتنا وهو يقولون: النساء سبب البلاء أم أن قوله لا يعني سوى أن تلك طبيعة شعوب ما قبل العلمان

ية؟!

 

 

 

 

الدين للديان

وداعش فطرة الإنسان

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

...https://youtu.be/IGjc5hPiASE

 

 

علي سالم .. الكاتب الرجيم

 

تحوت وهبة

23 سبتمبر 2015-8:10 pm

دوت مصر

 

هل لي أن استلهم الأناجيل وأقول: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح المثقفين كلهم وخسر نفسه" بل ماذا يفيده لو أنه كسب نفسه وخسر استقلاله، بل أزيد فأقول ماذا ينفعه لو كسب استقلاله وخسر الحقيقة، ماذا يبقى من الكاتب غير أفكاره الأنيقة، وكاتبنا رجل باع كل شيء في سبيل فكرة، في سبيل شرف كلمته، بل يمكن أن يقول المرء دون أن يرتعش قلمه أنه كان ذبيح "الشجاعة الأدبية" نفسها، وأنه لا يقل قطميراً واحداً عن مفكرين أفذاذ نذروا أنفسهم لإخراج مصر من السُبات الدوجمائي – والمصطلح لكانط- الذي مازال المجتمع غائراً فيه حتى مرفقيه، غير أن مهمته - على عكس من سبقوه - كانت في حقل السياسة الحافل بالألغام، كان حاذقاً في ترويض السياسة بالكوميديا، والتغريد خارج السرب، بسبب موقفه من السلام مع إسرائيل، وزيارته لها عام 1994، وهذه الجرأة التي سيم بها والتي جلبت عليه وبالاً كثيراً وحصاراً مجتمعياً، هي التي صنعت منه شخصية جدلية ذات كاريزما آسرة. فكان محطم تابوهات برتبة مارشال، لم يسجد للجماهير المنتشية بالأكاذيب، ولا اليسار الذي يعيش وراء التاريخ، كان بمثابة القديس أثناسيوس المعروف بصلابته في مواجهة خصومه وقيل فيه المثل الشهير "أثناسيوس ضد العالم" وسأسمح لنفسي باستدراك طفيف للمثل دون أي افتئات على الحقيقة ليكون " علي سالم ضد العالم" ضد الدوجمائيين وأصحاب السيوف الخشبية وفرسان المقاهي، ضد المثقفين المشعوذين والذين لا يتقنون سوى المفرقعات الكلامية.

 

 هذا هو علي سالم، الرجل الذي بدأ حياته كاتباً مسرحياً وحقق نجاحاً عريضاً بمسرحية "مدرسة المشاغبين" وانتهى به المطاف إلى أن صار نبياً لليبرالية في بلد لا كرامة فيه للأنبياء، فخسر النجاح الذي بدأ به مشوار حياته وإن كانت خسارة هينة في سبيل شرف المطمع. تطاول عليه سفهاء كثيرون وأوسعه اليسار رجماً بالتخاذل والانبطاح تارة و الخيانة والعمالة تارة أخرى لكنه ظل صامداً رابضاً على موقفه وعينه مسلطة على المستقبل الذي يعلم تمام العلم أنه سينصفه.

 

لقد أتيح لي أن أعرف ذلك الرجل عن كثب، ولم أجد فارقاً بين علي سالم كما هو في الإعلام وعلي سالم كما هو في كتاباته وعلي سالم في الواقع، كان بشوشاً والنكتة لا تفارقه، يعرف كيف يستغل مداعباته الرشيقة في تسويق وجهات نظره، كان يتمتع بذكاء لا يشوبه غرور، وكان يعرف كيف يصمد في الجدال دون أن ينجرف إلى مصارعة كباش، لم يخسر مناظرة واحدة في حياته؛ لأنه كان شأن أي مستنير لا يعتنق إلا الأفكار التي تصمد أمام التجربة، يتوجب أن أسجل أيضاً ملحوظة هامة وهي أن علي سالم كان مثل فلاسفة الإغريق؛ لديه قدرة خارقة على استنتاج أفكار مبهرة من معلومات قليلة، وأنه كان شخصاً دمثاً لأبعد الحدود ولم يكن لديه أي ضغينة تجاه أي شخص في أركان العالم الأربعة.  

 

كرهه المثقفون الذين يكيلون بمكاييل قوم شعيب؛ لأنه مُطبِّع، لكنهم لم يكرهوا أنيس منصور رغم أنه كان أكثر تطبيعاً منه، تبرأت منه النخبة المزيفة لكنها لم تجرؤ أن تتبرأ للسبب ذاته من حسين فوزي ولا طه حسين ولا يوسف السباعي ولا يحي حقي ولا نجيب محفوظ ولا توفيق الحكيم ولا مراد وهبة ولا عازف البيانو رمزي يسى ولا عازف الجيتار عمر خورشيد وغيرهم ممن أيدوا التطبيع.

 

 هل هو كيل بأكثر من مكيال إذن أم أن الأمر أكبر من ذلك؟ في الواقع إن الأمر ليس فقط أكبر من ذلك بل وأقدم من ذلك أيضاً، فهو شر قديم من ترسبات عصور الخازوق وصيد الساحرات؛ وهذا ما يشهد به التاريخ. إن المفكر إذا أطلق العنان لتفكيره أصبح مزعجاً للمجتمع، التفكير الحر هنا يصبح تحرشاً بالثوابت، وعلي سالم كان شجاعاً وصريحاً حد الإزعاج. لقد أحرج اليقين الطمأنيني لسياسة المجتمع، لقد خلخل أهم شرط يقوم عليه استقرار المجتمع المغلق: وجود عدو. إن الهمج دائماً بحاجة لعدو لكي يوحدهم، العدو شرط أساسي للاستقرار فهو أفضل مشجب لتعليق كافة الإخفاقات، ومن الطبيعي بل والتاريخي أن يقاوم المجتمع هذه الأفكار بمنتهى القسوة. وهنا يكون الاختبار في مدى ثبات الكاتب أو المفكر على موقفه، وفي حالة علي سالم نجد نموذجاً عز ضريبه في تاريخنا الحديث، لمفكر يظهر هذا القدر الكبير من البسالة في صراعه ضد الأفكار الرجعية و سدنتها من حراس "الوضع الراهن" في ظل تخاذل مخزٍ ممن يطلقون على أنفسهم لقب "النخبة". لم يخش في الحق لومة لائم ولا بطاقة نقابة ولا عضوية "اتحاد كتاب"، كان يعرف أن التعامل مع الغرب مؤشر لا يخيب في تقويم مدى صحة المناخ السياسي وفرص ازدهاره، وكان يدرك أيضاً أن القضية الفلسطينية أصبحت أفيوناً جديداً يهدد الأمن القومي المصري؛ لذلك فهو لا يقل عن أي قامة من قامات النهضة التي كرزت بالتنوير؛ لأنه تخصص في مكافحة دوجما اسمها القضية الفلسطينية.

 

 وتاريخياً كان كلا جوردانو برونو وجاليليو جاليلي يعرفان أن الأرض ليست مركز الكون، جاليليو آمن بالصواب ونافح دونه لكنه عند الاختبار الأول تغلبت فيه غريزة البقاء على فضيلة الشجاعة؛ فداهن الكنيسة والجماهير المنومة مغناطيسياً، لكن جوردانو برونو ثبت قبله على موقفه فكان أن راح ضحية الحقيقة، وما أكثر ضحاياها في تاريخ التنوير. وفي الواقع فإن علي سالم من ذلك النوع الذي رفض أن يلعب دور جاليليو وآثر أن يلقى مصير برونو الذي نصره المستقبل في النهاية، بينما قنع غالبية النخبة بعدم إزعاج المجتمع في هذا التابو (التطبيع) بعضهم احتفظ بوجهات نظره بين جدران أربعة، وبعضهم الآخر فضل نقل ساحة المعركة إلى الدين والحريات.

 

أذكر أنه عندما كان يسألني أحد عن أهم المفكرين المعاصرين الذين أنجبتهم مصر حسب رأيي كنت أذكر منهم خمسة: أحمد لطفي السيد وزكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي ومراد وهبة وعلي سالم. وكان ذكر علي سالم ضمن هؤلاء يثير دائماً صدمة لا تخلو من اعتراض على اعتبار أنه لا يرقى لصف هذه الإنتلجنسيا، وهذا الاعتراض مرده سببان؛ الأول أن علي سالم حكم عليه بالسجن المؤبد في زنزانة اسمها "التطبيع مع إسرائيل" - بعبع المصريين الأبدي– وتضخم الأمر بصورة كبيرة حتى تحول علي سالم نفسه إلى كناية عن التطبيع، والسبب الثاني وهو الأكثر وجاهة أن اهتمام علي سالم بتأمين معيشته مادياً جعله يتنازل عن اضطلاعه بدور المثقف الصارخ في البرية معظم حياته وهو ما انعكس على كمية وكيفية إنتاجه الأدبي، لكن الحقيقة أن علي سالم كان مفكراً مهماً ولكن مع الأسف كان من هذا النمط الـ posthumous ؛ الذي يولد بعد وفاته، كان سابقاً لأوانه في مجتمع كان أكثر تخلفاً من أن يدرك هذه الحقيقة.

 

أذكر في المرة قبل الأخيرة التي اتصلت به فيها للاطمئنان عليه في أوج صراعه مع المرض أنه كان في حالة نفسية سيئة للغاية وكان يشكو لي أن أحداً لم يعُدْه أو يزُره؛ تعامل معه أنصاف المثقفين مثلما يعاملون مرضى الجذام، لم يبق حوله سوى صفوة من خلصائه ظلوا حتى اليوم الأخير معينه الوحيد الذي يقاوم به في أيام الجمعة في فندق كارولينا بالمهندسين – حيث يجتمع بهم - مرارة الحكم بالنفي الذي أصدره ضده المجتمع وصدقت عليه النخبة، حتى الإعلام في الفترة الأخيرة التي سلط عليه الضوء فيها كان يستضيفه بغية استغلاله في الإثارة؛ فقط كان يستخدمه على اعتباره الضيف الـ "نوال سعداوي" الذي يمكن أن يصنع منه حلقة مثيرة، دون مراعاة لأفكاره وآرائه وتحليلاته في أمور أخرى غير التطبيع. كان علي سالم من أهم النماذج الليبرالية المعاصرة، كان ليبرالياً قولاً وعملاً لا إدعاءاً مثل أغلب "المتلبرلين" في هذه الأيام، وكان برجماتياً من طراز نادر والبرجماتية سبب أغلب مواقفه السياسية وعلى رأسها موقفه من إسرائيل وهذا أيضاً كان سبب الخلاف الطفيف بيننا بشأن إسرائيل فقد كان تأييده لأسباب برجماتية بينما في حالتي كان لأسباب تاريخية لكن في النهاية كان من الشخصيات القليلة التي يحب أي ليبرالي أن يجلس معها ويستمتع بالحديث إليها كان مثقفاً مطلعاً مستنيراً واسع الحظيرة وثيق الحجة سديد البرهان حاضر الذهن صبور للجدال حليم عند الاختلاف لا يحب الاستعراض مثل كثيرين، وكان أيضاً لطيف الطباع متواضعاً ودوداً للغاية عملياً وذكياً كأغلب الدمايطة ناهيك عن خفة ظله التي لا يتخاصم فيها منصفان، كان يعرف كيف يلبس الحكمة قميص النكتة على غرار نجيب محفوظ.

