اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شخصيات وحكايات


moody00x

Recommended Posts

عبر التاريخ...فى كل زمان ومكان....فى كل مجال....ثقافة...علوم,,,طب...رياضة

فن...دين....سياسة....هناك شخصيات قد تكون تركت أثرأ بالسلب أو ألايجاب

قد تكون نالت نصيبأ من الشهرة وقد تكون ظلت مجهولة إلا للقليل من الناس

أرجو من الجميع المشاركة هنا بثلاثة مراحل

1 ــ كتابة مقال عن الشخصية فى أى مجال ويفضل أن يكون مدعمأ بالصور والمصادر إن أمكن

2 ـيشارك باقى ألأعضاء بأى معلومات إضافية عن الشخصية

3- ـيشارك ألأعضاء بآرائهم الشخصية فى الشخصية المطروحة

ملاحظة هامة للجميع....قد نتفق وقد نختلف لكن فلنبقى أصدقاء...فبرجاء مبدئيأ البعد عن المجادلات بدون داعى خصوصأ فيما يتعلق بالمرحلة الناصرية

والساداتية.....ورجاء آخر التنسيق حتى لاتتداخل الشخصيات....بمعنى عدم طرح أى شخصية

جديدة إلا بعد ألانتهاء تمامآ من مناقشة الشخصية المطروحة..وشكرآ

_________________

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 44
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

pic3.jpgحسن البنا.. رحلة لم تنته

هذه السطور ليست من نسج الخيال، ولكنها واقعة حقيقية حدثت منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وربما تتكرر، ومن يدري.

المكان: القاهرة - منطقة الحلمية.

الزمان: بعد منتصف الليل يوم 12 فبراير من عام 1949.

الوقائع: تتقدم قافلة من عربات الشرطة في سكون الليل، تصل إلى أحد شوارع الحلمية بمدينة القاهرة، تتوقف السيارات، يندفع الجند بأسلحتهم لحصار الشارع كله، وتُشدد الحراسة، حول بيت متواضع في منتصف الشارع، تتقدم إحدى سيارات الشرطة إلى هذا البيت، صف من الجنود ينقُلون جسد ميتٍ من السيارة إلى البيت في سرعة، يطرقون بابًا في أعلاه، يفتح الباب شيخ جاوز التسعين من عمره، يدخل عدد من الضباط إلى البيت قبل دخول الجثمان للتأكد من عدم وجود آخرين به، التعليمات صارمة للشيخ، لا صوت، لا عزاء، ولا حتى أحد من المتخصصين في إعداد الموتى، فقط أنت وأهل البيت، في تمام التاسعة صباحًا يتم دفن الميت.

كان الشيخ هو والد المتوفّى، ورغم الفجيعة، ورغم شيخوخته، قام بإعداد ابنه للدفن، ويمسح الشيخ دماء ابنه من أثر الرصاصات التي سكنت جسده.

ويأتي الصباح، ويأتي الضباط في موعدهم، هلمّ بابنك لتدفنه، فيصرخ الأب ذو التسعين عامًا، كيف لي بحمله؟ فليحمله الجنود! فيرفض الضباط، ويكون الرد فليحمله أهل البيت، وكان المُتوفّى له بنات وصبي صغير.

ويتقدم الجثمان في الطريق تحمله زوجته وبناته، وخلفه فقط والده، ومن تجرأ على السير في الجنازة كان المعتقل مآله، وتصل الجنازة إلى المسجد للصلاة على الفقيد، فإذا به خاليًا حتى من خدمه، فيصلي الوالد ومن خلفه أهل البيت من النساء، ويقومون بإنزاله إلى قبره، ويعود الجميع إلى البيت في حراسة مشددة، هذه هي جنازة الإمام الشهيد "حسن البَنَّا"، ويتم إلقاء القبض على كثير من الجيران، لا لشيء إلا لمجرد كلمة عزاء قالوها لهذه الأسرة، ويستمر الحصار ليس على البيت خشية ثورة من يأتي للعزاء، ولكن أيضًا يستمر الحصار حول القبر، خشية أن يأتي من يُخرج الجثة ويفضح الجريمة، بل وانتشرت قوات الشرطة في المساجد؛ لتأمر بغلقها عقب كل صلاة، خشية أن يتجرأ أحد بالصلاة على الفقيد.

وعلى الجانب الآخر كان ملك البلاد قد أجّل الاحتفال بعيد ميلاده من 11 فبراير إلى 12 فبراير؛ ليحتفل مع من يحتفل بموت هذا الرجل، ويروي أحد المفكرين أنه شاهد احتفالات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تقصّى سبب هذا الاحتفال، عرف أنه ابتهاجٌ بموت هذا الرجل. وإن كان الحق ما يشهد به الأعداء فإن مراكز الأبحاث في فرنسا وأمريكا اشتركت في وضع قائمة بأهم مائة شخصية أثّرت في العالم في القرن العشرين، فكان من العالم العربي اثنان هما: الإمام الشهيد "حسن البنا"، والآخر هو جمال عبد الناصر.

المولد و النشأة

هو حسن أحمد عبد الرحمن البنا، ولد في المحمودية، من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل، وذلك يوم الأحد 25 شعبان سنة 1324هـ الموافق 14 أكتوبر سنة 1906م، وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية "شمشيرة" [قرب مدينة رشيد الساحلية. ومطلة على النيل في مواجهة بلدة إدفينا، تابعة لمركز فوة بمحافظة البحيرة].

كان جده عبد الرحمن فلاحاً ابن فلاح من صغار الملاّك، وقد نشأ الشيخ أحمد - أصغر أبنائه ووالد حسن البَنّا - نشأةً أبعدته عن العمل بالزراعة؛ تحقيقًا لرغبة والدته، فالتحق بكتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلّم أحكام التجويد، ثم درس بعد ذلك علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، والتحق أثناء دراسته بأكبر محل لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بـ "الساعاتي".

وقد أهّل الشيخ نفسه ليكون من علماء الحديث، فبَرَع فيه، وله أعمال كثيرة خدم بها السنة النبوية أشهرها كتابه "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني"، وفي كنفه نشأ "حسن البَنّا" فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلم على يديه حرفة "إصلاح الساعات" وتجليد الكتب أيضًا.

بداية الرحلة

بدأ "حسن البَنّا" تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتّاب حتى أن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة للمحمودية. وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة لم يتم حفظ القرآن خلالها؛ إذ كان دائم التبرم من نظام "الكُتّاب"، ولم يُطِق أن يستمر فيه، فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفّظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له "حَسَن" بأن يتم حفظ القرآن في منزله.

وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة "المعلمين الأولية" بدمنهور، وفي سنة 1923 التحق بكلية "دار العلوم" بالقاهرة، وفي سنة 1927 تخرج فيها، وقد قُدّر له أن يلتحق بها وهي في أكثر أطوارها تقلبًا وتغيرًا، خاصة في مناهجها الدراسية التي أضيفت إليها آنذاك، دروس في علم الحياة، ونظم الحكومات، والاقتصاد السياسي، فكان نصيبه أن يتلقى تلك الدروس إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة وفي الجغرافيا والتاريخ.

وكان لديه مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة، إضافة إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية، التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف، ومجلة الفتح، ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ولده الأستاذ "سيف الإسلام".

أمضى البَنّا تسعة عشر عامًا مدرسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية، ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946 كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية، ثم أصدر مجلة "الشهاب" الشهرية ابتداءً من سنة 1947؛ لتكون مصدراً مستقلاً لرزقه، ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948.

مؤثرات و تأثيرات

تأثر الشيخ حسن البَنّا بعدد كبير من الشيوخ والأساتذة، منهم والده الشيخ أحمد والشيخ محمد زهران – صاحب مجلة الإسعاد وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها حسن البَنّا لفترة وجيزة بالمحمودية – ومنهم أيضاً الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن"الجواهر"، ورأس تحرير أول جريدة أصدرها الإخوان المسلمون سنة 1933، عَمِلَ حسن البَنّا بعد تخرجه في دار العلوم سنة 1927 مدرسًا بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، وفي السنة التالية 1928 أسس جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه قبل أن يؤسسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل "جمعية الأخلاق الأدبية"، و"جمعية منع المحرمات" في المحمودية، و"الطريقة الحصافية" الصوفية في دمنهور، وشارك أيضاً في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة 1927، وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها فقد نمت وتطورت وانتشرت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية.

وكان البَنّا يؤكد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًّا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة.

ويقوم منهجه الإصلاحي على "التربية"، و"التدرج" في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين "الفرد المسلم" و"الأسرة المسلمة"، ثم "المجتمع المسلم"، ثم "الحكومة المسلمة"، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى "أستاذية العالم".

قاد البَنّا جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقدين من الزمان [1928-1949]، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب الوفد والحزب السعدي، ولكنه وجّه أغلب نشاط الجماعة إلى ميدان القضية الوطنية المصرية التي احتدمت بعد الحرب العالمية الثانية، ونادى في ذلك الحين بخروج مصر من الكتلة الإسترلينية للضغط على بريطانيا حتى تستجيب للمطالب الوطنية. وفي هذا السياق قام الإخوان بعقد المؤتمرات، وتسيير المظاهرات للمطالبة بحقوق البلاد، كما قاموا بسلسلة من الاغتيالات السياسية للضباط الإنجليز، ولجنود الاحتلال، وخاصة في منطقة قناة السويس.

وقد أولى البَنّا اهتمامًا خاصًّا بقضية فلسطين، واعتبرها "قضية العالم الإسلامي بأسره"، وكان يؤكد دومًا على أن "الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، هي لغة الثورة والقوة والدم"، وأدرك حقيقة التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية، ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947، ووجه نداءً إلى المسلمين كافة - وإلى الإخوان خاصة - لأداء فريضة الجهاد على أرض فلسطين حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة، وقال: "إن الإخوان المسلمين سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلاميًّا عربيًّا حتى يرث الله الأرض ومن عليها". واتخذت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين قرارًا في 6 مايو سنة 1948 ينص على إعلان الجهاد المقدس ضد اليهودية المعتدية، وأرسل البَنّا كتائب المجاهدين من الإخوان إلى فلسطين في حرب سنة 1948. وكان ذلك من أسباب إقدام الحكومة المصرية آنذاك على حل جماعة الإخوان في ديسمبر سنة 1948؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع الصدام بين الإخوان وحكومة النقراشي.

كان للبَنّا آراء سديدة ونظرات ثاقبة في قضية النهضة التي تشغل المسلمين منذ قرنين من الزمان وما زالوا ينشدونها. فقد ربطها بقضية التحرر من الاستعمار والتبعية لأوربا من ناحية، وبالتقدم العلمي الذي يجب أن يحققه المسلمون من ناحية أخرى، وفي ذلك يقول: "لن تنصلح لنا حال، ولن تنفذ لنا خطة إصلاح في الداخل ما لم نتحرر من قيد التدخل الأجنبي"، ويقول: "لا نهضة للأمة بغير العلم وما ساد الكفار إلا بالعلم"، وكان يرى أن تبعية المسلمين لأوروبا في عاداتها وتقاليدها تحول بينهم وبين استقلالهم ونهضتهم، يقول: "أليس من التناقض العجيب أن نرفع عقائرنا (أصواتنا) بالمطالبة بالخلاص من أوروبا، ونحتج أشد الاحتجاج على أعمالها، ثم نحن من ناحية أخرى نقدس تقاليدها، ونتعود عاداتها، ونفضل بضائعها؟!

