اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اللى ما يشتري يتفرج ... حكايات للكبار فقط


احمد رضوان

Recommended Posts

حتى أنت يا لندن

كانت الفتاة التى تعزف على الجيتار الكهربائي في محطة ويست منستر ، حيث قرر بطلنا القيام بزيارة لمبنى البرلمان البريطاني وبرج ساعة بيج بن الشهيره على شاطئ نهر التايمز الملوث ، كانت حقاً جميلة ، وكانت تقف منتصبة القامة ، كشجرة بان ما زالت مبتله من أمطار أواخر الشتاء ، كانت العازفة تجبر كل الركاب على تحيتها لعبقرية العزف ، وجمال صوتها وهي تغني أغنية قوة الحب لسيلين ديون ،

The power of love

http://www.youtube.com/watch?v=Y8HOfcYWZoo

ما زال مظهرها الجذاب وعزفها المتفرد يجوب طرقات خيال بطلنا وهو منهمك في مشاهداته للنهر ورواده والبواخر الصغيرة التى تقوم بين وقت وآخر برحلات نهريه بين ضفتي النهر ، تلك التى ذكرته بالأتوبيس النهري ، ورحلات القناطر الخيرية ، ورقص الثلاث فتيات يوم العيد وهو راجع مع مجدي من زيارة خالته ومجدي هو صديق المراهقة الأول وصاحب المغامرات الأليمة معه وهو ما زال غض العود لم تتفتح أزهاره بعد ، تلك الذكرى التى ترك مرورها بمخيلته إبتسامة وهو يتذكر ذلك الفتى ذو السبعة عشر ربيعاً من بعيد الذي كانه ، والتى تحولت لحسرة عندما غادرته الذكرى وحل موضعها واقعه امام عينيه

في طريق عودته من ذات المحطه قرر أن يقف للإستمتاع بعزف تلك الفتاة ، وكانت لا تزال تعزف ولسوء حظها لم يضع العابرون الكثير من العملات المعدنية في حقيبة الجيتار السوداء التى قد فتحتها على أمل ان يتكرم الماره عليها ببعض المال ، ولا تتعجب عزيزي القارئ فهذا الأمر مألوف في لندن في كل محطات المترو ، وكذلك على شاطئ النهر ، تجد من يتسول بعدة طرق مختلفه منها الطريف ومنها الممتع ومنها المؤلم ، فحتى لندن لم تعدم المتسولين ولا الباحثين عن الطعام في مخلفات الأكثر دخلاً ، حتى انت يا لندن ، هكذا رددها بطلنا بينه وبين نفسه

قرر بطلنا ان يقف للإستماع للعزف وأن يساعد هذا الفتاه ببعض العملات الزائدة عن حاجته والتى تشكل آله عزف رديئة في جيبه اثناء حركته ، هكذا وجدها فرصة للتخلص من تلك العملات التى اعطته اياها الفتاه في المقهى عند عين لندن بعد ان طلب قهوته ، بعد انتهاء العزف تقدم من الفتاه واخرج كل ما كان في جيبه من عملات ملأت قبضة يده ، وعبرت الفتاة عن امتنانها بإبتسامه رقيقة لا تقل جمالا عن عزفها ولا روعة عن أناقتها ، وبدأت في جمع أغراضها للذهاب ، تقدم بطلنا وعرض عليها المساعدة في جمع الأسلاك ، وبالفعل قبلت منه الفتاه ذلك وهي ممتنه لجميل صنعه

وزاد بطلنا ان حمل معها الحقيبة وسارا معاً إلى خارج المحطة في اتجاه لمبس نورث ، عبرا معاً الكوبري للجهة الأخرى حيث عين لندن الشهيرة ، لاحظت الفتاه صمته فبدأته هي بالحديث وسألته ماذا يفعل في لندن ، وكم من الوقت سيقضي هنا وما الأماكن التي شاهدها ، وهكذا سارت الأمور وبدأ التواصل يصبح دافئاً بعض الشئ في هذا الطقس البارد الملئ بالأمطار

سألها بطلنا اين تريد ، فاجابته سوف أعود للبيت لأرتاح قليلاً قبل أن اعود مرة أخرى للعزف في نفس الموضع ولكن كانت قررت أن تغير الأغنيه لأخرى لأن ما جنته في الصباح لم يشجعها على غناء نفس االأغنية مرة أخرى ، وكانت قد قررت غناء أغنية ذات إيقاع سريع لجذب جمهور من الشباب والفتيات فلعل ذلك أن يزيد ما تجنيه من المال ، وجدها بطلنا فرصة ان يقدم لها شيئا قد يسعدها فدعاها لتناول الغذاء ، قبلت الفتاه الدعوة وهي سعيدة لدرجة أوحت اليه ان يقوم بدعوتها كل يوم ، فقط ليشاهد نفس الشعور على ملامح وجهها ، وبالفعل دخلاً إلى مطعم ماكدونالدز بالقرب من محطة مترو واترلو وطلبت الفتاه اجنحة دجاج وكولا وبطاطس ، وهو تناول برجر مزدوج بالجبن وعصير تفاح وبطاطس

في اثناء الطعام بدأ بطلنا بالحديث وسألها عن إسمها ، لمدة اكثر من ساعة وهو ينتظر هذه اللحظة ليعرف إسمها ، واجابته اسمي جيني ، وسألها عن قصتها ولماذا وهي على هذه الدرجة من الإحترافية لا تعمل بالعزف أو الغناء فتجد دخلاً يغنيها عن طلب الناس في محطات المترو ، رجعت جيني بظهرها إلى المقعد وكفت عن الأكل وتنهدت وهي تحاول استرجاع ما مرت به خلال الأعوام الماضية واغمضت عينيها للحظات

