اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مقالات تنويريه ...


Recommended Posts

عن الهري وفوائده للمجتمع المصري؟

محمد زكي الشيمي

من أهم الظواهر المُنتشرة حاليا هي ظاهرة (الهري) على وسائل التواصل الاجتماعي كـ "فيس بوك" و"تويتر".. يحمل الكثيرون- بالأخص من الأجيال الأقدم- حنقا شديدا تجاه هذه الظاهرة لأسباب متعددة سنناقشها هنا.

في الواقع فإن رفض هذه الظاهرة يعود لأن معظم (الهري) على وسائل التواصل هو عبارة عن (فتي)، يقوم به شخص أو مجموعة أشخاص مستخدمين معلومات خاطئة أو استدلالات خاطئة أو انحيازات تخالف ما يدّعونه فتظهرهم متناقضين. بل أن كثيرا من اتجاهات الهري في موضوع معين يقوم بتحديدها عدد من الأشخاص يتفقون معا مسبقا على موضوع للنفخ فيه أو التقليل منه، أو نشر معلومات خاطئة أو حجج هزيلة دفاعا أو هجوما عليه، هو عمل يشبه كثيرا فكرة اللجان الإلكترونية، التي ظهر اسمها للوجود في أواخر حكم مبارك.

ولكن في الواقع فهذه اللجان جاءت كرد فعل على لجان تفوّق الإخوان في استخدامها لمدة طويلة لصناعة رأي عام، ثم أصبحت هناك مجموعات و"شِلل" تتحرك وتنتفض لأحد أفرادها وتشيع ما تشاء على "فيس بوك" و"تويتر"، والذي غالبا ما يكون هراءً غير صحيح أو كلاما مغلوط منطقيا، ولكن يتم ترويجه على أوسع نطاق.

هذا هو سبب أن كتلة الاستقرار والأجيال الأكبر عموما تضيق من وسائل التواصل؛ لأنها كأجيال تلقت المعلومة بالبحث المُضني عن كتاب أو مقال لشهور وأيام لذا يستفزها بشدة فكرة أن ينتشر كل هذا الجهل في المجتمع، بينما المعلومة الصحيحة على بعد خطوة أو اثنتين، ويشعر هؤلاء عموما أن الشباب أصبح تافها، وسلم عقله لشراذم تحركه في كل اتجاه، وبالتالي فلا جدوى من محاورة هؤلاء لأنهم مغيبون عقليا، وتجسيد لعقلية القطيع التي تتحرك بشكل غرائزي في اتجاه معين دون أن تفكر.

فإذا أضفنا إلى ذلك ما توفره وسائل التواصل من إمكانية تضخيم الشعور بالذات عبر الانتشار والنجومية وعلامات الإعجاب والمشاركة وإعادة التغريد.. إلخ، فإننا إزاء حالة ترضي "الإيجو" وتضخمه لدى كثير من الشباب صغار السن الذين يبحثون - وهذا حقهم- عما يثبتون به ذواتهم في مجتمع يحاصر أفكارهم ومشاعرهم ورغباتهم، ويحاول تحويلهم جميعا لنسخ من نماذجه سابقة التجهيز.

وإذا أضفنا لهذا كله التصورات الرومانسية للأصغر سنا وتلخيصهم المشاكل تلخيصا مخلا، بالضبط كما يفعل "تويتر" عندما تحاول عن طريقه تلخيص قضية معقدة في 140 حرفا. فإن النتيجة هي هذه الحالة الغريبة التي ينتج عنها كل يوم صرعة جديدة أو حدوتة أو موضوع جديد للهري، يُدلي فيه الجميع برأيهم حتي بدون أي معرفة، وهو ما يستفز الكثيرين، ويشعرهم أننا نستهلك الوقت في نقاشات عقيمة لدرجة أن البعض وصل لمراحل معقدة من نظرية المؤامرة فهو يظن أن كل موضوع يتم طرحه هو محاولة حكومية للإلهاء عن الفشل الفلاني أو محاولة إخوانية للتغطية عن الجريمة الفلانية أو مؤامرة دولية للتقليل من الإنجازات.. إلخ، وبالتالي فإن كثيرين يرون (أن الشعب فاضي عشان كدة بيحكي في كلام فارغ)، وبرغم أن كل هذه الحجج تحتوي على شيء من الصحة، ولكنّها ليست صحيحة، لأنها تتجاهل مكمن المشكلة، وتتجاهل لماذا احتلت وسائل التواصل هذا الدور.

في كل المجتمعات هناك أرضية مشتركة من الأفكار والقيم يؤمن بها المجتمع أو 95% منه وتؤسس لمنظومته المعرفية. هذه المنظومة المعرفية تطوّرت عبر القرون، وأصبحت ملائمة للعصر، ولأن هناك قيما معينة كالحرية والديمقراطية والعلمانية والمنهج العلمي في التفكير ونسبية الصواب والخطأ والقدرة على التمييز بين الخاص والعام.. إلخ، أصبحت راسخة في تلك المجتمعات، فإنها تأخذ طريقها لتصبح جزءا من التعليم الموجه للأطفال، ثم جزءا من الثقافة العامة ومن الذوق العام ومن الأمور المعروفة بالبداهة ودون حاجة لنقاشها common sense.

هذه القيم لم تكن كذلك قبل 500 عام، بل قاتل من أجل نشرها كتاب ومفكرون، نشروا كتبهم وكتبوا مقالاتهم واجتمعوا في صالونات التنوير في القرن الثامن عشر ليناقشوا أفكارهم معا وينقحوها، وخاضوا معارك فكرية وسياسية كتوسيع حق الاقتراع والعمل لإقرار مبدأ الفصل بين السلطات ومقاومة الاستعمار والصراع ضد العنصرية اللونية وإعطاء المرأة حق الانتخاب.. الخ.

كل هذه المبادئ تم إرساؤها في خمسة قرون أو أكثر، فالديمقراطية الليبرالية مثلا لم تنتصر عالميا؛ لتتحول من بديل ضمن بدائل إلى أساس ثقافي ومعرفي للدولة الحديثة إلا بعد نهاية الحرب الباردة، أي منذ ربع قرن، أما قبل ذلك فقد كانت تقاتل لتكتسب أرضا لها في ساحة المعارك المختلفة طيلة سنوات وعقود طويلة.

المهم هنا أنك لو عشت في مجتمع غربي فستعيش الحرية فعلا، قد لا تكون محتاجا لدراسة مفاهيم عميقة عن الأسس الفلسفية لنظريات الحقوق والواجبات ومعنى الحرية؛ لأن المعنى يصلك في الممارسة اليومية لغالبية المواطنين، وفي غالبية الممارسات الحكومية معك. فالمفاهيم النظرية تحولت إلى قواعد وتشريعات ثم طبقت، ثم تعلمها الأصغر منذ حداثة سنهم، ثم أصبحت جزءا من منظومتهم المعرفية، لدرجة أنه حتى الأجنبي الذي لم يتلق تعليمه هناك يجد تطبيق هذه المبادئ في كل ما يحيط به دون الحاجة للحصول على دروس أو مناقشة.

بل أن كثيرا من أبناء ثقافتنا يصدمون عند إقامتهم بالخارج عندما يشاهدون كيف يتعلم أبناؤهم أسس الحرية والديمقراطية بسلاسة وعبر وسائل تفاعلية غير تلقينية وهم في سن مبكرة للغاية، بل أن هناك برامج خاصة للاندماج تتم للتعامل مع القادمين من أماكن معينة لا سيما العرب والمسلمون، الذين يحملون خلفية ثقافية مظلمة فيما يخص المرأة والاعتقاد والحريات عموما.

والآن لنعد لمجتمعنا قد يغضب البعض ويسخر ويقول هل وصلنا إلى سخافة مناقشة البديهيات: هل سنناقش حق المرأة في ارتداء ما تشاء وحقها في العمل أم أن موضوع خلع الحجاب والاصلاح الفكري سخافة، هل سنناقش حرية الاعتقاد وحق كل شخص في طرح رؤيته الدينية الخاصة أم أن موضوع إسلام بحيري سخافة، هل سنناقش علاقة المواطن برجل الشرطة وهيبة الشرطة واحترام حقوق المواطن، حتى لو كان متهما أم أن موضوع ياسمين النرش سخافة، هل سنناقش فكرة حصانة شخص بسبب شهرته أم أن موضوع أبو تريكة سخافة، هل سنناقش كون الدولة تشجع قيم الترقي الرأسمالية كالاجتهاد والكفاءة والطموح أم القيم الطبقية الوراثية، أم أن مناقشة تصريحات وزير العدل سخافة؟

يعتبر البعض أن هذه الموضوعات أسخف من أن تناقش لأننا نناقش بديهيات وهذا خطأ جسيم، فمجتمعنا لم يحسم بديهياته بعد، مجتمعنا مفتت .فتعليمه مسخرة بين حكومي تجريبي أزهري خاص لغات أجنبي، وثقافته مصرية وعربية وإسلامية ومسيحية ومتوسطية وغربية، ومنظومته القضائية والفكرية قبلية وريفية ومدينية ومدنية وعرفية وعلمانية ودينية، وتطلعاته رجعية وحداثية تتراوح ما بين استعمار العالم وأستاذيته إلى فكرة الانتماء والمشاركة في العالم الحر. حتى تاريخنا مكتوب لدى الباحث المدقق بشكل يخالف ما يكتبه الاسلاميون، وهو شكل لا يتفق مع ما يراه النشطاء الأقباط مثلا.

لديك من كل شيء عدة نسخ ودرجة الخلاف بينها ليست قليلة. وليس هذا هو ما يطلق عليه حرية رأي لأن درجة التباين مرعبة، وهناك حاجة في أي مجتمع لمجموعة قيم مؤسسة يتفق عليها الجميع، هل كنت ستحتاج إلى عشرات من النقاشات لتُقنع بضعة أشخاص بحق فتاة في ارتداء ما تشاء أو عدم أحقية والدها أو شقيقها في ضربهالو أن هناك منظومة قيمية واحدة تجمعنا؟ هل يحتاج إثبات أن أبو تريكة مش على رأسه ريشة لمجهود؟

نعم قال الأبنودي إحنا شعبين، وقال علي الحجار إحنا شعب وهما شعب، لكن في الواقع نحن أكثر من ذلك. نحن مجموعة شعوب في دولة واحدة يوحدهم فقط إيمانهم بالدولة، وهذا ما يجعلنا أفضل من جيراننا الذين يغيب عنهم هذا الإيمان، فتحولوا إلى دول كدول لبنان ودول العراق ودول سوريا ودول ليبيا ودول اليمن.. إلخ.

لهذا السبب فإنّ الهري الفيسبوكي والتويتري يبدو هنا كمرآة للمجتمع المتعلم. تخيل أنك استبعدت الأميين ومن لا يستخدمون الكمبيوتر، وأوجدت هذا المجتمع الذي من المفترض أنه يُعبر عبر مستخدميه في مصر الذين يعدون بالملايين عن الرأي العام، ألا تشكل ردود أفعالهم وتفاعلاتهم مع القضايا مؤشرا هاما لقيم المجتمع. عندما تجد الملايين يهاجمون حرية شخص أو مساواة المواطنين أمام القانون أو عندما تجد شبابا يُفترض أنهم متعلمين يعقدون مقارنات ساذجة تساوي بين إرهابي وفرد الأمن أو ينشرون أكذوبة واضحة عن موقع مغمور كترجمة لموقع أجنبي لم يذكر ذلك، برغم كون الموقع يمكن الوصول له بسهولة أليس هذا دليلا علي انتشار الجهل ، عندما يحدث كل ذلك فإننا في مشكلة أيها السادة.

إننا في مشكلة ضخمة لأن ما ينقص الناس ليس مرحلة معايشة الحرية والاستمتاع بها وبمنتجات قيم الحداثة ،ولا المرحلة التي تسبقها التي يتعلم فيها الناس هذه القيم في المدارس لزرعها فيهم لتثبيتها في المجتمع، ولا المرحلة التي تسبقهاوهي ضبط التشريعات والقوانين لتتواءم معها، ولا المرحلة التي تسبقها وهي توافق غالبية المجتمع عليها لفرض حماية هذه القيم قانونا، ولا المرحلة التي تسبقها وهي اتفاق غالبية النخب على هذه القيم، بل نحن في المرحلة البدائية التي يحاول فيها بعض هؤلاء الشجعان مواجهة بقية النخبة أولا ومحاولة تغيير آرائهم بالإقناع.

هل هناك نخبة سليمة في بلد تجد فيه رجل قانون ينظر للطبقية (بالعرق دساس) وسياسي يعلن رفضه (لحزب علماني)، وإعلام يعتبر (العلمانية الحاد) وناشطات نسويات يرفضن (حقوق المرأة التي لا توافق الشريعة).. إلخ ؟ لهذا كله فوسائل التواصل تفعل في الواقع ما لم تفعله المدرسة ولا الكتاب ولا المثقف الجبان ولا السياسي المرتعد، تفتح باب النقاش وتخاطب العقول فتوسع دائرة المعرفة، لأنه كما نعرف فلا بد أن تنتصر المعرفة على الجهل وإن طال الوقت.

قبل أيام لامني شخص أعتز به كثيرا، رغم اختلافي مع بعض مواقفه، على فكرة أنني أقضي وقتا في محاولة إقناع الناس بدأب بوجهات نظري على "فيس بوك" قائلا: إن هؤلاء غوغاء لا يفهمون ما تقول فلا تضيع وقتك معهم. كان هذا نموذجًا مرة أخرى لانعزال المثقف الحقيقي والذي يجب في هذه اللحظة أن ينزل ليقاتل ويشتبك دفاعا عن أفكاره، خصوصا في ظل ندرة عملته في هذا البلد، ولكنّه بتنظير اكتئابي لا مثيل له يفضل الانزواء والفرجة ولعن الظلام بدلا من إضاءة شمعة.

هري "فيس بوك" و"تويتر" مفيد يا سادة لأنك لا تستطيع تغيير أو تطوير قناعاتك وقناعات الناس إلا بمناقشتهم وتعريفهم بعيوب منهجهم أو بتعريفهم لك بعيوب منهجك. هو مفيد لأنك تصنع رأيا عاما لبلد بلا رأي عام مبني على أسس سليمة وغالبية الآراء الشائعة فيها مبنية على أكاذيب أو مبالغات أو مغالطات منطقية.

قد يكون هناك سعي مستمر من أطراف سياسية بعينها أهمها الإخوان ومن تحالفوا معهم من بعض القوى الثورية لتحويل وسائل التواصل لساحة منفردة لهم، ولكن ليس الرد على ذلك أن تترك لهم الساحة بزعم أنهم يفرضون عليك رأيهم، بل أن تواجههم في كل معركة تختار أن تخوضها طالما اختلفت معهم، لأنه حتى لو لم تستطع إقناعهم بفرض أنهم لا يريدون نقاشا، فإن النقاش وحده قادر على إقناع غيرهم من المعجبين ببعض أطروحاتهم التي يصيغونها بعناية لتوافق الهوي الشعبي.

إن خلق تجمعات فكرية على أساس النقاشات والحجج هي اللبنة الأولى للتجمعات الحزبية والسياسية، التي تستطيع ملء الفراغ السياسي، هذه التجمعات صحيح أنها يجب ألا تظل محصورة على مواقع الإنترنت، بل أن تنتقل للعمل في الشارع، ولكن من الضروري أن تتأسس أولا على أسس فكرية. وهذا التأسيس والتأصيل غير متاح بحرية إلا في حرية هري وسائل التواصل.

فلنستمتع بالهري اذن دون أن نلوم أنفسنا كثيرا.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 166
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

!انتخابات الشرك بالله في بريطانيا

حيدر محمد الوائلي

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في بريطانيا في السابع من شهر ايار (مايو)، انتشرت ملصقات لجماعة إسلامية في بعض شوارع مدن في بريطانيا نصها:

(Warning… Voting for Man-made law is SHIRK. Associating with Allah)

(Islam the right campaign)

وترجمة ذلك: (تحذير. التصويت لقانون من صنع الإنسان شرك. ارتبط مع الله). (حملة الإسلام الصحيح)!!

طبعاً هؤلاء المروجين لهذه الملصقات يتنعمون بمنافع اجتماعية ممتازة في بريطانيا وفق قوانين من صنع الأنسان!

يراجعون مستشفيات مجانية لهم ولعوائهم وفق قوانين وتشريعات صارمة تحفظ حقوق المرضى قام بتشريعها الأنسان!

يسكنون ببيوت مدعومة حكومياً وبخدمات كاملة وفق تشريعات سكنية ممتازة من صنع الأنسان!

لهم كامل الحرية في التعبير وفي فتح مراكز خاصة بهم وحتى في الترويج لتفاهاتهم كما حصل بنشر ملصقاتهم تلك في التحذير من المشاركة بالانتخابات العامة البريطانية وتكفيرهم للمشاركين وهو دلالة مصطلح (الشرك) الذي استخدموه،

وبالرغم من ذلك لهم حق التعبير وهذه تشريعات من صنع قوانين الأنسان! لو اعتدى عليهم احد او شتمهم (رغم استحقاقهم لذلك) فسيتم محاسبة المعتدين بتهمة العنصرية وفق تشريعات صارمة من صنع الأنسان! يتجولون بشوارع نظيفة وحدائق خلابة ونظام سير ومرور مميز من صنع الأنسان!

هم قدموا لبريطانيا أما طالبي لجوء انساني أو سياسي وكثير منهم احتال وافترى لينال هذا الحق! منهم طلبة جاء لطلب العلم في ارقى جامعات العالم في بريطانيا، ومنهم من جاء ليعمل بالتجارة في ارض ترعى حقوق العمل.

ماذا يتصورون بترويجهم لتلك الملصقات التي تثير الكراهية على الدين الأسلامي؟ ولماذا هذا التشويه المتكرر بأسم الأسلام؟!

في بريطانيا كما في غيرها من البلدان، هنالك سلبيات وايجابيات من الممكن التعاطي معها، والسياسيين انفسهم في هذه البلاد يتجادلون ويتناقشون ويطعنون ويبقى في اطار السياسة. لماذا لا يناقشون هؤلاء السياسة ويشكلون حزباً سياسياً خاصاً بهم ويكفوا عن لصق تفاهاتهم بالدين الأسلامي ويستهدفون عرفاً دولياً سامياً مثل الأنتخابات ويكفوا عن لصق ما ينشرون بأسم الأسلام! لا اعرف لماذا يستمرون هؤلاء بالعيش في هذه البلاد التي قوامها (الشرك) كما يزعمون؟! لماذا لا يذهبون للعيش في المملكة العربية السعودية أو افغانستان حيث –وكما هو معروف- هي بؤرة ومصدر الهام هذه المجاميع؟!