ويرى كذلك أن قضية المرأة من أهم القضايا الاجتماعية؛ ولذلك فقد اهتم بها منذ بداية تأسيسه لجماعة الإخوان، فأنشأ لها قسمًا خاصًّا باسم "الأخوات المسلمات". وأكد كثيرًا على أن الإسلام أعطى للمرأة كافة الحقوق الشخصية والمدنية والسياسية، وفي الوقت نفسه وضع لها ضوابط تجب مراعاتها عند ممارسة تلك الحقوق.

ولم يَدْعُ البَنّا قط إلى إقامة نظام حكم ديني ثيوقراطي بالمعنى الذي عرفته أوروبا في عصورها الوسطى، بل دعا إلى إقامة حكم إسلامي على أساس الشورى والحرية والعدل والمساواة. وقبل قبولاً صريحًا بصيغة الحكم الدستوري النيابي، واعتبره أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلى الإسلام، ورأى أن تلك الصيغة إذا طبقت كما ينبغي فإنها تضمن تحقيق المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي، وهي "مسئولية الحاكم"، و"وحدة الأمة"، و"احترام إرادتها".

مؤلفاتة

ولا تُعرف لحسن البَنّا كتب أو مؤلفات خاصة سوى عدد من الرسائل مجموعة ومطبوعة عدة طبعات بعنوان "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا"، وهي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة. وله مذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان "مذكرات الدعوة والداعية"، ولكنها لا تغطّي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942، وله خلاف ذلك عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة، وجميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، بالإضافة إلى مجلة الفتح الإسلامية التي نشر بها أول مقالة له بعنوان "الدعوة إلى الله".

المراجع:

- إبراهيم البيومي غانم: الفكر السياسي للإمام حسن البنا (القاهرة : دار التوزيع والنشر الإسلامية، ط – 1992).

- أنور الجندي: حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد (بيروت: 1978).

- روبير جاكسون: حسن البنا الرجل القرآني: ترجمة أنور الجندي (القاهرة: دار الدعوة - ب ت)

- محمد عبد الجواد: تقويم دار العلوم (القاهرة: ب ت)

- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون، رؤية من الداخل (الإسكندرية: دار الدعوة - ب ت)

- محمد فتحي شعير: وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين (جدة: 1985)

- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا (الإسكندرية: 1988).

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

pic2.jpgد.يحيى المشد

المشد.. قصة اغتيال عالم مصري

في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 وفى حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة.. وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول!! هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد..

والحكاية تبدأ بعد حرب يونيه 1967 عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما، ووجد كثير من العلماء والخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد، أو مواصلة الأبحاث في مجالهم، وبعد حرب 1973 وبسبب الظروف الاقتصادية لسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناء المصانع، ومشروعات البنية الأساسية، وتخفيف المعاناة عن جماهير الشعب المصري التي تحملت سنوات مرحلة الصمود وإعادة بناء القوات المسلحة من أجل الحرب، وبالتالي لم يحظ البرنامج النووي المصري في ذلك الوقت بالاهتمام الجاد والكافي الذي يعيد بعث الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة.

البداية في العراق

في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.

النشأة والتكوين

والدكتور يحيى أمين المشد من مواليد عام 1932، قضى حياته في الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة قسم كهرباء، جامعة الإسكندرية عام 1952، بُعث إلى الاتحاد السوفيتي؛ لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيام ببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر، وسافر إلى النرويج عامي 63 و1964 لعمل بعض الدراسات، ثم انضم بعد ذلك للعمل كأستاذ مساعد ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.

وأشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من 30 رسالة دكتوراه، ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا، تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية، وكعادة الاغتيالات دائما ما تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال.

ملابسات الاغتيال

أول ما نسبوه للمشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق عاهرة فرنسية، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام؛ حيث إن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة.

كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…".

وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟!

ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى.

السياسة والصداقة

الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير.

كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!!

وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد.. وما زال المسلسل مستمراً..!!

_________________

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 شهور...

عزيزى مودى:

لماذا توقفت؟

هل لديك شيئا ما عن مصطفى مشرفة والذى مات عن عمر 52 سنة فقط؟؟؟ ويعتقد أنه مات مسموما

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

موضوع جيد

أقدم لكم شخصية عالم الجيولوجيا الدكتور محمد محمود إبراهيم

عليه رحمة الله .. فقد توفى منذ أكثر من 20 عاما بعد أن قدم أبحاث ونظريات لازالت تدرس حتى اليوم .. بل أن نظرياته أسهمت فى تغيير وجه الحياة فى مصر وأفريقيا

هذا الرجل نارا على علم لكل علماء الجيولوجيا فى العالم .. ومن نظرياته ما إستخدمته وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا وفقا لما صرح به تلميذه الدكتور فاروق الباز ..

صاحب نظرية وجود الفحم الحجرى فى مصر وأفريقيا .. وقتها كانت كل النظريات تؤكد عدم وجود الفحم فى القارة السوداء وبالتالى عدم إمكانية دخول الصناعة الى هذه القارة وبقائها كمزرعة للعالم ..

وحينما ‘لن الدكتور محمد محمود إبراهيم عن نظريته إتهموه بالجنون وقالوا له تهكما إذا صدقت صنعنا لك تمثالا من الماس .. فالماس غير قابل للتشكيل !! ثم جاء أحد تلاميذه وإكتشف الفحم فعلا فى جبل المغارة بصحراء سيناء وكان فتحا أمام دخول صناعة الصلب الى مصر ومن ثم الى بناء صناعات أخرى مرتبطة بها ..

وهو أيضا صاحب مشروع وادى النطرون الذى تقدم به قبل مشروع السد العالى .. ولكن المشروع ظل حبيس الأدارج .. وكل بضعة سنين يبرز حديث خافت عن أهمية المشروع فى تعمير الصحراء وتوليد الكهرباء وتوفير المياه وضرورة تنفيذه دون الاشارة الى صاحب المشروع ثم ينام المشروع من جديد فى أدراج الحكومة وهو على هذه الحال منذ أكثر من نصف قرن ..

أول من كتب عن إعجاز القرآن الكريم فى علم طبقات الأرض "الجيولوجيا" ونشر كتابا من 5 أجزاء على نفقته الخاصة وتبرعا ووزعه مجانا فى الأربعينات من القرن الماضى تناول بالشرح الآيات القرآنية التى تكلمت عن بداية الكون على ضوء الإكتشافات الحديثة فى الجيولوجيا .. ليوضع مدى الإعجاز العلمى للقرآن الكريم فى هذا المجال .. ومن بعده كتب آخرين أصحاب أسماء لامعة الآن كتبا وسوقوها تجاريا ومنها إقتباسا ومرجعا من هذا المؤلف ولكن دون الاشارة اليه ..

فالرجل كان عالماً جليلا بحق بكل ما لهذه الكلمة من معنى فكان يتصف بالتواضع الجم والانكفاء على العلم والزهد فى الشهرة والسلطة والمال .. وفى مطلع ثورة يوليو 1952 بعث له صلاح سالم طالبا حضوره اليه فى مكتبه .. ولكنه رفض قائلا أن العالم لا يذهب الى السلطان .. وكان فيما يبدو خطأ تاريخيا له ..

العالم الأستاذ الدكتور محمد محمود إبراهيم هو مؤسس قسم التعدين والجيولوجيا بجامعة القاهرة .. وهو أيضا مؤسس معهد بحوث الصحراء .. ومعهد بحوث المياه ..

رحمه الله

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

"علي مشرفة" عميد العلوم.. الحافظ الفنان

pic14.jpg

فتح "مشرفة" عينيه فوجد داره منزلاً كريمًا، يُعرف عنه العلم، يجتمع عنده الناس يسألون عن أمور دينهم، ويحتكمون إلى والده في قضاياهم اليومية..

ورغم مشاغل الوالد الكثيرة فإنه كان حريصًا على توفير جزء كبير من وقته في تعليم ابنه الأكبر"عليّ" العلوم المختلفة، فغرس فيه منذ الصغر الدين والخلق الكريم، وحبب إليه العلم والاطلاع في شتى المجالات المختلفة.

ولد الدكتور علي مشرفة في دمياط في 22 صفر 1316 الموافق 11 يوليه 1898، والده هو السيد "مصطفى عطية مشرفة" من مشايخ الدين ومن مدرسة الإمام جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده. كان لأبويه اليسر المادي والجاه الاجتماعي.. فنشأ "علي" على الشعور المرهف بالجمال الذي لم يفقده حبه للخير.. ومصادقة الضعفاء والمساكين.

في عام 1907 حصل "علي" على الشهادة الابتدائية، وكان ترتيبه الأول على القطر.. إلا أن والده توفي في نفس العام تاركًا عليًّا الذي لم يتجاوز الاثنى عشر ربيعًا ربًّا لأسرته المكونة من أمه وإخوته الأربعة..

ولعل هذا هو السر فيما يُعرف عن شخصية الدكتور "علي مشرفة" بالجلد والصبر.. وحب الكفاح. وارتفاع الحس التربوي في شخصيته.

حفظ عليٌّ القرآن الكريم منذ الصغر، كما كان يحفظ الصحيح من الأحاديث النبوية.. كان محافظًا على صلاته مقيمًا لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته.. يوصي إخوته وجميع من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما سنحت له الفرصة.. وقد بدا ذلك جليًّا في خطاباته التي كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج.. والتي طالما ختمها بمقولة:

(اعمل وإخوانك للإسلام.. لله). وقد عاش ملازمًا له في جيبه مصحف صغير رافقه في السفر والحضر..

مشواره إلى الأستاذية

في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة المعلمين العليا، التي اختارها حسب رغبته رغم مجموعه العالي في البكالوريا. وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه.. فقرر "علي" السفر بعدما اطمأن على إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس الداخلية.. التحق "علي" بكلية نوتنجهام Nottingham ثم بكلية "الملك" بلندن؛ حيث حصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923. ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة) من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة.

وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة، وعين مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا.. إلا أنه وفي أول فرصة سنحت له، سافر ثانية إلى إنجلترا، وحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.

في عام 1925 رجع إلى مصر، وعين أستاذًا للرياضة التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم مُنح درجة "أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.

اعتمد الدكتور "علي" عميدًا للكلية في عام 1936 وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات، كما انتخب في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة.

نبذة عن حياته العلمية

بدأت أبحاث الدكتور "علي مشرفة" تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز خمسة عشر عامًا.

في الجامعة الملكية بلندن King’s College، نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي Ph.D ( دكتوراه الفلسفة) و Dsc.(دكتوراة العلوم).

دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان.

كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.

ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته وعالميته؛ حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.

كان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..

تقدر أبحاث الدكتور "علي مشرفة" المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثًا.. وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي مائتين.. ولعل الدكتور كان ينوي جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.

"العلم والحياة" في رؤية الدكتور مصطفى

"خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء" هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة..

يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية(أحاديث العلماء): "هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح" ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.

كان ينادي دائمًا أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:

"ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقًا؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال".

فبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.

واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها".

ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً. ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.

وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها لا تقتصر على العلم فقط، وإنما توجب الاتصال بالحياة.. وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد، وأن يحافظ على حرية الرأي عند المواطنين، وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".

"إسهاماته"

مشرفة جامعيًّا:

تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..

سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن:

"القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".

أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموسًا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.

يقول المؤرخون: إن الدكتور مشرفة أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري".

مشرفة أدبيًا:

كان مشرفة حافظًا للشعر.. ملمًّا بقواعد اللغة العربية.. عضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.

كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات والمناظرات، وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم".

نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية - اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين- مقام الإنسان في الكون..

مشرفة اجتماعيًّا:

شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة تشجيعًا للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.. كان أول من لقن من حوله دروسًا في آداب الحديث وإدارة الجلسات.

مشرفة موسيقيًّا:

كان الدكتور مشرفة عازفًا بارعًا على الكمان والبيانو مغرمًا بموسيقى جلبرت وسلفن، ألف الجمعية المصرية لهواة الموسيقى في سنة 1945؛ وكان من أغراضها العمل على تذليل الصعوبات التي تحول دون استخدام النغمات العربية في التأليف الحديث.

كوّن لجنة لترجمة "الأوبرتات الأجنبية" إلى اللغة العربية.. وكتب كتابًا في الموسيقى المصرية توصل فيه إلى أن جميع النغمات الأخرى في السلم الموسيقي غير السيكا والعراق يمكن إلغاؤها أو الاستغناء عنها.

"في بلدي جيل يحتاج إلي"

دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله:

"في بلدي جيل يحتاج إلي"

وفاته:

توفى الدكتور "علي مصطفى مشرفة" عن عمر يناهز 52 عامًا.. يوم الإثنين الموافق 15 يناير 1950.

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

فكرة جيدة

فالتحق بالمدرسة الإعدادية

هل كان هناك وجود للمدارس الإعدادية فى العشرينات ؟؟؟

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

يعقوب صنوع ( 1839 ـ 1912)

ولد يعقوب صنوع عام 1839 من أبوين يهوديين، وكان أبوه فى خدمة الأمير يكن حفيد محمد علي. وقد أتيح ليعقوب أن يطّلع على مختلف الثقافات ، حيث درس التوراة والانجيل والقـرآن ، وأجاد ثلاثة عشرة لغـة . وأتقن الموسيقى والرسم والرقص.

ذهب صنوع إلى إيطاليا لدراسة الفنون والأدب عام 1853 وعاد عام 1855 كي يعمل فى خدمة الأستقراطية والقصر . وقد أتيح له أن يتنقل بين فئات المجتمع المصري من الأوساط الشعبية من حرفيين وعمال وفلاحين إلى الطبقة المتوسطة التى ينتمي إليها هو نفسه إلى الطبقة الأرستقراطية وحياة القصور . كما كانت لصنوع صلاته الوثيقة بالجاليات الأوروربية . وقد كان لهذه المعايشتة لهذه الأوساط الاجتماعية المختلفة فى الواقع المصرى دورها وأثرها الفعال في التعرف على كل أفراد الشعب المصري . وعرف تفاصيل حياة أفراد هذه الطبقات والصراع الدائر بين هذه الطبقات أو بين أفراد كل طبقة بنفسها بين قويها وضعيفها ، ذكرها وأنثاها . مما صقل ذهنه واستفاد منه فى رسم شخصياته الاجتماعية فى المسرحيات الكوميدية الاجتماعية.

كتب صنوع العديد من المسرحيات ، ولكن أغلبها فقد ، وأنشأ العديد من الصحف مثل: ( أبو نظارة زرقاء) ، و ( أبو زمارة ) ، و ( الوطني المصـري ) ، و ( العالم الإسلامي ) ، و ( الثرثارة المصرية ). وهي فى أغلبها تنتقد السياسة المصرية فى ذلك الوقت.

أنشأ صنوع فرقته المسرحية الخاصة لتقديم مسرحياته . وتولى تدريبها بنفسه . وقد ساعده على ذلك الدراسة الأكاديمية للفنون واللغات؛ واطلاعه على أعمال الكتاب المسرحيين فى لغاتهم الأصلية وخاصةً موليـير وجولدوني وشريدان؛ والاشتـراك فى العروض المسرحيـة للفـرق الخاصـة بالجاليات الأوروبية . وكما قلنا فإن صنوع استطاع أن يكوّن المناخ الملائم لفرقته المسرحية واستطاع بمساعدة أصدقائه أن يعرض عروضه على مسرح ( قاعة الأزبكية ) فحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً لدرجة أن الخديوي إسماعيل نفسه طلب منه أن يعرض مسرحياته فى القصر، وأطلق عليه: (موليير مصر ). وفي فرقة صنوع ظهرت النساء لأول مرة على خشبة المسرح . وعرض صنوع مسرحياته لمدة سنتين فى القصر إلى أن قدم مسرحية: ( الوطن والحرية ) والتى سخر فيها من فساد القصر ، فغضب عليه الخديوي وأغلق مسرحه ثم نفاه الى فرنسا بعد ذلك ، نتيجة لتحريض أعداءه عند الخديوي ضده.

وكتب صنوع عدداً كبـيراً من المسرحـات منـها ما قـدم من خـلال فرقـه المسـرحية في الفترة: (1870 ـ 1872) أو التي نشرها فى صحافته . وعموماً فإن مسرحيات صنوع تنقسم الى قسمين رئيسيين هما:

1)الكوميديا ذات النزعه الاجتماعية.

2)المسرحية السياسية.

و في مجال السياسة فقد كان صنوع شغوفاً بالسياسة لدرجةٍ كبيرة ، وقد رأى فساد القصر وأهله وأنظمته المنهارة ، فتصدى فى جرأة لانتقاد سياسة الخديوي إسماعيل الفاشلة فى مسرحياتٍ كثيرة منها: مسرحية: " الوطن والحرية "، ومسرحية " الجهادي" وهى مسرحية مجهولة ليعقوب صنوع . ومسرحية: " شيخ الحارة " أيضاً.

كما استخدم صنوع أسلوب جديد فى كتابته للمسرحيات السياسية وهو أسلوب: ( اللعبات الثياترية ). وقد كتب العديد منها. ومنها: " القرداتي " ، و "حكم قراقوش" ، و " الدخاخيني " ، و " سلطان الكـنوز "، و" الواد " ، و " زمـزم المسكينة ".

وبالنسبة للمسرحيات الاجتماعية ، فقد كتب صنوع الكثير من هذه المسرحيات منتقداً فيها بعض الظواهر الشاذة والعادات السيئة في المجتمع المصري.

تطـرق صنوع الى قضية تحرير المرأة ، واهتم بهذه المسألـة التي كانت تؤرق الكثيـرين من أفراد المجتمـع المصري، ولهذا قـام بكتابة مسرحيـة:"راستور وشيخ البلد والقواص " وهي عبارة عن أوبريت هزلي يعتمد أساسا على الأغنية والموسيقى . ونظرا لكون هذه المسرحية مفقودة . فإنا لا نستطيع أن نعرف قصة المسرحية وبالتالي رأي صنوع الشخصي في هذه القضية وأسلوب تناوله لها.

وكتب صنوع العديد من المسرحيات ذات النقد الاجتماعي فى قالبٍ فكاهيٍ كوميدي ، ينتقد فيه ما لا يراه مناسباً فى المجتمع المصري، ومن المسرحيات التى كتبها صنوع فى هذا الشأن مسرحية: " أبو ريدة وكعب الخير" وفيها يقدم نموذجا للحب الرومانسي فى صورةٍ ساخرة . كما أنه تطرق الى قضايا الحب والزواج فى مسرحيات أخـرى منـها مسرحية: " العليل " ومسرحية: " بورصة مصر " ومسرحية: " الأميرة الاسكندرانية " ومسرحية " الصداقة " ... وغيرها.

المراجع

- د . مصطفى منصور . " الدراما ونقد الحياة في مسرح يعقوب صنوع " . مجلة المسرح . العدد 64 مارس 1994. ص 32 .

- د . نادية رءوف فرج . المرجع السابق . ص 46 .

- د . عبد الرحمن ياغي . المرجع السابق . ص 132، و136.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

جمال حمدان.. شخصية مصر

pic7.jpg

"جمال محمود صالح حمدان" أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، ولد في قرية "ناي" بمحافظة القليوبية بمصر في 12 شعبان 1346هـ ،4 فبراير سنة 1928م، ونشأ في أسرة كريمة طيبة تنحدر من قبيلة "بني حمدان" العربية التي نزحت إلى مصر في أثناء الفتح الإسلامي.

كان والده أزهريا مدرّسًا للغة العربية في مدرسة شبرا التي التحق بها ولده جمال، وحصل منها على الشهادة الابتدائية عام 1358هـ ـ 1939م، وقد اهتم الأب بتحفيظ أبنائه السبعة القرآن الكريم، وتجويده وتلاوته على يديه؛ مما كان له أثر بالغ على شخصية جمال حمدان، وعلى امتلاكه نواصي اللغة العربية؛ مما غلّب على كتاباته الأسلوب الأدبي المبدع.

وبعد الابتدائية التحق جمال حمدان بالمدرسة "التوفيقية الثانوية"، وحصل على شهادة الثقافة عام 1362هـ ـ 1943م، ثم حصل على التوجيهية الثانوية عام 1363هـ ـ 1944م، وكان ترتيبه السادس على القطر المصري، ثم التحق بكلية الآداب قسم الجغرافيا، وكان طالبا متفوقا ومتميزا خلال مرحلة الدراسة في الجامعة، حيث كان منكبا على البحث والدراسة، متفرغا للعلم والتحصيل.

وفي عام 1367هـ ـ 1948م تخرج في كليته، وتم تعيينه معيدا بها، ثم أوفدته الجامعة في بعثة إلى بريطانيا سنة 1368هـ ـ 1949م، حصل خلالها على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من جامعة "ريدنج" عام 1372 هـ ـ 1953م، وكان موضوع رسالته: "سكان وسط الدلتا قديما وحديثا"، ولم تترجم رسالته تلك حتى وفاته.

وبعد عودته من بعثته انضم إلى هيئة التدريس بقسم الجغرافيا في كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم رُقّي أستاذا مساعدا، وأصدر في فترة تواجده بالجامعة كتبه الثلاثة الأولى وهي: "جغرافيا المدن"، و"المظاهر الجغرافية لمجموعة مدينة الخرطوم" (المدينة المثلثة)، و"دراسات عن العالم العربي" وقد حصل بهذه الكتب على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1379هـ ـ 1959م، ولفتت إليه أنظار الحركة الثقافية عامة، وفي الوقت نفسه أكسبته غيرة بعض زملائه وأساتذته داخل الجامعة.

وفي عام 1383هـ ـ 1963م تقدّم باستقالته من الجامعة؛ احتجاجا على تخطيه في الترقية إلى وظيفة أستاذ، وتفرغ للبحث والتأليف حتى وفاته، وكانت فترة التفرغ هذه هي البوتقة التي أفرزت التفاعلات العلمية والفكرية والنفسية لجمال حمدان.

علاقة الجغرافيا بالحياة

ويعد جمال حمدان ذا أسلوب متميز داخل حركة الثقافة العربية المعاصرة في الفكر الإستراتيجي، يقوم على منهج شامل معلوماتي وتجريبي وتاريخي من ناحية، وعلى مدى مكتشفات علوم: الجغرافيا والتاريخ والسكان والاقتصاد والسياسة والبيئة والتخطيط والاجتماع السكاني والثقافي بشكل خاص من ناحية أخرى.

