اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

محمد نجيب رجل في زمن ندر فيه الرجال


biso80

Recommended Posts

سامي كليب: مرحباً بكم -أعزائي المشاهدين- إلى حلقة جديدة من برنامج (زيارة خاصة).

نحن هنا في القاهرة، وهنا -كما في باقي العواصم العربية- نعرف أن جمال عبد الناصر هو الذي قاد ثورة يوليو، وأن أنور السادات هو الذي قاد حرب العبور، ووقَّع اتفاقية كامب ديفيد.

ولكن ماذا نذكر عن محمد نجيب الرجل الأول الذي قاد الثورة؟ وأول رئيس لجمهورية مصر بعد نجاح تلك الثورة؟

لماذا وُضِعَ في الإقامة الجبرية؟

ولماذا عاش ومات فقيراً معدماً؟

بعض أسرار الرجل، وخصوصاً أسباب خلافه مع الضباط الأحرار، رجال الثورة نكشفها اليوم، مع مستشاره السابق لشؤون الصحافة، السفير السابق رياض سامي.

من المدرسة الحربية عام اثنين وأربعين، إلى المشاركة في أولى خلايا الضباط الأحرار، وصولاً إلى الدفاع عن أرض فلسطين، كان رياض سامي يفكر في كل شيء، سوى في أن يصبح مستشاراً لأول رئيس لجمهورية مصر بعد الإطاحة بالملك فاروق، ومن ربوع الإمساك بزمام الصحافة إلى جانب الرئيس الراحل محمد نجيب وصولاً إلى تولي منصب سفير في عدد من الدول الغربية، بقي رياض سامي وفياً لمحمد نجيب، لكنه لم يعتزل العمل السياسي، حين وُضِعَ محمد نجيب في الإقامة الجبرية، ثم عُزِلَ ونسي وحُذِفَ اسمه من كتب التاريخ، ولذلك قرر رياض سامي اليوم أن يكشف أسراره، ويعيد للرجل بعضاً من اعتباره.

رياض سامي: والله أقول لك، كأخ إنني أشعر –وقد تعديت الثمانين- أن الله بيطيل في عمري، محاولاً أن أدفع الغبن والظلم والإجحاف ونكران الجميل، لمن تسبب في وجودي أنا، وكيان ضباط الثورة جميعاً، هو الذي استظلينا به وبشجاعته، ثم بعد ذلك حصل ما حصل.

نظرة رياض سامي لجمال عبد الناصر

سامي كليب: طيب سعادة السفير، يعني أنت تقول في كتابك الذي وضعته حول تلك الفترة –وهو بين يدينا الآن- "شاهد على عصر الرئيس محمد نجيب"، تقول التالي: إنه بعد رحيل اللواء محمد نجيب توقعت وانتظرت أن يدلي أحدٌ ما بما يصحح مسار مصر التاريخي، ويعلن للملأ بحقيقة الأوضاع السابقة، خاصة بعد زوال النظام الناصري الديكتاتوري، هل كان جمال عبد الناصر فعلاً ديكتاتوراً بنظرك؟

رياض سامي: والله يعني شر المبكيات ما يضحك، وأقول هذه لك، وشهادة للتاريخ، وأنا لا أخشى إلا الله، أن عبد الناصر وقد عملت معه، واختلطت به، وتحاورت معاه، مع أعضاء الثورة، يمثل الديكتاتورية في النظام الشمولي الفردي الديكتاتوري و..

سامي كليب[مقاطعاً]: يعني طبعاً سعادة السفير، نحن حين نتحدث الآن للشاشة عن ما تصف به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالديكتاتورية، قد يسأل طبعاً المشاهدون، وتحديداً الذين يحبون عبد الناصر وتعلقوا بثورته، يعني ما هي دلائلك على ذلك؟ هل من أدلة فعلية على أن جمال عبد الناصر –من خلال عملك الشخصي طبعاً- كان يتصرف معكم أو مع الآخرين كديكتاتور فعلاً؟

رياض سامي: بادئ ذي بدء بعد ما أن عَينيِّ محمد نجيب سكرتيراً له، جاءني عبد الناصر كان بيمر هو وعبد الحكيم عامر، بعد الثورة بأسابيع، وعلم أن محمد نجيب أصدر أمر بتعييني مستشاراً صحفياً، أو سكرتيراً صحفياً له، فقال لي: أيه يا رياض أنت عاوز تسيبنا؟ فأنا ذهلت، هل هناك انقسام؟ فكان معه عبد الحكيم عامر، قلت له القائد العام يطلب مني أكون سكرتيراً له في أي موقع، لا أملك إلا أن أوافق، ولماذا لا أوافق؟ فابتسم عبد الحكيم عامر، وقال له يلَّلا يا جمال، ووضع أيده على كتف جمال عبد الناصر، لأنه عبد الحكيم عامر يعرف يعني معدن تصرفي وتفكيري وحقيقة، فدي نبهتني، وأقول خلتني تعلقت بمحمد نجيب.

سامي كليب: ولكن هذه الحادثة نعم.

رياض سامي: لأنه قربت منه نعم.

سامي كليب: ولكن اسمح لي سيادة السفير، هذه الحادثة لا تشير إلى أنه جمال عبد الناصر كان ديكتاتوراً، يعني هذه قد تشير أكثر إلى علاقته بالرئيس محمد نجيب، وأنه كان ينوي ربما مع بعض الضباط إبعاد محمد نجيب، أو إبعاد الناس عنه، ولكن سألتك عن بعض الأمثلة التي حصلت معك، هل فعلاً كنت تشعر أنت شخصياً بالرئيس جمال عبد الناصر أنه يتصرف معكم أو مع الآخرين كديكتاتور؟

رياض سامي: ليس بالضرورة –يا سيادة الأخ- أن يتصرف معي، تصرفه مع زملائي وأهل وطني وأخواني.

سامي كليب: كلمة ديكتاتور ستعود أكثر من مرة في حديثنا مع رياض سامي، معبرة عن نقلة قد تكون غير مبررة إلا بأسباب شخصية، فعبد الناصر تماماً كمحمد نجيب وغيرهما من الضباط الأحرار، أرادوا جميعاً استقلال بلادهم، وضيفنا رياض سامي نفسه يسحب من جاروره بياناً كتبه بنفسه، حين كان في السادسة عشرة من عمره، ويناهض فيه الإنجليز.

رياض سامي: أخواني ما الذي يفكك الجبهة الوطنية؟ فمحمد محمود باشا رغماً وربما، ولكن الإنجليز هم الخونة الذين يعكرون صفو البلاد، أتعلمون ما فعلوا؟ أظن كلا، أنهم هم.. أنهم ذهبوا إلى جلالة السامية كي (يوطل) الوزارة، أن يطيل الوزارة النسيمية، بتاعة محمد نسيم باشا، شاب يعرف الساسة بتوع البلد، عنده 15 سنة.

حقيقة الخلاف بين محمد نجيب وباقي الضباط الأحرار

سامي كليب: نعم، طيب يعني يبدو من خلال أول بيان -سعادة السفير- إنه كنت فعلاً بدأت تتربى على مناهضة الإنجليز، والسؤال هنا طبعاً حول انضمامك إلى الثورة في بدايتها، ثم ما شهدته على علاقة الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة، أو كما كانوا يصفونها آنذاك هم أنفسهم بالانقلاب على الملك فاروق، وهنا الروايات تتعدد، وكتب محمد نجيب في مذكراته إنه جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر انضما لاحقاً إلى الثورة، أو بعد الاستيلاء على مقر القيادة العامة، وأنت طبعاً انضممت إلى الثورة في اليوم الثالث، ما هي معلوماتك عن الحدث تحديداً؟ هل فعلاً أن جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر لم يكونا في خلال الهجوم على مقر القيادة؟ وأنهما جاءا فيما بعد؟

رياض سامي: الحقيقة اللي كانت ظاهرة، كانوا واقفين قرب مجلس قيادة الثورة، بالمدنيين، وجاء يوسف صديق القائمقام يوسف صديق، الذي اقتحم مجلس قيادة الثورة فعلاً.

سامي كليب: بالفعل.

رياض سامي: وهو الذي استولى عليها، ويقال إن بعض الجنود لقوا مدنيين شكوا فيهم، جاء يوسف صديق قال لهم لأ، فراح عبد الحكيم وجمال غيَّروا ملابسهم، وعادوا إلى.. إلى القيادة العامة بعد أن دخلها يوسف صديق، واحتل القيادة، وأخرج عثمان المهدي من رئاسة أركان حرب الجيش.

سامي كليب: على كل حال يوسف صديق رُوِيَت عنه هذه الرواية، وأيضاً محمد نجيب قال ما تتفضل به، فيما بعد اُتهم يوسف صديق بأنه كان ربيباً للشيوعية، وحورب، أنت طبعاً كنت في الداخل وكنت ترى ما الذي يحصل سعادة السفير، متى بدأ الخلاف جدياً يدب بين محمد نجيب الذي عُيِّن رئيساً لمصر بعد الثورة وبين بقية الضباط؟ وتحديداً مع جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر؟ متى كنت بدأت تشعر فعلاً أن هوة الخلاف تتسع؟ وعلام كان الخلاف في البداية؟

رياض سامي: في عملي كان ليس لي أن أناقشه في السياسات، أو بما كان يدور في مجلس الثورة بينه وبينهم.. بينهم، بينه وبينهم، فأنا ما كانش لي أن أسأله، ولكن الأمور تتحرك بعيني أنا ترى، محاولاتهم لإقصائه، لإبعاده، لعزله عنهم، تكاتفهم حواليه، ولا أخفي عنك –ودي شهادة- شبَّان أعمارهم ما بين 30، صاغ وجد نفسه وزير، وجد وزير مواصلات، ووزير شؤون للتعمير، وعبد الناصر هو له شخصية قوية، وأنا كتبت هذا في الصحف مش في الكتاب، وأصحاب الشخصية القوية دايماً يكونوا يا إما ديكتاتور، يا إما رئيس مافيا، هل تسمح لي أن أذكر ليس في حاجة إلى دليل أن عبد الناصر كان ديكتاتور؟

تعامل قيادات الثورة مع الصحافة

سامي كليب: نعم، يعني طبعاً أنا لست.. لست بصدد السماح أو المنع سعادة السفير، أنت حر في أن تقول ما تقوله، ولكن طبعاً أنا دوري أن أسألك عن دلائل وقرائن فعلاً تؤكد أنه كان ديكتاتوراً، لأنه طبعاً العالم العربي كان يعيش على نبض عبد الناصر آنذاك، ولكن طبعاً لك الحرية في أن تقول ما تشاء، وإذا قرنته بما عشته شخصياً، وهذا هو الأساس في هذه الحلقة، أود أن أسألك عن عملك –سعادة السفير- تحديداً، أنت في 26 يوليو يعني تحديداً، في.. في.. في نفس شهر الثورة كلفَّك عبد الحكيم عامر بتولي الشؤون الصحفية، ونلاحظ أن أول قرار اُتخذ في هذا السياق، هو الذهاب إلى جريدة "الأخبار"’ ومنع إكمال نشر ما عُرِفَ آنذاك بسر الضباط التسعة، أو قصة الثورة، ما الذي حصل؟ وكيف منعتم ذلك؟

رياض سامي: والله سؤال كيِّس وتدل على إنك إعلامي باحث.