لا غرابة أن يتنعم الحاكم في الخليج بسلطة صارمة واستحواذ على كرسي العرش قروناً يتوارثونها ويبطشون بها ما دام أمثال هؤلاء ورجال دينهم هم كبار رجال الدين هناك. لذلك قرب رجال السلطة في تلك البلدان رجال الدين امثالهم وعدوهم مفتين واصحاب مدارس فكرية. كيف لا؟! وهي تمدهم بالدعم المذهل أن يبقوا في السلطة رغم انف الشعوب فاختيار الحاكم أو الأنتخابات شرك.

الشرك كما هو معروف في الأسلام هو أعظم كبائر الذنوب وترتيبه الأول من حيث الكبائر، وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

10986174_1624082891182700_26575572257372

ماذا يرتدي المحامي ملابس سوداء؟

في عام 1791 في فرنسا كان أحد القضاة الفرنسيون جالسًا في شرفة منزله فشاهد بالصدفة مشاجرة بين شخصين إنتهت بمقتل أحدهما وهرب الشخص القاتل،

فأسرع أحد الأشخاص إلى مكان الجريمة وأخذ القتيل وذهب به إلى المستشفى لإسعافه ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة ومات،

فاتهمت الشرطة الشخص المنقذ وكان بريئًا من هذه التهمة، وللأسف فقد كان القاضي هو الذي سيحكم في القضية، وحيث أن القانون الفرنسي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن، فقد حكم القاضي على الشخص البريء بالإعدام على الرغم أن القاضي نفسه هو شاهد على الجريمة التي وقعت أمام منزله ؛

وبمرور الأيام ظل القاضي يؤنب نفسه المعذبة بهذا الخطأ الفادح، ولكي يرتاح من عذاب الضمير، اعترف أمام الرأي العام بأنه أخطأ في هذه القضية، وحكم على شخص بريء بالإعدام، فثار الرأي العام ضده واتهمه بإنه ليس عنده أمانة ولا ضمير ..

وذات يوم أثناء النظر في إحدى القضايا وكان هذا القاضي هو نفسه رئيس المحكمة، فوجد المحامي الذي وقف أمامه لكي يترافع في القضيه مرتديًا روبًا أسودًا ..

فسأله القاضي: لماذا ترتدي هذا الروب الأسود؟

فقال له المحامي: لكي أذكرك بما فعلته من قبل وحكمت ظلمًا على شخص بريء بالإعدام!

ومنذ تلك الواقعة وأصبح الروب الأسود هو الزي الرسمي في مهنة المحاماة ومن فرنسا انتقل الى سائر الدول في العالم أجمع.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

الحجاب وعمر بن الخطاب (1)

محمود جمال

خرجت امرأة مُخْتَمِرَةٌ مُتَجَلْبِبَةٌ، فقال عمر: مَنْ هذه المرأة؟ فقيل له: هذه جارية لفلان- رجل من بنيه- فأرسل إلى حفصة (ابنته) فقال: من حملك على أن تُخَمِّرِي هذه المرأة وَتُجَلْبِبِيهَا وتشبهيها بالمحصنات، حتى هممت أن أقع بها لا أحسبها إلا من المحصنات؟ لا تشبهوا الإماء بالمحصنات. البيهقي في السنن الكبرى. وكان عمر إذا رأى أَمَةُ "مُختَمِرة" ضرَبها وقال: أتتشبهين بالحرائر؟! ابن تيمة في مجموع الفتاوي. وكان عمر رضِي الله عنه إِذا رأى أمة قد تقنعت وتجلببت علاها بِالدرةِ، ويقول: أتتشبهين بالحرائر؟! السمعاني في تفسيره.

والمعروف عن عمر أنه ضرب أمة رآها مُقنعة وقال اكشفي رَأسك وَلَا تتشبهي بالحرائر أخرجه عبد الرَّزَّاق بإسناد صحِيح. ابن حجر في الدراية. وقال أنس بن مالك: مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة، وقال: يا لَكَاعِ أتتشبهين بالحرائر، ألقي القناع. البغوي في تفسيره. وفي رواية أخرى: وكان عمر إذا رأى أمة مقنعة علاها بالدرة وقال: ألقي عنك الخمار أتتشبهين بالحرائر يا دَفَارُ؟!

إذن فالفاروق- رضي الله عنه- لم يكن يكتفي بنهي الإماء عن تغطية الرأس أو ارتداء ما يُعرف في زماننا بالحجاب، بل كان يضربهن، بل ويسبهن ويستحقرهن، فكلمة لكاع كما يقول الخازن حرفيا: تقال لمن يستحقر به مثل العبد والأمة والخامل والقليل العقل، مثل قولك يا خسيس.[1] وهو الأمر الذي يؤكده صاحب بيان المعاني حين يقول: لعلمه أنها ممتهنة خسيسة مملوكة. أما كلمة دفار تعني يا نتنة أو يا منتنة!

وإذا سألنا، لماذا كان عمر لا يتهاون في هذا الأمر؟ ولماذا كان ينهي ويسب ويضرب من تغطي رأسها من الإماء؟ فيجيبنا الخطيب الشربيني بالقول: إنما فعل ذلك خوفا من أن تلتبس الإماء بالحرائر، فلا يُعرف الحرائر، فيعود الأمر كما كان. [2]

فما هو ذاك الأمر الذي كان؟

يجيب الواحدي النيسابوري عن هذا السؤال في تحديده لسبب نزول الآية فيقول: كان قوم من الزُّناة يتَّبعون النساء إذا خرجن ليلا، ولم يكونوا يطلبون إلاَّ الإِماء، ولم يكن يومئذ تُعرفْ الحرَّة من الأمة لأنَّ زِيَّهُنَّ كان واحدا، إنما يخرجون في درع وخمار، فنهى الله سبحانه الحرائر أن يتشبَّهنَّ بالإماء وأنزل قوله تعالى: "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ". أَيْ: يرخين أرديتهنَّ وملاحفهنَّ ليُعلّم أنهنّ حرائر، فلا يُتعرض لهنَّ وهو قوله: "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يؤذين وكان الله غفورا..". [3]

ونجد الإجابة نفسها عند الطبري حين يُفسر الآية بما نصه: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين: لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن. ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهنّ؛ لِئَلَّا يَعْرِضَ لَهُنَّ فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول. وفي موضع آخر عند المفسر نفسه نقرأ: وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء. كما نقل الطبري عن مجاهد ما نصه: قوله (يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) يتجلببن، فيُعلم أنهن حرائر، فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.[4]

ومن تفسير الثعلبي نورد هذا النص: نزلت في الزّناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتّبعون النساء إذا تبرّزن بالليل لقضاء حوائجهنّ، فيرون المرأة فيدنون منها، فيغمزونها، فإن سكتت اتّبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها، ولم يكونوا يطلبون إلّا الإماء، ولم يكن يومئذ تعرف الحرّة من الأمة ولأنّ زيّهن كان واحدا، إنّما يخرجن في درع واحد وخمار، الحرّة والأمة، فشكون ذلك إلى أزواجهنّ فذكروا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه. فأنزل الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ.. ثمّ نهى الحرائر أن يتشبهنّ بالإماء، فقال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ أي يرخين أرديتهن وملاحفهن فيتقنّعن بها، ويغطّين وجوههن ورؤوسهن ليعلم أنّهنّ حرائر فلا يتعرّض لهنّ ولا يؤذين.[5]

ومن تفسير السمعاني نقرأ: أَن المدينة كانت ضيقة المنازل، وكان النساء يخْرجن إِلَى الْبَوَار بالليالي لقضاء الحاجات، وكان قوم من المنافقين والفاسقين يرصدونهن ويتعرضون لهن، فَمن كانت عفيفة منهن صاحت وتركوها، وَمن كانت غير عفيفة أعطوها شيئاً وواقعوها.[6]

إذن فالمدينة في زمن الرسول كانت تواجه مشكلة "حضارية" فرضها عليها نصيبها الشحيح من التمدن؛ وهي مشكلة عدم وجود حمامات داخل المنازل، الأمر الذي كان يستدعي خروج النساء ليلا لقضاء الحاجة، وهو الخروج الذي كان يستتبعه التحرش بهن من قبل الرجال، رغبة في ممارسة الزنا، الذي كانت تمتهنه الإماء على وجه التحديد.

إذ ذاك وبعد شكوى الأزواج لرسول الله، نزلت الآية لتوصي الحرائر بارتداء زي معين يميزهن عن الإماء، ومن ثم يجنبهن التحرش ودعوات ممارسة الزنا في مجتمع يصر التبجيليون على وصفه بالمثالية!

لهذا السبب رأينا عمر بن الخطاب لا يتهاون مع أي أمة تغطي رأسها، بل كان يعنفها ويسبها ويضربها، رغم أنها لم ترتكب كبيرة ولم تقترف إثما، وهو الأمر الذي لفت انتباه قدامى الفقهاء، وتساءلوا على إثره، كيف يضرب عمر بن الخطاب إحداهن إذا غطت رأسها، بينما المعروف أن التَّعْزِير يكون على ارتكاب المحظورات والمحرمات؟

وكان الجواب: إنما فعل ذلك لأن الفساق إذا تعرضوا للحرائر كان ذلك أشد فساداً، والتعرض للإماء دون ذلك في الفساد، ففعل ذلك لئلا يَجِبَ الأول فيكون فيه تقليل الفساد. وهي إجابة طبقية بامتياز، وتؤكد أن الغرض من وراء تغطية الرأس لم يكن سوى التمييز الطبقي بين الحرة والأمة، ولم يكن للفتنة أو الغواية صلة بالأمر من قريب أو من بعيد. وهي أيضاً، كما وهو واضح، إجابة لا تبالي إذا ما تعرضت الأمة للتحرش ودعوات ممارسة الزنا، بينما يختلف الوضع مع الحرة.

الآن يجب علينا أن نسأل: لماذا عمر بن الخطاب بالذات؟ أعني: لماذا لم نر من الصحابة غير عمر يهتم بتلك المسألة كل هذا الاهتمام للدرجة التي دفعته، وهو في نهاية الأمر رجل عربي، أن يضرب النساء مرارا وتكرارا؟

يتبع

عن موقع دوت مصر

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

[الوطن الممزق بين إسلام الوهابية والمسيحية الأصولية [1

Posted on May 18, 2015 by civicegypt

أرنست وليم

ليس عجيبا ان ينضم الغلاة من المسلمين – السلفية الوهابية الجهادية الداعشية (والأزهر في ثوبه الجديد) – مع الوعاظ المسيحيين والمبشرين الجدد من الأقباط ، ويصطفوا خلف تصور واحد لما هو الإسلام.. ليس عجبا عندما ندرك أن هذا التصور المشترك يحقق لكل منهما القاعدة التي عليها يمكنه بلوغ غايته..

فكلاهما يقول أن الإسلام يعني قتل المخالفين في الدين من الكفار ووضع الجزية على أهل الذمة وجواز نكاح الطفلة السمينة بعقد ومفاخذة الرضيعة بلا حرج ، وإعادة اسواق العبيد وشراء السبايا بغير ضابط ولا رابط غير القدرة المادية ، وتحطيم التراث والآثار وحرق الكتب في الميادين وتطبيق الحدود في الشوارع حرق وتصليب وبتر للأطراف من خلاف………….. إلى أخره

كلاهما ينطلق من ذات الفرضية المؤسسة وكأنها مسلمة غير قابلة للنقاش ولكن كلاهما يستخدمها توظيفا لغرض ولكي يصل لنتائج تخدم رؤيته وتحقق مأربه..

* الإسلام السلفي الوهابي يتصور أن ذلك كان العصر الذهبي للإسلام عصر الزهو والعزة والرفعة والدرجة العالية لخير أمة أخرجت للناس فأذلت كل معاند جبار بأعداد العدة من قوة ورباط الخيل ترهب به عدو الله وعدوهم ويد الله فوق أيديهم..

فالنتيجة المنطقية هي العودة لذات الوسائل القديمة لبلوغ الغاية المرجوة وهي استعادة عصور القوة والمجد والفخر……

فالعالم عالمان عالم الكفر وعالم الإيمان ومن ليس على نهجنا فالسيف جوابنا..

* المبشرين الجدد بعد تأكيدهم للخطاب الوهابي المتطرف يقولون أنظروا ما يسمونه العصر الذهبي وهو ليس أكثر من عصر همجي ، ليس زهوا وعزا ورفعة ودرجة عاليه بل خزيا وضعة وعارا على البشرية.. فالحق لا ينشر بالسيف بل بالإقناع والمحبة وعمل الروح القدس…

النتيجة المنطقية التي يصلون إليها هي إذا إن لم نحرق هذا القرآن ونمحو الإسلام من الوجود فلن تعرف البشرية حياة آمنة في سلام وتقوى…….

فالعالم عالمان عالم البشر بدون إسلام وإلا فالهمجية لا تنتهي والسلام مع الإسلام غير محقق بل ومستحيل……….

*** وعلى ذلك فإن خرج عليهم صاحب مقال ينقد هذه الفرضية ويشكك فيها.. وجد نفسه في مواجهة سهام وتقريع وتسفيه كلا الطرفين:

* فريق المتسلفة الوهابية يتهمونه بالكفر والخرج عن الدين والتشكيك في ثوابت العقيدة ويطالبون بتطبيق الحد عليه عند المقدرة أو التعريض والتشهير به بكل اشكال القتل المعنوي لقطع لسانه وإخراسه – مصادرة كتب إغلاق برامج ملاحقة قضائية…………إلى أخره وإلى أن يأتي شاب يفتأت على السلطان في أقرب فرصة فوضه تقع فيها البلاد فيتم التخلص منه فعليا…

* وفريق الأصولية المسيحية التبشيرية سيصفه بالجهل والتضليل والغباء ومحاولة تقديم الفسيخ على أنه شربات.. وأنه يتمحك لأنه خوار العزيمة جبان لا يجرأ على الاعتراف بالحقيقة الظاهرة للعيان وهي أن كل همجية في الإسلام حقيقة وكل محاولة لنفي ذلك تضليل… والحق الواضح الجلي هو في قبول المسيح ربا والمسيحية هي بانية الحضارة والرقي وهي مرادف الإنسانية والأخلاق…

فلننظر للقضية من منطلق برجماتي – ونترك تحليل هذا الفرضية وما بني عليها موضع الدراسة ولنكشف عن حجم المغالطات الرهيبة التي تخالف النصوص والمنطق وتهدر القراءة المحايدة الموضوعية للتاريخ كشاهد على بطلان دعوى كلا الفريقين – ولذلك كما قلنا تعالوا ننظر في هذا المقال فقط للمنفعة العامة ومصلحة الوطن وتحقيق أكبر قدر من السلم الاجتماعي من خلال دولة المواطنة الكاملة الغير منقوصة..

لنقول على اساس صحة هذه الفرضية – وهي أن الإسلام خلافة (امبراطورية) – وجزية وسبايا وقتل وإكراه على الدين ونفترض فرضا أن اليهودية في عصر الكابيين وخاصة في عصر يوحنا هرقانس أواخر القرن الثاني ق.م لم تعرف هذا مطلقا ولا هم أجبروا الجليليين ولا الأدوميين على التهود جبرا والختان غصبا – والمسيحية بعد أن صارت المسيحية هي الديانة الرسمية الوحيدة المعترف بها وما سواها كان يعاقب عليه القانون وتصادر أموال من ابتغى غير المسيحية دينا على مذهب الإمبراطور وليست مسيحية أخرى كافرة.. أما الهراطقة فسنفترض أنهم عاشوا بحرية كاملة ولم تحرق كتبهم ولا شردوا ولم يحرق شخص واحدا حيا بسبب معتقده في الإمبراطوريات او الممالك التي أدعت المسيحية.. ولم نسمع أبدا عن قتل الساحرات، بل أن الحروب المقدسة الصليبية مجرد وهم وخيال لا صلة لها بالتاريخ، والكنيسة بطبيعة الحال يستحيل أن تبارك هذه الحروب أو تشجع عليها ولا يمكن لرهبان أن يشكلوا فرق محاربين أكلوا لحوم بشر من المسلمين ، فالهسبيتاريين “فرق القديس يوحنا ” لم يوجدوا مطلاقا ،والتومباليه “خدام المعبد” مجرد توهمات عقول مريضة تريد أن تساوي بين تاريخ الإسلام القذر الدموي بالتاريخ المقدس الوضاء المسيحي.. والتيوتون (فرقة الرهبان الجرمانية) لم تكن تحارب بل تضمد الجراح وتبكي بحرقة أمام المنكل بهم… أليسوا رهبانا أليسوا مسيحيون؟!! فهم بالتأكيد لا يعرفون لا قتلا ولا ذبحا…. خرافات

بل والتاريخ القبطي المسيحي في الفترة القصيرة التي صارت لبطاركة الإسكندرية الكلمة العليا أي في عصر البابا ثؤفيلس البابا 23، والبابا كيرولس (24) عمود الدين.. لم يهدموا هياكل على رؤوس أصحابها ، ولم يطردوا يهودا من المدينة ونهب كل متاعهم في ليلة واحدة.. ولم يحرقوا كتابا ولا بشر… أما عن هيباتيا فلم توجد أصلا وإن وجدت فهي العاهرة الساحرة الفاجرة السافلة الوقحة الفاتنة التي تستحق ما لم يفعله الرهبان القديسين الزهاد من الأرثوذكس بها.. بل حاولوا جاهدين حمايتها من الرعاع من اليهود والوثنيين ولكن وللأسف لم يفلحوا فأقاموا لها حفل تأبين على أمواج البحر الأبيض المتوسط..

