اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مقالات تنويرية - تزوير التاريخ : دور الأمويين في الإسلام (1)


Recommended Posts

(تزوير التاريخ: دور الامويين فى الاسلام (1

Posted on May 28, 2015 by civicegypt

هشام حتاته

منذ ان قرات رساله ماجستير مقدمة من باحث سعودى (اثناء عملى بمملكة آل سعود منذ اكثر من ثلاثين عاما) عن الدور الرئيسى الذى لعبه ابو مسلم الخراسانى فى انتقال الخلافة من الشام (الامويين) الى العراق (العباسيين) بعد ان شاخت الاولى ووهنت بعد التكالب على الاموال والملاذات والخلافات بينهم (وهذه من طبائع الامور – فتاريخ الامم والشعوب لايختلف عن الاطوار التى يعيشها الانسان تماما، تبدا شابه فتيه قوية ثم تصاب بالشيخوخة والهرم فتصير الى زوال. فما طار طير وارتفع الا كما طار وقع) حيث يراها عدد من الباحثين العرب انها كانت «ثورة دينية واجتماعية واقتصادية» ويراها البعض أيضًا «ثورة الفرس ضد العرب» وانا ارجح القول الثانى بانها كانت ثورة الفرس على الارستقراطية الاموية التى مثلتها دولة الامويين ونتيجة حتمية للتمييز العنصرى والطبقى بعد ان استأثر الامويين لانفسهم بالولايات والوظائف والضرائب والجيش وان الدعوه الى آل البيت (العلويين والعباسيين) آتت اكلها لدى موالى الفرس وغير العرب من الفلاحين وعمال المدن الفقراء مما ادى فى الهاية الى تكون قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب على وجه العموم ضد حكم الامويين فى الشام.

اذن فقد كان صراعا بين عنصرين (الفرس – العرب) استغل فيه الفرس ضعف الدولة الاموية ولم يكن العباسيين سوى الواجههه لهذه الدعوه ليتم صبغتها بالصبغة الدينية فى مقابل خلافة الامويين الاسلامية، (وهاكذا الدين دائما يستعمل بمكيافيلية رائعة) ليكون الصراع الظاهرى هو حق آل البيت من الهاشميين (العلويين والعباسيين، وفى تمثيلية ساذجة يموت صاحب حق العلويين ويوصى بالخلافة الى ابناء عمومته من العباسيين) ضد حق قريش متمثلا الشكل الاسلامى للخلافة الاسلامية.ويكون الصراع الخفى هو ماذكرناه سابقا من صراع العنصر الفارسى ضد العنصر العربى

وفى النهاية يلقى ابو مسلم الخراسانى جزاء سنمار فيتم قتله على يد ثانى خلفاء العباسيين (ابو جعفر المنصور) ليستولى العباسيين على الخلافة من صناع الثورة ووقودها (الفرس) لكن ما ان تمر القليل من السنين حتى يتولى الفرس والترك زمام الخلافة ليصبح ماسماه التاريخ بالعصر العباسى الثانى حيث اصبح الخليفة مجرد رمزا دينيا من آل البيت يدعون له على المنابر ويسكون العمله باسمه ويعطونه مايكفيه للانفاق على ليالى العشق والغرام.

لم اكن اعلم وقتها الدور الحقيقى للامويين فى الاسلام وانهم استغلوا نفس اللافته التى استغلها من بعدهم العباسيين فى تبنى دعوة النبى محمد فى جزيرة العرب لتاسيس امبراطورية اموية ضد الامبراطورية الرومانية، واذا كانت الاخيرة تتزعم نصف العالم بشرعية الدين المسيحى فان الاولى بحثت عن دين توازن به الرومان فوجدت دعوة النبى محمد فى مكه والمدينه فاتخذت منه ايضا شرعية الحق الالهى يسير جنبا الى جنب مع حق القوة (السيف)

كانت شرعية الدين فى هذا الزمان مساوية لشرعية القوة وحبذا لو اجتمعوا سويا، وهذا مافعلة الامويين ثم العباسيين من بعدهم.

بمعنى ان دعوة النبى محمد فى جزيرة العرب كانت دعوه محلية مغرقة فى تفاصيل حياة سكان هذه المنطقة (ومن يقرأ القرأن على حالته تلك او حسب تسلسل النزول سيعرف هذه الحقيقة… انها دعوة محلية لسكان محليين تنقض وتعدل وتثبت وتشرع لهم امور حياتهم، بل ان القرآن به معظم مادار فى هذه الفترة من احداث) ولكن ليأخذها معاوية (وكان واليا محليا لاحدى امارات الشام حسب رؤيتى التى ساسردها بعد قليل) ويجعل منها دينا مساويا فى بداية الامر مع المسيحية، وبمعاونه بدو الجزيرة المعروفين بشراستهم القتالية والسلب والنهب والتكالب على المغانم واحتلال اوطان الخير والنماء المجاوره لجزيرهم القاحلة يستطيع معاوية ان يوسع من ملكة شيئا فشيئا حتى يحكم الشام بكاملة ثم يرسل ابن العاص لاحتلال مصر وبعدها احتلال العراق حتى يصل الى بلاد فارس

كيف….؟ هذا ماسنقصة عليكم الان:

من المعروف ان هناك فترة مظلمة فى التاريخ الاسلامى منذ موت النبى وحتى بداية التسجيل مع بدايات الخلافة العباسية والتى كانت بدايتها مع:

– ابن اسحاق (ولد عام 85 هـ وبدا كتابه ” سيرة رسول الله ” فى العام 130 هـ فى عهد الخليفة العباسى ابو جعفر المنصور) اى بعد 120 عاما بعد وفاه النى محمد والتى اندثرت ولولا سيرة عيسى بن هشام ماعرفناها، ومن المعروف ايضا ان التسجيل كان عن روايات شفاهية انتقلت من جيل الى جيل ومن بلد الى بلد بكل ماتحمله الثقافة الشفاهية من اضافات واختلافها من راوى الى آخر علاوه على ماتحمله من العجيب والمدهش لشد انتباه السامع وهو ما عرف فى اللغه العربية بالمحسنات البديعية – مختلفة فى ذلك عن ثقافة التدوين فالكتاب يمر من شخص الى آخر ومن جيل الى آخر بنفس كلماته دون تغيير – مما يعنى ان الرواية الشفاهية غير موثقة وبلا اى مراجع سوى العنعنات (عن فلان.. عن فلآن… عن فلان…. ان رسول الله قال:….) ثم ياتى ابن هشام (المتوفى 218هـ ليعيد كتابه السيرة مرة اخرى بعد ان هذب سيرة بن اسحاق وقام بتنقيتها كما قال فى مقدمة كتابه (وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر ولا نزل فيه من القرآن شيء وليس سببا لشيء من هذا الكتاب ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه لِما ذكرتُ من الاختصار، وأشعارا لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها وأشياءَ بعضها يشنُع الحديث به، وبعض يسوء بعضَ الناس ذكرُه، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقصٍ إن شاء الله بما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم به)

– اما المرجع الثانى فى تاريخ التدوين فهو مايعرف بصحيح البخارى (الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله وسننه وايامه) (ولد عام 194 هـ وتوفى 256 هـ) والذى يقولون عنه انه اصح كتاب على وجه الارض بعد القرآن ـ جمع عن الرسول ربعمائة الف حديث بنفس الطريقة (النقل الشفاهى والعنعنات) بعد موت النبى بـ 150 واختار منهم خمسة آلاف حديث فقط وكانت آليه الاختيار لديه هى صلاة الاستخارة….!!!!!

– ثم الكتاب الثالث والاهم فى تاريخ المسلمين فهو(تاريخ الامم والملوك) والمعروف باسم تاريخ الطبرى، وايضا كتابه (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) والمعروف بتفسير الطبرى (ولد الطبرى عام 224 هـ وتوفى 310 هـ) اى بعد وفاة النبى باكثر من 200 عام

هذه هى الكتب الثلاثة الاولى التى ابتدا بها التدوين فى الدولة الاسلامية فى التاريخ والاحاديث والتفسير والذى سار على هديهم فيما بعد وحتى الان التاريخ الاسلامى والتفسير الاسلامى والاحاديث النبوية الصحيحة والتى بدات بعد موته بـ 120، 150، 200 سنه والتى كتبت كلها بناء على العنعنات والنقل الشفوى….!!!!

اذن فنحن امام فترة مظلمة فى التاريخ الاسلامى، وان كانت الفترة ماقبل التاريخ الاسلامى وظهور النبى وفترة وجود النبى نفسها كل ما وصلنا عنها هى هذه الكتب الثلاثة دون اى تسجيلات موثقة سابقه او اى آثار تدل عليها او على وجودها.

فكما ان هناك اذن موسيقية لاتتقبل اى نغمه نشاز وهناك اذن لغويه لاتتقبل اى لحن فى اللغه فهناك ايضا عين نقدية نابعه من عقل نقدى لاتستطيع ان تتقبل اى روايه تلفيقية غير متسقة مع العقل والمنطق.

تاريخ الفتوحات الاسلامية فى عهد عمر لم استطيع ان اتقبله بسهوله، احتلال مصر وشمال افريقيا واحتلال الشام بكامله واحتلال العراق وايران، كل هذا يحتاج الى كثافة سكانية (موارد بشرية) وقيادة ومهاره عسكرية وتمويل مالى مما لايتوفر فى ذاك لزمان لجزيرة العرب وان توفرت فيهم روح السلب والنهاب والاغارة لتنتهى فى نهاية الامر بالغنائم.

وبرغم الكتاب المهم للكاتب عبدالهادى عبدالرحمن بعنوان ” جذور القوه الاسلامية ” والذى حاول فيه الاجابه على هذا التساؤل المشروع واعترف فيه اكثر من مرة بأن هناك فجوات فى التاريخ الاسلامى (مناطق مظلمة) لاتتفق مع السرد الاسطورى للساده السلف. وايضا كتاب استاذنا سيد القمنى (حروب دولة الرسول) الذى حاول فيه ان يجيب على هذا السؤال ولكنه توقف عن نهاية حياة النبى ولم يسرد لنا الفتوحات الاسلامية الضخمه التى بدات مع عصر عمر بن الخطاب والتى ارى صعوبه هضمها، لذا فان تساؤلاتى بقيت كما هى، وان كنت استفدت من الكتابين تاريخ الدعوة من بدايته حتى موت النبى برؤية نقدية اعتمدت اساسا على الظرف الارضى الموضوعى مقابل الميتافيزيق.

وكانت تساؤلاتى هى نقاط ارتكاز لهذا البحث:

1)السقيفة بكل مانقل عنها وقيل فيها من اجتهادات لم يستطيع عقلى ان يتقبل ان ثلاثة من المهاجرين (ابو بكر وعمر واباعبيدة) تغلبوا على ارادة كل اهل المدينه من الانصار، وان مجرد قولة عمر لابو بكر: مد يدك لابايعك كانت هى الحاسمة (فليمد يده كما يريد…. ولكن لماذا يصمت الانصار فجاة ويرضون بالامر الواقع وهم اكثرية مقابل ثلاثه حتى وان كان خلفهم عدد آخر من المهاجرين يؤيدون ذلك فى المدينة فهو عدد لم يماثل جموع اهل المدينة من الانصار) وفى احد كتبه يفيدنا الدكتور سيد القمنى انه كان ينتشرحين ذاك فى طرقات المدينة وخارجها عشرة آلاف فارس من احدى القبائل المؤيده للمهاجرين، وينقل لنا صحيح البخارى قول عائشة (فما كان من خطبتهما – أبي بكر وعمر – من خطبة إلا نفع الله بها، لقد خوف عمر الناس، وأن فيهم لنفاقا ” فردهم الله بذلك) ونتسائل: باى رادع اخاف عمر الانصار؟

واى قوة يستند عليها عمر فى قولته التهديدية للانصار (هيهات… لايجتمع اثنان فى قرن)

اما حكاية التحاسد بين الاوس والخزرج من خوف الأوس بقيادة سيدهم (اسيد بن حضير) من تولى خزرجى أمرهم (سعد بن عباده) فهو قول لايتفق مع (انهم اجتمعوا ليولوا عليهم سعد بن عباده) فاين كان الاختلاف اذن؟.

ولاننسى ان اهل المدينه كما ذكرتهم الكتابات هو اهل “الحلقة والدم ” وهم الذين حموا النبى فى ” احد ” يوم هرب اقرب الناس اليه وكان ايضا لهم دورهم فى يوم حنين عندما احالوا الهزيمة الى نصر. فهل كانوا يخافون من المهاجرين يوم السقيفة، الاقل عددا والاقل جرأة؟

كل هذا يدل على انه كان هناك معامل للقوة خارج اطار الصورة المنقولة اعتمد عليه المهاجرين وحسم الموضوع لصالحهم فى النهاية.

2) الدور الريادى الذى احتله ابو سفيان قبل دخول النبى مكة بعد اسلامه مباشرة لتكون حرمة بيته مساوية لحرمة بيت الله بمجرد اسلامه وكنت ارى ان هذا الشرف قد اسقط عليه فيما بعد وبعد ولاية الامويين، اما ماقيل عن العباس: يارسول الله ان معاوية يحب الفخر فأعطيه شيئا فيكون الرد (من دخل الكعبه فهو آمن ومن دخل بيت ابى سفيان فهو آمن) فهو من الفنتازيا الدرامية، لان الواضح ان ابوسفيان كان عراب دخول النبى لمكة. مسلمين

3) زواج النبى من ابنته ام حبيبه تضارب فيها الاقوال مابين انها كانت زوجه لاحد المهاجرين للحبشة الذى تنصر فارسل النبى من يزوجها له، وبين ماروى ايضا عن انه تزوجها بعد اسلام ابيها ودخوله مكه لتكون عربون صداق بينهم كعادة العرب قديما فى ان يكون الزواج المتبادل بين القبائل هو تدعيم لاتفاقات المصالحة بينهم. فاى مصالحة تمت؟ بالاضافة الى ان وجود ام حبيبة بنت ابى سفيان فى التاريخ الاسلامى وفى الروايات عن النبى محمد وجود شاحب ذو رؤية باهته ولم تذكر لنا المراجع الاسلامية اى دور لها فى حياة النبى او مع نسائه غير ماروى عنها انها منعت ابيها من الجلوس على فراش النبى عندما جاء الى المدينة ليثنيه عن غزو مكة، فى الوقت الذى امتلأت فيه كتب التاريخ ببقية زوجاته سواء بالغيرة بينهم واتحادهم عليه لمقاطعته لم ولم تذكر ابدا اى وجود لام حبيبه ولم تروى عن النبى غير اربعه احاديث.