ولا يرى جمال حمدان في علم الجغرافيا ذلك العلم الوضعي الذي يقف على حدود الموقع والتضاريس، وإنما هو علم يمزج بين تلك العلوم المختلفة؛ فالجغرافيا هي "تلك التي إذا عرفتها عرفت كل شيء عن نمط الحياة في هذا المكان أو ذاك.. جغرافية الحياة التي إن بدأت من أعلى آفاق الفكر الجغرافي في التاريخ والسياسة فإنها لا تستنكف عن أن تنفذ أو تنزل إلى أدق دقائق حياة الناس العادية في الإقليم".

وإذا كانت الجغرافيا -كما يقول في تقديمه لكتاب "شخصية مصر" في الاتجاه السائد بين المدارس المعاصرة- هي علم "التباين الأرضي"، أي التعرف على الاختلافات الرئيسية بين أجزاء الأرض على مختلف المستويات؛ فمن الطبيعي أن تكون قمة الجغرافيا هي التعرف على "شخصيات الأقاليم"، والشخصية الإقليمية شيء أكبر من مجرد المحصلة الرياضية لخصائص وتوزيعات الإقليم، إنها تتساءل أساسا عما يعطي منطقة تفرّدها وتميزها بين سائر المناطق، كما تريد أن تنفذ إلى روح المكان لتستشف عبقريته الذاتية التي تحدد شخصيته الكامنة.. ولئن بدا أن هذا يجعل للجغرافيا نهجا فلسفيا متنافرا يتأرجح بين علم وفن وفلسفة؛ فيمكن أن نضيف للتوضيح: علم بمادتها، وفن بمعالجتها، وفلسفة بنظراتها.. والواقع أن هذا المنهج المثلث يعني ببساطة أنه ينقلنا بالجغرافيا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير، من جغرافية الحقائق المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرفيعة.

وكانت رؤية جمال حمدان للعلاقة بين الإنسان والطبيعة في المكان والزمان متوازنة، فلا ينحاز إلى طرف على حساب الآخر، ويظهر ذلك واضحا في كتابه المشار إليه آنفا، والذي تبرز فيه نظرته الجغرافية المتوازنة للعلاقة بين الإنسان المصري والطبيعة بصفة عامة والنيل بصفة خاصة، وكيف أفضت هذه العلاقة إلى صياغة الحضارة المصرية على الوجهين: المادي والروحي.

آثاره وإنجازاته

لقد كان لعبقرية جمال حمدان ونظرته العميقة الثاقبة فضل السبق لكثير من التحليلات والآراء التي استُغربت وقت إفصاحه عنها، وأكدتها الأيام بعد ذلك؛ فقد أدرك بنظره الثاقب كيف أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك عام 1388هـ ـ 1968م، فإذا الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، عام 1409هـ ـ 1989م، حيث حدث الزلزال الذي هز أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد دولها الأوروبية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1411هـ ـ 1991م (إستراتيجية الاستعمار والتحرر).

وفي شهر فبراير 1387هـ ـ 1967م أصدر جمال حمدان كتابه "اليهود أنثروبولوجيًا" والذي أثبت فيه أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي.. وهذا ما أكده بعد ذلك "آرثر بونيسلر" مؤلف كتاب "القبيلة الثالثة عشرة" الذي صدر عام 1396هـ ـ 1976م.

وقد ترك جمال حمدان 29 كتابا و79 بحثا ومقالة، يأتي في مقدمتها كتاب "شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان"، وكان قد أصدر الصياغة الأولى له سنة 1387هـ 1967م في نحو 300 صفحة من القطع الصغير، ثم تفرغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة عشر سنوات، حتى صدر مكتملا في أربعة مجلدات خلال السنوات بين 1401هـ ـ1981م: 1404هـ ـ 1984م.

وعلى الرغم من إسهامات جمال حمدان الجغرافية، وتمكنه من أدواته؛ فإنه لم يهتم بالتنظير وتجسيد فكره وفلسفته التي يرتكز عليها.

الجوائز والوفاة

وقد حظي جمال حمدان بالتكريم داخل مصر وخارجها؛ حيث مُنح جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1406هـ ـ 1986م، ومنحته الكويت جائزة التقدم العلمي سنة 1413هـ ـ 1992م، فضلا عن حصوله عام 1379هـ ـ 1959م على جائزة الدول التشجيعية في العلوم الاجتماعية، وكذلك حصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتابه "شخصية مصر" عام 1411هـ ـ 1988م.

عُرضت عليه كثير من المناصب التي يلهث وراءها كثير من الزعامات، وكان يقابل هذه العروض بالاعتذار، مُؤْثِرًا تفرغه في صومعة البحث العلمي، فعلى سبيل المثال تم ترشيحه عام 1403هـ ـ 1983م لتمثيل مصر في إحدى اللجان الهامة بالأمم المتحدة، ولكنه اعتذر عن ذلك، رغم المحاولات المتكررة لإثنائه عن الاعتذار. كما اعتذر بأدب ورقة عن عضوية مجمع اللغة العربية، وكذلك عن رئاسة جامعة الكويت… وغير ذلك الكثير.

وفي الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت في 17 إبريل من عام 1413هـ ـ 1993م، انتقل إلى جوار ربه، إثر فاجعة أودت بحياته نتيجة تسرب الغاز من أنبوب البوتاجاز في أثناء قيامه بإعداد كوب من الشاي لنفسه.

" إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما"

رابط هذا التعليق
شارك

أشكر الجميع على المشاركة وأشكر الأخ مودى على تلبية طلبى...

فكرة مفيدة خصوصا لمن ليس عندهم وقت لقراءة سيرة هؤلاء العلماء الأفاضل...

أضيف الى موضوع د.مشرفة أنه كان على خلاف مع القصر وأعتقد أن هذا كان لتمسك مشرفة بالحق ومنعه لأستعمال الكوسة فى ألحاق من لم تساعدهم مجاميعهم على الألتحاق بالكلية...

وفى يوم من الأيام طلب منه شخصا بارزا فى النظام لا أتذكره أن يلحق طالب بكلية العلوم لم يحصل على الحد الأدنى للحاق بالكلية وكان مشرفة عميد الكلية فى هذا الوقت وكان الرفض مصير هذا الطلب ألا أذا تم دفع مصاريف ما يقارب من 20 طالبا كانوا أحق بالألتحاق بالكلية من هذا الطالب ... وكان له ما أراد فى النهاية...

حينما أقرأ عن أيام الملكية رغم ما فيها من فساد ألا أنه بجانب ذلك كان هناك عديد من المزايا

مثلا: هل يمكن لعميد كلية الآن أن يرفض طلبا كالذى رفضه مشرفة ؟

كم عدد العلماء بحق وحقيق المتواجدون فى جامعاتنا المصرية الآن؟

هل هناك كلية الآن وعلى مستوى مصر كلها لها سمعة عالمية كما كانت عليها كلية العلوم فى عهد مشرفة؟

فى هذا الوقت الملكى فضل كثيرا من الأجانب بالعيش فى مصر بدلا من بلادهم الأصلية وفضل العلماء العيش فى مصر لأنهم حصلوا على سلطاتهم الطبيعية التى تؤهلهم لخلق شىء جيد والعمل فى بيئة صالحة للعمل...

الآن فضل كل العلماء العيش فى الخارج والتجنس بجنسيات الآخرين والعمل لصالحهم بسبب جو الفساد الذى لا تستطيع الفكاك منه أذا كنت تعيش فى المحروسة...

منك لله يا ثورة يوليو!!!(وش حزين أوى)

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

هـنريك ابسن

Henrik Ibsen

T0_6233257_487653.jpg

sverreank_6233255_854366.jpg

hipaa_6233257_795257.jpg

هنريك يوهان ابسن

(1828-1906)

شاعر روائى ومسرحى نرويجى....وقف كل حياته على الكتابة والتأليف والابداع فعاش بمعزل عن الناس (حتى أسرته) واشتهر بأنه شاعر وصفه البعض بأنه كان ناسكا متصوّفا لاحاجة له بالاتصال بالمجتمع حيث لم يتصل بأى من أفراد أسرته (غير شقيقته وابنه "سيجورد") منذ أن كان فى الثانية والعشرين من عمره وحتى مات عن عمر يناهز الــ79 عاما

عمل لدى أحد الصيادله عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره , ولكنه كان يكره هذا العمل , وعندما اصبح فى الثانية والعشرين دخل المدرسة حيث تم اخراج أولى رواياته "كاتيلين" , وبلغ من نبوغه أن تم تعيينه فى العام التالى كمدير للمسرح القومى فى "برجن"

ومنذ ان كان فى عمر السادسة والثلاثين ظل متنقّلا بين الدول الأوروبية ولم يستقر فى النرويج الاّ فى سنوات حياته العشر الأخيرة بعد ان ضعفت قواه العقلية وأصابه الخرف فى تلك الفترة

من أشهر مسرحيّاته :

=بيرجنت

=عصبة الشباب

=علامه

=أعمدة المجتمع

=بيت الدميه

=أشباح

=عدو الشعب

=عندما نستيقظ نحن الأموات

وكانت مسرحيّاته فى المجمل فضح لشرور المجتمع , وسعى ابسن من خلالها الى تمجيد أهمية الفرد و الاعتقاد بأن أسوأ الخطايا تكمن فى نكران الحب

الشيئ الطريف ان ابسن كان يستلهم مجموعة من الدمى والتماثيل الصغيرة التى يضعها فوق مكتبه أثناء الكتابة ويتخذ منها أشخاصا للرواية التى يؤلّفها

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

بيتهوفن

"لودفيج فان بيتهوفن"

Ludwig Van Beethoven

beet_6233255_889034.gif

lvb_6233257_576640.gif

lvb2_6233255_66711.jpg

بيتهوفين شخصيّه فريده من نوعها , ولولا تعلّقه بأهداب الموسيقى حتّى آخر رمق بحياته لولعه وعشقه المبرح لها لكان قد أقدم على الانتحار من جرّاء مسار حياته الذى لايطلق عليها الا وصف المأساه خاصّة وأنّه كان شخصيّه سوداويّه اكتئابيّه بطبيعته ولم ترحمه ظروف حياته أو تعطه الفرصه لاستئناس هذه الطبيعه المزاجيّه اذ عاش حياه صعبه وبائسه منذ نعومة أظافره واضطر منذ الصغر للانفاق على عائلته المكوّنه من والدته المريضه بالدرن (السل) وأخويه المعاقين , وأبيه السكّير منعدم الشرف والأخلاق وفاقد الضمير والاحساس , لقد كان بيتهوفين فقير النشأه كما كان فقير الممات.