فقد كان تاريخ الكنيسة الناصع البياض طوال 1500 سنة من القرن الرابع إلى الثامن عشر تاريخ علم وطب وفنون وتماثيل من ذهب للرواد والأدباء… نترك كل ذلك ونتجاوزه بقضه وقضيضه.. ولنفترض أن الإسلام عقيدة وتاريخ كان فجورا في فجورا.. والأندلس لم توجد فيها حضارة عاش فيها ثلاث أديان في تناغم وانسجام لم تعرفه أوربا المسيحية إلا بعد هذا التاريخ بأربع قرون…. والذي كان بمقاييس العصر تسامح لم تعرفه البشرية منذ سقوط الإمبراطوريات الوثنية المتسامحة جدا في موضوع حرية العقيدة..

سنفترض أن العقيدة الإسلامية فاسدة والتاريخ دموي وحشيي ليس فيه نقطة بيضاء واحدة.. نفترض ذلك جدلا ونقول.. يا أهل الخير من عقلاء حكماء بشر، كما نعرف نحن عن البشر أنهم يريدون أن يعيشوا في سلام ويستحيل هدم دين من الأديان أصبح أعداد أتباعها أكثر من مليار بل حتى الاديان التي لا يجاوز تعدادها الآلاف لا يمكن القضاء عليها… نعم حدث في الماضي عندما قضت المسيحية على الديانات الأوزيرية والأيذيسية والمثراتية والديانات الشرقية بكل أطيافها حتى المانوية ولكن بالتصفية الجسدية.. الآن هذه التصفية الكاملة مستحيلة فعيشوا معنا على الأرض ارجوكم… ولا تجعلوا من تدينكم نقاب يحولكم لأنعام ثرثارة..

فإن خرج علينا مَن يقول أن الإسلام دين سلام ، ولكم دينكم ولي ديني ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، فلست عليهم بمسيطر… ولا حد ردة في الإسلام والأصل في الحدود العرف والزمن.. والحرب جهاد دفع غير باغين.. والمسلمين لم يهدموا الكنائس وبيع يذكر فيها اسم الله.. وأن الأصل في الدين تحقيق مقاصد تتفق عليها كل الأديان بل هي ذاتها حقوق الإنسان فالإسلام لم يأمر بالرق بل عتق الرقاب ، ولا بحرق الأسير بل معاملته كضيف مكرم كالغريب وأبن السبيل تجوز فيه الصدق لو أحتاج حتى يعاد مكرما إما منا وإما بمبادلة أسرى.. ولهم ما لهم وعليهم ما علينا.. ودولة المواطنة والمدنية بل والعلمانية التي لا تعرف بابوية ولا كهنوت هي ما كان الإسلام يرنوا له ولكن العصور الغابرة ما أدركته فهنيئا لنا نحن به.. ومازال عطاء الإسلام متجددا في اتجاه مزيد من الخير والحقوق والإنسانية…

فهل تقول له أنت، أيها المواطن المصري مسلما كنت أم قبطي أم لا ديني أو حتى ملحد…. لا هذا ليس اسلاما…؟؟؟؟

أن كان ليس هذا الإسلام ما تريد فأي اسلاما تريد؟؟… أم تظن أنك مع المخرفين المتعصبين من أصحاب دعاوى التبشير والتنصير أنكم قادرين على القضاء على الإسلام بالانضمام بالترويج والتخويف إلى معسر الوهابيين في الصورة التي يريدون تصديرها للإسلام؟؟؟.. ثم هذه النظرة الفريسية المتعالية في صلفة باسم امتلاك الحقيقة المطلقة والشعور بالزهو والفخر المذموم بشكل يجعل من هذا المدعي موضع للاستخفاف والكراهية…

الحمد لله أن النسبة الغالبة من الأقباط المهتمين بدولة المواطنة هم بقلوبهم مع تجديد الخطاب الديني في اتجاه تنقية التراث من شوائب عصور لها خصوصياتها.. وطرح قرآن لا يجعل من آيه السيف ناسخة لأكثر من 122 آية فيها الرحمة والسلم وحسن المعشر والجوار والتعايش.. بل تصير آيات الجهاد في اتجاه جهاد الدفع والجهاد الأعظم يبقى جهاد النفس.. فالدين لا يكون إلا بمكارم الأخلاق وكان الرسول على خلق عظيم فلتكن لكم في نبيكم قدوة حسنة..

كفانا الله شر خطاب المتسلفة الوهابية والأصولية التبشيرية المسيحية… فهم يريدونا نعيش في مصر داعشية لحصاد ملعون في كل كتاب.. فهم ألسنة ببغائية بنتائج كارثية

[1] المقصود هنا بالأصولية المسيحية ليس فقط المذاهب البروتستنتية التي ظهرت في أواخر القرن 19 في امريكا… بل كل منهج فكري قائم على القراءة الحرفية لنصوص الكتاب المقدس ووجوب اتباعها أولا على المستوى الحياتي الأخلاقي ولو خالفت كل ما نعرفه من مفاهيم مرتبطة بالحقوق والواجبات الإنسانية المتغيرة… ثانيا على المستوى المعرفي العلمي ولو خالف النص العلم صراحة يبقى النص وتفسيره الحرفي الغير متغير هو الصحيح وباقي العلوم باطلة كاذبة بل شيطانية..

وهذا المذهب أو المنهج الأصولي مرتبط أيضا بالتبشير ويتخذ من القراءة الغير محايدة – تأويل تبريري للكتاب المقدس في مقابل تأويل اتهامي للنصوص المخالفة – أداته وسلاحه لمجد اسم المسيح..

وكما يسهل تعريف الشيء بنقيضه نقول أنه على عكس الاتجاه المعاصر للكنيسة الكاثوليكية ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يستطيع أن يستوعب بسهولة أن الأديان وسائل مختلفة يمكن للبشر من خلالها أن ينالوا الخلاص.. وأن المسيح لو أُحسن تقديمه فهو بركة للعالمين….

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انظر وراءك فى غضب



بقلم مى عزام



«انظر وراءك فى غضب» عنوان لمسرحية كتبها الإنجليزى الراحل جون أوزبورن عام ١٩٥٦، عقب فترة تحولات قيمية واجتماعية عاشتها الشعوب الأوروبية بعد حرب مجنونة دمرت الأخضر واليابس، وتركت ملايين الضحايا حول العالم، جعلت المبدعين والمفكرين يشعرون بعبث الوجود ولا معقولية حياة تطلب الموت من أجل الحياة، وبدأت صيحات الغضب والتمرد على هذا المجتمع فى كسر السائد، والخروج على المألوف بمنظومة فنية تكسر الجمود وتثور على الواقع. تذكرت عنوان هذه المسرحية وأنا أشاهد التليفزيون، وأتنقل بين القنوات الفضائية المصرية والعربية، وأجد الجماهير تنظر وراءها بغضب يعميها عن الفصل بين الصواب والخطأ، فلا يوجد عصر معصوم من الخطأ حتى عصور الرسل لم تسلم من الوقوع فى الأخطاء، المهم أن نستفيد من أخطاء الماضى ولا نحولها لمندبة تعوقنا عن النظر للمستقبل.


وفى الأساطير القديمة وحكايات ألف ليلة وليلة تجد دائماً نصيحة وتحذيراً من حكيم الزمان، عندما تسير فى طريق حصولك على مرادك لا تنظر وراءك، مهما سمعت من جلبة ومهما شعرت بفضول لا تنظر وراءك. استوقفنى دائماً هذا التحذير الذى تجده فى كل النصوص التى تعتمد على حكمة وخبرة الشعوب وبكل اللغات.


لماذا النصح وأنت تبحث عن ضالتك المنشودة بألا تنظر وراءك؟ ماذا يوجد وراء الإنسان ويعوقه عن السير قدماً؟


خلفنا ما تركناه ولا يمكننا استعادته: ماضينا الذى يعوقنا أحياناً كثيرة عن استكمال مسيرتنا نحو المستقبل، يكبلنا بالمخاوف والألم والأمل الكاذب فى استعادته من أجل تغييره وكأنه يمكننا ذلك.


النسيان على حد قول الفيلسوف الألمانى نيتشه هو فعل إنسانى جدا، وقدرة إيجابية بالمعنى الدقيق للكلمة، قدرة تغلق من آن لآخر أبواب الوعى ونوافذه فتحول دون تدفق الماضى، وسعيه لأن يحضر ويحيا ويتطابق، ولأن الشعوب العربية محاصرة بالماضى، تفر منا اللحظة ولا نستمتع بشبق تخيل المستقبل وهو يعانق الأفق. نعيش الماضى بأحداثه التى لا نستطيع محوها أو تغييرها فتثقل كاهلنا، نسير بعبء حملها أينما ذهبنا، نتحول لجثث تحمل رائحة الموت وشواهد القبور.


بالنسبة لشخص عادى مثلى لا يفهم كثيراً فى تفاصيل النظريات العلمية فإن عبقرية أينشتاين تتمثل لى فى تنبيهنا لبعد الزمن باعتباره البعد الرابع بعد الطول والعرض والارتفاع التى درسناها فى الهندسة فى طفولتنا. الزمن عند أينشتاين ثابت كالأضلاع الثلاثة السابقة، ونحن المتحركون.


تخيل معى الزمن شريط قطار ممتداً من الأزل وإلى الأبد، النقطة التى نتجاوزها تصبح ماضياً، والتى نقف عندها حاضر، والتى سنخطوها مستقبل، ثلاث نقاط متقاربة جداً لكنها تختلف فى سيطرتك عليها، فالنقطة التى تركتها للتو لا سلطان لك عليها وليست موجودة إلا فى ذاكرتك، التى تقف عندها تملكها والقادمة تملكك.


ولكن هل معنى دعوتى لعدم النظر إلى الخلف وعدم استبقائنا الماضى أن ننساه أو نتجاهله، أو ندخل المستقبل دونه؟ بالطبع لا، فالماضى هو ذاكرتنا التى تصوغ خبراتنا فى الحياة. لو دخلنا الحاضر دون ماضٍ فهذا معناه أننا مسحنا علمنا ومعرفتنا. الماضى خبرة والحاضر تجربة والمستقبل إبداع، فيجب ألا نغلب خبرتنا ونستعيض بها عن التجربة، وأنا أشعر الآن بأننا نصادر على كل رأى مخالف أكثر من فترة النظام الفاسد السابق أو بنفس المستوى. تقبل الآخر هو أول الطريق لصياغة مستقبل سياسى صحى ومنتج ومثمر لمصر، ولكننا للأسف لم نتعلم من دروس الماضى.


كيف سنواجه المستقبل دون تعلم؟ هذا شرط التعامل مع الماضى أن يكون عوناً لك وليس عبئاً عليك، إنه مرحلة لا يجوز القياس عليها ولكن فقط الاستعانة بها فى وضع قياسات جديدة لحاضرك ولمستقبلك. علينا ألا نهمل خبرات الماضى، لكن ليس إلى حد تحولها إلى «تابوه» يجعلنا نفتقد طزاجة المستقبل.

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

من تاريخ الدولة السعودية الأولى: عندما زعم محمد بن عبد الوهاب أن آيــته من الله الجراد

الأربعاء | 20-05-2015 - 02:08 مساءً 951 0

من تاريخ الدولة السعودية الأولى: عندما زعم محمد بن عبد الوهاب أن آيــته من الله الجراد

رام الله - وطن للأنباء: في بلدة العيينة أنجب عبد الوهاب بن سليمان قرقوزي عدداً من الأولاد أحدهم من عرف باسم «محمد». وسار محمد بن عبد الوهاب على نهج والده في الدجل والشعوذة. فطرد من نجد وسافر إلى العراق، وطرد من العراق، وسافر إلى مصر، وطرد من مصر فسافر إلى الشام، وطرد من الشام فعاد إلى حيث بدأ إلى العيينة؛ إلا أنه اصطدم بحاكمها عثمان بن معمر آنذاك. ووضعه عثمان تحت الرقابة المشددة لكنه أفلت وسافر إلى الدرعية، وهناك التقى بحاكمها محمد بن سعود الذي أصبح أميراً وإماماً على تلك البلدة. فوافق الحذاء القدم، وتعاقد الاثنان على المتاجرة بالدين. وكان الاتفاق كالآتي: يكون «لأمير المؤمنين محمد بن سعود» (الطرف الأول) وذريته من بعده، السلطة الزمنية، أي الحكم.

ويكون «للإمام» محمد بن عبد الوهاب (الطرف الثاني) وذريته من بعده السلطة الدينية، أي الإفتاء، والتكفير، وقتل كل من لا يسير للقتال معهم، ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل كافة الرافضين للدعوة، والاستيلاء على الأموال. وهكذا تمت الصفقة. فسمي الطرف الأول باسم «إمام المسلمين»، وسمي الطرف الثاني باسم «إمام الدعوة» (...).

وسارت شركتهما على هذا النحو الفاسد. وكانت بداية أعمالهما الإجرامية إرسال شخص مرتزق إلى ادهام بن دواس حاكم الرياض (قرية العارض آنذاك) لاغتياله. فاغتالوه، وبذلك استولوا على العارض. ثم أرسلوا بعض المرتزقة ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد إلى عثمان بن معمر حاكم بلدة العيينة فاغتالوه أثناء أدائه صلاة الجمعة.

وقد جاء في الصفحة 97 من كتاب أصدره آل سعود وآل الشيخ بعنوان «تاريخ نجد» [نقله الشيخ حسين بن غنام، من رسائل محمد بن عبد الوهاب، وأشرف على طباعته عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي «الديار السعودية» (من سلالة الشيخ عبد الوهاب) التالي: «يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب إن عثمان بن معمر مشرك كافر، فلما تحقق أهل الإسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة. وجاء محمد بن عبد الوهاب إلى العيينة فعيّن عليهم مشاري بن معمر وهو من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب».

هكذا قال آل سعود وآل الشيخ في كتابهم نقلاً عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ولست أعرف كيف يكون حاكم العيينة مشركاً كافراً وهو مقتول في مصلاه بالمسجد ويوم الجمعة!

(...) وفي الصفحات 98 و99 و100 و101 من الكتاب المذكور يوضح محمد بن عبد الوهاب أن جميع أهل نجد من دون استثناء (كفرة تباح دماؤهم ونساؤهم وممتلكاتهم. والمسلم هو من آمن بالسنة التي يسير عليها محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود) لكن أهالي العيينة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، فثاروا عليهما. فما كان من الوهابيين إلا أن دمروا العيينة تدميرا شاملاً عن آخرها. هدموا الجدران، وردموا الآبار، وأحرقوا الأشجار، واعتدوا على أعراض النساء، وبقروا بطون الحوامل منهن، وقطعوا أيادي الأطفال وأحرقوهم بالنار، وسرقوا المواشي، وكل ما في البيوت وقتلوا كل الرجال (...) وكانوا يريدون بجرمهم هذا إيقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان الأخرى ليسهل استيلاؤهم عليها، وهكذا بقيت العيينة وما زالت خراباً منذ عام 1163 هـ حّتى يومنا هذا.

(...) وليس هذا الجرم السعودي هو المضحك المبكي فقط، وإنما الكذب الذي لا يصدقه حتى الأطفال. فقد قال محمد بن عبد الوهاب «أن الله سبحانه وتعالى قد صبّ غضبه على العيينة وأهلها وأفناهم تطهيراً لذنبوهم، وغضباً على ما قاله حاكم العيينة عثمان بن معمر. فقد قيل له بأن الجراد آت إلى بلادنا ونحن نخشى من أن يأكل زراعتنا. فأجاب ساخراً من الجراد: «سنُخرج على الجراد دجاجنا فيأكله». وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم من الجراد، وهو آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها، ولهذا أرسل الله الجراد على بلدة العيينة فأهلكها عن آخرها!».

هكذا زعم آل سعود، وتجار دينهم في كتبهم الصفراء أنّ الجراد هو الذي أكل العيينة مستهترين بعقول القراء والشهود والمستمعين. فكيف يأكل الجراد الجدران والرجال، ويأخذ ما تبقى رقيقاً؟! وكيف يهدم الآبار؟! وكيف يعتدي «الجراد» على النساء ويبقر بطون الحوامل منهن ويأخذ البقية ليفسق بهن؟! أهذه الجرائم تفعلها حشرات الجراد؟ الجراد الذي تتمنى الغالبية العظمى من شعبنا أن يراه، وينتظر مواسمه بفارغ الصبر ليعيش منه، ويختزن ما أمكن ليقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما يقتات به؛ اللهم إلا الأعشاب. فكيف يصبح الجراد بعد ذلك «آية يرسلها الله» غضباً من ابن معمر؟!

(...) وثار أهالي نجد لمقاومة دعوة الوهابيين. وقاومها أهالي العارض وبريدة وزلفي والرس ووادي الدواسر وسدير والمجمعة وعنيزة وشقرا ووشيقر ومناطق القصيم والسر والوشيم وحائل... ووقف كل رجال الدين الصالحين بوجهها، ووقف الشعراء الذين هم أجهزة الاعلام والدعاية في ذلك الوقت، وثارت ضدها معظم القبائل (...) وفي طليعتهم العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر وقحطان والدواسر وبني يام ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني هاجر وغيرهم...

وقد روى حافظ وهبه المستشار السعودي في كتابه «جزيرة العرب» عن الملك عبد العزيز (المتوفى سنة 1953) فقال: «قال عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود: لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها. وكان جدي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير، فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون لإطلاقهم. ولكن سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء، ثم أحضر الغداء، ووضع الرؤوس فوق الأكل، وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلوا من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم. ولمّا رفضوا الأكل، أمر سعود الأول بقتلهم».

ويقول حافظ وهبه في كتابه «جزيرة العرب في القرن العشرين»: «لقد قصّ الملك عبد العزيز هذه القصة على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل ان يقتله عبد العزيز، ليبيّن لهم أنه سيقتلهم أيضاً، إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش».