سامي كليب: شكراً.

رياض سامي: السر في.. أنا كنت أول مكتب، فاتصلوا بي ضباط أصاغر، رُتب، يوزباشية، ملازمين، بالتليفون، وأنا في القيادة، أيه يا رياض، أنور السادات منِّزل.. بينزل مسلسل في "أخبار اليوم" بسر الضباط التسعة، أيه يا رياض هم الضباط دُولت اللي قاموا بالثورة؟ هم اللي أخرجوا الملك؟ يعني إحنا..، وجدت كلام معقول، ما فيش داعي لإطراء أنفسنا، اللي هم أعضاء مجلس الثورة، فطلعت لعبد الناصر كان هو مدير مكتب محمد نجيب، نديته، فخرج بره، وقف، قلت له الضباط الأصاغر زملاتي وأصدقائي بيقول في "الأخبار" أنور السادات منزِّل مسلسل عن سر الضباط التسعة، ومستاءين، وبيقولوا هم.. هم اللي عملوا الانقلاب أم إحنا اللي كنا في الواجهة؟ قال لي رأيك أيه؟ قلت له لأ أنا جاي عاوز أعرف رأيك، وسكت، قال لي أقول لك، روح امنعها، روح "الأخبار"، فذهبت "الأخبار"، قابلني جلال الحمامصي، طبعاً متجهم، مع أني أنا شخص يعني محب للتعامل بهدوء، فقلت له ليس يعني في مصلحة الثورة نشر المسلسل بتاع الضباط التسعة وعاوزين يعني نتوقف عنه، يعني قابل هذا الموقف بهدوء، وبِصَمت يدل على الاستياء.

سامي كليب: طيب تذكر في السياق نفسه أيضاً، في سياق العمل الصحافي، إنه الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك، أرسلك أيضاً إلى صحيفة "المصري" لكي تقرأ له افتتاحية الصحيفة، وبدأت تقرأها له على الهاتف، ماذا كان فيها هذه الافتتاحية؟ ولماذا كانت تهم آنذاك جمال عبد الناصر؟ وكيف تعامل معها؟

رياض سامي: والله يا أخ ما كان فيها شيء، وافتتاحية جميلة وكلام جميل، وذهبت "للمصري" وابتدأ اختلاف عبد الناصر مع أحمد الفتحي اللي أحمد الفتحي دماً وقلماً وحبراً وكله ديمقراطي وكاتب يدعو إلى الديمقراطية، وصديق لعبد الناصر، فعبد الناصر ابتدأ يبتعد عنه، فقال لي: روح شوف المقالة، رحت قعدت أقرأ المقالة كلام ما فيهوش حاجة، قال لي أيه، قلت له خلاص ما فيش حاجة، قال لي كمل.. كمل، قلت له ما فيش حاجة، دا مقالة عادية ما فيهاش أي حاجة، قال لي كمل، قلت له طيب، قعدت أكمل، وبعد ما كملت ببرود، قال لي لأ و.. بلاش بلاش تنزل، اندهشت وليس لي أن أسأله في حوار أنا يوزباشي وهو..، لكن هذه الأحوال وهذه التصرفات جعلتني أتقرب لنجيب، لأن هو بقى يحاول.. وانقلب على إحسان عبد القدوس وحبسه لأنه كتب مقالات يدعو إلى الديمقراطية، يا سيادة الأخ ليس هناك فيه حاجة إلى دليل إن عبد الناصر كان انفرادي.

سامي كليب: سعادة السفير، يعني لكي لا نضيع في الحديث، أود أن أسألك عن رأي كل واحد من قيادات الثورة الرئيسية الذين حكموا آنذاك في العمل الصحافي، يعني نعلم أن محمد نجيب بدأ صحفياً أساساً كان يعمل في الصحافة في بداياته، وجمال عبد الناصر كان كمحمد نجيب ضابط يعني، ضباط تولوا السلطة كيف كانوا ينظرون إلى الصحافة الأجنبية، ما الذي كان يهمهم في بداية العهد؟ وهل كان هناك فارق بين عبد الناصر ومحمد نجيب في التعاطي مع الصحافة العالمية؟

رياض سامي: محمد نجيب كان مثقف وتعدى الخمسين وله خبرة، عبد الناصر كل همه تحقيق مخطط في ذهنه، كان محمد نجيب صريح وواضح، لو يشير يشير إلى ميوله إلى الديمقراطية وإقامة نظام ديمقراطي، تعديل دستور، ولو يشير من بعيد فمثلاً يخطب.. بعد خطب مرة وقال إحنا نعيد.. نريد العمل السياسي يخلع زيه العسكري ويتقدم للشعب، والشعب عرفكم.

سامي كليب: صحيح.

رياض سامي: ومَنْ يريد غير ذلك، لازم نعطي البلد للشعب هو اللي ينتخبها، ينتخب ممثليه، فصلاح سالم طلبني في التليفون وقال لي أيه اللي بيقوله محمد نجيب ده، إحنا نسيب الثورة، أنت ترضى العمال والفلاحين دُولت هم يحكموا مصر، أنت.. فقلت له هذا كلام قائد الثورة، هذا كلامه وقفلت السكة، ولما جاء محمد نجيب قلت له، لا أرغب ولا أحب أن أحد مثل صلاح سالم يطلبني في التليفون ويحدثني بصورة غير لائقة، قال لي ولا.. ما تزعلش، اللي ما يقدرش على الفيل يشَّطر على ظله.

أسباب استقالة محمد نجيب عام 1954

سامي كليب: طيب في.. في شباط من هذا العام 1954 حصلت أول استقالة لمحمد نجيب، وأنت تروي في كتابك -سعادة السفير- إنه كنت معه في خلال الاستقالة، كيف عاش تلك الفترة يعني؟ وما الذي أدى إلى استقالته في المرة الأولى؟ وماذا قال لك عن هذه الحادثة؟

رياض سامي: محمد نجيب كان في اجتماع.. في اجتماع، كان في القيادة وعلم إن هم مجتمعين الشلة بقى مجموعة.. دا في فبراير مجتمعين مجلس قيادة الثورة وقاعدين بقى وبتاع، فلقى إسماعيل فريد سكرتيره العسكري، قال له: يا إسماعيل روح.. فيه اجتماع يا إسماعيل؟ قال له آه يبدو كده قال له طب، ما ندهوا ليش ليه؟ هم بقى مجموعة شبان خلاص، قويوا ومسكوا السلطة وخلاص، نسوا إن فيه شعب، فقال له.. قال له طيب حاضر، راح إسماعيل فريد، حسب القصة ما علمت بيها، دخل قال لهم الرئيس.. مجتمعين وبيسأل أنتوا ليه ما طلبتهوش؟ فجمال سالم كان الطود أو الذي يدفعه عبد الناصر في المواقف الحرجة، فجمال يعني قال له كلمة، قال له: أنت كذا وروح فعبد.. يعني أنت.. شتمه.. وشتم رئيسه، فمحمد نجيب كتب استقالته وقال: لا فائدة من.. من المرونة والتعاون معاهم، وسلمها لهم..

سامي كليب: معك..

رياض سامي: على غير ما توقعوا وهأروح، وهي مع بعض تصوروا إن ممكن يحكموا مصر وكتبوا استقالة محمد نجيب، وهم كذا..

سامي كليب: طيب تتحدث.. ذكرت اسم إسماعيل فريد -سعادة السفير- ووجدت إنه في أرشيفك الشخصي صورة لإسماعيل فريد، تصفه تقريباً بأنه كان جاسوس لجمال عبد الناصر أو كما تقول خلف الصورة إنه كان اليوزباشي إسماعيل فريد سكرتير عسكري الرئيس نجيب، وكان عين عبد الناصر على محمد نجيب، يعني فعلاً كان جمال عبد الناصر يضع له جواسيس عند محمد نجيب؟

رياض سامي: عبد الناصر هو اللي عيِّن إسماعيل فريد سكرتير أول ما قامت ثورة، محمد نجيب جه.. شبان، إسماعيل فريد خليك أنت سكرتير عسكري، من أول يوم، وأصبح سكرتير عسكري، جاسوس عبد الناصر.

سامي كليب: وكان يعرف محمد نجيب؟

رياض سامي: محمد نجيب اشتم بعد كده، بعد أشهر وشهر لقى إن..، فأنا ومحمد أحمد رياض قائد الحرس في جلسة يعني أبوية مع محمد نجيب قلنا له إسماعيل فريد دا بينقل كل أخبار وكل حاجة، فيا ريس غيَّره بأي ضابط آخر، فهو ببراءة وشهامة، قال: أنا بأعمل أيه غلط، أنا بقى ما فيش تصرف مني للبلد خطأ حتى إني أنا أخفيه، يكن مَنْ يكن.

سامي كليب: لا شك أن روايات ضيفنا رياض سامي حول خلافات محمد نجيب وجمال عبد الناصر تستند إلى ما عاشه هو نفسه قرب الرجلين، ولكن هل كان مدركاً فعلاً لما يجري في الكواليس؟ وهل أن ما قرأه في مذكرات محمد نجيب وما كتبه هو من مذكرات هي الحقيقة، أم تصفية حسابات حين راحت الثورة تأكل أبناءها؟ فرياض سامي يذهب إلى حد اتهام جمال عبد الناصر بحريق القاهرة الشهير آنذاك وبقتل طبيبه الخاص أنور المفتي الذي علمنا أن أرملته تسكن هنا في شقة مجاورة لمنزل رياض سامي.

رياض سامي: في حريق القاهرة كان في 26 يناير على ما أعتقد، في 25 يناير، أولاً معروف إن عبد الناصر يمقت..

سامي كليب: حزب الوفد.

رياض سامي: حزب الوفد، باشوات حزب الوفد كمان وباشواته، فعبد الناصر مرَّ على المستشار .. ذكرت اسمه في الكتاب وقال له: أنا معايا شوية أسلحة وأود أن أحتفظ بيها عندك، أظن المستشار عشماوي أو.. ذكرته في الكتاب أنا، فأخذهم المستشار وأخفاهم في عزبة له في الشرقية ذلك يوم 25 يناير، أنا.. وفيه كاتب ومؤرخ له احترامه لمعي المطيعي، ذكر هذه الواقعة والكاتب والمؤرخ لابد أن يكون محلل سياسي، لليوم هناك.. مَنْ قام بهذه الحريق؟ فلمعي المطيعي بالنسبة لكره عبد الناصر للوفد، والوفد كان في الحكم وفي السلطة.. وفي السلطة، وهذا الحريق لا يضير حد غير وزارة الوفد فعلاً، فمن المعتقد إن عبد الناصر أو لمعي المطيعي وأنا أتفق معاه في هذا له يد في حريق القاهرة.

سامي كليب: بس على سبيل الشك وليس اليقين؟

رياض سامي: كما ترى، أنا بالنسبة لي على سبيل اليقين لأن في تاريخ حياته لم تطأ قدمه حزب الوفد، ولم يتصل بحزب الشعب ولم يتعامل مع أي إنسان، كل تعامله مع اليساريين والمنظمات اليسارية والإخوان المسلمين.

