اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لماذا تخلفنا نحن....وتقدم غيرنا .؟؟


Recommended Posts

عزيزتي فيروز

فيه نقطة أساسية تجعل رؤيتك للموضوع بعيدة بعض الشيء عن الواقع

وهي أن المجتمع ليس نظاما ( سيستم ) مقفولا.... يتم التحكم فيه من الخارج

كتليفزيون أو آلة

ولكنه نظاما مفتوحا متصل بنظم أخرى مؤثرة فيه ومؤثر فيها ...

وبالتالي فهو ذاتي الحركة ....

نظم أخرى كنظام الطبيعة .. المجتمعات المحيطة .... نظام التاريخ ...

ثم أنه مركب من نظم أصغر .. تتفاعل مع بعضها البعض ...

ثم لديه ذاكرة التاريخ .. العقل ... تسجل وتتخذ قرارات ....

إذا ما يحدث فيه هو نتيجة لكل ذلك ..

ونحن مهمتنا كبشر أن نعرف الطريقة التي تتفاعل بها هذه النظم ....

حتى يمكن أن نضع إرادتنا كأحد العوامل المؤثرة وفقا لقوانين الحياة

إذن

من الصعب أن نقول نفعل كذا وكذا ... كما لو كان لنا مطلق الحرية

والنموذجان التي تكلمت عنهم ... بخصوص العلم والأخلاق عندنا وعند الغرب

هي نماذج حدثت فعلا وفقا للكلام أعلاه ... أي تلقائيا ... بدون اختيار ....

ويمكنني أن أقدم نموذج هزلي يوضح هذا الكلام .....

وهي نكتة تقول

أن بائع كباب ... عندما تزوج فرش سريره بالبقدونس

أو مدرس يستقبل حبيبته .. بأن يفرش لها الأرض كراريس

ويمكن تكرار هذه النكته بأشكال مختلفة ..... والتي معناها

أن ثقافتك الأساسية تؤثر على رؤيتك عندما تريد أن تفعل شيء آخر

وهذا الذي حدث في الغرب

لقد بنوا مجتمعهم على العلم ..

وبالتالي عندما جاء الوقت لإقامة النظام الأخلاقي الضروري لأي مجتمع

فكانت قواعد التفكير التي حصلوها أثناء بناء للعلم .. هي القواعد التي استخدمت لبناء النظام الأخلاقي

ونحن العرب .. بنيت حياتنا على الأخلاق

وعندما شعرنا أننا تخلفنا وينقصنا العلم ...

سوف نحاول أن نقيم هذا العلم مستخدمين قواعد التفكير التي كوناها إهتماما بنظام الأخلاق ....

فهل هذا يصلح لبناء علم

أنا لا أتكلم عن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها العالم أو أهداف العلم

أنا أتكلم عن

هل قواعد التفكير هذه تصلح للبحث العلمي أم لا ؟

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 77
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

إضافة إلى المداخلة السابقة

أن المجتمع لا يمكن أن يكون له عقلين

يعمل بأحدهم في العلم والثاني في الأخلاق

بقواعد للتفكير مختلفة في الحالتين

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

نرجع تانى للسؤال الاول الذى وضعه الفاضل Taha وهو :

لماذا تخلفنا .. وتقدم غيرنا ؟

السؤال فى حد ذاته يجعلنى اتسأل ... هل نحن كنا متقدمين ثم تخلفنا ؟ ... و ما هى مظاهر هذا التقدم ؟

ثم مـــن هم نحن ؟

المصريين ... أو العرب ؟

طبعا أنا لا افهم التقدم بالمعنى الاخلاقى ... و لكن أفهمه بمعنى التقدم العلمى و التكنولوجى و الاقتصادى , اما الاخلاق فهذه تدخل فى نطاق السلوكيات و ليس التقدم أو التخلف الذى نتكلم عنه هنا .

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

العزيز أمير

أوربا الغربية لم تبدا من الصفر

بل بدات مما انتهى إليه العالم

وآخرهم اليونان والعرب

وبهذا نعرف أن للتقدم معنى مختلف في كل مرحلة من مراحل التاريخ

ففي كل حضارة يمكننا أن نبحث عن

1 ـ التقدم في الفكر أو العلم وفي أدوات إنتاجه أي قواعد التفكيرفيه

2 ـ ما يظهر نتيجة لذلك على الأرض ... مثل الإنتاج المادي ...أو التنظيم .. أو القانون .... إلخ

ونحن هنا نتكلم عن العرب .. الذين كان لهم حضارة ... وأفلت

والذين لهم لغة واحدة وثقافة واحدة ... وبالتالي لهم عقل واحد ...

