اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ضوء في نهاية النفق


Mohamed Abdellah

Recommended Posts

:(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(

0000000000ضوء في نهاية النفق المظلم0000000

أيها الأخوة: أرى ضوءا في نهاية النفق المظلم. وقد تتفقون معي في أن هناك يدا ممدودة بسيف القانون تحاول بصبر وأناة وروية قطع أطراف من جسم الفساد في مصر. وقد رأيت هذا الضوء في المقالات التي تظهر على استحياء في الصحف القومية، خاصة في صحيفة الأهرام وصحيفة الأخبار، والتي تشير إلى مقاومة منظمة للفساد، وهي المقاومة التي نستشعرها فيما يتم الكشف عنه من قضايا الفساد.

فأمس الأول الجمعة كتب حول المناخ الجديد في مصر كل من الأستاذ فاروق جويدة في الأهرام، والأستاذ محمود عبدالمنعم مراد في الأخبار، واليوم كتب الأستاذ صلاح منتصر في الأهرام عن فساد وزارة الزراعة، كما كتب القارئ محمود عمارة رسالة مهمة في بريد الأهرام عن نفس الموضوع.

ففي مقاله "مجرد رأي" كتب الأستاذ صلاح منتصر اليوم بعنوان "حق المواطن" يقول:

هناك حق للدولة لدي هذا المتهم الذي لا نستطيع أن نشير إليه بغير صفة الاتهام‏، إلي أن ينظر القضاء في أمره‏، ولكن كلامي الآن حول حق المواطن العادي البسيط تجاه هذا المتهم وأمثاله‏..‏

فيما ينسب إليه هناك أموال ورشاوى وحكايات مازال التحقيق يجري فيها‏، ولكنني فقط أتوقف أمام ما نشر في كل الصحف عن مبيدات حشرية قام هذا المتهم باستيرادها من الخارج عن طريق شريك له في نفس القضية‏، وقد أثبتت التحاليل أنها تؤدي إلي الإصابة بمرض السرطان وممنوع استخدامها عالميا‏، إلا أن المتهم ـ وأظن أنه أصبح معروفا لفطنة القارئ ـ قام برشها في مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية‏..‏

الغريب في الأمر أن هذا المتهم كانت من مهامه حماية المواطنين مما يمكن أن يتعرضوا له من أخطار علي يد المستوردين الفاسدين والغشاشين‏,‏ ولكنه نفسه هو الذي استورد لنا أمراض السرطان ووزعها علينا‏..‏ وتصوروا لو أن وزارة الداخلية قامت بنفسها باستيراد المخدرات وتولت نشرها وتوزيعها‏!‏

من الذي يحمي حق المواطن‏..‏ أنا وأنت وكل الملايين التي سلمت مصيرها لمثل هذا الذي تاجر في حياتنا وصحتنا‏..‏؟‏

إنني أطالب بتجنيد كتيبة خاصة من المواطنين تتدخل في الدعوى المقامة وأرشح لذلك جمعية ساهمت في إنشائها منذ عدة سنوات لكنني انشغلت عنها، وكان يرأسها الخبير العالمي الدكتور مصطفي كمال طلبة وهي جمعية حماية المستهلك أرشح أن تقوم هذه الجمعية باسم ملايين المواطنين بمقاضاة هذا المتهم علي تلك الجزئية الخاصة باستيراد مواد كيماوية ممنوعة وهو أول من يجب أن يراقب منعها‏، ولكنه لأسبابه المادية الكريهة باعنا من أجل بضعة جنيهات‏..‏

أذكر أننا ونحن في صدد إنشاء جمعية حماية المستهلك كنا نتصور أن يكون هدف الجمعية حمايتها من بعض الذين يمارسون الغش في المواصفات أو النوعيات‏,‏ ولكننا لم نتصور أن يصل الفساد إلي هذا الحد‏..‏ ولذلك فلم يعد الأمر يقتصر كما كنا نتصور علي نشر أسماء المخالفين في الصحف‏,‏ وإنما يقتضي الأمر أن تتحول الجمعية إلي طرف يقيم عشرات الدعاوى علي كل الذين من أجل سرقات صغيرة يتسببون في أخطار كبيرة للمجتمع‏..‏ وأنا واثق بأن الجمعية ستجد عشرات الذين يتطوعون لإقامة هذه الدعاوى وملاحقة كل الذين استهانوا بكل شئ من أجل فلوسهم الحرام‏..‏ حق الدولة في الرشوة تتولاه النيابة ولكن هناك حق كل طفل وكل امرأة وكل شاب وكل رجل أطلق عليه المتهم مبيداته السرطانية‏!‏

وفي رسالته إلى بريد الأهرام كتب الأستاذ محمود عمارة بعنوان "زئير الفاسدين‏!‏" يقول:

واضح كالشمس أن الدولة قررت الحرب علي الفساد‏,‏ والضرب بيد من حديد علي رءوس الفاسدين والمفسدين أيا كانت مواقعهم‏.‏ وواضح أيضا أن الرقابة الإدارية قد عادت الآن في ثوب شفاف جديد لا تخشى ولا تفرق بين كبير أو صغير‏,‏ وهكذا رأينا في آخر المقبوض عليهم والذين كانوا يرتعون ويزأرون كالأسود ولا أحد يجرؤ علي الوقوف أمام سطوتهم وجبروتهم‏، والمدهش حقا أن معظم الذين وقعوا في أيدي رجال الرقابة كانت رواتبهم وحوافزهم تصل إلي أرقام فلكية لا يحصل عليها كبار المسئولين من الشرفاء‏، وكانوا في مواقع لا يحلمون بها هم أو غيرهم‏، فهم علي قمة السلم الوظيفي‏، ونجوم في المجتمع‏، ويملكون من السلطات والإمكانات والأدوات ما يشبع كل رغباتهم وما يشفي كل أمراضهم‏، وكلهم بلا استثناء‏، كما كشفت التحقيقات لديهم من الماديات والأملاك ما يكفيهم ويكفي جيلين من بعدهم‏,‏ فيظل السؤال‏:‏ لماذا تركوا أنفسهم ضحية للنهم والجشع لتنتهي حياتهم وراء القضبان وفي غياهب السجون؟