ويندرج بيتهوفين تحت بند الموسيقيين العصاميين الذين بذلوا الجهد والعرق من أجل تنمية موهبتهم , وصحيح أن بيتهوفين بدء العزف على الماندولين منذ سن مبكّره ولكنّه لم يكن أبدا ذلك الطفل الأعجوبه مثل "موزارت" الذى ألّف قطعه موسيقيّه كامله وهو فى سن الرّابعه وحامت شكوك رجال الدين حول استحواذ الشياطين عليه فحبسوه فى زنزانه مليئه بالتعاويذ ومرشوشه بالماء المقدّس وهو فى السادسه من عمره ليصرفوا عنه هذه الشياطين الموسيقيّه فخرج لهم من الزنزانه بنوتة احدى مقطوعاته الجديده , ولم يكن بذلك الطفل المعجزه مثل "نيكولو باجانينى" الذى كان يستطيع عزف أى مقطوعه على كمان بوتر واحد فقط وهو فى سن الرابعه والذى ذهب وهو فى التاسعه لمنزل جوزيبى رولا ليطلب من التتلمذ على يديه وأثناء استئذان الخادم من رولا لادخال باجانينى عليه لأن رولا كان مريضا ولا يغادر الفراش ويرفض مقابلة أى أحد كان الطفل باجانينى قد وجد على البيانو نوتة أحد اعمال رولا فأمسك بالكمان وأخذ يعزفها فهرع رولا من سريره الى غرفة الجلوس ليعرف من هذا الذى يعزف مقطوعته ليقول له أنه ليس فى حاجه لأن يتتلمذ على يديه أو على يدى أى أحد آخر , وان كان باجانينى قد أضاع كل ماكان ينتظره من مجد فى حياته الفنّيه بالانغماس فى الشراب والقمار وانجرف فى طريق النساء الى أن مات فقيرا معدما , كما لم يكن بيتهوفين بذلك الطفل الذى كان يستقى الهامه الموسيقى بالكامل من السماء دون الاحساس بالحاجه لبذل الجهد كيوهان برامز الذى عزف أمام جوزيف يواكيم أشهر موسيقيى عصره قطعه موسيقيّه كامله على البيانو عن طريق تغيير مقامها تلقائيا لوجود خلل فنّى بالبيانو الذى لم يكن مدوزن دوزان صحيح , وكان لايزال حينئذ فى الخامسه , بل كان بيتهوفين طفلا موهوبا فقط وليس معجزه أو أعجوبه ولكنّه بذل العرق وكافح وعانى حتّى حوّل هذه الموهبه الى فيضان من المشاعر والالحان التى لم يقوى على التفوق عليها كل هؤلاء ممن كان يمكنهم تجاوزه لو كانوا يملكزن نصف مالديه من عزيمه ورغبه عارمه فى الكفاح وتلذذ بالمعاناه.

لم يكن بيتهوفين بالرجل الذى عرف معنى السعاده فى حياته مع الآخرين , فبالاضافه لنشئته الأسريّه الخاليه من الحنان والحب كان عليه أن يدخل فى أواخر أيامه معركه مع زوجة أخيه ليطالب بالوصايه على ابن أخيه وهو ماتحقق له الاّ أنه فشل فى رعايته واحتوائه فهرب من منزله ومن انعزال بيتهوفين الدائم فى موسيقاه وخلف جدار من الصمم الذى كان يعانى منه وان عوّضه بيتهوفين عن ذلك بترك كل ما يملك (وهو قليل للغايه) له عند وفاته , وأى فارق هذا من الناحيه الأسريّه بين بيتهوفين وبين يوهان سيباستيان باخ مثلا الذى كان له من زوجته الأولى سبع أولاد ومن زوجته الثانيه التى حلّت محل الأولى بعد وفاتها ثلاثة عشر ولدا وكان رجل عائله ملتزما وعاش حياه أسريّه هادئه وسعيده..........واذا كان باخ بالذات شديد الورع والتديّن معتبرا أن الموسيقى هى أحد أنواع العباده مما انعكس على مؤلّفاته التى أبدع فيها مايسمّى سيمفونيّات آلام القدّيسين مثل سيمفونيّة آلام القديس يوحنا وآلام القديس متّى , واذا كان بيتهوفين لم يدخل الكنيسه الاّ قبل وفاته بعام وقام بتأليف مقطوعه دينيه فاقت روعتها كل ماسبق وتم تأليفه للترنيم , ورغم هذا المظهر الغير ملتزم دينيّا فقد كان بيتهوفين أكثر الموسيقيين تمسّكا بالأخلاقيات والمثل والمبادئ العليا على الصعيد الانسانى , فقد رأى فى نابوليون بونابرت الفارس النبيل الذى جاء لينقذ البشريّه من شرورها وينشر العدل والمساواه بين البشر فقام بتأليف سيمفونيته الثالثه واهدائها الى نابوليون , ولكنّه عندما علم بتنصيب نابوليون نفسه امبراطورا واجتياحه لأوروبا مشعلا نيران الحرب بها اكتئب بيتهوفين وانعزل عن الناس وقام بجمع جميع النوت الموسيقيّه الخاصه بهذه السيمفونيّه وقام بتعديل اسمها الى "ايرويكا" أى البطوله أهداها لروح الثوره الفرنسيّه النبيله وأتبع ذلك بتأليفه لأعظم سيمفونيّات التاريخ وهى سيمفونيّته الخامسه المعروفه باسم "ضربات القدر" والتى كانت ثوره موسيقيّه ببدايتها المعبّره عن فوران الغضب وبركان الاحساس بالخيانه وتهاوى المبادئ الذى اعترى بيتهوفين.

وليس أدل على عظمة بيتهوفين من أن ذلك العبقرى الذى أفجع القلوب وكتم الأنفاس وجعل الأبدان تقشعر من مقدّمة سيمفونيته الخامسه والتى جعل المستمع لها يشعر بضربات القدر تطرق رأسه وليس بابه فقط هو نفسه ذلك العبقرى الذى أبدع بعدها سيمفونيته السادسه التى كانت معبّره عن جمال الطبيعه وروعتها فنقل للمتلقّى أصوات تغريد البلابل وخرير المياه وحفيف الشجر رغم أنه كان غير قادر على سماعها لاشتداد الصمم عليه فى هذه الفتره لدرجة أنه كان يقوم بسكب الماء البارد على رأسه قبل الجلوس على البيانو ثم يقوم بالصاق أذنه بخشب البيانو حتى يستطيع سماع النغمات التى يؤلّفها وهو السبب الذى جعله يعتزل العزف فى دور الأوبرا بعد أن أصبح عازفا لايسمع النغمات التى تصدرها أصابعه.

ورغم اشتداد الصمم عليه حتى أصبح صمما كلّيا ظل يكافح ولا يرى لحياته معنى سوى فى ابداع وتأليف أكثر مايمكنه من الموسيقى , ولعل حبّه للموسيقى الذى ارتقى لدرجة تمحور حياته عليها يتجلّى عند عرض سيمفونيّته التاسعه فى فيينا حيث كان ظهره للجمهور وراء العازفين ولم يسمع تصفيق الجماهير فى نهاية العرض فأخذ المايسترو بيده ليدير وجهه للجمهور وتلقّى التحيّه ولكنه ما أن كاد يلتفت للجمهور حتى رأى آلة شيللو تكاد تهوى وتسقط وراء الستار الخلفى للمسرح فتناسى تلقّى تحيّة الجمهور وجرى بأقصى سرعه خلف الستار ليلحق بالآله قبل أن تهوى وتتحطّم.

وتتجلّى مأساة بيتهوفين عندما أصبح أصم بالكامل فأصبح التواصل بينه وبين الآخرين منعدما فتقوقع وانغلق على نفسه وانزوى فى منزل حقير يبدع على البيانو الخاص به وقد انفصل عن العالم لدرجة أنه أصبح وحيدا فى هذه الدنيا الاّ من نفسه ونوته الموسيقيّه فكان يخرج الى الشارع هائما تحت الثلوج والأمطار فى الشتاء النمساوى القارص وهو يرتدى ملابسه التى لم يكن يغيّرها أو يبالى بالاستحمام وتنظيفها بالثلاثة أسابيع فيجرى ورائه الأطفال جريهم وراء المجاذيب ويرشقونه بكرات الثلج ......ولكنه لم يحس بهذه المهانه لأنه كان لايرى الا الموسيقى فى حياته , وعندما زاره الموسيقى الكبير "روسينى" فى أواخر أيامه بكى بحرقه وغادر منزله المتواضع بعدما وجد بقايا الطعام مبعثره على الأرض وقطعة خبز أسود وجبن عفن وكأس نبيذ رخيص فوق البيانو ووجد بيتهوفين وهو فى حاله صحّيه يرثى لها ولا يوجد بوادر أى اعتناء منه بمظهره أو نظافته ولكنّه جالسا على البيانو ولا يبدو عليه الوعى الكامل بوجود روسينى الذى ما أن سمع القطعه الموسيقيّه العبقريّه التى كان بيتهوفين يؤلّفها فى هذه الليله حتى خرج من المنزل وهو يبكى لأنه لم يستطع أن يرى بيتهوفين يعيش مع الآلهه بفنّه ومع الكلاب بطعامه.

واذا أراد أن يعرف أحدكم لماذا أعشق هذا الرجل فليعلم أنه اذا كان منهج" جياكومو بوتشينى" يتجلّى فى مقولته الشهيره : "اذا لم تؤمن بنفسك فلن يؤمن بك أحد"......فان منهج بيتهوفين كان واضحا عندما قال : "لكى يؤمن بى الآخرون يجب أن أؤمن بنفسى .....ولكى أؤمن بنفسى يجب أن أؤمن بموسيقاى"

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

سميراميس

Semiramis

sham_6233256_646941.gif

سميراميس (واسمها باللغة الآشورية سيمورامات)...تلك الملكة الحسناء التى ألهمت العديد من الكتّاب (ومنهم فولتير) كانت فى نظر الكثيرين أميرة من أميرات الأساطير وشخصية خرافية لم يكن لها يوما وجودا على أرض الواقع الى أن اكتشف علماء الآثار فى نمرود (التى تسمّى اليوم "كلخ") فى ايران نصبا لايثبت وجودها فقط وانما يلقى الضوء على تفاصيل حياتها (ولازال هذا النصب محفوظا فى المتحف البريطانى بلندن)

حوالى 800 سنه قبل الميلاد وفى المنطقة التى تقع فوقها مدينة دمشق حاليا , وفى موقع مجاور لهيكل آلهة الشمس , وقفت سميراميس الصبية رائعة الجمال تحدق فى أحد العرافين الملكيين الذى كان يكشف لها طالعها , وبعد ان ذبح ثلاث دجاجات سال دمها على ثوبه الكتّانى الأبيض قال العرّاف لسميراميس وسط اناشيد حارقى البخور : "ستحكمين شعوبا يا سيمورامات , وسيكون العالم عند قدميك , ولكن الرجل الذى ستحبّينه أكثر من حياتك ستكون نهايته على يديك"

وضحكت سميراميس.... فقد كانت تعيش فى حريم الحاكم ولم تر سيّدها قط

وفجأة....