وفي عام 1765م (1178 هـ) اتفق أهالي نجران وقبيلتا العجمان وبني خالد وتحالفوا على مقاومة الاحتلال السعودي. فيسير جيش نجران بقيادة السيد حسن بن هبة الله، ويسير بنو خالد والعجمان من الاحساء بقيادة حاكمها آنذاك عرعر الخالدي. (...) وبالفعل سارت جموع بني يام من نجران والاحساء، ولكن السيد حسن هبة الله وصل بأهالي نجران إلى ضواحي الدرعية قبل وصول العجمان وبني خالد. وتمكن أهالي نجران وحدهم من سحق الجند السعودي، واختفى محمد بن سعود. وكاد ينتهي أظلم وأقذر حكم دخيل في جزيرة العرب على أيدي أهالي نجران الأبطال لو لم يلجأ محمد بن عبد الوهاب للمكر والخداع رافعاً راية الصلح على أن يقف أهالي نجران عند حدهم، ويمتنعوا من دخول الدرعية، وأن يسلموا ما تحت أيديهم من الأسرى السعوديين، ويتعهد كل من محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود بدفع عشرة آلاف جنيه ذهب كتعويض لهم عن رحلتهم هذه، وأن لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب حدود الدرعية، وأن لا يرفعا راية هذه الدعوة السعودية الباطلة مرة أخرى. وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران. وهكذا جرى الاتفاق حرفياً بين أبناء يام ومحمد بن عبد الوهاب الذي اعترف في آخر جملة من الاتفاقية ببطلان دعوته أمام أهالي نجران. وما إن وصلت جموع قبائل العجمان وبني خالد من الاحساء حتّى فوجئوا بهذا الصلح غير المرضي لهم لكنهم اضطروا لقبوله تمشياً مع ما اتخذه أبناء عمهم من نجران. وهكذا فشلت أول خطة رمزت إلى قوة الاتحاد بين جنوب الجزيرة وشرقها، ولم يكن سبب فشلها إلا التصرفات الفردية للشيخ حسين بن هبة الله. ولولا ذلك لقضي على الوجود السعودي الوهابي...

وقد تسبب حصار الدرعية بوفاة محمد بن سعود، فمات بعد سبعة أشهر من ذلك الحادث، في عام 1766م (1179هـ). وتولى أكبر أولاد محمد بن سعود، وهو عبد العزيز منصب والده، وسار على خطه في تأييد فتاوى محمد بن عبد الوهاب شيخ الدعوة. (...) وكان عبد العزيز بن محمد بن سعود قد تزوج ابنة محمد بن عبد الوهاب، فامتزج النسب ببعضه أكثر من ذي قبل.

وعاد محمد بن عبد الوهاب وعبد العزيز بن سعود إلى مواصلة الغزوات على البلدان المجاورة في نجد (...) فاحتلوا القصيم ومعظم أقطار نجد، ثم احتلوا الاحساء في عام 1208هـ، بعد مقاومة طويلة. وقتل آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب عدداً من شيوخ بني خالد والعجمان. (...) ثمّ واصل الوهابيون زحفهم إلى العراق بقيادة سعود بن عبد العزيز بن محمد ن سعود، فاحتلوا كربلاء عام 1216 هـ، وهدموا مساجدها ومآذنها، وهدموا قبة الحسين، وصادروا الأموال، واعتدوا على النساء وأخذوهن سبايا، وبقروا بطون الحوامل منهن. وهي طريقة سعودية معتادة.

وفي 10 رجب 1218 هـ، قام محمد بن ناجي اليامي بقتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بطعنات عدة من خنجره أودت بحياته. وقد أشاع آل سعود بعد ذلك أن أحد «الأجانب الكفرة المشركين» من كربلاء هو الذي اغتال عبد العزيز، وهو في الصلاة انتقاماً. هكذا قال الوهابيون. ولا نعلم كيف يبيحون لأنفسهم الاعتداء على الناس في كربلاء، ولا يبيح الطغاة لأبناء كربلاء رد العدوان بالقصاص؟!

وبعد مقتل «الإمام» عبد العزيز بن محمد بن سعود تولى من بعده ابنه سعود الأول (ابن بنت محمد بن عبد الوهاب) ودام حكمه إحدى عشرة سنة من عام 1218 إلى 1229 هـ. وسار الوهابيون إلى الحجاز، فاحتلوا مكة وجدة في 17 محرم 1218 هـ. وكانوا قبلها قد احتلوا المدينة المنورة. وإن آل سعود لم يقفوا عند هدم قبة قبر النبي محمد بن عبد الله في المدينة وإنما أوقفوا بالقوة. فأبناء الحجاز ما لبثوا حتى استعادوا بلادهم وطهروها من رجس الوهابية السعودية. لكنّ سعود احتل الحجاز مرة أخرى عام 1220 هـ بعد مقاومة قاسية من أبناء الحجاز، وراح يهدم الأماكن المقدسة بحجة «أنه يخشى أن يعبدها الناس!»، وفرض على أبناء الحجاز أن يدرسوا رسائل جده محمد بن عبد الوهاب والكتب التي وضعها آل الشيخ (أي آل عبد الوهاب). وبقي هذا الحكم السعودي يسوم الحجاز من عام 1220 حّتى عام 1228 هـ.

وفي عام 1220 هـ، بعد أن احتل الحجاز، وارتكب فيها أنواع الجرائم غير عابئ بقدسيتها، قام سعود الأول بأعمال منكرة ومضحكة، فقد منع على المصريين والسوريين والعراقيين أن يحجوا، بتعلة أنه يخشى منهم وانه لا يعجبه إسلامهم! ففي عام 1220 هـ ، قال الأمير سعود الأول بن عبد العزيز بن محمد بن سعود لأميري الحج المصري والشامي: «ما هذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها؟». فأبلغاه بقولهما: «إن هذه العويدات هي المحمل المصري والشامي. وهي عادة قديمة جارية، اتخذت لتجميع الناس والحجاج حولها متكتلين متحدين ضد قطاع الطرق، ولصد العدوان». فأبلغ سعود أهالي مصر والشام قائلاً: «إنكم يا أهالي مصر والشام إذا فعلتم ذلك عُبـِدَ هذا المحمل (محمل كسوة الكعبة). وإنني سأكسر المحمل الشامي والمصري. وكذلك، يا أهالي مصر والشام، لديّ شروط أخرى عليكم:

أولاً: لا تحلقوا لحاكم. وثانياً: لا تذكروا الله بأصوات عالية، أو تنادوا بقولكم «يا محمد». وثالثاً: يدفع كل حاج منكم جزية قدرها عشرة جنيهات من الذهب. ورابعاً: يدفع أمير الحج المصري والشامي كل منهما عشر جواري وعشرة غلمان لونهم أبيض كل سنة.

ويقول السيد دحلان في تاريخه: «إن سعود قد أحرق المحمل المصري والشامي. وأمر منادياً ينادي بالناس في الحج بأن لا يأتي أي إنسان في العام الآتي للحج، من أي جهة من العالم، وهو حليق اللحية». فراح الحجاج المصريون في عام 1220هـ غاضبين ولكنهم غير آبهين بطلبات سعود الأول المجنونة.

وفي عام 1221هـ. كتب سعود الأول إلى أمير الحج الشامي، وكان هذا قد وصل بالحجاج إلى قرب المدينة المنورة، يقول له: «لا تدخل الحجاز إلا على الشروط التي شرطناها في العالم الماضي». فرجع حجاج الشام تلك السنة من غير حج، أما حجاج مصر فقد امتنعوا من أنفسهم ولم يحجوا تلك السنة على مضض، ما جعلهم يتضجرون غيظاً على الحكم السعودي.

ويقول العلّامة ابن بشر في تاريخه عن جرائم 1221 هـ السعودية: «إن سعوداً حشد جيوشاً عظيمة قرب المدينة المنورة، وأمرهم أن يمنعوا الحجاج الآتين من مصر والشام. فرجع المحمل الشامي إلى وطنه، وكان أميره عبد الله باشا العظم. ثم بعد ذلك قام سعود بإبعاد آلاف العرب من مكة، ومعظمهم من أبناء الحجاز نفسها واليمن والعراق. وكذلك سافر إلى المدينة وفعل فيها مثلما فعل في مكة. وقد هاجر عدد لا يحصى من أبناء الحجاز إلى مصر والشام واليمن والسودان وتركيا وأماكن شتى من العالم. وقد أغضب هذا الفعل أهالي نجد وعلمائها الصالحين من غير آل الشيخ طبعاً».

وما فعله سعود الأول بالحجاج يذكرنا بما تفعله بقية الأسرة السعودية الحالية بالحجاج أيضاً. فقد أعادت الحجاج السوريين على زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959. وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر. ورفض آل سعود أن يحج أهالي مصر ما لم يدفعوا عملة صعبة إما جنيهات استرلينية أو دولارات أميركية. وما فعله آل سعود مع أبناء مصر فعلوه مع أبناء اليمن، فقد منعوهم من الحج حين قامت الثورة ضد حكم الامام أحمد بن يحيى الدين. أما أهالي الحجاز فقد مقتوا الحكم السعودي منذ بدايته. وامتنع الكثير من الحجاج في بداية الحكم السعودي عن أداء فريضة الحج ست سنوات، مقسمين أن لا يحجوا حّتى يطهروا قبلتهم من الرجس. أما أهالي مصر والشام واليمن فقد امتنعوا عن الحج كلياً طيلة ست سنين.

وفي عام 1226هـ. بعث محمد علي ابنه طوسون على رأس حملة عسكرية إلى الحجاز بعد أن ضغط أهل مصر على حكامهم الأتراك، فاستولت الحملة على ينبع وحررتها في نفس تلك السنة. ولكنّ طوسون لم يفلح في انجاز كل مهمته (...) فبعث محمد علي إبنه إبراهيم باشا، في سنة 1228هـ. فتمكن من تحرير مكة والمدينة المنورة والطائف من رجس السعودية.

ويقول السيد دحلان في تاريخه: «لقد حاول سعود هذه المرة أن يخادع (...) فأرسل إلى محمد علي باشا طالباً الصلح وأن يفتدي بالمال عثمان المضايفي عامله على الطائف. ولكن مساعي الصلح لم تتم حيث اشترط محمد علي على رسول سعود الشروط التالية:

أولاً: أن يقوم سعود بدفع كل المصاريف التي أنفقت على الحملة العسكرية.

ثانياً: أن يقوم سعود برد كل المجوهرات والأموال التي كانت بالحجرة النبوية.

ثالثاً: أن يقوم سعود بدفع الدية لأبناء الحجاز ومصر الذين قتلهم.

رابعاً: أن يَحضَر سعود، ويسلم نفسه، ليحاكم على ما ارتكبه من جرائم.

وبالطبع لم يفعل سعود هذا. وبقي في الدرعية لا يخرج منها، ويحشد جنده للدفاع عن نفسه لأنه آمن بأن لا مناص له من الموت. ولقد أصيب سعود بإسهال شديد وحمى (وهو المرض نفسه الذي أصيب به جده محمد بن سعود حينما حاصره أهالي نجران من قبل)، فمات سعود قبل وصول حملة التحرير إلى الدرعية في 7 ربيع الثاني عام 1229هـ . وتولى ابنه عبد الله الحكم من بعده، ووقف إلى جانبه شركاؤه آل الشيخ.

ثم ثار أبناء عمان وقتلوا والي آل سعود، ووقف علماء الدين الصالحون في القصيم ونجد يعلنون براءتهم من جرائم آل سعود وآل الشيخ عبد الوهاب ويحملون هاتين الأسرتين تبعة كل الجرائم. (...) أما آل الشيخ فقد وقفوا يدافعون عن أنفسهم ويدفعون هذه التهمة عنهم، ويشتمون علماء نجد والقصيم، ويتهمونهم بموالاة المصريين وينسبون كل ما وقع من جرائم وفتن ومحن إلى «الذنوب والتقصير في دين الله. ولهذا ابتلاهم الله بشتى المحن». وأما حملة تحرير الجزيرة فقد سارت حّتى وصلت الدرعية. وألقي القبض على عبد الله بن سعود، وأبعد إلى مصر في عام 1234 هـ. وقتل عدد من آل الشيخ الذين أجرموا. وبذلك انتهت الفتنة السعودية إنما إلى حين، لأن هذه الشجرة السعودية الخبيثة لم تستأصل من جذورها بعد، فقد تركت بعض الجذور التي نمت من جديد، بعد أن عاد جيش مصر إلى بلاده تاركاً الجزيرة العربية.

(مقتطفات من كتاب "تاريخ آل سعود" لناصر السعيد

- See more at: http://www.wattan.tv/ar/news/133818.html#sthash.7HLcudm5.PIr8XdWU.dpuf

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

لماذا يظل مستوى التعليم ضعيفا في كثير من الدول العربية؟

كشفت دراسة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن صورة قاتمة لجودة قطاع التعليم في دول عربية عدة.

شملت الدراسة تقييما لأوضاع التعليم في 76 دولة عبر العالم، من بينها 9 دول عربية، وذلك استنادا الى النتائج المحرزة في الرياضايات والعلوم. وتتصدر القائمة خمسُ دول آسيوية، هي سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان. وصنفت الدراسة بريطانيا في المرتبة العشرين من حيث جودة التعليم، واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الثامنة والعشرين.

وضمن 76 دولة، وهي ثلث عدد دول المعمورة المشمولة بالدراسة، تصدرت دولة الإمارات القائمة العربية، وجاءت في المرتبة (45) على الجدول العام، فالبحرين في المرتبة (57) ثم لبنان (58) فالأردن (61) وتونس (64) والسعودية (66) وقطر (68). وجاء قرب ذيل القائمة الدولية كل من سلطنة عمان في المرتبة (72) والمغرب (73).

ولاحظت الدراسة أن قطاع التعليم يعيش أزمة حقيقية في جل الدول العربية خصوصا الفقيرة منها، وأرجعت السبب في ذلك الى الميزانيات المحدودة التي تخصصها الحكومات لقطاع التعليم، وغياب الفلسفة التعليمية والاستراتيجية الواضحة، وضعف الهيكل التنظيمي والبنى التحتية والتجهيزات المدرسية، وتخلف مستوى المناهج المدرسية، واعتمادها بشكل كبير على حفظ المعلومات وتلقينها للتلميذ عن ظهر قلب دون تحليلها أو فهمها، وغياب المواد التي تنمي الحس النقدي لديه، وتمكنه من أسلوب تفكير وتحليل منطقي.

ونبهت الدراسة الى أنه ما دامت الجودة ضعيفة في المدارس العربية التابعة للقطاع العام، فإن قدرات هذه الدول على تحقيق نسب كبيرة للنمو الاقتصادي والرفع من ناتجها الداخلي الخام ستظل محدودة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد أصدرت تقريرا مشابها مطلع العام الجاري أشارت فيه أيضا الى تدني جودة التعليم عبر دول العالم العربي، وطالبت بضرورة تغيير أنظمة التعليم القائمة. وسجل التقرير أن هذه الدول لم تنجح بعد في تعميم التعليم الابتدائي الذي استقرت نسبته عام 2011 في حدود 88%.

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن 12 مليون طفل في الشرق الأوسط محرومون من التعليم بسبب الفقر والتمييز الجنسي والعنف، علما أن هذه الحصيلة لا تشمل الأطفال الذين أجبروا على ترك المؤسسات التعليمية بسبب الحروب في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا والذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين طفل.

فما هي الأسباب الكامنة وراء تخلف المنظومة التعليمية في العالم العربي؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ما هي عواقب هذا التخلف على المجتمعات العربية؟ لماذا تجاهلت الحكومات في جل الدول العربية النهوض بالقطاع التعليمي الحكومي؟ هل بإمكان الحكومات العربية الحالية إنقاذ قطاع التعليم من الانهيار؟ كيف؟

عن ال bbc

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

01067905851860602043043025447721.jpg

آل سعود يأكلون بعضهم

الجمعة | 22-05-2015

وطن للأنباء: ان الشجرة السعودية لم تستأصل من جذورها بعد سقوط الدرعية، فقد تركت بعض الجذور التي نمت من جديد بعد أن عاد جيش مصر إلى بلاده تاركاً الجزيرة العربية. فجاء مشاري بن سعود إلى الدرعية، في جمادى الأولى سنة 1235 هـ، وانتزع الحكم، لكنه لم يدم طويلاً فقد قتل. وبعد شهر من قتله خرج من بعده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1235 هـ، فقتل عدداً من أبناء نجد، وأنشأ الدولة الثانية لسلالة آل سعود. وحاصره أهالي نجد ليقتلوه فهرب من الرياض، وحاول أن يتفق مع العثمانيين لكي يساعدوه في إنشاء حكم سعودي جديد يكون فيه خادمهم المطيع.

فأعاده العثمانيون، وبقي حاكماً على الرياض حتى عام 1249 هـ، حين قتله أبناء نجد. فجاء من بعده مشاري بن عبد الرحمن بن سعود، وأراد أن يخدع بعض السذج، وأعلن أنه «أمير مؤمن». وحاول فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود (الذي كان في مدينة القطيف حينما اغتيل والده تركي) أن يستولي على الحكم في الرياض، هو كذلك، لكنه فشل لأنه لم يجد من يناصره.

وفي عام 1250 هـ (1835 م) التجأ فيصل بن تركي (جد الملك عبد العزيز آل سعود) إلى عبد الله بن الرشيد، ليعينه على قتل ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن، والاستيلاء على الرياض. ووعده أن يمنحه ما يريد لتحقيق تلك الغاية، فرد عبد الله بن الرشيد على ابن سعود مشترطاً: «انني سأقتل لك ابن عمك مشاري، بشرط أن أجعل من الرياض منطلقاً لتخليص بلدي حائل من آل علي». فوافق فيصل بن تركي آل سعود على هذا الشرط. (...) وبالفعل فقد تمكن عبد الله الرشيد من قتل مشاري بن عبد الرحمن آل سعود. ونودي بفيصل بن تركي آل سعود حاكماً جديداً الرياض. ثمّ سار ابن الرشيد (بما أعاره ابن سعود من الجنود) إلى حائل وقتل ابن علي، وأعلن نفسه هو الآخر حاكماً جديداً عليها. فأيدته حائل وقبائل شمر، ولمع نجمه وقوي مركزه.

