اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كيف احتل الانجليز مصر ؟


محمــد عــز

Recommended Posts

موجز تاريخي للأحداث :

- كانت مصر كغيرها من بلاد العالم الإسلامي تحكمها الدولة العثمانية . وكانت تُحكم بالشريعة الإسلامية ، وترتكز في أمورها على الإسلام بوجود الأزهر ، وهيئة كبار العلماء ، مع قصور وانحراف ، قلما يسلم منه أحد .

- قام الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت بحملتهم على مصر عام 1798م ، بعد أن مهدوا لذلك بإرسال الجواسيس الذين يدرسون وضع البلاد ومدى قابليته للاحتلال .

ولكنهم لم يفلحوا في البقاء فيها سوى 3 سنوات نظرًا لاتحاد أهل البلاد ضدهم، ووقوفهم صفًا واحدًا تجاه حملتهم –حكامًا ومحكومين- ؛ رغم تطمينات نابليون الكثيرة لهم بأنه لا يريد الإسلام بسوء !

- كرر الإنجليز ما قام به إخوانهم الفرنسيون؛ فأرسلوا حملة عسكرية بقيادة "فريزر" لاحتلال مصر؛ لكنها باءت بالفشل –أيضاً-؛ للأسباب نفسها.

- استمر العثمانيون يحكمون مصر من خلال الولاة الذين يعينونهم واحداً تلو الآخر، ولكن الشعب المصري لا يرتضيهم لظلمهم وتعسفهم.

- إلى أن تم تعيين (محمد علي باشا) والياً على مصر بعد أن اختاره الشعب والعلماء والوجهاء - بإذن مسبق من الدولة العثمانية- مشترطين عليه أن يحكم بالعدل!

- استغل (محمد علي باشا) الفرصة ولم يفوتها ، فحكم البلاد ، مفتتحًا حكمه بمذبحة شنيعة لبقايا "المماليك" ، الذين كانوا ينافسونه .

- انشغل (محمد علي باشا) بالأمور العسكرية التي كان من أهمها: حملته الظالمة على أهل الدعوة السلفية في الجزيرة العربية، وحملته على السودان، وغيرها من الحملات العسكرية.

- هلك محمد علي باشا عام (1849م ).

- تولى الحكم بعده حفيدة: عباس بن طوسون بن محمد علي ( من عام 1848م إلى 1854م ).

- ثم جاء بعده سعيد بن محمد علي ( من1854 إلى 1864). وفي عهده: تم منح امتياز شق قناة السويس لصديقه المهندس الفرنسي " دي ليسابس " بشروط مجحفة جرَّت على بلاد مصر الويلات فيما بعد.

وفي عهده أيضاً بدأت مشكلة الديون حيث بدأ يستدين من الغرب بفوائد ربوية لينجز قناة السويس وغيرها من الأعمال المرهقة لميزانية البلاد دون فائدة كبيرة تجنى منها .

- جاء بعده: الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي(من1863 إلى 1879م).

وفي عهده افتتحت قناة السويس، وتضخمت الديون التي كان يستدينها لينفقها بإسراف على أمور شكلية أولافائدة منها للبلاد ؛ مما اضطره لبيع نصيب مصر من القناة على الإنجليز !!

وفي عهده بدأ تدخل الدول الأوربية في البلاد بشكل سافر بدعوى حماية حقوقها المالية ؛ إلى أن وصل الحال إلى فرض وزيرين أوروبيين ضمن تشكيلة الوزراء ! إضافة إلى تدفق الأجانب في عهده على مصر ، وإقامة محاكم خاصة بهم .

- كان رئيس الوزراء في عهد إسماعيل : القبطي النصراني ! نوبار باشا الذي كانت ميوله وعواطفه إلىجانب بريطانيا.

- في عهد إسماعيل: قدم الرجل الغامض "جمال الدين الأفغاني" إلى مصر بدعوة من الوزير رياض باشا .( كان رياض من أصل يهودي، ادعت عائلته الإسلام).

- أخذ الأفغاني يبث أفكاره "الثورية" و"العصرية" بين أصناف المصريين الطامحين من مسلمين وغيرهم؛فتشكلت من حوله مجموعة من المتأثرين بأفكاره.

تركزت فكرة الأفغاني ومن معه على تكوين الصحف المتنوعة والمشاركة فيها، وتشويه صورة الحاكم والعلماء في أذهان الناس ، واستغلال أوضاع البلاد لتهييجهم ، إضافة إلى الإلحاح على المطالبة بالحكم النيابي، وتأسيس الأحزاب، والمشاركة الشعبية .. الخ. فعلى سبيل المثال: كان الأفغاني يهاجم الخديو إسماعيل علانية ويقول للمتجمهرين حوله: (أنت أيها الفلاح تشق الأرض لتستنبت ما تسد به الرمق، وتقوم بأود العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك ؟! لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟!) (دراسات في تاريخ العرب الحديث، للدكتور عمر عبد العزيز عمر، ص 297) ، وغيرها من الكلمات الثورية التهييجية.

- تم عزل الخديو إسماعيل من قبل الدولة العثمانية بعد ضغوط إنجليزية لأنه بدأ يعارض بعض قراراتها .

- تولى الحكم بعده ابنه الخديو توفيق (1879-1892م) الذي أحس بخطورة الأفغاني وما يبثه من أفكار، فنفاه خارج البلاد؛ لكن بعد أن بذر بذرته الخبيثة في البلاد.

- كان وزير الحربية في عهد توفيق : (عثمان رفقي)، وهو شركسي متعصب قام بعدة أعمال ظالمة ضد الجنود والضباط المصريين؛ كمنعهم من الترقيات وغيرها.

- مما دفع بأحمد عرابي (وهوأحد المتأثرين بدعوة الأفغاني ومحمد عبده) أن يثور ضد هذا الظلم ويطالب بإقالة عثمان رفقي . فاستجيبت مطالبه بعد عدة أحداث ومنازعات.

- لم يكتف عرابي بما تحقق ؛ إنما اغتر بمن حوله وظن أنه ممثل الشعب، مما أداه إلى الاستطالة على ولي أمره، والخروج بمظاهرة ضده.

أما إنجلترا فكانت تفعل الأمر نفسه بل أشد، من خلال جاسوسها المدعو: " بلنت" الذي كان يجوس بلاد مصر يؤلب الناس على الحكم، ويراسل عرابي ويستحثه على مواصلة الضغط على الحكومة لعلها تستجيب لمطالب "الإصلاح"! ، وهدفه الحقيقي فصل مصر عن الدولة العثمانية تمهيدًا لاحتلالها .

- أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية طالباً من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه ! مع ضغطه هو والإنجليز على السلطان العثماني لإصدار منشور في عصيان عرابي ؛ لكي ينفض الناس عنه .

- افتعل الإنجليز مذبحة للنصارى في الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها عام (1882م) بدعوى حماية رعاياهم !

قبل أن تتم المصالحة بين عرابي والدولة العثمانية .

- تعاون المنافقون الخونة من أبناء مصر مع الإنجليز ، ومكنوا لهم من احتلال البلاد بعرض من الدنيا قليل !

- لم يستجب عرابي للناصحين الذين حثوه على سد قناة السويس لكي لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية ؛ منخدعاً –كما سيأتي- بتطمينات المهندس الفرنسي صاحب امتياز القناة .

- قضي على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال الإنجليزي ، الذي استمر أكثر من 70 عاماً !! (1882 – 1956م). رغم ادعاءاتهم وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد !!

- بعد أن تمكن الإنجليز من البلاد المصرية عاثوا فيها فساداً في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، مستعينين في ذلك كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس) ؛ وعلى رأسهم العصرانيون بقيادة شيخهم محمد عبده الذي كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب الاحتلال .

- استمر الخديو توفيق في الحكم ، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق ابن فؤاد (1936-1952م) . وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنما كانوا واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز.

- قام جمال عبد الناصر ومن معه بثورتهم العسكرية على الحكم الملكي عام (1952م) معلنين قيام الجمهورية العلمانية بتواطؤ وتمكين من الغرب ، ( لاسيما أمريكا التي رعت ثورتهم منذ البداية ) ( انظر : " ثورة يوليو الأمريكية " لمحمد جلال كشك - رحمه الله - ) .

- رحل الإنجليز عن مصر عام (1956م) بعد أن سلموا السلطة لمن يحققون أهدافهم في مسخ البلاد وتغريبها، والقضاء على مظاهر الإسلام فيها ؛ وعلى رأس ذلك إلغاء الحكم بالشريعة . وبعد أن تحقق أهم هدف لهم ؛ وهو التكين ليهود من إقامة دولة لهم في أرض فلسطين .

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

أقوال المؤرخين :

أ - حال البلاد قبل الخديو إسماعيل :

( كانت فكرة احتلال مصر قد راودت الأوساط الفرنسية مراراً في القرن الثامن عشر ) . ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 327).

( في عهد لويس السادس عشر كتب سفير فرنسا بالأستانة سنة 1871 يحث حكومته على فتح مصر ، وكان مما جاء في رسالته " إن جيش مصر ضئيل ، والجنود لم يقفوا في ميدان حرب منظمة ، وليس لديهم مدفع واحد " ) . ( موسوعة التاريخ الإسلامي ، د أحمد شلبي ، 5 / 313 ) .

(لم تكن حملة نابليون على مصر واحتلالها (1798-1801) مغامرة طارئة مدفوعة بظروف آنية يأتي على رأسها الصراع الفرنسي البريطاني، وفي محاولة فقط لضرب عدوته اللدود –بريطانيا- بقطع شريان مواصلاتها ومن ثم تهديد أعز مستعمراتها –الهند- وإنما كانت –وإضافة إلى ذلك- حركة بارعة ذات هدف استراتيجي مدروس بعناية فائقة، فلا شك أن نابليون يدرك جيداً –وفي ذهنه صورة الحروب الصليبية وما انتهت إليه- أن مصر هي مفتاح الشرق، وإنها هي الحاجز المنيع الذي يحمي هذا الشرق بإمكاناتها البشرية ومكانتها الثقافية والحضارية كقلعة من أهم إن لم تكن أهم قلاع الذود عن العالم الإسلامي، وموقعها الجغرافي المتميز، ولكنه يدرك أيضاً وبكل وضوح أنه وإن استطاع اختراق هذا الحاجز بحراب جيشه لن تلبث هذه الحراب أن ترتد وتنكسر إن لم ينسف هذا الحاجز من أساسه، هذا الحاجز هو الحاجز الديني بإيديولوجيته الثقافية ومضمونه الحضاري ، ومن ثم يستطيع أن يحول مصر إلى قاعدة أوربية يستطيع بواسطة إمكانياتها البشرية وموقعها الاستراتيجي المتميز أن يبسط سيطرته على كل هذا الشرق ويحقق أهداف أسلافه رواد الحركة الصليبية متجنياً المواجهة السافرة بين الإسلام والمسيحية باستخدام قوة إسلامية لتحقيق أهداف صليبية ).

( قراءة جديدة لسياسة محمد علي باشا التوسعية ، د سليمان الغنام ، ص 12-13).

كان التفكير في شق قناة السويس من أيام محمد علي باشا ؛ لكنه لذكائه رفض ذلك ( خوفاً من أن تجر قناة السويس على مصر ويلات التدخل الأجنبي ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص17).

( توفي محمد علي عام 1849، وكانت مصر قد دخلت مرحلة تاريخية جديدة في حياتها السياسية والثقافية، وقد حاول خلفاؤه الاستمرار في النهضة، على أن سياسة الإسراف والتبذير التي اتبعها هؤلاء، ثم القروض المالية التي استدانوها من الأجانب فتحت الباب أمام التدخل الأجنبي في شون البلاد الداخلية). ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 353).

( من أغلاط سعيد أنه .. هو الذي منح امتياز شق قناة السويس بشروط مجحفة لمصر . وقناة السويس سلاح ذو حدين ؛ فإذا استطاعت مصر حمايتها واستغلالها كانت لمصر خيرًا وبركة ، أما إذا كانت بابًا نفتحه للأجانب ، ونجلب بسببه استعمار مصر والسيطرة عليها لصالح الدول القوية التي تستعمل القناة ، فلا كانت القناة ) .(موسوعة التاريخ الإسلامي ، د أحمد شلبي ، 5 / 411 ) .

( قدم فردينان دي لسبس (1805 – 1894) الفرنسي الجنسية Ferdinand De Lesseps إلى مصر سنة 1832، وشغل منصب نائب قنصل فرنسا بالإسكندرية ، وعثر - بمحض المصادفة - في أثناء قضائه فترة الحجر الصحي على مذكرة كتبها المهندس لوبير عن قناة البحرين، فاهتم بالمشروع أيما اهتمام، وناقش تفاصيله مع ذوي الشأن، وتمكن خلال إقامته بمصر من توثيق صداقته بالأمير محمد سعيد، أصغر أبناء محمد علي، وغادر دي لسبس مصر سنة 1836 وظل على علاقته بالأمير، وتقلب في عدة مناصب دبلوماسية إلى أن اعتزل الحياة السياسية سنة 1849، إثر أزمة تسبب في إحداثها، وتبنى عقب هذا مشروع حفر قناة تصل البحرين: المتوسط والأحمر ، وعكف على دراسة كل ما كتب عنه، ولما تولى الأمير سعيد حكم مصر سنة 1854، خلفاً لعباس، كتب إليه دي لسبس مهنئاً، فرد سعيد يدعوه لزيارته، فلبى الدعوة في نوفمبر.وسرعان ما استحوذ على إعجاب الوالي وحاشيته بشخصيته الجذابة وبراعته في الفروسية ومهارته في الصيد.. وانتهز دي لسبس فرصة تواجده مع الوالي في إحدى الرحلات فعرض عليه بلباقة وقوة حجة، مشروع حفر القناة، فاقتنع برأيه ووافق عليه ومنحه في 30 نوفمبر 1854 فرمان الامتياز الأول بشق القناة ). ( قناة السويس ، جورج كيرلس ، ص 91 ) .

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

ب - الخديو إسماعيل وإسرافه وديونه :

( كان إسماعيل باشا أول خديو على مصر، وهو الذي نقل مصر من حضارة الشرق إلى حضارة الغرب، وجعل الأهالي يلبسون الملابس الأوربية، ونظم الإدارة على المبادئ الحديثة، وأدخل قانون نابليون في المحاكم ). ( مجلة الهلال ، عدد ابريل 1928 ) .

(تربى تربيته الأولى في النمسا، ثم بعد ذلك في باريس، وهناك تعلم وأتقن اللغة الفرنسية، وبهرته باريس وما فيها من جمال وفتنة، ومن هناك نشأت ميوله الباريسية التي لازمته طوال حياته، وجعلته بعد أن تولى الحكم يسعى في أن يجعل القاهرة باريساً ثانية ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص16).

( أخذ إسماعيل يعمل في ما في وسعه الجهد من أجل صبغ البلاد بالصبغة الأوربية، فشجع الاستثمارات الأجنبية وأخذ يرعاها ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص16).

( في عهده – أي إسماعيل – ازدهرت الماسونية ، ودخلها الكثير من علماء مصر وأعيانها ) . ( لمحات اجتماعية .. ، علي الوردي ، 3/364) .