والذين لو حدث ولو افتراضيا تقدما في هذه المنطقة .. سوف يضمهم جميعا .....

حتى لو كان

بالعدوى .... كما حدث في أوروبا ... رغم كل الاختلاف بينهم ... إلا أنهم كانوا يتخلفون سويا ويتقدمون سويا

وخاصة هذه المرة .. حيث كانت الرأسمالية تولد .. فقد كانت في حاجة إلى فتح كل أسواق هذه الدول .. و كان الفكر الاقتصادي يتابع و يفتح الطريق بالتنظير ......

أما الحضارة العربية

فبالإضافة إلى أنها كانت دولة أو دول تغطي مساحة كبيرة من العالم

وكانت تهدد الآخرين ولا يهددها الآخرين

وعلى المستوى الحضارى

حققت تقدما في مجال العقلانية ..

وفهمت فلسفة اليونان وأضافت عليها ...

وهي الفلسفة التي كانت أساس التطور العلمي الذي حدث بعد ذلك في الغرب

وأنتجت هذه الحضارة العربية الإسلامية على هامشها بدايات علوم الدنيا ...

من فيزياء وجبر وزراعة وطب وصيدلة واقتصاد وعمران وكيمياء .........

ولا شك أن هناك إضافات مهمة للإنتاج المادي في مجال الطب والدواء والزراعة والبحرية ... إلخ

في كتاب إسمه رحلة إلى مصر ... تمت هذه الرحلة في المرحلة التي كانت أوروبا قد قررت البدء ... والمؤلف كان هو المتبقي الوحيد من مجموعة مرسلة من ملوك أوروبا .. تقدر تقول للتجسس التقني وخلافه .... وكانت المجموعة تضم رساما .... فلم يكن تم اختراع التصويربعد ... وطبيب وتخصصات أخرى .. وكتبت عن حضانات البيض الكبيرة لانتاج الدواجن في مصر ومعاصر الزيوت وأشياء أخرى ... لا بد أنها كانت أفضل مما عندهم ....

ولكن للأسف لم يستمر ذلك ...

بل وبزغت حضارة أخرى على أنقاضها وعلى منجزات كل الحضارات السابقة .....

فهل لنا أن نغير من طريقة تفكيرنا لكي نلحق بهم ؟

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

أن المجتمع لا يمكن أن يكون له عقلين

يعمل بأحدهم في العلم والثاني في الأخلاق

بقواعد للتفكير مختلفة في الحالتين

طيب وهل يتدخل العقل فى اختيار الاخلاق؟

بمعنى ان دور العقل مفروغ منه فى الجانب العلمى للتقدم .. لكن هل للعقل دور فى اختيار ما هو اخلاقى وما هو غير اخلاقى ام ان الامر يخضع للضمير الذى اظن انه شئ مختلف عن العقل ..

اعتذر طبعا لو كانت الاسئله بعيده عن الموضوع الاساسى .. انا فعلا كنت قررت انى احاول اجعل اسئلتى فى اطار الموضوع او اسكت بس الاضافه دى هى التى جعلتنى اسال

كما تجعلنى اسال ايضا اذا لم يكن من الممكن التفكير بعقلين واحد للاخلاق و الآخر للعلم و نحن من الاساس نحكم الاخلاق فيما يخص العلم هل يعنى هذا حاجتنا لبناء عقولنا من اول و جديد لان العقول القديمه لا تعمل فى الاتجاه المطلوب؟

اما الاخلاق فهذه تدخل فى نطاق السلوكيات و ليس التقدم أو التخلف الذى نتكلم عنه هنا .

اعتقد ان التقدم السلوكى هام فى الموضوع الذى نناقشه

فقيمة احترام العمل مثلا او الجديه فيه .. هى فى النهايه امر سلوكى و انسانى بحت لكنه ضرورى للغايه لاحراز تقدم علمى .. النقطه الاخرى اننا حين نقارن بين الماضى و الحاضر و نقول اننا لا نعيش فى عصر الغاب -مثلا يعنى- فاننا نقرن التقدم الذى احرزه الانسان فى معارفه بالتقدم الذى احرزه فى سلوكياته ..