وعندما فتحت عينيها كان على وجهها آلام سنوات قد احتلت ملامح وجهها فجأة وكأنها تبدلت ، فحلت روح اليأس محل المرح ، وحل الألم موضع السعادة ، وقالت له هل تعرف إني خريجة جامعة الملكة ماري في ميل اند ، وكنت انا وهاري نخطط لمستقبل جميل ولتكوين أسرة وكنا نسكن فس شقة صغيرة تطل على حديقة كنجستون وملاعب التنس هناك ، ولكن بعد موت هاري في حادث سيارة وانهيار كل احلامي كان الكحوليات هي ملاذي وتركت شقتي وكنت دائما اتسكع مخمورة في طرقات سوهو ، وصاحب المنزل بعد عدة اشهر اخذ الشقة لعدم مقدرتي على الإحتفاظ بها ، فلم يعد لي ملجأ إلا الشارع ، قاطعها بطلنا ولكنك اخبرتني انك ذاهبة للمنزل ، فاجابته نعم فانا أسكن الآن حديقة بارني سباين جاردن على شاطئ النهر بعد المتحف القومي ونحن الآن متجهان للبيت ، سألها بطلنا ولكن كيف تبقين على قيد الحياه في الشتاء حين تنخفض درجة الحرارة لأقل من الصفر ، اجابته جيني ، في بعض الأيام ارتاد احد ملاجئ المشردين لأحصل على وجبه دافئة ، وقد سكنت مطار هيثرو لبعض الوقت ، فانا مظهري لا يبدو كالمشردين وقد ازيد من الأمر لأبدو احدى الركاب الذي ينتظر رحلته ، فأنا محترفة تسكع

أوصلها بطلنا حيث منزلها المتواضع ولم ينس وهو أمام مدخل الحديقة ان يضع في يدها مائة باوند مساعدة منه لفقراء لندن ، وقفل عائداً وهو يتمتم حتى أنت يا لندن

تم تعديل بواسطة احمد رضوان

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

صورة المطعم والنادلة الكورية في شارع نيو اكسفورد رقم 40 مربع بلوومز بري - صورة حقيقية

london.jpg

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مستمتعة جدا جدا جدا......بحكايات الكبار فقط

بس سؤال علي الهامش

هو التوبيك....رجالي و لا ايه؟؟؟؟

مش شايفة اي مشاركة من المعسكر الحريم نوهائي

طب ايه ازق عجلي.....(وش حد متبت و مش هيقوم غلاسة:)

كمل يا استاذنا

مستمتعة بالسرد جدا

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة الأولى

قد نرى بعض الأمور بعين حانيه ولكن الدنيا ترقبنا بأعين قميئة بغيضة وترى فينا فريسة محتملة ، فما تلبس أن تغرقنا في دوامات الإغواءات وتترك طرقنا لزجة ، حتى إذا ما انزلق أحدنا ... هوى في حفرة سحيقة ولا خروج منها ابداً ، وقد نرتحل لنسكن أماكناً جديدة وطرقات عذراء ، ولكنا حقاً نُسكن ، بأماكن وشخوص جدد يستبيحون عذرية أنفسنا وطهرها ، وقد يعبرون داخلنا فيتركون أثاراً قد تكون هادئة ، وبعضها كالأعاصير التى تعصف بداخلنا ، لتقذفنا إلى ممرات وطرق سحيقة ، محطمة كل جُدر اللامعقول ، أرجوك عزيزى القارئ أن تحافظ على رباطة جأشك وهدوءك ونحن نعبر منحنى من منحنيات الحياة في الحكاية التالية

قضى بطلنا جل وقته في التنقل بين الطرقات والمطاعم متنقلاً من موقف طريف إلى آخر سخيف ، وبدا انه قد عزمت نفسه على التوائم مع المجتمع الذي وُضع فيه ، فلم تعد تصرعه المفاجآت ولا يُخيفه إتساع الفجوه السحيقه بين عالمه المتواري هناك خلف المسافات البعيدة ، وما قابله في عالم وجد نفسه داخله في غفلة من الزمن ، لما وصلت قناعته لتلك المحطة ، انطلق في عالمه الجديد يجوبه طولاً وعرضاً ليختبر معالمه وينسج أساطيره الخاصة به ، ويترك آثاره هنا وهناك

حتى جاء يوم من ايام تلك الملهاة التى نحياها وتسكننا ، يوم ان ذهب إلى شارع إدجوير وهو ما يعرف في لندن بشارع العرب ، كان حنينه لماضيه قد غلب شغفه بالعالم الجديد ، فقرر التزود بجرعة من ثقافته من خلال قضاء ليلة بشارع العرب في قلب لندن

توجه لمحطة مترو توتنهام كورت ثم استقل المترو لمحطة اكسفورد سيركس ثم قام بتغيير الخط إلى باكرلوو وتوجه إلى محطة إيدجوير ، كان الشاراع ممتلئ بالمحلات والمقاهي العربية ، وكانت اللغة العربية منتشرة هنا وهناك ، توجه بطلنا لمطعم عربي يسمى السليماني وهو على درجة عالية من النظافة وتناول غذاءه هناك طبق مشاوي ، كان قد افتقد طعمه منذ ان وطأت قدمه لندن ، بعد ذلك اخذ في التجول في الشارع