( استطاع النفوذ الاستعماري استغلال إسماعيل في مرحلة ضعفه وديونه، والضغط عليه لفتح الطريق أمام التغريب، وقد كان إسماعيل باشا هو أول من حمل لواء التغريب، حين أعلى كلمته التي ما تزال لها دلالتها "إن مصر قطعة من أوربا ) . ( اليقظة الإسلامية ..، أنور الجندي ، ص 193) .

عهد إسماعيل ( كان بدء النكبات التي توالت على هذه البلاد بعد ذلك، حتى رمت بها بين براثن الاحتلال). ( التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر ، الفرد بلنت ، ص 11 ) .

وديونه ( كانت الباب الذي تسرب منه النفوذ الأجنبي إلى سلطة الحكومة المصرية، ودخلت منه انجلترا حتى وضعت يدها على مصر ) . (التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر ، الفرد بلنت ، ص 21 ) .

وكان ينفقها ( على ملاذه الشخصية وحماقته في بناء القصور، وطيشه مع النساء الأوربيات، وخَرَقه في إقامة الحفلات الملوكية..) . (التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر ، الفرد بلنت ، ص 18 ) .

( هذه الديون لم يكن لها إلا سبب واحد؛ هو إسراف الخديو إسماعيل وتبذيره وفساد حكمه ). ( الثورة العرابية وأثرها .. ، محمد المرشدي ، ص 9 ) .

( معظم هذه القروض عقدها إسماعيل للإنفاق والبذخ على حياته الخاصة) . ( تاريخ مصر الحديث ، فرغلي تسن ، ص 252).

( دفع مبلغ 6958 جنيهاً ثمناً لأطقم قهوة من الذهب المرصع بالماس ومشبك مرصع بالماس ) . ( تاريخ مصر الحديث ، فرغلي تسن ، ص 252).

( مد يده إلى المرابين الأجانب يستدين منهم بغير تدبير ولا حساب؛ حتى قاربت تلك الديون مائة مليون جنيه؛ فأتاح بذلك للمستعمرين أن ينشروا ظلهم الأسود على مصر). ( ثلاثة من أعلام الحرية ، قدري قلعجي ، ص 40 ) .

كان ( فاسد التدبير، سيئ التقدير) . ( 50 عامًا على ثورة 1919، هيكل ، ص 16 ) .

( كان يتوهم حسن نية الدول الأوربية نحوه، ونحو مصر، وظل هذا الوهم مسيطراً عليه حتى أدرك خطأه في نهاية عهده ) . ( تاريخ العرب الحديث ، د عمر عبدالعزيز ، ص 253 ) .

( ترك إسماعيل مصر مثقلة بالديون وترك موارد البلاد ومرافقها في قبضة الشركات الأجنبية تستغلها لحسابها. ).( كشف الستار ، أحمد عرابي ، ص ح ).

صندوق الدين ( أول هيئة رسمية أوربية أنشئت لفرض التدخل الأجنبي في شئون مصر ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص33).

( أنشئ صندوق الدين مايو 1876 وكان بمثابة حكومة أجنبية مطلقة التصرف في مصر ) . ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 72) .

( بدأ هذا التدخل مالياً، ولكنه يطوي في ثناياه عوامل التدخل السياسي ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص31).

( وجدت كل من إنجلترا وفرنسا في الديون الكبيرة التي تورط فيها الخديو إسماعيل فرصة ذهبية للتدخل في شئون مصر الداخلية، والسيطرة على اقتصادها) . ( الثورة العرابية وأثرها .. ، محمد المرشدي ، ص 50 )

( إن قروض إسماعيل من فرنسا عندما زادت تدخلت بريطانيا لكي تلفت نظر الباب العالي إلى ممارسة سلطته في منعه من الاقتراض، وكانت تهدف بذلك إلى إحباط خطة فرنسا للتسلط على مصر ). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 91 ) .

( وقد أثقلت مصر من جراء المشاريع التي ذكرناها، بالديون، وكان الدائنون من الأجانب، من مرابين ومن مصارف، وقد استنـزف المرابون ثروة الأمة بالربا الفاحش، وبذلك فتح المجال لتدخل الأجانب في الأمور السياسية، وكان هذا التدخل سافراً عندما فرضت إنكلترا وفرنسا وزيرين في الوزارة المصرية، واحد بريطاني، وآخر فرنسي، وأعطيا مركزاً ممتازاً فيها، فأوجد ذلك مراقبة ثنائية إنجليزية أفرنسية، كما فرض بوغوص نوبار رئيساً للوزارة، وبوغوص هذا أرمني تمصر، عرف بولائه للأجانب، وكان متهماً في أنه أثرى عن طريق السمسرة لأصحاب الأموال والمرابين على حساب الشعب، كما كان أيضاً أول من أنشأ المحاكم التي عززت الأجانب ). ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 358-359) .

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

ج - إسماعيل يبيع نصيب مصر في قناة السويس ! والإنجليز لم يفوتوا الفرصة !!

( انتهزت الحكومة البريطانية هذه الفرصة الذهبية وسارعت لا إلى رهن الأسهم المصرية في شركة قناة السويس لديها، وإنما إلى شراء حصة مصر بأكملها من الخديو إسماعيل، وتمت هذه الصفقة ، التي خسرت مصر فيها أسهمها في القناة في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني، نوفمبر من عام 1875، ولقد كان لبعض الصهاينة دور معروف في إتمام هذه الصفقة وأشهر هؤلاء الذين لعبوا أدوارهم بدقة هما: دزرائيلي رئيس الوزارة البريطانية آنذاك، وروتشلد الثري البريطاني المعروف، فوقعت اتفاقية حفظت لمصر بعض الحقوق، إلا أن احتلال الإنكليز لمصر عام 1882 وأحداث الحرب العالمية الأولى التي أعقبت ذلك، ووقوف الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا، جعلت بريطانيا تستولي على القناة وتقيم عليها التحصينات، ضاربة عرض الحائط بما كان من اتفاق بينها وبين الحكومة المصرية، ولما قامت الحرب العالمية الثانية، مكنت بريطانيا قبضتها على القناة، خوف استيلاء الألمان عليها ؛ فحصنتها واستولت على منشآتها العسكرية ) . ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 357) .

( وتصاعدت الأزمة المالية عام 1875م، وتفاقمت أحداثها، إلى أن سارع "ديزرائيللي" رئيس وزراء بريطانيا آنذاك –دون انتظار لموافقة مجلس الوزراء- لشراء كل أسهم مصر في قناة السويس، مقابل أربعة ملايين من الجنيهات!.. دفعها "روتشيلد" أحد ذئاب الرأسمالية اليهودية العالمية، ليحقق دزرائيللي أعجب صفقة مالية في التاريخ!.. كانت سبباً مباشراً في تدخل انجلترا لإدارة الشئون المالية لمصر، حتى انتهى الأمر في عام 1882م باحتلالها العسكري للبلاد ). ( القاهرة في عصر إسماعيل ، عرفه عبده علي ، ص 89) .

د - خلع إسماعيل :

( ثم إن إسماعيل باشا رأى منهم أنهم صاروا يتدخلون في أكثر الأمور، ويريدون أن لا يفعل شيئاً إلا بإطلاعهم ومعرفتهم، فخاف من اتساع الأمر وسلب الملك منه، فأراد أن يجعل له عصبية من أهالي مصر، وأن يشكل منهم مجالس، ويكون أعضاؤها من العلماء ووجوه الأهالي والعمد من مشايخ البلدان، فشرع في ذلك ليكون الأمر بيدهم صورة، وأنه لا يفعل شيئاً إلا بمشورتهم؛ ليدفع بذلك تغلب الإنكليز والفرنسيين وتسلطهم، ففطنوا لذلك، فسعوا في خلعه..) ( خلاصة الكلام .. ، دحلان ، ص 65) .

هـ - هجرة الأجانب إلى مصر :

( كان من الطبيعي أن يكون لسياسة إسماعيل المذكورة أثر كبير في زيادة مجيء الأجانب إلى مصر للاستفادة من هذه الفرص، وللمشاركة في المشاريع الجديدة، وأعمال التعمير ) . ( 100 عام على الثورة العرابية ، مركز الأهرام للدراسات ، ص17).

(من محاولاتهم لتحقيق الاستعمار الشامل: تشجيع هجرة الأوربيين إلى مصر؛ ومنهم كثير من الإنجليز والفرنسيين، حتى يكونوا عوناً لهم في احتلال البلاد ). ( الثورة العرابية وأثرها .. ، محمد المرشدي ، ص 51-52 )

( كان من الطبيعي مع زيادة أعداد الأجانب في مصر وتزايد جالياتهم، ووضوح نفوذهم السياسي أن يفرضوا أنفسهم على خريطة السلطة في مصر، وأن يكون لهم دولاً تحمي مصالحهم وتدافع عنهم، بل وتدافع عن استلابهم للبلاد..) . ( تاريخ مصر الحديث ، فرغلي تسن ، ص 159).

( من أخطر الأمور التي أسفر عنها إنشاء هذه المحاكم – فضلاً عن اختصاصاتها- أن أغلبية القضاة كانوا من الأجانب، وأنهم كانوا يرأسون الدوائر.. ) . ( تاريخ مصر الحديث ، فرغلي تسن ، ص 161).

و - حركة أحمد عرابي :

( أدركت الطبقة الممتازة من الأمة ! أن إصلاح هذا النظام إنما يكون بقيام الدستور، وإنشاء مجلس نيابي يوطد مبادئ العدل والحرية، ويتحقق فيه معنى الرقابة على الحكام، ويحول دون ارتكاب المظالم... ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 15).

عرابي( هو الذي بث في نفوس الضباط روح التضامن والاتحاد للمطالبة بحقوقهم المهضومة، وتقدم الصفوف لعرض مطالبهم جهاراً على ولاة الأمور، وكانت هذه المطالب فاتحة الثورة.. فهذه الجرأة كان لها أثر كبير في ظهور الثورة ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 13).

و( كان للباقته وفصاحته في الكلام، واستشهاده ببضع الأحاديث الشريفة النبوية، والحكم المأثورة تأثير كبير في نفوس الضباط، اجتذبهم إليه، ومال بهم إلى تلبية ندائه، والاستماع لنصائحه، والاقتناع بآرائه ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 123).

( إن بداية الثورة العرابية كانت عسكرية تهدف إلى فتح المجال العام أمام المصريين للترقي في رتب الجيش، لكنها تطورت إلى ثورة سياسية تشريعية تنادي بالديمقراطية وبالدستور..) . ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 366).

كتب عرابي منشورًا (يبين فيه أخطاء الحكومة واستبدادها، ويدعو الناس إلى معاونته لانتشال البلاد مما هي فيه). ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه ، محمود الخفيف ، ص 21-22)

وكان يقول قبل الإحتلال : ( دعهم يأتون! فكل رجل وطفل في مصر سيقاتلهم ) . ( عبدالله النديم ..، د علي الحديدي ، 170).

ولكن :( كانت عاقبة الثورة الوقوع في قبضة الاحتلال) !! ( الشيخ محمد عبده في أخباره وآثاره ، د رحاب عكاوي ، ص 49 ) .

( لا يخفى أن موقف هذا الرجل لا يزال محوطاً بأسرار كثيرة، فإن التاريخ لم يكشف لنا حقيقة الدافع له على ما فعل، ولم يبين لنا المؤثرات التي كان خاضعاً لها ) .( ثورة 1919 ..، عبدالرحمن الرافعي ، 129).

أما هو - أي عرابي - فيقول في مذكراته : ( والله الذي لا إله إلا هو فالق الحب وبارئ النسمة أني ما خدمت بذلك دولة إنكلترا ولا فرنسا ولا كنت آلة لدولة ما). فالله أعلم .( مذكرات الزعيم أحمد عرابي ، ص 61).

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

ح - دور الإنجليزي بلنت في تحريض عرابي ! :

( كان من أشد الناس تفانياً في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل كان أحياناً يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب عرابي ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعاً من الدهاء والحنكة الإنجليزية) . ( دعوة الأفغاني في ميزان الاسلام ، مصطفى غزال ، ص 123).

وهو (واضع كتاب (مستقبل الإسلام) الذي يدعو فيه إلى هدم الخلافة الإسلامية، بنقلها من السلاطين العثمانيين إلى العرب الضعفاء، ويدعو إلى الاعتماد على الإنجليز في إقامة خلافة إسلامية قوية)! ( دعوة الأفغاني في ميزان الاسلام ، مصطفى غزال ، ص 124).

( بلنت شجع عرابي على الثورة، وهو يعلم أنه ضعيف لا يستطيع الوقوف أمام جيوش الاحتلال، وهو الذي زين لعرابي الحكم الجمهوري) . ( دعوة الأفغاني في ميزان الاسلام ، مصطفى غزال ، ص 124).

(بلنت أودى بصاحبه عرابي وثورته وبلاده إلى الهاوية، ومع ذلك لم يفطن عرابي لخطره، بل بقي على صداقته له بعد ذلك). ( دعوة الأفغاني في ميزان الاسلام ، مصطفى غزال ، ص 124).

ي - الذرائع التي تعلق بها الإنجليز والفرنسيون للضغط على مصر :

( سوغت الدولتان هذا العمل العدواني بأن الغرض منه حماية رعاياها من الأخطار التي يستهدفون لها) .( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 81).

(كانت الأسباب الظاهرية التي تذرعت إنجلترا بها لإرسال سفنها الحربية هي حماية الأجانب في مصر). ( الثورة العرابية وأثرها .. ، محمد المرشدي ، ص 54 )

(ولم يكن ثمة خطر ولا خوف من هذه الناحية، وإنما هي حجة مصطنعة ووسيلة باطلة تستر الغرض الحقيقي، وهو خلق الذرائع للتدخل المسلح في شئون مصر ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 81).

( كان من أهم أسباب الاحتلال إذ ذاك عسر المالية وتدخل الأجانب في أمور البلاد، واستئثارهم بها على عهد الوزارة المختلطة في آخر مدة إسماعيل باشا، واشتداد وطأتهم وطموح أبصارهم إلى ما أوجب استحكام الضغائن في صدور الجهادية واستيائهم من الأجانب بسبب قطع مرتباتهم ).( كشف الستار ، أحمد عرابي ، ص 125 )

( وقد وجدت كل من إنجلترا وفرنسا في الديون الكبيرة التي تورط فيها الخديو إسماعيل فرصة ذهبية للتدخل في شئون مصر الداخلية والسيطرة على اقتصادها). ( الثورة العرابية ، محمد المرشدي ، ص 50 ).

ك - تواطؤ الفرنسيين مع الإنجليز :

( انسحبت فرنسا من الميدان، وأمرت أميرال أسطولها بمغادرة الإسكندرية قبل الضرب ، فبارحها مساء 10 يوليه سنة 1882، ومعنى ذلك أن الحكومة الفرنسية تركت إنجلترا تفعل ما تشاء وتعتدي ذلك الاعتداء الغشوم على المدينة فتدك حصونها وتهدم مبانيها وتحصد أرواح أهلها دون أن تبدي حراكاً، قابلت فرنسا هذا الاعتداء الوحشي بالجمود ). ( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، ص 123 ) .

(لم يكد الجيش الإنجليزي ينتصر على العرابيين في واقعة التل الكبير حتى بادر المسيو تيسو سفير فرنسا بلندن إلى مقابلة اللورد جرانفيل وزير خارجية انجلترا وهنأه باسم الحكومة الفرنسية على هذا الانتصار . وكان جواب جرانفيل على تهنئته : " إن واقعة التل الكبير هي انتصار أوربي ، ولو انهزم الجيش الانجليزي لكان ذلك كارثة على كل الدول التي تحسب حسابًا للتعصب الإسلامي" ! ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، 124).