4) رحلة عمر بن الخطاب الى الشام لمقابلة معاوية ومايصفه لنا الاخباريين الاسلاميين عن ذهابه راكبا حماره وان معاوية استقبله على رأس قواده وجنوده لابسا الديباج والحرير وحوله الحاشية ممتطين جميعهم صهوات الجياد ذات السروج الفخيمة، فما كان من عمر الا ان يسأله عن هذا الموكب الامبراطورى فيجيب معاوية بمامعناه: اننا نجاور الروم ولابد ان ندخل فى قلوبهم الخشية والاحترام لنا.. فيصمت عمر

هل كانت زياره فى هذا الشكل الكاريكاتورى تمثل زيارة خليفة او اميرا لمؤمنين الى احد ولاته المحليين ام انها كانت زياره لاحد الولاه المحليين الى الوالى الاكبر لتقديم واجبات الطاعه والولاء؟ او للاتفاق بين السلطة الدينية (ممثله فى يثرب) والسلطة الدنيوية (الامويين) على بداية الغزوات يمينا حتى فارس ويسارا حتى المغرب.

ولماذا لم يزور مصر وهو الذى يذكر لنا التاريخ انه كان يعتبرها البقرة الحلوب لجزيرة العرب ويدعو لها دائما (در ضرعك) وقد ارسل لعمر يقول له: صف لى مصر كانى اعيش فيها. فلماذا لم يذهب اليها ليتعرف عليها خصوصا ان بلاد الشام معروفة لدى العرب بمعظم تفاصيلها من ايام رحلتى الشتاء والصيف وقد يكون عمر زارها فى احدى هذه الرحلات التجارية؟

5) الاسراء والمعراج بعض النظر على انه كان اسراءا بالروح (الرؤية التى اريناك) ام انها كانت بالجسد من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى تساوى بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى (الذى باركنا حوله) ليقوم بعدها الامويين ببناء قبة الصخرة ليكون اول القبلتين وثانى الحرمين ويمنع عبدالملك بن مروان الحج الى الكعبه ويقصرة على الحج الى المسجد الاقصى ايام ولاية ابن الزبير على مكة ويظل المسجد الاقصى الى اليوم يضارع فى قداسته مسجد يثرب.

6) العشرة آلاف الذى اصطحبهم النبى يوم فتح مكه وكان معظمهم من المقتالين يثير فى العقلية النقدية سؤالا عن عدد سكان اهل يثرب.

7) ثورة معاوية فى الشام على مقتل عثمان بن عفان الاموى وعدم اعترافة بتولية ابن ابى طالب، هل كانت ثورة غضب من اجل احد ولاته الذين عينهم على يثرب منهيا بذلك دورها الدينى وانضمامها الى بقية الامبراطوية الاموية؟ ام كانت من اجل خليفة المسلمين، فماذا يضير معاوية من مقتل خليفة مسلمين وتوليه آخر؟ الا اذا كان المقتول هو قريبه وواليا من قبله على يثرب.

8) ثورة البصرة والكوفة ومصر فى وقت واحد على عثمان مازالت لغزا يحتاج الى مزيد من التوضيح

كيف يثورون على خليفة الرسول؟ رغم مايذكره لنا الاخباريين انه كان شيخا وقورا يقرأ القرآن وقد قتل وهو يقرأ القرآن

هل اسفر الامويين عن رغبتهم فى الاستحواذ على المركز الدينى فى يثرب بعد ان احتلوا ماجاورهم غربا حتى فارس وما جاورهم شرقا حتى شمال افريقيا، ليخلوا بالاتفاق على ان تكون يثرب هى الخلافة الدينية والشام هى الخلافة الدنيوية فيقوموا بتعيين عثمان على حساب بن ابى طالب (آل البيت) المحق للخلافة بعد وزيرى النبى ابو بكر وعمر ليجتمع لهم الدينى والنيوى مما اثار العرب المقيمين فى هذه الامصار التى قادت الثورة عليه؟

9) استمرار معاويه على الحكم فى الشام حتى موته رغم تعاقب ثلاثة من الخلفاء عليه، ورغم تعاقب العديد من الولاه فى العصور السابقة على باقى الامصار، ثم اعلان نفسه خليفة للمسلمين بعد مقتل عثمان وولاية العهد لابنه وجعلها ملكا عضوضا بعد ان كانت خليفة تثير سؤال: هل كان له هذا الحق امام مسلمى عصره؟

10) حروب الرده التى خاضها ابو بكر ضد معظم قبائل جزيرة العرب التى اسلمت ولكنها رفضت دفع الزكاه (حروب الصدقة) او من ارتدت فعلا عن الاسلام (مسليمه وسجاح فى اليمامه) وهى من اكبر مناطق الجزيرة كثافة سكانية حيث انها منطقة زراعية فى الاساس، ويروى لنا التاريخ ان عدد جيش مسيلمه فى حروب اليمامه كان اربعون الفا وعدد المسلمين بقياده خالد كانوا عشرة آلاف.

11) ان عمرو بن العاص فى طريقه لاحتلال مصر جاء من الشام ولم ياتى من جزيرة العرب.

12) فى الوقت الذى نقرأ فيه عن الرسائل المتبادلة بين بن العاص وابن الخطاب فى رسالته طالبا وصف مصر او فى الرسائل المتبادلة بينهم ليأحذ برأى بن الخطاب فى تدبير بعض امور الولاية المصرية ومنها رسالته التى ينهيه فيها عن استخدام اهل مصر من القبط فى جباية الجزية او العمل فى بيت المال نظرا لخبرتهم وقدرتهم على الكتابه قائلا له (كيف تعزهم وقد اذلهم الله) او فى الاسراع بحفر قناة امير المؤمنين بين النيل والبحر الاحمر حاملة غلال وخيرات مصر الى جزيرة العرب قائلا (احفر فيها وعجل، اخراب مصر من اجل اعمار المدينه وصلاحها) او فى رسالته فى شأن مكتبه الاسكندرية ليقول له (ان كان فيها مايوافق كتاب الله فلاحاجة لنا بها فاحرقها، وان كان فيها مايخالف كتابه الله فاحرقها – الحرق فى الحالتين…!!!!)

الا اننا نعلم ايضا من مؤرخينا الاسلاميين ان معاوية فى الشام تصرف كملك دون الرجوع الى عمر مستاذنا عندما انشأ العديد من الداووين واستعمل عليها اهل البلد من الذميين للعمل فيها ولم ينهيه عمر كما نهى ابن العاص، لم يستاذن عمر فى المدينه ولم يقول له عمر ان هذه الدوايين بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلاله فى النار…. !!! فمن الداووين التى انشاها معاوية فى الشام:

ديوان الرسائل:هو الهيئة المشرفة على تحرير رسائل الخليفة وأوامره وعهوده.

ديوان الخاتم:أنشأ معاوية ديوان الخاتم لتحقيق السرية والأمان لمراسلات الدولة.

ديوان البريد:حيث أدخل نظام البريد إلى الدولة الإسلامية في دمشق.

نظام الكتبة:حيث عين كاتب لديوان الرسائل، وكاتب لديوان الخراج، وثالث لديوان الجند، ورابع لديوان، الشرطة وخامس لديوان القضاء

الحاجب: حيث كان أول من اتخذ الحاجب في الإسلام، لكي يتجنب محاولات الاعتداء عليه

الحرس: وهو أيضا أول من اتخذ الحرس في الدولة الإسلامية، خوفا من الخوارج الذين يريدون قتله.

الشرطة:وظيفتها المحافظة على الأمن والنظام.

جهاز المخابرات: كانت الأجهزة الداخلية والخارجية في عهد معاوية قوية جدًا، وما يدل على قوتها اطلاعه على المراسلات التي بين الحسين وأهل العراق وقصة الأسير المسلم عند البيزنطين، الذي لطم على وجهه بين يدي ملك الروم وقول الأسير:وا إسلاماه أين أنت يا معاوية، ووصل الخبر عند معاوية

والاهم من كل ذلك ان معاوية كان لدية جيش منظم وليس مجموعات من البدو يستدعيهم عند الحاجه كما الحال فى المدينة

(راجع: كتاب فتوح الشام، أبو عبد الله بن عمر الواقدي، الموسوعة الشاملة، وكتاب: فتوح البلدان للبلاذري)

والسؤال: من هى الاولى ان تكون عاصمة الدولة او عاصمة الخلافة؟

13) بغض النظر عن المعارك التى خاضها العلويين خروجا عن الدولة الاموية ومن قتل فيها من آل البيت الا ان مذبحة كربلاء التى قتل فيها الحسين بن على ومعه قله من اتباعه فيحاصروا ويبادوا عن آخرهم قتلا وتمثيلا، وتؤخذ رأس الحسين الى يزيد بن معاوية فيقلبها بعصاه وتعلق على باب القصر وغزو مدينة الرسول واباحه اهلها لجنود الامويين لمدة ثلاثة ايام حتى قبل انه تم فض بكارة الف فتاه من الجنود لامويين.

وتتداعى الاسئلة:

هل من الممكن لجنود مسلمين ان يفعلوا هذا فى مدينة رسولهم وفى نسائها وبناتها؟

هل كان يمقدور يزيد بن معاوية ان يفعل ذلك وهو يعلم انهم احفاد نبى الله؟

هل كان يزيد بن معاوية يفعل ذلك بهذه الوحشية ضد من هم ابناء عمومته؟

اعرف ان الصراع على الملك يؤدى فى الكثير من الاحيان استيلاء الابناء على عروش الآباء، ولكن الوحشية التى ارتكبت بها مجزرة كربلاء لايمكن ان نكون ابدا بين ابناء الدم الواحد واحفاد النبى الذى يؤمنون برسالته؟

الا اذا كانوا يؤمنون فعلا ببيت الشعر الذى قالوه:

لعبت بنو هاشم بالملك….. فلا وحى جاء ولا ملك نزل

وهذا ايضا وبنفس المنطق ما حدث من العباسيين بعد انتصارهم على الامويين اذا اخرجوهم من القبور وقاموا بالتمثيل بجثثهم.. فهل كانوا فعلا ابناء عمومة؟

تساؤلات وفجوات عديدة فى الرواية الاسلامية، وظلام دامس مع استحالة وجود اى لقى آثارية للفترة الزمنية من نبوة محمد حتى مقتل عثمان وليس لدينا مؤرخ محايد من اهل الشام ترك تاريخا مكتوبا يمكن الرجوع اليه.

والى اللقاء فى الجزء الثانى قريبا جدا، وان ان نتلقى ارجو من السادة القراء محاولة الاجباة على كل التساؤلات التى طرحتها والتمعن فى النقاط التى اثرتها.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

(تزوير التاريخ: دور الأمويين فى الإسلام (2

Posted on May 29, 2015 by civicegypt

هشام حتاته

فى البداية اشكر كل الزملاء من الكتاب والاخوة القراء على الاهتمام بهذه الدرسة سواء فى تعليقات الحوار المتمدن او على صفحتى فى الفيس بوك، اضافات مهمه تسترعى الانتباه، سواء من الكتب (التاريخ الآخر – سليمان بشير) او المقالات (مقالة من جزأين د. كامل النجار – متى ظهر الاسلام ؟) والسيد تلال صمد الذى اشار فى تعليقه على مقالتى الى مقاله له عن هذا الموضوع) بالاضافة الى فيلم تسجييلى اذيع على القناة الرابعه فى البى بى سى للباحث توم هولاند فى هذا الخصوص

فى المقالة السابقة حاولنا اثارة التساؤلات المنطقية فى تراث غير موثق وحتى انه غير مترابط وفيه العديد من الثغرات التى لاتتفق مع المنطق السليم للاشياء، ليس لدينا عن هذه الفترة المظلمة التى غاب فيها الدليل الاركيولوجى غير الدليل المنطقى. ولكننا فى هذه المقاله نقدم بعض الادله المتمثلة فى بعض المسكوكات النقدية التى تم العصور عليها والتى تشير الى ان معاويه كان حاكما لاحدى ولايات الشام ربما من ايام النبى ذاته. ظهرت دراسات عديدة تعتمد على الاكتشافات الآثارية (الاركيولوجى) لبعض مسكوكات العملة التى وجد عليها اسم معاوية والتى بدات منذ العام 29 للهجرة وأشهرها عام 40 هجرية وماتلاه حتى عبدالملك بن مروان، ونحن نعرف ان العملة النقدية كانت والى وقت قريب بمثابة اعلان عن اسم الجالس على كرسى الحكم.

الا ان الزميل نادر قريط قام مشكورا بتعريب وعرض عدد من الدراسات التى تحاول ان تتعرف على الفترة المظلمة التى اشرت اليها فى المقال السابق، وان كان سك العملة فى بلاد فارس ثم وجود الرموز الدينية المسيحية عليها بجانب الاسم ذهب بالباحثين مذاهب شتى مابين انه كان ساسانيا وانه كان يعتنق المسيحية بعد ان انتشرت فى بلاد فارس، ولكن فى النهاية الحقائق التى ذكرتها هذه الدراسات هى التى افادتنى كثيرا فى التعرف على ماقاله علم الآثار وذلك قبل قبل ان ينبهتى احد القراء الى مقالتين للدكتور كامل النجارعلى موقع الحوار المتمدن بهذا الخصوص فيها تفصيلات اخرى ومراجع لباحثين غربيين اخرى وسوف استند اليها ايضا.