ثم عرج على بقالة المصطفى لشراء بعض الأغراض والتى لم يكن في حاجه حقيقيه لها ، وإنما كما أخبرتكم ، بعض الأماكن تسكننا رغماً عنا وهو هنا قد اقتحمت ذاته البقوليات العربية ، وعندما دخل للبقالة ووقف امام رف الأعشاب ، توقف عند صف قد كتب عليه ، بردقوش ، وكان أول مرة يقرأ هذا الإسم واخذ يقلب العلبه ليقرأ ما دون عليها ، عندما جاءه صوت من خلفه ، هذا عشب مفيد جداً بل هو سيد الأعشاب وخذه ولن تندم ، قالها بعربية سليمة تماما وإن غلب عليها اللهجة الخليجية

تلفت لمصدر الصوت فوجده شاباً لم يكمل بعد عامه الأربعين او قد يكون ، ولكن ملابثه كانت رثه وكأنه قد خرج من مستودع النفايات لتوه ، وكان يشتري عسل سدر جبلي ، كان الأمر غريب فكيف لهذا المشرد كما يبدو من ملابسه بثمن مثل تلك السلعة التى قد لا يستطيع بعضنا شراءها لإرتفاع ثمنها ، عسل جبلي ، ما هذا ، هكذا تمتم بطلنا ، ولغرابة الأمر فقد تلكأ بطلنا في دفع الحساب حتى انتهى هذا الغريب من شراء ما جاء من اجله وذهب للدفع ، ذهب بطلنا في أثره وقد ارتفع سقف فضوله وانتبهت كل حواسه للأمر

لما وقف المشرد لدفع الحساب وأخرج حافظته ، كان الأمر غريب فقد كان بالحافظة عدة بطاقات إئتمان ، ردد بطلنا في نفسه كيف له بهذه البطاقات ، بل كيف لبنك ان يصدر بطاقة إئتمان لمن هم على مثل شاكلته ، بالفعل دفع الغريب حساب أغراضه ودفع صاحبنا بسرعة حسابه وخرج في إثر هذا الرجل وقد نبأته غريزته أن هذا الغريب له أمر جلل

يتبع

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مستمتعة جدا جدا جدا......بحكايات الكبار فقط

بس سؤال علي الهامش

هو التوبيك....رجالي و لا ايه؟؟؟؟

مش شايفة اي مشاركة من المعسكر الحريم نوهائي

طب ايه ازق عجلي.....(وش حد متبت و مش هيقوم غلاسة:)

كمل يا استاذنا

مستمتعة بالسرد جدا

أهلا وسهلا بعبورك الكريم على الموضوع واتمنى لك اقامة ممتعة ، والموضوع ملك لمن يقرأه ، فأهلاً وسهلاً بكل المداخلات

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة الثانية

خرج بطلنا في إثر هذا الشخص الغريب بعد أن حدثته نفسه بأن خلفه أمراً ما ، وما ان جذب الباب بسرعة وبعنف حتى حدث ما لم يكن يتوقعه ، فالرجل لم يبتعد عن الباب بعد وكان يقف ليراجع تاريخ الصلاحية المدون على علبة العسل الجبلي فقط على بعد خطوة واحدة من الباب ، فاصطدم به بطلنا بقوة كانت كفيلة بفقده لتوازنه وسقوطه أرضا وسقوط علبة العسل من يده ليتحطم الإناء الزجاجي بداخلها ويسيل العسل على أرضية الشارع في ايدجوير ، في وسط ذهول بطلنا والذي تسمر في مكانه ، حتى انه لم يمد يد المساعدة للرجل الملقى على الأرض أو يحاول رفع العسل لإنقاذ ما يمكن انقاذه

إستفاق بطلنا من ذهوله على قهقهة مرتفعة من الرجل الملقى على الأرض ، وهو يقف بهدوء ، ويربت على كتفه ويقول له ، هييه أخينا فوق انت رحت فين ، قالها بلهجة مصرية خالصة كانت كفيلة بإفاقة بطلنا من غفوته بعد ان احمر وجهه وهو لا يعرف كيف سيعوض هذا الرجل عما اقترفه ، فلم يكن بمقدوره دفع ثمن هذا العسل ، وذهب عقله إلى أن هذا الرجل قد يكون اشترى العسل لمديره أو لرجل غني أو شخص ما وها هو سيتسبب له في المشاكل التى هو في غنى عنها

لا أكذبكم لو اخبرتكم أنه قد يكون هذا الرجل المتسخة ثيابه قد قرأ ما يدور بعقل صاحبنا ، فبادره بإبتسامة قائلاً ، أعتذر لك فأنا دائما ما ارتطم بالمتسوقين هنا بسبب وقوفي في نفس الموضع كل مرة ، ولا اتوب عن ذلك برغم من طرافة الحوادث وغرابتها التى اقع فيها ، ولكنه يبدو كإدمان الوقوع في الخطأ ، واتذكر المرة الماضية عندما ارتطمت بي تلك السيدة فتعثرت واسقطت زجاجة زيت الزيتون على ملابسي وامضيت كل اليوم غارقاً في الزيت ، الحمد لله هذه المرة عسل فقط ، اعتذر لك مرة أخرى عما اصابك من سوء واسمح لي أن استضيفك على شراب في هذه القهوة القريبة

لو اراد صاحبنا وضع خطة للتعرف على الرجل ومعرفة حكايته لما استطاع أن يتفنن في رسم خطة كتلك التى كان القدر كفيلاً برسمها بعبقرية وتنفيذها بحرفية وتلقائية عجيبة ، وباستخدام ذات الأدوات المتوفرة في مسرح الأحداث