ل - الخيانة من أسباب هزيمة عرابي :

(إن العامل الجوهري في الهزيمة كان الخيانة). ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه ، محمود الخفيف ، ص 21-22) .

( كان للخيانة أثر كبير في إحداث هذه الهزيمة ) . ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 365).

( هدى شعراوي هي ابنة محمد باشا سلطان الذي كان يرافق جيش الاحتلال في زحفه على العاصمة، ويدعو الأمة إلى استقباله وعدم مقاومته، ويهيب بها إلى تقديم كافة المساعدات المطلوبة له ). ( الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار ، ص 82 ) .

محمد سلطان ( لعب دوراً هاماً في تدعيم موقف العناصر الخائنة ). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 424 ) .

و ( كان من أهم العوامل في إخفاقها وخذلانها) . ( الأعلام الشرقية ، زكي مجاهد ، 1/161) .

(كان – أي سلطان باشا - أكبر مساعد للإنكليز على قومه بالرشوة مع أنه من أكبر الأغنياء ). ( تاريخ الأستاذ الإمام ، رشيد رضا ، 1/233) .

( إن سلطان باشا قد لعب دوراً هاماً في تدعيم موقف العناصر الخائنة ). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 424) .

( الرشوة اللعينة كانت تنساب في الظلام فتقتل بسمومها بعض الضباط ؛ أمثال الخائن علي يوسف الذي أخلى الطريق للإنجليز عند التل الكبير ) . ( موسوعة التاريخ الإسلامي ، د أحمد شلبي ، 5 / 474 ) .

( وقد لعبت الخيانة أقذر أدوارها في هذه الفترة من الحرب: فإن الأميرالاي علي يوسف خنفس أثرت الرشاوي الإنجليزية في نفسه الضعيفة، فجعل من نفسه جاسوساً للإنجليز داخل صفوف الجيش المصري الباسل ). ( الثورة العرابية ، محمد المرشدي ،ص 83) .

( ويذكر بلنت أن وزارتي الحرب والبحرية في إنجلترا قد عقدتا النية منذ أوائل السنة أن يكون الهجوم على مصر من ناحية قناة السويس، وأنه تقرر في أواسط يوليو أن تمهد السبل لذلك بالرشوة بين بدو الشرق ). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 427) .

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

م - انخداع عرابي بالفرنسي ( دي ليسابس ) من أهم أسباب الهزيمة :

(إن مجلساً عسكرياً عقد في كفر الدوار أجمع فيه المجتمعون باستثناء عرابي وحده على عدم اعتبار رسالة دلسبس، ووجوب سد القناة). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 457 ) .

( كان عرابي قد فكر ردم القناة كإجراء دفاعي، لكن (دي ليسابس) أكد له أن القناة لن تُستخدم في الهجوم على مصر، وأنه يضمن له ذلك، وقد أرسل له كتاباً في هذا الصدد "لا تحاول أية محاولة في سد قناتي، فإني هنا، فلا تخش شيئاً من هذه الناحية، فإنهم لن يستطيعوا إنزال جندي إنجليزي..) . ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 364).

( انتقلت البوارج البريطانية تحت جنح الظلام إلى بور سيعد، ثم دخلت القناة، ومن منطقة القناة بدأت أعمالاً حربية انتهت بهزيمة عرابي). ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 364).

( ولو سُدت قناة السويس في بداية القتال لامتنع الاتصال بين القوات الإنجليزية الآتية من البحر المتوسط والقوات الآتية من الهند، واستحال عليها الوصول إلى الإسماعيلية من طريق القناة، وفي هذه الحالة يضطر الجنرال ولسلي إلى المغامرة بجيشه في الصحراء الشرقية حيث لا ماء ولا كلأ، أو يهاجم مصر من طريق الدلتا فتعوق الترع والجسور زحفه وخاصة في أيام الفيضان (أغسطس-سبتمبر)، ولكن عرابي لم يستمع لنصيحة محمود فهمي وخشي عواقبها، وظن أن الإنجليز يحترمون حياد القناة فلا يتخذونها قاعدة للزحف، فكان هذا الخطأ أكبر عامل في إخفاق خطة الدفاع التي وضعها محمود فهمي، واكتفى عرابي بإقامة معسكر في التل الكبير على بعد نحو خمسين كيلو متراً من الإسماعيلية، و110 كيلو مترات من القاهرة حشد فيه جانباً من الجيش، ولكنه وزع معظم قواته في كفر الدوار وعلى سواحل البحر المتوسط، فكان الجنود السودانيون وهم من خيرة الجنود مرابطين في دمياط بقيادة عبد العال حلمي، ورابط في رشيد فيلق كبير، واستقر معظم الجيش بقيادة طلبة عصمت في كفر الدوار، ومع أن الإنجليز استعجلوا الحركات الفدائية في قناة السويس وكانت هذه الحركات نذيراً كافياً لعرابي بما اعتزموه من خرق حياد القناة، فإن عرابي أحجم عن العمل بنصيحة محمود فهمي في سدها ).( مصر المجاهدة ..، عبدالرحمن الرافعي ، ص 131 ) .

وقد قال القائد البريطاني (ولسلي) فيما بعد: ( لو أن عرابي سد القناة كما كان ينوي أن يفعل، لكنا للآن لا نزال في البحر نحاصر مصر ). ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 364).

( وكان من أكبر أخطاء عرابي تردده في سد القناة، وانخداعه بالمؤامرة القذرة التي دبرها الإنجليز مع ديلسبس ). ( الثورة العرابية ، محمد المرشدي ، ص 80 ) .

ن - من أسباب الهزيمة انفضاض الناس عن عرابي بسبب منشور السلطان

( ظلت إنجلترا تضغط سياسياً على السلطان حتى أصدر منشوراً بعصيان عرابي لسلطان المسلمين، وبشرعية اشتراك الجيش الإنجليزي في إخماد الثورة المصرية). ( عبدالله النديم ..، د علي الحديدي ، 236).

(وأدت منشورات الخديو المرفقة بمنشور السلطان إلى ذهاب الحمية الدينية من النفوس، وجعلت الجنود يعتقدون أن من يموت في هذه الحرب ليس شهيداً كما كانوا يظنون، بل يكون مأواه جنهم لأنه عاصٍ للسلطان خليفة الله في الأرض). ( عبدالله النديم ..، د علي الحديدي ، 237).

يقول عرابي : ( نصحناهم بأن هذا المنشور مخالف لأحكام الدين الإسلامي؛ لأننا إنما نقاتل أعداء المسلمين الذين يريدون أن يستولوا على بلادنا الإسلامية). ( الثورة العرابية ، صلاح عيسى ، ص 466 ) .

ص - أيمان الإنجليز الكاذبة بعد الاحتلال ! :

( في مجلس العموم البريطاني، وفي 24 يوليو 1882، وفي أعقاب ضرب الإسكندرية: صرح جلادستون رئيس الوزراء البريطاني بأنه: ليس لبريطانيا العظمى مطامع في مصر، ولم ترسل الجنود لها إلا لإعادة الأمن فيها). ( تاريخ العرب المعاصر ، د عبدالعزيز نوار ، ص161) .

( وأقسم جلادستون غير مرة بشرف بريطانيا! أنها لن تستمر في احتلال مصر، أقسم بذلك في مجلس العموم في 9 أغسطس 1882 قائلاً: إن الحكومة البريطانية لم تفكر في ضم مصر.. ) . ( تاريخ العرب المعاصر ، د عبدالعزيز نوار ، ص162) .

( منذ أن دخلت بريطانيا مصر محتلة لم تكن تفكر أبداً في الانسحاب منها).( مجلة العربي ، العدد 80) .

ع - مفاسد الإنجليز في مصر بعد الاحتلال :

( منذ أن احتل الإنجليز مصر وهم يعملون على إضعافها بشتى الوسائل؛ تارة بمحاربة اللغة العربية، وأخرى بنشر الحركات الاجتماعية الهدامة، وثالثة بخلق الأحزاب السياسية التي تفرق الأمة..) . ( الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار ، ص 71 ) .

( وأخذ الاحتلال .. يثبت أقدامه ، ويدعم كيانه ، فتسلط على الجيش بعد أن حله وأعاد تكوينه ضئيلا هزيلا أعزل ، لا يتجاوز عدده ستة آلاف في قبضة سردار إنجليزي يعاونه نفر من كبار الضباط من بني جنسه . وأغلقت جميع مصانع الأسلحة .. الخ ) . ( الاتجاهات الوطنية ، محمد محمد حسين ، 1 /160 ) .

(.. وافتتحت الخمارات في كل مكان، حتى تغلغلت إلى الريف وإلى أحياء العمال، وافتتحت دور البغاء المرخصة من الحكومة في كل العواصم، وتجرأ الناس على ارتكاب الموبقات، والجهر باسم الحرية الشخصية التي لم يفهموا منها إلا أن يحل الناس أنفسهم من كل قيد، ولا يُبالون ديناً ولا عرفاً ولا مصلحة ). ( الاتجاهات الوطنية ..، محمد محمد حسين ، 1 / 264) .

( فرض الاحتلال للتعليم المدني هدفاً ضيقاً لا يتجاوزه، وهو إعداد طبقة من الموظفين الحكوميين، على أن يكون ذلك في أضيق نطاق ممكن، وعلى أن تسيطر الثقافة الإنجليزية على مناهجه ) . ( الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية في الأدب المعاصر ، سالم قنيبر ، ص 89) .

( شرع كبار رجال القانون الإنجليز يدرسون القوانين الجديدة التي يجب أن تطبق في مصر، وصبغ مصر بالصبغة الإنجليزية، ورفع شأن العامية للقضاء على العربية الفصحى، ورفع شأن الفرعونية التي غادرتها مصر منذ أكثر من ألف عام، وملؤا الوظائف بالموظفين الإنجليز، وجعلوا الوظائف الكتابية الصغرى في يد المصريين، وفرضوا على مصر اقتصاديات ارتبطت مالياً وتجارياً بالصناعات الإنجليزية، والبيوت التجارية البريطانية ) . ( تاريخ العرب المعاصر ، د عبدالعزيز نوار ، ص 189) .

(وكان مما فوجئ به - أي عبدالله النديم - عقب عودته موجة من الانحلال والفساد الخلقي في البلاد، فإفراط وجهرة في شرب الخمر لم يكن معهوداً من قبل، واستهتار الشاربين بنقد النقاد، وانتشار الخمارات انتشاراً كبيراً في البلاد والقرى يبتز الأروام عن طريقها أموال الأهالي. وانحلال الأسرة بسبب الشراب، وتقليد النساء المصريات للأجنبيات في شرب الخمر، وانتشار الحشيش والمعاجين والمخدرات، والاحتفاء بمجالسها، ثم إساءة فهم معنى الحرية واستعمالها وسيلة للانهماك في الملذات والشهوات ، ثم السقوط في تقليد المصري للأوربي تقليداً أعمى ..) . ( عبدالله النديم ..، د علي الحديدي ، 333).

( وقد وصل التغيير إلى نساء المسلمين في عاداتهن وحياتهن الاجتماعية ؛ حتى في زيهن ، فكنّ قبل الاحتلال لا يعرفن إلا التستر والحجاب وعدم مخالطة الرجال وعدم الجلوس في مجالسهم ، وتغطية المرأة لوجهها ، وما تطور من ذلك إلى البرقع المعروف في الأجيال السابقة القريبة ؛ فأصبحن يتزين بزينة الكافرات الفاسقات الأوربيات .. ) . ( التحفة الندية في الفتنة العرابية ، أحمد سعيد نونو ، ص 231 ) .

ف - تعاون الاحتلال مع الطائفة العصرانية التي تُضعف روح مقاومته وتروج أفكاره :

(لقد كان الاستعمار حريصاً على صنع طبقة خاصة من المثقفين، عمل كرومر على إعدادها، ووعدها بأن تتعلم قيادة الأمة بعد خروج الإنجليز، ووفى لها) . ( عقبات في طريق النهظة ، أنور الجندي ، ص 59 ) .

كرومر : (كان يعايش الصفوة المختارة من المصريين ويتحسس طريقه نحو اختيار أكثرهم صلاحية للمشاركة في الحكم).( سعد زغلول بين اليمين واليسار ، ص 23).

أرسل محمد عبده رسالة إلى شيخه الأفغاني يلخص فيه مهمتهم :

( نحن الآن على سنتك القويمة: لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين ) !! ( الأعمال المجهولة / محمد عبده ، تحقيق : د علي شلش ، ص 53) .

أريد أراك بمقهى صغيرا بيومــا

لكى أتجاهل إنك فيــه

لأن عقابك عندى ترك الســلام

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

قصة احتلال مصر ليست الا امتداد للهجوم الصليبيى من الغرب اللى كانت مقدمة لخروج جيش النبى من مصر لاحتلال فلسطين و الشام و تقسيمها مع الفرنسيين

الإسكندرية

الثلاثاء 6 يونيو 1882

مر علىَّ فى الثامنة صباحا القنصل السويسري و اصطحبنى معه فى عربة القنصلية. طالعت وجهه فى نظرة خاطفة و رأيت التوجس و القلق باديا عليه. سألته عن طبيعة الاجتماع الذى دعانا إليه على عجل المستر "كوكسن" قنصل إنجلترا فى الإسكندرية ، فقال :

- لا أعرف التفاصيل و لكن المستر "كوكسن" شدد على سرية الاجتماع و على ضرورة عدم تسريب خبره إلى المصريين.

- هل تعتقد أن الاجتماع له علاقة بالأسطول الإنجليزى المرابط بالإسكندرية منذ ثلاثة أسابيع ؟

- ربما ، الإشاعات و الظنون تملأ الدوائر الدبلوماسية.

شعرت أن الرجل لا يرغب فى مزيد من الكلام و أن القلق يمنعه من التركيز فلذت بالصمت و أطلقت نظرى للطريق الممتد أمامنا من المنشية باتجاه رأس التين. كانت الشمس فى هذه الساعة المبكرة زاهية و فتية كعادتها. من أحلى الأشياء التى تربطنى بمصر هذه الحرارة حتى فى شهور الصيف. لا أمل أبدا من دفء حرارتها. لأول مرة الآن طوال هذه السنوات أرى أن إقامتى فى مصر ربما تكون قد اقتربت من نهايتها. الأجواء مشحونة جدا فى الإسكندرية و مع مطلع الأسبوع الماضى توافد على الإسكندرية مئات الأوروبيين من القاهرة و القناة.

منذ أسبوع أرسل الأميرال سيمور قائد الأسطول الإنجليزى المرابط كالشبح أمام بوغاز الإسكندرية رسالة إلى حكومته يشتكى أن المصريين قد نصبوا بطاريات صواريخ تجاه البوارج الإنجليزية مما يمثل تهديدا خطيرا لها. توجست جميع القنصليات الأجنبية شرا بخبر هذه الرسالة و قد خمنت أن سيمور قد بالغ فى رسالته لنية سياسية مبيتة. و مع هذا أصطحبنى أمس بعض الضباط المصريين فى جولة على القلاع المختلفة و رأيت أن الصواريخ المركبة عليها كما هى لم تتغير منذ عشرات السنين سوى بعض الترميمات. هذه الأحداث المتلاحقة جعلتنى أفكر لأول مرة منذ هجرتى لمصر أن أيامى ربما تكون معدودة هنا.