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

طبعا لا يمكن لأي شخص أن يكون له عقلين

حتى شادية بتقول كده ..

ماقدرش احب اتنين علشان مليش قلبين

وفي اللغة العربية عقل = قلب

لأنه مثلا لا يمكن أن يكون له تصورين أو رأيين نهائيين في شيء واحد

وبما أن العقل هو في النهاية الثقافة .. إما كمحتوى .. أو كقواعد للتفكير

فالمجتمع لكي يكون سويا .. سيكون له عقل واحد

ولكن يحدث كما في حالتنا أن تتنازعه ثقافتين .. لكنهما في حالة صراع .. كل منهما يريد أن يقوض الآخر .. ويعتبر نفسه هو الأصح ...

وهذه حالة سلبية ... مدمرة

ولكن عندما يبدأ أحدهما أن يسود فإنه سيفرض قواعده

والسؤال الآن هو إلى أين نريد أن نتجه ... للدنيا أم للآخرة ...؟

وإذا كان الرد ..

" إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا "

هذا بالضبط ما يحدث في الغرب

أما عندنا فالعمل للآخرة فقط ..

حتى أن الأمريكان الله يكتر خيرهم يساعدوننا على الوصول بأقصى سرعة إلى الآخرة ....

وعندما تتكلم يقولك .. الدين يحض على العلم ...

كويس

لكن حضرتك واقفلى عالباب .. كفرتلي كل الناس .. كل العلماء .. إزاي هاشتغل ... العلم من طبيعته اللي خلقها عليه ربنا ما بيحبش رقيب ...

الرقيب يكون على تطبيق نتايجه المادية من خلال المجتمع ...

وليس في المعمل ولا في المجلات العلمية والكتب والمؤتمرات ..ولا في المناخ العام ... الناس بتكره علماء كبار لهم قيمة علمية كبيرة .. وبالتالي لن يحبوا العلم ولا يقدروه ... والمطلوب هو العكس ...

أما الضمير .. فهو ليس شيء منفصل عن الثقافة التي هي العقل ..

وهو يمثل تنازع الحاجة الطبيعية مع الثقافة السائدة ...

فعلا نحن في حاجة لعقل جديد يحقق لنا الآمان المادي والمعنوي ...

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

على فكره انا سالت عن التقدم الذى يعنيه الموضوع حتى لا اخرج به عن مساره الاساسى .. فلو نحن نتحدث عن التقدم العلمى فقط فلا اعتقد ان للدين علاقه بتخلفنا فى هذا المضمار .. الدين لا يهاجم العلماء بل يراهم ورثة الانبياء !!

أعتقد أن العلماء هنا مقصود بهم علماء الدين , و ليس علماء بالمعنى المعروف لدينا الان كعلماء للعلوم الدنيويه و ذلك حسب التفسير التالى :

[ إنما يخشى الله من عباده العلماء ]

و الخشية هي ميراث العلم ، جاء في الحديث :

عن أبي عبد الله - عليه السلام - :

" إن من العبادة شدة الخوف من الله - عز وجل - يقول الله - عز وجل : " انما يخشى الله من عباده العلماء " (1)(1) تفسير نور الثقلين / ج 4 / ص 359 .

وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين p2.gif قال :

" ... و حسبك من العلم أن تخشى الله " (1)[ إن الله عزيز غفور ]

عزيز بقدرته ، غفور للجاهلين .

[ 29] و استطرادا للحديث عن العلماء يتحدث الله عمن هو العالم ؟

العالم له صفات أربع هي :

1 - [ إن الذين يتلون كتاب الله ]

أي يستوحون علمهم من كتاب الله ، أو يمنهجونه حسب كتاب الله .

2 - [ و اقاموا الصلاة ]

أي يقيمون الصلاة بحدودها و مواقيتها ، بحيث تنهى عن الفحشاء و المنكر .

3 - [ و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية ]

سرا لأنه بعيد عن الرياء و الجبت ، و علانية لأنه تحد للطاغوت ، فهم يتحدون بالإنفاق جبت أنفسهم و طاغوت زمانهم .