تتبدّل الأحوال

ويهاجم الجيش الآشورى المدينة بعد ان كانت قد اعلنت عصيانها للعاهل الآشورى الملك "نينوس".... ويبدأ النهب,والحرق, والتدمير, والاغتصاب....و...يلمح قائد الحملة "جنزو" سميراميس وهى تحاول الهرب فيقع فى غرامها ويحملها الى خيمته ليواقعها فتصدّه وترفضه بشدّة , ويكاد "جنزو" ان يقتلها ولكنه يقرر أن يحبسها فى تلك الخيمة حتى تحين الفرصة ربّما تلين رأسها , فقد كان توّاقا لها لأبعد الحدود

ويتركها "جنزو" ليواصل زحفه الى اطراف آسيا وهو يمنّى نفسه بسميراميس عند عودته بعد أن يخضع بابل لسيطرته..... وفى تلك الفترة...يصل "نينوس" ملك آشور الى المدينة...وكان شابا جميلا قويّا (كان ابن الملك سلمانزر الثالث)....وتقع عينيه على سميراميس فيقع صريع هواها...وفى هذه المرّه كان الهوى متبادلا اذ وقعت هى الأخرى فى هواه...ويتحاب الاثنان حبّا عارما...وينطلقان وهما ينقضان كل القوانين والأعراف والتقاليد الآشورية المقدّسة , فأصبحا لايفترقان حتى فى الاحتفالات الدينية المقصورة على الرجال , وفى رحلات الصيد المقدسة المحرّمة على النساء

وتصل الأخبار الى "جنزو" الذى كان قد أحكم قبضته على بابل , فتدب الغيرة فى قلبه , وأصبح يحلم بالانتقام من "نينوس"...فأعلن خروجه وقوّاته عن طوع "نينوس" واتخذ بابل مقرّا له...وتصبح بابل منافسة لآشور وهى من المفترض انها تحت سيطرة الآشوريين

وتتذكّر سميراميس نبوءة العرّاف بعد ان رزقت من "نينوس" بابنهما "نيرارى"...فتستدعيه ليؤكّد لها النبوءة ويقول لها :" ستضربك الأقدار ضربة مؤلمة"

ويقرر جنزو الانقضاض بقوّاته على "نينوس" , ويخف أحد جواسيس "نينوس" اليه ليخبره بأن "جنزو" وصل الى حديقة القصر فى صحبة قوّاته ويعتزم انتزاع "سميراميس" من جناحها...وهنا هرع "نينوس" على رأس حرسه الخاص وقوّاته الحامية للقصر وتحدث معركة عنيفة تنتهى بمصرع "جنزو" على يد "نينوس" فى معركة ثنائية دارت بينهما فى احد ممرّات القصر الداخلية بينما سميراميس تتابع صوت المعركة من شرفتها...وبدلا من أن يجعل "نينوس" احدا من حاشيته يزف خبر مصرع "جنزو" لسميراميس فانه ولفرط فرحته يقرر ابلاغها بنفسه بينما لازالت المعركة دائرة فقد انتهت المعركة بالنسبة له مع مصرع "جنزو", فيهرع الى جناحها ويقتحمه فى الظلمة لتفاجئه سميراميس بطعنة قاتلة من خنجرها حالما فتح باب غرفتها اذ اعتقدت أنه لم يكن سوى "جنزو"....وعندما تبيّن لها الأمر تدخّل أمين أسرار "نينوس" الذى تعاطف مع سميراميس فأمر أحد العبيد بنقل جثّة "نينوس" الى ممر القصر الذى تقبع به جثة "جنزو" ثم جعل ذلك العبد ينقل جثّة "جنزو" الى غرفة سميراميس ليبدو ان "جنزو" قتل "نينوس" فقتلته سميراميس عندما اقتحم مخدعها...ثم تم قتل العبد لكتم السر , ثم تم استدعاء الكهنة الكبار وضبّاط القصر وابلاغهم بتلك القصة , واتفق الجميع على ان "نيرارى" ابن "نينوس" يجب أن يكون خليفته

ويقرر الجميع تنصيب سميراميس وصيّة على ابنها "نيرارى" وملكة متوّجة لحين بلوغه , فتبسط سيطرتها على آشور وايلام و ميديا وسوريا وفينيقيا..وحاربت البابليين وقهرتهم رغم تحالفهم مع الكلدانيين والعقاديين...وجعلت بابل عاصمة لامبراطوريتها وأقامت بها قصرا منيفا , ثم أنشأت حدائق بابل المعلّقة لتخليد ذكرى "نينوس"

ومع تواتر الأجيال التى تلت سميراميس , ساد الاعتقاد بأن سميراميس كانت أحد الآلهة وأن ابنها "نيرارى" كان تجسيدا للاله , فعبد البعض سميراميس وابنها الاله نيرارى المتجسّد , فأصبحا حلقة اخرى من حلقات التاريخ التى آمنت فيها شعوبا بمعتقد الالَهة الأنثى وابنها الذى هو ليس الاّ تجسيدا للالّه كما كان الحال مع الالّهة الهندوكية الأنثى "ديفيكا" وابنها الالّه المتجسّد "كريشنا" , والالّهة الهندوكية الأنثى "ايسى" وابنها الالّه المتجسّد "ايشوارا" ,والالهة الأنثى المصرية القديمة "ايزيس" وابنها الاله المتجسّد " حورس"

semichl_6233255_800226.gif

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

سلفادور دالى

Salvador Dalli

salv_6233256_797709.gif

ولد سلفادور دالى الرسام والنحّات والمصوّر السريالى الأسبانى فى 1904 فى "فيجويراس" بمقاطعة كتالونيا , ودرس فى برشلونه أولا (باعتباره من أهل اقليم الباسك) ثم فى مدريد حيث تم طرده من أكاديمية الفنون الجميلة

تأثر بكل من جيورجيو دى شيريكو , و ايف تانجى , و ماكس ارنست...بمعنى انه تأثر فى المجمل بالفن الجديد وفن الرسم الهولندى , وانضم الى حركة النيو-سريالية فى باريس وهو فى مطلع العشرينات من عمره فأصبح من اشهر أعضائها وتم تلقيبه بالطفل السريالى الرهيب

أنتج فيلمين سينمائيين بالاشتراك مع لويس بونويل وهما فيلمى "الكلب الأندلسى" و "القصر الذهبى" ولكن الشرطة الباريسية منعت عرضهما

فى أوائل الثلاثينات من عمره رحل الى الولايات المتحدة الأمريكية (عام 1940) وعرض لوحاته فى متحف الفن الحديث فى نيويورك فى العام التالى لوصوله لأمريكا ثم نشر فى العام الذى يليه سيرته بقلمه تحت عنوان "حياة سلفادور دالى السرّيه" وهو الكتاب الذى أثار ضجّة كبيرة

ظلت أعمدة الصحف تزخر لأكثر من خمسين عاما بأخبار هذا الرسام غريب الطوار الّذى لقّب بــ"عبقرى الفضائح" بعد ان قال عن نفسه فى احدى الصحف الباريسيّة : "أنا أكبر عبقرى فى زماننا الحالى , وأسوأ رسّام عرفه التاريخ"

دعى ذات مرّه الى لندن لالقاء محاضرة فدار حوار بينه وبين الصحفيين الّذين التفّوا حوله فسألوه عن مكان اقامته فى لندن فقال "لا بأس فى أن أقيم فى قصر بلنهايم" فقالوا له :"ولكنه أشهر قصور انجلترا التاريخيّه" فقال لهم :"لا أهمّية لذلك...فأنا أكتفى به...لابأس بالنسبة لى"...فقالوا له :" ولكن دوق مارلبور يقيم فيه طوال السنه"...فرد قائلا: "عموما أنا على استعداد خلال اقامتى فى القصر ان أسمح له باستخدام احدى حجرات الخدم"!!!!!!!

والأغرب كان عندما ذهب لالقاء تلك المحاضرة التى أثارت ضجّة عاصفة...اذ ذهب لالقاء المحاضرة وقد تنكّر فى زى الغوّاصين وأمسك بيده حبلا مشدودا الى كلبين....ثم مالبث أن أغمى عليه على المنصّة فهرع اليه منظّموا المحاضرة وحطّموا جهاز الغوص الذى كاد أن يختنق داخله ببلطة من تلك التى يستخدمها رجال الاطفاء , فلمّا استعاد وعيه قال للجمهور:

"طبعا لم يسمع أحد منكم ماقلته وأنا داخل هذا الجهاز...ولكن على أى حال لم أقل شيئا لأننى ليس لدىّ ما أقوله لكم الليلة , بالاضافة لأننى لا أتقن اللغة الانجليزية"!!!!!!

كان لسلفادور دالى أفكارا ومبتكرات لا تخطر على بال أحد مثل:

= مقعد وردى اللون على شكل شفتى ممثلة الاغراء الأمريكية "ماى ويست"

=تليفون مصنوع من سرطان البحر

=اسطوانات معطّرة

=أظافر صناعية مصنوعة من المرايا

=أحذية ذات رفّاصات

=نهود زائفة كان يلبسها بحيث تبرز من الخلف فى ظهره

=مرحاض خاص به على شكل كفّين متلاقيين يجلس بينهما

كان فخورا جدا بشاربيه (كان طولهما 25 سنتيمتر) وكان يقول عنهما أنهما جهاز الرادار الذين يلتقط بهما الوحى والالهام

أمّا عن أكثر لوحاته غرابة فقد كانت صورة زوجته "جالا" والتى كانت قبل زواجها منه زوجة الشاعر الرزين "بول ايلوار" - يا لسخرية القدر- , وقد رسمها وقد وضع على كتفها قطعتى كستليته , وقال مبرّرا هذه اللوحه:

"أنا أحب الكستليته , وأحب زوجتى كذلك , ولا أرى ما قد يحول بين أن أجمع بين شيئين أحبّهما فى نفس اللوحه"

!!!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

إحسان عبد القدوس

img_32bc1272.gif

هو صحفي متميز ومشهور، وراوي، وكاتب سياسي.

ولد احسان عبد القدوس في 1 يناير 1929 وفي طفولتة كانت هوايتة المفضلة هي القراءة . اهتم والده بحسن تعليمة وتشجيعة علي القراءة.

تخرج من مدرسة الحقوق في عام 1942.

عمل كمحامي تحت التمرين بمكتب احد كبار المحاميين ( ادوارد قصيري ) وذلك بجانب عملة كصحفي بمجلة روز اليوسف.

الادب والصحافة بالنسبة لاحسان عبد القدوس كانا من ضروريات الحياة التي لا غني عنها. ولذلك ترك مهنة المحاماة ووهب نفسة للصحافة والادب.

في عام 1944 بدا احسان عبد القدوس كتابة نصوص افلام وقصص قصيرة وروايات.

توفي احسان عبد القدوس فس 11 يناير 1990

ولد في أسرة فنية فوالده محمد عبد القدوس مهندس عشق فن التمثيل فترك مهنته الأصلية وتفرغ له ووالدته السيدة فاطمة اليوسف احترفت التمثيل وتفوقت فيه حتى أصبحت الممثلة الأولى في أشهر المسارح المصرية إلا أنها هجرت التمثيل واحترفت الصحافة وأصدرت مجلة "روز اليوسف" التي كانت من أشهر المجلات السياسية.

وقد عاش إحسان في هذه المجلة بين المحررين وكبار الأدباء فتعلم منهم وتأثر بهم وظهرت مواهبه الفنية وهو في العاشرة من عمره فنظم الأزجال والأشعار وكتب القصص، وفي سنة 1938 التحق بكلية الحقوق وتخرج منها وعمل بالمحاماة لمدة سنتين ولكنه تركها وعمل رئيساً لتحرير روز اليوسف من سنة 1945 إلى 1966 ثم رئيساً لتحرير أخبار اليوم من سنة 1966 إلى 1974 ثم محرراً بجريدة الأهرام بعد ذلك وقد تعرض للاغتيال ثلاث مرات ولاحسان عبد القدوس إنتاجا غزيراً من الكتب الأدبية والسياسية فهو ينتمي إلى طائفة نادرة من الكتاب الذي لم يحترفوا الكتابة إلا لأنهم وجدوا فيها وسيلة لتغيير المجتمع إلى الأفضل فكتبه لم تكن بحثاً إلا عن شيئين هما الحرية والتغيير فإحسان الذي كشف فساد النظام الملكي للعام 1948 في قضية الأسلحة الفاسدة هو نفسه الذي كشف الوهن الذي يعتري تقاليدنا الاجتماعية التي كانت تنظر إلى المرأة على أنها كائن من الدرجة الثانية وكلنا نذكر روايات "لا أنام، وأنا حرة، ودمي ودموعي وابتسامتي، وأنف وثلاث عيون"، وغيرها من الروايات التي رسخت صوراً محددة لاحسان عبد القدوس في أذهان العامة بعد تحولها إلى أفلام سينمائية اتيح لقطاع عريض من الناس أن يراها وليس من رأى كمن قرأ.