مشاعر عجيبة بدأت تنتابنى ، لفتنى كآبة كلما تذكرت جنيف و لأول مرة أشعر بخوف حقيقى على مصر و أهلها الذين لا يدركون حقيقة ما يدور الآن ، و حتى ساستهم لا يقدرون حجم الأحداث و تداعياتها. رأيت أحمد عرابى باشا منذ ثلاثة أيام و اندهشت لتأكيده أن البوارج الإنجليزية مجرد استعراض للقوة و للتهديد و لكنها لن تقوم بأى عمل عسكرى و أنها أمة محبة للسلام و أن فرنسا لن تسمح لها على أى حال.

لقد بدأت أرى فى عيون العامة و الرعاع نظرات جديدة تجاهنا فيها غيظ و حنق ، و هى انفعالات فطرية و كأن لديهم حاسة سادسة تفوق معارف ساستهم و قادتهم.

توقفت الخيل التى تجر عربتنا و صدر عنها زفير طويل يؤذن بوصولنا إلى القنصلية الإنجليزية ،استقبلنا المستر كوكسن على باب الشرفة الأمامية و رحب بنا و لم تظهر عليه دهشة لرؤيتى برغم أنى لست موظفا رسميا و لكنه تعود على رؤيتى فالسويسريون يعتبروننى عميدا لجاليتهم فى مصر.

اجتزنا الحديقة الأمامية و داعبت رائحة الفل الرائعة أنوفنا قبل أن ندلف إلى البهو الرئيسى و وجدنا كل مندوبى القنصليات قد حضروا قبلنا ، تناولنا الشاى وقوفا ، و حاول كوكسن أن يبدد جو التوتر و الترقب البادى على الجميع و أخذ يحكى أقوالا غير مأثورة عن رئيس حكومته ويليام جلادستون (اذا كنت بردانا ، فإن الشاي سوف يدفئك .. واذا كنت تعاني من الحر وجسمك ساخن فإن الشاي يلطف جسمك.. واذا كنت مكتئبا فإن الشاي سوف يبهجك .. واذا كنت منهكا ، فإن الشاي يريحك ويهدئك. ). و ضحك وحده.

و قف كوكسن إلى جوار نافذة صغيرة و تعلقت العيون به ، أخذ فى البداية يلقى علينا محاضرة طويلة حول الارتباك الحادث فى مصر و ضعف الخديوى توفيق و تكالب العرابيين عليه ، و كيف أن حتى إقالة وزارة البارودى و تولى الخديوى بنفسة رئاسة الوزارة لم يغير من الأمر شيئا. و أن الإضطراب الأمنى فى مصر يهدد مصالح بلاده و ديونها و أن عدم التزام مصر بتعهداتها يخرق النظام العالمى و يشيع عدم الثقة بين الدول. ظل يدندن حول هذه المعانى حوالى نصف ساعة و الكل يترقب ماذا بعد هذا التمهيد ، أما أنا فكنت طول الوقت أتعجب من قدرة الرجل أن يتكلم بغير ما يريد و فى لحظات انفعالاته القليلة بدا لى أنه يصدق نفسه و تنطلى عليه أكاذيبه.

بدأ بعد ذلك يكلمنا عن المخاطر الشديدة التى تتهددنا – نحن الأوروبيين - فى مصر و تهدد ممتلكاتنا و أعمالنا و أموالنا ، مررت بعينى سريعا على الحاضرين و تأكد لى أنهم يشاركوننى فى عدم التأثر بادعاءات كوكسن و لكن الجميع لزم الصمت بانتظار المطلوب من هذا الاجتماع السرى ، و لا أعرف كيف سيبقى سريا و قد حضره حوالى ثلاثون موظفا من بضع جنسيات.

فى اللحظة التى ظننا أنه لن ينتهى ، فاجأنا كوكسن بطلب محدد : ( إننى أطلب من حضراتكم الموافقة على تكوين تحالف دولى ضد مصرلحماية مصالح الرعايا الأوروبيين فى مصر و أن تتكون قوة دفاع أوروبية مشتركة لهذا الغرض .. ).

علت همهمات من كل نواحى البهو و انكب موظفو كل قنصلية على أنفسهم يتشاورون و قد صفعتهم مفاجأة الطلب. نظر إلى القنصل السويسرى و سألنى بعينيه كيف نرد على هذا الاقتراح المجنون؟ ، شعرت فجأة أننى ينبغى أن أسارع بالرد قبل أى قنصلية أخرى و حسبت أن الوقت ليس فى صالح الإنجليز لهذه المناورة المكشوفة. قلت ( فكرة صائبة ، و لكنها ستحتاج لأسابيع للموافقة عليها من قبل القادة السياسيين لحكوماتنا .. ) ، ساد صمت للحظات ثم تعالت أصوات عديدة تؤيد رأيى الذى يبدو أنه أراحهم من عناء الصدام مع الاقتراح. تميز كوكسن غيظا و تبادل نظرة سريعة مع القنصل الفرنسى الذى لم تبد عليه أى علامات تأييد أو اعتراض.

فى طريق العودة ، تسارعت الأفكار و تأكد لى أن صفحة عاتية من التاريخ على وشك أن تفتح.

الأحد 11 يونيو

أحب كل أحد قضاء النهار كله فى بيتى أتصفح جرائد الأحد الماضى التى تصلنا عادة ليلة السبت التالى مع بريد القنصلية ، لم أجد فى الجرائد الانجليزية شيئا يذكر عن الأحداث فى مصر ، فتشت فى كل الصفحات الداخلية و لم أجد أى توقع لاضطرابات فى الحالة المصرية. تذكرت أن العواصف عادة يسبقها هدوء مماثل. فجأة وجدت خادمى " سليمان " يندفع داخلا و هو يلهث ( مسيو ، أرجوك لا تغادر مكانك ، هناك اطلاق نار عشوائى فى المكس و الكورنيش و سمعت أن قتلى كثيرين سقطوا ... ) ، أسرعت إلى سطح البيت و تلفت فى كل اتجاه ، لم أر شيئا و لكن صيحات كانت تتعالى من على بعد ميلين تقريبا. فكرت فى النزول للشارع لكن غموض ما يجرى حجزنى ، و لأول مرة لا أشعر بالأمان على حياتى فى مصر.

بعد ساعة بدأ بعض الأصدقاء يتوافدون إلى بيتى بروايات متضاربة عن قتال دار بين مصريين و أجانب و طال حياة العشرات و لم يعرف سببه. تنوعت التفسيرات للحادث و لكن المعلومات الدقيقة كانت شحيحة.

فى التاسعة مساء جاءنى ضابط أرسله محافظ الإسكندرية " عمر بك لطفى " يطلب منى الحضور فى الصباح للمحافظة للحضور شاهدا للتحقيقات فى أحداث اليوم.

علمت من سفارتنا أيضا أن اجتماعا عاجلا عقد فى المساء و حضره القناصل فى الأسكندرية و كبار ضباط الجيش و أنهم تعهدوا بإعادة الأمن و النظام للإسكندرية بشرط عدم تدخل الأسطولين الإنجليزى و الفرنسى فى الأحداث. فطالب القناصل قائدى الأسطولين بألا تكون لهما تدابير قوة ظاهرة. و شددوا فى نفس الوقت من لهجة التهديد لضباط الجيش المصريين.

الاثنين 12 يونيو :

توجهت فى الثامنة صباحا لمبنى المحافظة و أنا أقلب فى رأسى الأسباب المختلفة وراء دعوتى لحضور التحقيقات ، السبب الأكثر وجاهة هو إعطاء مصداقية أكبر للتحقيقات فى وجود شاهد أجنبى محايد مثلى ، و لكن تسارع الأحداث و ضعف خبرة المحافظ عمر لطفى السياسية جعلتنى أرتاب فى انتباهه لهذه اللفتة الدقيقة وسط هذا الحادث العاصف. ثم إن الرجل عموما يثير الريبة بشكل ملفت و لا أثق فى وظيفته الظاهرة.

استقبلنى عمر لطفى بحفاوة شديدة ، و اصطحبنى مباشرة إلى مكتب بالدور العلوى حيث احتشد عدد كبير من الضباط و الجنود ، و رأيت حوالى عشرة من الأهالى واضح عليهم أنهم جاءوا إلى هنا بالإكراه و رأيت مندوبا عن القنصلية البريطانية و آخر عن القنصلية اليونانية و التى كان قنصلها قد أصيب فى الأحداث مع المستر كوكسن القنصل البريطانى الذى أصيب أيضا بضربة عصا فشجت رأسه.

و قد تعين لمباشرة التحقيق بطرس باشا غالى و وكيل وزارة الجهادية يعقوب باشا سامى. بعد ساعة من سماع أقوال الشهود و بعض المتهمين ، ظهر أن الحادث بدأ بنزاع بسيط بين مالطى استأجر حمارا من مصرى و لما أعاده فى منتصف النهار و دفع أجرته وقع خلاف حول الأجرة انتهى بأن طعن المالطى بسكين صاحب الحمار فأرداه قتيلا و فر و احتمى بمبنى قريب يقطنه يونانيون و مالطيون و هاج المصريون و توجهوا لذلك المبنى الذى سرعان ما انطلقت منه طلقات نارية غزيرة و تسارع الهياج إلى المناطق المجاورة و استعر القتل فى الطرقات. و تبين أن 75 أوروبيا قد لقوا مصرعهم و 163 من الأهالى ، و بلغ عدد الجرحى عدة مئات.

بعد قليل وصل المالطى الذى فجر شرارة الأحداث فى حراسة انجليزية مشددة ، و أخذت أقواله التى ادعى قيها أن المصرى هو الذى بدأ بضربه. استمرت التحقيقات المملة طوال النهار ، و لم يلفت نظرى إلا خبر تغيب السيد بك قنديل رئيس الشرطة بالإسكندرية عن عمله أمس حيث أبلغ المحافظ بأنه كان مريضا.

انتهت التحقيقات قرب الغروب ، و انتابنى شعور بأننى موجود فى المكان الخطأ ، و أن ثمة قرارات تتخذ فى مكان آخر حول هذه الأحداث الدامية.

الثلاثاء 13 يونيو

فوجئنا عند الظهر بدعوتنا لاستقبال الخديوى الذى وصل فجأة للإسكندرية للاصطياف السنوى !. حضر الاستقبال جميع القناصل الأجانب ما عدا القنصلين الإنجليزى و الفرنسى اللذين فضلا المكث فى القاهرة. تكلم الخديوى كلمة مقتضبة عبر فيها عن أسفه الشديد لأحداث أمس الأول ، و تعهد ببذل كل جهد لاستتباب الأمن ، و أنه أتى خصيصا للإسكندرية لتهدئة مشاعر الأهالى و ليكون بجانبهم فى هذه الأوقات العصيبة. و عندما قال هذه الجملة الأخيرة ، تبادل عدة قناصل نظرات سريعة أفصحت عن يقينهم بأن الخديوى قد أتى فجأة ليكون قريبا من الأسطولين الإنجليزى و الفرنسى.

الخميس 15 يونيو

ارتفعت اليوم منشورات مطبوعة ألصقت فى الشوارع الرئيسية بالإسكندرية و جاء فيها ما نصه :

" ناظر الجهادية أحمد باشا عرابى يعلن كل سكان القطر المصرى من المصريين و الأوروبيين رسميا أن الحضرة الخديوية الفخيمة كفلت الأمن و الراحة فى جميع جهات القطر أمام حضرات قناصل الدول المتحابة و تكفل ناظر الجهادية أيضا بصيانة الأرواح و الأموال و حفظ سكان البلاد على اختلاف طبقاتهم و معتقداتهم و تابعيتهم و قد انتقل الجناب الخديوى إلى إسكندرية بعائلته لدفع الأوهام من الأفكار و اطمئنان القلوب و بقيت أنا بمصر لمراقبة الأحوال و السهر على حفظ الأمن و صيانة النفوس "

حتى الآن لا أفهم طبيعة العلاقة بين الخديوى و عرابى باشا ، لقد تصورت بعد حادث عابدين الشهير العام الماضى و الموقف الثورى لعرابى أمام الخديوى و على الملأ الشعبى ، تصورت أن عرابى لابد و أن يكون محتقنا و حانقا على الخديوى و فى المرات القليلة التى التقيته وجدته راضيا و مستسلما لسلطة الخديوى بالكامل ، و حتى هذا المنشور الذى كتبه فى هذا الوقت يصعب على فهمه ، خاصة و أن الرأى السائد الآن فى الإسكندرية أن أحداث 11 يونيو كانت طعنة موجهة لعرابى ليفقد مصداقيته و صلاحيته للقيادة و الوزراة. من الواضح أن عرابى باشا و رفاقه لم يقرأوا كثيرا عن الثورة الانجليزية و الفرنسية. لو سمع الليبراليون الأوروبيون عن الثوريين المصريين و علاقتهم بالخديوى لظنوا أنها دعابة سخيفة.

الجمعة 16 يونيو

سرت إشاعة قوية اليوم أن الخديوى قد أفصح للسير أوكلان كولفن المراقب العمومى الإنجليزى أنه يرى ضرورة وجود جنود انجليز للتأكد من حفظ الأمن فى البلاد. و قد أهاجت هذه الإشاعة مشاعر الأوروبيين و المصريين على السواء ، و بدأ نزوح الكثيرين صوب الإسكندرية.

تشكلت اليوم وزارة جديدة برئاسة اسماعيل راغب باشا و احتفظ عرابى باشا بحقيبة الجهادية ( الجيش ) و البحرية.

كيف يمكن لهذه الوزارات أن تقوم بأعبائها و هى تتغير خلال أسابيع قليلة ؟!

الأحد 25 يونيو

وصلنا تلغراف اليوم يشرح ما تم التوصل إليه فى مؤتمر عقد أمس بالآستانة و صدر عنه قرار مذيل بتوقيعات قناصل انجلترا و إيطاليا و النمسا و روسيا و ألمانيا و فرنسا المعتمدين لدى الباب العالى ، و قد اتفقوا على التعهد بعدم اغتنام أى أرض مصرية أو الحصول على أى امتيازات تجارية لأى دولة بشكل منفرد.

تعجبت من موافقة قنصل انجلترا على هذه الصيغة ، و اعتقدت أنه قبل بها لكسب الوقت ليس إلا. و عندما عرضت الآستانة إرسال قوات لضمان حفظ الأمن فى مصر ، سارعت انجاترا لاشتراط أن تكون هذه القوات تحت إمرة قائد انجليزى ، الأمر الذى لم يكن بوسع الباب العالى قبوله. لقد استفحلت الآن علامات الشيخوخة فى جسد الدولة العثمانية و ربما توارى التراب قريبا. و انجلترا و فرنسا ليستا فى عجلة من أمرهما و يفضلان ترك الآستانة للوفاة الطبيعية ريثما تتمكنان من تقسيم تركتها.

الخميس 29 يونيو

وصلتنا بالتلغراف صورة من خطاب القائم بأعمال القنصل العام الانجليزى مستر كارتريت إلى وزير الخارجية الانجليزى اللورد جرنفيل يبالغ فيها فى حجم التوتر الذى تشهده مصر و انفلات الأمن فيها.

الجمعة 7 يوليو

اطلعت على صورة خطاب سفيرنا لدى الباب العالى التى وجهها لحكومتنا يخبرهم فيها باقتراح المؤتمر الدولى فى الآستانة على تركيا بإرسال قوات لمصر لحفظ الأمن.