و لكل شيء إنفاق و زكاة ، فزكاة العلم نشره ، و زكاة الجاه بذله ، و زكاة المال العطاء .

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

على ما اظن ان لفظ "العلم" فى الاسلام لم يقتصر على العلوم الدينيه

لان الحديث يقول "اطلبوا العلم ولو فى الصين" و لم يكن بالصين علوم دينيه تطلب !!

وحتى لا اتورط فى تفسيرات دينيه قد تخطئ و قد تصيب .. اقول ان ما اعرفه ان كلمة "العلم" فى الاحاديث مثلا لم يكن مقصودا بها العلم الدينى وحده .. وكانوا فى المدرسه يقولوا ان الحديث الذى معناه "ان من يسلك طريقا يبتغى فيه العلم يسهل الله له طريقا الى الجنه" فيه تحفيز لطلاب العلم "إحنا يعنى اما كنا فى المدرسه :angry: " ان يجتهدوا فى تحصيله لما ينتظرهم من اجر كبير و الله اعلم

تم تعديل بواسطة فــيــروز

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

اتفق مع فيروز واختلف مع السيد / امير .

حتى لو اتيت ببعض التفسيرات لبعض المفسرين ...

المقصود بهذه الآية ....هم العلماء فى كل شئ ...

مش مشكلتى ان اترجم كلمة على قدر فهمى لها ؟؟؟...انا فهمتها كدة ....لكنها تحتمل الصدق وتحتمل خلافه ...وهكذا ..فعل بعض المفسرين

توجد آيات تم تفسيرها ....واحيانا يأتى آخرين ويحاولوا تفسير آخر ويحجموا عن ذلك حتى لا يتهموا بالتشتيت ..

انما يخشى الله من عباده العلماء ......صدق الله العظيم .

عالم الطبيعة والكيمياء عارف ان المادة لا تفنى ولا تخلق من عدم ..

عالم الفلك عارف اغلب اسرار الكون وعارف ان كل هذا لابد له من خالق .....ويخشع اكثر من كاهن يصلى طيلة يومه فى محراب ..

عالم الرياضة ..نفس الشئ .

رايت مرة ريبورتاج علمى ..عن رجل اسبانى سافر لقضاء اسبوع فى البحر الأحمر .......وزوجته تسبح فقدت خاتم الزواج .

سبح الرجل واخذه التياروحاول البحث بشتى الطرق ولم يجد شئ ......وبالصدفة فى الاعماق وعلى البعد وجد خاتم آخر عليه رسومات غريبة ....عبارة عن I0I0I0I........I0I.....ولن اطيل عليكم القصة ..لكن عند عودته وفى جامعة كاديس وفى المعمل اكتشفوا ان الخاتم يحمل رسومات ولغة غير مفهومة ويصدر اشعة غريبة جدا ........هذا الخاتم موجود ومحتفظين به ...

سهل جدا جدا التأكد من صدق القصة .......

والمهم قادهم البحث الى حجر سبق وجدوه فى احدى الغابات ويرجع تاريخه الى آلاف السنين ........اتضح ان الخاتم عمره تسعة آلاف سنة .....والمهم قادهم البحث الى مغارة فى الجزائر ووجدوا رسومات لها آلاف السنين لمخلوقات تشبه الانسان ويحيط بوجهها هالة ......

لايوجد تفسير للآن ....لكن.......علم ذلك عند ربى ..

وبدلا من الاستطراد خارج الموضوع .....اقول ان حتى الملحدين من العلماء ......قالوا يوجد اله ......يوجد خالق لكل هذا ....مجرد ان تعلم اكثر تصيبك الرهبة والخشية والاحترام والتبجيل .....انه كون منظم رائع لم يخلق من عدم ...

بالتأكيد هؤلاء كانوا مخلوقات اخرى او بشر اصحاب ذكاء فوق العادة ولهم خواص لا توجد لدينا وبعضهم كانت تحيطه هذه الهالة ........مازال الخاتم يصدر هذه الاشعة الغريبة ولو وضعته تحت تجربة معينة يظهر ارقام وكأنه كمبيوتر متقدم جدا ....

اكرر....لايوجد تفسير ..

هؤلاء هم العلماء المقصودين .........