فى موقعه الخاص (ثرثرة على ضفاف الكتابه) ثلاث ترجمات تتفق جميعا فى المسكوكات، وان كانت تختلف فى رسم السيناريو الاحداث بيناء على المعطيات والمرتكزات التى ذكرتها فى المقاله الاولى، وسوف انقل بين مزوجتين نصيا المعلومات التى تهم هذه الدراسة

اولا: البدايات المظلمة للإسلام المبكر – الرابط

http://nkraitt16.blogspot.com/2009/10/blog-post_24.html

وهى الدراسة الاهم حيث قام بها العديد من الباحثين على رأسهم كارل هاينس اوليغ من جامعة سارلاند ـ ألمانيا، يقود نخبة من باحثي تاريخ الأديان، من أمثال غيرد بوين G.R. Puin المدير السابق لفريق البحث في المخطوطات القرآنية التي عُثر عليها عام 1972في جامع صنعاء الكبير، ولكسنبرغ C. Luxenberg صاحب القراءة الآرامية للقرآن، وفولكر بوب V.Popp الباحث في تاريخ المسكوكات والنقوش القديمة، ويهودا بيفو، ويوديت كورين وغيرهم، والهدف هو البحث والتنقيب في ماضي الإسلام المبكر. وإزاحة ركام الأسطرة عن تلك الحقبة من القرن السابع ميلادي الذي أصبح بنظر البعض مجرد أدب ديني وليس تاريخا بالمفهوم العلمي لكتابة التاريخ)

لاخلاف بين هذه الدراسة والدراسه التاليه التى سنتعرض لها ايضا فى المسكوكات النقدية، الخلاف ان كل منهم ذهب مذاهب شتى فى بناء تصوراته لسيناريو الاحداث فى هذه الفترة المظلمة، وان كانت نقطة الضعف فى هاتين الدراستين هو الغاء دور مكة والمدينة تماما. وهنا يعلق الزميل نادر قريط قائلا (مجموعة باحثي “البدايات المظلمة” تجاهلوا دور الحجاز ومكة كلياً وأغفلوه، ونقلوا مسرح الحدث الإسلامي المبكر إلى الشمال حيث تُركت وقائعه تدور على مساحة جغرافية تمتد بين سوريا وفارس الساسانية. وهذا الأمر يجافي الواقع، رغم مافيه من حجج منطقية، فالسياق التاريخي العام يوحي بأن الحجاز كان أحد المراكز الدينية المهمة لليهو ـ مسيحية القديمة، وربما تزداد أهميته حالياً بسبب فشل البحث الآركيولوجي في تحديد جغرافية عصر الآباء. ومن جهة أخرى فإن هذه الجماعة اوليغ/بوين، لا تفسر لنا هذا الكم التدويني الإسلامي الكبير (السردي، والفقهي) الذي أنتجه القرن التاسع ميلادي، فحتى لو إفترضنا بأسطرة روايات الموروث الشفهي، فلابد من وجود فضاء عقلي ما خلف تلك الروايات. ومن المحال أن تُنتَج من العدم)

ثم ان هناك مبدا التواتر والذى يؤكد ان هاتين الميدينين كانت مركز الدعوه المحمدية،فالحجر الاسود وبناء البيت وطقوس الحج جميعها لم تاتى من فراغ وان لم يكن هناك سند اركيولوجى. الا ان الاتفاق بين الدراستين قام على اساس المسكوكات التى عثر عليها وهى (سكّة باسم معاوية عام 41 عليها تصوير الملك الساساني ـ ضُربت في دارابجيرد ـ وكُتب عليها بالبهلوي: معاوية أمير ـ ي ـ وروييشنيغان (المؤمنين) ونفس الشيء لابن الزبير بين أعوام 53ـ 60 وعبد الملك بين مروان 60ـ هـ)

وبينهم اتفاق ايضاعلى ان الخلافة الاسلامية بدأت مع عبد الملك بن مروان وهو اول من حاز على لقب امير المؤمنين (وألفت نظر المهتمين إلى أن علم النقوش القديمة قد وثّق بشكل لا لبس فيه تاريخية المؤسسين الأوائل: معاوية، ابن الزبير عبدالملك، لكن الملاحظ عدم وجود أثر لعلي ابن أبي طالب أو الحسين أو يزيد؟؟ وغياب للمؤسسين العباسيين المنصور والسفاح وهذا أمر مهم للغاية، لقد عُثر على مسكوكات من عام 132 تحمل إسم: أبو مسلم أمير آل محمد وفي مسكوك آخر ورد بإسم عبدالرحمن (المقصود أبو مسلم الخوراساني)

اما ماخلص اليه الباحث من أن معركة القضاء على الدولة الأموية كانت حربا داخلية بين الخورسانيين أنفسهم كون عبدالملك هو أيضا مروزي خورساني؟؟؟(الغريب أن مسكوكي عبدالملك 75 والمأمون 202 يذكرهما بلقب: خليفة الله (وليس خليفة للرسول كما يعلمنا الموروث – المترجم)؟؟ فهذا التصور راجع الى عدم المامه بالتراث الاسلامى او عدم محاولته تقديم سيناريو كامل للاحداث كما سنوضح فيما بعد

ويسترسل فى استشهاداته: (هنا يستشهد بأهم باحثي الإسلام المبكر جوزيف فان إس J. van Ess: هناك وثائق قليلة من القرن الأول هـ، تتمثل ببعض النقوش الكتابية على قبة الصخرة، والمسجد الأموي، وبعض المسكوكات.

ويتسائل – ونتسائل معه -: لماذا لم تترك الدولة الإسلامية أية وثائق؟ ولماذا لم يترك خصوم العرب ورغم وجود كتاب بيزنطيين ويهود ومسيحيين كثر، عاشوا تحت السلطة الإسلامية (المزعومة) لماذا لم يتركوا أية وثائق؟

وفى هذه الدراسة يريد ان يبرهن على (أن هذه النقوش الكتابية على المسكوكات وقبة الصخرة في القدس هي رموز مسيحولوجية تخص اللاهوت السوري وان هذه النقوش على قبة الصخرة والمسكوكات، تدل على محاولة مسيحية سورية لوضع حدود مع كنيسة بيزنطه ذات الأقانيم الثلاثة، وتوثّق محاولتها الفخورة في المحافظة على هوية خاصة بها) محاولا بذلك لى عنق الايات الواضحة على قبه الصخرة التى نقشت ايام عبدالملك بن مروان، ففى حين يحاول ارجاعها الى اللاهوت المسيحى السورى للتوافق مع بيزنطة الا انها من الواضح والجلى انها آيات من القرآن التى نطق بها النبى محمد وكتبها عبد الملك ليؤسس خلافته الاسلامية، لايهمنا ما حاول الباحث ان يفسرة بانه لاهوت مسيحى ولكن مايهمنا هو ابرازها للقارئ ليتاكد انه بداية اللاهوت الاسلامى:

(1ـ بسم الله الرحمن الرحيم/لا إله إلا الله وحده لا شريك له/ له الملك وله الحمد/ يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير/ هذا المقطع يتطابق مع القرآن (64آية 1) (57 أية 2)

2ـ محمد عبدالله ورسوله/ إن الله وملائكته يصلون على النبي/يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما/صلى الله عليه والسلم عليه ورحمت الله/ جزء من المقطع يعود للقرآن (33 آية 56)

3ـ يا أهل الكتاب لا تعلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق/ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقيها إلى مريم وروح منه/فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلثة/ انتهوا خيرا لكم/ إنما الله إله وحد/سبحانه/أن يكون له ولد/له ما في السموت وما في الأرض/وكفى بالله شهيدا (4 آية 171)

4ـ لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون/ومن يستنكف من عبدته ويستكبر فسيحشركم إليه جميعا/ (4 آية172)

5ـ اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى ابن مريم/ والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا/ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه تمترون/ما كان لله أن يتخذ من ولد/إذا قضى أمرا يقول له كن فيكون/إن الله ربي وربكم فاعبدوه/هذا صراط مستقيم (19 آية 33ـ 36)

من الواضح انها ايات قرآنية يحملها القرآن حتى اليوم ارى ان عبدالملك بن مروان اول من كتبها ليكون اول من اسفر عن التوجه الحقيقى لاسلام الامبراطورية الاسلامية بعد ان انهك الصراع بين الساسانيين والبيزنطيين ليحوز الامويين على املاكهم فى المنطقة العربية الشماليه.ومن اراد ان يعرف كيف يريد لى عنق هذه الآيات باعتبارها ادبا يخوديا مسيحيا عليه ان يراجع الدراسة كلها على الرابط الذى ذكرته.

وان كانت المسكوكات التى اشار اليها عن معاوية عام 41 عليها تصوير الملك الساساني ـ ضُربت في دارابجيرد ـ وكُتب عليها بالبهلوي: معاوية أمير ـ ي ـ وروييشنيغان (المؤمنين) والتى استنتج منها ان معاوية كان ساسانى، فمن المعروف انه بعد انتصار الفرس على بيزنطة فى هذا التوقيت خضعت املاك الامبراطوية البيزنطية فى الشام للحكم الفارسى، ولهذا لايوجد اى ضير من وجود اسم الملك الساسانى او ان السكه تمت فى ساسان وكتب عليها بالبهلوى ليؤكد ولائه للملك الساسانى بصفته احد ولاته على احدى امارات الشام حسب مبدا (الولاء للمنتصر)

هذا النقش بهذه الصيغه تؤكد لنا انه تم فى فترة احتلال الساسانيين لاملاك البيزنطيين والذى لايتوافق مع العام الواحد والاربعين الهجرى الذى اعتمد عليه الدارسون فى تحديد تاريخ سك هذه العملة، وان التاريخ الذى اشار اليه الباحثين هو نتاج الاعتماد على الرواية الاسلامية بان التاريخ الهجرى بدأ فى عام 622 ميلادى وبهذا تمت مقارنه العام الميلادى او مقارنته مع التأريخ الفارسى فى ذاك الوقت و الذى سكت به العملة فى فارس بما يوافق التاريخى الهجرى المعتمد اسلاميا لأن التيجة المترتبة على الاعتقاد بان عملة معاوية سكت عام41 هـ فيكون حسب التقويم الهجرى المدرسى هو اربعه اعوام بعد تولى عمر بن الخطاب السلطة فى يثرب، وبعد اكثر من 22 سنه من انحسار الاحتلال الفارسى للشام وعودتها للسيادة البيزنطية.

وسوف اقوم فى الجزء الثانى من هذه الدراسة بتوضيح هذا الخطأ والذى يؤدى توضيحة الى ان السنه الهجرية لم تكن عام 622 ميلادية.

اما كلمة المؤمنين فهى حسب هذه الدراسة والتى تليها كانت تطلق في هذا الزمان على المؤمنين بأى دين. وان كانت حتى الان فى اللغه تخص اتباع كل دين ولا تخص دينا بعينه. خلفاء

ثانيا:(لاهوت اسلامى بدون محمد تاريخى) وهو العنوان الحرفى لدراسة قام بها الباحث محمد كاليش انظر الرابط:

http://nkraitt16.blogspot.com/2009/05/blog-post.html

وان كان يعتبر ان النبى محمد ليس له وجود تاريخى وان معاوية كان ساسانيا اسنادا الى ان سك العملة التى فندناها سابقا الا ان مايهمنا هو المسكوكات النقدية وبعض الآراء الاخرى التى تستحق التكيز عليها والتى سنذكرها نصا بين مزوجتين ايضا:

-(ومن المثير للإنباه أن المسلمين أستغرقوا زمنا طويلا حتى سكّوا على عملتهم أو نقوشهم صيغة” محمد رسول الله” فعلى نقش من كربلاء مورخ 64هـ نقرأ صيغة: رب جبريل وميكايل واسرافيل. ويوجد نقوش عربية عديدة بصيغ أخرى من قبيل: إله موسى وإبراهيم أو رب موسى أو رب عيسى وموسى. وأقدم صيغة تذكر “محمد رسول الله” مؤرخة عام 66هـ بعدها أصبحت مستخدمة بإستمرار، وهناك مسكوكات قديمة ذكرت كلمة “محمد” منفردة. وفي فلسطين عُثر على مسكوكات يعتقد أنها ضربت في عمان، على إحدى جهتيها يُقرأ كلمة “محمد”، وعلى الوجه الآخر نرى رجلا يحمل صليبا بيده، وفي زمن عبدالملك بن مروان وجد مسكوكات بصيغة “محمد رسول الله” مصوّر عليها بنفس الوقت سمكة، وهي تمثل رمزا مسيحيا مألوفا. وهنالك قطع رصاصية من زمن عبدالملك بن مروان نُقش عليها عبارة “فلسطين” وحرف ألفا، وعلى الإطار ما يمكن تأويله بالحرف أوميغا، وهذان الحرفان معا قد يُرمز بهما للمسيح، بينما كان المرء ينتظر من حاكم مسلم أن يكتب مكة أو المدينة أو القدس. إذ لا معنى لكلمة “فلسطين” في ذلك السياق الزمني، لأننا لسنا زمن الحروب الصليبية أو في القرن العشرين.حتى

تكتسب فلسطين بعدا رمزيا، ففلسطين لا تعني لعبدالملك إلا رمزا دينيا، وهذا لا معنى له إلا في سياق يهو ـ مسيحي)

– (من الطبيعي ان عدم ذكر النبي يمكن توضحيه بطرق شتى وليس دليلا على عدم وجوده التاريخي، لكن ذلك يثير الدهشة حقا، ويرمي في حال وجوده تساؤلا عن أهميته للجماعة الإسلامية المبكرة، ففي الموروث الإسلامي كأصول الفقه وأدب ومناهج الحديث، يعثر المرء على خطوط متوازية واضحة للعيان تعكس تصورات الإسلام المبكر عن محمد، وكونه ليس الأنموذج الحاسم والوحيد للمؤمنين، فلفظ “السنّة” لم يكن مقتصرا على النبي وحده (أصول السرخسي) فهو يمثل أيضا إجماعا (إتفاقا) عموميا أو محليا، ولو كان محمد موجودا، فلابد أن أهميته للمسلمين الأول كانت أقل من تلك التي نسبت إليه لاحقا، وهذا يعني أن إسلام ذلك الوقت (حال وجوده) يختلف كليا عما نعرفه عن إسلام القرن الثالث هـ)

– (إن مسكوكات ونقوش الفترة الأموية المبكرة لا تناسب إسلام القرن الثالث هـ، معاوية مثلا ترك نقشا باللغة اليونانية يتقدمه صليب، وعلى العملات ظهر الصليب أيضا، وفي كرونولوجية مسيحية أخبر عن صلاة معاوية في جبل الجلجلة (في أحد الأعياد المسيحية)، لاشيئ يوحي بأنه كان مسلما، وفي هذا المقام لن نسوق آراء الشيعة التي زعمت أنه كان منافقا أو مؤمنا، فكتب التاريخ الإسلامي أكدت أنه قدّم نفسه كمسلم وإستطاع أن يسوّق نفسه، وقصته مع رفع المصاحف على الرماح في صفين جعلته دهقنا للدعاية، والتظاهر بالتديّن. لكن هذا المعاوية وبصورة جليّة، تنازل بمسكوكاته ونقوشه، عن تقديم أي دليل على إنتمائه للجماعة الإسلامية)

– (أما في شمال أفريقيا فقد ترك موسى بن نصير إسمه يُنقش على العملة بحروف لاتينية Mvse filius Nvsir، في حين غاب إسم محمد عن العملة حتى عام 97هـ، واستمرت السلطة الإسلامية تضرب العملة بالحروف اللاتينية، وأحيانا مع صور الآلهة المحلية مثل “بعل”. إن كل المظاهر الرسمية للأمويين المبكرين تدل على أنهم تماهوا تماما مع رعاياهم، وإستخدموا الرموز الدينية للمسيحية وكتبوا باليونانية واللاتينية والفارسية البهلوية إلى جانب العربية، وبنفس الوقت كانوا حريصين على التغاضي وإهمال ما يُميّز أنهم أتباع لدين جديد. وهذا لاينسجم كليا مع تأكيد الشريعة الإسلامية عن ضرورات وضع حدود بين المسلمين وبين الآخرين، وصولا إلى تمييزهم بالملابس. مع أن تأكيد هذه (الحدود) يمكن تأوليها كرد فعل بسيكولوجي على لحمتهم القديمة (مع محيطهم). وهذا لايتناسب مع التصورات، التي تخبرنا بها المصادر الإسلامية عن ديانة عالمية لوعظ جميع الناس في العالم)