مشاورات مكثفة لعقد اجتماع صباح الغد يضم جميع القناصل الأجانب فى الإسكندرية.

اصطحبت زوجتى فى المساء و مشينا بموازاة الكورنيش و أضطررت أن أبوح لها بمخاوفى و توقعى للأسوأ خلال الأيام المقبلة. استقبلت كلامى بهدوء و قالت ( أرى أن نعيش بقية حياتنا هنا فى مصر مهما كانت الأحوال ... ). لقد تعلقت مثلى بهذه البلاد. طمأننى هدوءها برغم أنه هدوء لا يستند إلى أسباب سياسية أو عقلية. فى أزماتنا نحتاج كثيرا إلى مشاعر انسانية من هذا النوع.

زخات و رشاش الماء اللطيف كانت تقذف بها الأمواج و تتهادى فى الهواء حتى تصلنا و تداعب وجوهنا و تستروح لها نفوسنا ، فظللنا فى مشينا إلى بعد منتصف الليل.

السبت 8 يوليو

المخاوف من هجوم انجليزى وشيك تخيم على البلاد ، و الاجتماع المقتضب للقناصل خرج برسالة موجهة للأميرال سيمور قائد الأسطول الإنجليزى يحذرونه من مغبة شن هجوم على الإسكندرية و أن ذلك من شأنه أن يلحق الضرر بأرواح و أموال و ممتلكات الأجانب فى مصر.

لا أعتقد أن القائد الانجليزى سيعير هذه المخاوف أى انتباه.

الأحد 9 يوليو

وصول تلغراف من الآستانة للخديوى توفيق يبلغه أن " باشكاتب السفارة الانجليزية حضر إلى الباب العالى و أخبره أن القوات المصرية تهدد الأساطيل الانجليزية فى ثغر الإسكندرية بتحصين القلاع و إقامة الحصون و أنها إن لم تتوقف فورا عن هذه الأعمال العدوانية فسيضطر الأميرال سيمور إلى اطلاق مدافعه على الإسكندرية فيدكها دكا و يهدمها عن آخرها ".

لغة الاستكبار فى الرسالة أزعجتنى و توجهت فور معرفتى بشأن هذا التلغراف إلى بيت طلبة باشا عصمت قومندان الإسكندرية الذى أكد لى أن هذه الاتهامات محض أكاذيب و أن كل ما جرى بالقلاع ترميمات سنوية معتادة ، و أخبرنى بأن عرابى باشا أجاب الخديوى على برقية الآستانة بنفس المعنى و تعجب أن الباب العالى لم يجبهم بهذا مباشرة. و اتفقت مع طلبة باشا عصمت أن يصطحبنى فى الصباح الباكر لتفقد هذه المواقع بنفسى..

توجه المستر كارتريت الليلة إلى الخديوى فى قصره برأس التين و أبلغه صراحة أن الأسطول الإنجليزى سيضرب الإسكندرية صباح بعد غد 11 يوليو و نصحه بأن ينتقل فورا إلى قصره فى سراى الرمل ليكون قريبا من الحماية الانجليزية و قد أبرق كارتريت لحكومته فى لندن بأنه " لا خوف على حياة الخديوى ... ".

كنت أحمل قدرا و لو ضئيلا من الاحترام الشخصى للخديوى و أرى فيه عاملا لاستقرار البلاد و قد دار بينى و بينه حديث طويل – و كانت معه زوجته أمينة هانم – و لمست فيه ثقافة عالية و كأنى التقطت من كلامه حبا لهذه البلاد و فى نفس الوقت لم أر أنه يملك شعورا بالانتماء لمصر. و لكن ما أراه الآن – على أى حال - من استجابته لتوجيهات القنصلية الانجليزية فى شأنه الشخصى سيجعل منه لقمة سائغة للنهم الانجليزى.

وصل رد من الأميرال سيمور على رسالة القناصل الأجانب يطمأنهم فيها و أنه لا ينوى إلا ضرب القلاع و الاستحكامات العسكرية و أنه لا خوف من انهدام منازل الأوروبيين. كان من الواضح أن ألفاظ الرسالة تقصد تخدير مخاوف الأوروبيين و لكن لم تفلح فى الحقيقة فى تهدئة المخاوف و اكتظت الطرقات ليلا فى الإسكندرية بالأجانب النازحين إلى القاهرة و ملأوا محطة السكك الحديدية الرئيسية فى المدينة ، بينما توجه عدد غير قليل لبعض السفن الراسية فى المرفأ.

الاثنين 10 يوليو

وصل إنذار فى الصباح الباكر من الأميرال سيمور إلى قائد الإسكندرية طلبة باشا يخبره أنه سيدك الإسكندرية صباح الغد ما لم يقم بإنزال كافة المدافع و هدم جميع الاستحكامات. وصلت للقاء طلبة باشا فوجدته فى غاية الانزعاج ، و ما هى إلا لحظات حتى دخل عرابى باشا بوجه متجهم ، و قرأ الإنذار على عجل و قال إن اجتماعا سيعقد بعد قليل للوزارة للرد على هذا الإنذار و سيترأس الخديوى الاجتماع و سيحضره درويش باشا المندوب السلطانى.

التمست العذر لطلبة باشا أن يتخلف عن موعده لى بتفقد مواقع الاستحكامات و لكنه أصر على القيام بها برغم الخوف المسيطر على المدينة الوادعة فأرسل معى ضابطين للقيام بهذه الجولة. اتجهنا أولا إلى باب العرب و قد وجدنا الطابية المركبة فيها غاية فى التهالك و قد بدا على حاميتها الصغيرة كل علامات الترقب و القلق. توجهنا بعد ذلك لطابية المكس ثم العجمى و قلعة السلسلة و لم نر فيها أى تجديدات مؤثرة ، و كان من الواضح أن القول بتهديد هذه الاستحكامات العتيقة للأسطول الانجليزى مثيرا للضحك لولا أنه يقال على أعتاب الحرب.

عدت إلى بيتى بعد الظهر و مرورا بمكتب طلبة باشا و كان قد رجع من اجتماع الوزراة و أبلغنى أنهم قد رفضوا الإنذار الانجليزى و أنهم رأوا فى الاستجابة لهذا الإنذار إهانة و ذلا لا يمكنهم قبوله ، و أنهم أسفوا لقطع انجلترا للعلاقات الدبلوماسية و أن الحكومة المصرية كبادرة صلح ستقوم بإنزال المدافع من ثلاثة مواقع هى المكس و صالح و برج السلسلة. و أن وفدا برئاسة عبد الرحمن بك رشدى وزير المالية سيتوجه الآن إلى الأميرال سيمور يبلغه رد الحكومة المصرية . آثرت الانتظار عند طلبة باشا لأعرف الرد الانجليزى الذى لا أشك فى رفضه و أن الحكومة المصرية حتى لو استجابت لكل طلبات سيمور فلن يوقف هذا نيته على ضرب الإسكندرية.

أخبرنى طلبة باشا أن هذا الاجتماع الوزارى الأخير قبل الحرب كان عاصفا ، و أراد الخديوى فى بدايته عرض اتفاقية للصلح مع انجلترا و لكن هذا الرأى أثار درويش باشا المندوب السلطانى الذى ضرب طاولة الاجتماع بقبضته و قال ( تسليم الحصون أمر يكسو المسلمين ثوب الخزى و العار ) و ابتلع الخديوى الإهانة و لم يشارك بعدها بفاعلية فى المناقشات. و قد اقترح محمد المرعشلى باشا - مدير عام التحصينات السابق سحب قوات الطوابى لأن تحصيناتهم لن تقاوم المدفعية الانجليزية أكثر من ساعات معدودة ، و أنه ينبغى التركيز على قوات المشاة بحيث تمنع أى انزال برى للقوات الانجليزية. و يبدو أن هذا الرأى على وجاهته الظاهرة قد تجاهله المجلس المتوتر بلا مبرر. من المؤسف أن المجلس لم يعر اقتراح المرعشلى باشا الاهتمام الكافى. إن أصوات عقلاء الأمة كثيرا ما تنزوى فى أوقات الهياج السياسى.

و لقد عجبت غاية العجب أن ينعقد مثل هذا المجلس قبل ساعات من الحرب ليناقشوا خطة الدفاع عن البلاد !. مع أن الأسطول الانجليزى مرابط أمام السواحل المصرية منذ حوالى شهرين ، و من الواضح أنه قد أتى فى مهمة جادة و ليس لاستعراض القوة أو التهديد.

إننى دائما أوقن أن الجيش لا ينبغى أن يتدخل فى السياسة ، و أن القادة العسكريين إذا انشغلوا بالسياسة خسرنا مرتين. مرة لقصور مداركهم السياسية و مرة لانشغالهم عن مهامهم الأصلية ، و هو ما أراه الآن بوضوح فى شخص عرابى باشا. و ربما نلتمس له العذر فى أن قدر البلاد و انصراف ساسة البلاد عن الدفاع عن مصالحها الوطنية ، كل هذا دفع عرابى إلى عالم السياسة.

بعد ساعتين عرفنا أن سيمور لم يقبل الرد المصرى و زاد فى طلباته أمرين جديدين:

- أنه فى حالة انزال المدافع المصرية من كافة الاستحكامات فعلى الجنود المصريين هدم هذه المواقع بأيديهم.

- و أن يتم تسليم مواقع المكس و العجمى و ما وراءها من الأراضى لاتخاذها معسكرات دائمة للقوات الانجليزية.

زادت طلبات سيمور من الازدراء للمصريين الذين تلقوا هذه الطلبات الجديدة بمزيد من الشعور بالمذلة و الهوان. أمر عرابى باشا قواده و طلبة باشا بالاجتماع فورا ليسهروا طوال الليل لينظروا فى الاجراءات التى سيتخذونها للدفاع عن البلاد. تركت المكان و توجهت لقنصليتنا فى رأس الرمل حيث وجدت القنصل مجتمعا بكل موظفيه و كانوا يستعرضون تلغرافا برسالة وجهها وزير الخارجية الانجليزى اللورد جرنفيل وجهها للباب العالى بإنذار نهائى بضرب الإسكندرية خلال أربع و عشرين ساعة إذا لم يكف المصريون عن التظاهر بالعدوان .

استمعت لنص الرسالة و صور الجنود المصريين التى شاهدتها منذ ساعات ماثلة فى ذهنى بأجسامهم النحيلة و وجوههم البائسة و أسلحتهم العتيقة المتهالكة. و كنت قد رأيت العديد من هؤلاء الجنود من الأنفار الذين تم تدريبهم على عجل و انضموا بصورة متسرعة لصفوف الجيش. و برغم شعورى المحايد دائما ، إلا أن شرارة الغضب بدأت تتقد فى صدرى لهذا الظلم البين و هذه الأكاذيب المذهلة. و لقد أدهشنى حجم الدهاء فى سياسة الانجليز بما تتضمنته رسالة اللورد جرنفيل عن أن المصريين يهددون الأسطول الانجليزى خلافا لرغبة الخديو الذى يرفض هذه الاجراءات و الاستحكامات العسكرية. و لا أعرف إن كان هذا الدهاء قد حرض الباب العالى على الوطنيين المصريين مع أن خاتم الخديوى لم يجف بعد على رسالته التى رفض فيها الإنذار الانجليزى.

أخذ قنصلنا فى مشاورات طويلة حول أنسب الأماكن التى يلجأ إليها الرعايا السويسريون أثناء القتال غدا. لم أجد لنفسى مكانا مناسبا فيما عرضه القنصل ، و اجتاحتنى رغبة عارمة أن أكون غدا فى العراء مع المصريين أشهد و قائع الحرب و لعلى أكون الأوروبى الوحيد الذى يخرج من حياده و ينحاز للمظلومين.

الثلاثاء 11 يوليو

لم يغمض لى جفن الليلة الماضية.

أخذت أقلب الاحتمالات المختلفة فى ذهنى و أنا بين همين ، همى الشخصى و هل ستستمر حياتى هنا فى مصر ، و هم أعم فى هذه المأساة التى أشهدها تتفتح صفحاتها أمامى و لا أستطيع دفعها أو التأثير فى مجراها. لقد كنت خلال السنوات القليلة الماضية أعلق آمالا على الحكومة الانجليزية الجديدة باعتبارها أول حكومة ليبرالية و كنت أتصور رئيسها ويليام جلادستون سيكون معبرا عن الأفكار الليبرالية التى كانت تمثل لى آمال الطبقة المتوسطة التى أنتمى إليها و التى تصورت أن صراعها الأساسى سيكون مع السلطة الملكية المطلقة والأرستقراطية الفاحشة من ملاك الأراضي فإذا بى أشهد صراعا غير متكافئ بين جيوش هذه الحكومة الليبرالية و بين أمة مستضعفة مسالمة تظهر كل علامات الود و المسالمة حتى مع من يتربصون بها الدوائر. عندما أرى الآن الاستكبار يقطر من كلمات الساسة الذين تطير أسلاك التلغراف كلماتهم شرقا و غربا ، لا أستطيع أن أتفهم علاقته بالليبرالى الذى يعنى التفتح و يعنى رحابة الأفق الفكرى و يعنى قبل هذا و بعده الحرية و الاختيار للشعوب. و ها هى اجلترا قد رمت بثقلها السياسى و العسكرى خلف سلطة ملكية مطلقة و ناصبت العداء لحركة وطنية تسعى لاسترداد حق الشعب فى اختيار مصيره و قادته. لقد أصابنى ما أرى الآن بالإحباط و الارتباك الفكرى و لم أجد له إلا تفسيرا واحدا مقبولا و هو أن هؤلاء الليبرالييين عندما يكونون فى موقع السلطة يكيلون بمكيالين ، مكيال لأنفسهم و شعوبهم و مكيال لغيرهم من شعوب الأرض. و لو صح هذا التفسير فبئس الفكر السياسى و بئست الإنسانية.

عزمت أمرى على التجول فى الإسكندرية هذا الصباح إلا أنى سمعت دوى تفجيرات هائلة من جهة غرب المدينة فى السابعة صباحا فنزلت و ركبت عربتى بعد تلكؤ سائقها الذى حاول نصحى بعدم مغادرة البيت ، كان صدى خطوات الفرس التى تجر عربتنا يعكس خلو الطرقات تماما من المارة بعد أن استولى الخوف على الأهالى و على البقية القليلة من الأجانب التى ظلت فى المدينة. كان صوت الانفجارات مستمرا و كلما اقتربنا من جهة الغرب أحسست أن القذائف يزداد تركيزها. سألت نفسى مرة بعد مرة : ما هى الدواعى الانسانية التى تبرر نقل الخراب و الدمار إلى هذه المدينة الجميلة الوادعة.

كان من الواضح لى أن الأميرال سيمور قد شن هجومه أولا على غرب المدينة حيث توجد أقوى الاستحكامات العسكرية فى حصن مريوط و المكس و الفنار و رأس التين ، و فى كل من هذه الحصون توجد مدافع " آرمسترونج " و هى المدافع الوحيدة التى يمكن لنيرانها أن تصل إلى البوارج الانجليزية. أما سائر المدافع فكانت مدافع صغيرة و مدافع هاون لا يمكن أن تؤثر فى دروع السفن الانجليزية.