سامي كليب: في.. في الحديث عن الإخوان المسلمين -سعادة السفير- محمد نجيب الرئيس الراحل يروي في مذكراته روايات كثيرة عن علاقة جمال عبد الناصر بالإخوان المسلمين ثم بالشيوعيين والعكس، يقول إنه اسم عبد الناصر لدى الإخوان المسلمين الاسم الحركي كان زغلول عبد القادر، وأنه كان عضواً في جماعة الإخوان، ويقول إنه اسمه الحركي عند الشيوعيين كان موريس..

رياض سامي: موريس؟

سامي كليب: موريس لدى الشيوعيين، طبعاً اتهامات يعني لم يقرنها محمد نجيب بأي دلائل حسية بأنه كان ينتمي إلى هذا الطرف أو يؤيد ذاك الطرف.

رياض سامي: سياسياً.

سامي كليب: ولكن أنت.. اسمح لي بالسؤال..

رياض سامي: تفضل.

سامي كليب: أنت -سعادة السفير- كُلِّفت بالذهاب لعند الإخوان المسلمين من قِبَل محمد نجيب والتقيت بحسن الهضيبي على ما أعتقد، وطرحت عليه سؤالاً واحداً: ما هو رأيكم لو أُعيدت التعددية السياسية أو جَرَتْ الانتخابات على أساس التعددية؟ ما الذي حصل يعني؟ وماذا قال لك حسن الهضيبي آنذاك الذي كان أحد ولا يزال قادة.. أحد قادة الإخوان المسلمين ومحام الإخوان في فترة معينة.

رياض سامي: طلب مني اذهب لحسن الهضيبي، وقل له: لو محمد نجيب تمسك بعودة النظام البرلماني، أنت هل يأمل أن تقف يعني تسانده؟ يأمل، يريد أن يعرف فقط، فذهبت إليه في بيته في الروضة، وقلت له نفس الكلام، الرئيس نجيب في.. في عراك من أجل عودة الحياة البرلمانية، هل يأمل أن يجد مساندة منك؟ فقال لي رد عائم وتهرب، والله أنا أنتظر الظروف وحسب تداعيات الموقف هأتخذ هذا الموقف، فعدت لمحمد نجيب أُبلغه الرد الغير واضح الهش، فَرَدَّ علي رد، محمد نجيب كان سياسي، قال لي: تعتقد –أنا كنت متوقع- هل تعتقد أن الهضيبي يوافق على عودة الأحزاب وعودة الوفد الخصم الشعبي في الكفة الأخرى لهم، هو يعلم أن الانتخابات ستعيد هذا الحزب، وهو لا يريد ذلك.

حقيقة اتهام عبد الناصر بقتل طبيبه الخاص

سامي كليب: أعود إلى السؤال الأساسي: ما هي معلوماتك وعلام استندت في القول بأنه جمال عبد الناصر هو الذي قتل طبيبه الخاص أنور المفتي.

رياض سامي: قال لزوجته: فيه تناولت شيء ولن أُعمِر ساعات.

سامي كليب: لن أعيش سوى ساعات..

رياض سامي: فلن أُعمِر ساعات وتوفي فوراً، ومن.. لأن معروف أنور المفتي سيادتك فتحت الباب على حاجة أهم من كده، أنور المفتي كان طبيبه الخاص، وأنور المفتي أفضل أربع أطباء في العالم باطنيين معروفة كفاءته، فكشف على عبد الناصر وجد عنده نوع من السكر بيسموه الأزرق، مما يجعل صاحبه يعطي قرارات غير صائبة أو مبتورة أو غير سليمة، فعبد الناصر عرف إن أنور المفتي قال هذا.. أنور المفتي قالها لأحد زملاءه، عبد الحكيم عامر عرف بهذه الواقعة فطلب من رفاعي كامل أن يأتي..

سامي كليب: اللي كان طبيب القوات المسلحة.

رياض سامي: رفاعي كامل كان كبير أطباء القوات المسلحة، كان فريق طبيب رفاعي كامل، وعلى خلق وهادئ وطبيب ممتاز، فعبد الحكيم عامر في فترة الستينيات من بين 64 و67 توترت العلاقات بين الاثنين وكلٌ حاول يستولي على.. على السلطة خلال ضباط الجيش وخلال اللي حواليهم، فرفاعي كامل عبد الحكيم طلب منه أن يأتي بطبيبين أساتذة من الدنمارك أو السويد على مستوى عالي، ويأتوا القوات المسلحة ويقوموا بكشف ظاهري على اثنين من اللواءات، وأثناء عودته يرتب له مقابلة عبد الناصر، مقابلة عبد الناصر.

سامي كليب: للكشف عنه بطريقة غير مباشرة.

رياض سامي: لأ، ليس للكشف، لتوديع رئيس الجمهورية، دي عادة في كل ما تيجي شخصية مهمة تقابل رئيس الجمهورية وهي ماشية، يقابل رئيس الجمهورية ويحادثه، فجه تقرير.. جه دكتور أظن من الدنمارك، وكشف شكلياً على الضباط 3 لواءات، لا أنتم في صحة طيبة وما فيش حاجة، طيب تقابل مع رئيس الدولة تسلم عليه، وقالوا لعبد الناصر دا شخصية كبيرة طبيب عالمي، قابل عبد الناصر وقعد معاه، والطبيب جره في الكلام، خرج.. خرج وكتب تقرير إن هذا القائد قد يصدر منه قرارات غير مهضومة وغير ناضجة، فقط بهذا المعنى.

سامي كليب: بما معناه إنه أنور المفتي كان على حق.

رياض سامي: آه، ما أنا سيادتك جريتني للكلام وأنا بأجُّر يعني لازم أكمل الواقعة.

سامي كليب: اتفضل.

رياض سامي: والواقعة دي قيلت معي قلتها.. ذكرتها لصديقي جمال حماد، اللواء جمال حماد المؤرِّخ العسكري، ولكنه ليس بالصراحة بتاعتي، وفتح الأبواب بحيث يبان ما بالداخل كما أفعل أنا، فطلب مني أن يحضر ويستمع إلى هذه الواقعة إن رفاعي كامل كبير أطبائي مصر، فأحضرته، وتوسطت، وأخذته، ونزلنا، وزرنا الصديق اللواء رفاعي كامل، وذكر القصة بكاملها في حضور جمال حماد، جمال حماد لظروف خاصة لا يمكن أن يفصح بهذا الموضوع..

سامي كليب: يعني.. يعني سعادة السفير.

رياض سامي: لكن لا يمكن أنا ذكرتها في الكتاب لأن عشان أثبت إن ما بأجيبش كلام هراء، إن جمال حماد حضر، ولا يجرؤ إنه ينكر هذا.

سامي كليب: طيب يعني بالمختصر -سعادة السفير- يعني أنت برأيك إنه جمال عبد الناصر كلَّف بعض الناس بوضع السم لأنور المفتي وقتله، لأنه اكتشف إنه عنده مرض خطير؟

رياض سامي: ردي لك 99.9 كانتخاباتنا السابقة، والله شر المبكيات ما يضحك.

تفاصيل معاناة محمد نجيب في معتقله بالمرج

سامي كليب: نقلب صفحة الاتهامات مع السفير رياض سامي (المستشار السابق لشؤون الصحافة) لدى الرئيس محمد نجيب، ونعود معه بالذكرى إلى آخر أيام محمد نجيب في مستشفاه، فكيف انتهى الرجل؟ كيف انطفأ محمد نجيب الذي –وكما تلاحظون- في صوره آخر أيامه كان يختصر في وجهه كل المرارة والألم.

رياض سامي: كثيراً ما ضاق صدره بالاعتقال والوحدة في مستشفى القوات المسلحة، والعزلة، وكثيراً ما كان ينفجر، وأذكر مرة أو عدة مرات هل هذا جزائي؟ هؤلاء كان يمكن أن أقضي عليهم، ورفضت أقضي عليهم، ما جزائي حتى يعاملوني هذه المعاملة؟ هل هذا جزائي إن أنا رحمتهم، وكان ممكن في لحظات أقضي عليهم؟ الحقيقة اسمح لي -سيادة الأخ- ذاق الرئيس محمد نجيب ما لم يذقه بشر.

سامي كليب: طيب في الواقع -سعادة السفير- يعني في مذكراته يروي إنه عاش في المنفى أو في الإقامة الجبرية يعني فقيراً ومعدماً، ولم يكن لديه ما يأكله يعني في مرحلة معينة؟

رياض سامي: هي كان إن.. إن محمد نجيب أخذ دا كلام هراء وسخف، ومخالفة للضمير، وأين غابت ضمائرهم، محمد نجيب اضطر، والكلام دا قاله لي محمد أحمد قائد الحرس بتاعه، قال لي: أنا سلفت محمد نجيب 10 آلاف جنيه، وكان زرته في.. في المرج، وأحد الناصريين يقولوا: إحنا اعتقلنا محمد نجيب في قصر زينب الوكيل، قصر!! والله في السجن حالياً مستلزمات مسجون تليفزيون وفيديو وأجمل مما كان فيه جمال عبد الناصر.. كان فيه محمد نجيب..

سامي كليب: محمد نجيب.

رياض سامي: محمد نجيب، كان قصر مهجور جُرِّد من كل الأثاث، ولما ذهب في الاعتقال كانوا العساكر بتوع أحمد أنور يتباروا في تجريد المنزل من الشلت، ومن..

سامي كليب: من الستائر و..

رياض سامي: قال لي.. محمد نجيب قال لي: خذوا الستاير عشان يفصلوها، بشكل لم يجد.. بشكل مش معقول، إهانة، بفرض إحنا كعسكريين حتى لو اختلفنا يكون بكبرياء وكرامة، لا إذلال، الإذلال، دا ربنا بيجل الإنسان.

سامي كليب: سعادة السفير، يعني محمد نجيب يروي في مذكراته إنه حاول في خلال الحرب.. حرب الـ67 أن يطلب من الرئيس جمال عبد الناصر في كتاب خطي إنه.. أن يقاتل كمجنَّد.. مجرد مجنَّد تحت إمرة أي ضابط أو حتى أن ينفِّذ عملية استشهادية، وحاول التبرُّع بالمال في مرحلة معينة رغم إنه لم يكن يملك شيئاً من المال، يعني حاول التبرع بخمس جنيهات، رُفض التبرُّع، وأُعيد إليه، وحتى يعني تقريباً أُسيء استخدام الكلام ضده في الرسالة الجوابية، ولم يُجب على طلب المشاركة في الحرب، هل حاولت أنت شخصياً طالما أنك كنت تزوره في مرحلة معينة؟ هل حاولت التوسُّط من أجل تحسين ظروف حياته، أو على الأقل تخفيف شروط اعتقاله؟

رياض سامي: سؤال فيه ذكاء الإعلامي.

سامي كليب: شكراً لك.