كتب مقال ضد السفير البريطاني في مصر بعنوان "هذا الرجل يجب أن يذهب" فصودرت المجلة التي يعمل فيها وقبض عليه وأودع السجن وبعد الإفراج عنه عينته الأم فاطمة اليوسف رئيساً لتحرير المجلة وسمحت له لأول مرة بالتدخين أمامها وخاض أكثر من معركة مسانداً لقيم الحرية والعدل فمقالاته الشهيرة في قضية الأسلحة الفاسدة في عام 1948 كانت سببا في استدعائه إلى التحقيق وقد ساعده في إثارتها أن الضباط الأحرار قدموا له وثائق تشير إلى بعض الأمراء وكبار الضباط وغيرهم من المتورطين في الصفقات المشبوهة للأسلحة وظل إحسان عبد القدوس متمسكا بالديمقراطية حتى آخر لحظة في حياته فالضباط الأحرار الذين ساعدوه بإمداده بالوثائق قبل ثورة 23 يوليو 1952، اصطدموا به عندما ثار بعنف ضد ضرب عبد الرزاق السنهوري، بمكتبه في مجلس الدولة وذهب لزيارته في بيته وكتب ثلاث مقالات تحت عنوان "الجمعية السرية التي تحكم مصر" وتحمل السجن لمدة ثلاثة اشهر في زنزانة انفرادية، لكنها كانت نهاية لصداقته مع "الضباط الأحرار" وطوال الفترة التي سجن فيها كانت السيدة فاطمة اليوسف والدته قد اتخذت قراراً بعدم ذكر أسماء هؤلاء الضباط في مجلتها وكأنهم ليسوا موجودين.

في العام 1964 وقف أحد أعضاء مجلس الأمة مطالبا بمصادرة رواية إحسان عبد القدوس "أنف وثلاث عيون" ومنعها من التداول لأنها تسمم الآداب العامة وهي الرواية التي أغضبت جمال عبد الناصر كما قيل وإن ظلت هذه الحكاية غامضة وملتبسة لكن من المؤكد أن إحسان كتب إلى عبد الناصر رسالة يقول فيها: "ما أراه يا سيدي الرئيس في مجتمعاتنا شيء مخيف إن الانحلال والأخطاء والحيرة والضحايا كل ذلك لم يعد مقصوراً على طبقة واحدة من طبقات المجتمع بل امتد إلى كل الطبقات والذي سجلته يا سيدي يحدث فعلاً وبوليس الآداب لا يستطيع أن يمنع وقوعه والقانون لن يحول دون وقوعه إنها ليست حالة فردية إنه مجتمع منحل ولن يصلح هذا المجتمع إلا دعوة وإلا إنبثاق فكرة وسط الناس ولهذا أكتب قصصي"، هكذا يبدو إحسان إنساناً أخلاقياً من الأخلاقيين أنفسهم وإذا كان إحسان في حياته قد تعرض للسجن والمساءلة أكثر من مرة فإن رواياته بعد موته أيضاً وقفت أمام المحاكم فقد فوجئ القراء أن الناشر الخاص بإحسان قد حذف جملاً وعدل أخرى في أكثر من 22 رواية وكأنهم يصرون على فهم الرجل كما يريدون دون احترام لكون ما تركه يعد تراثاً لا يجوز العبث به ويقول الشيخ محمد الغزالي عن إحسان عبد القدوس "سر عظمة إحسان يكمن في قول الحق رغم تكاليفه الباهظة كما ذكر أنه كان من النوع الذي يحمل تكاليف الحق ويتجرع مرارته بسهولة. حارب الملكية ودخل السجن وبعد شهور أدخلته الثورة السجن لأنه رفض أن ينحني، قال الحق في وجه الملك وفي وجه رئيس الجمهورية. رجل لا يحسن النفاق يكسر الأصنام ولا يحرق البخور هكذا كان إحسان عبد القدوس".

وعلى مدى نصف قرن من الكتابة الأدبية ترك ما يزيد على 58 كتاباً، وكانت له قدرة كبيرة على الانتشار والتأثير إلا أنه لم يحظ بالتقدير النقدي المناسب لما خلفه من كتابات، فكان موضع تجاهل من النقاد والمتابعين للحركة الأدبية، ولم يكن محظوظاً من المؤرخين، فهل ظلم نفسه بعد التفرغ للأدب؟

وإذا كان لابد لنا من تصنيف أدب إحسان عبد القدوس فهو كاتب رومانسي عندما تقتضي الرومانسية، وواقعي حينما يقتضي العمل منه ذلك، وهو أعظم من كتب عن الطبقة الأرستقراطية بعقدها وصراعاتها وأحلامها التي تفوق قدراتها الحقيقية، ولم يحصد الإنكار والتجاهل فقط من جانب النقاد ولكن من جانب الدولة، فهو لم يحصل على جائزة الدولة التقديرية إلا في العام 1990 ، بينما يستعد لتوديع الحياة في أخريات أيامه وكان فعلاً عام وفاته.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

روبسبيير

Robespierre

robespierr_6233257_906052.gif

لقى الثائر الفرنسى مكسميليان مارى ايزيدور روبسبيير الذى ولد فى 1758 حتفه على المقصلة فى 1794عن عمر يناهز الــ36 عاما فقط فكان مصيره مماثلا لمصير الآلاف الذين كان هو نفسه قد حكم عليهم بالموت وأرسلهم الى المقصلة خلال حكم الارهاب الذى تخلل الثورة الفرنسية فكان بذلك أكبر مثال حى لمقولة أن الثورة تأكل أبنائها

كان روبسبيير من أتباع روسو , وامتهن المحاماة بعد ان درس الحقوق , وسرعان ما أصبح زعيما للأحرار وتوّجه الشعب الفرنسى زعيما للقوميين المتطرّفين

لم يكن نفوذ روبسبيير مطلقا بين الراديكاليين فى مراحل الثورة الفرنسية الأولى , ولكن مطالبته اللحوحة باعدام الملك لويس السادس عشر دعّمت مركزه فى الأوساط المتشدّدة

قبل أن يتم اعدامه بعام واحد أصبح عضوا فى "لجنة السلامة العامة" فأقر وأصدر العديد من الأحكام التى ارتبطت بها أفظع أهوال الثورة الفرنسية , ولكنه على الرغم من أخطائه لم يخدع الجماهير وبقى على اخلاصه لمبادئ الثورة الفرنسية وان كان قد جنح وجانبه الصواب فى تطبيق هذه المبادئ فاذا به يحيد عنها وهو غير مدرك لذلك

بدأ انهيار مركز روبسبيير عندما حاول بسط سيطرته على سائر أعضاء لجنة السلامة العامة , فقد أصبح دكتاتورا مطلقا لمدة ثلاثة أشهر أسفرت عن محاولة فاشلة لاغتياله , ولكنه لم يكد يمضى شهر على محاولة اغتياله حتى تآمر عليه باقى أعضاء لجنة السلامة العامة واقتيد الى السجن فى حالة صحّية يرثى لها بعد أن أصيب بطلق نارى فى فكّه , وحكم عليه بالاعدام لتقطع رأسه على المقصلة كما قطع هو نفسه آلاف الرؤوس من قبل

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

البيرونى

i_6233256_723389.jpg

لا أبالغ اذا قلت أن هذا الرجل من وجهة نظرى هو أعظم عقلية عرفها التاريخ البشرى (وهكذا ايضا يقول عنه العالم الألمانى "سخاو" الذى درس بدقّة وتروّى كافة مؤلّفاته فوقف على أسرارها وأهميتها , اذ كان البيرونى عالما فى الفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الطبيعية والجيولوجيه والطب, وكان يجيد العديد من اللغات منها السريانيه والسنسكريتيه والفارسيه والعبريه بالاضافة الى العربية

البيرونى هو محمد بن أحمد الملقّب بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم عام 973 م. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى كوركنج، على أثر حادث مهم لم تعرف ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد. ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة، على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 1048 عن عمر يناهز 75 عاما.

ترك البيروني ما يقارب المائة وعشرين مؤلفا شملت حقول التاريخ والرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية والفلسفة والاجتماع وغير ذلك

أهم مؤلفاته:

كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية

كتاب تاريخ الهند

كتاب مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة الكرة

كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم

كتاب استخراج الأوتار في الدائرة

كتاب استيعاب الوجوه الممكنة في صفة الإسطرلاب

كتاب العمل بالإسطرلاب

كتاب التطبيق إلى حركة الشمس

كتاب كيفية رسوم الهند في تعلم الحساب

كتاب في تحقيق منازل القمر

كتاب جلاء الأذهان في زيج البتاني

كتاب الصيدلية في الطب

كتاب رؤية الأهلة

كتاب جدول التقويم

كتاب مفتاح علم الهيئة

كتاب تهذيب فصول الفرغاني

مقالة في تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمورة من الأرض

كتاب إيضاح الأدلة على كيفية سمت القبلة

كتاب تصور أمر الفجر والشفق في جهة الشرق والغرب من الأفق

كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم

كتاب المسائل الهندسية

ساهم البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية، وكان متعمقاً في معرفة قانون تناسب الجيوب. وقد اشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء البوزجاني. واكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي. فضلاً عن ذلك قام البيروني بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل. كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها. وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

مارتن لوثر كنج

Martin Luther King

main_6233257_785608.imag

ولد فى مدينة أتلنتا (ولاية جورجيا) فى 1929 وتم اغتياله بالرصاص بمدينة ممفيس (ولاية تنيسى) فى 1968 وهو فى ريعان الشباب عن عمر لايزيد عن 39 عاما

كان الدكتور مارتن لوثر كنج (الابن أو "جونيور")يلقّب بــ"غاندى أمريكا" و "كينيدى الزنوج" و "رجل السلام" بعد أن سقط شهيد سياسة اللاعنف التى حمل رايتها لمدة 13 عاما

كان والده مارتن لوثر كنج (الأب) معمدانيّا زنجيّا

بدأ كنج فى مناوأة التمييز العنصرى وهو فى سن الخامسة عشرة من عمره بعد أن طلب بعض البيض منه وهو فى أحد سيّارات الأتوبيس أن يجلس فى المقاعد الخلفية لأن المقاعد الأمامية مخصصة للبيض , فرفض الجلوس وظل واقفا...وعندما كان فى سن السادسة والعشرين نظّم حملته الأولى فى سبيل قضية الحقوق المدنية لأبناء لونه , ثم حاز على شهادة الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة بوسطن وعاد الى الولايات الجنوبية التى ينحدر منها ليعمل من أجل القضية التى نذر حياته لها بعيدا عن العنف مكتفيا بانتهاج سياسة المقاومة السلبية