في فرنسا يسرع كل عام وقبل‏31‏ مارس كل مواطن أيا كان مركزه أو موقعه‏، وأيضا كل أجنبي مقيم بتقديم إقراره الضريبي شاملا وبالتفصيل كل ما حققه من دخول خلال العام المنصرم‏، وكل ما اشتراه من عقارات أو منقولات أو سيارات ليثبت أن دخله المعلن يزيد علي مشترياته ومصروفاته ولم تتضخم ثروته بأية طريقة أخري‏، وإذا ثبت للأجهزة أنه اشتري ممتلكات تزيد علي دخله السنوي تفتح ملفاته لمعرفة مصادر ثرواته‏، وإذا أدلي ببيانات كاذبة فلا تصالح ولا رحمة وسيحكم عليه بالسجن لعدة سنوات مع الغرامة التي تقررها المحكمة‏، وهكذا بالقانون والشفافية يمكن للنظام أن يضبط الإيقاع ويصل بسهولة إلي كل من تسول لهم أنفسهم السير في الطرق المتلوية‏.‏

علي كل حال لكل بلد ظروفه وثقافته وتقاليده‏، وربما يكون الحل المناسب لمجتمعاتنا الآن هو هذه الطريقة‏، طريقة الصيد بالشبكة‏، صيد بعض الحيتان الفاسدة أولا‏، فتختشي الديناصورات الكبيرة‏,‏ وتخاف الذئاب وتهرب الثعالب‏,‏ وتدخل الخفافيش الجحور، ووقتها سوف يعلو صوت الشرفاء الذين يعملون بأمانة وجدية لخدمة الوطن بلا ضجيج‏.‏

تحية لهؤلاء الشرفاء الذين يعملون في صمت‏، وتحية للرجال الذين يسهرون الآن لحراسة الأموال العامة ليحافظوا على ممتلكات الشعب‏.

وأمس كتب الأستاذ محمود عبدالمنعم مراد في عموده "كلمات" في صحيفة الأخبار يقول:

لم يعد خافيا أن شهر سبتمبر القادم الذي سيأتي بعد يوم واحد سوف يشهد تغييرات وتطورات مهمة في السياسة المصرية الخارجية والداخلية، وفي القانون والاقتصاد والموضوعات المهمة التي تعتبر نقلة هائلة في أحوالنا من جميع الجهات والنواحي.

وقد بدأت الشواهد منذ فترة. وصدرت أحكام كثيرة بإنزال العقوبات اللازمة ببعض الذين مارسوا الانحراف والفساد، وكانوا يظنون انهم في مأمن، وأن لهم من الحصانة القانونية وغير القانونية ما يحميهم من العقاب. وإذا بالأمور تتطور إلي ما لم يكن معروفا ومألوفا من قبل. وتعرض الكثيرون من علية القوم، سواء في السياسة أو الإدارة أو الاقتصاد، للعقوبة التي كان الظن الشائع أنها لن تمس هؤلاء الكبار. وفي الأيام الماضية عرضت شخصيات مهمة كبيرة علي السيد النائب العام، بعد أن ظن أمثال هذه الشخصيات أنها ليست خاضعة للقانون العام، وأطيح بعدد كبير من رؤساء البنوك، وحل محلهم كثيرون جدد.

وجري في مجال القيادات الحزبية الكبيرة التي مكثت سنوات طويلة تمارس نشاطها القيادي في الحزب الحاكم، حزب الصفوة القادرة علي تسيير الحياة السياسية والاقتصادية وفق هواها، جري لهذه القيادات ما لم يكن يدور في خلد إنسان ما. وتغير عدد كبير من هذه القيادات في هدوء وصمت، وظهرت الدلائل القوية علي أننا مقبلون علي فترة تصحيح أو تطهير.

وهذا يعد تطويرا وإصلاحا شديد الخطورة والأهمية وله نتائج ستظهر قريبا وتقنع الجماهير بأن سيف القانون لا يرحم، وأن الوسائل التي كانت سائدة في الماضي للوصول إلي السلطة، كالوساطة والمحسوبية والقرابة وتبادل المنافع بين أصحاب الحظوة، لم تعد مقبولة ولا مرعية في سبتمبر الجديد الذي يخلف سبتمبر الماضي الذي وصفناه بالأسود.

إننا الآن ننتظر تغييرات جديدة حاسمة وقوية، ولا هزل فيها ولا مجال للتلاعب، وسوف تمنح فرص قيادة للعناصر الشبابية الجديدة المأمول أن تتحلى بالصفات الطيبة المتطهرة من الأنانية والسعي للكسب الحرام. ولاشك أننا جميعا نأمل أن تنتقل بلادنا من حال إلي حال، وتشيع الطهارة في الإدارة، ونأمل أن تتمكن الحكومة من ملاحقة النهابين القراصنة الذين حصلوا علي مليارات من الجنيهات اغترفوها من البنوك، وسافروا بها إلي الخارج. بحيث يتمكن ذوو النية الحسنة من العودة إلي بلدهم، ورد أموال الشعب إلي مستحقيها. وأما البغاة الذين يرفضون العودة أو يظلون يمارسون الرذيلة المالية، فلن تعجز الحكومة والشرطة الدولية عن ملاحقتهم والقبض عليهم، ومرحبا بفترة طهارة تعيد إلي البلد حيويته، وتيسر انطلاقه إلي الأمام، رغم المعوقات والعقبات التي كانت قائمة.