وأعلن فيصل بن تركي آل سعود حاكم الرياض نفسه «إماماً» على نجد. وحكم أربع سنوات من عام 1250 هـ إلى عام 1254 هـ ، إلّا أنّ عرب نجد لم يطيقوه فاستنجدوا بالمصريين مرة أخرى لمعاونتهم على اجتثاث حكمه. فسار جيش مصر ليدك معالم آل سعود. وألقى القبض على الإمام فيصل بن تركي وشركائه آل الشيخ (أي الأسرة الوهابية). وأخذوه إلى مصر هو وولداه عبد الله ومحمد وأخوه جلوي (والد عائلة آل جلوي). فبقي في مصر من سنة 1254 إلى سنة 1259 هـ. حين تمكن فيصل بن تركي آل سعود من الإفلات من رباطه، والخروج من مصر، بمساعدة عباس باشا الذي تعهد له الولاء والطاعة وحسن التبعية... فعاد الشرّ السعودي إلى حكم نجد من جديد دون أن تكون لهم سيطرة على حائل التي كان يحكمها ابن الرشيد، والحجاز التي كان يحكمها الأشراف. ولقد ساعدهم في تمتين حكمهم أمران. الأول: هو انسحاب الجيوش المصرية من الجزيرة العربية، نتيجة لمعاهدة لندن سنة 1840م. التي اقتضت أن تعود جيوش مصر إلى داخل بلادها. والثاني: هو تعهد فيصل بن تركي آل سعود بالسير في ركاب آل عثمان، وإطلاق اسمهم وحكمهم على البلاد.

وهكذا عاد الحكم السعودي إلى نجد، وعاد معه حكم أسرة الكهنوت والشعوذة الوهابية بقيادة الشيخ عبد اللطيف الأول حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وعادت الفوضى والجرائم بقيادة هاتين الأسرتين بعد أن تعمقت تبعيتهما للسلطات التركية. ولم يكتف هذا الإمام فيصل بن تركي بسيادة السلطنة العثمانية، بل رأى أن يلعب على الحبلين، فذهب سنة 1862 م. إلى مفاوضة المستر بيلي المقيم السياسي في بوشهر باسم الحكومة البريطانية، لعقد معاهدة حماية على نجد، ودعم النفوذ السعودي وتوسيعه في أنحاء الجزيرة العربية كافة على أن يرتبط هذا النفوذ ببريطانيا. ووافق المستر بيلي على هذا الاقتراح السعودي. وبدأ دعم بريطانيا للأسرة السعودية التي أخذت تنشر الموت في ربوع البلاد بعد تعاملها مع الانكليز.

وبعد أن توفي فيصل بن تركي سنة 1282 هـ. (1866 م) سُرّت نجد كلها بموته كثيراً. وخلف فيصل بعد موته ولداه عبد الله وسعود بن فيصل، ولكن هذين الولدين اختلفا على الغنيمة. وراح كل واحد منهما يجمع حوله الدلاديل والذيول (...) وثارت قبيلة العجمان بقيادة زعيمها راكان بن حثلين تناصرهم قبائل آل مرة، وتقدموا إلى الهفوف عاصمة الاحساء وكان فيها أحمد السديري حاكماً من قبل عبد الله بن فيصل، فحاصروه فيها، واستولوا عليها. وحاول عبد الله بن فيصل آل سعود أن ينتقم، فأرسل من يُحرق عدداً من بساتين الاحساء ودور الفلاحين الذين هرب العديد منهم إلى العراق. ولقد زاد هذا الفعل من النقمة والحقد على آل سعود. ولم يكتف عبد الله بن فيصل بذلك، بل حاول أن يأخذ العجمان على غرة قبيل طلوع الشمس فيقتلهم، ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة فدحروا الجند السعودي.

وسارع سعود (شقيق عبد الله) وأتباعه إلى اغتنام هزيمة جيش أخيه، فاحتل الرياض وطرد عبد الله منها، وذلك في سنة 1287 هـ. (1870 م). وأعلن سعود الثاني نفسه إماماً جديداً على نجد. ولكنّ عبد الله بن فيصل لم يستسلم لهذا الواقع، فحاول أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح. وبعد أن أيقن بهزيمته، حمل ما سرقه من أرزاق الناس من ذهب وفضة ونفائس على مائة بعير، وراح يتنقل من مكان إلى آخر لعله يجد من ينصره. (...) وتوجه عبد الله بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم، فرفض معاونته وطلب منه أن يغادر مدينته حالاً. فغادر الأمير السعودي عبد الله بن فيصل عنيزة إلى حائل، واتصل بحاكمها محمد العبد الله الرشيد غير أنه لم يجد صدراً رحباً منه أيضاً. فرحل عبد الله بن فيصل آل سعود من حائل إلى قبلية مطير واتصل بشيخها سلطان الدويش، ثمّ استنصر عساف أبو اثنين رئيس قبيلة سبيع على أخيه سعود، لمعرفته بأن شيوخ هذه القبائل يكرهون شقيقه.

كتاب "تاريخ الدولة السعودية الثانية": آل سعود يأكلون بعضهم * [2]ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين أبلغا عبد الله آل سعود بأنهما وشيوخ القبائل يكرهون الحكم السعودي كله لأنهم ذاقوا العذاب من الجميع. وهكذا لم ينجح عبد الله آل سعود بما حمله معه من ذهب مسروق بأن يغري به أحداً. فأرسل صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني مندوب السلطات التركية في بغداد آنذاك، ليستمد منه المعونة على قتل أخيه سعود. ووجد مدحت باشا في هذا التهافت السعودي فرصة سانحة للاستيلاء على الاحساء وسائر البلاد التي لم تخضع لتركيا قبل وجود آل سعود. فسار الأتراك (يساعدهم ناصر باشا السعدون رئيس قبيلة المنتفق، وعبد الله بن صباح حاكم الكويت، بجندهما) إلى الاحساء، واحتلوها، وأطلقوا عليها اسم «ولاية نجد».

وإنّ كل هذه الوقائع قد أوردتها كتب التاريخ. كما أنّ حافظ وهبة (المستشار السعودي للملك عبد العزيز)، دوّن هذه الوقائع في صفحة 229 من كتابه «جزيرة العرب في القرن العشرين». وحينئذ يتضح - حتى لسذج الناس - أن العائلة السعودية لم يقم حكمها في بلادنا - قديماً وحديثاً - إلا على أعمدة أجنبية يهودية أولاً ثم عثمانية وانكليزية وأميركية. ويتضح أيضاً أن الأمير السعودي كان يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم. وفي سبيل محافظته على هذه الشهوات يبيع آل سعود بلادنا للشيطان الرجيم. وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الأسرة السعودية إعادة نفس تاريخهم القديم بقتل الآلاف من شعبنا، وقتل حتى بعض أفراد أسرتهم، كما حصل للأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود عام 1964.

ولم يستقر الأمر لسعود الثاني طويلاً، فقد اجتمع الناس في الرياض على خلعه وطرده، في يوم 17 رجب 1288 هـ. (1871م). ووجد أخوه عبد الله المقيم في الاحساء، كالدمية في يد العثمانيين، أخيراً الفرصة مواتية له. فجاء إلى الرياض يدعمه الجند العثماني. وحمل أخوه سعود ستين بعيراً بما سرقه من ذهب وراح يستنصر الناس، هو الآخر، لقتل أخيه عبد الله. واستطاع أن يجمع البعض من قبيلة الدواسر، والبعض من قبيلة عتيبة بما كذبه عليهم، قائلاً إنه يريد قتل أخيه عبد الله عميل الأتراك، وأن يبعد هؤلاء من البلاد التي سلمها لهم شقيقه عبد الله، وأنه سيجعل الأمر شورى بينهم، وسيترك الأمر للناس يختارون من يريدون لحكمهم ومن يرتضون... وبمثل هذه الوعود ظل سعود الثاني يُمنّيهم. فاقتنع بعض أبناء الدواسر، وساروا معه وحاصروا أخاه عبد الله في أرض الجزعة قرب الرياض. وهرب عبد الله، واستولى سعود من جديد على الرياض وأعلن نفسه «إماماً». وانتظر الدواسر وعتيبة أن يحقق ما وعدهم به، لكن من دون جدوى.

وثارت قبيلة عتيبة بقيادة مسلط بن ربيعان، فهجمت على الرياض من جهتها الغربية. فخرج «الامام» سعود لقتال عتيبة، فأحاط رجالها به، وقتلوا معظم أنصاره، وأصابوا سعود نفسه بجرح بليغ مات على أثره وذلك في صيف سنة 1291 هـ (1874 م)... وبموته امتطى أخوه عبد الرحمن آل فيصل آل سعود صهوة الإمامية، وقفز إلى الحكم مدعوماً بالأتراك. واستمر عبد الرحمن بن فيصل «إماماً» في الرياض نحو سنة، حتى جاء أخوه الأكبر عبد الله بن فيصل، من جديد، ونصّب نفسه «اماماً» مكانه، قائلاً: «إنه أحق بالمنصب من عبد الرحمن». وأفتى مشايخ الدين الوهابي «بصحة هذه الأحقية». ولكن عبد الله الفيصل لم يدم حكمه طويلاً، هذه المرّة، حيث تمكن أبناء أخيه سعود (الميت) من القبض عليه، وحبسه يوم 12 شعبان عام 1887 م. وأفتى مشايخ الدين السعودي «بأحقية أولاد سعود على عمهم». وبهذا النوع من تشريع تجار الدين لحكم اللصوص استناداً إلى مبدأ «نحن مع الغالب ضد المغلوب»، انتشرت المفاسد في البلاد.

وتململ الناس من ظلم آل سعود، وأخذت الفتن تطحن في نجد. فرأى عدد من مشايخ الدين غير الوهابيين، ورؤساء القبائل في نجد أن يتصلوا بحاكم حائل آنذاك محمد العبد الله آل رشيد لنجدتهم، وتخليصهم من شر هذه العائلة المتطاحنة من أجل شهواتها. فتوجه ابن رشيد بجموع إلى الرياض. وضرب ابن الرشيد أبناء سعود، وفك أسر عمهم عبد الله بن فيصل، وأخذه معه إلى حائل (العاصمة آنذاك)، ووضع حاكماً من عنده في الرياض، وجعل عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مساعداً لذلك الحاكم. لكنّ عبد الرحمن حاول أن يثير الفتنة من جديد، وينفصل بالرياض، ليجعل من نفسه إماماً كما فعل في السابق. وحين اكتشف ابن الرشيد فتنته، أمره بالتوجه إلى حائل ليقيم إلى جانب أخيه الأسير عبد الله الفيصل، ومعه عدد من مشايخ الوهابية. وبذلك توقف عهد الفتاوى الباطلة، واستقرت نجد كلها لقيادة ابن رشيد. ولم يعد لآل سعود وآل الشيخ أهمية أو أثر.

كتاب "تاريخ الدولة السعودية الثانية": آل سعود يأكلون بعضهم * [2]ولم يدم هذا الأمر طويلاً، فقد قام عبد الرحمن آل فيصل بدس نوع من السم البطيء الذي ينبت في شجيرات بالصحراء، ويطلق عليه «أم لبن» لشقيقه عبد الله بن فيصل. ولما ساءت حالته في حائل طلب من ابن رشيد أن يذهب به للرياض. فسمح له وذلك عام 1890 م، وأذن لأخيه عبد الرحمن بن فيصل أن يرافقه، ويسكن في الرياض أيضاً. ومات عبد الله بن فيصل بعد وصوله إلى الرياض بيوم واحد. وحاول عبد الرحمن أن يثير الفتنة من جديد، يسانده تجار الفتاوى إياهم، مشايخ الوهابية (آل الشيخ). وقبضوا على عامل ابن الرشيد (ابن سبهان). ولم يدم هذا الأمر أكثر من 20 يوماً، وحاصر جيش ابن الرشيد الرياض التي كره أهلها فتن آل سعود وحكمهم، واستسلم عبد الرحمن. ولم يكن جوابه على ما اقترفه إلا طلب المغفرة، وما كانت حجته سوى أن عامل ابن الرشيد قد أساء إليه ولم يوفر له ما يحتاجه من مال وطعام. وعفا محمد بن رشيد عنه، وأمر عامله بأن يعطيه ما يحتاجه. لكن مشايخ الدين السعودي لم يستسلموا بعد، فذهبوا إلى القصيم، واتصلوا ببعض التجار والرؤساء، واستطاعوا إغراء بعضهم بالوعود الكاذبة.

وأخذوا منهم البيعة لعبد الرحمن آل سعود، واتفقوا على مباغتة ابن الرشيد وضربه ضربة تشله وتفصل نجد عن بعضها. واستعدوا لذلك فعلاً، واتفقوا مع زامل آل سليم بأن يجعلوه حاكماً على عنيزة بدلاً من آل يحيى. كما اتفقوا مع ابن مهنا بأن ينصبوه في مدينة بريدة بدلاً من آل الخيل. ولكن ابن الرشيد علم بالأمر، وانقض عليهم وقتل في هذه المعركة المعروفة بواقعة المليدة زامل آل سليم، وابن مهنا. أما مشايخ الفتاوى، وعبد الرحمن بن فيصل آل سعود فقد هربوا ومعهم «حريمهم» من الرياض إلى الاحساء. وأقام فيها عبد الرحمن الفيصل سبعة أشهر جمع خلالها بعض من سوّل لهم بمغريات السوء، وهجم على الرياض واستخلصها هي وضواحيها. ولكن ابن الرشيد كرّ عليه بجيشه، وقابله في قرية حريملا، فقضى على من معه. وتمكن عبد الرحمن بن فيصل من الهرب إلى الاحساء، فالقطيف، فالكويت.

وبذلك طويت صفحة الدولة السعودية الثانية.

من كتاب "تاريخ آل سعود" لناصر السعيد

- See more at: http://www.wattan.tv/ar/news/134022.html#sthash.Ti5TsaGd.dpuf

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

11117882_10153898653663136_138494862_n-3

توليفة ميثولوجيا الاديان والحضارات

Posted on May 25, 2015 by civicegypt

سارة حسين

العصا- موسى – سرجون الاكدي ..

لوح اكادي عراقي عمره 4250 سنة يبين كيف انتقلت قصة مولد سرجون الاكدي الى الاديان الابراهيمية في شخصية موسى.

الاقتباس الديني حدث على الارجح خلال مرحلة السبي البابلي لليهود.

مما يذكر اللوح الاكدي عن ميلاد سرجون :

أم سرجون حبلت به وولدته سرًّا

ام البطل القومى تصنع سلة وتطليها بالقار

تضع الام ابنها الرضيع فى السلة

وتلقى السلة بالنهر

لا يغرق الرضيع وانما تستمر السلة فى الطفو على صفحة المياه

شخص يجد السلة فينتشلها من النهر ويخرج الرضيع

يقوم هذا الشخص المنقذ بتربية الرضيع

يكبر الطفل ويقود شعبه ويحقق لهم دولة كبيرة ومجدا عظيما.

في المسلات الاكدية البابلية نرى سرجون الاكدي و في يده عصا الحكم .

المهدي المنتظر كالكي بورانا ..

كالكي أو كالكين (कल्कि) التجسد العاشر والآخير لفيشنو الحافظ في الهندوسية،الذي سيأتي لإنهاء عصر الظلام والدمار الذي تسبب يه الشيطان الدجال الدابة الناطقة Kali demon कलि .

كالكي بورانا سيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، في فترة kalki yuga कलियुग.لوحة فنية . الاسراء والمعراج. بلاد فارس

ادعى عدد من قادة الحركات الصغيرة في الهند وخارجها وبعض النساء في العقود الحديثة أنهم الكالكي أو قام أتباعهم بالإعلان أنهم كالكي.

جمشيد اعطي الملك والحكم في الإنس والجن..

أصبح جمشيد ملكاً في الإيران عندما مات ابيه طهمورث. فأوّل شيء اشتغل به في نوبة ملكه إعداد آلات الحرب، فانه هو الذي اعدّ السيوف والجواشن وأنواع الأسلحة. وجمشيد هو الذي اتخذ الملابس فاستعمل ثياب الكتان. ثم أمر جمشيد الجن بنحت الأحجار، وتخمير الأطيان. ثم تتبع المعادن فاستخرج منها بدقائق فطنته الذهب والفضة والياقوت والفيروزج. ثم أخرج أنواع الطيب من مستودعاتها كالمسك والكافور والعنبر.وكان الجن هو المسئول عن تخميرهم حتي تصبح حلوه المزاق ويقال ان الجن كان يامره جمشيد بنخميرها في ارض الجن تحت الأرض وسمّي جمشيد أوّل يوم من السنة وقت حلول الشمس في برج الحمل فسمى ذلك اليوم بالنيروز. بقى النوروز سنة مشهورة عند الفرس والمجوس. ثم تقسيم جميشد الناس أصنافا في الشاهنامه يشبه في الأبستاق تقسيم زردشت الناس إلى رجال الدين والمحاربين والزرّاع. ويقال إن جمشيد أتم بناء المدائن وسماها طيسفون، وبنى أصفهان، ونميسوز في العراق العجمى وشيد قصره بها. ويقول القزوينى أن أطلاله بقيت إلى زمانه. وبنى همدان ونيشابور في فارس واصطخر، واليه تنسب أعظم نيران الفرس. وهى آذَرخُره التي كانت بخوارزم ونقلها أنوشروان إلى الكاريان.

وقيل : إنه ملك الأقاليم السبعة وسخر له ما فيها من الجن والإنس ، وعقد التاج على رأسه ، وأمر لسنة مضت من ملكه إلى سنة خمس منه بعمل السيوف والدروع وسائر الأسلحة وآلة الصناع من الحديد ، ومن سنة خمسين من ملكه إلى سنة مائة بعمل الإبريسم ، وغزله ، والقطن ، والكتان ، وكل ما يستطاع غزله وحياكة ذلك وصبغه ألوانا ولبسه ، ومن سنة مائة إلى سنة خمسين ومائة صنف الناس أربع طبقات : طبقة مقاتلة ، وطبقة فقهاء ، وطبقة كتاب ، وصناع ، وطبقة حراثين ، واتخذ منهم خدما ، ووضع لكل أمر خاتما مخصوصا به ، فكتب على خاتم الحرب : الرفق والمداراة ، وعلى خاتم الخراج : العمارة والعدل ، وعلى خاتم البريد والرسل : الصدق والأمانة ، وعلى خاتم المظالم : السياسة والانتصاف ، وبقيت رسوم الخواتيم حتى محاها الإسلام .