– (إن العملات والنقوش لاتتطابق مع الموروث الكتابي الإسلامي. فإذا كانت تلك النقوش والمسكوكات القديمة تدلّ على تسامح إسلامي، فهذا تعبير عن أن ذلك الإسلام كان متسامحا أكثر بكثير من خلفه.. لكن التسامح الديني شيئ، والتنازل عن الرموز الدالة على الدين وما نراه من زمن معاوية شيئ آخر، فإذا كان المسلمون الأوائل غير مكترثين لهذه المسائل، فلماذا غيّروا موقفهم من نفس المسائل فيما بعد. إن عدم الإكتراث لايمكن أن يكون مع سك العملة، لأن الحكام دوما قد نقشوا أسماءهم عليها ليخبروا العالم بأنفسهم، وبمن يمتلك الكلمة في أرضه)

– (إن إطلالة على الوثائق القديمة تثبت أن العرب عوملوا كحكام تماهوا مع محيطهم، وليس كواعظين برسالة عالمية، فالمسيحيون إستمروا بسجالاتهم الدوغمائية البينية ولم يساجلوا عقيدة العرب، والإنطباع السائد أن العرب لم يملكوا حينها دينا جديدا لنشره، ويمكن للمرء الإعتقاد بعدم وجود الإسلام في ذلك الزمن الأموي. والمصادر الإسلامية تؤكد أن إنتشار الإسلام كان ضمن علاقات قبلية، وهذا يجافي فكرة رسالة العالمية للدين لجديد، حيث كان التحوّل للإسلام يعني “العربنة)

وهناك دراسة ثالثة لمن يريد ان يتفضل بقرائها باسم: لغز الاسلام المبكر على الرابط: وان كانت لاتختلف كثيرا عن مانود مناقشته واثباته سواء بالموافقة مع هاتين الدراستين او الاختلاف معهم فى النتائج. http://nkraitt16.blogspot.com/2008/11/2007-4-28.html

ثم ننتقل الى مقالتى د. كامل النجار بعنوان: متى ظهر الاسلام ؟ رابطhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=268175

ونظرا لمافيها من معلومات موثقة اشار اليها فى مقالتيه سانقل لكم استنتاجاته بناء على المعلومات الموثقة وساضهخا ايضا بين مزوجتين:

(لا بد لنا هنا من الاعتماد على المصادر غير الإسلامية. معاوية أصبح حاكماً للشام عام 640 بعد أن تخلت بيزنطة عن سوريا لأسباب اقتصادية جعلت الشام عبئاً على القسطنطينية التي خلت خزينتها من الأموال بعد أن بدد جستينيان الأول أموال الخزينة في بناء كنيسة أيا صوفيا Hagia Sophia التي كلفت الخزينة 320 رطلاً من الذهب كادت أن تفلس الدولة بعدها، ثم صرف الإمبراطور هيراكليوس ما تبقى على حروبه مع الساسانيين. فاضطر هيراكليوس إلى التخلي عن الشام. وكانت هذه فرصة للقبائل العربية المسيحية في الشام لاستلام الحكم. وقد برز بينهم معاوية ربما لمهارته السياسية أو العسكرية، أو الاثنين معاً. وعندما استلم معاوية الحكم في سوريا فرض عليه الإمبراطور هيراكليوس معاهدة يدفع بموجبها معاوية سنوياً ثلاثة آلاف قطعة ذهب وخيول وعبيد (Karl Heinz-Ohlig, p51). فهل يدفع المنتصر جزية للمهزوم، إذا صدقنا الروايات الإسلامية التي تقول إن المسلمين هزموا قوات هيراكليوس واحتلوا الشام؟)

ويقدم لنا العديد من المصادر السريانية التى دونت فى هذه الفترة وليس بها شئ يذكر عن هذه الفتوحات العربية فى ارض الشام (ولو كان المسلمون قد انتصروا في المعارك التي يذكرها التراث الإسلامي، ألا نتوقع أن يكتب مؤرخو تلك الفترة في الشام أو القسطنطينية أو الحيرة شيئاً عن تلك المعارك مع العلم أن الكتابة والتاريخ كانتا منتشرتين في تلك البلاد؟ قالمصادر السريانية حتى القرن الثامن الميلادي لا تذكر شيئاً على الإطلاق) ويقدم لنا العديد من المصادر السريانية التى دونت فى هذه الفترة وليس بها شئ يذكر عن هذه الفتوحات العربية فى ارض الشام

ويضيف (أول ذكر موثق للإسلام جاء في عهد عبد الملك بن مروان الذي تولى الحكم عام 680م 60 هجرية. عبد الملك أعلن أن دولته دينها الإسلام، ونبيها محمد، وربها واحد لا شريك له. ثم أصدر عملات نُقش عليها “عبد الملك خليفة الله” وعملات أخرى تحمل اسم محمد ولكن مرسوم عليها بيت الإله العبري أل El الذي يُرمز إليه بعمود حجري في وسط العملة ومكتوب حوله “لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله” (The Hidden، ثم أسس عبد الملك ما يُعرف باسم “مسجد الصخرة”)Origins

وبناء على هذه المعلومة يبرز الايات القرآنية المكتوبة على المسجد والتى حاولت الدراستين السابقتين ان تنسبهما الى الادب اليهومسيحى بتاويل متعسف لتلك الايات رغم وضح هذه الآيات وكتابتها فى قرآن السملمين وانها بداية تاسيس اسلام محمد بن عبدالله والخروج على الامبراطورية الروامانية خروجا كاملا يشمل اول مايشمل التعدى على املاكها والثانى تغيير الاتجاه الدينى ليتجه جنوبا الى جزيرة العرب بعد ان تم وصم المسيحية بالكفر بعد ان كانت اقرب الناس للذين اسلموا.

بعد او وضحنا فى المقالة الاولى الدليل العقلى ووضحنا فى هذه المقالة الدليل الاركيولوجى والادلة الاخرى من خارج التراث الاسلامى والتى عاصرت الاحداث بالاضافة الى آراء بعض الباحثين اعتمادا على هذه الادلة، لم يبقى لنا الا ان نقدم السيناريو المنطقى للاحداث الحقيقية لتلك الفترة وسنقدم لاول مرة دليلا عنم بداية السنهة الهجرية يختلف عن التاريخ المدرسى المقرر علينا من السادة السلف لنعرف ان معاوية كان اميرا لاحدى ولايات الشام فى نفس توقيت وجود النبى محمد فى يثرب.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

العمله وتزوير التاريخ: دور الامويين فى الإسلام (3

Posted on May 30, 2015 by civicegypt

هشام حتاته

قراءة جديده فى عمله قديمة:

هل من الممكن ان نعتبر مسكوكات العملة شاهدا على التاريخ او بالمعنى الاصح شاهدا على تزوير التاريخ ؟

الاجابه نعم. فهناك فى المتحف البريطانى عدد من المسكوكات النقدية (وليست مجرد قطعه واحده) ضربت وعليها اسم معاوية ولكن فى تاريخ آخر غير التاريخ المدرسى المقرر وظروف وانتماءات اخرى

وكما أوضحنا من قبل فإن السكة (ويقصد بها العمله النقدية المسكوكه) تعد مظهرًا من مظاهر سلطة الخليفة أو السلطان أو الحاكم، إلى جانب كونها وثائق رسمية لا يمكن الطعن فيها أو مصدرًا من مصادر التاريخ، تساعد على استنباط الحقائق التاريخية، سواء ما يتعلق منها بالأسماء أو العبارات الدينية المنقوشة عليها، إلى جانب كونها سجلاً للألقاب والنعوت التي تلقي الضوء على كثير من الأحداث السياسية التي تثبت أو تنفي تبعية الولاة أو السلاطين للخلافة أو للحكومات المركزية في التاريخ الإسلامي.

كانت سكه معاوية عام 41 هـ هى بداية الخيط لانها فى نظرى لاتقل اهمية عن اكتشاف حجر رشيد الذى فك رموز اللغه الهيروغليفيه، ولكنها هنا تفك لنا رموز ما خفى من التاريخ الاسلامى، حيث اننى اجريت الكثير من المحاولات مع العزيز جوجل لاصل الى الصورة الكاملة لهذه العمله والعبارات والاشارات على وجهيها حتى عثرت على ضالتى من خلال ارشيف التاريخ العالمى والاسلامى، انظر الرابط http://www.startimes.com/f.aspx?t=7609116

ونصوصها كالتالي:

(- الوجه: صورة نصفية للملك الساساني متجه بوجهه نحو اليمين وهو يلبس التاج المجنح، نُقش الاسم على الفراغ الأيمن من رأس الملك الساساني بالفهلوية ونصها ” معاوية أمير أورشنكان “، وعلى الجانب الأيسر لرأس الملك الساساني عبارات الدعاء بالفهلوية ونصها ” أفزوت غدة ” بمعنى دامت المملكة نامية، وعلى طوق المسكوكة نقشت البسملة بالخط العربي ” بسم الله ” وتوزعت النجمة والهلال على الجهات الأربعة للمسكوكة

-الظهر: أما الجانب الآخر لهذه المسكوكة، ففي الوسط معبد النار يقف إلى جانبيه الحارسان المدججان بالسلاح، وكتبت مدينة الضرب “داربجرد” في الفراغ الأيمن من معبد النار، أما الجانب الأيسر فكتب فيه سنة الضرب 41 هـ بالإضافة لأشكال موزعة للهلال والنجمة)

فنحن هنا امام عمله نقدية تقول لنا بوضوح:

– ان ولاية معاويه كانت تحت التاج الساسانى (ضربت فى فارس وباللغه البهلوية وعليها صورة الامبراطور الساسانى)

– الصليب على العملة وكلمة ” امير المؤمنين ” تعنى انه كان مسيحيا ويرأس جماعه من المؤمنين بالمسيحية (كلمة امير المؤمنين لاتعنى اعلان اسلامه لانها تحمل الصليب اولا – ولم يكن الملك الساسانى مسيحيا – ولأن لفط المؤمنين الذى اصبح فى الوعى الاسملامى دالا عليهم دون غيرهم هو اعتقاد شوفينى صرف حيث يعتبر نفسه هو المؤمن الوحيد وعدا كافر ولكن الحقيقة تقول ان كل اتباع دين مؤمنين به وبقدسيته وبتميزه وبانه الدين الحق.

– الكتابه بالعربية تعنى ان معاوية ينتمى الى الجنس العربى.

تبقى لدينا اشكاليتين:

الاولى: الهلال المرافق للصليب، والثانية: السنه الهجرية الموجودة على العملة (41 هـ)، هل كان الهلال يشير الى الاسلام رغم وحود علامة الصليب التى تشير الى معاوية ولاتشير الى الامبارطور السانى، وهل السنه الهجرية تشير الى هجرة النبى من مكة الى المدينة ؟

وهنا لابد لنا ان نعود الى التاريخ الموثق سواء بالتواتر او بالسجلات المكتوبة ونعنى هنا الهجرات السامية من جزيرة العرب الى الشمال فى العراق وسوريا والتى بدات منذ الالف الثانية قبل الميلاد والتى عرفناها فى تاريخ بلاد الرافدين وقضت على الدولة السومرية الاولى واحتلت مكانها فى التاريخ القديم ثم رحلتى الشتاء والصيف من جزيرة العرب الى اليمن والشام والتى كان للشام منها الحط الاوفرفى تاريخ جزيرة العرب قبل البدايات الاولى لظهور النبى محمد فى مكه بزمن قليل والتى ذكرها القرآن

اما عن السجلات المكتوبة فلدينا تاريخ الحروب بين الامبراطوريتين الساسانيه والبيزنطية الموثق فى سجلاتهم الرسمية وكتابات مؤرخى تلك الفترة لنعرف متى استولى الساسانيين على الحكم فى بلاد الشام والتى كان معاوية اميرا لاحدى الولايات التابعه للتاج الساسانى حسب ماتقوله العملة المسكوكة.

** الهجرات السامية:

يتفق معظم المؤرخين ان جزيرة العرب كانت هى الخزان البشرى للهحرات السامية شمالا وان كان البعض اشار الى انها ربما تكون من افريقيا بحسبانها موطن الانسان الاولى فى المنطقة، لاشك ان غابات افريقيا كانت بداية ظهور الانسان الاول فى المنطقة ولكنها كانت فى تاريخ ابعد كثيرا من هجرات جزيرة العرب شمالا بعد ان ضربها التصحر اما بسبب انتهاء العصر المطير والذى حدده العلماء من 10 الى 12 الف عام قبل الميلاد او بسبب نيزك الزهرة التى ضربها مع منتصف الالف الثانية قبل الميلاد والذى كان سببا فى وجود البترول فى هذه المنطقة حسب دراسة للباحث ايمانويل فيلايوفسكى فى مجلدين ضخميين ” عصور فى فوضى، عوالم فى تصادم ” والذى كان سببا لهجرة الهكسوس من جزيرة العرب واحتلالهم مصر بعد انهيار الدولة المركزية فى الاسرة الثانية عشرة بسبب هذا الارتطام والذى اصبح بعدها مذنب الزهرة احد كواكب المجموعه الشمسية (وسوف نشير الى ذلك فى دراسه قادمة عن الهكسوس: من اين جاءوا والى اين ذهبوا ؟ والتى مازالت لغزا حتى الان وتضارب بين اقوال الباحثين)

المهم انه لسبب او لآخر اصاب القحط والتصحر جزيرة العرب فبدأت الهجرات منها شمالا.

** رحلتى الشتاء والصيف:

وكان مركزها مكة قبيل البعثة النبوية والتى كان قطع الطريق عليها هو الهدف الرئيسى للنبى محمد بعد خجرته من مكه حسب مايقول لنا التاريخ الاسلامى والذى اعتقد انه كان صحيحا، والملاحظ ان تجاره الامويين والمرموز لها فى التاريخ الاسلامى بابو سفيان تمثل اكثر من نصف القوافل المتجهة الى الشام.