وفي الأهرام عدد الجمعة كتب الأستاذ فاروق جويدة:

الحزب الوطني‏..‏ ومستقبل العمل السياسي

بقلم فاروق جويدة

انتهي الحزب الوطني من انتخاباته واختيار قياداته في المحافظات وبعد أيام قليلة يعقد الحزب مؤتمره العام في ظل توجهات وأفكار جديدة‏..‏ والواضح في جداول الاختيارات ومواقع العمل السياسي للحزب أننا أمام وجوه جديدة‏..‏ ولقد كان هذا في حد ذاته مطلبا شعبيا منذ سنوات بعيدة ان تنضم إلي مسيرة العمل الوطني مواكب من الشباب باختلاف توجهاتهم‏..‏ وامام هذه المتغيرات في ساحة العمل السياسي من خلال أكبر احزابنا السياسية نجد انفسنا امام احلام لاننكر اننا حلمنا بها من قبل ولم تتحقق‏,‏ ولكن لايملك الانسان احيانا غير ان يعيد ترديد الاشياء فاذا لم تكن وجدت صدي بالأمس‏..‏ فلعلها تجد صداها في الغد‏,‏ ولهذا سوف اتوقف قليلا امام المؤتمر العام للحزب الوطني لكي نناقش معا بكل الموضوعية والامانة اخطاء الأمس واحلام الغد وهنا سوف اطرح بعض الافكار والتصورات عن مستقبل العمل السياسي من خلال حزب الاغلبية‏.‏

في البداية لابد أن نعترف ان الحزب الوطني جاء إلي العمل السياسي وهو يحمل ثلاثة جوانب اساسية‏:‏ البعض يري انها كانت عبئا عليه‏..‏ بينما يري البعض الآخر انها كانت ومازالت من أهم الدعائم التي قام عليها الحزب ككيان سياسي وإنها كانت ومازالت مصدر قوته ووجوده‏.‏

أول هذه الجوانب‏..‏ انه حزب بدأ مسيرته بقرار فوقي‏..‏ ولعل ذلك يختلف تماما عن مسيرة الاحزاب السياسية التي تبدأ عادة من قواعدها الشعبية وتتصاعد حتي تصل إلي قمة الهرم‏..‏ ممثلا في قيادات الحزب‏..‏ وفي كل بلاد العالم التي تعتنق التعددية الحزبية نجد الاحزاب وهي تنمو كالشجرة تخرج من الأرض أولا ثم تمتد بفروعها واوراقها وظلالها في السماء‏..‏ ولكن المؤكد ان الحزب الوطني جاء إلي الحياة في ظل محاولة لتوسيع هامش الحريات وتعدد الاراء والافكار حتي وان كان ذلك قد تم بقرار سياسي وليس نتيجة تراكم زمني وفكري طويل المدي‏.‏

الجانب الثاني‏:‏ ان الحزب الوطني من اعماق تجربة شمولية لم تكن التعددية من مصادرها فهو ابن شرعي لتوجه فكري واحد‏..‏ ولهذا السبب عمل في بنائه الكثير من بقايا تجاربنا السابقة سواء في الاتحاد الاشتراكي أو الاتحاد القومي أو هيئة التحرير أو المنابر‏,‏ وهذه الكيانات السياسية كانت دائما خارج نطاق الاحزاب السياسية بمفهومها الطبيعي‏..‏ ولهذا السبب حلل الحزب الوطني الكثير من فكر ورؤي هذا الماضي القريب البعيد‏.‏

الجانب الثالث‏:‏ ان الوجوه في احيان كثيرة لم تتغير وربما كان منها من مارس العمل السياسي في ظل مدارس تختلف تماما عن منهج والسلوب التعددية الحزبية‏...‏ ولاشك ان ذلك كان عبئا علي الحزب الوطني‏:‏ الفكر‏..‏ والمنهج‏..‏ والمسئولية‏..‏ هذه الجوانب الثلاثة كانت بكل المقاييس ميراثا ثقيلا علي الحزب الوطني بل علي التجربة الحزبية في مصر كلها‏..‏ وان كان البعض منا يري غير ذلك تماما‏.‏

والشيء الغريب ان يقال إن في مصر الآن‏15‏ حزبا وربما أكثر‏..‏ وهي احزاب سرية لايعلم احد عنها شيئا من بينها احزاب تحمل شيئا من عبق الزمان القديم ولاتحمل شيئا غيره‏..‏ ومنها احزاب تصدر صحيفة‏..‏ ومنها احزاب لا وجود لها علي الاطلاق وليست أكثر من لافتة ومبني واعانه سنوية تقدمها الدولة ولايعرف احد اين تذهب ولماذا تقدمها الدولة من الاساس‏.‏

وفي ظل هذه الكيانات السياسية الهزيلة التي تمس احزبا سياسية غابت المنافسة تماما ووجد حزب الاغلبية نفسه مستريحا في كل الحالات فلا صراع بين قوي سياسية متنافسة‏..‏ ولا حوار بين افكار تتصارع‏..‏ ولاوجود لاحد في الساحة السياسية‏..‏ ولاشك ان هذا ترك اثارا سلبية علي الحزب الوطني وبقية الاحزاب‏..‏ بل ترك ظلالا علي كل التجربة الحزبية في مصر‏..‏ ان غياب المنافسة والصراع السياسي والحوار الفكري يشبه حالة من حالات الغيبوبة التي تصيب العقل فلا يفكر‏..‏ وقد ترتب علي ذلك فراغ سياسي مخيف بين شبابنا وترك ذلك فرصا واسعة امام تيارات اخري لكي تملأ هذا الفراغ‏.‏

وترتب علي ذلك ايضا فراغ ثقافي رهيب كان من نتيجته حالة السطحية واللامبالاة التي انعكست علي جوانب كثيرة من حياتنا‏..‏ وترتب علي ذلك ايضا فراغ ديني في ظل غياب الدين الحقيقي بسماحته ورحابته وعمق الاحساس فيه وكان لهذا الفراغ آثار بعيدة المدي علي حياتنا السياسية والثقافية والدينية‏.‏