 

وإن عزائي الوحيد الذي يبقى من الرحيل المهيب لهذا المحارب الذي أثخنته المعارك دون أن تنكس رأسه، أنه على الأقل لن يدفن في مقابر المزيفين ولن يحشر مع الرعاع، وأنه على الأقل آثر "العزل الثقافي" على الانسحاق تحت حوافر الجماهير، ليبقى السؤال معلقاً في الفراغ: هل سيشهد هذا الجيل اليوم الذي سيصير فيه علي سالم أيقونة؟ مثلما تحول فرج فودة ومن قبله علي عبد الرازق وقاسم أمين .. إلخ إلى أيقونات؟ لا أملك جرأة الإدعاء ولكني مع ذلك لا أحرم نفسي طلاوة الأمل.  

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

abasi.png

 

 

(العرب قبل وبعد الإسلام (10

Posted on September 29, 2015 by civicegypt

طلعت رضوان

 

إذا كان أبرهة الحبشى حاول أنْ يهدم الكعبة (كما تقول كتب التراث العربى/ الإسلامى) وإذا كانت تلك الواقعة حدثتْ فى نفس العام الذى وُلد فيه الطفل (قــُـثــُـم) بمعنى جامع الخير، والذى سيصير بعد ذلك هو النبى محمد، وإذا كانت الكعبة (قبل الإسلام) مزار (الوثنيين) كما وصفهم محمد، فلماذا وقف القرآن مع (الكعبة الوثنية) ضد أبرهة (المسيحى) وبمراعاة أنّ الديانة المسيحية هى السابقة على الإسلام وأنّ القرآن اعترف بها، ورغم ذلك فإنّ القرآن وقف مع (الوثنية) ضد المسيحية، فأدان محاولة أبرهة وصوّر ما حدث فى سورة الفيل ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم فى تضليل. وأرسل عليهم طيرًا أبابل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول)) والمُـلفتْ للإنتباه أنّ تلك السورة فى القرآن جاءتْ مُــتطابقة مع الشعر الذى قاله (رؤبة بن العجاج) وهو من (شعراء الجاهلية) وجاء التطابق فى المعنى وفى الألفاظ حيث قال ((ومسّـهم ما مسّ أصحاب الفيل / ترميهم حجارة من سجيل / ولعبتْ طير بهم أبابيل)) (نقلا عن المستشار محمد سعيد العشماوى – الخلافة الإسلامية- سينا للنشر- عام 1990- ص46) إذا كان هذا هو الوضع:

 

 

 1- الكعبة قبل الإسلام (مزار وثنى) ومع هذا وقف القرآن ضد أبرهة الذى حاول هدمها

 

2- الكعبة بعد الإسلام مكان مقدس.

 

ولكن هل حافظ العرب الذين دخلوا فى دين محمد أفواجـًا على تلك القداسة؟ وقائع التاريخ العربى / الإسلامى تؤكد أنّ العرب المسلمين المُوحدين لم يُـحافظوا على تلك القداسة، مثلما حادث سنة 64 هجرية (أى قبل مرور مائة سنة على التاريخ الذى اختاره محمد) ففى ذاك العام حرق مسلمون مُوحدون البيت (الحرام) بالمنجنيق ولم يكتفوا بذلك وإنما ارتجزوا شعرًا فقالوا ((خطــّـارةٌ مثل الفــَـنيق المُـزْبدِ/ نرمى بها أعوادَ هذا المسجد)) وقال عمرو بن حوط السدوسى ((كيف ترى صنيع أم فروه / تأخذهم بين الصفا والمروه)) وكان يعنى بأم فروه (المنجنيق) وذكر الواقدى أنّ (الحصين بن نمير) عندما تمّ دفن مسلم بن عقبة، توجـّـه إلى مكة وحاصر الزبير بن العوام (الذى انضم لجيش معاوية بن أبى سفيان فى حربه ضد على بن أبى طالب، ومع ملاحظة أنْ الزبير أحد العشرة الذين حصلوا على تأشيرة دخول الجنة (مُـسبقــًا) واستمرّ حصار الزبير لمدة 64 يومًا. 

 

احترقتْ الكعبة وفى الوصف الذى ذكره المعاصرون للأحداث جاء به ((كانوا يوقدون حول الكعبة. فأقبلتْ شررة هبّتْ بها الريح فاحترقتْ ثياب الكعبة واحترق خشب البيت.. وأشاروا إلى رجل من أصحاب عبد الله بن الزبير، وقالوا احترقتْ بسببه (حيث) أخذ قبسًا فى رأس رمح له فطيّرتْ الريح به فضرب أستار الكعبة ما بين الركن اليمانى (يقصد الأيمن) والأسود (الطبرى – تاريخ الأمم والملوك – مؤسسة الأعلمى للمطبوعات – بيروت – لبنان- ج4- ص383) 

 

وعند قراءة أسباب حرق الكعبة بالمنجنيق، فإنّ السبب يكمن فى الصراع على السلطة (كما كان يحدث تمامًا قبل الإسلام بين القبائل العربية) حيث أنّ عبد الله بن الزبير بن العوام قد دعا (بعد مصرع الحسين) إلى بيعته بالخلافة، فبايعه أهل تهامة والحجاز، وسلــّـم الناس له بالخلافة. فسيّر يزيد بن معاوبة جيشًا لقتال ابن الزبير بقيادة (الحصين بن نمير السكونى) فسار إليه فى مكة. فتحصن ابن الزبير فى الكعبة (المسجد الحرام) غير أنّ جيش (المسلمين) بقيادة الحصين حاصر جيش (المسلمين) بقيادة الزبير. ونصب الأول المنجنيق ورمى به الكعبة. وكانت تلك هى المرة الأولى لحرق الكعبة، أما المرة الثانية فكانت فى عهد عبد الملك بن مروان الذى سيّر الحجاج بن يوسف الثقفى لمحاربة عبد الله بن الزبير، فحاصره بجيشه فى الكعبة، وللمرة الثانية يضرب جيش (المسلمين) كعبة (المسلمين) بالمنجنيق (وكان ابن الزبير قد أعاد بناءها بعد أنْ احترقتْ من الضرب الأول) واحتز جيش الحجاج رأس عبد لله بن الزبير وصلبوا جثته، حتى كتب عبد الملك إلى الحجاج فأنزلها وسلــّـمها لأمه، وقيل أنّ الجثة ألقيتْ فى مقابر اليهود. كان هذا مصير الزبير، مع ملاحظة أنه أحد المُـبشرين بالجنة. 

 

فهل ما حدث من مسلمين مُوحدين ضد مسلمين مُوحدين يختلف عن الصراع الذى كان سائدأ بين القبائل العربية قبل الإسلام؟ وإذا كان عرب ما قبل الإسلام تمّ نعتهم ب (الوثنية) يكون لهم العذر فى رؤيتهم للكعبة الخالية (من القداسة) فكيف ولماذا تجرّدتْ مشاعر العرب المسلمين من تلك القداسة؟ لدرجة حرق الكعبة بالمنجنيق مرتيْن؟ وهل هناك درس غير أنّ عرب ما بعد الإسلام لم يختلفوا عن عرب ما قبل الإسلام؟ بل إنّ العقل الحر لابد وأنْ يتعلــّـم من درس آخر، لا يقل أهمية عن حرق الكعبة، أى درس علاقة صحابة محمد ببعضهم البعض، بل علاقة العشرة الذين منحهم محمد تأشيرة دخول الجنة (مُـسبقــًا) بل إنّ أتباع على بن أبى طالب (فى ذروة صراعه على الخلافة مع معاوية بن أبى سفيان) انشقوا عليه واتهموه بالكفر. بل إنّ طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام (وهما من ضمن العشرة الذين حصلوا على تأشيرة دخول الجنة) تمرّدا على على بن أبى طالب، وانضما إلى جيش معاوية بن أبى سفيان، وكانت ثالثتهما عائشة زوجة محمد (النبى) ثم كانت الكارثة الكبرى عندما ترك عدد كبير من أتباع على بن أبى طالب المعركة وهم الذين عُرفوا ب (الخوارج) وكفــّـروا على ومن معه. وفى صياغة دقيقة عن تلك المشاهد المأساوية التى هى استمرار لما كان سائدًا قبل دعوة محمد، كتب المستشار محمد سعيد العشماوى ((وخلال الانشقاقات حارب المُـبشرون بالجنة المُـبشرين بالجنة. وصارع الصحابة الصحابة. وقاتل المسلمون المسلمين. واغتال المؤمنون المؤمنين. وفى كل هذه الصراعات العنيفة كان كل من المسلمين يعتقد أنه على الحق والجادة، وغيره على الباطل والكفر. وهو فهمٌ سوف يُـصبح ديدن جماعات كثيرة من المسلمين، طوال التاريخ الإسلامى وحتى العصر الحالى)) (الخلافة الإسلامية- مصدر سابق – ص118) 

 

وبعد الصراع بين يزيد بن معاوية والزبير بن العاوام على السلطة، والذى تسبّب فى حرق الكعبة مرتيْن، ظهرتْ جماعة (القرامطة) وهم من المسلمين المُوحدين، ويحلو لبعض الماركسيين وصفهم ب (الثوار) وأنّ حركتهم ((كانت ثورة ضد مظالم الخلافة الإسلامية)) إلى آخر تخريجاتهم التى لا علاقة لها، لا بلغة العلم ولا بما ورد فى أمهات الكتب التى أرّختْ للتاريخ العربى/ الإسلامى، وقد ذكر الطبرى قصة القرامطة، وأنّ صاحب الدعوة اسمه (كرميت) ثم تمّ تخفيف الاسم إلى (قرمط) وأنّ أتباعه سموا (القرامطة) وأنهم اتخذوا البحرين والإحساء مقرًا لنشاطهم، وكانوا يعتدون على المواقع القريبة منهم، ثم اجتاحوا البصرة والكوفة ودخلوا مكة وأخذوا الحجر الأسود، كما دانتْ لهم معظم مناطق شرق الجزيرة العربية. وفى خلافة الفاطميين، تمكــّـن الفاطميون من إقناع القرامطة برد الحجر الأسود إلى مكة فردوه كما ذكر الطبرى، الذى ذكر أنّ بدايتهم بدأتْ عام 278 هجرية بقدوم رجل من خورستان إلى الكوفة، وأظهر الزهد والتقشف، وكان يقول إنّ الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة فى كل يوم وليلة. وقال محمد بن داود أنّ قرمط رجل من سواد الكوفة يُسمى حمدان ويلقب ب (قرمط) وأنّ القرامطة ((أحدثوا دينـًا غير الإسلام، وأنهم يرون السيف على أمة محمد إلاّ من بايعهم على دينهم)) ولهم كتاب جاء فيه ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وبعد كلام كثير عن شخص اسمه الفرج بن عثمان.. وأنه عيسى.. وأنه جبريل.. إلخ ثم توجه الخطاب إلى هذا الشخص فقال كاتب الرسالة له ((إنك روح القدس.. وأنت يحيى بن زكريا وأنّ الصلاة أربع ركعات : ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان بعد غروبها.. ويقول فى الأذان الله أكبر.. أشهد أنّ لا إلاه إلا الله.. أشهد أنّ آدم رسول الله.. أشهد أنّ نوحـًا رسول الله.. أشهد أنّ موسى رسول الله.. أشهد أنّ عيسى رسول الله.. أشهد أنّ محمدًا رسول الله.. أشهد أنّ أحمد بن محمد بن الحنفية رسول الله.. والقبلة إلى بيت المقدس والحج إلى بيت المقدس.. وأنّ الصوم يومان فى السنة)) 