ومن الطبيعى مع تكرار هذه الرحلات التجارية ان تستهوى بلاد الشام عددا من ابناء هذه القبيله للاقامه الدائمه فيه، وحيث ان بلاد الشام كانت خاضعه قبل الاحتلال الساسانى للامبراطورية البيزنطية التى كانت تفرض الديانه السميحية على كل رعاياها ان يظهر المهاجرين الجدد اعتنقاقهم للديان المسيحية

ومن المعروف ان القبائل العربية المهاجرة الى محيطها الجغرافى تظل مرتبطه باعرافها القبلية وتتصدر السيادة فى هذه المناطق على اهلها من الفلاحين نظرا للروج القتالية لهذه القبائل واعتيادها على الغزو والسلب والنهب، ومازالت القبائل العربية المهاجرة من جزيرة العرب منذ الاحتلال العربى وماتلاه فى الريف المصرى وعلى اطراف المدن متسكها باعرافها البدوية وتماسكها القبلى امام المصريين الاقحاح من الفلاحين، ومعظم هذه القبائل وحتى الان هى التى تتسيد المناطق التى تتواجد فيها وتمارس السياده وتحتقر العمل اليدوى (وما زال وبدو سيناء والصحراء الغربية مثالا حيا على روح البداوة والقبلية واعمال السلب والنهب وتهريب المخدرات وتهريب البشر وتحدى السلطه المركزية للدولة) ن ومازالحتى الآن لكلا قبيلة شيخها (رئيسها) المعترف به من كل افرا القبيلة والذى يتحدث باسمها ويتحاكمون اليه فى امورهم بعيدا عن الدولة حتى انهم يقومون بالفصل فى المنازعات بين سكان هذه المناطق من الفلاحين تحت اسم المجالس العرفيه او مجالس التحكيم العربية.

اذن فمن الطبيعى ان يكون المهاجرين العرب من الامويين مثلهم مثل باقى المهاجرين اقاموا فى احدى ولايات لشام وكان معاوية رئيسا لهم فى ظل الاحتلال البيزن

** الاحتلال الساسانى للشام:

بداية من العام 602 ميلادى بدأ الساسانيين الزحف على املاك الامبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) فوصلت جيوشهم الى دمشق فى العام 613 وانتصروا في عدة معارك منها معركة حاسمة في سهل حوران بين مدينتي بصرى وأذرعات (درعا اليوم) ثم الى ايليا فى العام التالى وحاصروا القدس واحرقوا كنسية القيامة واستولوا على الصليب المقدس ونقلوه الى عاصمتهم المدائن وكانت المرة الاولى التى يتم الاستيلاء على هذه المدينه المقدسة بأيدى غير مسيحية مما سمعنا صداه فى القرآن (غلبت الروم فى الارض) حتى اتموا الاستيلاء على كلمل املاك الامبراطوية فى العام 622.

ومن الطبيعى لآى احتلال ان يرحب بمن يضع نفسه فى خدمته من رعايا الدول التى احتلها وخصوصا اذا لم يكونوا من اهلها الاصلاء، لينتهز معاوية الفرصة ويضع نفسه وافراد قبيلته من المهاجريين الامويين الذين اضطروا الى اظهار اعتناق المسيحية فى خدمة المحتل الجديد ليستعين به الساسانيين كحاكم لاحدى الولايات الشامية مستفيدا من ترابطهم القبلى والتى اعتقد انها كانت فى البداية ولاية الاردن ويكون اخيه يزيد حاكما لولاية دمشق وما حولها وبعد موت يزيد بالطاعون تضم ولايه دشمق الى معاوية (ويحمل لنا التراث الاسلامى صدى هذه الاحداث ولكن مع اختلاف التاريخ واختلاف الوقائع على الارض)

اذن فبعد العام 614 م الى العام 622 م (ولنفترض انه كان فى العام 616 م) كان معاوية اميرا لاحدى ولايات الشام تحت التاج الساسانى وهذا ماتدل عليه العملة المسكوكه التى اشرنا اليها سابقا.ولكن تبقى لدينا الاشكاليتين اللتان اشرنا اليهما سابقا: 41 هـ والهلال الاسلامى. خليفة

فالتاريخ الاسلامى يذكر ان السنه الهجرية بدات مع العام 622 ميلادى وان معاوية تولى امارة الاردن من قبل عمر بن الخطاب فى العام 21 وهذا يوافق العام 643 م. فكيف يتم التوفيق بينهم ؟(هذا قبل ان يصبح واليا على الشام بكامله فى عهد عثمان فى العام 41هـ او كما يقول التاريخ الاسلامى 20 عاما اميرا وعشرون عاما واليا)

وان كانت الدراسات التى اشرت الهم فى المقالة السابقة ترجح ان يكون العام 622 هو عام العرب الذى بدات فيه هزائم الفرس من الرومان؟

السكة النقدية تسجل تارخ موثق، واستيلاء الفرس على الشام ايضا تاريخ موثق، ولكن التاريخ الشفاهى يتعارض مع المقوش على العمله وعلى بداية ظهور معاوية.

شغلتنى هذه النقطه لفترة من الوقت ولم ابدا فى كتابه هذه الدراسة الا بعد ان توصلت الى حلها

من المعروف ان العام القمرى هو تقويم جزيرة العرب منذ ماقبل البعثه النبوية وحتى الآن ن والعام القمرى مرتبط بالهلال والذى اصبح فيما بعد عندما تأسست الدولة الاسلامية احدى رموزها.

1) فرمز الهلال يقول انهم عرب (بالاصافه الى الكتابه العربية على احد وجهى العمل) وقادمين بالذات من جزيرة العرب، وان التقويم القمرى المعتمد فى جزيرة العرب هو نفسه الذى اعتمده معاويه تقويما فى لولاية التى يحكمها بعيدا عن التقويم الساسانى والتقويم الرومانى.

2) اما التاريخ الهجرى فهو بدايه لهجرة هذا الفصيل من الامويين الى الشام واستقرارهم فيه والذى اتخذوه بداية للتقويم، ومن المعقول ان تمر 41 سنه من هجرتهم حتى يصل معاوية الى حكم احد ولايات الشام.

اعتقد ان هذا هو التفسير الوحيد لحل هاتين الاشكاليتين والتان تتفقان السيناريو الذى نطرحه وسوف نستكمله فى هذه المقالة والمقالة القادمة.

تبدا الامبراطورية البيزنطية الرومانيه فى استعاده املاكها من الساسانيين الفرس بداية من العام 622 م (والذى اعتبرته الدراسات الثلاثة التى اشرت اليها فى المقالة السابقة عام العرب على اساس انه بداية لحروب الرومان ضد الفرس) وان كنت لا اعتقد ذلك حيث ان بداية المعارك دون معرفة نتائجها تختلف عن حسمها والذى تم للروم فى العام 627 حيث المعركة الفاصلة التى دمرت فيها القوة الساسانية الرئيسية في نينوى لتعود بعدها الشام الى التاج الرومانى ولكن بعد ان انهكت الحرب كلا الفريقين ليبقى الرومان على ولاه الاقاليم الشامية بعد تغيير الولاءات وعدم القدرة على مواصلة الحروب ضدهم

وهنا ينتهز معاوية فرصة ضعف الامبراطورية البيزنطية ويبدو انه استطاع تكوين تحالف قبلى عربى من مهاجرى جزيرة العرب فى الشام (المسيحيين العرب) من حكام عدة ولايات خاضعه فى اتحاد كونفيدرالى تحت قيادته – من الواضح انهم كان اكثرهم مهارة وقيادة سياسية عسكرية – استعدادا للتحرر من النفوذ البيزنطى وتكوين دولة عربية على عموم الشام.

لم يذكر لنا مؤرخو تلك الفترة في الشام أو القسطنطينية أو الحيرة شيئاً عن المعارك الكبرى التى خاضها العرب ضد الروم والفرس من قوات الامبراطورتين المنهكتين وخصوصا القادسية 634 واليرموك 636 م ثم احتلال مصر وانتزاعها من الامبراطوية الرومانية عام 40 م) والتى كان عدد جنود كل معركة فيهم فى حدود المائتى وخمسون الفا سواء من الروم او الفرس مقابل حوالى اربعون الفا من العرب.

التواريخ الميلادية التى ذكرناها سابقا منذ بداية ان تولى معاوية جكم الاردن عام 616 تحت الحكم الساسانى حسب نقش العملة الذى وضحناه سابقا ثم المعركة الفاصلة بين الفرس والروم عام 627 والتى انتصر فيها الروم ومعارك القادسية، اليرموك، مصر تتسق زمانيا

ولكنى اعتقد ان معركتى القادسية واليرموك حقيقيتين ولكنها كانت مجرد مناوشات او غارات حاطفة يعرفها العرب فى جزيرتهم على حاميات صغيرة لتلك البلاد بعد ان وهنت الامبراطوريتين فالاغارات الخاطفة التى يتميز بها البدو عبر تناريخهم والى الان تزعج بالقطع الجيوش النظامية، فعدد حوالى 250 الف جندى فى كلا المعركتين من امبراطورتين انهكتهمك الحروب من الصعب تصديقة، وعدد الجيش العربى المقابل فى كلا المعركتين ايضا والذى ذكر انه فى حدود 40 الفا لايمكن بأى حال من الاحوال ان يهزم هذا الجيش العرمرم، وان كان تسلل الاحداث على الارض يؤيد وقوعهم كما قلنا ضد حاميات صغيرة لكلا الامبراطورتين، ولو كان العرب انتصروا نصرا ساحقا على الامبراطورية الرومانية فى معركة اليرموك لما دفعوا الجزية للامبراطور الرومانى حيث ننقل من مقاله د. كامل النجار التى وضحناها فى المقالة السابقة (وعندما استلم معاوية الحكم في سوريا فرض عليه الإمبراطور هيراكليوس معاهدة يدفع بموجبها معاوية سنوياً ثلاثة آلاف قطعة ذهب وخيول وعبيد (Karl Heinz-Ohlig, p51). فهل يدفع المنتصر جزية للمهزوم، إذا صدقنا الروايات الإسلامية التي تقول إن المسلمين هزموا قوات هيراكليوس واحتلوا الشام؟) ونعرف ايضا ان عبد الملك بن مروان قام بدفع الجزية للامبراطور الرومانى وسك عملته فى بداية حكمة بصورة هرقل والصليب قبل ان يتحرر من التبعية الرومانية ويعلن دين محمد بن عبدالله دينا للدولة متحولا عن المسيحية (التى اعتنقوها طبقا لشروط الاقامه فى الامبراطورية الرومانيه التى كانت تفرض الديانه المسيحية على كامل رعاياها)

(ولو كان المسلمون قد انتصروا في المعارك التي يذكرها التراث الإسلامي، ألا نتوقع أن يكتب مؤرخو تلك الفترة في الشام أو القسطنطينية أو الحيرة شيئاً عن تلك المعارك مع العلم أن الكتابة والتاريخ كانتا منتشرتين في تلك البلاد؟ قالمصادر السريانية حتى القرن الثامن الميلادي لا تذكر شيئاً على الإطلاق عن تلك المعارك (Cross Roads) نفس المصدرto Islam, p 106

انها اغارات بدوية على حاميات لجيوش نظامية ازعجت الامبراطوريتين الواهنتين اصلا ففضلت تحصيل الجزية وتركهم يحكمون انفسهم.

الخلاصة

التواريخ الميلادية التى ذكرناها سابقا منذ بداية ان تولى معاوية جكم الاردن عام 614 تحت الحكم الساسانى حسب نقش العملة الذى وضحناه سابقا ثم المعركة الفاصلة بين الفرس والروم عام 627 والتى انتصر فيها الروم ليتوج انصارهم ويتم طرد الفرس من كامل الشام عام 630 بعد ان يستعيد هرقل الصليب المقدس ويعيده الى مكانه فى القدس ماشيا على قدمية، وبداية من هذا التاريخ بدأ معاوية خطواته الاولى نحو الاتحاد الفيدرالى الذى اشرنا اليه، ليبدا المناوشات مع الحاميات الفارسية التى سرعان ما انهزموا فيها والتى قامت بتضخميها شعراء العرب كعادتهم فى الفخر وانتقال الرواية من جيل الى جيل مع مزيد من الاسطرة التى يتميز بها الحكى الشفاهى لتكون معركة القادسية معركة اسطورية (عام 634 م) ويليها معركة اليرموك (636) والتى كانت على نفس النهج ثم احتلال بمصر بعدها باربع سنوات (640 م)

الا ان احتلال مصر بسته آلاف جندى وانهيار وتسليم الحاميات الرومانيه فى الاسكندرية وباقى البلاد يدل على صعف ووهن الامبراطورية الرومانية ويدل ايضا ان معركتى القادسية واليرموك كان المقاتلين العرب فى حوالى اربعين الفا فعلا ولكن امام حاميات صغير سرعان ما انهارت. وان الرومان فضلوا تحصيل الجزية وسك النقود باسمهم تحت التاج الرومانى بداية من معاوية وحتى بدايه عهد عبدالملك بن مروان عن الدخول فى حروب اخرى مع العرب بعد ان انهكتها حروب الفرس.

اذن التسلسل التاريخى الذى يوضحه لنا التاريخ الميلادى هو تسلسل منطقى ويتفق مع التاريخ الاسلامى فى الوقائع، ولكنه يختلف تماما فى التأريخ الهجرى الذى اصبح خليطا بين التاريخ الهجرى الذى ارخ به الامويين بدايه هجرتهم الى الشام وبين التاريخ المفترض لهجرة النبى محمد الى يثرب (622 م) ليجعل من عام 41 هـ الموجود على سكه معاوية تحت الحكم الساسانى والمقابل للعام 616 م تاريخا لتوليته على كامل الشام فى ولاية عثمان بعد اربعون عاما من هجرة النبى والتى تقابل العام الميلادى فى 662 (622 + 40)

وفى نفس الوقت يردد التراث الاسلامى صدى وجود معاويه على حكم امارة الاردن تحت الحكم الساسانى عام 616 الموافق 41 من هجرة الامويين ليقول انه تولى امارة الاردن من قبل الخليفة عمر بن الخطاب عام 21 للهجرة النبوية الموافق للعام 643 ميلادى. انها اكبر عملية تلفيق وتزوير فى التاريخ.

وبالاضافة الى اختلاف التاريخ هناك ايضا الاختلاف فى تحديد الولاءات وموازين القوى على الارض حيث لم تكن الانتصارات ضد الفرس والروم بالاضافة الى احتلال مصر كما وضحنا فى هذا الجزء من هذه الدراسه قام بها العرب من مسيحى الشام وحدهم ولكن كان هناك معامل آخر للقوة مضافا اليها قادما من جزيرة العرب هو وجود النبى محمد فى يثرب الذى كان معاصرا لتلك الفترة والذى نجح فى اخضاع جزيرة العرب تحت قيادته واصبحح لديه جيشا صقلته الغزوات المتكررة فى انحاء الجزيرة العربية والتى خاضوها مع نبيهم حاملين فى جيناتهم الوراثية كل خصائص السلب والنهب وحق الاعتداء البدوى المعروفة والتى شرعت لهم فى الدين الجديد تحت مسمى الجهاد.