وصلت إلى العجمى فى حوالى الثامنة و النصف و صدمنى هول ما رأيت من أشلاء عشرة من الجنود على الأقل على قواعد المدافع. كانت القذائف قد هدأت ثم لم تلبث أن وصل دويها من شرق المدينة. تلطخت سلالم البطاريات بدماء القتلى و الجرحى و رأيت نفرا من الأهالى بينهم بعض النساء يسعفون المرضى و يحملونهم إلى مستشفى قريب. أحاطت بى نظرات غاضبة و ساخطة و اندفع أحد الجنود و جمع قميصى فى قبضته و انتهرنى : ماذا تريد ؟ . سارع أحد الضباط – و كان يعرفنى – و صاح : هذا المسيو صديق المصريين.

نزلت صيحة الضابط على قلبى بردا و سلاما ، و تركنى الجندى و تراجع إلى مكانه. أقبلت على هذا الضابط متسائلا : ماذا حدث ؟

قال : كما ترى. حجم النيران أكبر بكثير من قدراتنا. حتى مدفع الآرمسترونج غير مجهز بالمسطرة اللازمة لتحديد مرماه. لقد تم احضار مسطرة أمس فقط من القاهرة و أرسلت إلى حصن الفنار. عندى هنا خمسة و سبعون رجلا ، قتل منهم هذا الصباح أربعة عشرا و حوالى ثلاثين جريحا. لو استمر هذا القصف بهذه الكثافة فسيقضى بالكامل على حامية السواحل كلها و عددهم سبعمائة رجل. لو كنا بدأنا القصف ربما قللنا بعض الخسائر ، لكن كانت عندنا أوامر صارمة بألا نرد على نيران العدو قبل أن تصلنا ثلاث دورات من قذائفهم.

رأيت خارج الحصن عشرات من جنود المشاة الذين تم توزيعهم على الحصون للمساعدة. و ظهر أنهم لا حاجة لهم فى هذا التبادل المدفعى. كان يوجد بالإسكندرية اثنى عشر ألفا من جنود المشاة و لكن هذا النوع من القتال لم يسمح لهم بأى دور. و لم أفهم سبب تفريقهم و بعثرتهم على هذه الصورة و نزول القوات الانجليزية إلى البر لا شك فيه.

عرفت أن عرابى باشا و باقى الوزراء موجودون فى طابية كوم الدماس للاشراف على مواقع القتال. توجهت إلى هناك و مررت فى الطريق بعدة مبانى قد تهدمت ، كما شاهدت سحب الدخان تتعالى من جهة رأس التين و التى يبدو أن مبان فيها قد اشتعلت فيها نيران كثيفة. و وصلت فى حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا. كانت الكآبة تعلو وجوه جميع المسئولين. كان حجم الدمار أقل من العجمى و لكن عددا من القتلى و الجرحى غطى المكان. كان من بين الجرحى سليمان أباظة باشا وزير التعليم و قد أشفقت عليه و الدماء تنزف من ساقه و قد تخطى الستين من عمره.

رأيت عرابى باشا يغطيه الخجل و الاحساس بالفشل ، رغم أن كل الوزراء كانوا يلتمسون له العذر فى تفوق الأسطول الانجليزى الظاهر. عندما حانت لى فرصة للحديث مع عرابى باشا سألته عن السر وراء الأوامر الصارمة للحصون بعدم الرد إلا بعض أن تصلها بعض إصابات البوارج الانجليزية فقال : أردنا ألا يشاع عنا أننا بدأنا بالعدوان. سألته عن تصوره للأيام القادمة فقال : سنستمر فى أداء واجبنا. رأيت أن الرجل لا يملك رؤية سياسية تتناسب مع حماسته الوطنية.

فى الثالثة عصرا وصل مندوب للخديوى يأمر الوزراء بالحضور إلى سراى الرمل للاجتماع به و بدرويش باشا المندوب السلطانى و أن ينشر راغب باشا رئيس الوزراء أوامره باعلان الأحكام العرفية فى البلاد. قبل أن ينصرف الحضور ، وصل محمود سامى البارودى باشا من القاهرة ليشد من أزر اخوانه.

بعد انصراف الوزراء بقليل ، عادت القذائف لتمطر الحصن المتهالك و ظل هذا القصف بلا انقطاع حتى الساعة الخامسة ثم سكت فجأة و سكتت معه جميع أصوات الانفجارات التى كانت تصل إلى مسامعنا من أرجاء المدينة. اتضح أن أوامر قد صدرت للأسطول الانجليزى بإنهاء العمليات على الأقل لهذا اليوم.

خرجت إلى الشارع هائما على وجهى لا أقصد مكانا محددا. و اختلط فى فلبى الحزن بالغضب بالارتباك فى تفسير ما يحدث.

لقد كانت مجزرة وحشية لا موجب لها و لا مبرر و لم يكن الهدف منها إلا الشهوة الوحشية المتعطشة للدماء و من ورائها الرغبة الاستعمارية العارية من المشاعر الانسانية. و كنت أتوق إلى أن أسأل أولئك الذين كانوا يدكون المدينة و يطلقون مدافعهم هل يستطيعون حين يعودون إلى بلادهم و يتحلقون حول موائد الشاى فى بيوتهم أن يتحدثوا إلى ذويهم عن تلك المجزرة البشرية من الفتك و التخريب و الدمار ؟ فأية إهانة تلحق اليوم بالأمة الانجليزية حين تثأر من مصر على هذه الصورة الفظيعة ؟

ما أروع منظر الرماة المصريين بأجسامهم النحيلة و سواعدهم المنهكة و هم خلف مدافعهم المكشوفة و كأنهم فى استعراض حربى لا يخافون الموت الذى يحيط بهم و قد رأيت معظم الحصون بلا حواجز تحميها و بلا متاريس و مع هذا فقد رأيت هؤلاء البواسل من أبناء النيل خلال الدخان الكثيف الذى لف رأس التين و من بعده طوابى المكس و قايتباى و السلسلة ، رأيتهم و كأنهم أرواح الأبطال الذين سقطوا فى ساحة الموت و كأنهم قد بعثوا من جديد ليناضلوا و يواجهوا نيران المدفعية.

و قد مر معى بعض قادة الحامية مع عرابى باشا يستحثون الرجال و قد أدى الجميع واجبهم و لم تكن ثمة أوسمة أو مكافآت تستحث أولئك البسطاء من الجنود و الأنفار و الفلاحين على أداء واجبهم و إنما كانت تستحثهم العاطفة الوطنية الدافقة و الثورة على الفظائع التى استهدفتهم بها البوارج الانجليزية.

لم أعد إلى بيتى إلا بعد أن انتصف الليل ، و علمت لدى عودتى أن الخديوى و وزارته قرروا عدم الرد على النيران الانجليزية فى صباح الغد و أن ترفع الحصون الرايات البيضاء علامة الاستسلام و كطلب مباشر للكف عن القتال بعد أن تحقق لسيمور غرضه فى تخريب الاستحكامات و تعطيل المدافع.

عندما سمعت بهذا التنازل عرفت أن سيمور لن يقبله ، و أنه سيتمادى فى غطرسته و سيطالب بالمزيد. لم أستطع أن أقاوم النوم أكثر من هذا.

الأربعاء 12 يوليو

استيقظت فى السابعة صباحا على أصوات دورة جديدة من القذائف التى أمطرت كل نواحى الإسكندرية و تساقط العديد منها على المبانى السكنية المجاورة لنا مباشرة.

لما خفت حدة القصف فى الحادية عشرة خرجت باتجاه الباب الشرقى و وجدت ازدحاما شديدا بالأهالى الذين يحاولون الفرار من الإسكندرية و رأيت فيهم بعض الجنود الفارين الذين هدهم الفشل عندما رأوا الأمر برفع الرايات البيضاء و الكف عن القتال ، و مع هذا رأوا استمرار القصف فوق روؤسهم.

توجهت بعد ذلك مشيا إلى مبنى المحافظة و وجدت هناك طلبة باشا عصمت و قد عاد لتوه مما كلف به بمقابلة سيمور و طلب كف القتال منه بعد رفع الرايات البيضاء إلا أن سيمور رفض طلب الحكومة المصرية و أصر على مواصلة القصف ، بل و رفض حتى مقابلة الوفد الحكومى و سمح لمساعد له بمقابلته و إبلاغهم بقرار الرفض.

فى هذه الليلة أعتمت الدنيا فى قلبى و قلوب المصريين.

الخميس 13 يوليو

جمع عرابى باشا بقايا قواته و توجه بهم صوب كفر الدوار أملا فى إعادة تجميع جيشه و اتخاذ حصون و متاريس على الأرض تمنع الانجليز من الوصول إلى عاصمة البلاد. فكرت طويلا أن ألحق بعرابى باشا لأحذره من هذا الخطأ الجسيم بالانسحاب بلا أى داعى و ترك الإسكندرية للانجليز ليستولوا عليها بدون أدنى مقاومة. ترددت و آثرت ألا أقوم بهذا نظرا لوضعى الحساس فى جالية بلادى. و لكنى شعرت بالغضب الشديد لهذه الخطوة المتعجلة و لهذا الانهيار السريع الذى لن يصدقه الانجليز أنفسهم.

كما أرسل عرابى باشا قطار الخديوى ليحمله و أسرته و حاشيته إلى القاهرة إلا أن الخديوى رفض و قرر العودة إلى سراى رأس التين و التى كانت سبقته إليها قوة صغيرة من الشرطة العسكرية الانجليزية لتقوم على حمايته.

سقطت مصر اليوم فعليا فى أحضان و أنياب الاستعمار الانجليزى.

السبت 15 يوليو

اجتمع بنا قنصلنا و قرر بقاء القنصلية على ما هى عليه و أن تبدأ فى التعامل مع الواقع الجديد ، و قررت الاتصال بالأميرال سيمور لاستطلاع نوايا الانجليز فى مصر.

قررت لنفسى أن أعيش فى مصر ما تبقى لى من عمر.

فى المساء بلغنا خبر مؤسف للغاية بأن الخديوى اكتشف قطارا محملا بالدقيق من مخابز منطقة القبارى متوجها للجيش فى كفر الدوار فاحتجزه و قرر صرفه للجنود الانجليز فى الإسكندرية.

الأحد 16 يوليو

طالعت الصحف الصادرة الأحد الماضى فى انجلترا و فرنسا فلم أجد أى اشارة و لو من بعيد عن احتمالات غزو مصر. تمنيت أن لو بإمكانى مطالعة الصحف التى صدرت اليوم فى أوروبا و التى لن تصلنا هنا قبل مساء السبت القادم.

بلغنا أن عرابى باشا ناشد الأهالى بالتبرع للجيش المصرى و بفرض ضريبة مؤقتة ، و اندهشت للأخبار التى تواردت بوفود آلاف الأهالى على كفر الدوار و القاهرة بالتبرعات من الأغنياء و البسطاء ، و منهم أم الخديوى الراحل اسماعيل التى تبرعت بجميع خيول عرباتها و تبرع الأهالى بالأقمشة و الأطعمة و أظهرت لونا فريدا من النخوة و الشهامة الفطرية.

السبت 22يوليو

تفاقمت الأزمة اليوم بين الخديوى و عرابى و بلغت آفاقا جديدة فقد عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو أربعمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، كما حضره أيضا بطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة. و نظرة سريعة على الحضور تبين أنهم يمثلون تقريبا كل طوائف الشعب المصرى. ترأس الاجتماع وكيل وزارة الداخلية.

وفي هذا الاجتماع الغير مسبوق أصدر كبار شيوخ الأزهر قرارا دينيا ( فتوى ) باعتبار الخديوى مارقا من الدين و ذلك لانحيازه إلى الجيش الانجليزى المحارب لبلاده و قد وقع على هذا المرسوم الدينى الشيخ "محمد عليش" و"حسن العدوي"، و"الخلفاوي" و هم قادة الأزهر كما أصدر المجتمعون قرارا بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف. و اتفق الحاضرون على إرسال لجنة يترأسها على باشا مبارك إلى الإسكندرية ليبلغ الخديوى بقرارات هذه " اللجنة العرفية " ، و لترى اللجنة إن كان الخديوى و الوزراء أحرارا من سيطرة الإنجليز فليأتوا إلى القاهرة.

عندما جرت عيناى على محضر الاجتماع فوجئت بانتهاء الكلام. أعدت القراءة مرة أخرى فلم أجد ما كنت أتوقعه من عزل الخديوى و اعلان عرابى – أو غيره – حاكما للبلاد. كنت أتصور أن هذه خطوة طبيعية جدا بعد كل هذه القرارات ، لكن توقف المجتمعون عند هذا الحد لسبب لا أفهمه ، و لا أتوقع أن أفهمه فى المستقبل. و لقد حاورت عرابى منذ شهرين تقريبا عن علاقته بالخيوى ، فوجدته حانقا على تصرفات الخديوى و شاكا فى ولائه لمصلحة البلاد ، و لكنه عنده حاجز نفسى لا يستطيع أن يتخطاه فى مهابة الخديوى و توقيره و من ثم طاعته.

أنصاف الحلول دائما أسوأ من الحلول الخاطئة. إننا الآن نرى فى مصر سلطتين و معسكرين و حكومتين. إن هذه وصفة لفوضى عارمة ستضر بالبلاد و هى فى ذاتها أسوأ من الاحتلال الإنجليزى القادم لا محالة.

كذلك لم أجد معنى لغياب عرابى باشا عن هذا الاجتماع الخطيرو عدم انتقاله من كفر الدوار للأسبوعين الماضيين. إن فكرة الحصول على تفويض شعبى فكرة ممتازة ، و لكن ترك المجتمعين هكذا بصورة كاملة سيبعد عرابى عن دقة و حقيقة ما يدور بالقاهرة. لعله أراد أن يبعد عن نفسه شبهة الضغط و التأثير على رأى اللجنة العرفية و لكن هذا أيضا خطأ ، لأن عرابى قرر الانفراد بالموقف السياسى و العسكرى عن الخديوى فلابد أن يمضى فى هذا الطريق إلى نهايته.

الجمعة 28 يوليو

زارنى عصر اليوم على باشا مبارك رئيس اللجنة التى أتت من القاهرة لابلاغ الخديوى و رئيس الوزراء بقرارات اللجنة العرفية الشعبية. و كان على باشا مبارك قد مر فى طريقه إلى هنا بكفر الدوار و حاول اقناع عرابى باشا بالاستقالة درءا للفتنة و توحيدا لكلمة البلاد على أن تحفظ كل حقوقه و رتبه و نياشينه و احترامه لكن عرابى رفض بشدة و لكن بعد مداولات طويلة لمس فيه بعض اللين. و أخبرنى على باشا مبارك عن لقائه أمس بالخديوى و وجده ثائرا على هذه اللجنة العرفية التى انتزعت منه سلطاته بغير حق و أخبره أنه لن يقبل بأقل من كف عرابى باشا عن كل الاستعدادات الحربية و إذعانه لسلطة الخديوى.

أخبرنى أيضا بشعوره بالاحباط لتباعد موقفى الطرفين و أن هذا سيتسبب فى حالة فوضى فى البلاد و أنه يشك كثيرا فى قدرات الجيش المصرى و تدريبه و سألنى نصيحتى عن استمراره فى مهمته أم يتوقف و هل يعود للقاهرة أم ينحاز للسلطة "الشرعية" للبلاد ؟.

قلبت معه الأمور على كافة وجوهها ، و قد بهرنى عقل الرجل و حسن سياسته و رأيت أنى أجلس مع أحد عقلاء الأمة و وجدته على وعى سياسى رفيع و دراية بالتاريخ و الجغرافيا تعطيه عمقا فى التعامل مع هذا الموقف المتأزم فى مصر و قد انشقت إلى سلطتين و إلى دولة داخل الدولة.