 

وعن أحداث سنة 287 هجرية ذكر الطبرى أنه فى هذه السنة خرج العباس بن عمرو الغنوى من البصرة ومن معه من الجند، ومن انضوى إليه من القرامطة، فلقيهم طلائع بنى سعيد فتناوشوا القتال. واقتتلوا قتالا شديدًا. ثم إنّ صاحب ميسرة العباس حمل فى جماعة من أصحابه زهاء مائة رجل على ميمنة أبى سعيد، فوغلوا فيهم (أى خاضوا فى دمائهم) فقــُـتل أبى سعيد وجميع من معه. وحمل الجنــّـابى وأصحابه على أصحاب العباس فانهزموا.. فلما كان من غد يوم الواقعة أحضر الجنــّـابى من كان أسر من أصحاب العباس فقتلهم جميعَا ثمّ أمر بحطب فطــُـرح عليهم وأحرقهم. وذكرالطبرى الكثير من التفاصيل عن جرائم القرامطة ضد (المسلمين) من ذبح للنساء والأطفال والشيوخ، ولذلك ورد فى رسالة محمد بن سلمان إلى وزيره وصف القرمطى ب (اللعين والكافر) وعن أحداث سنة 291 هجرية ذكر الطبرى أنّ المكتفى بالله جمع القرامطة الذين كانوا فى السجن فقــُـطعتْ أيديهم وأرجلهم وضُـربتْ أعناقهم واحدًا بعد واحد.. وكان يؤخذ الرجل فيُـبطح على وجهه فتــُـقطع يمنى يديه ويُحلــّـق بها ليراها الناس ثم تــُـقطع رجله اليسرى ثم يسرى يديه ثم يمنى رجليه.. ثم يقعد فيمد رأسه فيُضرب عنقه.. وكان كثيرون منهم يحلفون أنهم ليسوا من القرامطة. وكان عدد الذين قتلوا بهذه الطريقة اللا إنسانية 34 شخصًا.. أما كبراء القرامطة مثل الذى أطلق على نفسه اسم (المُـدثر) فقــُـطعتْ يداه ورجلاه وضُرب عنقه. ثم نودى على كبير آخر من القرامطة فضُرب مائتىْ سوط ثم قــُـطعت يداه ورجلاه وكوى بالنار فغشى عليه. ثم أخذ خشب فأضرمتْ فيه النار. ووضع فى خواصره وبطنه فجعل يفتح عينيه ثم يغمضهما… وأخيرًا ضرب عنقه. 

 

وإذا كان البعض لا يمتلك نسخة أصلية من تاريخ الأمم والملوك للطبرى، فإنّ مسلمالمستشار محمد سعيد العشماوى فى كتابه (الخلافة الإسلامية) لخــّـص جرائم القرامطة فكتب أنهم قطعوا الطريق بين مكة والشرق. وفى سنة 928م (316 هـ) شنوا غارات مُـتفرّقة تقوم بها عصابات من صحراء الشام إلى جبل (سنجار) وخرّبوا الشام تخريبًا شديدًا، ثم امتدتْ غاراتهم ففتحوا البصرة والكوفة وأعملوا فيها النهب وألقوا الرعب فى كل مكان.. وفى السنة التالية اقتحموا برئاسة أبى طاهر القرمطى مكة ونهبوا أموال الحجاج وقتلوهم حتى فى المسجد الحرام وفى البيت نفسه. وقلعوا باب البيت كما قلعوا الحجر الأسود ونقلوه من مكانه (يرى بعض المؤرخين أنهم نقلوه إلى الإحساء أو الكوفة ويرى آخرون أنّ ملك البحرين – أبوطاهر القرمطى- أخذه إلى البحرين ليجعل الحج عنده بدلا من مكة.. ويقال أنهم هدموا بئر زمزم وقتلوا فى موسم الحج مائة ألف إنسان) واقتسموا كسوة الكعبة بينهم ونهبوا دور أهل مكة. وبينما شارك بعض أهل مكة المُـغيرين فى نهب البلد الحرام فقد نهض لمقاومتهم البدو الأعراب الذين يُـقيمون خارج مكة. وفى سنة 950م (339 هـ) ردوا الحجر الأسود إلى مكة.. على أنّ أعمال القرامطة الظاهرة، على قسوتها وفظاعتها، لا تــُـماثل دعواهم بإنتهاء الشريعة الإسلامية وإنتهاء الدعوة المحمدية. وحلول نبى آخر منهم ودعوة جديدة بدلا منها، وهو الأمر الذى عبّر عنه الشاعر فقال وهو على المنبر ببلدة الجند ((خذى الدفّ يا هذه والعبى/ وغنى هزازيك ثم اطربى/ تولى نبى بنى هاشم/ وهذا نبى بنى يعرب/ لكل نبى مضى شرعة / وهذى شرائع هذا النبى/ فقد حطـّ عنا فروض الصلاة/ وحطـّ الصيام ولم يُـتعب/ فلا تطلبى السعى عند الصفا / ولا زورة القبر فى يثرب)) (الخلافة الإسلامية – مصر سابق – ص170، 171) 

 

ومن خلال قراءته للتاريخ العربى/ الإسلامى، فقد شخــّـص (المستشار العشماوى) تصرفات العرب بعد الإسلام قائلا ((يتميّز التاريخ الإسلامى بخاصية مُعينة، تظهر فى التاريخ البشرى عمومًا، لكن ليس بمثل ظهورها وبروزها فى التاريخ الإسلامى، هى قيام الحركات السياسية أولا، ثم ظهور الفرق والتيارات والمذاهب بعد ذلك، حول الحركة التى ظهرتْ ابتداءً، وبقصد تبريرها أو تسويفها أو تثبيتها، وربما كانت علة وضوح هذه الخاصية فى التاريخ الإسلامى، أنّ هذا التاريخ محكوم ببعض العوامل التى بدأتْ منذ ما قبل الإسلام (فى العهد الجاهلى) حين كانت كل تصرفات (عرب الجاهلية) آنذاك حركات بلا فكر، وتصرفات دون مذهب، وردودًا بغير اعتقاد، فلما جاء الإسلام لم تكن هذه العوامل قد انتهتْ وزال كل أثر لها، فاستمرّتْ فاعلتها مع الأحداث، وخاصة أنّ تداخل السياسة مع الإسلام فاجأ المسلمين بانشقاقات سياسية وحركات حزبية وتصرفات (جاهلية) منذ الفترة الأولى فى النصف الثانى من عهد عثمان بن عفان، وقبل مرور عشرين عامًا على وفاة النبى، وكانت المفاجأة من قبل أنْ يتكامل للمسلمين فكر أو تتحـدّد لهم مذاهب أو ينبنى لهم فقه، فأدى ذلك إلى تأثر كل اتجاهاتهم الفكرية بالحركات السياسية : بالخلافة من جانب حزب الخليفة، وبطلاب الخلافة من جانب حزب المعارضة. فالحركة السياسية تبدأ لتأييد موقف أو تحبيذ اتجاه أو تعزيز حاكم ثم يلتف الفكر حول الحركة، فيلتصق بها ويؤثر فيها ويختلط معها، فإذا به مجرد تبرير للموقف أو تسويغ للاتجاه أو تقديس للحاكم أو المُـطالب بالحكم)) (المصدر السابق – ص148) 

 

وذكر أنّ الخلافة الإسلامية ((أضرّتْ بالإسلام)) حيث تحوّلتْ من أنْ تكون (خالفة) للنبى إلى أنْ أصبحتْ خلافة للرسول ثم خلافة لله ثم (نور الله) ثم ((ظل الله على الأرض)) فضيّـعتْ حق الإسلام والمسلمين.. ما دام الخليفة مُـختارًا من (الله) وما دام قوله هو (قول الله) وفعله هو (فعل الله) وحكمه هو (حكم الله) فلا مجال لأى فكر سياسى يُـنظــّـم طريقة اختيار الخليفة ونظام عمله وحقوقه والتزاماته وكيفية عزله.. فليس على الخليفة أى التزام قِبل أى شخص، لأنّ الناس جميعـًا عبيد له وإماء لحضرته، أرواحهم ملكه، يزهقها حين يُريد وأموالهم له يستبيحها كيفما يرى ويشاء (ص21) ومن خلال ذلك التشريح لما حدث بعد الإسلام، يتيقــّـن العقل الحر من أنه لا فرق بين الخليفة (المسلم) ورئيس القبيلة الذى كان يتحكم فى أبناء قبيلته ورفض الدخول فى الإسلام. وكما كان رؤساء القبائل (فى الجاهلية) يُـمتــّـعون أنفسهم بالخمر واللهو والنساء، كذلك فعل معظم الخلفاء المسلمين، حيث كانت قصورهم عبارة عن مغانى ومراقص ومحافل ومقاصف ومشارب، يجرى فيها الغناء ويدور الرقص ويقع اللهو وتــُـشرب الخمر وتنتشر المباذل ثم عمّ الفساد فى كل مكان. وقد أدى هذا الفساد الشائع إلى أنْ يقول مسلم ورع (بشر بن الحارث) عن بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية (فى أوج الخلافة وعز مجدها) : ((بغداد ضيقة على المتقين.. لا ينبغى لمؤمن أنْ يقيم بها)) وقال شاعر يصف واقع الحال فى بغداد فى ذلك العصر ((قلْ لمنْ أظهر التنسك فى الناس/ وأمسى يُـعدُ فى الزهاد/ إلزم الثغر والتواضع فيه/ ليس بغداد منزل العُـباد)) 

 