متى كان اللقاء بينهم ؟ وماهو دور الرهط الاموى فى الشام فى فتح مكة ؟ ودورهم فى توليه ابوبكر ؟ ودورهم المساند فى حروب الردة ؟ ثم الزحف المشترك بينهم لتكوين الامبراطورية الاموية ؟ وماذا كان الاتفاق بين الزعامة الدينية التى يمثلها النبى محمد والزعامة الدنيوية التى كان يمثلها معاوية.

سيناريو للاحداث يستحق ان يروى بداية من هزيمة احد حتى يعلن عبدالملك بن مروان اسلامية الخلافة الاموية.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

(تزوير التاريخ: دور الأمويين فى الإسلام (4

Posted on May 31, 2015 by civicegypt

هشام حتاته

مما سبق وقلناه فى المقاله السابقة فانه لايمكننا الاعتماد على التأريخ الاسلامى الشفاهى للاحداث بما يخص الوقائع على الارض او زمن الاحداث، اما مايخص التضارب فى السيرة فيمكن ان نضرب عليه بعض الاثله وليس كلها:

التاريخ الذى تتضارب فيه الاقوال عن تاريخ ميلاد النبى مابين عام الفيل واعوام اخرى ولا عن عدد اولاده الذكور وان كانوا اولاده فعلا ام اولاد خديجة من ازواج قيل انهم ثلاثة سبقوه ـ ولانسبة بناته اليه، فبين قائل انهم بناته وقول آخر انهم ايضا بنات خديجة من الازواج السابقين، ثم ناتى الى (الابتر) والذى لاعقب له من البنين فنجد بعدها بعدة سنوات ينجب ابراهيم ثم يموت.

التاريخ الذى قال ان النبى كان معروفا قبل البعثة بالصادق الامين ثم يذكر لنا نفس التاريخ ان عدد اتباعه طوال اثنى عشر عاما فى مكة لم يزيدوا عن المائه معظمهم من المستضعفين والعبيد، اما الساده فيصفونه حسب ماجاء فى القرآن بالساحر والمجنون

التاريخ الذى يقول ان المعلقات السبع والتى كانت تعلق على جدران اكعبه ويشمل كل منها على اكثر من الف بيت، ونعرف ان القرآن بعدها بعشرات السنين كتب على سعف النخيل وعظام وجلد الحيوانات فكيف يتسع البناء المكعب الذى لاتزيد اطواله عن 12 × 12 × 14 مترا لكل هذه الابيات من الشعر المكتوبه على العظام والجلود.

لانستطيع ان نصدق هذا التاريخ، وفى نفس الوقت لانستطيع ان ننكر المفاصل الكبرى التى ذكرها هذا التاريخ ولكن علينا بالاستنباط والاستدلال والبرهان العقلى ان ننقيها من التهويلات والمدهش والمثير فى الثقافة الشفاهية ونحاول ان نضعها فى سياقها التاريخى، فالنبى محمد لايمكن ان يكون شخصية وهمية، ومكة والمدينه لايمكن انكار وجودهم ودورهم فى العصر النبوى والمعارك التى تمت سواء فى شبه الجزيرة العربية او خارجها لايمكن ان تكون من فراغ لانها تركت والى الان مايعرف بالعالم الاسلامى.

لانستطيع ان نعرف ايضا – بعد هذا التضارب – عدد السنين التى قضاها فى الدعوه بمكة، ولاعدد سنواته فى المدينة ولا تاريخ السنه الهجرية وهل هى هجرة الامويين الى الشام او هجرته الى المدينه كما ضحنا فى المقالة السابقة.

ولكننا نستطيع ان نعرف الخطوط العامه لهذه المراحل من خلال تفكيك التأريخ الشفاهى واعادة بناءه وفقا للتاريخ الميلادى كما وضحنا فى الحلقة السابقة (616 م معاوية حاكما على احدى امارات الشام تحت التاج السساسانى الفارسى، 622 بداية حروب الروم ضد الفرس لاستعادة امبراطوريتهم، 630 استعاد الرومان احتلالهم للشام بالكامل بعد حروب ارهقته اقتصاديا وماديا وعسكريا، ينتهز معاوية الفرصة ويبدا فى التخلص التدريجى من الحكم الرومانى بعد ان عقد اتحاد كوفيدرالى مع باقى ولايات الشام واصبح زعيما لهذا الاتحاد وشن عدة غارات بدوية على الحاميات الرومية المتهالكة، 632 يترك الرومان احتلالهم للشام نظير دفع الجزية من معاوية، 634 يتمدد معاوية شرقا الى فارس (موقعة القادسية) ثم معركة اليرموك 636 فى الشام والتى اعتقد انها كانت الفاصلة فى جلاء الرومان والاكتفاء بالجزية وسك العملة بهذه المرة تحت صورة القيصر ويظهر فيها الصليب (انظر مراجع الفصل الثانى من هذه الدراسة) ثم مصر 640 م

كما اننى اشرت الى كتابين ظهرا للدكتور عبد الهادى عبدالرحمن بعنوان (مصادر القوة الاسلامية) والدكتور سيد القمنى (حروب دولة الرسول) لتبحث عن مصادر القوة التى مكنت بدو شبه جزيرة العرب من اجتلال المساحة من فارس شرقا الى المغرب غربا فى عقدين او ثلاثة من الزمن. فاننى بالتالى لابد وان ابحث عن مصادر القوة التى مكنت معاوية فى الشام من بسط نفوذه (حسب دراستنا بعيدا عن التاريخ المدرسى) الى المناطق المشار اليها

معاوية كان واليا على امارة فى الشام اثناء وجود النبى محمد فى المدينة كما وضحنا من قبل. ولكن: متى تم اللقاء بينهم ؟ وماذا كان الاتفاق ؟ وماهو سر غزوتى مؤته وتبوك فى حين يترك مسليمة فى اليمامة يتكاثر وتتوالد حوله الاتباع ؟

تعالوا من البداية:

حسب مايقولة لنا ليفى اشتراوس (لايوجد بناء ايدلوجى جديد الا على انقاض بناء ايدولجى قديم) وهذا ماتتبعناه فى هذه الدراسة، التفكيك واعادة البناء، تفكيك تاريخ اسطورى بما يحملة من عجيب ومدهش ومغالطات وفجوات، واعادة بناءه على اسس منطقية تتوافق مع منطق الاشياء والظرف الموضوعى على الارض لنخاول اعاد البناء بعد كل ماقدمناه سابقا على تزوير التاريخ.

نبى اهانه قومه ونبذوه ولم يتبعه منهم الا القليل وهذا يتفق مع منطق الاشياء، ففى كل عصر نجد الثائرين على الظلم الاجتماعى نتيجة ماعانوه فى الصغر من فقر ويتم (وهذا كل مانعرفه عنه قبل ان يصل الى الاربعين مبشرا بالدعوة – يتيما فآوى وضالا فهدى وعائلا فاغنى) وفى كل عصر نجد فكرا جنينيا يتكون ضد الفكر السائد المسيطر وهاكذا التاريخ فى دوراته.

يهاجر من بلدته الى اخرى تكون بمثابة حاضنه للدعوة (وهذه ايضا من طبائع الامور) تختلف الاسباب احيانا وتتفق احيانا، فمحمد بن عبدالوهاب النجدى طرده امير العينية عندما وجد ان الشيخ يريد ان يمارس امور السيادة التى يختص بها الامير فى اقامة الحدود الشرعية من رجم وجلد وقطع رقبه وقطع يد، فيتلقفه بن سعود ويتم التحالف بينهم وغزو القبائل والبلدات المحيطة حتى ينتهى الى توحيد شبه جزيرة العرب، هذا مثال قريب نعرفه من التاريخ المكتوب نستطيع ان نطبقه على تاريخ غير مكتوب.

يهاجر النبى الى يثرب (ولندع جانبا الاوس والحزرج واليهود وطلع البدر علينا…!!! والتهافت على استضافته والناقة التى تركوها لتحدد مكان المسجد والبيت…!!!) ولكننا نعرف ان قطع الطريق على تجارة قريش من مكه الى الشام كان الهدف الاول بعد حفلات الاستقبال والترحيب (والذى منه..!!) فيبعث السرايا والعيون والسرايا الصغيرة حتى يكون الصيد الكبير فى اول معركة كبرى (بدر) ويكون معظمها مملوكا لابوسفيان بن حرب (ليكن شخصية حقيقة او غير حقيقية ولكنه فى النهاية يرمز الى وجود مايسمى بالامويين فى مكة وانهم كانوا على غلاقة تجارية كبيرة مع الشام وان الامويين دائما مايذكرون فى التاريخ الاسلامى بمانستطيع ان نطلق عليه الارستقراطية الاموية، فمنها اغنياء مكة ومنها عدد من المتعلمين يتمايزون عن المجتمع الامى بالقراءةوالكتابة، ولاننسى ان التاريخ الاسلامى وضع معاوية كاتبا للوحى، وهى وان كانت ليست حقيقة مسلم بها، فمعاوية فى ذلك الوقت كان حاكما لاحدى ولايات الشام – ولتكن الاردن – تحت التاج الساسانى، الا انها اشاره ذات مغزى)

موقعة بدر وماتبعها من سرايا وعزوات صغيرة لنفس الغرض كانت بمثابة قطع شرايين الحياه عن مكه خصوصا وان دعوته قامت اساساعلى نبذ الاصنام والاوثان للآلهه المنتشره حول الكعبه والتى قيل انها 360 صنما ووثنا بعدد قبائل جزيرة العرب، ليكون المكيين امام خطرين، خطر قطع موارد الحج وخطر قطع موارد التجاره مع الشام.

استنفرالمكيين كل قواهم للدفاع عن انفسهم فكانت هزيمة احد (وهنا يظهر خالد بن الوليد وسنراه يظهر كثيرا فى معارك العراق والشام بصفته البطل المنتصر دائما)

والغريب اننا بعد هزيمة احد لم نعد نسمع عن سرايا وغزوات اخرى لقطع طريق التجارة المكى الى الشام (ولم نسمع ايضا عن معاوية الا فى فتح مكة) فقد اتجه النبى محمد بعدها الى غزو القبائل المحيطة فى منطقة الحجاز ليتخطاها ويصل الى منطقة نجد المعروفة بشراستها القتاليه لتصل الغزوات الى اكثر من ستين غزوه، والملاحظ والغريب ايضا ان يكون خالد بن الوليد هو من قام بتصفيه اكبر جيوب الردة فى منطقة اليمامه ضد مدعى النبوة مسليمه وسجاح الذين ظهروا ايام النبى ولم يقاتلهم بل ظل يراودهم ويحاورهم ويناورهم حتى يقضى عليهم خالد بن الوليد فى زمن ابو بكر. لم يهزم اتباع النبى الا من خالد بن الوليد فى معركة (احد)، ولم يهزم خالد بن الوليد فى معركة خاضها قط. ورغم ماحدث منه من قتل مالك بن نويرة زعيم قبيلته واشهر فرسان جزيرة العرب والاستيلاء على زوجته ودخوله بها يوم قتل زوجها، بل الاكثر من هذا انه جعل رأس زوجها ذو الشعر الكثيف تحت القدر لتكون احدى الاحجار الثلاثة (ثالثة الاثافى) ويحتج عمر بن الخطاب ويطلب من ابو بكر اقامة الحد عليه ولكن يتمسك به ابو بكر لانه فعل مثلها ايام النى نفسه فغفر له، فأى حصانه تلك التى كانت لخالد بن الوليد – هل بصفته قائد مجموعة المحاربين التى ارسلهم معاوية لمساندة النبى فى معاركة فيما بعد ؟ السؤال مطروح مسلمين

وتتوقف الغزوات تقريبا عن طريق التجاره بين مكه والشام بعد هزمة احد، وظهور عامل قوه جديد فى المعادلة متمثلا فى خالد بن الوليد، والوحيد الى هزم المسلمين، وهو نفسه الذى سيخوض حسب التاريخ الموثق الذى شرحناه فى المقالة السابقة الحروب التى انتهت باحتلال العراق وفارس وباقى ولايات الشام لصالح معاوية.

فهل كان خالد بن الوليد هو قائد الجيش الى ارسله معاوية لقتال النبى محمد فى احد والتى ادت لهزيمته لكف عدوانهم على طريق التجاره وهو الشريان الواصل بين معاوية فى الشام وقبيلته الاصلية فى مكه والتى مثلها لنا التاريخ فى شخص ابو سفيان بن حرب ؟ ام ان خالد بن الوليد لم يوجد اصلا ولكنه رمزا لمقاتلى معاوية الذى ارسلهم لمناصرة الامويين فى مكة وهزيمة النبى محمد وتامين طريق التجاره ؟

اما هذا او ذاك الا ان هزيمة احد كانت بمدد من معاوية فى الشام الى قبيلته فى مكه والتى كانت تجارتها تفوق تجاره المكيين مجتمعه.

اعتقد ان سير الاحداث بعد ذلك يقول انه بعد نصر بدر ثم هزيمة احد اصبحت كفتى القوة متساويتين بين اليثربيين والمكيين، فى ظل تعادل القوى جلسوا على مائدة المفاوضات والاتفاق على المشاركة بدلا من المغالبة، فلينشر محمد دينه فى جزيرة العرب بموازرة معاوية فى الشام وليكن الجيش المحمدى المدرب على القتال بعد العديد من الغزوات والمشبع بروح المغامرة وحق الاعتداء البدوى الشهير مددا لمعاوية فى الشام عند الحاجة، ومعاوية بحنكته السياسية ودرايته بالفنون العسكرية التى اكتسبها من وجوده بالشام فى ظل الامبراطورية الفارسية والامبراطورية الرومانية، اذن الخبرة القتالية والاموال والزاد والعتاد التى توفرها اراضى الشام لمعاوية مع الشجاعه القتالية للبدو من اتباع النبى، ويتم تامين طريق التجاره نظيردفع ماكان يعرف بالتأليف (كان يتم دفع مبالغ للقبائل التى تمر بها القافله لتامينها فى محيطها الجغرافى) وان تكون للنبى محمد ولاتباعه من بعده الولاية الدينية والولاية الدنيوية على جزيرة العرب لمعاوية وآل بيته من بعده.

وحسب الاعراف البدوية والمعمول بها حتى الان تكون المصاهرة بين القبائل دائما لتدعيم اتفاقيات واواصر الصداقة وعدم الاعتداء فتظهر ام حبيبه بنت كبير الامويين (والمرموز له بابو سفيان والد معاوية) زوجه للنبى بعد ان يساعده على دخول مكه بالتهويل من شان جيشه امام المكيين ليدخلها بدون حرب ويكون بيت كبير الامويين مساويا لقداسة الكعبه (من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن) وتختفى بعدها ام حبيبه من مسرح الاحداث.فهلغ كان زواجه منها قد تم بالفعل تدعيما لهذا الاتفاق ام انه كان من اشاعات الامويين فيما بعد لوجود صله نسب بينهم وبين النبى محمد ؟ السؤال ايضا مطروح.