وإذا كان الحزب الوطني يتحمل مسئولية الفراغات السياسية والثقافية والدينية في الشارع المصري فان بقية الاحزاب تشاركه هذه المسئولية‏,‏ ومن هنا يمكن ان تكون نقطة البداية ليس للحزب الوطني وحده ولكن بالنسبة لبقية الاحزاب اننا علي ابواب مرحلة جديدة‏..‏ فالعالم حولنا يتغير‏..‏ وفي كل يوم نري ونشاهد حولنا حسابات جديدة وافكارا جديدة ومطامع جديدة ويجب علينا ان نعد انفسنا لمواجهات جديدة‏.‏

ان السياسة في العالم تغيرت‏..‏ والاقتصاد بكل موازينه التقليدية يتحول‏..‏ والقوي السياسية في العالم يعاد تشكيلها‏..‏ والمنطقة العربية‏,‏ ونحن اهم مقومات وجودها تتعرض لمؤامرات مخيفة‏..‏ والأمة التي ننتمي إليها تواجه هجمات شرسة‏..‏ امام هذا كله يجب ان يستعد شبابنا لكل هذه المواجهات بالوعي والثقافة والانتماء ومواكبة روح العصر‏.‏

ان الواضح من برنامج الحزب الوطني في اختيار كوادره الجديدة اننا امام وجوه جديدة وهذا يعني اننا امام فكر جديد أو هكذا ينبغي ان يكون المستقبل‏..‏ وفي مؤتمر الحزب القادم هناك مجموعة من القضايا يجب أن يطرحها الحزب بكل الوضوح والصراحة‏.‏

*‏ ماهو مستقبل العمل الحزبي في مصر وهل يمكن ان يتسع هامش الممارسة السياسية من خلال فتح الابواب لاحزاب جديدة‏..‏ وماهو الموقف من احزاب لا دور لها ولاوجود‏..‏ واذا كان الحزب الوطني سوف يسعي إلي تغيير كوادره وقياداته ألا يتطلب الامر ان يحدث ذلك في بقية الاحزاب وان نفتح الابواب لفكر جديد من خلال احزاب جديدة‏..‏ ان الحزب الوطني ليس مسئولا فقط عن قواعده وقياداته ولكنه مسئول عن التجربة الحزبية التي شهدتها مصر في السنوات الماضية بكل سلبياتها واذا كان الحزب الوطني قد بدأ مشواره مع التغيير فيجب ان يتحقق ذلك في بقية الاحزاب وان يعاد النظر في التجربة كلها بحيث تكون هناك بداية حزبية جديدة أكثر حرية وأكثر تعددية وايضا أكثر التحاما بالشارع المصري‏.‏

ماهو دور الاحزاب في مواجهة قضايا الوطن‏..‏ وهنا لاينبغي ان يتوقف السؤال عند دور الحزب الوطني لانه صاحب القرار والمسئولية ولكن يجب ان تتسع دائرة المسئولية لكي تشمل بقية الاحزاب‏..‏ ان هناك مشاكل كثيرة غابت فيها الاحزاب تماما‏,‏ بما فيها الحزب الوطني‏..‏ ان مشكلة التنمية الاقتصادية تحتاج إلي مراجعة صريحة من حيث دور الحكومة والقطاع الخاص بحيث نقف امام انفسنا في لحظة مكاشفة ونتساءل‏..‏ ماهو دور الحكومة في مستقبل التنمية في مصر‏..‏ وهل نلغي هذا الدور‏,‏ كما يري البعض أا أن وجوده في بعض المجالات ضرورة‏..‏ وماهو دور القطاع الخاص وماهي سلبيات التجربة سواء مع البنوك أو مع الانتاج أو مع التصدير‏..‏ هناك ايضا مشكلة البطالة وهل ترفع الحكومة يدها منها‏..‏ وهل القطاع الخاص قادر علي تحمل اعباء مثل هذه المشكلة‏..‏ وماهي نتائج الحلول التي طرحتها الحكومة لمواجهة ازمة البطالة وإلي اين وصلت؟‏..‏ وهناك ايضا مشكلة المال العام ممثلة في عدد كبير من القضايا التي كشفتها الأجهزة الرقابية‏..‏ ويجري التحقيق فيها أو تم حسمها امام القضاء مثل نواب القروض‏..‏ ويدخل في ذلك ايضا اموال البنوك التي حصل عليها رجال الأعمال‏..‏ إن استباحة المال العام في مصر قضية تحتاج إلي مواجهة حاسمة وجادة‏.‏

من بين القضايا التي ينبغي مناقشتها ايضا قضية التعليم ودور الدولة والمؤسسات الخاصة وكيف نقدم تعليما عصريا يشارك في التنمية بكل جوانبها‏.‏

وهنا يجب أن ننظر بوعي للكثير من السلبيات التي اجتاحت حياتنا مثل قضية المخدرات التي تهدد شبابنا‏..‏ والثأر التي أطلت برأسها بقوة في صعيد مصر‏,‏ والاهمال متجسدا في مأساة قطار الصعيد أو حوادث المرور التي أصبحت نكدا يوميا يطارد المصريين في كل بيت‏..‏ ان الحزب الوطني مطالب بطرح كل هذه القضايا لانها قضايا المواطنين ولانها تمثل مستقبل هذا الشعب في كل جوانب حياته ولاينبغي ان يناقش الحزب تغييرات كوادره أو وجوده في الشارع بعيدا عن هموم الناس‏..‏ ان الحزب الوطني في حاجة الآن لان يعيد بناء جسوره وتواصله مع المواطنين لان القضية ليست القابا وواجهات اجتماعية ولكنها مسئولية ودور ورسالة‏.‏

لايستطيع الحزب الوطني وبقية الاحزاب في مصر ان تفصل نفسها عن كل مايجري ويدور حولنا‏..‏ ان العمل السياسي لاينفصل عن قضايا الوطن الداخلية والخارجية ولايستطيع الانسان الآن ان يعيش في برج عاجي داخل وطنه لان قضايا العالم تترك الآن ظلالها علي كل بيت في ابعد نقطة من هذا الكون‏..‏ ومن هنا لاينبغي ان نتجاهل الهجوم الذي تتعرض له الأمة العربية ابتداء بما يحدث من مذابح علي يد القتلة الصهاينة في فلسطين وانتهاء بضرب العراق وتهديد وحدته‏..‏ يدخل في ذلك ايضا مايحدث في جنوب السودان وهذه المؤامرة الخبيثة لفصل جنوبه عن شماله‏.‏