ومن سنة مائة وخمسين إلى سنة خمسين ومائتين حارب الشياطين وأذلهم وقهرهم وسخروا له .اثار آثار تاريخ فن اسراء ومعراج

ومن سنة خمسين ومائتين إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة وكل الشياطين بقطع الأحجار والصخور من الجبال وعمل الرخام ، والجص ، والكلس ، والبناء بذلك الحمامات ، والنقل من البحار ، والجبال ، والمعادن ، والذهب ، والفضة ، وسائر ما يذاب من الجواهر ، وأنواع الطيب ، والأدوية ، فنفذوا في ذلك بأمره ، ثم أمر فصنعت له عجلة من [ ص: 61 ] الزجاج ، فأصفد فيها الشياطين ، وركبها ، وأقبل عليها في الهواء من دنباوند إلى بابل في يوم واحد ، وهو يوم هرمزروز وافروز دين ماه ، فاتخذ الناس ذلك اليوم عيدا وخمسة أيام بعده . وكتب إلى الناس في اليوم السادس يخبرهم أنه قد سار فيهم بسيرة ارتضاها الله ، فكان من جزائه إياه عليها أنه قد جنبهم الحر ، والبرد ، والأسقام ، والهرم ، والحسد ، فمكث الناس ثلاثمائة سنة بعد الثلاثمائة والست عشرة سنة لا يصيبهم شيء مما ذكر .

ثم بنى قنطرة على دجلة فبقيت دهرا طويلا حتى خربها الإسكندر ، وأراد الملوك عمل مثلها فعجزوا فعدلوا إلى عمل الجسور من الخشب .

شق صدر زرادشت و معراجه ..

معراج زرادشت على ظهر حصان طائر الى السماء .

خلدت الرسوم الحجرية و كتب الزرادشتيين قصة معراج زرادشت .

النبي زرادشت صعد الئ السماء بواسطه طائر كبير يشبه الئ حد ما الثور المجنح الاشوري وكان لزرادشت موعد مع الاله اهوارا مازدا (الاله النور ) لكي يعلمه .الحكمه ويعطيه الشرائع و رافق زرادشت من السماء الاولئ الئ السماء السابعه ملاك عظيم .

استأذن زرادشت لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها »أهرمن« أي إبليس.

شق الصدر

وشق صدره بطعنة سيف وملئت أحشاؤها بالرصاص المنصهر، فلم يشك أو يتململ بل ظل مستمسكا بإيمانه بأهورا- مزدا (رب النور) الإله الأعظم. وتجلى له أهورا- مزدا ووضع في يديه الأبستاق أي كتاب العلم والحكمة، وأمره أن يعظ الناس بما جاء فيه. وظل العالم كله زمناً طويلاً يسخر منه ويضطهده، حتى سمعه أخيراً أمير إيراني عظيم يدعى فشتشبا أو هستسبس، فأعجبه ما سمع، ووعده أن ينشر الدين الجديد بين شعبه، وهكذا ولد الدين الزردشتي واعلن زرادشت رسالته بقوله ( ان الله ارسلني نبيا وبشيرا بالخير وبالناس هاديا وبيوم الحساب نذيرا واني نبي آخر الزمان)

يتبع .. انتظرو نظير تلك القصص من المثيولوجيا المصرية القديمة والتعميد قديما وحديثا ..

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

11351267_856756704411827_413507145921678

رشا ممتاز

هذه هي المراه في السعوديه قبل ان تمتد اليها يد الوهابية القذرة وتحولها الى أمه

فاطمة بنت زامل بن سبهان بن حمد بن راشد من آل خليل من آل جعفر من عبده من قبيلة شمر - وهي كانت القائد الاعلى للقوات المسلحه في حائل - تولت الحكم من سنة 1911 الى 1914 وأصبحت المسؤولة الأولى عن الخزينة والأمن الداخلي والعلاقات الخارجية،

في 1915 خاضت حائل حربها الظافرة ضد السعوديين في معركة جراب، وألحقت هزيمة بالسعوديين .

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

11329863_1100423036639151_36645172859182

اكتشاف النسخة الأقدم لقصة آدم وحواء: آدم كان إلها.. وحواء بريئة من الغواية

ميشيل هوبينك

صحفي

اكتشف عالمان هولنديان نسخة قديمة جدا لقصة آدم وحواء، قالا إنها تعود إلى 800 عام قبل سفر التكوين في التوراة، وتختلف عنها في الإنجيل والقرآن.

ما الذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للمؤمنين من الأديان الثلاثة؟

القصة منقوشة باللغة الأوغاريتية على لوحين من الطين وتعود إلى القرن الثالث عشر ما قبل الميلاد، وعُثر على اللوحين في سوريا عام 1929. في السبعينات، تم تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية المسمارية في اللوحين، ولكن بشكل منفصل عن بعضهما البعض. ولأول مرة تمت دراسة اللوحين سويا من قبل الدكتورة مارغو كوربل ويوهانس دي مور الأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام. وتوصلا إلى اكتشاف أن اللوحين يحملان نسخة قديمة لقصة الخلق التوراتية.

في القصة القديمة يسود الإله "إل"، وهو الإله الأعلى (حسب الميثولوجيا الكنعانية) على "حقل كرمة الآلهة العظام"، الذي يقع على جبل أرارات في شرق تركيا اليوم. لكن سلطته هذه عارضها الإله الشرير حورون، سلف الشيطان. عندما عُوقب حورون بالطرد من الجبل سمّم "شجرة الحياة". وهنا يظهر آدم في القصة: هو إله أُرسل إلى الأرض لوضع حورون عند حده، لكن نهاية مهمته كانت مأساوية. فقد حوّل حورون نفسه إلى ثعبان سام ولدغ آدم، مما أدى إلى خسارته لطبيعته الخالدة. وكنوع من العزاء لما أصاب آدم، قدمت آلهة الشمس له "امرأة طيبة القلب"، وبالتالي يمكن أن تتكاثر البشرية، ويسترد آدم بعضاً من طبيعته الخالدة.

أوجه التشابه بين هذه القصة وقصة الخلق في التوراة والقرآن قوية لدرجة دفعت الباحثين للاعتقاد بأن هناك نسخا مختلفة للقصة نفسها. الاختلاف الرئيسي، كما يقول البروفسور دي مور، هو أن "هناك العديد من الآلهة في هذه الأسطورة الأوغاريتية. آدم والثعبان هما من الآلهة. وهذا يتناقض بالطبع مع الأديان التوحيدية". والاختلاف الثاني هو أن سقوط آدم لا يعود إلى خطأ أرتكبه هو: "في القصة، وحسب ما استطعنا أن نفكك رموزها، ليس هناك خطيئة

وعقاب". كما توصف امرأة آدم على أنها "من طينة جيدة": "حواء في هذه القصة لا ذنب لها فيما حدث لآدم، على عكس قصة الخلق التي يعتمدها اليهود والمسيحيون والمسلمون".

اكتشاف هذه الأسطورة الأوغاريتية يشكل تهديدا للطريقة الحرفية التي يتعامل بها اليهود والمسيحيون والمسلمون في كتبهم المقدسة مع قصة الخلق على أنها عمل إلهي بحت: "الأسطورة الأوغاريتية تظهر أن قصة الخلق لديها خلفية تاريخية. مما يجعل من الصعب قراءة النص في التوراة والإنجيل والقرآن بشكل حرفي، والإصرار على أن العالم قد خُلق في سبعة أيام".

لوحا الطين اللذين كُتبت عليهما القصة هما جزء من مجموعة أكبر اكتشفت في أوغاريت في شمال سوريا. لم تتم دراسة العديد من هذه الألواح بعد، الأمر الذي يعني، برأي كل من كوربل ودي مور، أن هناك المزيد من الاكتشافات قد تظهر.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

تنوير ده ولا مش تنوير يا متعلمين يا "متنورين" يا بتوع المدارس ؟


:)


شاب مصري يهدد اقتصاد الخليج باستخراج الكهرباء من الرمال


نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

تنوير ده ولا مش تنوير يا متعلمين يا "متنورين" يا بتوع المدارس ؟

:)

شاب مصري يهدد اقتصاد الخليج باستخراج الكهرباء من الرمال

طبعا ده مالوش علاقة بالتنوير ده نوع من التجهيل ...... تلميذ ثانوية عامة أدبي أخفق في القسم العلمي إيه خلفيته علشان حتى يكتب عنه كل هذا الشعر ؟

كم مرة سمعت عن من إختراعه يمكن تسيير السيارة بالماء أو الهواء ؟

هل قرأت إختراعات السيدة ليلى أم المخترعين؟ عبث زائد عبث زائد عبث من الصحافة التي تعتبر في سياقنا هذا صناعة للجهل

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

hijab.jpg

الانحطاط هو هزيمة العقل

من حديث مع العفيف الأخضر اجراه ناصر بن رجب ولحسن وريغ العفيف الاخضر

تستخدم كثيرا مقولة الإنحطاط، لكن مؤرخ العلوم راشد رشدي ينفي مفهوم الإنحطاط نظرا إلى أن العلم الإسلامي تواصل دون انقطاع منذ القرن العاشر إلى اليوم، فما هو تعريفك للإنحطاط؟

سقط العالم الإسلامي في الإنحطاط منذ القرن الثاني عشر في المشرق ومنذ القرن الخامس عشر في المغرب (سقوط غرناطة) كما يقول المؤرخ التونسي هشام جعيط.

أولا العلم الإسلامي في القرون الوسطى كان امتدادا للتأمل العلمي اليوناني. العلم التجريبي لم يظهر إلا في القرن السابع عشر. العلم الذي لم يتواصل هو الفلسفة. الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة نص وثقافة نقل لا عقل. عامل تخصيبها الأساسي هو العقل الذي وئد في المهد. من هنا ضرورة تعميم الفلسفة منذ الثانوي بل وحتى الإعدادي. في تونس تُدرس الفلسفة في السنتين الأخيرتين من التعليم الثانوي وفي المغرب في السنوات الثلاث من التعليم الثانوي.

الدخول في الإنحطاط في الحضارة الإغريقية كما في الحضارة العربية الإسلامية هو هزيمة العقل الفلسفي أمام الأسطورة في الأولى، وهزيمة العقلانية الدينية والعقل الفلسفي الإسلامي والعقل النقدي في الثانية أمام القراءة الحرفية للنصّين المؤسِّسين القرآن والحديث على يد حزب المحدثين الذي عبّر الترمذي، تلميذ البخاري، عن لامعقوله الديني عندما قال: “من أصاب في القرآن بالرأي فقد أخطأ ومن فسّر القرآن بالرأي فقد كفر”، والرأي عنده هو العقل.

ما هي هذه الإتجاهات العقلانية الثلاثة؟

هي العقلانية الدينية المعتزلية التي اعتبرت الإنسان مسؤولا وحيدا عن أفعاله، والعقلانية الفلسفية الإسلامية السينية والرشدية التي اقترحت قراءة فلسفية للنص والعقلانية الفلسفية النقدية التي بشرت بنبوة العقل “فكل عقل نبي” كما يقول المعري. وممن مثلوا هذا الفكر النقدي في الإسلام الطبيب أبو بكر الرازي والمعتزلي السابق ابن الراوندي وأبو العلاء المعري.

الترمذي هو من محدثي القرن التاسع وحزب الحديث ظهر في القرن الثامن الميلادي فهو لم يظهر في الانحطاط بل في أوج النهضة الثقافية الإسلامية. فكيف تفسر ذلك ؟

الصيرورة التاريخية ليست وليدة الأحداث التاريخية المعزولة. بل وليدة نسيج حدثي واجتماعي أي مسار تاريخي كامل يتصارع فيه اتجاهان متعارضان. اتجاه سائد واتجاه مضاد له. عندما كان الاتجاه إلى المعقول الديني الإعتزالي هو السائد كان الاتجاه إلى اللامعقول الذي مثله حزب القراءة الحرفية هو الاتجاه المضاد. لم تنقلب الأدوار إلا ابتداء من القرن 12 في المشرق حيث غدا الاتجاه إلى اللامعقول الديني هو السائد. أعطي هنا نادرة عن صراع هذين الاتجاهين في القرن التاسع الذي تعايش فيه المعتزلة والفلاسفة والمفكرون الأحرار والمحدثون. الاتجاهان اللذان تصارعا فيه على مستوى العقلانية الدينية هما هل الإنسان مخيّر أم مسيّر ؟ اتجاه المعقول كان ينادي بالتخيير واتجاه اللامعقول بالتسيير. عندما قدم إبراهيم النّظام، أحد متكلمي الاعتزال، من البصرة إلى بغداد وبدأ يلقي دروسه في جامع المنصور تصدى له أحد أنصار التسيير بالسؤال التقليدي آنذاك “يا عم من يجمع بين الزاني والزانية ؟” أجابه “يا ابن أخي نحن في البصرة نقول انه القواد…” وأنتم تقولون أنه الله سبحانه وتعالى.

على أنقاض بشائر العقل ساد اللامعقول التكفيري “من تمنطق فقد تزندق” و “المنطق يقود إلى الفلسفة وما يقود إلى الكفر كفر”… تكفير الفلسفة، حاملة العقل النقدي، مازال متواصلا حتى الآن. دول مجلس التعاون الخليجي لا تدرس الفلسفة في الثانوي باستثناء الكويت التي أدخلتها سنة 2007. المغرب أدخل الفلسفة ابتداء من سنة 2003. وحال الفلسفة في معظم الدول العربية كحال الأيتام على مائدة اللئام.

هنا ينبغي أن نرى أعراض الانحطاط. أما استمرارية العمليات الرياضية فإنها لم تكن حاملة لأي مسار تقدمي ينشر العقلانية في المؤسسات الاجتماعية الأساسية السياسية والاقتصادية والدينية والعلمية والتربوية.

لماذا هُزم العقل في الحالتين اليونانية والإسلامية ؟

أساسا لأن العقل في الحالتين لم يستطع أن يتغلغل لا في النُخب الصانعة للقرار على نحو دائم ولا في الجمهور الواسع كما حقق ذلك العقل الأنواري الذي تغلغل في ألمانيا في النخب الصانعة للقرار. وفي فرنسا في النخب والجمهور المتعلم؛ والسبب عائد إلى ظرف موضوعي هو غياب المطبعة والصحافة في الحالتين اليونانية والعربية الإسلامية؛ في الحالة اليونانية انتصر منشدو الإلياذة والأودسّا في الساحات العامة “أغورا” على العقل الفلسفي، وفي الحالة الإسلامية انتصر الوعّاظ والمحدّثون في المساجد على فقه الرأي الحنفي وعلى العقل الكلامي والفلسفي عند المعتزلة والفلاسفة وطبعا على إرهاصات الفكر النقدي عند المفكرين الأحرار. انتصرت فلسفة الأنوار العقلانية بفضل المطبعة والصحافة، لذلك قال هيجل : “الصحافة هي صلاة الصبح الحديثة”، وكان يستهلّ يومه بقراءتها.

لاسفة الأنوار لم تنتشر كتبهم وإنّما عمّمتها الصحافة على الجمهور الواسع. وهذا ما يجعلني اليوم أكثر تفاؤلا بانتصار العقل الفلسفي والعلمي في أرض الإسلام بفضل ثورة الإتصالات التي بدأت تُُدخله إلى جميع البيوت وجميع الرؤوس. وهنا أُوجّه نداءً إلى كل وسائل الإعلام في العالم العربي والإسلامي وخاصة الفضائيات والأنترنت لتعالج بانتظام مسألة الإصلاح الإسلامي، بل وأتمنى على الأغنياء الواعين بضرورة هذا الإصلاح إنشاء فضائية متخصصة في خدمة الإصلاح الديني عبر النقاش المتعارض بين أنصار الإصلاح الديني وخصومه لتدريب وتطوير الدماغ المعرفي لدى جمهور المشاهدين. كما أقترح تكوين دار نشر تتخصص في ترجمة علوم الأديان وترجمة الكتابات الأوروبية التي طبّقت هذه العلوم على النص اليهودي والمسيحي والإسلامي لنشر ثقافة الإصلاح الديني في أرض الإسلام فتحًا لشهية النُخب والجمهور الواعي للإصلاح. بإمكان إعلام المعقول الديني أن يلعب منذ الآن دور مدرسة المعقول الديني ويساهم في ظهورها.

منذ سبعينات القرن الماضي مهدت أفلام مثل “الرسالة” ومسلسلات مثل ” عمر بن عبد العزيز” الى تدشين هجمة الإسلام التقليدي والسياسي المتواصلة. لأن سيناريوهاتها كتبت من منظور إسلام الإيمان، إسلام المعجزة، إسلام الفكر السحري الذي يطلب من الواقع إعطاءه نتائج مخالفة لقوانينه؛ إسلام عبادة الأسلاف الذين يُقدمهم إسلام الإيمان للجمهور كأنصاف آلهة “كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم”، كما يقول حديث لا شك موضوع، تلهمهم العناية الربانية كل ما يقولون وما يفعلون. وهذا هو الميتا-تاريخ، الذي يصنعه أسلاف تحولوا بعد تحررهم من سجن الجسد إلى أرواح خالصة كلية العلم والقوة. الميتا-تاريخ إذن لا علاقة له بالتاريخ كما وقع فعلا. أحد أبرز أمثلته، أمر عمر للشمس بأن تؤخر غروبها إلى أن ينتصر جيشه في المعركة.

آمل أن يقدم إعلام المعقول الديني المنشود مسلسلات وأفلام مكتوبة من وجهة نظر إسلام التاريخ، أي وقائع التاريخ كما وقعت فعلا أو ترجيحا. التاريخ الذي صنعه أسلاف يخطئون ويصيبون، ويختلفون ويتصارعون ويتحاربون على الولاية لا على الدين كثيرا وغالبا، تمزقهم، كجميع الناس، صراعات غريزية ورغبات متناقضة ومطامح دنيوية لا رائحة للدين فيها. كما فعل ابن عباس، عندما كان واليا لعي على البصرة، فاستولى على أموال بيت مال المسلمين وفر بها إلى مكة.

وعندما كتب إليه الإمام علي مطالبا إياه برد الأموال المنهوبة إلى بيت المال قائلا له : “كيف ستلقى الله بأموال المسلمين؟” أجابه ابن عباس “حَبر هذه الأمة” قائلا : “لأن ألقى الله بأموالهم خير لي من أن ألقاه بدمائهم مثلك”.