كما أنّ العرب المسلمين (وتحت مُـسمى الخلافة الإسلامية) انقسموا على بعض حيث كانت توجد (فى وقت واحد) ثلاث خلافات : الخلافة العباسية فى بغداد، والخلافة الفاطمية فى مصر، والخلافة الأموية فى الأندلس (إسبانيا) وفى البداية وٌجدتْ خلافتان إحداهما لعلى بن أبى طالب والثانية لمعاوية بن أبى سفيان. وفى أوائل عهد الخلافة الأموية وُجدتْ إلى جانب هذه الخلافة، خلافة أخرى كان مركزها مكة وكانت لعبد الهى بن الزبير. ولأنّ العرب المسلمين كانوا مُـتأثرين بعرب (الجاهلية) لذلك كثر الصراع بينهم، فلم يتمكــّـنوا من (الحفاظ) على سيطرتهم على الحكم، فتقطــّـعتْ البلاد (الإسلامية) فى أوائل القرن الرابع الهجرى فكانت فارس والرى وأصبهان والجبل فى أيدى (بنى بويه) و(كرمان) فى يد محمد بن إلياس، والموصل وديار بكر وديار مضر فى أيدى (بنى حمدان) ومصر والشام فى يد محمد بن طغج الإخشيدى، والمغرب وشمال إفريقيا فى يد الفاطميين، والأندلس (إسبانيا) فى أيدى ملوك الطوائف، وخراسان فى يد نصر بن أحمد الساسانى، والأهواز وواسط والبصرة فى يد (البريديين) واليمامة والبحرين فى يد أبى طاهر القرمطى، وطبرستان وجرجان فى يد (الديلم) ولم يبق فى يد الخليفة العباسى ووزرائه إلاّ بغداد.. ونتيجة ذلك فإنّ الخلافة الإسلامية لم تــُـحقق عزة للإسلام ولا مجدًا للمسلمين، وإنما كان شأنها فى ذلك شأن أى امبراطورية أو قيصرية أو كسروية، تمر بها فترات عزة ومجد وانتصار، ثم تدول بها الأيام فتتحوّل العزة إلى هوان ويصير المجد إلى فشل وينتهى الانتصار إلى هزائم.. ونتيجة ذلك شكا المؤرخ المسعودى مما حدث للإسلام فى عصره فكتب ((ضـَـعُـفَ الإسلام فى ذلك الوقت وذهب، وظهر الروم على المسلمين، وفسد الحج وانتشر عدم (الجهاد) وانقطعتْ السبل وفسد الطريق)) ثم أضاف ((إنّ الإسلام كان مُـستظهرًا (أى غالبًا) حتى ذلك الوقت، فتداعتْ دعائمه وهى أسه)) وقال المؤرخ المسلم المقدسى عن بغداد عاصة الخلافة العباسية أنها ((كانت أحسن شىء للمسلمين وأجل بلد.. حتى ضعف أمر الخلافة فاختلتْ وخفّ أهلها.. فأما المدينة فخراب، والجامع يعمر فى الجُـمع، ثم يتخلــّـلها بعد ذلك الخراب.. وهى كل يوم إلى وراء.. مع كثرة الفساد والجهل والفسق وجور السلطان)) 

 

وكان من رأى المستشار العشماوى أنّ ((نشر الإسلام فى ربوع الأماكن المفتوحة (أى المغزوة) إنْ كان نجاحـًا، فإنه لا يُـقاس بمدى ما ألحق بالمسلمين من هوان، وما ضيّـع لهم من حقوق وما جمّـد لهم من فكر. وما بذر بينهم من شقاق، وما انتهى بهم إلى فراق)) 

 

وردًا على الأصوليين الإسلاميين والعروبيين وأدعياء الليبرالية الذين كتبوا كثيرًا أنّ التاريخ الإسلامى ((تمّ تزييفه وتحريفه)) إلى آخره فى دفاع محموم عن الخلافة الإسلامية رغم كل الجرائم التى ارتكبها المسلمون من خلفاء وولاة، فإنّ المستشار العشماوى واجههم بالحقيقة التى يُـصرون على تجاهلها فكتب ((فدعوى تزييف التاريخ دعوى حديثة لم يقل بها أحد من القدماء الثقاة المشهود لهم بكتابة التاريخ مثل الطبرى والسيوطى وابن الأثير وغيرهم، وهى (دعوى تزييف التاريخ) تــُـرفع فى الآونة الأخيرة من جانب تيار الإسلام السياسى، ومن يلوذ به أو ينتفع منه أو يسعى إليه، بقصد اسقاط الحُـجج المُـقابلة الدامغة التى أثبتتْ – من واقع التاريخ وصميم الأحداث – بطلان دعاوى هذا التيار، وهزمته الأسانيد القاطعة إلى إنكارها جميعـًا، فكان بذلك أشبه ما يكون بأوديب فى الأسطورة الإغريقية، يفقأ عينيه بيديه حتى لا يرى الحقيقة)) (المصدر السابق – من ص21- 23) 

 

وإذا كان العروبيون والإسلاميون ومعظم الماركسيين يتحجـّـجون بأنّ أغلب الخلفاء المسلمين (خاصة بعد الخلافة الأموية وبداية من الخلافة العباسية) لم يكونوا من العرب (وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها) ولكن ماذا عن الخلفاء العرب، بل والقرشيين الذين انتهتْ حياتهم بالتصفية الجسدية (عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب) فهل تلك الاغتيالات السياسية تختلف عن اغتيالات الخصوم فى الفترة التى نعتها محمد ب (الجاهلية)؟ 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

تنازع العرب السلطة منذ يوم السقيفة


وصارت ملكا منذ الدولة الأموية


وكما كان السلف من العرب قريبى عهد بعصر النبوة


فقد كانوا - أيضا - قريبى عهد بعصور الجاهلية


ومن أكبر المآسى التى أوقعونا فيها :


الخلط فى التاريخ بين العرب والمسلمين


الخلط بين الإسلام والمسلمين


الخلط بين التاريخ والدين


الخلط بين المطلق والنسبى

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

القرآنيون عندهم حق!!

فيتو

 وليد طوغان 

 

في أوربا تتوسع جماعات القرآنيين.. وتزيد.. تكثر مساجدهم وأماكن دورسهم.. ونحن السبب.. إن جيت للحق، مطالبات "القرآنيين" بإعادة فحص السنة النبوية "مشروعة".. واعتقادهم في ضرورة ترك "الأثر" وإعادة النظر في المنقول عن الصحابة والتابعين وجيهة. 

 

السنة اجتهادات نبوية، و"الأثر" اجتهادات صحابة.. والمعنى أنه لا السنة هي الأصل.. ولا اجتهادات الصحابة يمكن أن تكون مرجعا أساسيا في الدين. 

 

الدين دين الله، والصحابة فهموا دين الله حسب عصرهم وزمانهم.. ما الذي يضير لو اتفقنا مع القرآنيين في البحث عن طريقة لتجديد الخطاب الديني، وتنقية ما فيه شك.. وحذف ما فيه كلام؟ 

 

إن جيت للحق، مطالب القرآنيين بالتمسك بكتاب الله دون غيره.. سببه أن الإسلام علوم الإسلام وكلام عوام المسلمين، دخلت الفضائيات كالبضائع المحلاة في ورق قزاز بالسوبر ماركت. 

 

في الفضائيات تاجر مشايخ بالسنة، وفسروا بها الأحلام وعالجوا بها الأمراض.. ممكن اعتبار تنامي القرآنيين حول العالم صدمة.. ممكن اعتباره "رد فعل" لمشايخ إخراج العفاريت بأحاديث النبي، وأصحاب نظريات شفاء الأطفال ببول الإبل. 

 

يقول القرآنيون إن كتاب الله هو الأصل.. وإن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي "أول بيان لمقاصد القرآن"، لكنها ليست البيان الوحيد لمقاصد "القرآن". 

 

كلام معقول.. معناه أيضا أن السنة النبوية تراث.. لكن القرآن الكريم ليس تراثا.. تفسير الصحابة رضوان الله عليهم للقرآن تراث أيضا.. لا.. ممكن نذهب إلى أبعد من هذا، ونقول إن اجتهادات النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه في تفسير آيات القرآن تراث هو الآخر. 

 

فسر الصحابة رضوان الله عليهم، كتاب الله وفق أرضيتهم المعرفية أو ثقافتهم وقت التنزيل.. فسروه وفق ما يعتقدون أنه التفسير الصحيح.. وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) اجتهدوا بالرأي، فيما لم يجدوا فيه حكما قرآنيا. 

 

يروى أن جاءت لأبي بكر جدة تطلب ميراثا من ابن ابنها، فلم يعرف أمير المؤمنين ماذا يفعل، إلى أن أشار الصحابة بتوريثها قياسا على ميراث الأم. 

 

اجتهد أبو بكر قياسا على النص.. كذلك فعل عمر ابن الخطاب.. وعلي ابن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعا.. على ابن أبي طالب هو الذي وضع عقوبة لشارب الخمر، فأفتى بضرب شارب الخمر قياسا على عقوبة "القاذف".. قال: إنه إذا شرب سكر.. وإذا سكر قذف المحصنات. 

 

كلها كانت اجتهادات.. والاجتهادات "أحكام مستحدثة".. يعني ليست أصلا.. لكنها استدلال من الأصل.. الأصل هو القرآن، بينما ما دونه لا هو أصل.. ولا هو مقدس. 

 

بعد 14 قرنا من انقطاع الوحي، يجوز نقد تفسيرات الصحابة أو استبدالها.. في الوقت الذي لا يجوز نقد آيات القرآن المقدس أو إلغاؤها.. اجتهادات الصحابة والتابعين تراث.. والتراث صناعة بشرية.. لكن كتاب الله صناعة ربانية.. فما السبب الذي أوصل بعضنا إلى الإصرار على تشبيه غير المقدس.. بالمقدس.. واعتباره

 مثله؟ 

 

 

يستحق الوقوف عليه )

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

.https://youtu.be/6zXzSRJZh1Y.

 

 

الإفتاء: «اللحية» عادة عربية وليست سنة نبوية عند بعض المذاهب

  

محمد صبري عبد الرحيم

الأحد 04.10.2015 - 10:49 م

قال الشيخ علي فخر، مدير عام إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن حلق اللحية ليس من الكبائر، وإطلاقها ليس سُنة نبوية عند بعض العلماء.