رياض سامي: إن أنا لما ذهبت وجدت الحال السيئة التي يعيش فيها في منزل المرج، والبؤس الذي يعيش فيه رئيس دولة، ومعه كلاب وقطط ومناظر آلمتني، فذهبت إلى أمين عام رئاسة الجمهورية اللواء عز الدين مختار، وكان رياضي، وصديقي، وعلى خلق، وأخذت معي بعض المجلات، قلت له: يا أخ عز، هذا كان رئيس بلدنا، وهذه الدول العربية والصحافة العربية تقول إن رئيس مصر يعيش بين القطط والكلاب وفي بؤس وحاجة تُسيء لك وتسيء ليَّ، أنت مصري، تسيء لك وتُسيء ليَّ، ماذا؟ ووجوده في القصر بالصورة دي، قال لي: حاضر، وتوسَّط.. وتوسَّط من خلال علاقتي الطيبة الودودة مع عز الدين مختار، ونقلوه أخيراً إلى شقة بيت لا يقطنه صول في الجيش أو يعني (..) اللي بيقوله عليه مش ضابط، قلت لكن أفضل من هذا، وفضل في هذا المسكن في القبة.. في الطريق إلى قصر القبة على الشمال، فزرته هناك، وأخذ الكلاب في.. في السطح، هو مع خادمة مسِّنة تريد من يساعدها لا تساعد، وعزَّ عليَّ لما كنت أراه.

سامي كليب: يعني نشير في هذا الصدد -سعادة السفير- إنه قُتل لمحمد نجيب ولدان، والولد الثالث اضطر للعمل سائق على سيارة أجرة أو سيارة تاكسي.

رياض سامي: فعلاً أنا كنت في إحدى الزيارات، وجدت ابنه يوسف، أنا موجود ومحمد نجيب كده، وسمعت صوت وصريخ، وابنه يوسف بيقول له: أيه شايف دلوقتي أنا مش لاقي حتة أنا أسكن فيها، يعني عملت أيه بالبطولة بتاعتك؟ ابنه يوسف في عصبية وصفاقة، ابن يُحدِّث أبوه، يعني عملنا أيه؟ كويس إني مش لاقي سكن أسكنه، وابتعد وبص ليَّ محمد نجيب هيرد على ابنه يقول له أيه، بص محمد نجيب ليَّ نظرة كلها معاني، قال لي: قل لي يا سيادة السفير ممكن أعمل أيه؟ ما موقفي؟ وكأنه يستغيث بربنا أن يجدوا رحمة في التعامل مع هذا البطل، وللآن وأقولها لماذا لم يذكر اسم محمد نجيب؟ بماذا أساء للثورة؟

سامي كليب: وبقدر ما كان رياض سامي ناقماً على جمال عبد الناصر ورفاقه لما يعتقد أنهم فعلوه بالرئيس الراحل محمد نجيب بقدر ما كان مؤيداً للرئيس أنور السادات، ليس فقط لأنه أفرج عن نجيب، ولكن أيضاً لذهابه إلى القدس.

رياض سامي: أنور السادات يعرفني طبعاً، رحت باعث له تلغراف على بيته: السيد الرئيس أنور السادات، إنك قرارك زيارة القدس لا يقل شجاعة عن قرار الحرب، سِرْ على بركة الله، يحابيك ويسدِّد خطاك.

السفير رياض سامي.

سامي كليب: طيب سعادة السفير، لن نتوقف عند موقفك هذا، طبعاً بحاجة لجدل كبير، ولكن أنور السادات هو الذي أفرج عن الرئيس محمد نجيب أو أخرجه من عزلته في الواقع في الإقامة الجبرية، وطبعاً كان لذلك تأثير بسيط، لأنه محمد نجيب بقي يعيش في ظروف صعبة وقاسية حتى ذهابه إلى المستشفى، أود أن أسألك في يوم الإعلان عن وفاة الرئيس محمد نجيب، ونلاحظ إنه الصحف المصرية، وهذه صحيفة "الأهرام" مثلاً تنشر خبر الوفاة على الصفحة الأولى، يوم الوفاة.. وفاة محمد نجيب الذي كان صديقك أيضاً وليس رئيسك، أين كنت وكيف أحسست في ذاك النهار بالضبط؟

رياض سامي: قبل وفاته بيومين تقريباً كنت في.. في البيت بتاعه الأخير اللي هو فيه، وشعرت.. شعرت بقرب النهاية، فطلعت ورقة، وكتبت رقم تليفوني، ووجدت هذه السيدة العجوز المتهالكة تقوم بخدمة الرئيس نجيب، فأعطيتها الرقم، أنا سألوه قبل ما أطلع لو شخص غير مرغوب ما.. مهما هو تعبان ما تعبان ما دام أنا طلعت، وقعدت بجانبه، وسألته سؤال الله أعلم، ولكن رد رد كله حكمة، ولسوء حظي لا أتذكر السؤال، فنظرت له.. نظرت إليه وهو راقد على السرير، قلت له: فعلاً إنك رئيس عظيم كنت لمصر، فكلمة أخيرة عن خلالك لماذا التجاهل للرئيس محمد نجيب؟ لم يذهب أي مسؤول يضع وردة على قبره.

سامي كليب: إلى قبر محمد نجيب ذهبنا مع ضيفنا رياض سامي، وفي هذا القبر دُفنت أسرار كثيرة مع الرجل الذي شاءت الأقدار أن يكون رجل الثورة الأول وضحيتها مهما تناقضت الآراء بشأنه، وإلى اللقاء

ان الله يديم الدولة العادلة و ان كانت كافرة

و يزيل الدولة الظالمة و ان كانت مسلمة

رابط هذا التعليق
شارك

رياض سامي: فعلاً أنا كنت في إحدى الزيارات، وجدت ابنه يوسف، أنا موجود ومحمد نجيب كده، وسمعت صوت وصريخ، وابنه يوسف بيقول له: أيه شايف دلوقتي أنا مش لاقي حتة أنا أسكن فيها، يعني عملت أيه بالبطولة بتاعتك؟ ابنه يوسف في عصبية وصفاقة، ابن يُحدِّث أبوه، يعني عملنا أيه؟ كويس إني مش لاقي سكن أسكنه، وابتعد وبص ليَّ محمد نجيب هيرد على ابنه يقول له أيه، بص محمد نجيب ليَّ نظرة كلها معاني، قال لي: قل لي يا سيادة السفير ممكن أعمل أيه؟ ما موقفي؟ وكأنه يستغيث بربنا أن يجدوا رحمة في التعامل مع هذا البطل، وللآن وأقولها لماذا لم يذكر اسم محمد نجيب؟ بماذا أساء للثورة؟

يا الله

كم تعذب هذا البطل

رحمه الله و اسكنه فسيح جناته

تم تعديل بواسطة biso80

ان الله يديم الدولة العادلة و ان كانت كافرة

و يزيل الدولة الظالمة و ان كانت مسلمة

رابط هذا التعليق
شارك

سيدى الفاضل

أرحب بك معنا فى محاورات المصريين.

الساعة الآن الواحدة و النصف و لم يسمح لى ضميرى ألا أعلق و لو تعليق سريع على هذا الموضوع.

إنه عار علينا جميعا و على كل المسئولين و الغير مسئولين فى مصر منذ سنة 54 حتى الآن

ما حدث لمحمد نجيب يدل دلالة قاطعة على دموية و خسة كل أعضاء مجلس الثورة ليس من بقوا فى السلطة فقط و لكن كلهم ... بل نحن أيضا نتحمل نصيبنا من لعنة التاريخ ... لقد صمتنا و إنشغلنا فى لقمة الخبز و تناسينا

ما حدث لمحمد نجيب عار قومى نحمله كلنا و يجب ألا ننساه و يجب أن نكفر عنه

أنا أتسائل كيف يتأتى لأى ممن كان فى يدهم سلطة أو إمكانية الإفراج عن محمد نجيب أقول كيف كان يتأتى له أن ينام قرير العين ؟؟

سيدى الفاضل إبحث فى كل تاريخ مصر ... الراقصة درجة ثالثة عندما تتقاعد يتوفر لها مسكن إنسانى

النشال التائب يجد مسكنا إنسانيا ... من شارك فى جرائم الإرهاب يجد معملة إنسانية فى السجن.

إلتقيت بالرجل ربما أربع مرات فى حياتى آخرها عام 68 عندما أتى للقيام بواجب العزاء عند وفاة عمى و ذلك فى سرادق بجامع عمر مكرم و قمنا بلإحتفاء بالرجل و كان ما زال منتصب القامة و فى عينيه تلك النظرة الحانية رحمه الله

و لا سامح سجانيه

و للحديث بقية

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

رياض سامي: فعلاً أنا كنت في إحدى الزيارات، وجدت ابنه يوسف، أنا موجود ومحمد نجيب كده، وسمعت صوت وصريخ، وابنه يوسف بيقول له: أيه شايف دلوقتي أنا مش لاقي حتة أنا أسكن فيها، يعني عملت أيه بالبطولة بتاعتك؟ ابنه يوسف في عصبية وصفاقة، ابن يُحدِّث أبوه، يعني عملنا أيه؟ كويس إني مش لاقي سكن أسكنه، وابتعد وبص ليَّ محمد نجيب هيرد على ابنه يقول له أيه، بص محمد نجيب ليَّ نظرة كلها معاني، قال لي: قل لي يا سيادة السفير ممكن أعمل أيه؟ ما موقفي؟ وكأنه يستغيث بربنا أن يجدوا رحمة في التعامل مع هذا البطل، وللآن وأقولها لماذا لم يذكر اسم محمد نجيب؟ بماذا أساء للثورة؟

يا الله

كم تعذب هذا البطل

رحمه الله و اسكنه فسيح جناته

أضم صوتى للعزيز الفاضل الأستاذ عادل ابو زيد .. مرحبا .. ولولا تأخر الوقت لأدليت بدلوى .. فقد مست كلماتتك وموضوعك شغاف قلبى .. وسأحكى لك غدا شهادة شاهد عيان عن الرئيس محمد نجيب الذى لم يفكر لحظة فى نفسه ولكن كان جل تفكيره فى وضع مصر على اول شريط سكة حديد التقدم .. ولوجه الله فقط .. وماذا كان دور تلميذه ومريده الصاغ وحيد رمضان الذى طحنوه مع كل من وقف بجانب محمد نجيب .. وتصبحوا على خير ...

اخناتون المنيا

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

الاستاذ الفاضل عادل ابو زيد

اشكرك على الترحيب بي في منتداكم

تسالت سيادتك كيف يتاتى للمسؤول ان ينام قرير العين؟

الاجابة بكل بساطة لأنهم نزعوا ضميرهم و رموه في اقرب مزبلة و الشواهد على هذا الكثير من التجاوزات الشنيعة ضد الشعب المصري من اعتقال و تعذيب بدني و نفسي لا يطيقه البشر

سأقول ان مصر بدات تسترد مكانتها عندما يتساوى دخل الدكتور الجامعي مع دخل رقاصة في المولد

الاستاذ الفاض اخناتون

شكرا على مرورك

انتظر تعليقك و شهادة عيان عن الرئيس نجيب

ان الله يديم الدولة العادلة و ان كانت كافرة

و يزيل الدولة الظالمة و ان كانت مسلمة

رابط هذا التعليق
شارك

قصة محمد نجيب عليه رحمة الله .. دليل يقينى قاطع على قيام ساستنا بتزوير التاريخ .. وهى جريمة .. ارتكبها نظام حكم بأسره علموا تلاميذ المدارس أن جمال عبدالناصر هو أول رئيس جمهورية لمصر هكذا بلا خجل أوضمير ..