يحدثنا التاريخ المدرسى عن عزوتين او موقعتين مؤته وتبوك (وان كان الاخباريين والتراثيين العرب تسعدهم كلمة الغزو عن ماعداها، ويقولون (من مات ولم يغزوا مات ميته جاهلية….!!!!) وان الخليفة المؤمن الطيب الورع هارون الرشيد كانت تدمع عيناه حين يقرآ القرآن وكان (يحج عاما ويغزو عاما – أى والله – شوفوا التقوى والورع ؟)

يذكر لنا التاريخ المدرسى ان غزوة مؤته شمالا كانت قبل فتح مكة وتمت فى النصف الاول من العام الثامن للهجرة (ماعلينا بالتاريخ الهجرى… !!!) وجمع لها النبى اقصى مايستطيع فكانت الحصيلة ثلاثة آلاف مقاتل (فى حين ان عدد المسلمين فى فتح مكة والذى تم بعدها بعدة شهور كما يذكر التاريخ المدرسى تم بعشرة آلاف مقاتل..!!!) وان عدد جيش الروم كان اكثر من مائتى الف مقاتل وتجمع كل كتب التاريخ الاسلامى انها كانت اول الحروب ضد الروم

طبعا مايقال عن الشجاعه لثلاثة آلاف امام اكثر من مائتى الف وان عدد من قتلوا من المسلمين هو ثلاثة عشر رجلاً، أما الرومان، فقتل منهم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل (وزيادة فى التوثيق تذكر بعض المراجع اسمائهم – ياسلام… !!)

ما الداعى ان يرسل النبى ثلاثة آلاف لقتال الروم قبل ان يتم فتح مكه ؟

اعتقد انه – وحسب التعرف على التأريخ الميلادى للاحداث والتى يشوبه الاضطراب والضبابية فى التاريخ المدرسى – انه فى هذا التوقيت كان معاوية قد بدأ حروبة على الامبراطورية الرومانية، وكان على حليفه فى يثرب ان يرسل جيوشه الى الشمال لتكون فى جنوب الشام ويكون معاوية وجنوده شمالها للاطباق على الروم فى الوسط، ويبدو انها كانت هزيمة الا ان خالد (خالد مرة اخرى) ينجح فى الانسحاب بالجيش

ويرسل معاوية فى نهاية العام جنوده الى حليفه فى يثرب ليتم بها فتح مكة بعد ان يسهل له معاية الامر كما وضحنا من قبل.

وتفيد المصادر الاسلامية ان غزوة تبوك والتى تمت بعد فتح مكة بعام واحد، ان جيش المسلمين كان ثلاثون الفا مقابل جيش الروم وتعداده اربعون الفا فانسحب جيش الروم، ومن المهم ان نذكر ان النبى محمد بنفسه كان قائدا لهذا الجيش (نلاحظ من ثلاثة آلاف فى مؤته الى عشرة آلاف فى فتح مكه بعدها بعدة شهور الى ثلاثون الفا فى تبوك بعدها بعام…. الزيادة العددية ليست منطقية، وفى جانب آخر فاذا كان النبى يملك هذا الجيش (ثلاثون الفا) فلماذا لم يقوم بتوجيهه الى غريمة ومنازعه فى النبوة (مسيلمه) فى اليمامة حتى وصل عدد جنوده فى معركة اليمامه مع خالد بن الوليد كما تقول المصادر الاسلامية الى اربعون الفا من المقاتلين فى مقابل عشرة آلاف من المسلمين (نلاحظ: خالد مرة اخرى..!!!) لماذا يتركه ويتشاغل معه بالرسائل ويتجه شمالا ناحية الشام والتى عرفنا خبرهم فى موقعتى مؤته وتبوك ؟ سؤال ايضا مظروح

ومن الواضح ان الروم بعدما شاهدوا التحالف بين معاوية فى الشام والنبى محمد فى جزيرة العرب فضلوا الانسحاب ليس من هذه المعركة ولكن من بلاد الشام عموما واكتفوا بتحصيل الجزية التى اشرنا اليها من قبل.

الجواب المناسب على التسالات السابقة هو انه من الواضح ان تخطيط معاوية والنبى فى هذا الوقت استدعى تاجيل فتح مكه الا بعد مناوشة الروم، ثم تأجيل المواجهه مع مسيلمة حتى يتم جلاء الروم من الشام وبعدها سيكون جنود معاية مع جنود النبى (وعلى رأسهم خالد مرة اخرى) او خليفته ان يقضى على مسيلمة

ويموت النبى ويقف معاوية لمسانده خليفته حتى يصير الامر على يثرب الى وزيره الاول ابو بكر، واعتقد اننا بهذا قد اجبنا على سؤال مظروح وبشده عما تم فى السقيفة ن وما هى القوة التى حعلت ثلاثة من المهاجرين (ابو بكر وعمر وابى عبيدة) الى منازعة اليثربيين فى مدينتهم وعلى ارضهم ووسط اهلهم بهذه الجرأة والنتنيدجة التى تمخضت عنها… انها مساندة معاوية فى الشام سواء كانت موجوده على الارض فى وجود مقاتلين او كانت معلومه للجميع (كما قال مرسى للسيسى: امريكا مش حاتسكت…!!!)

ونلاجظ من التاريخ المدرسى وجودا لمعاوية فى الشام حتى قبل ان يذكر لنا انه تولى امارة الاردن فى العام السابع من ولاية عهد عمر بن الخطاب عام 21 هـ فيذكر لنا هذا التاريخ ان معاوية قاد عدة غزوات على مدن الساحل فى صيدا وصور فى الشام واستولى عليها، والواضح من هذا ان هناك تداخل فى المعلومات الشفيهة التى وردت لكتاب السير والاخبار عن تحركات معاوية فى الشام لتخلصيها من يد الرومان بعد انهاكها فى الحروب ضد فارس حسب دراساتنا تلك وبين تاريخ آخر تم ترويجه فيما بعد فى الرواية الاسلاية يقول ان معاوية كان يحارب تحت الراية الاسلامية من قبل المسلمين فى يثرب

والى لقاء آخر فى الجزء الاخير من هذه الدراسة الذى سنتناول فيه الفترة من موت النبى وحتى اعلان عبد اللك بن مروان اسلامية الدولة.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

(تزوير التاريخ: دور الأمويين فى الإسلام (أخير

Posted on June 2, 2015 by civicegypt

هشام حتاته هشام حتاته

نستطيع ان نفهم من خلال السيناريو الذى نطرحه للاحداث ان نتفهم كيف وصل ابو بكر الى خلافة النبى محمد فى يثرب رغم قلتهم امام اليثربيين وقلنا ان القوة المسانده كان حيث يجلس معاوية فى الشام.

وخاض ابو بكر حروب الصدقة وحروب الردة طيلة عهده واعتقد ايضا فى وجود قوة خارجية ساندته (الامويين فى الشام) وسيكون خالد بن الوليد فى نظرنا وحسب دراستنا رمزا لوجودهم، فاينما تقول لك الرواية الاسلامية ان خالد بن الوليد كان على رأس الجيوش فاعرف انهم القوة المسانده من معاوية فى الشام، لقد كان خروج معظم القبائل فى نجد والمعروفة بالشراسه القتالية علاوة على استحواذ مسيلمة على الجزء الاكبر والاكثربموارده الزراعية من الجزيرة فى اليمامه اكبر من ان تجابهه قوات السلمين فى يثرب.

وينتهى حكم ابوبكر بعد ان تعود جزيرة العرب بكاملها تقريبا الى حكومة يثرب بعد اعلان الاسلام دينها الاوحد ونبذ عبادة الاصنام نهائيا وانتهاء العهود مع المشركين واعلان مكة عاصمة للدين الجديد تحت قيادة الوزير الاول لنبى العرب، وهنا يبدأ تفعيل الآيات الأولى من سورة التوبة والتى تبدا بالبراءة من العهود فى آيتها الاولى (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) حتى الآية 28 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). اما كيف سيغنيهم الله من فضله؟ فهو ما سنتعرض له بعد قليل

وتنتهى حروب الردة ويتوارى ابو بكر ليتولى الحكم من بعده الوزير الثانى لنبى العرب (عمر بن الخطاب) وبدعم من معاوية فى الشام، وعندما يذكر لنا التاريخ المدرسى زيارة بن الخطاب لمعاوية فى الشام راكبا حمارة ومعه خادمه واقفا امام معاوية واركان دولته وقواد جيشه يركبون الخيول المسرجة والمطعمه بخيوط الذهب والفضه لانستطيع الا ان نتخيل انفسنا امام احد الولاه المحليين والذى يمثل السلطه الدينية فى بلده قادما الى عاصمة الامبراطورية فى الشام ليقدم واجب الطاعه والولاء لكبير الدولة. والتى اعتقد انها كانت فى السنه الاولى لولاية عمر بن الخطاب على يثرب وليس كما يذكر التاريخ المدرسى انها كانت فى العام السابع من تولى بن الخطاب، والسبب هو محاولة للتوفيق بين المنقوش على عملة معاوية التى اشرنا اليها والتوفيق بينها وبين التاريخ المفترض لهجرة النبى.

وعلى استحياء يذكر لنا الاخباريون ان بن الخطاب استنكر هذا الغلو فى المظاهر فجاءته اجابه معاوية: اننا نجاور الامبراطوية الرومانية وهذه المظاهر تثير الاحترام لديهم….

ونتسائل سؤالا مشروعا: ولماذا لم تكن الزيارة الى مصر التى ارسل لعمرو بن العاص يقول له (صف لى مصر كأنى انظر اليها) والتى ربما يكون قد زار الشام من قبل اسلامه اثناء رحلتى الشتاء والصيف؟ فسواء زارها من قبل او لم يزورها – وان كان المنطق يقول بزيارتها – فزيارة مصركانت الاولى وهى التى كان يدعو لها دائما (در ضرعك) لتكون البقرة الحلوب للامبراطورية.

انها كانت زيارة لتقديم الولاء وزيادة التعارف والاتفاق على الاتجاه غربا الى البقرة الحلوب (مصر) ومنها الى شمال افريقيا بعد ان تم الاستيلاء على العراق وفارس شرقا، وايضا لاعطاء بيت المقدس فى الشام القداسة المطلوبة ليكون للشام نصيبا ضمن الدعوة الاسلامية فنقرأ (ثم جاء عمر بن الخطاب وسأل عن مكان الصخرة، فكشف عنها الأزبال والتراب، وبنى مسجدا..ثم ملك الفرنجة بيت المقدس فبنوا كنيسة فوق الصخرة يعظمونها، إلى أن ملك صلاح الدين الكردي نحو 580 هجري، فهدم الكنيسة وأظهر الصخرة وبنى المسجد الذي هو عليه اليوم؟؟)

ومن الشام يتم ارسال عمرو بن العاص الى مصر لاخضاعها للامبراطوية الاموية فى الشام حاملين لواء دين جديد ظهر فى جزيرة العرب يقر هذا الغزو والاحتلال ويعوض حرمان المكيين من العائد الاقتصادى لمنع مشركى جزيرة العرب من الحج فتأتى الاية 29 من سورة التوبة اجابه على السؤال – ان خفتم عيله – فتقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)

وبموت بن الخطاب يبدو ان معاوية نقض عهده من خلفاء نبى العرب بأن تكون لهم الولاية الزمانية والدينية على جزيرة لعرب ويكون لمعاوية الشمال والشرق والغرب لينقض ايضا على جزيرة العرب حتى يكون مركزها الدينى من نصيب الاموين ايضا، فقام بتعيين قريبه عثمان بن عفان لبسط سلطانه عليها مكرسا بذلك السيطرة الاموية على كامل الامبارطورية بما فيها جزيرة العرب (دعنا من تمثيلية لجنة العشرة وتمثيلية اخرى سنتعرض لها فى هذه المقالة وهى تمثيلية التحكيم) واعتقد انه من هنا كانت ثورة العرب الذين نزحوا مع الاحتلالات الى العراق ومصر والتى انتهت بمقتل عثمان حيث تؤكد بعض مصادر التاريخ ان المقصود بالمصريين الذى حاصروا عثمان هم العرب القادمين من مصر. فمتى كان للمصريين ثورات فى هذا الزمان الاسود التى مرت به مصر؟ او ربما كانوا انساقوا وراء الزفة (كعادة المصريين).

بعد مقتل عثمان يكشر معاوية عن انيابه ويعلنها حربا شعواء على جزيرة العرب وعلى مكانه يثرب الدينية وعلى حق آل بيته نبيهم فى وراثة الحكم ويدخل التاريخ الاسلامى من المنعطف الدينى والقتال من اجله الى منعطف آخر هو التقاتل والتصارع على الحكم والولاية، وهو الجرح الغائر فى الضمير الاسلامى حتى الآن، والذى تقاتل فيه الصحابة تقودهم زوجة نبيهم ضد المعسكر الآخر فى ويقوده بن عم النبى وزوج ابنته ليموت فيهم اثنين من المبشرين بالجنه والعشرات من الصحابة الاقربون غير الآلاف من القطعان (فحينما تتعارك الفيلة يتكسر العشب) لتقتل ام المؤمنين عشرين الفا من ابنائها فى موقعه الجمل، حتى انك لو سألت اى وهابى سلفى عن رأية فى الفتنه الكبرى بين على ومعاوية يقول لك: امرنا شيوخنا الا نتحدث فيها…!!! ويقول لك آخر: كل منهم كان يقاتل على ما يعتقد انه الحق… – ياسلام !!!! تزييف ومراوغه لاتصمد امام العقل لحظة واحدة، فمتى كان اى قاتل او سارق لايعتقد انه صاحب حق؟

وبعد حروب دامية يستطيع معاوية اخضاع جزيرة العرب وضمها الى ملكه ضاربا عرض الحائط بالتحالف السابق والذى وضحنا انه كان على اساس ان تكون جزيرة العرب خاضعه لديانه النبى محمد واصحابه من بعده وهذا هو ماحرك ضده عرب جزيرة العرب فى كلا من مصر والعراق للخروج عليه.