كاد الفرح يقفز من عين بطلنا عندما صاح ، لا بل أنا من استضيفك فأنت كانت استضافتك كريمة جدا وتحملت خسارتك لسلعتك الغالية ، فاسمح لي بدفع ثمن الشراب ، أومأ الرجل برأسه وساراً معا لمقهي عربي كانت قريبة ، وعندما جلسا على المقهي ، لاحظ بطلنا ان كل رواد المكان كانوا من جنسيات عربية مختلفة ، ولأول مرة منذ هبط بمطار هثرو يجد ان تدخين الشيشة ممكن في هذا المقهى

إذن انت معتاد على السقوط ، قالها بطلنا وهو يتوجه بحديثه لضيفه الغريب وهو يبتسم ، فأجابه الرجل انا دائما ما اسقط ولكنى في معظم الوقت اخسر السلعة واكسب صديقاً ، ولا انسى تلك السيدة ذات السبعين ربيعاً اللندنية عندما صدمتنى من الخلف فوقعت وبعد ذلك توطدت علاقتي بها ، واصبحت ازورها في بيتها واقضي لها حوائجها ، بل اقول انها اصبحت مثل امي التى لم ارها لأكثر من 6 سنوات وفجأة سالت دموعه عندما تذكر أمه ودخل في حالة من الحزن الشديد

قطع تلك الحالة حضور النادل ليسألهما عما يودان طلبه ، فسأله بطلنا عن ما لدية فأخبره بقائمة طويلة من المشروبات العربية ، فطلب بطلنا سحلب بالمكسرات ، وطلب الرجل شاي اعشاب بنكهة البرتقال ، وعندما هم النادل بالإنصراف قال له الرجل الغريب لا تنسى يا كريم ان تضع العسل ، ففهر بطلنا فاه ، فعاجله الرجل بقوله ألم أقل لك اني معتاد سقوط ، وهذه اقرب مقهى للباب فانا كل مرة ارتطم امام الباب ادعو من اصطدمت به لشراب هنا ، ابتسم بطلنا وقال له ، انت خبير علاقات عامة إذن ، فأجابه الر جل ، نعم قسم اصطدام من الخلف

لاحظ بطلنا أن الرجل يتكلم برقي يتنافى مع مظهره الذي يبدو عليه ، فهم بالسؤال ولكنه تراجع ، وغير سؤاله للرجل ما اسمك ، فاجابه الرجل اسمي سليم ، تذكر بطلنا انه لما وقف خلفه في البقالة واخرج بطاقة الإئتمان كان الإسم المدون عليها على ، وليس سليم ، هو يذكر ذلك جيداً لإن المحاسب اعاد ترديد الإسم ، ولكنه لم يكن بحاجه لتكذيب الرجل في هذا الوقت

وبسرعة قال سليم انت مصري صح ، لقد زرت مصر عدة مرات ولا أنسى أسماك دوران شبرا ولا المنوفي للكباب والكوفته ولا الأيام التي قضيتها في خليج نعمة اتسكع على المقاهي هناك ، واذكر يوم هاجمنى القرش وانا اقوم بعمل سنوكلينج قرب راس محمد ولا سهرات الحسين ، اهلاً يا مصري ... نورت لندن

يتبع

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

هنا امام بقالة المصطفى اصطدم بطلنا بسليم

gallery_1925_36_51632.jpg

هنا جلسا للتعارف بعد ذلك

gallery_1925_36_89325.jpg

تم تعديل بواسطة احمد رضوان

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

العازفون في مترو لندن كما اعتادت جيني العمل

http://www.youtube.com/watch?v=rthD7ThnFro

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة الثالثة

ارتسمت علامات التعجب على وجه بطلنا عندما استمع للجزء الأخير من الجملة سنوكلينج!! ، وارتفعت وتيرة الفضول عنده للسماء ، هذه المرة لم يستطع أن يملك نفسه ، فوشت ملامح وجهه بما يكنه صدره ، هنا ابتسم سليم ولمعت عيناه ، وقال له طبعاً مظهري يتنافى مع ما اقصه عليك ، يا صديقى لا تدع القشور الخارجية تشغل تفكيرك كثيراً وانصحك ان تتحرك دائما نحو وسط الدائرة فهناك يقبع السر دائماً ، هذه الحكمة تنطبق على كل شئ حولنا

من أنت ؟ قالها بطلنا وهو ينظر لسليم بنظرة ملئوها الإعجاب والإستغراب ، أجابه سليم انا ,,,، أنا فقط عابر سبيل مررت من طريق فعلقت قدمي بأشواكه فأدمتها ، فجلست لا اقدر على اكمال الطريق ، وانت عبرت من نفس الطريق فارتطمت بي ، فجلسنا فتعارفنا ، لبعض الوقت قد يروي كل منا للآخر عما شاهده في رحلته ، ولكنا بعد قليل سيمضي كل منا ليعبر طريقه بنفسه ، ولا مفر أبداً من ذلك ، فقلل من سقف تعجبك لأنك قد تقابل من هم اعجب مني في طريقك

قال صاحبنا سليم ، انت تتعاطى الفلسفة وتظلل كلامك مسحة من ألم ، فهلا بسطت لى كف كرمك وازحت الستر عن كلماتك ، فأنا لن اتركك حتى تفسر لى ما تقوله ولماذا تبدوا على هيئة المشردين وانت تتكلم بلسان رجل قضى الكثير من عمره في تلقى العلوم وتروى الحكمة كمثل خبير جاب الدنيا طولاً وعرضاً