المهم أن نتعلم من الدرس .. لأن قصة نجيب تتكرر .. ولكن من فرط ضخامة الكذب وقوة الميديا تمر الأكاذيب أمام عيوننا المفتوحة فلا نراها

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

<span style='color:royalblue'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'>بسم الله الرحمن الرحيم ...

بداية أود أن اعتذر مقدما عن مقدمة بسيطة أستعيد بها شريط الذكريات التى حاولت لسنوات طويلة أن أنساها ..

كنا صغارا بين الصبا والشباب حينما عشنا ثورة الغضب على الملكية .. وتنازعتنا أيامها عدة تيارات .. منها الأخوان المسلمون .. وحركة الشيوعيون .. حديتوا والنجمه الحمراء .. وحزب الوفد .. والكتلة والسعديون .. كثيرون .. وكانت التيارات جارفة .. كنا صغارا تبهرنا الكلمة .. والصيحة والشعارات .. بجانب مساحة كبيرة وغير محدودة من الحرية وكان أقصى ما يمكن أن تقوم به السلطات .. مصادرة الجريدة .. أو رفع المقال أو الخبر فى المطبعة فكانت الجريدة تبدوا وبها عدة لوحات بيضاء .. تقوم الأشاعات بتحريرها .. وكنا ونحن صبية لا نخشى التعبير عما ما بداخلنا شيئا .. وكان حادث كوبرى عباس الذى مات فيه كثير من أشقائنا الكبار طلبة الجامعة بمثابة قاطرة لطوابير تلاميذ الأبتدائى والثانوى للتعمق فى دراسة حالة الوطن والوقوف على مشاكله مع الإستعمار ولم يكن المدرسون يترددون فى تحويل الحصة الى درس فى الوطنية وإستعادة قصص البطولات.. وأذكر أن مدرس " الألعاب " وهى حصة الرياضة البدنية كان أول من وضع أصابعى على أمهات الكتب لقراءتها فألقيت بمجلة " البلبل " جانبا وسعيت أبحث عن مشاكل مصر .. وكان وقتها يحدثنا عن أسباب إحجام الحكومة على تخزين مياه النيل فى منخفض القطارة .. والآراء المتعدده حول هذا المشروع .. وكان ذلك فى نهاية الأربعينيات .. وإشتدت الأزمة جدا وزاد النشاط المعارض للملك وللحكومات .. وعشنا يومها مشكلة نادى القوات المسلحة بالقاهرة .. وانتخاب رئيس له .. وكان حيدر باشا وزيرا للحربية وكان أسم وزارة الدفاع أيامها وزارة الحربية يفرض على الضباط رئيسا للنادى غير الذى يرودونه ومن ورائه كانت الرغبة الملكية السامية .. وكانت هذه المشكلة هى عود الكبريت .. الذى احرق القاهرة ثم أحرق الملكية .. وظهور حركة الكاكى .. وأيامها قام إعضائها( اعضاء مجلس قيادة الثورة ) بزيارة معظم المحافظات وخاصة تلك التى كان يتجمع فيها قدر كبيرمن المعارضة .. وكنت أيامها عضوا بجماعة التصوير بالمدرسة .. عيل صغير بكاميرا بوكس بسيطة ولكن هوايتى جعلت المدرس المشرف يحتضنى ويزيد من وقته معى .. شارحا ومفسرا .. وفى احد الأيام أعلنت المدرسة عن خروج كل التلاميذ فى موكب " الزهور " لإستقبال أعضاء حركة الكاكى من الضباط الشباب .. وقضينا ايام فى إعداد عربة كارو وكانت أيامها طويلة .. بهودج مرصع بالزهور ولافتتات الترحيب بالضباط.. وكان من الطبيعى أن ينشط مشرف جماعة التصوير واخذنى معه الى القاهرة حيث أشترى من ميزانية الجماعة كاميرا حديثة جدا دفعنا فيها ايامها أكثر من 400 جنيه ( روللى فلكس ) وفى يوم الأحتفال صحبنى معه .. وصورنا الضيوف والمسئولين وموكب الزهور وتلاميذ المدرسة .. وكانت كلها صور جميلة جدا .. وطبعا لم يجد المدرس المشرف أمامه سواى لأوزع المظاريف المختلفة المملوءة بالصور على الباشا المدير .. وكانت المنيا أيامها مديرية .. ومأمور البندر .. وكبار وزارة المعارف .. وبالمرة ممثلى هيئة التحرير .. ومن هنا ولدت علاقة بين هذا الصبى وكبار المسئولين .. ولما كانوا يشوفوا الصور ويعرفوا أنى قمت بتصويرها مع مدرسى .. كنت أسمع كلمات وجمل المديح ..والأطراء ..

وجاء يوم .. استدعانى رئيس هيئة التحرير ومعه قائد منظمات الشباب وسألونى لماذا لم أنضم لمنظمات الشباب .. وكان الرد الطبيعى .. أنى ما زلت صغيرا .. ولكن الرد بحاجتهم الى كاميرا لتسجيل نشاطهم يوجب إشتراكى .. ولابد أن أكون جماعة للتصوير من أعضاء منظمة الشباب ... وقد كان انضممت .. رغم إعتراض والدى واسرتى .. ولكن أيامها كان المد الوطنى كبير .. وحان يوم الإحتفال بالعيد الأول لحركة الكاكى .. وأستعدت الطوابير العسكرية من كل مدارس المديرية للسفر الى القاهرة بصحبة المشرفين والباشويش ابراهيم واستدعونى للسفر معهم لتسجيل المناسبة بالصورة .. يومها أقترحت تسجيل الطوابير والأستعراض بكاميرا سينما " 16 ملمتر " وكنت آنذاك قد قرأت كتابا كاملا عنها .. ولم يكن لدينا مثل هذه الكاميرا .. وبسرعة البرق .. إستعاروا لى كاميرا المدرسة الثانوية الأميرية .. وأخذت معى عشرة أفلام وسافرت معهم .. وكانت مهمتى التصوير ..

وفى عصر ذلك اليوم .. يوم الإستعراض الكبير لشباب مصر كلها .. شباب منظمات الشباب والذى كان يقودهم صاغ مفوه الخطابة أسمه وحيد رمضان .. قابلت اللواء أركان حرب محمد نجيب .. رئيس مجلس قيادة الثورة وكانت مصر مازالت ملكية .. وبالتالى معظم أعضاء حركة الكاكى .. مجلس قيادة الثورة وكانو قد جاءوا الى هيئة التحرير للترحيب بالشباب وقياداتهم كنت أصورهم واحد واحد .. واسلم على هذا .. وذاك يسلم على .. وكلمات التشجيع والإطراء تزيد من طولى .. وعشت طوالى الأسبوع ملازما للصاغ وحيد رمضان .. وانضممت رسميا للمنظمات وكتب لى بنفسه كرنيه العضوية ..

آسف لهذه المقمة الطويلة .. والتى كان لا بد منها لفتح صندوق الذكريات ..

بعد هذا اليوم بفتره .. جاءنا اللواء محمد نجيب زائرا وكان فى طريقه الى اسوان .. وسأل أنا شفت فى إستعراض منظمات الشاب تلميذ بيصور كويس قوى .. ده فين .. ولن أحكى كيف شالنى بعض المسئولين مرابعة من البيت الى حيث كان هذا الرجل الطيب .. عنفهم بشده لما شافنى بأرتعش .. واخذنى بجواره يهدئ من روعى .. وعرض على مرافقته فى القطار الى أسوان .. ولكن والدى إعتذر بلباقه .. واعدا برحلة الى القاهرة وزيارتة .. وقد أدى ذلك الى تمسك مشرف منظمات الشباب بى .. بل رفعنى الى القيادة بجوارة فكنا نزور بصفة دوية المقر الرئيسى بملحق قصر عابدين بالدور الثالث ( حاليا مقر المحافظة ) وكان يشرف على نشاط منطمات الشباب من هيئة التحرير واحد أسمه طعيمة ومعه آخر أسمه شهيب ولم أعد أذكر الأسماء كاملة .. ولكنى أذكر جيدا أسم سكرتيرهم الثعبان وكان يدعى عبد العزيز يسن وهؤلاء الثلاثة كانوا صبية للشيطان الأكبر جمال عبد الناصر .. الذى توجس الخيفة من التجمع الشبابى الضخم الذى يدين بالولاء الكامل لقائد منظمات الشباب الصاغ وحيد رمضان .. والذى كان بدوره أحد رجال اللواء محمد نجيب .. وحضرت يوما حديثا رغم أنفى .. بين هؤلاء وبعض الرتب الأعلى جاءوا من مجلس قيادة الثورة .. وكانوا يضحكون ويسخرون من اللواء نجيب .. قال أحدهم .. ولا أذكر الآن اسماء .. ولكن كان الحديث مع عبد العزيز يسن .. قال .. سنتعامل معه كما نتعامل مع البرتقاله .. " سوف نقشر البرتقالة .. وبعدين .. هم يا جمل" .. وبعد أيام قليلة وصل خطاب من اليوزباشى عبد العزيز يسن الى هيئة التحرير .. بحل منظمات الشباب ..وتولى الصاغ وحيد رمضان مكتبا فنيا فى هيئة التحرير .. وتولى الأشراف المؤقت على تصفية المنظمات واحد ملكى أسمه محمد توفيق عويضه .. اللى بعد كده اسندوا اليه رئاسة مجمع الطلبة الأجانب ( له أسم مش عارفه الوقت ) .. واتهدت المنظمات .. وانتهت تماما باستقالة اللواء محمد نجيب ..

واذكر فى المقابلة الوحيدة مع اللواء نجيب فى مساء يوم الأحتفال بالعيد الأول للثوره أنه قال للصاغ وحيد رمضان .. أنا مبسوط قوى يا وحيد من هذا الحشد العظيم لشباب مصر .. وعايزك تركز معاهم انهم سيحملون الأمانة بعدنا .. ولازم يكون عندك صف ثانى وثالث ورابع .. وعاوز اشوف مقترحاتهم اول باول .. وعندك مجلة التحرير .. افتح فيها المجال لأقلامهم بدون رقابة .. ويبدو أن هذا الحديث وصل على الفور الى مجموعة العداء لمحمد نجيب وعلى الفور بدأوا معه عملية تقشير البرتقاله .. كانوا يجردونه اولا بأولا من آية علاقة قد تفيد فى اجادة مهمته .. واستبعدوا من قربه كل من يدين له بالولاء .. او الحب فقط ..

وعملوا منه ذلك الحصان الأبيض الذى دخلوا على ظهرة قلعة المحروسة .. وللفرق الكبير بين الرتب .. والخبرة .. والتفكير .. تغلبت الاعيب الشياطين على الوطنية الطيبة المسالمة بعد أن وضحت لهم الرؤية تمام أنه ينوى الأبقاء على الملكية ويعهد بالحكم لفلاسفة الساسة المدنيين .. ويخرج الجيش تماما بعيدا عن كراسى الحكم ..