ان هذه القضايا تبدو بعيدة عن الاهتمامات الحزبية ولكن هذا تفسير قاصر للعمل السياسي لان الاحزاب هي التي توجه سياسة الحكومات أو هكذا ينبغي‏,‏ ومن هنا فان علي أحزابنا السياسية مسئولية كبيرة في نشر الوعي وتوضيح كل ما يجرى حولنا‏..‏ ان ما يتعرض له العرب والمسلمون في أوروبا لا يخص أقلية عربية أو مسلمة تعيش في الغرب ولكنه قضية العرب والمسلمين في كل مكان‏.‏

ومن هنا يجب ان نحدد الادوار والمسئوليات علي كل المستويات الإعلامية والسياسية والثقافية في هذه المواجهة‏.‏

هناك قضايا أخري تتعلق بالانتماء والولاء للوطن‏,‏ هذه الأفكار العظيمة التي نشأت عليها اجيال واجيال ويجب ان تظل ميراثا عزيزا لابنائنا‏..‏ ان هذه الكلمات الجميلة ليست مجرد شعارات براقة ولكنها كانت اسلوب عمل وموقف وحياة‏..‏ كانت تعكس شكل العلاقة بين الانسان ووطنه وترسم صورة هذه العلاقة فكان الحب الحقيقي ممثلا في الحرص علي المال العام‏..‏ وكان الانتماء الصادق ممثلا في العطاء بلا انانية‏..‏ وكانت الجدية تعني الالتزام‏..‏ وكان الضمير يسبق القوانين والتشريعات‏..‏ وكان الوطن يعني الحياة وكان التعاطف بين الناس يتجسد في هذا التواصل الجميل الذي يبدأ بأبناء الأسرة الواحدة وينتهي عند ابناء الشعب الواحد‏.‏

هذه الافكار التي تبدو الآن وسط غبار ايامنا الكثيف شاحبة هزيلة يجب ان ترفع الاحزاب السياسية رايتها مرة أخري بعيدا عن الصراخ والضجيج والخطب بحيث نقدم القدوة والنموذج لشباب يقرأ كل يوم عن تلك النماذج الكريهة التي شوهت حياتنا واستباحت المال العام وأطاحت بكل قيم هذا المجتمع العريق‏.‏

اتمني ان يكون المؤتمر العام للحزب الوطني نقطة بداية جديدة نحاول من خلالها ان نواجه مشاكلنا بصدق وامانة‏..‏ وان نناقش قضايانا الحقيقة بعيدا عن المزايدات والمبالغات والشعارات الرنانة‏..‏ اننا نعيش فترة صعبة وقاسية علي كل المستويات وما احوجنا إلي كل فكر جاد‏.‏

واتمني ان نبدأ صفحة جديدة في العمل السياسي نتخلص فيها من رواسب الماضي وسلبياته وأن تكون مواجهة قضايا الوطن وهمومه هي الهدف والغاية‏.

:(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(  :(

ابن عبداللاه

رابط هذا التعليق
شارك

:colgate:  :colgate:  :colgate:  :colgate:  :colgate:

تصحيح00 تصحيح00 تصحيح00 تصحيح00

في الفقرة الثانية من هذاالموضوع وقع خطأ في عبارة أمس الأول، والصواب هو أمس بدلا من أمس الأول0 لذا لزم التنويه، وأرجو قبول أسفي واعتذاري0

محمد عبداللاه

ابن عبداللاه

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذ محمد

لى عندك سؤال ، أو سمه تساؤل إن شئت

بماذا تسمى هذا النفر من الصحفيين الذين يريدون أن يقفزوا الآن للواجهه وهاتك يامقالات مدبجه طويله عريضه عن جرائم المدعو يوسف عبد الرحمن ، تاره بإسم مصالح الوطن وتاره أخرى بزعم التباكى على أرواح البسطاء الذين أصابهم السرطان والفشل الكلوى ؟ وأين كان سطر واحد فى كتابتهم والمدعو يوسف عبد الرحمن حر طليق يفعل مايفعل ورائحه أفعاله تزكم الأنوف وسيرتها على كل لسان ؟

وبماذا تسمى النفر من الصحفيين الذين قالوها مدويه بملو الفم فوجدوا أنفسهم فى رفقه المجرمين واللصوص والقوادين ؟

أى أمل ده ياأستاذ محمد ؟ وأنهىنور ؟ النفق مش بس مظلم ، لأ ده مليان أسود ونمور وضباع بتفترس إللى يخشه قبل مايفكر إن في فى آخره نور من عدمه

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

العجل لما بيقع ... تكتر سكاكينه

لكن هذا لا يمنع أن هناك مايشبه الأمل ..

وبالأحرى أنا شخصياً لدي أمل ..

ولازم نحلم أن هناك تغيير في الأفق ..

ولازم نتعلق في القشاية ..

لأن لو بطلنا نحلم .... حنموت ...

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

أتفق مع الأخ شرقية فى أن هؤلاء الكتاب الذين أصبحوا يدبجون المقالات للمدح والاشادة والتمجيد بالرقابة الادارية وبالحكومة التى قررت فجأة شن حملة على الفساد على طريقة "أسبوع المرور" هكذا مطلوب منا أن نفهم وأن نقتنع وأن نمضى ورائهم نسبح بحمد الحكومة وشكر الرقابة الادارية !!