والواضح من تاريخ معاوية انه كان شديد الذكاء شديد الفطنة يستطيع ان يؤلف القلوب بالعطايا، فكان يقول: بينى وبين الناس شعره، اذا شدوها ارخيتها، واذا ارخوها شددتها، وهو مانطلق عليه الان (شعره معاوية). والشئ بالشئ يذكر فنورد لكم فقرة من بدايه ونهاية بن كثير يقول فيها:

دخل احد اتباع على بن ابى طالب الى الشام فى خلافة معاوية فاعترضه احد اهل الشام وادعى ملكيته للجمل الذى يصاحبه، ووصل الامر الى معاوية فحكم للشامى بالجمل فقال له صاحب الجمل: يا امير الشام انها ناقة وليست جمل. فاستدعاه معاوية ليلا واعطاه ثمن الناقة وقال له: انا اعرف انها ناقه وليست جمل ولكنى اوؤلف جماعتى ورهطى، انطلق الى صاحبك على وقل له ان معاوية سيأتيك بمائه الف لايفرقون بين الناقة والجمل.

ها كذا كان معاوية.. الرجل الداهية الذى استطاع ان يصل الى تكوين امبرطورية اموية بداية من امارة صغيرة فى عهد الساسانيين لتبتدأ حدودها من فارس شرقا حتى نهاية شمال افريقيا شرقا لتناطح امبراطورتيى ذلك الزمان، واستطاع بعد ان اوقع العديد من الهزائم بخلفاء نبى العرب من آل بيته ان يجبرهم على الاعتراف بولايته على جزيرة العرب ايضا ويتربع على عرش الامبرواطورية العربية والتى لاتعدوا فى حقيقتها عن امبراطورية اموية. اما حكاية التحكيم ورفع المصاحف وخديعه عمرو بن العاص للرجل الطيب ابو موسى الاشعرى وتصويرة بهذه الغفله وهذه البلاهه فهذا مما لا يخيل على العقول.. المهم ان معاوية استطاع ان يجلس على كرسى الخلافة وان بقيب امارة عبدالله بن الزبير فى مكة ثم انتهت فيما بعد واصبح الخلافة كلها للامويين وذكرها التاريخ بالاسم الحقيقى لها بعد ان اسفر الامويين على حقهم فى هذه الخلافة. يختفى معاوية من الصورة بعد ان ترك لنا العديد من سكات العملة وشواهد اركيولوجيه اخرى من الطائف حنوبا الى فلسطين شمالا مقترنا بالصليب، ويذكر لنا التاريخ خلفه يزيد بن معاوية الذى لم يدوم عمره اكثر من ثلاث سنوات ثم ابنه معاوية بن يزيد والذى تولى لمده عام والاول كان مختل عقليا والثانى كان طفوليا، ومن الطبيعى ان ينتقل الملك من هذا البيت الى بيت آخر داخل الاسرة الاموية ليظهر على السطح الفرع المروانى الذى اسسه عبدالملك بن مروان والذى يقال انه كان الرجل القوى ابان عهد معاويه وخليفتيه لننتقل بعده بعام الى ابنه عبدالملك بن مروان وتظهر سكات العملة مرة اخرى ولكن هذه المرة تمر بثلاثة مراحل، الاولى مكرسا نفسه للمسيحية القيصرية والثانية التخلص من القيصر مع الابقاء على الرموز المسيحية مع بدايت كتابه بالعربية حتى يتم التعريب الكامل واعلان اسلامية الدولة بحسبانها امتدادا لخلافة نبى العرب فى يثرب بعد ان رفض دفع الجزية لقيصر روما، لنرى امامنا اول سكه عملة فى العهد المتاخر له كالتالى: مسلم

(لا إله إلا الله وحده لاشريك له

مركز الوجه: الله وحده لاشريك له

الطوق: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

مركز الظهر:الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد). راجع الجزء الثالث بمراجعه حسب الروابط المذكوره فيه.

ويعتقد بعض المؤرخين أن السبب الذي أدى إلى تعريب المسكوكات هو نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67 ه / 686 م التي يدفع بموجبها الخليفة الإسلامي ولمدة عشر سنوات مبلغاً من المال قدره ألف دينار ذهبي إتاوة أسبوعية، ولكن هذه الاتفاقية نقضت سنة 73 ه / 690 م

الا ان السبب الحقيقى لتعريب العملة هو إتمام اعلان استقلال الدولة الاسلامية وعربنتها بعيدا عن هيمنه الدولة الرومانية.

بقى امامنا ملاحظتين وسؤالين:

** الملاحظة الاولى هى ان شعار النبى محمد فى كل غزواته داخل جزيرة العرب كان (الاسلام او الجزية او الحرب) ويتضح من هذا الشعار ان نشر الدين كان الهدف الاول للنبى، ولكن هذا الشعار يختفى فيما اطلق عليه الفتوحات الاسلامية لمصر والعراق وفارس فكان (الاحتلال نظير الجزية) والتى يتفلسف رجال الدين الآن ويقول بعضهم ان الجزية كانت نظير الحمايه وقول آخر انها نظير عدم اشتراكهم فى الجيش وقول اخير انها كانت على غير المسلم كالزكاه على المسلم ,,, وكل هذا مرود عليه فالعربى اخرج الروم وجلس مكانهم (فاين الحماية؟) والثانى انه لم يكن اهل الذمة يشاركون فى حروب العرب المسلمين، والاخير ان الزكاه فى معظمها تطوعية ولها انصبة فى الذهب والفضه والخيل والزرع والاغنام والابل ولكن الجزية هى مبلغ مقطوع لاعلاقة له بالدخل العام للفرد.

ولكن وحسب الآية 29 من سورة التوبة التى اشرنا اليها من قبل كان لتعويض خسارة منع المشركين من الحج، وكانت الغطاء الدينى لمعاوية فى احتلالاته شرقا وغربا حتى وصل به الامر الى اخضاعه جزيرة العرب ذاتها.

دليلنا ياساده هو القول المشهور للخليفة عمر بن عبد العزيز بعد ان اعلنت الدولة اسلاميتها عندما قال (لقد بعث محمد هاديا ولم يبعث جابيا) لانه فى الحقيقة التى يتعامى عنها الكثيرون ان الجزية كان يتم تحصيلها من الذميين حتى لو اسلموا حتى الغاها عمر بن عبدالعزيز.

** الملاحظة الثانية هى: ماسر هذا العنف من الامويين ضد نسل النبى محمد، وان كان العباسيين قد قاموا بالتهويل فى هذا الشأن، ولكن غزو يثرب – مدينة النبى – واباحتها لجنود الشام والتى قيل انع فضت فيه بكاره الف من بنات المسلمين، ثم مهاجمة الكعبة والتمثيل بعبد الله بن الزبير وماتم مع الحسين بن على وباقى آل بيت النبى؟ وقول شاعرهم: لعبت بنو هاشم بالملك… فى ملك جاء ولا وحى نزل

ايعنى ذلك انه ماكان بينهم وبين نبى العرب كان تحالف مصلحى دون اى اعتراف منهم بنبوبته وان تركوه ينشرها فى جزيرة العرب حسب الاتفاق المبرم بينهم؟ مما جعلهم يستحلون دم كل اصحابة وآل بيته؟

ثم ناتى الى الاسئلة:

** الاول: كيف تحول عرب الشام من المسيحية الى الاسلام بهذه السهولة ونحن نعرف ان مسيحى مصر قاموا الاسلمة لاكثر من ثمانمائه عام وظل اكثرية اهلها من المسيحيين حتى الخلافة الفاطمية؟

الجواب: ان موقف عرب الشام من الدين هو موقف نفعى من الاساس بصفتهم اهل تجاره، ففى الحالة الاولى اعتنقوا المسيحية كجواز مرور يسمح لهم بالاقامة كرعايا فى الامبراطورية الرومانية التى كانت تفرض المسيحية على رعاياها، وعندما تحولوا الى الاسلام كان الموقف النفعى الثانى حتى يبدو امام السكان الاصليين لهذه الدول انهم مسلمون جاءوا من جزيرة العرب حيث نبى آمنوا برسالته السماوية وينفذون تعاليمه فى الفتوح والغنائم.وايضا لان الدين الاسلام هو الاقرب الى طبيعتهم فى الفتوح والغنائم حيث ان المسيحية تعطى مالله لله ومالقيصر لقيصر

اما مسيحى مصر فقد تماهوا مع كل الرموز المسيحية التى تتوافق الى حد كبير مع ديانه حبيبهم اوزيريس الضاربة فى اعماق تاريخهم ومخزونهم الثقافى لأكثر من ثلاثة آلف عام… الاب، الابن، الروح القدس – اوزير، ايزى، حورس.

** الثانى:: لماذا لم تكشف الدولة العباسية عن التضارب فى التاريخ الهجرى بين هجرة الامويين وهجرة النبى وتزيل هذا التناقض او حتى تكشف الحقيقة؟

الجواب: ان مابين التاريخين لايتعدى العشرون عاما تداخلت مع رويات شفاهية معنعنه لاكثر من مائتى عام ضاع اختلط فيها الحابل بالنابل ن وان كنت اعتقد ان عمله معاوية التى اشرنا اليها وعليها الرقم 41هـ والتى تعتقد انها كانت موجوده على ايامهم انها كانت هى مقياس الزمن ارتجاعيا بصفته حكم الشام فى هذه الفترة ليتولى الشام حسب بداية الهجرة عام 622 م ليكون معاوية واليا على الشام فى نفس العام التى حددته العملة والذى يتوافق حسب رؤيتهم العام السابع من خلافة عمر.

وبالقطع لم يكن من مصلحة الفرس الذين حكموا الدولة العباسية تحت نفس الغطاء الدينى (آل البيت) واقاموا مايعرف بالخلافة العباسية، لم يكن من مصلحتهم ان يقولوا ان الامويين هم من قام بنشر الاسلام وان النبى محمد لم يكن سوى داعيه دينى محلى استعمله الامويين غطاءا دينيا لامبراطوريتهم والذى يستعملونه الآن وبنفس الطريقة تقريبا. فكان ما نعرفه فى مصر، ولا اعرف مايقوله الاخوة العرب (اكفى على الخبر ماجور….. !!!) يعنى ادفن الخبر، ولاتعايرنى ولا اعايرك.. الهم طايلنى وطايلك

وفى هذا السياق لاننسى ان الظاهر بيبرس فعلها بعد ان اخضع الشام ومنطقة الحجاز فى جزيرة العرب (وكان اول من تلقب بحامى الحرمين) حيث ان اراد ان يصبغ حكمة بالشرعية الدينية بعد شرعية السيف فقد عمد إلى إحياء الخلافة العباسية في القاهرة وبحث عن احد سلابة البيت العباسى فجاءوا برجل طويل القامة اسود الوجه وقام علماء اليدين فى مصر بتتبع نسبه ليتاكدوا انتسابه الى العباسيين ثم عقد السلطان بيبرس مجلسا عاما بالديوان الكبير بالقلعة واستدعى كل أعيان البلد، ثم قام السلطان أمام الجميع فبايع الخليفة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى الجهاد في سبيل الله، فتبعه الجميع بالمبايعة ولقب الخليفة المستنصر بالله على ان يكون مجرد رمز يدعوا له على المنابر وتقام باسمه الاحتفالات الدينية نظير راتب شهرى وجلوسة فى القلعه ومداعبه الحريم من الحوارى وملك اليمين… ودمتم.

تعليق نهائى:

يقول لنا التاريخ المدرسى التقليدى ان معاوية تولى حكم الشام بالكامل عام 35 هـ من قبل عثمان بن عفان وامضى سته سنوات فى حروب ما اطلق عليها (الفتنة الكبرى) حتى استقر فى النهاية منفردا على العرش فى العام 41 هـ الموافق 661 م وعوفى عام 60 هـ الموافق العام 680 م، فاذا كان معاويه حاكما على احدى ولايات الشام عام 616 م حسب العملة التى وضحناها فى الجزء الثالث ـ واذا كان تولى حكم هذه الامارة فى الثلاثين من عمره مثلا – على اقل تقدير – يكون مات وعمره 94 عاما على اقل تقدير ايضا، علما بان التاريخ المدرسى يقول انه مات وعمره 78 عاما وهو الاقرب للواقع الذى اخذ به المؤرخ الاسلامى، ولكن مع مضاهاه التأريخ الهجرى المدرسى بالتاريخ الميلادى يتضح الفارق الذى ذكرناه سابقا.

ونلاحظ هنا ايضا ان السبب الذى حدا بالمؤرخ الاسلامى ان يضع من عام 41 هـ بداية ولاية معاوية على كل الشام من قبل عثمان مخالفا التسلسل التاريحى الحقيقى كان ليتوافق مع التاريخ المذكور على سكة العملة الخاصة بمعاوية والتى اوضحناها فى المقالة الثالثة، مع ان التاريخ المدرسى نفسه يشير الى وجود معاوية واليا على الاردن من قبل الخليفة ابو بكر فى العام 21 هـ قبل ان يصبح حاكما لكل الشام عام 41 هـ ولكن المؤرخ تغاضى عن ذلك.

فولايته على اجدى ولايات الشام تحت التاج البيزنطى عام 41 هـ لم يستطيع المؤرح الاسلامى ان يتغاضى عنها ولكنه جعله واليا عليها من قبل ابو بكر فى العام 21 هـ، وولايته على كل الشام والذى ذكرناه حسب تسلسل التاريخ الميلادى وتوافقه مع الاحداث فى على ارض الواقع فى المنطقة كان بعد الانتصار النهائى للرومان على الفرس فى العام 30 م ليخرح منهكا فيستقل معاوية بالشام بعد ان يتحالف مع مبى العرب فى يثرب ويفضل الرومان تحصيل الجزية علتى الدخول فى حرب مرة اخرى مع قوة معاية فى الشام تساندها قبائل جزيرة العرب بقيادة نبيهم وكان ذلك فى العام 32 او 33 م تقريبا الا أن ان المؤرح الاسلامى وضعها فى تاريخ هجرى متوافق مع العملة (41 هـ) والذى بالعالم 661 ميلادى.

اذن فرغم ان الواقعتين صحيحيتين تاريخيا من حيث حدوثهم، ولكنهم مضطربتين تأريخيا (من حيث سنوات حدوثهم) وهذا جزء من تزوير التاريخ حتى لو انطبقت الحوادث.

والى هنا تنتهى هذه الدراسة التى حاولت فيها وبجهد فردى – كنت اتمنى ان يكون جماعى – ان اضع التاريخ فى نصابه الصحيح بقدر ما استطيع، وعلى باحث آخر ان يمسك بطرف الخيط من عملة معاوية تحت التاج الساسانى الذى اشرنا اليه ليتتبع خطين منفصلين للتاريخ الهجرى للنبى والتاريخ الهجرى للامويين الى الشام ثم ربطهم بالتاريخ الميلادى حسب وثائق الحروب بين الساسانيين والبيزنطيين فى تلك الفترة وسوف يخرج بالعديد من التضارب فى التواريخ والتناقضات فى الاحداث

والى لقاء فى موضوع آخر ربما يكون على ممالك البترودولار.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...