وعندما أتذكر المزيد حا أحكى .. ولن أمل .. فما جلبته علينا حركة الكاكى من نكسات قد لا يلمسها شبابنا الآن .. ولكن يكفى تلك الأثر الرهيب اللى جايبنا ورا حتى الآن .. وهو إعتبار الأدارة الحكومية الملجأ الكبير للمسرحين على المعاش من اهل الكاكى .. ومعاك حق ياعزيزى الفاضل مصرى .. لقد زور الكذابون تاريخ مصر .. وسرق البعض منجزات الغير .. والف رحمة عليكم يا ساسة مصر فى عهد الملكية .. والف رحمة عليك يا محمد يا نجيب فقد حملت رأسك على يدك .. ولم تنتبه إنك كنت تتعاون مع عيال .. فاسدين حشاشين واللى عاوز يعرف أكثر يروح دار الكتب فى القاهرى ويطلب مجموعة مجلة التحرير عن سنوات 52 و53 ففيها الصورة واضحة عن المجاهد الكبير اللواء محمد نجيب اللى سرقوا منه الثورة .. لطيبته

اخناتون المنيا </span></span>

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ..

لاشك بعد تلك المقدمة الطويلة لابد لى أن اواصل وأكمل .. من وجه نظر مواطن عادى لم يسعفه سنه أيام قيام حركة الكاكى فى الإشتراك ولو بالكلمة فى إضاءة مصباح واحد فى ذلك الطريق الطويل وعندما حاولت بعد ذلك ربط الأحداث فى ضوء ما كنت أسمعه واراه كمواطن عادى بعيد عن النشاط السياسى ولكن هواية التصوير وصغر سنى فرضت وجودى فى كثير من المجتمعات وكنت مستمع جيد..وكاتم صغير السن ( عيل ليس له وزن من آى نوع ولذلك لم يكن هناك آى تحفظ فى وجودى ) للأسرار

لم يكن اللواء محمد نجيب عندما إستجاب لأفكار الشباب بضرورة تواجد رتبة كبيره تجمع كل الخيوط وتواجه العواصف العاتية التى ستثيرها الحركة .. لم يتردد الرجل وكان يحلم مثل كل الشرفاء من ابناء الوطن بضرورة تعديل إتجاه قاطرة التطور فى المحروسة .. والخطأ الذى وقع فيه أيامها أنه لم يستعين فى البداية .. برتب أقرب من رتبته .. فقد كان كلواء .. يمنحه القانون لقب " باشا " .. له الخبرة العسكرية والقيادية الطويلة .. كان من الضرورى طبقا لنظم الجيش أن يكون هناك مجموعة من الأميرلايات ( العمداء ) والقائمقمامات ( العقداء ) ليكونوا همزة الوصل السليمة بين الأفندية اليوزباشية والصاغات .. الذين عملوا من اول يوم على الإطاحة بتلك الرتب اولا بأول منذ البداية ليتفرغوا للتخلص من الرمز الذى مهد الطريق لإستقرار الحركة يتخلصوا من الباشا نجيب نفسه .. وكان هذا واضح ( وضحت لى هذه الصورة بعد سنوات وعندما شببت وكبرت ) كان هذا واضح من الدعاية والأشاعات التى كان يطلقها الأفندية أيامها .. وخاصة أثناء الجولة الميدانية لإعضاء مجلس قيادة الثورة .. فقد كان الهمس يسبق وصولهم واثناء القاء كلماتهم أن صاحب الثورة ومحركها هو هذا الضابط الصغير- بالنسبة لمحمد نجيب - البكباشى جمال .. فكانت الأنظار تتوجه اليه .. فى كل مره يلتقى فيه جمع الأفندية بتجمعات الشعب كانت الهمسات تنطلق هو ده اللى قام بالثورة .. اما نجيب فساتر لا أكثر .. !!!

وفى صيف 1953 .. وكان مجلس الوصاية الذى تم تشكيلة للملك الرضيع .. يمارس مهامه .. وكانت المحادثات والمشاورات بين رجالات السياسة والحكومات السابقة وحركة الكاكى تدور معظمها واهمها فى حضور قائد الثورة اللواء محمد نجيب وكان مقتنعا تمام بوجه نظر رئيس الوزراء آنذ ذلك على باشا ماهر ( عم وزير الخارجية الحالى ) الذى كان على درجة كبيرة من الدهاء فكان يستعين بأقطاب المعارضة فى محادثاته مع نجيب .. واستقر الرأى او عقدت النية على الأنسحاب المنظم لرجال الجيش وتسليم الحكم للمدنيين .. وهى المحادثات التى لم تكن تقابل عند الأفندية آية قبول .. وبدأت الإجتماعات الجانبية ..ثم الإجتماعات الرسمية تتم بدون وجود نجيب .. لو حتى ضباط أعلى من رتبة " البكباشى "

وكانت الصورة تتضح شوية شوية .. وبدء غطاء البير العميق الذى حفروه لقائدهم وكل من يعاونه او يؤيده من الضباط او المدنيين يتحرك فى بطئ فى انتظار اللحظة المناسبة .. وخلال تلك الفترة كان التفاهم قد بلغ درجة كبيره بين القيادات السياسة القديمة ومحمد نجيب ومن هنا كانت حركات التجاهل التام له من أفندية الحركة .. والتى أجبرته حفظا لكرامته وإضاءة منه لمصباح التحذير الأحمر لحكماء المحروسة من السياسيين .. ولم يفطن أحد ايامها الى هذا التحذير .. ولم يستطع نجيب باشا الإجهار به وهو وخيد كما قلت بالقمة كأكبر رتبه عسكرية .. ولم يمضى وقت طويل .. حتى خلع ناصر ومن معه القناع الأول .. واطاح بنجيب باشا وبكبار الضباط بقسوة بالغة إنطلاقا من مقولة .. نكون او لا نكون ففرضوا حظرا تاما للأتصال به .. حتى على أقربائه .. وكشروا عن أنيابهم له من اول يوم حتى لا يحاول الأتصال بأحد .. وتحول مقر إقامته خارج كردون القاهرة فى استراحة السيدة زينب الوكيل حرم النخاس باشا .. وكانت تلك المنظقة من المناطق البعيدة جدا عن القاهرة ..

وغدا نستكمل الصورة

أخناتون المنيا

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

من مذكرات اللواء محمد نجيب

على الرغم من تعرض اللواء محمد نجيب للظلم الفادح من عبد الناصر الا انه لم يتردد في يوم من الايام من تقديم كل ما هو غالي و نفيس فداء لمصر في محناها و لكن دائما كانت ترد مساهماته بالاهانة و التجريح من قبل مجموعة من الاوباش لا هم لهم الا مصلحتهم و احدى هذه الامثلة

في 18 نوفمر 1956 حرر شيك بمبلغ 5 جنيهات باسم عبد الحكيم عامر و رقمه 705847اس.اتش تبرعا منه للمجهود الحربي

فكان الرد في جواب من احمد انور مدير البوليس الحربي بتاريخ 21 نوفمبر 1956 اشبه بالاهانة للرجل بل هي قمة الاهانة

قال احمد انور*:

ان القوات المسلحة لم تكن و لن تكون بعون الله و بهمة رجالها و بالروح التي بعثتها الثورة من العزة و الكرامة التي خلقها زعيمنا في نفس كل فرد من افراد الامة في حاجة الى مثل هذا المبلغ

ان نفسي لتبرأ ان تحيط القائد العام علما بتبرعك حتى لا ابعث في نفسه الاشمئزاز من تصرف رجل انتسب الى الجندية و انتسب الى مصر في يوم من الايام

من هذا الوضيع حتى يتكلم مع هم اشرف منه بهذه اللهجة الوقحة؟

و لكن كعادته دائما يتسامح مع من اذاه و يلتمس العذر للجهلة كتب له جواب بتاريخ 24 نوفمبر 1956

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد القائمقام احمد انور

بعد التحية, ارجو منكم ان تطلعوا على حسابي في البنك فهو حوالي 75 جنية منها 64 جنية رصيد شيكات مسحوبة لم تصرف بعد(و من ضمنها 50 جنية تبرعات لمشروعات قومية)

انا لم اتبرع الا ارضاءا لضميري و لن يكون هذا تبرعي الاخير "فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا" سامحك الله

و سل اخي علي نجيب لتعرف منه انني اصحت مدينا له بما لا يقل على المائتي جنية حيث اضطررت ان اقترض لاكمل المبلغ المطلوب لدراسة ابني فاروق بالمانيا

و السلام عليكم و رحمة الله

محمد نجيب

لواء أ.ح.

* لم يتم نقل الخطاب كاملا لوجود كلام بذيء لا يصلح للكتابة

ان الله يديم الدولة العادلة و ان كانت كافرة

و يزيل الدولة الظالمة و ان كانت مسلمة

رابط هذا التعليق
شارك

للاسف

العملاق محمد نجيب وجد فى زمن ومكان كثر فيه الأقزام

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 شهور...

لا أدرى كيف لا يتصور البعض حدوث "ثورات" بدون تجاوزات.. وربما ايضا ضحايا.. ذلك شىء طبيعى (ومنطقى أيضا) مع أى ثورة.. حدثت تجاوزات مع كل الثورات الكبرى مع إختلاف طبيعتها وحجمها.. وحساب الماديات والمعنويات يحتم وجود منتصر ومنهزم.. فائز وخاسر.. حدث هذا مع الثورة الفرنسية .. والبلشفبة.. والصينية.. وحدثت كذلك مع الثورة المصرية...

وإن كان التاريخ الأكاديمى "الموضوعى" يخبرنا بأن الثورة المصرية التى بدأت بإنقلاب العسكر الشهير فى 23 يوليو 1952 بتخطيط وقيادة ناصر هى ثورة من الثورات الكبرى التى تميزت بالسلميّة.. والأقل دمويّا (فى الواقع لم تسال دماء.. كما يخبرنا نفس التاريخ.. وربما لا يغيب على البعض أن الثورة البيضاء أصبح وصفا دقيقا لها)..

ومن بعض تجاوزات ثورة يوليو التى عملت بتفكيرى (كناصرى)، هو ما أودّ أن أتحدث عنه الآن نتيجة لمداخلات بعض الأعضاء الكرام.. وأنا أقصد علاقة أول رئيس (ولو بالتعيين) لجمهورية مصر المحروسة "محمّد نجيب" بناصر وبالثورة عامة.. وما قد اشيع عن هذه العلاقة فى أعقاب أزمة مارس 1954.. وكيف قد أبعد عن الحياة العامة.. وحددت إقامته فى مكان ما.. و ... و... إلخ

لم يشغل بالى المتواضع فكرة إبعاد الرئيس "محمد نجيب" فى حد ذاتها.. فهذا كما قلت من طبيعة الثورات.. لكن ما شغل يالى هو طبيعة المعاملة التى أشيعت –وما زالت- فى أذهان الكثيرين..طبيعة العلاقة التى خصّت بها الثورة الرئيس نجيب (بتعليمات ناصر المباشرة كما يقال!!).. شغلت بالى خاصة قسوة هذه المعاملة (كما يشاع) وأنا أعلم -كناصرى- أن مثل هذه التعليمات لا تصدر عن ناصر "الإنسان" الذى أعرفه ويعرفه آخرون..