إستلهاما لعبادة الأسلاف، المنزهين عن الخطأ والخطيئة، قرر الفقهاء السنة بمذاهبهم الأربعة أن سرقة أموال بيت مال المسلمين لا حد فيها لأن في جمعها شبهة ظلم. بينما قرروا قطع يد السارق، من غير الأسلاف، في ربع دينار وقيل في ربع درهم. مسلسلات وأفلام تلفزيونية عن مثل هذه الوقائع وهي كثيرة، وعن صراع الصحابة على جمع القرآن وحرق المصاحف المنافسة لمصحف عثمان المتداول الآن، تقدم للمشاهد بعض الوقائع التاريخية مثل مشهد ابن مسعود وهو يقول عن مصحف عثمان :”لو كنت أنا الخليفة لأحرقت مصحفه وأبقيت مصحفي” أو مشهد والي المدينة المنورة الأموي وهو يحرق “ألواح” أم المؤمنين حفصة في يوم دفنها، بعد أن أبت على عثمان حرقها مع المصاحف الأخرى. والخلاف على المصاحف لم يكن هينا. إذ أن رسالة عثمان إلى الأمصار كفرت من يحتفظ بالمصاحف المحروقة. مسلسلات وأفلام أخرى أيضا عن الفتنة الكبرى إنطلاقا من كتاب طه حسين وهشام جعيط ومسلسل أو فيلم آخر عن “الفتنة” الدائمة في أرض الإسلام إنطلاقا من كتاب الفتنة للمستعرب الفرنسي جيل كيبيل Gilles Kepel أي أن الإسلام الإمبراطوري محكوم بجدلية الجهاد الخارجي أو الفتنة الداخلية ومسلسلات و/أو أفلام عن شهداء الإسلام الصوفي مثل الحلاج والسهروردي.

عرض أمثال هذه المسلسلات والأفلام سيكون تدشينا لانطلاق مسار إصلاح الإسلام بقوة بفضل تحرير الوعي الإسلامي الجمعي من رق عبادة الأسلاف النفسي. فعلى ذلك يتوقف نجاح الإصلاح الديني وتاليا انتصار المعقول على اللامعقول. وغرائز الحياة على غريزة الموت حتى لا نغرغر بعد اليوم مع السيد حسن نصر الله “نحن نحب الموت بقدر ما يحبون هم الحياة”. هم، هم اليهود.

ما هو تعريفك للمعقول الديني؟

هو دين العقل. يجب أن تتقدّم علوم الأديان الدين حاملة المشعل الذي يُنير له الطريق لإنتاج ما أسماه كانط “دين العقل”. وهذه أيضا وظيفة العقل المُؤوِّل عند المعتزلة والفلاسفة لتكييف النصوص الدينية مع قوانين ومقتضى العقل. الدين المنفلت من عقال العقل يتحول إلى خرافة وإرهاب وهو ما نعيشه الآن في أرض الإسلام، بين أشياء أخرى، في الهذيان الفصامي عن اقتراب نهاية العالم بعودة الإمام الغائب في إيران وبالمعركة الفاصلة بين المسيح والمسيح الدجّال في فلسطين عند السنة.

كيف سيجعل الإصلاح الديني بفضل تدريس ودراسة الإسلام بعلوم الأديان والفلسفة وحقوق الإنسان من المسلم فردًا منفتحا على الآخر؟

بفضل تعميم علوم الأديان على المدرسة والجامعة. في أوروبا وفرنسا أظهر استطلاع أخير أن 52 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أنّهم : “يجدون حقائق أساسية في كثير من الأديان”، وفقط 6 بالمائة يعتقدون بأنهم : “لا يجدون الحقيقة إلاّ في دين واحد” وهؤلاء هم المتعصّبون.

قارن هذا بما يجري في أرض الإسلام. أراهن على أن 9 من 10 على الأقل من السنّة والشّيعة يعتبرون أن دينهم هو الدين الحق وأن الثاني في ضلال مبين. لن نخرج من النرجسية الدينية التي مازالت راسخة في 6 بالمائة من الفرنسيين إلى التسامح الديني الذي انتشر بين 52 بالمائة من الفرنسيين إلا بتعميم تدريس علوم الأديان والفلسفة وحقوق الإنسان على المدرسة والجامعة وعلى تلك الجامعة الأخرى التي لا جدران لها أعني الإعلام.

الإصلاح الديني كفيل بنقلنا من الجمود الديني إلى التطور الديني وبتعليم المسلمين في داخل بلدانهم الانفتاح على جميع الثقافات واحترام الآخر ويعلم المسلمين في مهاجرهم التأقلم مع التهجين الثقافي أي امتزاج وتساكن عدة ثقافات في رأس شخص واحد. كما قد يحررهم من الخطاب التضحوي الصبياني “نحن ضحايا بريئة للقرية الظالم أهلها” ومن ثقافة “التمس لأخيك سبعين عذرا”. وقد يعلمهم عدم التخلي عن ملكة الحكم، وعن التفكير بأنفسهم دونما حاجة للفتاوى… وقد يُدخل العرب والمسلمين الذين تتفشى فيهم الأمية والجهل والتعليم الرديء إلى مجتمع المعرفة الذي دخلته البلدان المتقدمة. إسرائيل تأتي فيه الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية بينما يقف العالم العربي والإسلامي منه على سنوات ضوئية.

وهكذا يمكن بالإصلاح الديني نقل المسلم النرجسي الحالي من الهذيان الديني إلى العقلانية الدينية وإلى الواقعية والتواضع. وقد يحرره الإصلاح الديني من الرؤية المانوية، من ثنائية الخير هنا والشر هناك، نحن الضحايا وهم الجلاد إلى آخر مسلسل إسقاط كراهيتنا ووساوسنا على الآخرين. حجاب

وهو السلوك الذي جعل منا كارهين للبشرية ومكروهين منها. وهذا هو الينبوع الأول للإسلاموفوبيا فعسى أن ينقلنا الإصلاح من هذه الرؤية التبسيطية حتى الكاريكاتور للأنا والآخر إلى مفهوم التشعب complexité عند ادغار مورانEdgar Morin القريب من المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة حيث يتساكن الخير والشر تحت سقف واحد.

التشعب شبيه بالإله جانوس Janus ذي الوجهين المتعارضين. بالإصلاح الديني، وربما بالإصلاح الديني وحده، يمكننا بمدرسة العقلانية الدينية أن ننتج المسلم المؤمن والعصري في نفس الوقت والذي هو اليوم عملة نادرة. تشخيص المعري لواقع عصره يكاد ينطبق على واقع عصرنا : “اثنان أهل الأرض : ذو دين بلا عقل، وآخر ديّن لا عقل له“. بإمكاننا بمدرسة العقلانية الدينية أن نتجاوز هذا الواقع، كما تجاوزته بها الديانات الأخرى المعاصرة، لنصل إلى مسلم ذي دين وذي عقل معا… وتخرج كلياتنا الدينية باحثين ذوي فكر نقدي يمكّنهم من التمييز بين الحقيقة والمعتقد. الحقيقة العلمية تخضع للبرهان إذن عامة، أما المعتقد فلا حاجة له إلى البرهان إذن خاص بكل مؤمن. ولا يجعلهم يضحون بالحقيقة الموضوعية من أجل قناعاتهم الذاتية أي معتقداتهم…، ويميزون بين التاريخ والأسطورة وبين الواقع والرغبة وبين المعقول واللامعقول بل ويبحثون في اللامعقول بالمعقول لكشف منطقه الخاص وإضاءة زواياه المعتمة.

أمثال هؤلاء الباحثين ضروريون لنعرف من نحن، وكيف تكوّن الإسلام تاريخيا وما هي المصادر التي استقى منها، وما هي عوائقه التي أعاقته عن دخول الحداثة وما زالت؟ وهكذا سيسقون الفكر الديني بنُسْغ تحليلي جديد أي بحيوية تحليلية جديدة قلما عرفها في تاريخه الحديث بينما تشبع بها الفكر الديني في العالم حتى التخمة. هذا رهان كبير إذا خسره العالم العربي والإسلامي خسر نفسه.

الإصلاح الديني علاج ذهني جماعي من القمع المستبطَن، من الأغلال غير المرئية التي تكبل عقل المسلم وتسترقّه نفسيا وتشده بألف حبل وحبل إلى عبادة الأسلاف ليعيش في القرن الحادي والعشرين كما عاشوا في القرن السابع، وأن يجاهد كما جاهدوا ليعيد خلافتهم من “الأندلس إلى حدود الصين” كما قال قائد الجيش الإسلامي في العراق لصحافيين فرنسيين اخططفهما…

ناصر بن رجب : مفتاح إصلاح الإسلام في نظرك هو الإنتقال من إعلام وتعليم اللامعقول الديني إلى إعلام وتعليم المعقول الديني بتدريس علوم الأديان والفلسفة وحقوق الإنسان. فكيف يمكن تحقيق هذا الهدف في إصلاح الإسلام الفرنسي والأوروبي؟

الإسلام الفرنسي – الأوروبي محظوظ. فليس مطالبا بالإنتقال من اللامعقول السائد إلى المعقول المنشود كما في حالة غالبية البلدان العربية والإسلامية. بل مطلوب منه فقط أن يتصالح مع الدساتير والقوانين الوضعية والنظم التربوية والقيم المشتركة العقلانية العابرة للثقافات المطبقة في الإتحاد الأوروبي. حسبه أن يُعرّف نفسه بالعلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان. وهكذا يستطيع الإسلام الأوروبي أن يقطع مع الجمود الديني السائد في معظم بلدان المنشأ. سرني عندما قرأت لمحمد الموسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية Conseil Français du CulteMusulman “وهو مغربي”، قوله : “الإسلام الفرنسي ليس الإسلام المغربي ولا الإسلام السعودي”.

مما يدل على فهم دقيق للمعادلة الدينية المعاصرة وهي أن كل دين هو ابن ظروف الزمان والمكان اللذين يظهر فيهما. وليس وصفة سحرية عابرة للتاريخ كما يتوهم فقهاء الإسلام التقليدي والسياسي. على الإسلام الأوروبي أن يأخذ الدرس من كيفية اندماج الأقلية اليهودية في الأمة الفرنسية. فقد قبلت التخلي عن الشريعة اليهودية مقابل دمج نابليون لها في الأمة الفرنسية العلمانية الوليدة سنة 1807؛ وأن يأخذ أيضا الدرس من تركيا المسلمة وحكومتها الإسلامية التي أعلنت على لسان رئيسها أردوغان أنها تقبل الإنضمام للإتحاد الأوروبي مقابل تخليها عن الشريعة الإسلامية بقبول جميع القيم المشتركة للإتحاد الأوروبي. وقرنت القول بالفعل فعدلت الدستور سنة 2006 بتطهيره من بقايا الشريعة مثل عقوبة الزنا والإعدام ومنع المسلم من تغيير دينه فأصبح لا يختلف في شيء عن أي دستور علماني أوروبي.

فكيف لا يقبل المهاجرون والمسلمون الأوروبيون الإندماج في هذه الثقافة العلمانية التي اندمج فيها اليهود والأتراك؟

كيف يمكن تحقيق ذلك؟

أساسا بتكوين الأئمة تكوينا دينيا حديثا يستلهم برنامج المعهد الأعلى لأصول الدين التابع للجامعة الزيتونية والدساتير والقوانين الأوروبية ووثائق حقوق الإنسان كالإتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة، التي يحسن بهم إستلهامها في خطب الجمعة ودروس المساجد، والإتفاقية الدولية لحماية الأقليات التي ينبغي أن تكون الإطار القانوني لمطالب مسلمي أوروبا وأن يحتكموا للقضاء الأوروبي، وعند الإقتضاء، إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، بدلا من الإحتكام إلى الإنتفاضات والحرائق العدمية .nihilistes

في الواقع توجد ثغرات فادحة أحيانا في تكوين الأئمة. يوم وفاة ملك بلجيكا في التسعينات قال إمام باريسي في خطبة الجمعة : “اليوم نقص منهم واحد” أي من الكفار. وبالرغم من أن إمام الجمعة في جامع باريس معتدل عادة في خطبته إلا أنه ركز مؤخرا خطبته على تفسير الآية السجالية : “وقالت اليهود عزير ابن الله” … وهذا لا يساعد على حوار الأديان في فرنسا الذي يمارسه بكل شجاعة واقتدار مدير جامع باريس د. دليل أبو بكر. في القرآن الكريم، كما يقول أبو حامد الغزالي، آيات مفضولة وأخرى فاضلة. ويليق بالأئمة استخدام الآيات الفاضلة وهي لا تقل عن 75 آية توصي بالتسامح واحترام جميع الأديان بما فيها الوثنية مثل “لا إكراه في الدين” و “إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون من آمن بالله وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. سلوك مدير جامع باريس دليل أبو بكر ومفتي مرسيليا الشيخ صهيب بن الشيخ قدوة حسنة في هذا المجال لأئمة فرنسا وأوروبا وحتى العالم الإسلامي لنحت إسلام مسالم كيّف تقاليده مع الواقع المعاصر، وفي أوروبا مع واقع المجتمعات الأوروبية.

ينظر الأوروبيون إلى الإسلام كتهديد، فما العمل لتغيير هذه النظرة؟

لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. المسلمون الأوروبيون مطالبون بالتخلي عن عاداتهم الميتة والمميتة مثل ختان البنات وذبح الأضاحي في المنازل وارتداء الحجاب والنقاب والبرقع وتعدد الزوجات الذي هو في نظري أحد أهم الأسباب لمتاعب المسلمين الأوروبيين، مثلا في فرنسا 30 ألف عائلة متعددة الزوجات أنجبت 600 ألف طفل بمعدل 14.5 لكل عائلة معظمهم فشلوا في المدرسة وهم الذين جعلوا نسبة المسلمين في السجون الفرنسية 27 في المائة من مجموع السكان أي 4 مرات أكثر من وزنهم الديموغرافي في فرنسا.

من مهام الأئمة توعية المؤمنين بخطر تعدد الزوجات والإكثار من الأطفال للحصول على المنح العائلية محولين فلذات أكبادهم إلى سلعة، إلى مجرد وسيلة للربح.

على الحكومات الأوروبية أن لا تغضّ الطرف عن تعدد الزوجات. لا يستطيع التونسي في تونس، التي منعت تعدد الزوجات في 1956، أن يمارس التعدد ويستطيع أن يمارسه في فرنسا وأوروبا التي لم تعرف عادة تعدد الزوجات في تاريخها. تعدد الزوجات جاءت به اليهودية وعنها أخذه الإسلام. لكن تعدد الزوجات لا وجود له لا في يهود إسرائيل ولا في الشتات. كما على الحكومات الأوروبية أن تكافح كل مظاهر العنصرية ضد المسلمين وأن تتبنى جميعا الطريقة الأمريكية في التمييز الإيجابي لصالح أبناء المهاجرين. وعلى المؤسسات الثلاث المؤطرة لمسلمي فرنسا، جامع باريس والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والفدرالية المغربية لمسلمي فرنسا أن تتعاون فيما بينها لتوعية مسلمي فرنسا بواجباتهم كمواطنين فرنسيين أو ضيوف وأن تدافع عنهم ضد التجاوزات.

مسلمو أوروبا يعيشون في مجتمع حضارة المعرفة أي حضارة الكمبيوتر. الإسلام الذي يمر بإعادة التأسيس لا يمكن له أن يكون في حالة اشتباك أو تناقض مع هذه الحضارة بل عليه أن يكون معها في حالة وئام لذلك على نخب الإسلام الأوروبي أن تعيد إختراع إسلامها أوربيا على مقاس القيم المشتركة والمعايير الأوروبية الجماعية…

إصلاح الإسلام الأوروبي يعني أن يصبح في نهاية المسار إسلاما آخر غير الذي كانه. مختلفا في شعائره وممارساته وطبيعة علاقته مع الآخر، الذي لم يعد ساكن دار الحرب بل أصبح المواطن الذي يشاركه حقوق المواطنة في بلد غدا بلده هو أيضا. هذه روح الإسلام الأوروبي الذي أعيد تأسيسه أي إصلاحه.

هل لك أن تلخص للقراء في كلمات معدودة الخطوط الكبرى للإصلاح الديني؟

للقرّاء ولصنّاع القرار أقول في بداية القرن العشرين كان الخيار إصلاح أم ثورة. وفي بداية القرن الحادي والعشرين غدا الخيار إصلاح أم فوضى دامية على الطريقة الصومالية مثلا. إختارت أوروبا الغربية الإصلاح فقطعت الطريق على الثورة. فهل سيختار العالم العربي والإسلامي الإصلاح لقطع الطريق على الفوضى؟

الفوضى اليوم تعني أن يصبح العالم وكل بلد فيه غير قابل للحكم..ingouvernable فاختاروا إذن الإصلاح الديني كمدخل للإصلاح الشامل السياسي والإقتصادي والعلمي واللغوي والتربوي. الإصلاح الديني هو اليوم المدخل لقطع الطريق على هجوم الجنون في التاريخ، على تحويل المؤسسات التعليمية والإعلامية إلى منابر للتكفير والفتاوى المضحكة حينا والمبكية حينا، وعلى تحويل المستشفيات إلى مسالخ لقطع الأيدي، وتحويل الساحات العامة إلى أمكنة يتبارى فيها المصابون بالطاعون العاطفي على رجم المحبين وشنق المفكرين الأحرار وتحويل عواصم أرض الإسلام إلى أكثر من طهران يصطاد فيها “حراس الثورة” الشباب الجامعي كما يصطادون الأرانب. المدخل إلى الإصلاح يكون :

1- بالإنتقال السريع من إعلام اللامعقول الديني إلى إعلام المعقول الديني ومن مدرسة اللامعقول الديني ، التي تُفبرك جموعا من المتعصّبين كلّ واحد منهم مشروع شهيد أي قاتل وقتيل ، إلى مدرسة المعقول الديني والدنيوي الكفيلة بوضع حد للقراءة الحرفية للنّص وبتدريس الإسلام بعلوم الأديان الكفيلة بإخراجنا من الرؤية الجامدة للإسلام بتفكيك الرواية الخيالية حتى الكاريكاتور لنصوصه ولرموزه المؤسِّسة بتكوين نُخب قادرة على التفكير في تراثها وخاصة على إعادة التفكير في مشروعها العقلاني المستقبلي.