هنا احضر النادل المشروبات وقال لسليم لقد وضعت العسل لك كما طلبت وإن اردت المزيد فلتخبرني ، قال له سليم أشكرك يا كريم ، ما هي أخبار ابنك هل اتم الجراحة على خير ، قال كريم الحمد لله ، خرج من المستشفى بالأمس والحمد لله ، قال له سليم كما اخبرتك لا تهمل العلاج الطبيعي لمده 6 أشهر على الأقل وعليك انت وامه بالصبر فعمليات العظام تحتاج لوقت وصبر ، هل تحتاج اي مساعدة ، قال له كريم النادل ، والله يا أستاذ سليم لا انسى وقوفك بجوارى ولا مساعداتك لنا فجزاك الله عنا خيراً

هذه المره لم يتعجب بطلنا فهو كان قد هيأ نفسه انه يجلس مع رجل غريب الأطوار وله قدر ، على الرغم من مظهره ، ولكنه سأل سليم هل ابنه مريض ، فأجابه سليم إبنه حسين قد صدمته سيارة مسرعة وهو يعبر الطريق عائداً من المدرسة في دمشق ، واحتاج لعدة جراحات عظام حتى يستطيع ان يمشى مرة اخرى على قدميه ، وأنت كما ترى كريم فقير ولا يملك شيئاً فتكفل بعض العرب المغتربون هنا بنفقات علاج إبنه ، جزاهم الله خيراً

ثم قال سليم إشرب السحلب قبل أن يبرد ، فهو سيحميك من برودة الطقس وانت كما يبدو لم تحضر معك معطفاً يقيك من المطر ، تناول بطلنا السحلب بالمكسرات واخذ يرتشفه في هدوء وهو يتأمل هذا الرجل الجالس أمامه في أعجاب

يتبع

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

على مدار تسع سنين عشتهم فى انجلترا ((عارف ان الجمله دى بتغيظ واحد صاحبنا قلبه ابيض ))هههههههههههههههههه .. لم أزر لندن بغرض الفسحه والتجول الا يوم واحد فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .. بينما مررت عليها كثيرا وعلى استحياء طبعا .. فى أثناء توجى لمطار هيثرو ..وجات ويك

ورغم انه كان يوم واحد الا انه كان حافل باحداث لا تنسى الصراحه .. وليس لدى جراءة اخى العزيز احمد لسرد بعض منها هههههههههههه .. ولا أنسى الاعتذار الشديد لاخى احمد لعدم استطاعتى تلبية دعوته لمقابلته فى لندن .. لظروف خاصه بالعمل

لندن تقدروا تسموها بلا مبالغه هى ((عاصمة الدنيا)) ..وهى تشبه القاهره بس على نضافه حبتين .. خليط من جنسيات عجيب يملأ الشوارع .. خصوصا فى اماكن الزحام .. ك بيكاديللى مثلا ..

انطباعى الاولى انى محبتش لندن لزحامها الشديد وتعقد وغلو الحياه فيها .. لكن انا متاكد ان انطباعى ده كان حيزول بمرور الوقت لو عشت فيها لفتره طويله .. لان ده حصل معايا لما عشت فى القاهره

اليوم ده كان معايا صديقى المصرى اللى شغال معايا فى نفس الشركه .. وعاش فى لندن فتره طويله وهو كان بمثابة الدليل بتاعى فى لندن .. وعرفنى على حاجات وورانى حاجات وشرح لى حاجات .. عامة لندن محتاجه اكثر من يوم للاستمتاع بها

متابع يا مان .. انت سخنتنى اروح اقضى لى أجازه اسبوع هناك هههههههههههه

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه

و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

آمين آمين آمين

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة الرابعة

نظر سليم نحو بطلنا قائلاً ، هل أعجبتك لندن؟ بدت علامات الدهشة على وجه بطلنا ووضع السحلب على الطاولة وهو يقول لسليم ، كيف عرفت انني لست من أهل لندن؟ قالها وهو غير متعجب هذه المرة فقد خبر الرجل من قبل وأيقن أن له نظر ثاقب ، وانما طرح سؤاله رغبة في أن يتعلم منه حقاً ، إبتسم سليم وقال له ، يا صديقي أهل لندن كلهم يحملون مظلاتهم في هذه الأيام او يرتدون معاطف تقيهم من المطر ، ووحده الغريب على لندن لا يفعل لعدم درايته بالطقس هنا ، وكم هو متغير في تلك الأيام من شهر مايو كل عام

نظر بطلنا نحو سليم قائلاً ، كم انت سريع البديهة ، دقيق الملاحظة يا سليم ، حقاً هذه أول زيارة لي للندن ، ولكن لم أعجب بها ، فهي مدينة هادرة ومزدحمة ولم تبدو لي كمدينة أوروبية وخاصة حيث اقطن بالقرب من البيكاديللي ، وبرودة الجو تبعث على الكئابة وتلقي ظلالها على البشر هنا

لما أتى بطلنا على ذكر البيكاديللي ، قهقه سليم ، البيكاديللي مرة واحدة وفي اول زيارة لك هنا ، يا رجل انت وضعت نفسك في وسط العواصف بل في عين إعصار هادر ، لأنك سكنت عاصمة العالم ، وعلى مقربة من منطقة سوهو حيث مركز كل الممنوع المباح ، انت يا صديقى تحوم حول الحمى ، فاحترس ، فأنت ساقط لا محالة

هنا إبتسم بطلنا وهو يتذكر أول يوم ، وصالة العرض ، ولا ارادياً تحسس ظهره بيده ، هنا سأله سليم ، هذه إبتسامة أحد أمرين أمر غريب أو موقف سخيف وكلاهما يحدث وسيحدث لكل عابر سبيل هنا ، فأيهما مر بخلدك الآن ، نظر بطلنا لسليم وقال له ، انت ماكر يا سليم ، انت تلقي لي بالطعم وانا ابتلعه دوما منذ الصباح ، بل لعلك وقفت قصداً خلف الباب ، ولعل ما أسقطته على الأرض ليس العسل الجبلي الغالي الثمن الذي إشتريته وإنما قد تكون قد استبدلته بآخر رخيص الثمن ، وما وقوفك خلف الباب سوى خدعة احترفتها للإيقاع بفرائس جديدة ، ولكنى على كل حال سأخبرك عن ما حدث معي فأنا كنت أيضا اريد التعرف عليك ومعرفة ما يقع فى منتصف دائرتك.