وللحديث بقية إن شاء الله..

رابط هذا التعليق
شارك

محمد نجيب فعلا كان إنسانا طيبا ...

ومتصالح مع نفسه وراضي ....

وكان كبقية ضباط الجيش المصري .. بلا خبرة حربية ذات قيمة ....

لأن الظروف لم تتح لهم هذه الخبرة .......

فيما عدا حرب 48 ....

وهو لم يكن له دور كبير فيها ......

ولكن الأقدار وضعته في وسط الأحداث ......

الملك الغبي بدلا من أن يتماشى مع رغبات ضباط الجيش ....

ويقبل ما يريدونه هم ... ويكسب حبهم

أراد أن يفرض عليهم ضباط آخرين في نادي الضباط ....

وحتى في رئاسة الجيش ..........

ولكن جمال عبد الناصر ... كان راقد له في الدره

فهناك آراء مهمة ... ترى أن جمال عبد الناصر ...

كان مهتما بالقراءة عن الانقلابات التي كانت تحدث في سوريا قبل هذا الوقت......

هذا طبعا بالإضافة لحالة الغليان التي كانت سائدة في مصر لأسباب عديدة

والجيش طبعا ليس مؤسسة منفصلة وبعيدة عن أحداث المجتمع ..........

وخاصة أنه أصبح مليئا بضباط من طبقات دون المتوسطة .........

ولكن بالتأكيد لم يكن نجيب هو صاحب فكرة الانقلاب ....

ولا هو المخطط ولا المتابع من زمن .... ولا المنفذ ....

بما يحمل كل ذلك من مخاطر تصل إلى حد الإعدام رميا بالرصاص ....

ولكنهم كانوا قد اتفقوا معه قبلها بعدة أيام ...

على أن يكون هو على رأسهم بعد تنفيذ الانقلاب ......ورضي

وليلة الثورة كان جالسا في بيته ... وغليونه في يده ...

وعرف عن الانقلاب

من وزير الداخلية مرتضى المراغي باشا ومكتب رئيس الوزراء المكلف بالوزارة نجيب الهلالي

حيث اتصلوا به من الإسكندرية .. بعد ما نمى إلى علمهم أن هناك ضباطا وقوات قد خرجت إلى الشوارع ....

وذلك لتقديرهم أنه قد يكون على علم بما حدث ...

وأنه قد يمكنه التصرف .. بسبب علاقته بهؤلاء الضباط في انتخابات النادي .....

فطمأنهم ...............

وعندما حاول الاتصال بمكتب رئيس أركان الجيش .... رد عليه عبد الحكيم عامر

وعرف بذلك أن كل شيء تمام .........

وكان واضحا من الساعات الأولى أن القوة الحقيقية بيد جمال عبد الناصر

بعد نجاح الانقلاب وسيطرتهم على كل شيء ... وخروج الملك .......

بدأت عملية جديدة ......

وهي ترتيب الأوضاع فيما بينهم ........

فكان لابد من التخلص من محمد نجيب .........

لانتهاء دوره ..... وهذا شيء طبيعي .........

يعني جمال عبد الناصر .... ميعملش ده كله ....

ويديها برتقالة مقشرة لمحمد نجيب ويروح هوه

فكان لابد من تقشير نجيب نفسه .............

ولكن الأمور سارت في غير صالح نجيب ........

فبعد أن تم إقصاؤه سنة 54 بهدوء ... قامت المظاهرات مطالبة بعودته

بسبب الشعبية التي كانت قد تحققت له وهو على قمة السلطة ....

فكان لابد من خلعه بطريقة عنيفة .... لم تكن في صالحه .....

أما هل هو كان أفضل منهم .... أشك في ذلك .....

للأسباب الآتية

موقفه من عودة الضباط للثكنات ... وعودة الحياة السياسية كما كانت

لابد أن يكون موقف مشكوك فيه ..........

حيث أنه كان في الجانب الضعيف .... وبقية الضباط في الجانب القوي ........

هذا الوضع يجعله بدون شك يأخذ مواقف معاكسة لما يرونه هم

ثم أنه طالما يشعر أن موقفه ضعيف وفرصة نجاحه تقريبا صفر

فالعودة إلى ما كان الوضع عليه قبل الانقلاب ... لا يشكل له أي خسارة

بل بالعكس فهو مكسب ... والدليل ما حدث له بعد ذلك .............

من ناحية أخرى ... هو لم يوضع موضع الاختبار ... حتى نتأكد من موقفه الحقيقي

بمعنى ... ماذا لو أن الأمور كانت إيجابية بالنسبة له .... ولم يكن هناك رغبة في إقصائه ؟

هل كان سيعود للثكنات ... أم يظل في الحكم ..... لا نعرف

مع وجود احتمال قوى لبقائه في الحكم .... في هذه الحالة ....

وكان هو الدكتاتور الذي نشتم فيه الآن .....

لأن النظام هو الذي يصنع الدكتاتور .... وليس صفاته الشخصية .......

حاجة ثانية شخصية

بغض النظر عن رأينا في نظام يوليو 52

قرأت اسم اليوزباشى عبد العزيز يس .. في مداخلة للأستاذ إخناتون

فقد شاءت الأقدار أن تجمعني مع هذا الإنسان صداقة في آخر سنتين في حياته ..

طبعا مع الوضع في الاعتبار فارق السن ....حوالي 25 سنة حينئذ

فقد كان هو وكيل أول وزارة التعليم العالي

وقبلها كان مدير إدارة الوافدين ( الطلبة الأجانب الذين يدرسون في مصر )

وأحب أن أسجل ... على الأقل وفاء لذكرى رجل كان يشهد له الجميع بالشهامة واتساع الأفق وحب الخير للجميع وخاصة الشباب ... فقد كان يقول أفضل أن أعطيك الآن جنيه لتبني حياتك ... من أن أعطيك ألف جنيه بعد 20 سنة ربما لا تكون في حاجة لهم بعد ذلك ..... رحمه الله

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

كان علوى حافظ ياقوت (أصغر ضابط طيران فى مصر وقت أن حصل على رتبة اليوزباشى, و تم تنزيله لرتبة فى الجيش, بدلا من الطيران لتهوره), أول ياور لمحمد نجيب بعد إختياره رئيسا للحمهورية.

باع علوى حافظ ياقوت ولائه لنجيب, لكى يحظى برضاء عبدالناصر, و تم تعيينه قائدا للحرس الوطنى فى منطقة الدرب الأحمر, ثم ارتفع نجمه مع إرتفاع نجم عبد الناصر.

تدرج علوى حافظ ياقوت, ووصل الى بعض المناصب المدنية, و لكن عندما أتيحت له الفرصة بعد وفاة عبد الناصر, أظهر وجهه القبيح, و هاجم عبد الناصر, كما هاجم محمد نجيب من قبل.

ثم أصبح علوى حافظ ياقوت عضوا بمجلس الشعب, و أصبح له صوتا قويا, و انضم الى حزب الوفد, ثم أختفى أخيرا من الساحة السياسية.

كان علوى حافظ من معارفى, و لكن من ضمن أصدقائى , كان هناك ضابطا شهما, و كان مسئولا عن حراسة محمد نجيب فى منزله بمنطقة الزيتون .

و لقد قص علىّ قصصا لا تعقل, عن كيفية إمتهان كرامة محمد نجيب, بواسطة أذناب عبد الناصر.

و قدإنتقل صديقى هذا الى رحمة الله, و لا يمكننى أن أحضره للشهادة, و لكنى أشهد أمام الله على كل ما قاله لى وقتها عن إذلال, و إضطهاد محمد نجيب لأنه قال لعبد الناصر: لا.

ما أقوله هو شهادة أخرى بما شاهدت و عايشت, و عاصرت, و سوف يقول الأخ مستاء أنه لا يثق فى شهادة شهود العيان, و سوف يكون ردى,

أنا أشهد للتاريخ, و لا أشهد للأفراد.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

عودة إلى الحديث عن علاقة الرئيس "محمد نجيب" مع ناصر وثورة 23 يوليو 1952..

مثلا قيل، وأشيع أن ناصر حدّد إقامة الرئيس نجيب.. فى بيت متواضع لا يليق بأوّل رئيس جمهورى للمحروسة!!.. ولا حتى بأى أحد آخر.. بيت لا تزوره الشمس نهارا..ويتجنبّه القمر ليلا.. وقيل فيما قيل أن حدّدت إقامته وحيدا.. لا يخرج منه.. لا يزور ولا يزار.. إلخ من هذه الصور القاسية...

ثم إبتدأت بعض الحقائق تظهر لعقلىّ البرىء البسيط ...

ومن سخريّة الأمور أن بعض هذه الحقائق جاءت، وتتوالى من حيث لا تدرى مصادرها...

تتكلّم وتبوح هذه المصادر بما تجود بها قريحتها بغرض الإساءة لناصر (ساجن محمد نجيب.. أول رئيس لمصر المحروسة!!).. فإذا بها تصب فى صالح الحقيقة وصالحنا (كناصريّين).. لأنها تبرّأ "ناصر" بدلا من أن تذنبّه كما يريد خصومه.. لأنها تؤكّد الإنسان فى ناصر كما عرفته وآخرون...

لن أستند إلى وثائق تلك الفترة الحرجة من تاريخ المحروسة (لشحتّها وعدم إكتمالها بعد...أو ربّما لعدم إطلاعى على المتاح منها حتى الآن... وربما نعود إليها يوما ما إن شاء الله) ...

سوف ألجأ فقط إلى منطق الأشياء وطبيعة الأمور... أستشفهما من القراء ة المتأنيّة لبعض ما تحدّث به (على سبيل الحكى يعنى) من يريد تذنيب ناصر بما فيهم الرئيس نجيب نفسه.. ليس فقط بما يقولونه على السطور.. ولكن أيضا بما بين هذه السطور ..

فهذا مثلا "مفيد فوزى" الصحفى "المعروف، والمعروف أكثر بعدائه لناصر... يجىء بشاهد (على العصر) فى إحدى برامجه الحديثة على تليفزيون أوربت، أراد به أن يدين ناصر.. فإذا بهذا الشاهد لا يسايره إتهاماته.

جاء "مفيد فوزى" بالطبيب الخاص (د. موريس أمين عوض*) الذى خصّصه الحكم فى المحروسة للرئيس "محمد نجيب" ، فنجد أن هذا الطبيب (بعد أكثر من 33 سنة من رحيل ناصر.. أى لا يوجد هناك ناصر ليخشاه) يخبرنا بأن الرئيس نجيب كان يسكن فى قصر المرج (قصر إحدى أميرات الحكم الملكى فى عهد ما قبل ناصر.. لا يحضرنى إسمها الآن)...

ولا أدرى ما كانت عليه حالة القصر حينئذ.. ولكن أتخيّله (أى القصر) مثل كل قصور الملكيّة مزوّدا بجميع وسائل الراحة (وهناك بعض الشواهد على ذلك، قد أعود إليها لاحقا)...