انها قمة الاهانة .. انها رؤية تفترض فينا السذاجة واصابتنا بالعته والبلاهة حتى أننا ننسى أن نفس الحكومة ورئيسها الذى يشرف على الرقابة الهتلرية هى التى باعت صناعات مصر برخص التراب فى سلسلة من الفضائح المتتالية وأن من يقدمونهم الآن قرابين على مذبح الفساد هم صناعة نفس الحكومة

علينا أن نؤكد لهم دائما أن الشعب لا تنطلى عليه الخدعة وأن الشعب لن يكون قطيع من الدهماء فى مسرح الحكومة ينتشى لمشاهد دم أعداء القيصر .. وهذا هو الأمل الوحيد الذى يتحدث عنه الأخ سيد

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

نفق إيه اللى جاى تقول عليه .. ده طلع أطول وأظلم من نفق مترو باريس .. والنور الصناعى ممكن يكون خدعه .. ؟!

اخناتون :inlove:

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

:0  :0  :0  :0  :0  :0  :0  :0  :0  :0  :0  :0

أيها الأحباء : تقديري عظيم للآراء التي أبديتموها، وأنا أتفهم المشاعر المختلطة التي تنتابكم تجاه هذه التطورات، وعندي مثلها0 واسمحوا لي بقليل من الراحة والاستعداد لأعود وأمضي معكم في المناقشة، فأنا راجع توا من العمل0

يحفظكم الله ويرعاكم وسوف ألقاكم0

محـــــــــــمد عبـــــــــد اللاه

:bored:  :bored:  :bored:  :bored:  :bored:  :bored:  :bored:  :bored:

ابن عبداللاه

رابط هذا التعليق
شارك

:)  :angry2:  :D  :D  :D  :D  :D  :D  :)  :)  :)  :)

أخي الكريم الأستاذ شرقية:

كلماتك مهمة وسؤالك ذو قيمة، لقد سألت: بماذا تسمى هذا النفر من الصحفيين الذين يريدون أن يقفزوا الآن للواجهة وهاتك يا مقالات مدبجه طويلة عريضة عن جرائم المدعو يوسف عبد الرحمن، تارة باسم مصالح الوطن وتارة أخرى بزعم التباكى على أرواح البسطاء الذين أصابهم السرطان والفشل الكلوى؟

وأضفت: وأين كان سطر واحد فى كتاباتهم والمدعو يوسف عبدالرحمن حر طليق يفعل ما يفعل ورائحة أفعاله تزكم الأنوف وسيرتها على كل لسان؟

وأجيب عن هذين السؤالين أولا فأقول: أنت تدرك قطعا أن هناك علاقة بين السياسة والصحافة. وقد كانت هذه العلاقة موضوع كتاب بعنوان "بين الصحافة والسياسة" للأستاذ محمد حسنين هيكل، وإن كانت مادة الكتاب والحوادث التي ساقها فيه عليها خلاف في الرأي، لكنني أقصد المعنى العام المجرد.

والعلاقة بين السياسة والصحافة واضحة أشد الوضوح في موضوع الدكتور يوسف عبدالرحمن، فالسلطة هي التي تتحرك، وهي التي تلقي القبض على المتهم ومعاونيه وشريكاته وشركائه، وهي التي توجه الاتهامات وتذيع القرائن والدلائل والمعلومات، والصحافة عليها أن تتابع تحركات السلطة بالنشر.. يمكن أن تتقدم عنها فتدلها على معلومات ليست تحت أيديها، ويمكن أن تتأخر عنها فلا تنشر بعض أو أغلب ما تذيعه.. لسبب أو لآخر.

وسواء كنا في مصر أو في فرنسا أو في الولايات المتحدة فالطبيعة هنا واحدة، أقصد طبيعة العلاقة بين الصحافة والسياسة في هذه الناحية بالذات. لكن هذه الطبيعة هي وجه واحد من وجهي العملة ـ أو العلاقة بين الصحافة والسياسة ـ في مصر، فما هو الوجه الآخر للعملة؟

الوجه الآخر ينقسم إلى شقين، ولكل من الشقين علاقة بالفساد. وهذان الشقان هما إجابة جانب من سؤاليك المتقدمين وإجابة سؤالك المتأخر، وهو: وبماذا تسمى النفر من الصحفيين الذين قالوها مدوية بملو الفم فوجدوا أنفسهم فى رفقة المجرمين واللصوص والقوا دين؟ (أي محبوسين).

الشق الأول الذي ينقسم إليه الوجه الآخر من العملة هو المتعلق بتستر بعض الصحف وبعض الصحفيين على الفساد مقابل منافع مادية. والحقيقة أن فساد وزارة الزراعة يعد مثالا صارخا على ذلك، وهو ما قد أتناوله بتفصيل كبير في وقت لاحق. أما الشق الآخر فهو مخاطرة بعض الصحفيين بحريتهم أو أرزاقهم أو الاثنين معا من أجل أن يتصدوا للفساد، وهو ما حدث للزملاء الكرام الذين تتكلم عنهم، وهو ـ مع شديد التواضع ـ ما حدث لي شخصيا، إذ صدر ضدي في العام الماضي حكمان بالحبس والغرامة والتعويض المؤقت والكفالة لوقف تنفيذ الحبس. وقد صدر الحكم الأول بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة 7500 جنيه وكفالة ألف جنيه وتعويض مؤقت 2001 جنيه في دعوى أقامها قذف وسب أقامها ضدي الأستاذ إبراهيم نافع نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام بسبب أنني أثرت على الملأ قضية الفساد المالي والإداري والصحفي في الأهرام. وصدر الحكم الثاني في دعوى أقامتها النيابة العامة ضدي بناء على بلاغ من الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي عن ذات الموضوع، والفرق بين الحكمين أن الثاني مدة الحبس فيه بلغت سنة مضافا إليها باقي التفاصيل.

وأخيرا تبقى أسئلتك الأخرى، وهي: أى أمل ده يا أستاذ محمد؟ وأنهى نور؟ النفق مش بس مظلم، لأ ده مليان أسود ونمور وضباع بتفترس إللى يخشه قبل ما يفكر إن في فى آخره نور من عدمه؟

وهذه الأسئلة كلها أحترمها وأقدرها وأفهم دوافعها، ومتأكد من أنها صادرة من قلب كبير مشبوب بعاطفة جياشة في حب الوطن.