 

وأضاف «فخر»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، أن بعض العلماء رأى أن اللحية عادة عربية وليست سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

وأوضح في إجابته عن سؤال متصل «حلف على ابنه بالطلاق أن يحلق لحيته»، أن طاعة الوالدين أمر بها الله عز وجل وتدخل الابن البار الجنة، وفضلها أعلى من تربية اللحية.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

شعب متدين بيحب الخمره

مؤمن سلاّم 

 

أغلب المصريين شاهد فيلم “بين القصرين” عن قصة كاتبنا المصري العظيم نجيب محفوظ. وأغلب المصريين أيضا لم يرى في “سي السيد” إلا الرجل المستبد والمحافظ الذي يمنع بناته من مجرد النظر من الشباك، نموذج للرجل الشرقي المنغلق الذي يختار لأولاده أزاوجهم وزوجاتهم، تعليمهم، وملابسهم. فلا صوت يعلو في البيت على صوت سي السيد. إلا أن قليل هم من التفتوا إلى “السيد عبد الجواد” المصلي الذي يختم يوم عمله الشاق بالذهاب لعوامة أو شقة العوالم ليشرب الخمر ويرقص مع الراقصات ويرفه عن نفسه، ثم يعود إلى منزله مرتديا قناع الفضيلة والمحافظة والصرامة.

 

 

والحقيقة أن هذا كان نمط حياة أغلب الرجال المصريين الذي تم التعبير عنه بالمثل المصري “ساعة لقلبك وساعة لربك” ولهذا عندما نقول أننا شعب علماني بالطبيعة لا نكذب، خاصة إذا وضعنا بجوار هذا المثل مثل أخر يقول “اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع”. كنت أظن أن هذا النمط المصري في الموازنة بين الدين والحياة، بين الجد والهزل، بين العمل والترويح عن النفس، قد اختفى من حياتنا لعوامل كثيرة على رأسها انتشار الإسلام السياسي، والانهيار الاقتصادي، خاصة وقد اختفت البيرة من محلات البقالين بعد أن كانت توضع بجوار باقي المشروبات الغازية، فحتى السبعينات لم تكن البيرة مصنفة كخمور من قبل الدولة ومن قبل الشعب المصري. فكثيرا ما كنت اسمع هذا الحوار، شخص يقول لمن يشرب البيرة “مش حرام عليك تشرب خمره؟” فيرد الأخر “دي مش خمره دي بيرة.”

 

إلا أن الأمر ليس كما كنت أظن، فقد أخبرني صديقي أن دخل مصر من الضرائب على الخمور يبلغ 6 مليار جنية سنويا وهى المعلومة التي لم أستطع التأكد منها، ولكن هذا ما عاد بي إلى ملاحظة تزايد عدد فروع محلات درينكس في الإسكندرية وهو ما يعني أن الشركة تحقق أرباح وأن السوق يتوسع وبالتالي يحتاج إلى مزيد من مراكز التوزيع. فكان لابد أن ابحث عن حجم استهلاك الخمور في مصر، ولكن كالعادة لم أستطيع الحصول على المعلومات المطلوبة فنحن دولة لا تسمح بحرية تداول المعلومات.

 

إلا أن البحث قادني إلى تقرير منظمة الصحة العالمية وقام موقع سي أن أن بنشره في 24 ديسمبر 2014 عن استهلاك الخمور في العالم. وفيما يتعلق باستهلاك الدول العربية فقد جاءت مصر في المركز 12 بين الدول العربية الـ16 التي رصدها التقرير بمعدل استهلاك 6 لتر سنويا للفرد الواحد فوق 15 سنة. وبالرغم من أن هذا موقع متأخر مقارنة بالدول العربية الأخرى، إلا أنه لا يجب أن يخدعنا فالتقرير لم يأخذ في الاعتبار حجم السكان وحجم الأجانب المقيمين، وطبيعة القوانين المتعلقة بصناعة وبيع الخمور.

 

فالدولة الأولى الإمارات لا يمثل المواطنين الإماراتيين فيها غير ربع السكان تقريبا حيث يبلغ عددهم حوالي مليون إماراتي فقط من إجمالي 4 مليون فرد يقيمون في الإمارات. وهو ما ينطبق على قطر والبحرين وسلطنة عمان التي تأتي في المراكز 3، 4، 7، بالترتيب. كما أن التقرير لا يأخذ في الاعتبار القوانين المقيدة لاستهلاك الخمور وحجم الضرائب الكبير على إنتاج واستهلاك الخمور ما يجعل استهلاكها يقتصر على الطبقات القادرة في مصر. فمن الواضح أن المشرع يسعى إلى الحد من استهلاكها ولو على حساب الاقتصاد المصري، فبعض التقديرات تشير إلى أن في حالة تخفيف الضرائب والقيود على بيع الخمور قد ترتفع إيرادات الخمور إلى 100 مليار جنية سنويا. ولكن العقلية الأصولية المحافظة لازالت تسيطر على صانع القرار المصري، الذي يهتم بإرضاء رجال الدين على حساب موارد الخزانة المصرية. 

 

الايكونوميست

في النهاية نشير إلى أن استهلاك الخمور في مصر قد ارتفع من اقل من 2.5 لتر للفرد سنويا حسب تقرير لمجلة الإيكونومست إلى 6 لتر للفرد سنويا خلال الفترة من 2005 إلى 2014. أي أن نسبة استهلاك الخمور قد تضاعفت خلال 10 سنوات، تميزت بالصعود القوى لتيارات الإسلام السياسي منذ برلمان 2005 عندما حصلت جماعة الإخوان على 88 مقعد بالبرلمان المصري ووصولهم لمنصب الرئاسة و 75% من البرلمان في 2012.

 

وهو ما يثبت أننا شعب كلما زدنا تدينا كلما زدنا شربا للخمر !!

 

تقرير سي أن أن

 

http://arabic.cnn.com/business/2014/12/24/meast-alcohol

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

m_alipash5.jpg

 

 

 

محمد على والاقباط

 عن موقع الملك فاروق

...http://faroukmisr.net/report92.htm

 

حينما نتكلم عن شخصية ومعاملات محمد على مع المصريين نندهش ونستطيع أن نستخلص من تاريخه أن شخصيتة كانت كارزمية طموحة ، ووضع خطة لأستخلاص مصر لنفسه , ولتنفيذ هذا المخطط كان عليه تقويتها داخلياً وخارجياً وجعلها فى مصاف الدول الكبرى ، فحدد سيطرة الهلوسة الدينية الوهابيه على الحكم وعلى مقاليد الحياة فيها والتى ظلت تعيشها مصر منذ أستعمارها منذ عمرو بن العاص وحتى عصره إلى أن عادت هذه الهلوسة مرة أخرى لتضغط على رقبة مصر فى ظل حكم الجمهورية الإسلامية , ونحن لا نعرف مدى العلم والمعرفة التى كانت عنده ولكنه فيما يعتقد أنه أطلع على الحضارة الغربية وخاصة الفرنسية وأستطاع الحصول عليها وتطويعها لخدمة مصالحة الخاصة وبالتالى لتقدم مصر .

ويمكن القول بحذر أن محمد على طبق العدالة فى الحكم والأحكام وإن كانت ناقصة بشكل كبير ولكنه أستطاع أن ينفذ ما هدف إليه الفرنسيين فى مصر ولم يستطيعوا من مساواة فى المواطنة وعدالة وحرية , وعصره كان متميزاً مفرحاً حتى ولو كان فيه بعض القصور ووضع مصر على حافة متقدمة لتواجه القرن العشرين , ولو كانت عائلته التى حكمت مصر من بعده سارت على نفس المنوال لكانت مصر أصبحت شيئاً آخر غير الذى نراه اليوم .

فى عصر محمد على باشا تبوأ الأقباط مراكز عليا (1) لم تحدث فى عصر الجمهورية الإسلامية التى نعيش فيها اليوم .

فنجد ان محمد على أعطى إلى بطرس أغا أرمانيوس أن يكون مأموراً لمركز وادى برديس الذى كان يشمل القسم الشمالى من مديرية قنا والجنوبى من مديرية جرجا .

عيد فرج أغا ميخائيل حاكماً لمركز دير نواس .

ميخائيل أغا أغا عبده للفشن ببنى سويف .

تكلا سيداروس لبهجورة .

أنطوان أبو طاقية فى الشرقية .

مكرم أغا حاكماً فى شرق أطفيح وغيرهم .

ان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏أول‏ ‏حاكم‏ ‏مسلم‏ ‏يمنح‏ ‏الأقباط‏ ‏رتبة‏ ‏البكوية‏ ‏وتعيينهم‏ ‏كحكام‏ ‏أقاليم‏ (‏ رتبة‏ ‏المحافظ‏ ‏ورئيس‏ ‏المدينة‏ ‏حاليا‏ ) , ‏فقام‏ ‏بتعيين كل من :

‏بطرس‏ ‏أغا‏ ‏أرمانيوس‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏برديس‏ .

فرج‏ ‏أغا‏ ‏ميخائيل‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏دير‏ ‏مواس‏ .

ميخائيل‏ ‏أغا‏ ‏عبده‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏الفشن‏ .

رزق‏ ‏أغا‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏الشرقية‏ .

باسليوس‏ ‏ابن‏ ‏المعلم‏ ‏غالي‏ ‏مديرا‏ ‏لحسابات‏ ‏الحكومة‏ .

حنا‏ ‏المنقبادي‏ ‏سكرتيرا‏ ‏لمديرية‏ ‏عموم‏ ‏قبلي‏ .

‏والمعلمون‏ ‏جرجس‏ ‏ويعقوب‏ ‏وبشارة‏ ‏وجرجس‏ ‏الطويل‏ ‏وأخوه‏ ‏حنا‏ ‏الطويل‏ ‏ومنقريوس‏ ‏البتانوني‏ ‏وابراهيم‏ ‏نخلة‏ ‏كتبة‏ ‏في‏ ‏ديوان‏ ‏محمد‏ ‏على .

( ‏أمير‏ ‏نصر ‏, ‏المشاركة‏ ‏الوطنية‏ ‏للأقباط‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏الحديث‏ ,‏ ص‏. 21) .

 

‏وكان‏ ‏كبير‏ ‏كتبة ‏( ‏منصب‏ ‏رئيس‏ ‏ديوان‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏حاليا ‏) ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏قبطيا‏ ‏وهوالمعلم‏ ‏وهبة‏ ‏ابراهيم‏ ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏المعلم‏ ‏نخلة ‏( ‏إيريس‏ ‏المصري‏- ‏قصة‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ , ‏الجزء‏ ‏الرابع‏ , ‏ص‏. 262 ) .

‏ومع‏ ‏نشوء‏ ‏أول‏ ‏مجلس‏ ‏نيابي‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏عام‏ 1866 ‏شمل‏ ‏قانون‏ ‏الترشيح‏ ‏المصريين‏ ‏عموما‏ ‏بغير‏ ‏تفريق‏ ‏بسبب‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏حق‏ ‏الترشيح‏ ‏لعضوية‏ ‏المجلس‏ , ‏وأخذ‏ ‏في‏ ‏تحديد‏ ‏المصرية‏ ‏بواقعة‏ ‏الميلاد‏ ‏وحدها‏ ‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏نوبار‏ ‏باشا‏ ( ‏عندنا‏ ‏أقباط‏ ‏أيضا‏ ‏من‏ ‏المنتخبين‏ ‏وقد‏ ‏فتحنا‏ ‏الأبواب‏ ‏للمسلمين‏ ‏والأقباط‏ ‏بدون‏ ‏تمييز ) (طارق‏ ‏البشري - ‏المسلمون‏ ‏والأقباط‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏الجماعة‏ ‏الوطنية‏ , ‏دار‏ ‏الشرق‏ ‏بالقاهرة‏ 2004 , ‏ص‏.39 ) .