ثم قيل، وأشيع أن الرئيس نجيب سكن القصر وحيدا معزولا... ولكن نجد أنه قد سكنه-كما أكّد الطبيب- مع عائلته..المكونّة حينئذ من زوجه الكريمة، وإبن من أبنائه... ليس هذا فقط ، ولكن أيضا لم تكن عليه حراسة مشددة كما يشاع ... فقط وقف على حراسته طابطان من الجيش..

وللحديث بقية إن شاء الله..

______________________

* ماذا يدّل تعيين طبيب خاص بالرئيس نجيب فى حد ذاته؟ أنا فقط أتساءل...

تم تعديل بواسطة mostaa
رابط هذا التعليق
شارك

الأخ مستاء,

يبدوا أنك تعيش فى حلم كبير,

تقول أنك تتخيل القصر مثل بقية القصور.

لماذا لا تذهب الى المرج لترى هذا القصر؟

كان هذا القصر إستراحة, أكل عليها الدهر و شرب, و كانت تحيطه أشجار كئيبة, و حوائطه لم يتم دهانها منذ أكثر من مائة سنة.و كان مكونا من صالة , و غرفة معيشة, و حجرتى نوم فى الدور العلوى. و كانت الحديقة مهملة, ومملوءة بالأعشاب.

و كون أن حراسة محمد نجيب كانت تتكون من ضابطين فقط ليس دليل على رقة قلب عبد الناصر.

ففى الواقع كانت الحراسة تتكون من ضابط واحد, و بعض الجنود, و لكن هل هذا يجعل المسجون يحس بالسعادة ؟ اليس السجن هو الحرمان من الحرية, حتى لو عاش المسجون فى قصر " باكنجهام"؟ و حتى بدون حراسة؟

سوف أتركك فى حلمك الجميل,

و تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

قبل أن أكمّل ما بدأته عن الرئيس محمد نجيب... أودّ أن أعقّب تعقيبا بسيطا على بوست السيد الكريم/ الأفوكاتو...

هذا ما تقوله أنت، وتكتبه سيّدى العزيز... وذاك ما يقوله ويكتبه الدكتور الخاص (المقرّب) بالرئيس نجيب ، ويقوله ويكتبه آخرون... بما فيهم الرئيس نجيب نفسه... وأرجو ألاّ تسىء فهمى، عندما أقرّ بأن هذا يضعنى –وربما غيرى أيضا- فى حيرة كقارىء مهتم بالموضوع، وبالحقيقة...

فمثلا... ما كتبته أنت (ما بين الأقواس والخط التحتىّ من عندى):

.و كان (القصر) مكونا من صالة , و غرفة معيشة, و حجرتى نوم فى الدور العلوى...

يتعارض مع ما كتبه الرئيس محمد نجيب فى ص 236 من كتابه "كلمتى للتاريخ" (طبعة 1975.. برقم إيداع 5271 فى دار الكتب):

.." أن القصر لم يحتوى إلا على غرفة نوم واحدة.. شغلتها مع زوجتى ونام الأولاد والشغالة على الكنب والمقاعد.."

وأرجو ثانية ألاّ تسىء فهمى عندما أقول إذا كان هناك تعارض وإختلاف فى العدد الذى (بالتعريف) لا يحتمل أى تعارض، أو إختلاف*... فما بالنا إذن عندما نتعرّض إلى حوادث، ونتائج،و...وإلخ

ثم عندما أقترحت علىّ:

لماذا لا تذهب الى المرج لترى هذا القصر؟

فأعتقد أنك لا تقصد ذهابى فى الوقت الحالى... والحال بالطبع غير الحال...

وكما الشىء بالشىء يذكر.. فهل لى أن أسألك سيّدى عن تاريخ تلك الفترة التى تقصدها عندما وصفت القصربما وصفت؟ وبالطبع لك كامل الحريّة فى ألاّ تجيب، أو تعقّب...

أجد نفسى قد أزدت فى التعقيب من حيث لم أرد أن أزيد... ولذلك أرجىء تكملة الموضوع فى مرة، أو مرّات قادمة إن شاء الله...

________________________

* بالطبع مع إفتراض ثبات عدد حجرات (أو غرف) القصر أثناء الفترة التاريخيّة المعنيّة، وأيضا ثبات معانى الأشياء...

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأخ مستاء,

كان وصفى لإستراحة المرج التى يسمونها قصرا مستمدا من وصف الضابط الذى كان يحرس محمد نجيب أثناء إعتقاله, و كان إسمه اليوزبائى بهاء زايد

( رحمه الله)

و إذا قال محمد نجيب( رحمه الله) أن المنزل كان حجرة نوم واحدة, فقد يعنى ذلك أن الحجرة الأخرى ربما كان يستعملها الحرس( أى السجان)

و كلمة أخيرة,

هل هناك فرق إذا كنت مسجونا فى قفص من الذهب أو الفضة؟ إو قصر, أو لوكاندة خمس نجوم, أو كوخ ؟ أو زنزانة؟

أليس الحرمان من الحرية هو تعذيب حتى ولو تم فى القصر المزعوم؟

مجردأسئلة لفهم ما هى المعايير التى يقاس بها الفرق بين الجبروت, و الرحمة.

و تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

قلنا إذن أن لا غبار على تحديد إقامة الرئيس محمد نجيب بواسطة ناصر فى قصر المرج... وليست عندى أيّة مشكلة فى هذا التصرّف...

هذا من طبيعة الصراعات، وخاصة فى أعقاب حدث جلل كالذى أخذ موقعه من التاريخ ليلة ال 23 من يوليو 1952... بغض النظر عمّن يملك الحق، والحقيقة...

وقد يكون من حسن الحظ أن هذا هو كل ما حدث... فليس ببعيد عن بعض القرّاء الكرام –من التاريخ المنهجى- أن هناك أحكاما أخرى أشدّ قسوة... ولكن هذا موضوع آخر، قد نتحدّث عنه فى ظروف قادمة...

إذن لا أرى غبارا على كل هذا...

ولكن الغبار هو على ما أشيع، ويشاع عمّا جرى للرئيس نجيب وراء أسوار "معتقله"، وكيف كان وحيدا، لا يزور، ولا يزار... وكيف قطع عنه ناصر وسائل إتصالاته بالعالم الخارجى... وكيف عامله حرّاس "معتقله" بقسوة، وبأوامر مباشرة من ناصر، الخ، الخ...

وأدّى ذلك (أى ما أشيع، ويشاع) إلى مشكلة عندى -كناصرى... فأنا لا أتوقّع - بل على يقين- أن مثل هذا الأمور "الصغيرة"، والأوامر "الصبيانيّة" لا يصدرها إنسان عادى، أو حتى أن يكون على علم بها ولا يحاول منعها ، فما بالنا إذن بناصر –وهو من هو...

وفى نفس الوقت وللأسف لا أجد -وحتى الآن- البرهان "الموثّق" الفاصل، لأضع الحقّ فى نصابه أمام طوفان القيل والقال... وقال هو، وقالت هى...

ولأنّ يدى قصيرة، أرجأت البتّ فى الأمر حتى يجدّ الجديد "الموثّق"، وأطلّع عليه، وأنا مرتاح الضمير...وأنا واثق أنه فى مكان ما...وسوف يظهر فى وقت ما...

ولكن غيّرت رأيى –مؤقتا- أمام ومضات من الحقيقة بدأت تظهر لى... وخاصة من خصوم ناصر، وأعدائه... وهذا هو المهم، والذى يمنحها فى إعتقادى صفة "الحقيقة" ...

أرادوا هؤلاء أن يذنّبوا ناصر، فإذا بهم ينصفونه...

وهذه "الومضات" هى مقصدى فى "بوستاتى" الحالية...

وقبل أن أتّهم بالإساءة إلى بعض الأعضاء الكرام...لن أحكم بسوء نيتّهم فى قراءة الأحداث، بل فقط بأنّ الحظ قد جانبهم فى حسن فهمها...

وللحديث بقيّة إن شاء الله...

تم تعديل بواسطة mostaa
رابط هذا التعليق
شارك

قلنا إذن أن لا غبار على تحديد إقامة الرئيس محمد نجيب بواسطة ناصر فى قصر المرج... وليست عندى أيّة مشكلة فى هذا التصرّف...

عزيزي مستاء .. لا أظنني أفهم كيف لايوجد عندك مشكلة في إحتجاز إنسان في محبس دون محاكمة وحكم ؟

وقد يكون من حسن الحظ أن هذا هو كل ما حدث... فليس ببعيد عن بعض القرّاء الكرام –من التاريخ المنهجى- أن هناك أحكاما أخرى أشدّ قسوة..

مازال عندي مشكلة في قبول هذا ولا أظنه من حسن الحظ أو من مستوجبات الشكر أن عبدالناصر حبسه ظلما ولم يقتله فالحالتين خطأ وليس إرتكابه للخطأ الأصغر بدلا من الأكبر يعد شيء مستحسن

أن مثل هذا الأمور "الصغيرة"، والأوامر "الصبيانيّة" لا يصدرها إنسان عادى، أو حتى أن يكون على علم بها ولا يحاول منعها ، فما بالنا إذن بناصر –وهو من هو...

وهو من هو ؟؟؟؟؟؟ وماهو التصرف الغير صبياني والغير عقلاني الذي فعله طوال فترة حكمه بداية من عام 1954 مرورا بحروب خاسرة جميعها وأغلبها غير مبرر وتوليته أمور الجيش وحماية البلد لفاشل لمجرد أنه صديقه .. وحرب اليمن ... و ... و ....

آسف ياصديقي أنا ضد الإنحياز إلى الأشخاص وتبرير أخطاؤهم لمجرد الإحساس العاطفي وكونك ناصري الهوى لايجيز تبرير الأخطاء على أنها حسنات

تحياتي

القسوة أن ألقاك غريبا ... في وطن ناء عن وطنك

والأقسى غربة أنفاس ... بين الخلان وفي أهلك

رابط هذا التعليق
شارك

مما لا شك فيه ان الضباط الاحرار كانوا مجموعة من الضباط صغار الرتب و صغار السن يفتقروا الى

خبرة عسكرية كافية لتقلد اعلى المناصب العسكرية و اتخاذ قرارات الدخول فى حروب او حتى ادارة هذه الحروب، فهم ضباط صغار غير مؤهليين و خبرتهم فى حرب 48 غير كافية بالمرة لما اتخذوه من مناصب

غير مؤهلين لاى منصب سياسى مثل تقلد الوزارات او المحافظات

غير مؤهلين صحفيا و يفتقروا خبرة العمل الصحفى مما يجعلهم غير صالحين لادارة الصحف و المجلات، لو كانوا عايزين يبقى لازم يبتدأو من الصفر فى هذا المجال مش من القمة.

يفتقروا لحكمة كبيرى السن

(اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة)

الوحيد العاقل و البالغ و المؤهل على الاقل عسكريا هو محمد نجيب، و بالرغم من ان هذا لا يؤهله ان يكون رئيس جمهورية و لكنه لو استمر فى منصبه لكان قد جنبنا حرب 56 و فشل الوحدة و حرب اليمن و حرب 67 و الديون بعد ان كانت مصر دائنة لأبجلترا و ما كنش زمان ده حالنا بدل لعب العيال الى ودانا فى داهية

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...