كلما عرفت اكثر ازددت قربا لله وخشية له .....

آسفة لو كنت اضعت وقتكم .......وارجو ان اكون اوضحت ما اقصد ......

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة لموضوع العلم وهل المقصود العلم الشرعي أم العلوم الحديثة فأتذكر أنه في كتاب بإسم مختصر منهاج القاصدين قسم العلم إلي نوعين علم يجب علي كل مسلم معرفته وهو العلم الشرعي الذي يمكنه من أداء الفرائض وعلم كفاية كالحساب للتمكن من حساب المواريث وللأسف ليس عندي الكتاب الأن لأنقل بالظبط لكم رأي المؤلف لكنه كان سلبي جدا تجاه العلوم غير الشرعية للدرجة التي أجبرت محقق الكتاب أن يضع في الهامش تعليق مفاده أن هذا رأي الكاتب لكن علي المسلم الإهتمام بالعلوم الحديثة أيضا لأنها أصبحت ضرورة لكن تبقي الحقيقة أن الفترة التي سبقت الحملة الفرنسية علي مصر كان رأي المؤلف وليس المحقق هو السائد مما أدي لنتائج كارثية

أنا لا أنكر أنه كان للمسلمين إنجازات علمية في فترة من الفترات ولكنها كانت مجهودات فردية لأصحابها وليست في إطار حركة شاملة للمجتمع كما حدث بعد ذلك في أوروبا فكلنا يسمع عن إبن الهيثم لكن لانسمع عن مدرسة للفيزياء قام بتأسيسها تعتمد علي منهجية البحث العلمي فأصبح مجهوده فرديا ولم يكتب له الإستمرار

بالنسبة لموضوع نسبية الأخلاق فهذا يمكن فهمه من العلاقة بين البناء التحتي المتمثل في علاقات الإنتاج السائدة في مجتمع وبين بناه الفوقية من قانون وأخلاق فعلي سبيل المثال قيمة كقيمة الوقت في قرية صغيرة بمصر تختلف تماما عن مدينة كبيرة فنجد الفلاح في مصر يقولك هاقابلك بعد العشا في حين لو قلت هذه الكلمة لشخص في مانهاتن هيفتكر إنك مجنون وكمثال أخر في العلاقة بين الرجل والمرأة ففي مجتمع زراعي يحتاج للقوة العضلية تظهر سيادة الرجل بوضوح لكن في مجتمع صناعي تسيطر فيه الألة ولايحتاج إلي مجهود عضلي كبير وهدفه الأساسي الربح تتلاشي الفوارق بين الجنسين وتنشأ علاقة أخري قائمة علي المساواة واستقلالية كل طرف

بالنسبة لموضوع أثاره الأستاذ طه سابقا وهو إعاة قراءة التاريخ العربي من جديد فهو من أهم المواضيع ويجب مناقشتها بحرية كاملة الأن وليس غدا

فعلي سبيل المثال وفي حادثة من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي وهي الفتنة بين علي ومعاوية تجد أن من أهم المراجع لدي السنة في هذا الموضوع كتاب العواصم من القواصم للقاضي أبو بكر ابن العربي تجد أنه في كل الكتاب يدور حول فكرة أن الإثنين من الصحابة وأحدهم إجتهد وأصاب والأخر إجتهد وأخطأ لكنه لم يتطرق أبدا لموضوع أن ماحدث كان صراعا علي السلطة ذو خلفيات قبلية ويستمر هذا الإتجاه في النمو لنجد محمد قطب في القرن العشرين يصدر كتابه التفسير الإسلامي للتاريخ ضاربا عرض الحائط بكل ماحققه الفكر الإنساني ليعيد نفس الكلام بصورة جديدة متجاهلا الحقائق علي أرض الواقع ومصرا علي النظر إلي البشر لا كبشر لهم غرائز وطموحات بل كملائكة أو شياطين

Labor is the only prayer that Nature answers; it is the only prayer that deserves an answer -- good, honest, noble work.

-- Robert Green Ingersoll,

رابط هذا التعليق
شارك

لا أستطيع أن أجزم ماذا كان يقصد بالعلماء

ولكن لدي بعض الأفكار

ففي هذا الوقت لم يكن قد ظهر بعد علماء في الدين

على ما أعتقد أن علماء الدين ظهروا بعد ذلك أي بعد عصر الخلفاء الراشدين

حيث كان الرسول والخلفاء هم مصدر الفتوى ..