بالرغم من ان بطلنا توقع ان تغضب كلماته الأخيرة سليم إلا أن ما حدث كان جديراً بأن يدون في كتب الغرائب فما إن انتهى بطلنا من جملته حتى انتصب سليم واقفاً وعلى وجهه ارتسمت علامات الإعجاب ، وانحنى في حركة مسرحية أمام بطلنا قائلاً ، انا انحنى إحتراماً لقدرتك التحليلية وذكائك ، وبسرعة اخرج من بين طيات ملابسه علبة العسل الجبلي ومده يده بها قائلا ، هذا بالفعل ما حدث ، ولكن كي لا تسئ الظن بي سأخبرك بأمر ، انا أقضي جل وقتى وحيداً هنا في هذه المدينة ، وما البث ان أرى اي عربي حتى اتحين الفرصة للتعرف إليه حتى اجد من أبادله الحديث ، قد يبدو ذلك غير منطقي ، ولكنها الحقيقة وأقسم لك ان هذا ما أردته

اشار بطلنا بيده إلى سليم قائلاً لا عليك يا سليم ، أم أقول يا علي ، هنا انتفض سليم قائلاً كيف توصلت لهذا الإسم ، فلا احد يعرفه هنا اطلاقاً ، أشار بطلنا لحافظة سليم ، قائلاً بطاقة الإئتمان الخاصة بك أفشت سرك يا صاحب السر

قال سليم أستحلفك بالله الا تخبر أحداً فأنا في غنى عن أن اسرد حكايتى على مسامع الناس هنا ، وخاصة أن الجميع هنا يحملون همومهم الخاصة ولندن كفيلة بأن تجعل الجميع في سباق للحفاظ على الوجود

هنا وقف بطلنا وربت على كتف سليم قائلاً ، خفف عنك يا صديقى فلن يعلم احد بذلك الأمر ، واعدك بذلك ، ولكن ان كنت ترى ان تشركني الأمر او لو كان بيدي شيئا ما استطيع فعله من أجلك ، ارجوك ان تخبرني ولن أتوانى عن فعله

يتبع

تم تعديل بواسطة احمد رضوان

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

أتابع منذ البداية

ولن أخفي عدم ارتياحي في بداية الحكايات

و تحفظي قليلا على لغة السرد

لكن الحكايات شيئا فشيئا تبلورت وازدادت تشويقا

خصوصا عندما بدأ السرد بالفصحى

فرغم استمتاعي بالعامية الفصيحة

إلا أنني أعشق الفصحى وأراها أجمل كثيرا حال السرد

أتابع بشغف قصة ذلك الرجل غريب الأطوار

واسمح لي حضرتك أحييك بشدة على روعة السرد

:clappingrose:

أعد شحن طاقتك

حدد وجهتك

و اطلق قواك

رابط هذا التعليق
شارك

على مدار تسع سنين عشتهم فى انجلترا ((عارف ان الجمله دى بتغيظ واحد صاحبنا قلبه ابيض ))هههههههههههههههههه .. لم أزر لندن بغرض الفسحه والتجول الا يوم واحد فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .. بينما مررت عليها كثيرا وعلى استحياء طبعا .. فى أثناء توجى لمطار هيثرو ..وجات ويك

ورغم انه كان يوم واحد الا انه كان حافل باحداث لا تنسى الصراحه .. وليس لدى جراءة اخى العزيز احمد لسرد بعض منها هههههههههههه .. ولا أنسى الاعتذار الشديد لاخى احمد لعدم استطاعتى تلبية دعوته لمقابلته فى لندن .. لظروف خاصه بالعمل

لندن تقدروا تسموها بلا مبالغه هى ((عاصمة الدنيا)) ..وهى تشبه القاهره بس على نضافه حبتين .. خليط من جنسيات عجيب يملأ الشوارع .. خصوصا فى اماكن الزحام .. ك بيكاديللى مثلا ..

انطباعى الاولى انى محبتش لندن لزحامها الشديد وتعقد وغلو الحياه فيها .. لكن انا متاكد ان انطباعى ده كان حيزول بمرور الوقت لو عشت فيها لفتره طويله .. لان ده حصل معايا لما عشت فى القاهره

اليوم ده كان معايا صديقى المصرى اللى شغال معايا فى نفس الشركه .. وعاش فى لندن فتره طويله وهو كان بمثابة الدليل بتاعى فى لندن .. وعرفنى على حاجات وورانى حاجات وشرح لى حاجات .. عامة لندن محتاجه اكثر من يوم للاستمتاع بها

متابع يا مان .. انت سخنتنى اروح اقضى لى أجازه اسبوع هناك هههههههههههه

أولا شكرا على توقفك هنا ولا داعي للاعتذار ، وارجو ان يعجبك الموضوع فدائما ما اعتز برأيك

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

أتابع منذ البداية

ولن أخفي عدم ارتياحي في بداية الحكايات

و تحفظي قليلا على لغة السرد

لكن الحكايات شيئا فشيئا تبلورت وازدادت تشويقا

خصوصا عندما بدأ السرد بالفصحى

فرغم استمتاعي بالعامية الفصيحة

إلا أنني أعشق الفصحى وأراها أجمل كثيرا حال السرد

أتابع بشغف قصة ذلك الرجل غريب الأطوار

واسمح لي حضرتك أحييك بشدة على روعة السرد

:clappingrose:

مدام عبير ربنا يخليكي ، دايما كده رافعه معنويات الشباب امثالنا

ويارب الموضوع يعجبك ورأيك دائما اقدره ... بس لما تدخلي الموضوع من فضلك تيجي بالقهوة الرائعة بتاعتك علشان الضيوف والشيكولاته بتاعة الأخ سين سين

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة الخامسة

جلس سليم فى مواجهة بطلنا يرتشف شاي الأعشاب بعد ان إطمأن إلى صدق حديثه ، وجال بنظره في شارع إيدجوير ، كأنه يبحث عن شئ ما ، ثم عاد بنظره إلى بطلنا قائلاً ، كيف سارت أيامك الأولى هنا ، ولأول مرة منذ تقابلاً تكون التلقائية والصدق هي مظلة الحوار

وضع بطلنا السحلب على الطاولة وكان قد تناول منه حتى منتصف الكوب الزجاجي المزخرف ، وأجابه قائلاً ، انا وصلت يوم الأحد الماضي في رحلة عمل لعدة أيام

ثم بدأ بطلنا يروي لسليم ما مر به من مغامرات ، وسليم مستمتع بالرواية ، وبين الفينة والأخرى تعلو ضحكته لتجذب انتباه رواد المقهى بالرغم من احترام خصوصية الآخر التى يقدسها اهل لندن وتطغى على الغرباء بعد قليل من المعايشة

الغريب أن بطلنا بدا أيضا أنه يستمتع بالسرد وهو يصف لسليم كيف قفز من فوق الطاولات في المطعم المغربي ، هذه القفزة التى قد تؤهله لألمبياد لندن القادمة والتى ستكون في شهر يوليو ، وسليم لا يتمالك نفسه من الضحك ، وهو يجاوبه على شرط ان يقف أمامك عاشقان يتبادلان القبلات حتى تصطدم بهم ، ايها الثعلب ، ولعلك اسقطتهما عنوة ، فيبادله بطلنا الضحكات قائلاً يبدو ذلك منطقياً ، ويزيد عليه ان يقول ، هل ترى هذا الساذج الذي امامك ويشير لنفسه ضاحكاً ، كانت لفافة الماريجونا بين يدي ، وقذفتها عائدة من حيث أتت وانطلقت أعدو خارجاً ، وكان يمكننى أن اقضي بهذه اللفافة باقي الأيام في سوهو بصحبة الكثير من الجميلات هناك

هنا ارتفعت قهقهة سليم ولم يتمالك نفسه ورجع بالكرسي للخلف حتى كاد ان يسقط أرضا وهو يقول له ، بل لعلك كنت تقع في يد من منحك الحضن الدافئ وأصدقائه ، فتكون نهايتك ايها الساذج ، وخاصة ونحن على وشك بدء عطلة نهاية الأسبوع وهنا نهاية الأسبوع تمثل تحولاً في شوارع لندن ليحل سلوك الحيوان محل التحضر وتمتلئ الشوارع بالمترنحين وتتراكم اكوام النفايات وزجاجات البيرة والخمور في كل مكان ، وينام الناس في الشوارع سكارى ، يا لك من مسكين لو شاهدك هؤلاء وفي يدك تلك اللفافة ، وعادت قهقهته لترتفع عالياً قائلاً ، وقتها كنت ستتمنى لو كنت بالفعل قضيت ذلك اليوم بصحبة النادلة الكورية في شقتها ، لأن ما كان سيتبقى منك بسبب هذه اللفافة لن يقدر على شئ بعد عطلة نهاية هذا الأسبوع

عندما وصل لنهاية جملته ، جاء دور بطلنا لينهار من الضحك صائحاً صيد ولا احلى من ذلك أصلع وثمين ومعه ماريجونا للجميع مجاناً ، والغريب ان رواد المقهى أيضا بدأت تنتشر بينهم نوبة من الضحك الهيستري بدون سبب وكأن المكان بأكمله قد تحول

لما وصل الأمر لهذه الدرجة ، جاء كريم مسرعاً قائلا ، أستاذ سليم من فضلك اخفض الصوت ، فأنت تعرف انه ممنوع إزعاج السكان في الجوار لأن ذلك مخالف للقانون ، نظر له سليم ولم يتمالك نفسه من الضحك وهو يتخيل منظر بطلنا في شوارع سوهو ورواده متجمعون عليه تجمع الذئاب حول الفريسة ، فنظر إلى كريم وقال ، يا كريم ، صاحبنا ، سوهو ، وإنهار في نوبة من الضحك المتواصل ، وانتقلت العدوى لكريم نفسه حتى انه بدأ يبادلهم الضحكات وانصرف إلى داخل المقهى

بعد ان هدأت الضحكات ، نظر سليم لبطلنا قائلاً ، يا صديقي ما اسمك ، فأنت لم تخبرني عن اسمك حتى الآن ، فقال له بطلنا إسمي احمد ، قال سليم احمد انت ضيفي الليلة فأنا لم استمتع بالحديث منذ زمن سوى اليوم فلا تحرمني من تجاذب الحديث معك مرة أخرى

وافترقا على موعد ليلاً لتناول العشاء ، وانطلق احمد إلى محطة المترو عائداً للفندق بعد أن بعث فيه لقائه بسليم حرارة كان يفتقدها في جو لندن البارد في هذا الوقت من السنة