وشعر محمد على أنه من المستحيل الإستغناء عن الأقباط نظراً لأمانتهم وولائهم الشديد ودقة أعمالهم فتزايد إعتماده عليهم وقد لمس فيهم ميلهم للهدوء .

وتميز عصر محمد على بالاتى :

الغاء قيود الزى :

ألغى محمد على إجبار الأقباط لأرتداء أزياء معينه فرضت عليهم بغرض الإستهزاء بهم فكانوا يلموهم بإرتداء أزياء زرقاء وسوداء وعدم لبس العمائم البيضاء .

الغى محمد على القيود التى فرضها الاستعمار الاسلامى على الاقباط لممارسة طقوسهم الدينية :

لم يرفض محمد على طلباً قدم إليه لبناء أو إصلاح الكنائس ومما يذكر أن هناك مخطوطات فى قصر عابدين تحوى عدداً من الأوامر الخاصة بالكنائس وقد حررت مقدمتها جميعا بالصيغة التالية :

أمر إلى ........... بشأن التصريح لطائفة الأقباط بتعمير الكنيسة ومساعدتهم فى ذلك وعدم ممانعتهم .

ماذا فعل محمد على مع الاقباط ؟؟

فى عام 1814 م حدث تمرد حامية القاهرة فخاف الأقباط على أرواحهم وأستبد بهم الرعب فى أحيائهم وأقاموا المتاريس وأغلقوا الأبواب وتسلحوا بالبنادق لحماية أنفسهم من الغوعاء فقام محمد على باشا وأمد الأقباط بالبارود وألات الحرب وأمنهم على أرواحهم ومنازلهم .

نظراً للنسبة الكبيرة من الأقباط الكتبة والمتعلمين فقد خصص محمد على الأقباط واليهود فى المجالس والأعمال الإدارية والتحريرية بالإئتمان على خزائن الدواوين والمصالح والمديريات غير أن اليهود تركوا وظائفهم لعدم رضائهم عن الشغل فى يوم السبت أى أن محمد على باشا لجأ الأقباط الذين حملوا آماله فى تحديث مصر ونقل إليها حضارة الغرب فضبط الأقباط الأيرادات والمصروفات .

وكان محمد على هو أول حاكم مسلم رفع شأن الأقباط ومنحهم رتب إجتماعية عالية فقد وصلوا فى عهده إلى رتبة البكاوية وأتخذ له مستشارين من الأقباط .

سار أبراهيم باشا نجل محمد على باشا على نفس طريقة ابيه فى معاملته للأقباط 

حيازة الاقباط لمساحات كبيرة من الاراضى الزراعية :

المعلم غالى واسرة محمد على :

ومن أهم الشخصيات القبطية التى أشتهرت ايام محمد على المعلم غالى أبو طاقية ، وكان يعمل المعلم غالى كاتباً لدى محمد بك الألفى ولكن محمد على أسند إليه منصب كبير وهو المباشرون ، والمباشرون هم من يجمعون الضرائب ، الذى كان اليد اليمنى لمحمد على ، وقد وضع المعلم غالى نظام الضرائب وجبايتها أى أنه كان فى مرتبة وزير المالية فى ايامنا هذه ، وقام المعلم غالى بتعيين بعض الأقباط فى الوظائف الصغرى الذى يشترط فيهم الأمانة الكاملة ، وقد قام المعلم غالى بتقسيم مصر إلى مديريات وأقسام والأطيان إلى احواض وقبائل وهو أساس النظام المتبع حتى الآن فى مصر .

ولتسهيل مامورية تحصيل الضرائب للخزانة قام بأنشاء مصلحة المساحة وأستمر المعلم غالى فى هذا المنصب مدة طويلة.

ومن الشخصيات القبطية التى أعتمد عليها محمد على ، المعلم باسيليوس وهو أبن المعلم غالى الذى تولى التنظيم الأدارى أيام حكم محمد على .

وفى مايو 1822 - فى زفتى - طلب أبراهيم باشا أكبر ابناء محمد على من المعلم غالى أن يفرض ضرائب على النخيل ، فطلب منه المعلم غالى التريث فى الأمر حتى يعرض الأمر على محمد على باشا أولاً ، فأجابه ابراهيم باشا بأطلاق الرصاص عليه فأرداه قتيلاً ، وظلت جثته ملقاة لمدة يومين لا يجرؤ أحد القيام بدفنها حتى أستأذن رزق أغا حاكم الشرقية فى دفنها فأقيمت الصلاة على المعلم غالى بكنيسة أبى سيفين فى زفتى ، وأحضر محمد على باشا باسيليوس نجل المعلم غالى لترضيته وأسند أليه منصب رئيس المحاسبة فى الحكومة المصرية وأنعم عليه برتبة ( بك ) ، وهو أول قبطى ينعم عليه بهذه الرتبة كنوع من الترضية لمقتل والدة .

الأقباط وحروب محمد على :

تلاشت فى عهده الفروق بين الأقباط والمسلمين التى سبق ذكرها فى جميع العصور الأسلامية , وكان هدف محمد على فى الظاهر الأستيلاء على أراضى الدولة العثمانية ، لهذا كان يوجه جميع امكانيات مصر لهذا الهدف وأتجهت سياسته نحو إستغلال الخبرات والكفاءات مهما كان دينها أو ملتها مادام هدفه هو مصر أولاً ، لهذا نرى أنه عين بطرس أغا مأموراً لمركز برديس وميخائيل أغا مأمور للفشن بالوجة القبلى وفرج اغا مأمور لدير مواس وتكلا سيداروس لبهجورة وأنطوان أبو طاقية للشرقية .

وبالنسبة للحملات الحربية التى كان يشنها محمد على فقد تحمل الأقباط نصيبهم فى النفقات وأشتركوا فيها كجنود وقواد وأختلطت دماؤهم مع أخوتهم المسلمين فى غزوات الشام وجبال المروة وسهول آسيا الصغرى ، وقد دفع الأقباط الأرثوذكس مائتى ريال مساهمة فى دفع مرتبات الجنود ودفع الكاثوليك ثمانية آلاف ريال وقد دفع المبلغ عن الأقباط الكاثوليك المعلم غالى وورثته وفيكتور وكيل دائرة عثمان بك البرديس ، وهذه المبالغ ضئيله ولكننا نتعجب عند معرفتنا أن المسيحيين فى ذلك الوقت كان عددهم يزيد عن الربع مليون نسمة بقليل .

اهم القرارات التى اصدرها محمد على باشا بحقوق مواطنة متساوية مع المسلمين :

الغى محمد على إجبار الأقباط على إرتداء أزياء معينة التى كانت مفروضة على الأقباط من قبل السلطنة العثمانية التى كانت ملتزمة بالشريعة الإسلامية والوثيقة العمرية ، وخلع ألقباط الزى الزرق والأسود الذى كان مفروضاً عليهم بعد ان كانوا ممنوعين من ذلك وأصبحوا يلبسوا الكشمير الملون , وخلعوا الجلاجل الحديدية التى تسببت فى إزرقاق عظام الترقوة وأصبح العضمة الزرقاء لقباً كناية عن الإضطهادات الوهابه لهم .

سمح محمد على للأقباط بركوب البغال والخيول , ولا شك ان هذا كان ممتعاً لهم ان يتمتعوا بالحرية وأن يركبوا ما شاؤوا من البغال .

السماح للأقباط بحمل السلاح وذلك لأول مرة فى تاريخ الإحتلال الأسلامى العربى لمصر أى منذ 1400 سنة .

سمح محمد على للأقباط بحرية بناء الكنائس وممارسة الطقوس الدينية ولم يرفض اى طلب تقدم الأقباط به لبناء أو إصلاح أى كنيسة .

كان محمد على أول حاكم مسلم يمنح موظفي الدولة من الأقباط رتبة الباكوية عرفانا بخدماتهم لمصر كما أتخذ له مستشارين من الأقباط .

كثيرا ما عاني الأقباط في عهد المماليك من صعوبات عديدة للحصول علي إذن بزيارة الأراضي المقدسة ، لكن برعاية وتسهيلات محمد علي باشا اصبح الأمر ميسرا وممهدا ، وقد عثر علي أول وثيقة تعود إلي عام 1241 هجرية 1825 م يوصي فيها محمد علي متسلم غزة بالقبط الذين يرغبون في الحج إلي القدس ، وألا يدع لاحد مجالا للتدخل في شئونهم .

وعثر علي وثائق أخري بهذا المعني بين عامي 1827 و1828م ، موجهة لمتسلمي غزة والقدس ، كان الباشا يوصيهم فيها بحماية الرهبان الأقباط والزوار الوافدين إلي القدس كعادتهم كل عام ، حاملين قفص الشموع إلي كنيستهم بالقدس وبحمايتهم وإكرامهم عند وصولهم إلي غزة والقدس .

محمد على صنع شهرة القطن المصرى :

في عام 1837 صار كبار الموظفين في عهد محمد علي من كبار ملاك الأراضي الزراعية ، أما صغار الموظفين فامتلك كل منهم 50 فدانا ، وبالطبع لم يفرق محمد علي باشا بين مسلم ومسيحي في تملك الأراضي وزراعتها .

ومع التوسع في قاعدة امتلاك الأراضي ، وجه محمد علي إلي التوسع في زراعة القطن ، حيث برع المصريون في زراعته ورووه بعرقهم ، فأعطاهم محصولا مباركا ، وصنعوا منه الشهرة العالمية للقطن طويل التيلة .

أيضا استعان محمد علي بالحرفيين والصناع القبط في المصانع التي أنشأها ، اعتمادا علي المهارة والكفاءة دون تحيز أو اضطهاد .

ساند محمد علي النشاط الزراعي ببنية أساسية صنعتها أياد خبيرة ، فشق الجسور والترع وأقام القناطر وأشهرها الخيرية كما أقام مصانع الغزل والنسيج في معظم الأقاليم ، وسبك الحديد وألواح النحاس ومعامل تكرير السكر .

ظل الأقباط يدفعون الجزية للحكام المسلمين منذ عام 641م ، ولكن محمد علي أعفي بعض الأقباط من دفع الجزية بحكم عملهم ، مثل الذين يعملون في ترسانة الإسكندرية ، وجاء في مرسوم أصدره سنة 1831 ما يلي :

( يقتضي اتباع الأصول المدونة وربط ماهية ومرتب الصنف الذي يستحقه الأقباط الذين يؤخذون للجهادية لكونهم يؤدون مصالح الميري ومن اللزوم رعايتهم ورفاهيتهم ) ، وفي عام 1839 صدر مرسوم بإعفاء الأقباط من دفع الجزية ، ولكنه تعطل لسنوات طويلة بسبب الاحتياج إلي أموال كثيرة .