2- كما يكون باقتباس التعديلات التي أدخلتها حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي على الدستور سنة 2006 وهي إلغاء عقوبة الإعدام والزنا والإعتراف للمسلم بالحق في تغيير دينه طبقا للمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

3- كما يكون بالمبادرة إلى إصدار قوانين أحوال شخصية تستلهم مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي دشنت ورشة إصلاح الإسلام التونسي المفتوحة منذ 54 عاما، كما فعل المغرب الذي يحكمه ملك مُصلح يحمل لقب أمير المؤمنين، لوضع نهاية لإقصاء فقهاء الجمود الديني للمرأة من الفضاء العام أي من الشارع والمدرسة وأماكن العمل جاعلين المسلمة المثالية هي تلك التي لا تخرج إلا مرتين. مرة من بيت أبيها إلى بيت زوجها ومرة من بيت زوجها إلى القبر. والحال أن نساء النبي خرجن في حياته وبعد مماته، وعائشة خرجت لقتال علي في معركة الجمل التي أسفرت عن خمسة عشر ألف قتيل، وكانت تلهب جيشها حماسا حتى قال علي أعقروا الجمل وإلاّ فنيت العرب اليوم. وهكذا لم تطبّق أمهّات المؤمنين لا في حياة النبي ولا بعد وفاته آية «وقَرْنَ في بيوتكنّ». فبأي منطق يُطلب من نساء اليوم تطبيقها؟

هذه التدابير الضرورية كفيلة بتدشين مسار الإصلاح الديني لإخراج الإسلام من سكة الندامة الذي أدخلته فيه عصور الإنحطاط إلى سكة السلامة : سكة الإصلاح وحوار الأديان ومصالحة الإسلام مع الحداثة أي مع العالم الذي نعيش فيه.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

مقال نارى لإبراهيم عيسى " حتى لا نصحو على داعش تقتحم الكعبة "

ابراهيم عيسى: محمد بن عبدالوهاب ارهابي والسعودية راعية الارهاب !

جدد الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى هجومه العنيف على المملكة العربية السعودية، معتبرا إياها "التربة الخصبة للفكر الإرهابي الذي أسسه محمد بن عبدالوهاب "على حد قوله.

وقال عيسي في مقال له نشرته جريدة "المقال" التي يرأس تحريرها بعنوان : "حتى لا نصحو على داعش يقتحم الكعبة"، إن: "السعودية تقدم المحيط الآمن، والتربة الخصبة للفكر الإرهابي، وترعاه، وتحميه، وتدعمه، وتتباهى به، وتقول عنه اعتدالا".

وأضاف عيسى في مقاله، أن الحكومة السعودية تحاول أن تقنعنا بأن نقبل بالإرهاب المعتدل، كأنه يمكن تقسيم الإرهاب إلى "إرهاب وحش فظ قليل الأدب، وإلى إرهاب طيب وابن ناس" على حد وصفه.

وأضاف: "هناك الإرهابي الذي يعمل لصالحي، وهذا هو المعتدل من وجهة نظر السعودية التي تدعم مع قطر جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة، في العراق، وتعلفه وتسمنه بالأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وتطلب منه أن يتخلى عن التسمية القديمة، ولا مانع من دمج كل كلاب النار، تحت تسمية جديدة لطيفة ليست مدرجة في قوائم الإرهاب الأمريكية وتطلق عليها: "المعارضة المسلحة المعتدلة"، أو "جيش الفتح" حسب تعبيره .

وعلق عيسى ساخرا: "كأن بهذه الطريقة المفضوحة يمكن أن يلبس العالم الطرطور، وهو مبسوط جدا".

واستطرد مهاجما الإمام محمد بن عبدالوهاب، فقال: "هناك الإرهابي الذي يقول كل كلام الإرهاب الذي هو الخالق الناطق كلام محمد بن عبدالوهاب شخصيا، ووهابيته شخصيا، لكنه مؤمن ومحمي ومرضي عنه، لأنه متحالف مع الحكم السعودي، ومتقاسم معها إدارة البلاد، آل سعود الحكم، وآل الشيخ الدين، هنا يصبح التكفير والتحريم والتجريم لأي مخالف ومختلف من أي فكر أو مذهب غير وهابي طبيعيا جدا وعاديا، بل "واسم النبي حارسه" معتدلا أيضا".

وتابع: "الإرهاب ابن عاق في كل المجتمعات، وبخاصة في ‫#‏مصر‬، والسعودية".

واستطرد: "كل ما أخشاه أن يعود جهيمان العتيبي.. ذلك المهووس الذي صار اسمه الآن أبو بكر البغدادي أو محمد الجولاني أو أيمن الظواهري".

واستطرد قائلا: "سأعود إلى الجريمة المسكوت عنها في التارخ السعودي، لأنها التي لا تدع مجالا للشك في أن الأرض هناك تنبت الإرهاب قي كل المواسم"، وفق قوله.

وتساءل عيسى قائلا: "كان هجوم الإرهابيين يرفع شعارات إقامة دولة الخلافة، وتطبيق شرع الله، هذا في مواجهة مملكة تعيش على أنها رمز تطبيق الشريعة.. لكن هل ملأ أعينهم ما تقوله وتفعله السعودية؟".

وأجاب: "لا.. إن تنازل البعض أمام الإرهاب بمزيد من التشدد والتطرف يغري بمزيد من الإرهاب، والدليل ما وقع في مكة أواخر نوفمبر 1979، حيث لم يفهم أحد ماذا كان يجري؟ ومن يجرؤ على إحضار أسلحة إلى المسجد الحرام؟ ومن يجرؤ على استخدامها، لاحتجاز المصلين كرهائن، ومن يجرؤ على إراقة الدماء حول الكعبة؟.

واختتم عيسى مقاله بالقول: "لم يكن هذا إلا جهيمان العتيبي، زعيم حركة الإخوان في السعودية بأنصاره ورجاله الذي هم، وهو، النسخة الأخرى من جماعة الإخوان، والنسخة الأصيلة من داعش ولا شيء يمنع جهيمان العتيبي من العودة إلى الكعبة فقد قطعت السعودية رأسه، لكنها لم تقطع أفكاره، بل تتركها في جوامع السعودية، وتدفع لها في معاهد وجميعات #مصر".

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

11218944_860858624001635_855761037492296

رشا ممتاز

صفحة

أمينة غريب فقيم

أول إمرأه تصبح رئيسة في تاريخ موريشيوس

تلك البلد الأرخبيلى في المحيط الهندى و التى تقع بالقرب من مدغشقر

هذا البلد الساحر بطبيعته علماااااااااااااااااااانى

نعم علمانى

السكان في هذا البلد الصغير يتكونون من

هندوس 50 %

ميسحيين 32 % النسبة الأكبر منهم كاثوليك

مسلمين 17 %

ملحدين 1 %

يعنى المسلمين تالت أقلية دينية في البلد و مع ذلك إنتخب البرلمان المسلمة أمينة غريب فقيم كرئيسة للبلاد

ليه و إزاى

علشان موريشيوس دولة متحضرة عنا علمانية لا تنظر للدين و لا للجنس تنظر فقط للكفاءة

و بذلك تتضح أهمية العلمانية للتحضر و الرقى و التقدم

العلمانية هى الحل

إليكم صورة الرئيسة المسلمة في بلد نصف سكانه هندوس

أقصد إليكم صورة الرئيسة الجميلة في بلد كل سكانه متحضرون

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

11062089_1019379771408115_62194540067765

الوحدة 731:

وحدة عسكرية يابانية؛ أسسها الطبيب البشري شيرو إيتشي المشار إليه بالصورة (25 يونيو 1892 – 9 أكتوبر 1959) بعدما تم تجنيده بالجيش الياباني...

و كانت الوحدة تهدف للبحث في شؤون وتطوير الحرب الكيميائية والحرب البيولوجية السرية في جيش اليابان الإمبراطوري.. أجرت هذه الوحدة تجارب أسلحة بيولوجية على البشر في الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب العالمية الثانية...

أجرت الوحدة 731 تشريح لأسرى الحرب أحياء بدون تخدير خوفا من أن يؤثر التخذير على دقة نتائج التجارب.. كما تم التشريح على السجناء بعد حقنهم بأمراض مختلفة.. حيث يقوم العلماء بإجراء جراحة على السجناء، وإزالة الأعضاء الداخلية لدراسة آثار المرض على الجسم البشري...

وأجريت هذه العمليات على مرضى على قيد الحياة.. حيث أنه كان يعتقد أن عملية التحلل من شأنها أن تؤثر على النتائج...

كما أجريت عمليات تشريح على النساء الحوامل، وانتزعت الأجنة لدراسة انتقال المرض إليها من قبل كما في الصورة.. التي يعتقد أنها لامرأة تعرضت للاغتصاب ثم التوليد القيصري دون مخدر بعد حقنها بالجمرة الخبيثة...

من التجارب المعلنة للوحدة 731 كانت تعليق بعض السجناء رأسًا على عقب لتحديد إلى أي مدى سيظلون يختنقون.. و حقن السجناء بالهواء لتحديد الوقت اللازم لظهور أعراض السكتة.. و حرمان السجناء من الطعام والماء أو النوم لمدة من الزمن حتى الموت لمعرفة أقصى درجة تحمل لجسم الإنسان...

كان يتم إطلاق الفئران و البراغيث الحاملة للطاعون علي السجناء لأغراض الدراسة.. حتي الأطفال.. لم تسلم.. كان يتم منحهم الحلوى المسممة و اطلاق قمل التيفوس و براغيث الطاعون عليهم.. و رشهم بالمبيدات كما في الصور.. لمعرفة النتيجة.. يشير المؤرخون إلي أن تجارب الوحدة 731 قد راح ضحيتها 250 ألف بشري .. و هو 1/5 عدد ضحايا هيروشيما و نجازاكي...

مع إستسلام اليابان.. أصدر شيرو إيتشي أوامره بنسف الوحدة 731 بعد أن استولى على كافة أسرارها...

تم القبض علي إيتشي في نهاية الحرب العالمية الثانية و تم استجوابه في الإتحاد السوفيتي بواسطة الكي جي بي حيث اعترف أمام أساليب الكي جي بي الرهيبة.. و تم تسليمه للولايات المتحدة لمحاكمته و اعدامه باعتباره مجرم حرب...

عرض إيتشي علي الولايات المتحدة إعفاؤه هو طاقمه من العقاب و منحهم حصانة.. مقابل تسليم كل ما لديه من تجارب موثقة.. خاصة فيما يتعلق بالحرب البيولوجية.. تمت في الوحدة 731...

تمت الصفقة بنجاح و حصل إيتشي و طاقمه علي الحصانة التي رغبوها.. حتي مات علي فراشه في منتجع فخم في الولايات المتحدة في هدوء.. بعد اصابته بسرطان المريء من فرط تدخين السيجار...

للمزيد: http://en.wikipedia.org/wiki/Unit_731

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

الإمعية

 

كتير اوي بنسمع “انتا أنسان إمعه ! ” او “يا إمعه ! “, و اللي أغلبنا بيفهم كلمه ” إمعه ” بمعني الحقير , التافه , اللي ملوش اي قيمه في الحياه و بس ,, مع ان لفظ “إمعه ” ده وراه عمليه نفسيه اجتماعيه معقده بطريقه مرعبه ! و اللي أسمها باللغه العربيه “الإمعيه ” ,, و بالانجليزي الـ Deindividuation ..

 

الإمعيه او الـ Deindividuation , هي ببساطه سلب الانسان الطبيعي من هويته .. تجريده من كل ما يميزه ككونه هذا الانسان , تحويله لمجرد ” إمعه ” بتتساق علي حسب اهواء النظام او الفرد اللي ساهم في التحويل ده ,, مثل بسيط:

 

 

راضي موظف غلبان معروف طول عمره بادبه و اخلاقه .. كان داخل يتعالج في مستشفي حكومي , راضي اتعامل معامله سيئه جدا و اتهانت كرامته و انسانيه , زياده علي كده أتضر صحيا و نفسيا , راضي ابتدي تدريجيا يفقد شخصيه راضي المحترم المؤدب , و ابتدي يكتسب صفات بعيده كل البُعد عن هويته الاصليه , أبتدي يتحول لانسان قليل الادب , انسان كاره للمجتمع , او علي العكس اتحول لانسان جبان , خنوع , انسان منعزل في حاله , متقبل لكل ضربات المجتمع ليه ,, في الحالتين تم تغير “راضي ” .. في الحالتين تم “إمعيه ” راضي …….. !

 

خلينا نقول , ان كل شخصيه فينا , عندها زي ليسته من المحظورات او الممنوعات اللي علي اساسها بتتشكل الشخصيه ديه , زي مثلا : أحمد عنده مبدأ في حياته انه لا يمكن يدخل في بوءه سجاره , علي عكس شريف اللي بيدخن عادي , بس عنده مبدأ انه لا يمكن يعاكس بنت … لو حصل ان احمد لاي سبب مهما كان مشي ضد مبدأه .. و شرب سجاير , هنا أحمد أتحول لـ” أمعه ” علي عكس شريف اللي بيدخن عادي , بس محافظ علي مبادئه في انه عمره ما يعاكس اي بنت ! … عمليه “الإمعيه” اللي حصلت لاحمد مكنتش عشان شرب السجاير , انما عشان هو سمح لنفسه يدوس علي قاعده اساسيه كانت مميزه لشخصيته و اللي تعتبر أولي خطوات الـ Deindividuation و أسمها الـ disinhibited behavior …

 

الـ Deindividuation , مش انك تعمل حاجه غلط او حاجه صح , انما انها تعمل حاجه ضد نفسك و شخصيتك , حتي و لو بتعمل الصح و انتا غير مقتنع او انتا تحت ضغط او خوف تبقي “أمعه ” !.. “الإمعيه ” ببساطه هو انك تبتدي تتحول لحد غير نفسك !

 

 و من أشهر عمليات الـDeindividuation اللي حصلت في تاريخ علم النفس الاجتماعي , هي تجربه سجن ستانفورد , و اللي عالم النفس الشهير ” فيليب زيمباردو ” , جاب مجموعه من الشباب , و قسمهم , مجموعه عملت حراس سجن , و مجموعه عملت مسجونين , و سابهم مع بعض و راقب من بعيد تفاعل المجموعتين .. من ضمن الشباب اللي كانت عامله مساجين , شاب أسمه Clay , و اللي خد رقم 416 في تجربه الأسم , بعد انتهاء التجربه , عملوا حوار مع Clay عشان يحكي لهم علي اللي مر بيه في التجربه , و ده كان كلامه :

 

” … بدأت ان أشعر , اني افقد هويتي الحقيقيه , هوية هذا الشخص الذي يدعي Clay .. هذا الشخص الذي تطوع للمشاركه في هذه التجربه .. لقد كان يبعد عني , حتي في النهايه لم أجده تماما .. و تحولت لـ 416 , فلقد كنت بالحقيقه مجرد رقم , رقم 416 .. و 416 كان عليه الاختيار في ماذا سيفعل لاحقا .. “

 

ففكل مره , تحس انك بتمر بعمليه الـ Deindividuation , او ان المجتمع او اللي حواليك بيبذلوا قصاري جهدهم لإمعيتك !! .. أفتكر Clay .. أفتكر 416 ..

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

Amal Kamal

 

الوهابية ...

نشأت الوهابية فى أحضان وزارة المستعمرات البريطانية وعلاقتها بالجاسوس البريطانى همفر الذى أوفدته بريطانيا إلى الحجاز ومذكراته منشورة على الإنترنت لمن يريد المزيد من المعرفة ، أن الفكر الوهابى الذى غزا مصر بأموال البترودولار خطر على العلم والأمن والتقدم وفكرة المواطنة ، فهذا الفكر ضد الحضارة الحديثة وضد المرأة وضد الأديان والعقائد الأخرى ، ويكفى أن نقرأ فتوى وجوب هدم الكنائس (فتوى لجنة الإفتاء السعودية برئاسة عبد العزيز آل الشيخ) وتحريم البدء بإلقاء السلام على النصارى (ابن العثيمين 21-9-2005) ، وعدم تهنئتهم بأعيادهم وعدم القصاص لهم تنفيذاً لفتوى لا يقتل المسلم بالكافر وهذا ليس من تعاليم الإسلام !!!!

المرأة طبقاً للتفكير الوهابى مجردة من آدميتها وإنسانيتها ، لا تسير فى وسط الطريق ولكن بحافته وبجوار الحائط حتى تلتصق ملابسها بالجدار!! وإذا تعطرت فهى زانية ، وإذا كشفت وجهها أو شعرها فمصيرها جهنم وبئس المصير ، أقصى ما تستطيع المرأة فعله هو حريتها فى ارتداء كفن أسود يحجبها عن الأعين ولا تتخلص منه إلا بكفن آخر لونه أبيض ! .

تجديد وثورة الوهابية تمت بهدم بيت رسول الله وبيت أبى بكر ودار الأرقم وطمس كل مقابر البقيع !! ، ولولا هجوم إبراهيم باشا لطالت نار الهدم والتخريب باقى الآثار الإسلامية ، استمرت الثورة الوهابية فى تبنى مثل هذه التخريبات حتى وصلت إلى التخريب بالفتاوى بدلاً من التخريب بالمعاول والفؤوس ، وهى الفتاوى التى يشكو منها حكام وأمراء السعودية الآن ويكتوون بنارها ويحاولون تحجيمها بعد فوات الأوان لأنهم تحركوا بنفس منطق دعم طالبان القديم ضد قوى الكفر حتى التهمهم الأسد الطالبانى الذى تربى فى أحضانهم ! .

الفتاوى تنتمى إلى عالم الكوميديا السوداء التى تجعلك تبكى دماً من فرط التفاهة ، بداية من تحريم لعبة البوكيمون حتى فتوى تحريم علم الجيولوجيا للفوزان مروراً بتحريم اللغة الانجليزية لابن عثيمين ، وتحريم إهداء الزهور للجنة الإفتاء الدائمة ، وفتوى تحريم رنات الهاتف الخلوى للشيخ محمد صالح المنجد ، لفتوى تحريم الجغرافيا ، وفتوى تحريم لعب كرة القدم للشيخ عبد الله النجدى، والفتوى التى جعلتنا مسخرة العالم وأعادتنا إلى عصر ما قبل جاليليو وهى فتوى الشيخ بن باز بتكفير كل من يقول بدوران الكرة الأرضية حول الشمس !! .

كان الشيخ الغزالى على حق عندما أطلق عليهم اسم " فقهاء البادية " لكنه توفى قبل أن تصبح لديهم فضائيات جبارة وأتباع بالملايين وطابور خامس داخل مصر شعاره الوهابية أولاً وليذهب الوطن إلى الجحيم وطظ فى مصر على رأى المرشد السابق !!

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...