يتبع

تم تعديل بواسطة احمد رضوان

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

الضياع ... الحلقة السادسة

في تمام الثامنة مساءً ، وكانت السماء لم تظلم بعد ، استيقظ احمد على صوت الهاتف المتواصل بدون إنقطاع ، وفي تكاسل مد يده إلى الرف أعلى السرير حيث وضعه قبل ان ينام أو لنتحرى الدقة ، لنقل سقط في غيبوبة ، فلأول مرة منذ وصل إلى لندن يغط في نوم عميق ، وأمسك الهاتف وهو يتثائب قائلا نعم ، جاءه الصوت من الطرف الآخر ، انت لازلت نائما استيقظ ايها المصري فأمامنا الكثير لنقوم به ، اعتدل احمد فجأة من نومه قائلاً ، سليم كم الساعة الآن ، جاوبه سليم ، انها تمام الثامنة يا صديقي ، قال احمد ، حسنا أين سنتقابل ومتى ، قال له سليم انا انتظرك في محطة توتنهام كورت الآن ، انتفض احمد قائما ، ونفض الكسل عن عينيه وهو يقفز من على السرير قائلاً إمنحنى عشر دقائق لأكون أمامك

وبسرعة ارتدى ملابسه وقبل ان يفتح الباب ليخرج رن هاتفه مرة أخرى وكان أيضا سليم ، عاجله أحمد قائلاً مازال هناك خمس دقائق متبقية ، لكن سليم قال له ، نسيت أن اخبرك أن ترتدي بيجاما أو ملابس رياضية مريحة

تعجب أحمد من الطلب وسأل سليم لماذا ، فأجابه سليم لا تضع الوقت ، فقط أفعل ما أخبرتك ، وستعرف عندما تصل إلى هنا

فعل أحمد ما طلبه سليم منه وارتدى بدلة رياضية وحذاء رياضي وتوجه بسرعة إلى محطة المترو وفى أثناء نزوله قابلته مديرة الفندق سميرة وبادلته التحية ، وسميرة لها قصة سنقصها لاحقاً

قطع احمد شارع بلوومزبري بسرعة كبيرة متوجهاً لمحطة المترو ، واثناء سيره كان الجو شديد البرودة والأمطار ما تزال تسقط لتضيف لمعة جذابة لأرضية الشارع وإن كان قد قلت شدتها ، حاول احمد رفع ياقة البدلة الرياضية لتغطي رقبته علها أن تمنع بعض البرودة ، والغريب انه مرت أمامه فتاه ترتدي مايوه وتقود دراجتها بشكل جعله يستحي أن تؤثر فيه البرودة لهذه الدرجة

قطع احمد إشارة المرور وهي حمراء ، والكثير من سكان وسط لندن يفعلون ذلك ، او قد يعبرون من أي مكان غير مكان عبور المشاة ، واكثر من مرة كادت ان تصدمه دراجه لعدم درايته باتجاه المرور وعد انتظاره تحول الإشارة للون الأخضر

اتجه احمد يميناً عندما وصل لتقاطع بلوومزبري مع شارع اكسفورد وبعد حوالى ثلاث دقائق كان قد وصل إلى محطة توتنهام كورت وبسرعة هبط درجات السلم حتى وصل لبوابات الدخول فمرر بطاقة الأويستر كارد على المنطقة الصفراء بالبوابة ثم نزل في اتجاه خط السنترال

عندما وصل حيث أخبره سليم لم يكد يعرف سليم ، فقد كان حليق الذقن ، يرتدي بالفعل بيجاما زرقاء مدون علي ياقتها بيير كاردان وينتعل حذاءً مفتوح من الخلف ، وتفوح رائعة عطر اوكسجين من ملابسه

لما صافحه سليم ، قال أحمد انت رجل المفاجآت صباحاً كنت مشرداً والآن انت مشرداً أرستقراطياً

قال له سليم لا تعجب يا صديقي فأمامك الكثير لتراه هنا ، ولأخفف عنك سأخبرك أننا سنتناول العشاء ثم سنذهب إلى سينما الأمير شارلي حيث اليوم حدث خاص فهناك حفلة بيجاما ، وسيعرض فيها أجمل أفلام الثمانينات والتسعينات في عرض متواصل طوال الليل

هنا قال أحمد طوال الليل هنا في لندن؟ قال سليم يا صديقى هذه لندن الأخرى الزاخرة بالخبايا والتى لا يعرفها الا من التحم بتلك الطبقات الرمادية هنا ، بل لو أعجبك الأمر ، سآخذك غدا لنتجول في أحد المتاحف الليلية ، التى قد لا يعلم بأمرها أهل لندن أنفسهم ، وقد نذهب لحفلة رقص شاي على ضوء الشموع وفي جو العشرينيات من القرن الماضي وقد نذهب لمعرض صور النساء العاريات ، انتظر وسترى لندن بعين مدربة على هتك ستر المدن وكشف خبايا ليلها

يتبع

تم تعديل بواسطة احمد رضوان

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

مساء الخير

قهوة للضيوف المتابعين

Small-Business-Coffee-Econo.jpg

أعد شحن طاقتك

حدد وجهتك

و اطلق قواك

رابط هذا التعليق
شارك

مساء الخير

قهوة للضيوف المتابعين

Small-Business-Coffee-Econo.jpg

شكرا يا فندم على الواجب العالي ده ، ايوه كده خلي الحكايات تشتغل والضيوف تنبسط واوعدكم اجيبلكم جيني هنا المنتدى :harp: تعزف على باب الأدب وأهي تسترزق برضه

:partytime:

لك الله يا مصر

مدونتى : حكايات عابر سبيل

radws.blogspot.com

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...