و برغم عاطفتى الشديدة مع عرابى باشا إلا أنى نصحت على باشا مبارك فى نهاية الأمر أن يبقى هنا فى الإسكندرية و ظننت أن وجود هذا الرجل قريبا من الخديوى ستكون له آثار مفيدة.

الأحد 3 أغسطس

قرأت اليوم لدى قنصليتنا موجزا لبوادر فتنة مصرية مصرية. إذ جمع السكرتير العام للقنصلية بعض خطب أئمة المسلمين فى صلاة الجمعة الفائتة ، و قد تباينت جدا و تراوحت بين وصف عرابى باشا بأنه خائن للأمة مضيع لدماء المصريين عاص لحاكم مصر الخديوى توفيق و خارج على السلطان العثمانى و حتى أنشد بعضهم فى مساجد الإسكندرية :

تبين عقبى غيه كل معتدى ...... و أمسى العرابى و هو بالذل مرتدى

بينما انتصر فريق آخر من مشايخ المسلمين لعرابى باشا و رأوا فيه منقذ البلاد من الهلاك و الدمار و رأى بعضهم أنه الموعود الإلهى الذى يرسل على رأس كل مائة سنة ليجدد لأمة المسلمين دينهم. و رأى بعضهم فيه باعثا للأمة قامعا للفساد ، و لم ينقصهم الشعر أيضا ، و هناك عشرات القصائد التى تدندن حول هذه المعانى ، كقول أحدهم :

إذا ما راية رفعت لمجد ....... تلقاها عرابينا يمينا

و قول آخر :

يا صاح قم و أشكر إلهك و احمدِ ... فالدين منصور على يد أحمدِ

و لم يتأكد لى هل هذا التباين نابع فعلا عن قناعات فكرية ، أم أنه يعكس تدهور الوعى السياسى فى هذا الخطاب الدينى المتشنج. و الأمر جديد بالنسبة لى ، فقد نشأت فى بلاد لا علاقة للكنيسة فيها البته بالأحوال السياسية فى أوروبا.

السبت 19 أغسطس

بلغنا اليوم أن القوات الإنجليزية انقضت على قناة السويس و قامت بقطع أسلاك الاتصال التلغرافى بين بورسعيد و السويس و لم تلتفت إلى اعتراضات المسيو ديليسبس مدير الشركة الفرنسية التى تدير القناة بضرورة احترام حياد القناة كمرفأ عالمى لطرق التجارة.

انجلترا الآن تنفرد بالتهام مصر و تضرب بالاعتراضات الأوروبية عرض الحائط.

الثلاثاء 29 أغسطس

كان أمس يوما حزينا آخر فى التاريخ المصرى الحديث. فقد وقعت مذبحة شنيعة أمس فى منطقة القصاصين قام بها الجنرال جراهام الذى حاصرت الأهالى قواته غرب الاسماعيلية فطلب إمدادات و ذخائر فوصلته على وجه السرعة مساء أمس مما مكنه من إعمال القتل فى الأهالى فسقط العشرات منهم قتلى فى ساعة زمان.

أعتقد أن هذه الأنباء المأساوية ستزيد من عزيمة عرابى و جيشه الذين يتمركزون الآن فى التل الكبير لمنع القوات الانجليزية من التوجه للقاهرة.

الأحد 3 سبتمبر

قرأت اليوم عشرات المقالات فى الصحف الأوروبية الصادرة الأحد الماضى و قد أذهلتنى مقالات انجليزية عديدة تبرر السياسة الانجليزية لأنها فى النهاية تصب فى جعل المصريين أكثر تحضرا و تمدينا.

ألاحظ مما أرى - أن الدول الليبرالية الكبرى فى الغرب - التى يعد التصرف فيها ضد الإرادة الجماهيرية أمراً خطيراً ومتهوراً و رجعيا - قد ارتكبت خطأ جسيماً بمعاملة مصر التى ادعت أنها تعمل على تمدينها وتحريرها - كسكان من العبيد غير القادرين على اختيار الرئيس الذى يناسبهم .. و أتساءل عما ستفعله القوى الدستورية الكبرى التى ارتكبت خطأ إغفال شعور الأمة المصرية أمام ذلك التعبير عن الإرادة الشعبية

إن ما أعاينه الآن هو طبائع الاستبداد و لكن على الطريقة الأوروبية الحديثة.

الأربعاء 13 سبتمبر

استيقظت اليوم على خبر تلغراف عاجل وصل قنصليتنا يفيد بهزيمة الجيش المصرى قبل فجر اليوم فى معركة خاطفة فاجأ فيها الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية المصريين أثناء نومهم و هزموهم فى خلال ساعة واحدة و أن عرابى باشا – على غير المتوقع – قد فر مع عدد كبير من الجنود إلى القاهرة.

لم أكن أتوقع أن تصمد قوات المصريين طويلا أما الزحف الانجليزى الذى يفوقها فى كل شيئ ، لكن لم أتوقع أن يتم الأمر بهذه السرعة. لا أعرف ما الذى حدث بالضبط ، لكن من المؤكد أن تهاونا ما فى قيادة القوات هناك قد بلغ حدا مهينا.

الخميس 14 سبتمبر

قررت صباح اليوم السفر للقاهرة. لن أرضى بعد اليوم بالاكتفاء بموقع المشاهد و المتابع و المراقب. سأحاول الوصول لعرابى باشا و أساعده فى القرارات الصعبة المقبلة.

لحقت بقطار التاسعة صباحا ، و لفت نظرى قلة الركاب و قلة المنتظرين للقادمين من القاهرة. يبدو أن تتابع الأحداث قد جعل الناس فى حيرة يترقبون على أى وجه ستنتهى قبل أن يقرروا الجهة التى يستقرون فيها.

وصلت القاهرة و توجهت رأسا إلى بيت طلبة باشا و وجدته فى حالة يرثى لها من الإحباط و الخوف. طلبت منه أن أذهب لعرابى باشا فأخبرنى أنه ينتظره الآن فى أى لحظة. حدثنى طلبة باشا عن المجزرة التى تعرض لها الجيش فى التل الكبير و أن حوالى ألفين قد لقوا مصرعهم فى معركة استمرت ساعة واحدة.

وصل عرابى باشا فى حوالى السابعة مساء منهكا مكدودا قد انطفأ لمعان عينيه الذى تعودت أن أراه فيه. شعرت بارتياحه لرؤيتى. رمى بنفسه على أقرب مقعد و أخذ نفسا عميقا و قال ( انتهى كل شيئ ... المجلس العرفى اختار استمرار المقاومة و لكنى عجزت عن جمع ألف جندى فرجعت إليهم بالخبر فقررنا جميعا التسليم للقوات الانجليزية و بإرسال التماس بالعفو للخديوى توفيق.... ).

كنت أتوقع هذه النهاية المؤسفة منذ رأيت الأداء السيئ و الأخطاء السياسية و العسكرية البالغة بعد مذبحة الإسكندرية . و مع ذلك جرحتنى كلمات عرابى باشا لأنى رأيت فيها النهاية السعيدة للظالمين المغتصبين.

قلت :

- لماذا الاستسلام بهذه السرعة ؟ لديك قوات لم تمس فى كفر الدوار و القاهرة و دمياط ؟

- طلبة عصمت قائد كفر الدوار - كما ترى - أضطر للحضور إلى القاهرة و القوات هناك ضباطا و جنودا بلا قيادة.

- بلغنا أن عبد العال باشا حلمى قائد دمياط رفض التسليم و صمم على المقاومة ، أعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة للمقاومة و يمكنكم أن تنحازوا للصعيد فالمؤن و الذخيرة و الأسلحة متوفرة.

- انتهى كل شيئ و سأبلغ الجنرال ولسلى باستسلامنا.

أعدت الضغط على عرابى باشا لعله يتماسك و يرى أن هذا الانسحاب المتتابع سياسة خاطئة و التسليم بهذه السرعة لن ينفعه ، و لكن كان الإحباط السياسى قد بلغ مداه. و قد رأيت ما تفعله السياسة بالرجال. فعرابى باشا مر بتجارب سابقة أكثر مرارة و خطورة و قد حكى لى منذ سنتين ما حدث له فى حملة الحبشة عام 1876 و التى كان مسئولا فيها عن الإمداد و التموين و قد عاين هزيمة منكرة للجيش المصرى على يد قبائل مدينة مصوع و رأى بعض زملائه و قد ذبحوا و مثل بجثثهم و من نجا منهم من القتل قطعت مذاكيرهم بقسوة بالغة ، و مع ذلك أدى ما عليه و تماسك و تعامل باحتراف عسكرى مع تلك الهزيمة.

لما يأست من اقناعه قلت :

- إذا كنت مصرا فأرى أن تسارع بتسليم نفسك كأسير حرب ، فإن هذا سيوفر لك حدا أدنى من حسن المعاملة كمحارب تم أسره و إلا فسيتم معاملتك كخائن للبلاد و عاص للسلطان العثمانى .

أشحت بوجهى و لم أستطع مطالعة الأسى و الفشل و الانكسار فى وجه عرابى باشا. و اعتقدت أنى أراه الآن للمرة الأخيرة.

نبتت دمعة أو دمعتان فى محاجر عينى التى لم تعرف الدمع منذ سنوات بعيدة ، و لكن سرعان ما ارتشفتها.

الجمعة 15 سبتمبر

نهاية حقبة فى تاريخ مصر و بداية أخرى.

دخلت القوات الانجليزية صباح اليوم القاهرة ، و استسلمت عاصمة البلاد بلا أدنى مقاومة ، و قام عرابى باشا بتسليم نفسه طواعية للانجليز.

عدت فى قطار السادسة مساء إلى الإسكندرية و الدوار يصيب رأسى. سمعت بعض النكات المريرة من بعض المصريين فى القطار و هى أقرب ما تكون من فن الكوميديا السوداء الذى بدأ يظهر فى فرنسا.

الأربعاء 11 أكتوبر

بدأت اليوم التحقيقات الصورية الهزلية لعرابى ، بعد أن انتهت مع رفاقه من العسكريين و الوزراء السابقين و مشائخ الأزهر وغيرهم ممن اكتظت بهم سجون العاصمة. و قد تعمد المحققون أن يؤخروا عرابى بعد كل المتهمين الآخرين حتى يواجهوه بأقوالهم و يصطنعوا من ذلك عرائض اتهام ضده.

تابعت أخبار التحقيقات بضيق شديد ، و فضلت البقاء فى الإسكندرية حتى لا أرى هذه المهزلة و لا أشهد انكسار الحق و انتفاش الظلم.

الأحد 21 أكتوبر

طالعت اليوم فى الجرائد الانجليزية تفاصيل جلسة مجلس العموم الصاخبة و التى أكد فيها رئيس الوزراء ويليام جلادستون مرة بعد مرة أن قوات بلاده لا تنوى احتلال مصر و أنها فى مهمة محددة لاعادة السلطة " الشرعية " للخديوى و استتباب الأمن فى مصر. تعالت صيحات بعض نواب المحافظين : كذاب كذاب.

فى نفس الجلسة طلب جلادستون من مجلس العموم الموافقة على تخصيص مليونين و نصف مليون جنيه استرلينى لتغطية الحملة العسكرية فى مصر.

الخميس 9 نوفمبر

بلغتنا أخبار اليوم من قنصليتنا أن اتفاقا تم سرا بين الانجليز بمباركة وزير خارجيتهم و عرابى باشا بأن يعترف بعصيانه للخديوى و أن ينفى "بكرامة" إلى خارج البلاد.

الأحد 3 ديسمبر

صدر اليوم الحكم بإعدام عرابى ثم خفف فى الحال بعفو من الخديوى إلى النفى الدائم إلى جزيرة سيلان و أن تصرف له ألفان من الجنيهات سنويا طيلة عمره و لأولاده من بعده.

أنتهت المسرحية القضائية الهزلية.

الإثنين 25 ديسمبر

تم تجريد عرابى و رفاقه اليوم من رتبهم العسكرية تمهيدا لنفيهم.

أورطة الجنود الذين اصطفوا أمام مراسم التجريد لم يتمالكوا أنفسهم و انخرطوا فى البكاء.

الأربعاء 27 ديسمبر

لم أشأ رؤية الأسد الجريح. سافر اليوم عرابى و رفاقه و أسرهم و خدمهم إلى جزيرة سيلان جنوب شبه القارة الهندية فى نهاية مؤلمة لمحاولة بعث الشخصية الوطنية فى مصر.

الأحد 21 يناير 1883

قرأت اليوم تقريرا آخر بجلسة مجلس العموم البريطانى و فيه تأكيدات أخرى من وزير الخارجية بأن أجل القوات الانجليزية فى مصر محدود للغاية.

يونيو 1883

قرأت تقريرا فى جريد التايمز الصادرة الأحد الماضى ، عن جلسة برلمانية أخرى ساخنة فى لندن شن فيها زعيم المعارضة من حزب المحافظين اللورد راندلف تشرشل هجوما قاسيا على رئيس الوزراء المستر جلادستون اتهمه فيها صراحة أنه يحمى خديوى مصر مع أن يديه ملطخة بدماء الأوربيين و المصريين الذين قضوا حياتهم فى أحداث 11 يونيو العام الماضى و التى قام الخديوى بتدبيرها مع عمر لطفى محافظ الإسكندرية. و كشف النقاب عن برقية أرسل بها الخديوى إلى عمر لطفى جاء فيها ( .. لقد ضمن عرابى الأمن العام و نشر ذلك فى الجرائد و قد تحمل مسئولية ذلك أمام القناصل فإذا نجح فى مهمته و ضمانه ، فإن الدول سوف تثق به و سوف نفقد بذلك اعتبارنا يضاف إلى ذلك أن أساطيل الدول فى مياه الإسكندرية و أن عقول الناس فى هياج و أن الحرب وشيكة الوقوع بين الأوروبيين و غيرهم ... و الآن فاختر لنفسك هل تخدم عرابيا فى ضمانه أم تخدمنا ؟ ).

لم ينس جلادستون التأكيد على أن قوات بلاده " لن تمكث لحظة واحدة بعد استتباب الأمن فى مصر ".

لقد رأيت عمر لطفى منذ أيام – و هو الآن وزير الجيش و البحرية – يتهكم على عرابى باشا فى عشاء جمع قناصل الدول فى الإسكندرية.