ولقد أكد الأخ الأستاذ سيد بمداخلته أنني لست وحدي الذي يرى الضوء في نهاية النفق المظلم إذ يقول: هناك ما يشبه الأمل.. وأنا شخصياً لدي أمل..

وقد شاركنا الأمل صباح اليوم الكاتب الصحفي سيد عبدالعاطي في جريدة الوفد في مقال عنوانه "إنهم يصطادون الأسماك الصغيرة!" وجاء نصه كالتالي:

[منذ حوالي شهرين، حددت موعدا مع رئيس أحد الأجهزة الرقابية الهامة، لإجراء حوار حول حجم الفساد في مصر، وإحجام الأجهزة الرقابية عن إحالة الكثير من ملفات الفساد إلي النائب العام للتحقيق مع مرتكبيها. وأثناء اللقاء فوجئت برئيس الجهاز الرقابي يطلب الاطلاع علي الأسئلة التي وضعتها تمهيدا لإعداد البيانات والمعلومات اللازمة للرد علي تلك الأسئلة بما تقتضيه الدقة في عرض الحقائق.. ولكني فوجئت به يرفض الإجابة عن أسئلتي جملة وتفصيلا.

وقال لي بالحرف الواحد: معني أن أجيب عن تلك الأسئلة، أن أقول لك الحقيقة.. والحقيقة أن معظم البلد لصوص نهبوا المال العام ومازالوا.. وأنا لا أستطيع أن أعلن وعلي لساني هذه الحقيقة!!

قلت له: وهل تقبل علي نفسك، وعلي تاريخك المشرف أن تترك هذه الجرائم ترتكب في حق مصر وشعبها دون كشفها؟!

قال رئيس الجهاز الرقابي: إنني أحيل هذه الملفات إلى الرقابة الإدارية أولا بأول، لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحوها، وهذا لم يحدث في عهود من سبقوني لهذا المنصب.

وانتهي اللقاء دون إجراء حوار، لكنني استنتجت حقيقة هامة خلال هذا اللقاء الذي استمر حوالي الساعة بيني وبين رئيس الجهاز الرقابي، وهي ان الأجهزة الرقابية في مصر تحت يدها مئات من ملفات وقضايا الفساد التي يشيب لها الولدان.. وان الدولة مازالت تسمح باصطياد الأسماك الصغيرة، أما الأسماك الكبيرة، والحيتان، فمازالت في مأمن لم تمسها يد العدالة، لكنها تحوم حولها.

وإذا لم تكن هناك عدالة في مكافحة ومحاربة الفساد بكل أشكاله وألوانه، أيا كان مرتكبوه ومهما كانت مواقعهم فلن ينصلح حال هذا البلد].

انتهى مقال الزميل الأستاذ سيد عبدالعاطي، وأنا في الحقيقة أعرف هذا المسئول الذي يكتب عنه، لكن المهم أن سيد رأي الضوء في نهاية النفق مثلما أراه، أو مثلما يراه البعض.

وانطلاقا من الأمل أرجو أن يخيب ظن الأخ الكريم الأستاذ مصري، وألا تكون الحملة على الفساد مجرد "أسبوع مرور" كما يقول، وأن يكون المطلوب منا أن نفهم وأن نقتنع وأن نمضى وراء من أعلنوا هذا الأسبوع نسبح بحمد الحكومة وشكر الرقابة الإدارية!!

أما بقية ما رآه  الأخ مصري فإنني ألتمس له العذر فيه وقد أعود لمناقشته بشأنه.

والحقيقة أنه ليس غريبا أن يكون الأخ الأستاذ إخناتون مؤيدا لرأي الأستاذ مصري، فالأساس الذي بنى كل منها رأيه عليه موجود في الواقع المعاش، لكن الفرق أنني أراه يتآكل بينما يراه هو صلبا قويا لا يلين.

أخيرا، أسأل الله أن يخرج بأمتنا سريعا من العتمة إلى النور، ومن الشر إلى الخير، ومن الباطل إلى الحق.

قولوا جميعا: آمين.

محــــمد عــبداللاه

:)  :)  :)  :)  :)  :)  :)  :)  :)  :)  :)  :)

ابن عبداللاه

رابط هذا التعليق
شارك

المسألة يا استاذ محمد ليست ظنون ولا تفاؤل أو تشاؤهم ولكنها قراءة موضوعية متأنية لحقائق الواقع ومن ثم توقع المستقبل .. وهذا الأسلوب ليس بدعة ولكنه منهج معمول به ليس فقط فى العلوم الانسانية ولكن فى كل المجالات .. فلا تستطيع مثلا أن توصل "كى بورد" بجهاز تليفزيون وتقول عندى أمل يشتغل كمبيوتر !!

ماذا تقول المعطيات التى قدمتها أنت بنفسك من خلال طرح مشكلتك مع الأهرام أواستنادا على حوار جرى بين صحفى الوفد ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ؟! يعنى أن الفساد كثير .. وان القضايا المعلن عنها "انتقائية" لأغراض سياسية .. يعنى المسألة لا تعكس جدية فى محاربة الفساد وانما تحقيق مصالح احدى أدواتها هى الاحتيال على الرأى العام .. وهذا هو ما نقوله .. لأن هذا هو النتيجة الطبيعية لنظام نعرف جيدا تركيبته .. ونعلم جيدا من هو عاطف عبيد ومن هم الوزراء المزمنون ومن هم أعضاء النخبة الذين ولد جيل بأكمله وتربى وتعلم وتخرج من الجامعات وشق طريقه الى المستقبل وهم لا زالوا كما هم فى مواقعهم .. هل يمكن لهذا النظام ولهذه النخبة أن تحارب الفساد ؟! اذن ماذا يكون الفساد ؟!

هل يمكن أن تجعل التليفزيون يعمل ككمبيوتر لمجرد أنك قمت بتوصيل "كى بورد" له ؟!