دخل السجن مرارا لتحدّيه أوامر الشرطة أو لارتكابه مخالفات نجمت عن حملاته فى سبيل حقوق الزنوج المدنيّ‍ه , وعلى الرغم من القاء القنابل على منزله قبل اغتياله بخمس سنوات فقد أصر على سياسة المقاومة السلبية واللاعنف و خطب فى تجمّع من خمسين ألف زنجى أجمعوا على مقاطعة الأتوبيسات قائلا : "اننا نؤمن بالقانون والنظام"

فى عام 1963 اختارته مجلة "تايم" ليكون رجل العام فكان أول زنجى يمنح هذا اللقب

وفى 1964 تم منحه جائزة نوبل للسلام فكان أصغر رجل يفوز بها فى التاريخ

ظلّت كلمته الشهيرة التى قالها فى أشهر خطبه خالدة حتى اليوم وصارت مثلا شعبيّا رغم بساطتها , فقد كانت هذه الجملة هى :

"أنا عندى حلم"

I have a dream

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

ميكيل أنجلو

Michel Angelo

0_6233256_750749.jpg

ولد فى فلورنسا عام 1475 وتوفى عن 89 عاما فى 1564

كان رسّاما ونحّاتا ومهندسا , وتتلمذ وهو فى الثالثة عشرة من عمره على يد الفنّان جيرلندايو الذى علّمه أصول الرسم رغم معارضة والد ميكيل أنجلو الشديدة , ثم بدأ فى دروس النحت فيما بعد تحت رعاية لورنزو دى ميدتشى (لورنزو العظيم) حاكم فلورنسا

تأثر ميكيل أنجلو فى حياته أبلغ تأثير بشعر دانتى و مواعظ سافونارولا (الراهب الثائر) مما انعكس على أعماله الفنّيه

يروى عن ميكيل أنجلو أنه حين انتهى من تمثاله الرائع "موسى" وقف يسرّح النظر فيه أكثر من ساعة ثم صاح بالتمثال فى كثير من الانفعال "تكلّم"...وبالطبع لم يتكلّم التمثال...فقذف التمثال بالازميل والمطرقة فكسر أنفه...وحينما سألوه لماذا فعل ذلك قال :"لقد شعرت أن نفسى تحدّثنى بأننى وصلت الى الكمال فى ذلك التمثال فقرّرت أن أروّض نفسى وأؤدّبها وأتحدّاها لأننى لو كنت وصلت الى الكمال بالفعل لتكلّم التمثال"!!!!!!

سمّى ميكيل أنجلو بــ"ازميل الله" لأعماله النحتيّه التى جسّدت الكثير من كاثوليكيّته المخلصة ومسيحيّته التى تخلّلت كل ذرّة بجسده وعقله

عندما توفّى راعيه حاكم فلورنسا "لورنزو العظيم" حدثت اضطرابات سياسية فى المدينه عندما كان ميكيل أنجلو فى سن السابعةعشرة مما أضطره للفرار الى بولونيا ثم الى روما خوفا من اغتياله , ولم يعد الى فلورنسا الى عندما أصبح فى السادسة والعشرين من عمره حيث عكف على نحت تمثاله الشهير "داوود" الذى احتاج منه الى ثلاث سنوات لاتمامه

عندما أصبح فى الثلاثين من عمره طلب منه البابا بيوس الثانى أن يصنع له ضريحا ضخما , وتمت الموافقة على خرائط ميكيل أنجلو , الاّ أن التنفيذ تأجّل بسبب مؤامرات فى أروقة الفاتيكان فلم يتم انجاز العمل الاّ بعد اربعين عاما وعلى نطاق مصغّر وليس بالضخامة التى كان مفترضا ان يكون عليها , وتم وضع تمثاليه الشهيرين "موسى" و "العبيد" أو "الأسرى" على مدخل ذلك الضريح (لازالا قائمين عليه حتى يومنا هذا)

من أشهر أعماله وآيات فنّه الرائع :

=قبّة كنيسة القدّيس بطرس (سان بيتر) فى روما (استلزم هذا العمل استلقائه على ظهره أثناء عمله على سقّاله أكثر من اثنى عشرة ساعة يوميّا لعدد من السنوات)

= تمثال العذراء الأم الحزينه

=النهار والليل (فى كابيلا ميديتشى ) وهى احدى العلامات المميّزه حتّى يومنا هذا فى مدينة "فيرنزه" , ويحكى أن جابرييل باتيستوتا لاعب كرة القدم الأرجنتينى الشهير و المحترف بالدورى الايطالى كان يقضى ساعتين من التأمّل فى تلك البقعة السحريّة من مدينة "فيرنزه" للتأمّل والتركيز قبل المباريات الهامّه عندما كان يلعب فى نادى مدينة "فيرنزه" المحلّى والمعروف باسم نادى "فيورنتينا" (هبط الى الدرجة الثانية بالمناسبة بعد أن تركه باتيستوتا وانتقل الى نادى ايه.اس.روما)

=سقف "كابيلا سكستينا" والذى نحت فيه تاريخ الكون كما جاء فى التوراة من عهد الخليقة الى يوم القيامة فجاء هذا العمل الجبّار كأبرز دليل على القوّة والارادة البشريّه الخارقه و كأكبر لوحة فى العالم (وهى لوحة منحوتة وليست لوحة عادية)

ومع ان ميكيل أنجلو كان دائما مايردّد أنه لا يعتبر نفسه مهندسا الاّ أنه بنى جسرا عبر نهر التيبر , وحوّل أحواض سباحة ديوكليسيانوس (دقلديانوس) الى كنيسة مديتشى

وعندما أصبح فى الستّين من عمره أعاد اكتشاف مواهبه ليكتشف أنه شاعرا موهوبا بعد ان تم لفت انتباهه الى موهبته هذه عندما ربطت بينه وبين فيتوريا كولونا (أحد علامات الشعر الايطالى البارزة) صداقة متينة

ولا أجد ما أقوله عن هذا الرجل أكثر مما قاله عنه الروائى الفرنسى العظيم "رومان رولان" :

"لم يفهمه أحد حقّا, ولكن الجميع قلّدوه"

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

مـارك تواين

Mark Twain

twain_6233256_181839.gif

assembl_6233255_636722.jpg

أحد أكثر المفضّلين لدى العبد لله , وأتعجّب كيف أنجب الأدب الأمريكى (الفقير فى نظرى مقارنة بالأدب الأوروبى) هذا الرجل , ولهذا لا أعتقد أننى متجنّيا أو مبالغا اذا ما وافقت "ارنست هيمنجواى" على مقولته الشهيرة : "ان الأدب الأمريكى بمجمله يصدر عن كتاب واحد وضعه مارك تواين هو رواية "هكلبرى فن"Huckelberry Finn

و مارك تواين هو الاسم المستعار الذى عرف به صمويل لانكهورن كليمنز الأديب الأمريكى الأشهر والمعروف بملك الفكاهة فى العالم والذى ولد بقرية صغيرة بولاية ميسورى فى 1835 وتوفى عن عمر يناهز 75 عاما بمرض فى القلب فى عام 1910

و لاسمه المستعار قصّة طريفة اذ كان يعمل وهو فى صدر شبابه وقبل أن يبلغ العشرين من العمر كربّان فى مجال الملاحة البحرية عبر نهر الميسيسيبى , وكان الملاّحون يصيحون عندما يعلنون عن عمق المياه فى المضايق الصعبة : "Mark Three,Mark Twain" أى العلامة الثالثة ,العلامة الثانية (بلهجة الملاّحين ولكنتهم الجنوبيّه) فأعجبته هذه الصيحة واتّخذ منها اسما مستعارا له "Mark Twain مارك تواين"!!!!!!

على الرغم من سخرية مارك تواين اللاذعة الاّ انه كان محبّا للحياة وشديد التعلّق بمبادئ الجمال والطيبة والخير والصدق , ولهذا فاننى أستطيع ان أقول أننى أفضّله وبمراحل عن أمثاله الذين سبقوه كــ"تشوسر" و "أرسطوفانيس" و "سرفانتس" و "سويفت" وغيرهم لأن دعابة مارك تواين كانت سهلة التناول وذات طابع عام فحقق معادلة صعبة وهى ان يصبح دوليّا وعالميّا مع احتفاظه بهويّته القوميّه , فهو على ما يبدو لى أمريكى خالص 100% من حيث المصادر التى كان يستقى منها دعاباته ومن حيث اللوحات التى رسمها لمجتمعه وعصره وعادات وتقاليد ذلك المجتمع وذلك العصر

كما قلت فقد ولد فى قرية صغيرة كانت اقرب المدن اليها مدينة سانت لويس وتبعد عنها أكثر من مئة ميل , وقد هاجر والديه الى تلك المنطقة النائية بحثا عن الثروة فى تلك البلاد الجديدة , فخاب فألهم , واضطر مارك تواين للعمل بجد واجتهاد لكسب قوته بعد وفاة والديه وهو لازال طفلا , فالتحق بمطبعة صغيرة فى احدى القرى , ولكن مزاجه المغامر جعله يترك هذا العمل ويتنقل بين الولايات الشرقيه وهو فى الثامنة عشرة من عمره حتى عمل كربّان بحرى فى الميسيسيبى بعد دراسة سريعة للملاحة النهرية , ولكن ما أن بدأ ذلك العمل حتى اندلعت نيران الحرب الأهلية بين الولايات الشمالية و تجّار العبيد فى الولايات الجنوبية فكسدت حركة الملاحة التجارية....فقضى عاما كاملا بين أحضان الطبيعة فى مناطق الصيد البرّى وأخذ يزوّد جريدة "تيرّيتوريال انتربرايز" بالعديد من المقالات كمراسل لها هناك , وهى المقالات التى لفتت اليه الانتباه بشدّة...وتتصل حلقات حياته المغامرة فيرحل الى جزر هاواى ليكون مراسلا لصحيفة "سكرامنتو نيوز" هناك , ثم يعود الى كاليفورنيا ليلقى محاضرات عن مشاهداته فى هاواى , ثم يرافق بعد الحجيج الى القدس كمراسل صحفى , وأنهى تلك الرحلة بكتابه الشهير " السذّج أثناء السفر" وهو الكتاب الساخر الذى جلب له الشهرة العريضة وجعل مكانته الأدبية تزدهر بسرعة كبيرة خاصة مع توالى أعماله المبدعة كــ"عصر الذهب" و " توم الحطّاب" و "الأمير والفقير"

تزوّج مارك تواين عن حب , ولكن القدر كان غاشما معه , فتوفّى كل أولاده ماعدا ابنته الصغرى وهم فى عمر الزهور ,ثم ماتت زوجته فى ريعان شبابها, ثم تورّط فى عدد من المضاربات الماليّة الفاشلة فخسر كل ما يملك وأصبح معدما , ثم أصيب بداء القلب,ثم ماتت ابنته الوحيدة ميتة مؤثّرة بعد أن احترقت وهى فى الحمّام , فلم يتحمّل قلبه المريض كل هذه المصائب وتوفّى بنوبة قلبية

مارك تواين كان أديبا رائعا , وكان رجلا عظيما تستطيع أن تقول أنه كان عدّة رجال فى رجل واحد , فقد كان رائدا و خشنا وأبا عطوفا و زوجا محبّا واديبا حالما وناقدا ساخرا وفنّانا كبيرا وعبقريّا حقيقيّا

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...