الكنيسة الوطنية .. المعلم منصور وتسعير المنسوجات :

الجمهورية 7/11/2010 اجراس الاحد – شريف نبيه :

يذكر التاريخ ان عهد محمد علي باشا كان عصرا ثريا بالأحداث في سجل ( أخبار أيام ) الأقباط .

تقول سطوره بقلم الجبرتي : ان محمد علي باشا كان قد قبض علي كبار المباشرين القبط ذات مرة وتم تقليد المباشرة إلي المعلم منصور صرابامون معلم ديوان الجمرك ببولاق .

ومن ابداعات المعلم منصور انه عين اشخاصا مباشرين للاشراف علي النسيج ، هؤلاء المباشرون كانوا يجوبون النواحي والبلدان والقري ويتقاضون ما يلزم لهم من المصاريف والمعاليم والمشاهرات ، فيمضون ويحصون كل ما هو موجود علي الأنوال من القماش والبز والأكسية الصوف ( الزعابيط ) ، ويكتبون عدده علي ذمة الصانع حتي إذا ما تم نسجه دفعوا لصاحبه ثمنه طبقا لما قاموا بتسعيره وإذا أراد صاحبها الاحتفاظ بها من الموكلين فيشتريها بالثمن الذي يقدرونه بعد الختم علي النسيج من طرفيه بعلامة ( الميري ) ، وإذا ظهر هذا النسيج عند شخص آخر غير صانعه بغير علامة الميري تتم مصادرة هذا النسيج ومعاقبة المشتري ، الذي لم يحرص علي احترام النظام بشراء نسيج غير مختوم وهذا يبرز مدي سيطرة وهيمنة الحكومة آنذاك علي التجارة واحكام قبضتها علي عجلة الإنتاج .

 

المراجع :

القديس البابا بطرس السابع الجاولى البطريرك 109 - تقديم ومراجعة نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل - الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة سنة 2002 م ص 32 - 33  

 

 

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

الإيمان بين الغريزة والدوافع الأيديولوجية

Posted on October 24, 2015 by civicegypt

حمودة إسماعيلي 

 

البحار لا يصلي للحصول على الرياح المناسبة، هو ببساطة يتعلم الإبحار. غوستاف لندنبرغ 

 

عندما يتم إنجاب طفل فإنه تلقائيا سيتلقن ثقافة أهله ومجتمعه، وذلك حتى يتمكن من التعامل مع ظروف الحياة التي تنتظره، فالثقافة هنا طبعا تتضمن تجارب من عاشوا قبله، ورؤاهم كذلك وتفاسيرهم للعالم والوجود والحياة. هذه النقط الأخيرة هي التي تشكل مفهوم الدين، وبه فإن الطفل يتلقن دين أهله ـ ليس من المعقول أن تجد طفلا ولد ب”وهران” لأسرة مسلمة ويدين هو بديانة الزولو (قبائل إفريقية يعني اسمها شعب السماء).

 

 

بالنسبة للطفل والإنسان عموما فما يهمه أكثر هو إشباع حاجاته الضرورية والعيش بجو من التسلية والرفاهية، يأتي الدين كتفسير للعالم بعد ذلك. قد يصطدم الشخص بثقافة أخرى يجدها أرقى فيختار أن يستمد المفاهيم منها بعدما يرى أن مفاهيم ثقافته أو ديانته لا تحقق له إفادة ومنفعة، أو ربما يتعرض لمشاكل بحياته بسبب اعتناقه للأفكار الخاصة بمجتمعه، فيجد أنها تضره أكثر من أنها تنفعه، فطبيعي أن يتخلى عنها هنا. كذلك قد يعيش الإنسان حياته بشكل طبيعي محافظا على طقوسه الدينية مثله مثل كثير من أفراد مجتمعه، لكن الدين لا يصبح ضمن أولوياته الحياتية إلا عند تعرضه لظروف يتضح له أن الدين هو الملجأ أو المنقذ منها، لذلك يصبح الدين ـ بهذه الحالة ـ من أهم الأهداف والاهتمامات بالحياة.

 

لكن هناك فئة لا يشعرون ربما بحاجة لدين أو انجذاب نحو إله كتفسير لوجود العالم رغم أنهم يعيشون داخل بيئة دينية، مرد ذلك إلى أنهم إما يتربون داخل عائلة لا تحث أبناءها كثيرا على الدين، فينشأ الطفل مركزا تفكيره نحو اهتمامات أخرى فلا يجد حاجة للبحث عن أجوبة دينية أو يجدها ربما في نطاق آخر خارج الدين.. وإما أنه لم يتعرض لأحداث معينة تهز نفسيته والتي بإمكانها أن تدفعه للاحتماء بالدين، أي أنه ومنذ صغره (كان متدينا) لكن الدين لم يلعب دورا بارزا في مراحل حياته لذلك بدأ يخفت شعاعه داخل وعي الشخص تدريجيا حتى وجد أن الدين ومفاهيمه لم تؤثر في تشكيل وعيه.

 

لذا بالنسبة للسؤال : هل للإيمان دافع غريزي أم احتياج أيديولوجي نتيجة التلقين؟ طبعا احتياج أيديولوجي نتيجة التلقين، قد يأخذ شكل دافع غريزي نظرا (كما يبدو) لكثرة الأديان وسعة انتشارها بالعالم ـ نتيجة ما يعرف بالعدوى الثقافية الاجتماعية. رغم ذلك يظل الإيمان مجرد احتياج أيديولوجي : فهناك من يعيشون دون حاجة لإيمان بإله. فالدين مهارة فكرية اجتماعية مكتسبة، وليس غريزة. فهذه الأخيرة هي دافع للحث عن إشباع بيولوجي للكائن الحي، أما الدين فيعتبر رفاهية فكرية، إنسان جائع لن يهتم إن كان المسيح ابن “مريم” أو ابن “بينيلوبي”. لكن إنسانا شبعانا قد يُجوِّعُ نفسه بشدة إن أدرك أن ذلك يحقق له رؤية أو لقاء المسيح !

 

أما عن الأطفال وهل يولدون مؤمنين أم ملحدين؟ إن الأطفال يولدون محايدين، بمعنى أنه لديهم القابلية لتلقي وتصديق أي شيء يمنح لهم.

 

وبالعودة للاقتباس الذي افتتحنا به الموضوع، وبتعبير على نفس المنوال : “فنحن ببساطة نتعلم الدين”. مع ذلك يوضح كارل ساغان أنك : “لا تستطيع أن تقنع المؤمن بأي شيء، فإيمانه لا يستند على أدلة وإنما على حاجة ماسة للإيمان”، يرد عليه الفيلسوف فرانسيس بايكون بقوله : “”جزء قليل من العلم يجعل الإنسان ملحد، ولكن دراسة متعمقة في العلم تجعل الإنسان يؤمن بالله“.

 

الإشكال هنا هو في “الله”، فهو نقطة الاختلاف بين الأديان فيما بينها ـ سواء أساطير قبلية أو فلسفات اجتماعية ـ وبين

 

المتدينين والملحدين، هل هو “كائن” أو “مادة” أو “قوة” أو “معادلة” أو “قانون” أو “مفهوم” أو هو الكون نفسه؟ فمن جهة أينشتاين وضّح أنه في معرض كلامه حينما يذكر كلمة “الله” فهو يشير بذلك للقوى الفيزيائية وليس للإله يهوه (وهو ما أثار سخطا لدى الكثير من معجبيه اليهود ومن المتدينين عامة). فمن خلال هذه الزاوية فالجميع يؤمن بالله : فمن ينفيه ككائن، فهو لا ينفيه كقانون فيزيائي (كما كان يشير له إنشتاين في تعابيره).

 

لكن يظل “الله” مع ذلك إيمان لدى الشخص بأن قوة ما أوجدت العالم وهي سبب حركته ـ بالتحليل النفسي هو رغبة لاواعية للتشبت بالمعتني (تضخيم الأم/الأب). لكن أكانت هذه القوة “يهوه” أو القوى الطبيعية الأولية لما قبل الانفجار العظيم : الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية الضعيفة والقوية. ف”الله” يُعتبر ترفاً فكرياً (بالأحرى تشويهاً كما في حالات العدوان باسمه)يخدم نزعة تطورية لدى الإنسان : فهو(الإنسان) المخلوق الوحيد الذي يمتلك همّ البحث عن سبب الوجود ومعناه ـ أو القادر على ذلك ـ دون باقي الكائنات، التي يكفيها الأكل والنوم والتناسل.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

مناسبة زيارة لـ"مورجان فريمان" لمصر

اعظم عشر ادوار خالده الفديو ..

 

http://www.dotmsr.com/details/10-أدوار-خالدة-لـ-مورجان-فريمان

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

ahmad.png

 

 

كوميديا العشرة الطيبة: العشرة المبشرون بالجنة

Posted on October 27, 2015 by civicegypt

د.أحمد صبحى منصور احمد صبحي منصور                  

 

    قال : ما رأيك فى العشرة المبشرين فى الجنة .

 

    قلت : هذا هجص .!

 

    قال : يا شيخ حرام عليك . هناك حديث يروونه يقول إن النبى بشّر عشرة من أصحابه بالجنة . يقول الحديث : ( عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة . )

 

    قلت : هذا الحديث يشبه فى عصرنا إعلان نتائج الانتخابات أو الفائزين فى المسابقات . ولكن دعنى أسألك لماذا لم ينجح أحد من الأنصار فى هذه المسابقة ؟ وهم الذين آووا ونصروا وهم الذين سبقوا بالايمان ومنهم الذين كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .!

 

 

    قال : آه فعلا .. لماذا تجاهل الحديث الأنصار ؟

 

    قلت : ولماذا هذا التحديد لعشرة من قريش بالذات ، ولماذا جاء الترتيب طبقا لترتيب الخلافة : ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ثم من بعدهم طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وابو عبيدة بن الجراح ؟

 

    قال : لا أعلم .

 

    قلت : ولماذا تجاهل أول المهاجرين الشاب مصعب بن عميرة ، هذا الشاب الرائع الذى كان مترفا منعما ، وعندما اسلم تغير حاله ، فتعرض للتعذيب ، ثم هاجر الى الحبشة ثم رجع الى مكة ، ثم كان سفيرا ليعلم أهل المدينة الاسلام ، ثم عاد مع وفد المدينة الى مكة فى الحج ، وبعد الهجرة شارك فى موقعة ( أحد ) وقُتل فى ريعان الشباب .! فقيرا بعد أن كان مُنعّما مُدللا مترفا أثيرا .! . هو شخصية تاريخية شأن الشخصيات التاريخية الأخرى من ابى بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وطلحة وسعد وأبى عبيدة ..الخ .. ولكن تاريحه ناصع البياض ، ملىء بالتضحية ، ولم يلوث يده بقتل مسلم ، ولم يشارك فى أى نزاع دنيوى ، ومات مبكرا وهو يدافع عن المدينة حين جاءت قريش لغزوها .