واذا لم يكن ما يحدث هو محاربة للفساد .. فان الأمر ينطوى على أخطر أشكال الفساد .. فساد يستخدم مؤسسات المجتمع فى تحقيق أغراضه .. فساد يحتقر المواطنين ويحتال عليهم

وأعتقد أن أولى صور الدفاع الشعبى ضد هذا الفساد هو التأكيد على أن اللعبة مكشوفة وأن الشعب ولا التاريخ لن يرحم كل من شارك فى هذه الجريمة

نريد شفافية وحربا حقيقية على الفساد ولا نريد معارك مصطنعة أو أبطال من ورق .. ونرفض الخداع مهما كانت مصادره

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

[b:post_uid0] اولا لاحظت ان المداخلات طويلة جدا  و تتطلب الطباعة ثم القراءة على مهل  و لكنى حقيقة لم افعل   انا شخصيا اكاد ارى ضوءا  ضئييييييلا  فى نهاية النفق  و مع احترامى الشديد  لكل من شارك فى هذا الموضوع  فانى استند فى رايى هذا الى  مقولة  مش معقول يكون هناك ما هو اسوأ  !!!  و ان ما  كشفته الصحافة حتى الآن كثير و كثير جدا  و اذا كان هناك كيان ما يهدف الى الإفساد  فقطعا  هذا االكيان - الإفتراضى -  على وشك السقوط

حديثى هذا من باب الأمانى

و اذكر فى  بدايات المحاورات انى حذرت احتراف الفساد اى ان يتحول الفساد الى مستوى حرفى له قواعده و اصوله و كوادره  و حينئذ تكون حرب الفساد   من اشق المهام   ... هل ترانا وصلنا الى الى مستوى الفساد الحرفى ؟[/b:post_uid0]

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

ما يجرى حاليا من أحداث يشير الى تجاوزنا مرحلة فساد الأفراد الى فساد النخبة ..

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

رأيى أنه طالما ظهرت الكثير من قضايا الفساد بهذا الشكل أن الكيل طفح وأنه وبصراحة ما خفى كان أعظم وأن ما تم أكتشافه ما هو الا ,001% من

قضايا الفساد

أنه كما قال أحد الأخوة هنا ضوء صناعى

ومن الخطأ الظن بأن تتبع الفساد من أطرافه سوف يقضى عليه

للفساد مركز لابد من تدميره وغير ذللك ضحك على الدقون و تتضييع فلوس الناس الغلابة

النفق مسدود يا أخى بفساد المنظومة كلها

أذا أردنا الأصلاح فعليناأصلاح  العمق أولا

أرجوا أن يكون ذلك واضحا :dozingoff:

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

وفى ظل فساد النخبة ـ وهى ذاتها التى تعلن عن كشف قضايا الفساد ـ يبقى الاحتمال قائما أن هؤلاء المقبوض عليهم هم الجزء الباقى من الشرفاء !!

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

حتى لو كان أملنا هو أن ما نراه في نهاية النفق هو الضوء

فليكن ..

هذا أفضل من أن نتخبط في ظلام دامس ..

دون حتى ... أمل .. أو حلم ...

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

لكن يا أخ سيد .. من يمضى وراء السراب يتوه

خلينا نحلم بمجتمع جديد .. نحبه لأولادنا .. ونعمل من أجل تحقيق الحلم

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

نعم نعم

هناك ضوء في نهايه النفق

فجريت جريت

بكل قوة جريت

و لهثت...و سقطت

و لكن من اجل ابنائي نهضت

و من اجل ....ذكري اجدادي جريت...و جريت

تخبطت...و تعثرت

و لكني....كان علي ان اجري و ان اصل

فالضوء في نهايه النفق

و لا بد من نهايه لذلك الظلام

و اخيرا وصلت

فوجدت النفق مسدود

و سجاني قد وضع مصباح في نهايه النفق

فجلست

و عرفت ...اني خدعت

بكرة أحسن من النهاردة

رابط هذا التعليق
شارك

علي فكرة

دا مش تشاؤم

و لكن اردت ان اضحك...مع كل من يري ضوء في نهايه النفق

لمجرد سقوط....بقرة ...أو حوت

.....

و عندما تعلم ان الاجهزة الرقابيه...كما ذكر في الاخبار

قد كتبت عن تلك المخالفات

من خمس سنوات

اري فعلا اننا نعيش في نفق

اما النور...فهو ناتج من احتراق اخيارنا

و احتراق اعصابنا

بكرة أحسن من النهاردة

رابط هذا التعليق
شارك

لا يا أخ سيد لا أوافقك تماما

من الأفضل أن تعيش واقعك مهما كان أسودا

الأحلام اللى بتتكلم عليها ما هى الا السراب

وأنا رأى أن الشعور بواقعك الأليم والموت بسببه أفضل من العيش فى الوهم

أنا شخصيا لا أرى فرق بين حياة وموت المواطن المصرى المطحون

يمكن الموت أحسن محدش عارف

ليست دعوة لليأس والله ولكنه واقعنا المر

هى دى الحقيقة ليه نهرب منها

يا نواجه مشاكلنا يا نموت من اليأس والاحباط

هذا أفضل من العيش فى عالم اّخر كالمجانين

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

With great power comes great responsibility

وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده

وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده

رابط هذا التعليق
شارك

يا اخواننا ..

ما هو يا إما نستسلم للوضع القائم .. ونسلم بيه .. ونحاول بقى ندخل في اللعبة .. وناخد نصيبنا احنا كمان ..

يا إما يكون عندنا أمل في إن الأمور تتصلح ..

إما بالناس اللي موجودة ..

وإما إن ربنا ياخدهم ويريحنا منهم وتيجي ناس تانية!!

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

يا اخواننا ..

ما هو يا إما نستسلم للوضع القائم .. ونسلم بيه .. ونحاول بقى ندخل في اللعبة .. وناخد نصيبنا احنا كمان ..

ولا في الاحلام ياسلام ياسلام

مين دا الي هايسمحلك انك تأخذ نصيبك

ما خلاص اتقسمت

ويجعله عامر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...