أول يناير 1887

فى الخطاب السنوى للملكة فيكتوريا ، أعلنت أن شرف بريطانيا العظمى يأبى أن تكون نية بلادها احتلال مصر. و أنها ستأمر قوات بلادها بمغادرة مصر فور التأكد من تمكن أبناء البلاد من حفظ أمنها و الالتزام بتعهداتها الدولية.د. محمد هشام راغب

رابط هذا التعليق
شارك

انا مؤمن تماما ان اى خروج على اولياء الامر هو السبب الى كل الكوارث

و ارى ان يتم الاكتفاء بتوجيه ولى الامر الى الخير سرا و بالطريقة المناسبة لمكانه

و لولا خروج عرابى و جماعته على ابن امه الخديو توفيق لما دخل الانجليز ووجدوا الارض ممهدة لهم

و قدر الله و ما شاء فعل

فهل نتعلم من اخطاءنا

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

انا مؤمن تماما ان اى خروج على اولياء الامر هو السبب الى كل الكوارث

و ارى ان يتم الاكتفاء بتوجيه ولى الامر الى الخير سرا و بالطريقة المناسبة لمكانه

و لولا خروج عرابى و جماعته على ابن امه الخديو توفيق لما دخل الانجليز ووجدوا الارض ممهدة لهم

و قدر الله و ما شاء فعل

فهل نتعلم من اخطاءنا

قصدك تقول ان عرابى لم يتخير الوقت الملائم للخروج على ولى الأمر :)

تفتكر لو كان قابل الانجليز و هو قد ثار على الخديو و عزله و تولى مكانه افضل ام الخروج عليه فى التل الكبير البعيد عن منطقة الحكم الذى قدم الدعم للانجليز

عرابى رجل وطنى لا اعتقد ان احد يختلف عليه و ولى الأمر اذا لم يكن صالح با؟لأساس لن تصلحه الرعية إلا بعزله تماما

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

حضرتك تقصد إن ثورة عرابى هى السبب فى احتلال الإنجليز لمصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و ليه بتقول على أفكار جمال الدين الأفغانى إنها أفكار خبيثة و أنه رجل مجهول؟؟؟؟؟؟؟

على كده بقى كل اللى درسناه فى التاريخ فى المدرسة غلط و لا إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

رابط هذا التعليق
شارك

كان الأفغاني يهاجم الخديو إسماعيل علانية ويقول للمتجمهرين حوله: (أنت أيها الفلاح تشق الأرض لتستنبت ما تسد به الرمق، وتقوم بأود العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك ؟! لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟

الله يرحمك يا افغانى

وبعدين

انت عمال تقطع فى محمد على وعرابى وثورة يوليو ..ومش عاجبك حد كده ليه يا اخى ...

تم تعديل بواسطة dawn walker

knowledge is power

رابط هذا التعليق
شارك

طيب فرضنا إن عم عرابي غلط له أجر

لكن الناس إلي عمرها ما عملت أي شئ غير

انهم ذاكروا و نجحوا و جابوا فلوس و راحو الحج

يا ترى أنا الوحيد إلي شايف إن عرابي دة ناجح و كل الناس دي فاشلة

ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه

آه يا شهدى آه

آه يابنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن

إوعى الخيانه يا كبدى إوعى م الاندال

الفن اصبح خيانه والخيانه فن

شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال

بلدنا فيها الكرم حتى للاظوغلي لاظوغلى مين ..

واللّـه ما اعرف ..

نظرة يا عرابي

عارف عرابى يا شهدى

و بكينا.. يوم غنّى الآخرون

و لجأنا للسماء

يوم أزرى بالسماء الآخرون

و لأنّا ضعفاء

و لأنّا غرباء

نحن نبكي و نصلي

يوم يلهو و يغنّي الآخرون

رابط هذا التعليق
شارك

كان الأفغاني يهاجم الخديو إسماعيل علانية ويقول للمتجمهرين حوله: (أنت أيها الفلاح تشق الأرض لتستنبت ما تسد به الرمق، وتقوم بأود العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك ؟! لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟

الله يرحمك يا افغانى

وبعدين

انت عمال تقطع فى محمد على وعرابى وثورة يوليو ..ومش عاجبك حد كده ليه يا اخى ...

اى حد قرأ التاريخ من اكتر من زاوية و من اكتر من راوى

هيبقى عنده فكرة ما ... بغض النظر عن كونها صح او غلط

ان جمال الدين الافغانى رافضى صرف و احد عوامل التخريب فى الفكر الاسلامى ف زمنه

و ان محمد على رغم مشروعاته الجبارة و ان المصريين لسه عايشين ف خير انتاجيات عصره الا انه كان ذو اهداف ابعد ما تكون عن الدين و نصرته اصلا

و بالمناسبة هو اللى باع اراضى المغرب العربى

اما بقى الكارثة الكبرى ثورة يوليو .. فدى عايزه سنة نكتب فيها و مش هنخلص انما هقولك اننا محتاجين 100 سنة عشان نصلح البلاوى بتاعتها

ده ان امكنا التصليح

اومال اى حد بيحب البلد بيرفض تغيير النظام بالانقلابات رغم المستوى المرير اللى النظام وصل البلد اليه

طيب فرضنا إن عم عرابي غلط له أجر

لكن الناس إلي عمرها ما عملت أي شئ غير

انهم ذاكروا و نجحوا و جابوا فلوس و راحو الحج

يا ترى أنا الوحيد إلي شايف إن عرابي دة ناجح و كل الناس دي فاشلة

ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه

آه يا شهدى آه

آه يابنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن

إوعى الخيانه يا كبدى إوعى م الاندال

الفن اصبح خيانه والخيانه فن

شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال

بلدنا فيها الكرم حتى للاظوغلي لاظوغلى مين ..

واللّـه ما اعرف ..

نظرة يا عرابي

عارف عرابى يا شهدى

فكرتنا يا استاذنا الغالى بالدكتور نجيب سرور

واحد زميلى ايام الكلية اتفصل سنتين لانه كان كاتب القصيدة اياها ف كشكول المحاضرات و الدكتور قفشه

بالمناسبة ... ممكن نعرف راى نجيب سرور ف ثورة يوليو ؟

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

كان الأفغاني يهاجم الخديو إسماعيل علانية ويقول للمتجمهرين حوله: (أنت أيها الفلاح تشق الأرض لتستنبت ما تسد به الرمق، وتقوم بأود العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك ؟! لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟

الله يرحمك يا افغانى

وبعدين

انت عمال تقطع فى محمد على وعرابى وثورة يوليو ..ومش عاجبك حد كده ليه يا اخى ...

اى حد قرأ التاريخ من اكتر من زاوية و من اكتر من راوى

هيبقى عنده فكرة ما ... بغض النظر عن كونها صح او غلط

ان جمال الدين الافغانى رافضى صرف و احد عوامل التخريب فى الفكر الاسلامى ف زمنه

و ان محمد على رغم مشروعاته الجبارة و ان المصريين لسه عايشين ف خير انتاجيات عصره الا انه كان ذو اهداف ابعد ما تكون عن الدين و نصرته اصلا

و بالمناسبة هو اللى باع اراضى المغرب العربى

اما بقى الكارثة الكبرى ثورة يوليو .. فدى عايزه سنة نكتب فيها و مش هنخلص انما هقولك اننا محتاجين 100 سنة عشان نصلح البلاوى بتاعتها

ده ان امكنا التصليح

اومال اى حد بيحب البلد بيرفض تغيير النظام بالانقلابات رغم المستوى المرير اللى النظام وصل البلد اليه

طيب فرضنا إن عم عرابي غلط له أجر

لكن الناس إلي عمرها ما عملت أي شئ غير

انهم ذاكروا و نجحوا و جابوا فلوس و راحو الحج

يا ترى أنا الوحيد إلي شايف إن عرابي دة ناجح و كل الناس دي فاشلة

ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه

آه يا شهدى آه

آه يابنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن

إوعى الخيانه يا كبدى إوعى م الاندال

الفن اصبح خيانه والخيانه فن

شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال

بلدنا فيها الكرم حتى للاظوغلي لاظوغلى مين ..

واللّـه ما اعرف ..

نظرة يا عرابي

عارف عرابى يا شهدى

فكرتنا يا استاذنا الغالى بالدكتور نجيب سرور

واحد زميلى ايام الكلية اتفصل سنتين لانه كان كاتب القصيدة اياها ف كشكول المحاضرات و الدكتور قفشه

بالمناسبة ... ممكن نعرف راى نجيب سرور ف ثورة يوليو ؟

مفهوم يوليو ينتهى بهزيمه ١٩٦٧

ما بعد ذلك فتره من الفوضى الخلاقه على راى الست كونديليزا ريس ادت الى فراغ نخبوى ما زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم

عم نجيب فلاح و ثوره يوليو هى من ارسله لنيل الدراسات فى موسكو فهو مدين لها ببعض الفضل و لكن لم يمنعه ذلك فى ان يقول

جمال يا شعب جمال .. وآه ياليل يا عين

طَبّوا عليه اندال .. خطفوه من العلمين !

وسلموه لليهود .. بس القناع المان

والمش فنه الدود .. والدود اكل الغلبان

وجابولنا واحد ندل .. شبهه وطبق الاصل

وادوله كرسى الحكم .. والكرسى فيه الخُرم !

ثم قال

والسر جوه صدور .. ينزل معانا القبور

طب مين هايسـتجرى .. يقول جمال مش جمال

و بكينا.. يوم غنّى الآخرون

و لجأنا للسماء

يوم أزرى بالسماء الآخرون

و لأنّا ضعفاء

و لأنّا غرباء

نحن نبكي و نصلي

يوم يلهو و يغنّي الآخرون

رابط هذا التعليق
شارك

تفسير مغلوط للتاريخ مملوء بالحقد الوهابي على محمد علي وأعماله التي نقلت مصر من مجرد مستعمرة عثمانية متخلفة الى دولة حديثة تنافس الدول الأوروبية ... احتل الانجيز مصر ببساطة لأنهم كانوا دولة متقدمة أخذت بأسباب القوة والعلم والإنتاج بينما نحن كنا نائمين في العسل لعدة قرون قبل وصولهم ... وفي الوقت الذي كانوا فيه يتحررون من السلطة الاستبدادية كنا نشتري العبيد ليحكمونا

تم تعديل بواسطة أحمد سيف

إن فشلنا في الوصول للحكم ولتغيير البلد .. لا تقلقوا .. نحن فكرة .. الفكرة لا تموت ... تستمر لا تتوقف

البرادعي 15/10/2011

رابط هذا التعليق
شارك

تفسير مغلوط للتاريخ مملوء بالحقد الوهابي على محمد علي وأعماله التي نقلت مصر من مجرد مستعمرة عثمانية متخلفة الى دولة حديثة تنافس الدول الأوروبية ... احتل الانجيز مصر ببساطة لأنهم كانوا دولة متقدمة أخذت بأسباب القوة والعلم والإنتاج بينما نحن كنا نائمين في العسل لعدة قرون قبل وصولهم ... وفي الوقت الذي كانوا فيه يتحررون من السلطة الاستبدادية كنا نشتري العبيد ليحكمونا

بغض الطرف عن انى ضد حكم ال سعود لارض الجزيرة العربية لسبب او اخر

انما اصابتنى كلمة الحقد الوهابى بغصة ف الحلق شديدة

لم اعتد من المهندس احمد مثل هذه الكلمات القوية ف غير محلها

كما لفت انتباهى امر اخر... منذ متى و نحن نرى الشخصيات التاريخية بمنظار التعديل دون الجرح

دم طيبا و كن بخير

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

hg

:Zamalek: راية في البلكونه...

شاره عالعربية....

زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه :dance:  

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد

اولا احيي كاتب الموضوع على اختياره المهم فاحتلال مصر من قبل الانقليز ومن قبلهم الفرنسيين كان له صدى رهيب في جزيرة العرب لما لمصر من مكانه وتاثير

وكنت اود المشاركة في هذا الموضوع منذ مدة لولا قلة معلوماتي وضعفها مقارنة بما تعرفونه....حتى وجدت من يشير الى وجود (حقد وهابي)ولا ادري هل بالمعنى المذهبي او السياسي ام كليهما معا؟

واختصارا للوقت اقول....لقد اخطأ محمدعلي باشا في حملته الظالمة في جزيرة العرب وتدمير مقدرات البلاد وتورطه في عداء اناس لم يعادوه ولم يكونا ضد اصلاحاته في مصر زيادة انه لم ينشأ نظاما حديثا على انقاض الدولة في جزيرة العرب بل تركها خرابا مع تنصيب امراء ضعاف وارسال امير الاسرة السعودية الاولى ليعدم في استنبول

ورغم كل هذا التاريخ المخزي(في جزيرة العرب)الا ان احفاد الاسرة السعودية الثالثة لم يضعوا مكانا للحقد وكانوا خير خليف لحفيد محمدعلى باشا الملك فاروق حتى بعد خلعه دعموه ماديا الا ان مات

ومن تعلم في مدارسنا لا يجد اي حقد عند الحديث عن اسرة محمدعلي باشا

هذه النقطة التي احببت ان اشير اليها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:Zamalek: راية في البلكونه...

شاره عالعربية....

زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه :dance:  

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ / كاتب الموضوع ... والباشمهندس ياسر

حضرتك بتقول أن الخروج على الحكام هو سبب كل الكوارث ...

وفي نفس الوقت بتهاجم محمد علي عشان هاجم الوهابيين ... أو الدولة السعودية الأولى ...

اللي أعرفه من كتب التاريخ .. أن الدولة السعودية الأولى خرجت على الحكم العثماني ... وعشان كده الخليفة العثماني كلف محمد علي بردع التمرد ...

دلوقتي احنا بنهاجم عراي عشان هو خرج على ولي الأمر ... ومش بنهاجم ملوك الدولة الأولى ... مع إنهم خرجوا على الخليفة العثماني .. !! مش غريبة دي.

اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن

اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ / كاتب الموضوع ... والباشمهندس ياسر

حضرتك بتقول أن الخروج على الحكام هو سبب كل الكوارث ...

وفي نفس الوقت بتهاجم محمد علي عشان هاجم الوهابيين ... أو الدولة السعودية الأولى ...

اللي أعرفه من كتب التاريخ .. أن الدولة السعودية الأولى خرجت على الحكم العثماني ... وعشان كده الخليفة العثماني كلف محمد علي بردع التمرد ...

دلوقتي احنا بنهاجم عراي عشان هو خرج على ولي الأمر ... ومش بنهاجم ملوك الدولة الأولى ... مع إنهم خرجوا على الخليفة العثماني .. !! مش غريبة دي.

انا مهاجمتش محمد على عشان موضوع ال سعود خالص

ياريت

تركز اكتر

دم بود

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 2
      طبعا العنوان ده هو عبارة عن إلهام من الثورة المصرية الي الثورة البريطانية..و هي عبارة عن مجموعة تعليقات ساخرة علي الثورة البريطانية.. اتفضل يا عم وشوف المصريين بيعملوا ايه..ده احنا شعب مشكلة من الدستور
    • 0
      خبر جديد قرأته علي موقع المصري اليوم .. اعطاني احساس ان فيه حاجة غلط .. من فترة الدنيا قامت و قعدت عشان تصدير الغاز المصري باسعار زهيده لليهود الصهاينة و الان ندخل نطاق الدول المستورده للغاز و لاول مره في تاريخ مصر و ذلك بعد اعطاء شركة بريطانية حق البحث و التنقيب عن الغاز لمدة 20 سنة مع امتياااااااااااااااااز لنا باولوية الشراء :ninja: ... مش عارف اقول اية !!!! غير .. لا حول و لا قوة الا بالله
    • 0
      قرات هذه المقالة : لندن ـ المصريون (رصد) : بتاريخ 20 - 9 - 2006 تعمدت الحكومة البريطانية تجاهل ذكرى مرور 50 عاماً على العدوان الثلاثي على مصر، وذلك بسبب إحساسها بالحرج البالغ ومحاولتها طي "صفحة مشينة" في تاريخ بريطانيا. وكانت حكومة أنتوني إيدن المحافظة قد تآمرت مع فرنسا و"إسرائيل" لشن هذا العدوان على مصر انتقاماً لتأميم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس وزيادة نفوذه في المنطقة. وكشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية ان الجنود البريطانيين الذين شاركوا في هذا العدوان اشتكوا بأن حكومة
×
×
  • أضف...