 

    قال : لا أعلم

 

    قلت : ولماذا تجاهل المستضعفين من المؤمنين الذين تعرضوا للعذاب أمثال بلال الحبشى وصهيب الرومى ؟

 

    قال : ماذا تقصد ؟

 

    قلت : إن مؤلف هذا الحديث كذّاب سُنّى كبير ، وقد صنعه خصيصا ليكيد للشيعة .. إذ جمع أعمدة الصحابة عند الدين السنى وبالترتيب السنى ، وبأفضلية ابى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم ( على ) ، ثم أضاف من يكرههم الشيعة مثل سعد بن أبى وقاص الذى قاد الفتوحات فى فارس ، وطلحة والزبير خصمى ( على ) فى موقعة الجمل ، وأبا عبيد بن الجراح الصديق لعمر ، والذى كان يتمنى عمر أن يعينه خليفة بعده كيدا فى (على ) .

 

    قال : وهل نجح هذا الحديث فى الكيد للشيعة وإغاظتهم ؟

 

    قلت : نجح بإمتياز ، فقد إنتشر وتمتع بالتصديق ، وقابله الشيعة بالتكذيب ، ولكن دون فائدة ،

 

    قال : أعتقد أن شهرته سببها أنه متسق مع عقائد السُّنّة ، وهم الأغلبية .

 

    قلت : الواقع إنه متسق مع عقائد السُّنّة كما قلت . ولكنه يتعارض مع أحاديث أخرى سنية .

 

    قال : مثل ماذا ؟

 

    قلت : مثل حديث : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) قالوا إنه حديث (متفق عليه).

 

    قال : هل يعنى هذا إنه حديث صحيح ؟

 

    قلت : لا توجد على الاطلاق أحاديث صحيحة . ولكنهم يعتبرونه حديثا صحيحا متفقا عليه بين البخارى ومسلم . وأحاديثهم ( الصحيحة ) تتضارب مع أحاديثهم ( الصحيحة ) ، وهم كالحمار يحمل أسفارا ,

 

    قال : هل هناك حديث آخر يتعارض مع حديث العشرة المبشرين بالجنة ؟

 

    قلت : نعم . حديث : ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ). وهم رجعوا بعده كفارا يقتتلون . وليس هذا مهما . المهم أنه يتناقض أساسا مع القرآن الكريم

 

    قال : كيف ؟مصحف . قرآن

 

    قلت : إن الله جل وعلا أمر رسوله أن يعلن ويقول أنه لا يعلم الغيب . إقرأ قوله جل وعلا : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام ) ، وانه لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسّه السوء ( مثل هزيمة أٌحّد مثلا ) ،:( وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الاعراف ) وأنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره فى مستقبل الحياة الدنيا أو فى الآخرة : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف ). هذه حقائق مؤكدة . ومن ينكرها فهو كافر بالقرآن الكريم ، وهو يتهم الرسول محمدا عليه السلام بالعصيان ، أى أن الله جل وعلا أمره أن يعلن عدم علمه بالغيب فعصى وتكلم فى الغيوب ، أى من يروى هذه الأكاذيب وينسبها للرسول هو عدو للرسول . والعادة أن كل نبى له عدو من الانس والجن يفترون عليه الكذب .

 

    قال : هذا إفتراض من عندك

 

    قلت : بل هو حقيقة قرآنية : قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الانعام ) ، وقال جل وعلا : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ).

 

    قال : هل تعنى أنهم مجرمون ، وأنهم أعداء النبى وهم شياطين الإنس .

 

    قلت : أنا اقصد هذه الكتب ومن كتبها ، ومن يذيعها وينشرها بين الناس .

 

    قال : تقول عن أولئك العشرة إنهم شخصيات تاريخية ، وليسوا مذكورين فى القرآن الكريم .

 

    قلت : نعم . ولكنهم كشخصيات تاريخية فمن المفروض أن نتعرف على تاريخهم . ولأنهم صاروا جزءا من عقيدة المحمديين ومبشرين بالجنة ورموزا للاسلام عند المحمديين فلابد من الاحتكام بشأنهم الى القرآن الكريم ، فى الاجابة على تبشيرهم بالجنة.

 

    قال : ما تقول فى ابى بكر ؟ هو لم يشهد الفتنة الكبرى والحرب الأهلية

 

    قلت : أبو بكر كان السبب فى حرب الردة لاصراره على جمع الزكاة وإلّا فالحرب لإكراه الناس فى الدين . مع أن إيتاء الزكاة أمر لا إلزام فيه ، والله جل وعلا قال لخاتم المرسلين عن المنافقين : (قُلْ أَنفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) التوبة ). أبو بكر أشعل حرب الردة وراح ضحيتها عشرات الألوف ، ثم بدأ فى شهر المحرم الحرام الفتوحات ، وهى إعتداء على دول وأمم لم تعتد عليه ، وسنّ جريمة الفتوحات ، وسار عليها بعده عمر ثم عثمان ، ثم الأمويون. وعلى دأبهم سار السعوديون الوهابيون والداعشيون الوهابيون .

 

    قال : أنت بذلك جمعت أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وأبا عبيدة فى كفة واحدة .

 

    قلت : التفاصيل فى كتابنا ( المسكوت عنه فى تاريخ الخلفاء الراشدين ) وحلقاته منشورة هنا عن إنتهاك الأشهر الحرم . وصحابة الفتوحات مجرمو حرب ، من أبى بكر الى عمر وعثمان وخالد وعمرو وسعد وطلحة والزبير ..الخ .

 

    قال : فماذا عن ( على ) ؟

 

    قلت : دخل فى حرب أهلية ضد عائشة وطلحة والزبير ، فى موقعة ( الجمل ) ثم فى حرب أخرى ضد معاوية فى موقعة صفين ، ثم فى حرب أخرى ضد الخارجين عليه فى النهروان .

 

    قال : ولكنه كان مظلوما وكان صاحب حق .

 

    قلت : ناقشنا ذلك فى الكتاب المذكور ، والواقع أنه كان صراعا دنيويا ، وفشل فيه (على ) ولم ينجح إلا فى التسبب فى قتل أصحابه وأعدائه . ولو أنصف لكان قد إبتعد من البداية ، وأمضى بقية حياته دون أن يتسبب فى قتل عشرات الألوف .

 

    قال : وما هو المكسب الذى جناه أولئك الصحابة ؟

 

    قلت : فى حلقات الكتاب السابق أثبتنا أن أبا بكر إستحوذ على الغنائم التى بعثها له خالد ، وكان هذا السبب فى أن ( عمر ) إغتال أبا بكر وساعده عبد الرحمن بن عوف ، وتولى ( عمر ) الخلافة .

 

    قال : إذن الفتوحات كانت فى سبيل المال وليس فى سبيل الله جل وعلا .

 

    قلت : صدقت .

 

    قال : وهل ذكرت المصادر التاريخية ثروات أولئك الصحابة ( المبشرين بالجنة ) ؟

 

    قلت : ذكرت بعضهم . ما تركه ابو بكر إستحوذ عليه عمر . وما تركه عمر إستحوذ عليه عثمان. وعثمان كان مسرفا فاسدا، مما أدى الى الثورة عليه ومحاصرته فى داره وقتله .

 

    قال : وماذا ترك عثمان من أموال ؟

 

    قلت : عثمان نفسه مع شدة كرمه وكثرة عطاياه كان له يوم مقتله ثلاثون الف الف درهم وخمسمائة الف درهم ومائة الف دينار ، وقد نهبها الثوار الذين قتلوه ، بالاضافة الي ما قيمته مائتا الف دينار من الاصول .

 

    قال : وما هى تركة الزبير بن العوام ؟

 

    قلت : الزبير ابن العوام كان لديه 35 الف الف درهم ومائتا الف دينار ، ويقال 51 الف الف درهم او 52 الف الف درهم ، بالاضافة الي مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة ، كما ترك غابة او بستانا هائلا بيع بـ الف الف وستمائة الف .

 

    قال : وماهى تركة عبد الرحمن بن عوف ؟

 

    قلت : عبد الرحمن بن عوف الذي مات سنة 32 هـ قبيل عثمان ، ترك ذهبا كانوا يقطعونه بالفئوس حتي محلت ايدي الرجال منه .

 

    قال : وماهى تركة سعد بن أبى وقاص ؟

 

    قلت : سعد ابن ابي وقاص : ترك 250 الف درهم ، وقصرا فخما فى ( العقيق ) .

 

    قال : وما هى تركة طلحة بن عبيد الله ؟

 

    قلت : طلحة بن عبيد الله : كان في يده خاتم من ذهب فيه ياقوته حمراء ، وكان ايراده من ارضه في العراق الف درهم يوميا او ما بين 400 الي 500 الف درهم سنويا في رواية اخري ، وترك بعد موته الفي الف درهم ومائتي الف درهم ، و مائتي الف دينار ، وترك اصولا وعقارات بثلاثين الف الف درهم .وترك مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب ، أي ترك 300 اردبا ذهبا او 200 قنطار ذهبا .

 

    قال : من اين أتيت بهذه المعلومات .؟ هل من كتب الشيعة الحاقدين على هؤلاء الصحابة ؟

 

    قلت : هى مكتوبة فى المصادر التاريخية السنية المعترف بها لدى السنيين . موجودة فى ( طبقات ابن سعد 3/ 53 ، 76 ، 77، 157 ) ( المسعودي مروج الذهب 1/ 544 : 545[..

 

    قال : وماذا عن بقية الصحابة المشهورين فى الفتوحات والصراعات السياسية ؟

 

    قلت : نكتفى بالآتى :

 

    عمرو بن العاص ترك عند موته سبعين بهارا من الذهب ، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب ، واثناء موته عرض هذه الاموال علي اولاده فرفضوا وقالوا : حتي تعطي كل ذي حق حقه ، أي اعتبروها سحتا ، فلما مات عمرو صادر معاوية هذا المال وقال ( نحن نأخذه بما فيه ) أي بما فيه من سحت وظلم. هذا مذكور فى ( خطط المقريزي 1/ 140 ، 564 )

 

    ويذكر المسعودي في مروج الذهب ( 1/ 544 ) ان زيد بن ثابت حين مات ترك من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفئوس سوي الاموال والضياع.

 

    ومات يعلي بن امية وخلف خمسمائة الف دينار وديونا علي الناس وعقارات تبلغ 300 الف دينار [. “.

 

    قال : ولماذا لا يعرف الناس هذه الحقائق بدلا من الحديث الكاذب عن العشرة المبشرين بالجنة ؟

 

    قلت : فتّش عن لعنة البترول الوهابية التى نشرت السلفية وعبادة الصحابة المجرمين .

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...