مفهوم علماء وعلم حينئذ كان مختلفا عن مفهوم علماء وعلم اليوم

فمفهوم عالم كان ينظر إليه .. أنه الشخص العالم بالشيء أي الذي يعرفه أي الذي يحوزه ..

أي تناقله عن آخرين وهي في الغالب كانت أساطير أو أخبار الأولين

أما مفهوم العالم اليوم فهو الباحث عن الحقيقة في الكون أوفي المجتمع بالوسائل العلمية .. أي أنه منتجا للمعرفة

يعني واحد عارف في الكيمياء لايعتبر عالما اليوم

أما العلم نفسه فكان هو هذا المنقول عن الآخرين من قصص وأخبار

أما الآن فالعلم هو البحث نفسه عن الحقيقة بوسائل محددة تتطور ( علمية ) ...

أو حتى لو نظرنا إليه بصفته المنتجات النظرية أو المعارف ...

فلا يطلق على أي معلومة صفة العلمية إلا إذا كانت قد تم الحصول عليها بالطرق والمناهج العلمية ....

اقول ان حتى الملحدين من العلماء ......قالوا يوجد اله

مدام سلوى

مش فاهم

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

10 ـ

مفهوم العقل

العقل هو مجموعة قواعد للتفكير مأخوذة من موضوع ما ....

فمثلا .. عندما يريد الإنسان أن يقطع خشبا .. يستخدم منشارا بطريقة معينة

وهنا نجد أن المادة هي التي حددت الوسيلة والطريقة

التي سوف تختلف إذا كان الموضوع أرضا أو حديدا .... إلخ ...

وبهذا سوف تستقر قواعد مختلفة للتفكير في عقل كل إنسان

باختلاف الموضوع الذي يشغله

و من الممكن أن نمثل العملية

بالهارد وور .. وهو إمكانية التفكير وإمكانية ملاحظة العلاقات ... وهذه يمتلكها كل البشر ...

ثم السوفت وور ... وهي تفعيل هذه الإمكانية ... في مجال ما ... ببرنامج يشحن به العقل .. يحدده الموضوع نفسه

ونحن نرث طرق التفكير عندما نرث الفكر والثقافة نفسها ...

فالمنتج الثقافي يحمل في داخله في نفس الوقت قواعد التفكير ....

لأن أي منتج ثقافي أو حتى مادي يتضمن داخله قواعد التفكير التي استخدمت في بنائه ....

بذلك فنحن نرث عقولنا .. أي طرق التفكير ... من آبائنا وأجدادنا ....

ثم نورثها إلى أولادنا في الغالب كما هي ...

وقد يحدث أن يضيف أحد عليها بما لديه من رؤية نقدية كموهبة أو اكتساب........

وأخيرا فكل مجتمع له خصوصيته ...

فخصوصية العقل تأتي من خصوصية المحيط الجغرافي الاجتماعي الثقافي لكل مجتمع

ولهذا يقال العقل العربي أو العقل الأوروبي

أي قواعد التفكير التي حددها المحيط الجغرافي الاجتماعي الثقافي لكل قوم

11 ـ

11 ـ 1

مفهوم العقل عند اليونان وأوروبا

العرب واليونان والاوروبيون وحدهم مارسوا التفكير النظري العقلاني بالشكل الذي سمح بقيام معرفة علمية او فلسفية او تشريعية منفصلة عن الاسطورة والخرافة

صحيح انه كان بكل من مصر والهند والصين وبابل وغيرها حضارات عظيمة وصحيح كذلك ان شعوب هذه الحضارات قد مارست العلم انتجته وطبقته ولكن صحيح كذلك ان البنية العامة لثقافات هذه البلدان مهد الحضارات القديمة هي بنية يشكل السحر او ما معناه وليس العلم العنصر الفاعل والاساسي فيها

ان الحضارات التي مارست التفكير العلمي بوعي فانتجت الفلسفة والعلم هي تلك التي كان العقل يمارس داخلها درجة من السيادة لا تقل عن تلك التي كانت للسحر او غيره من ضروب التفكير اللاعقلي في الحضارات الاخرى

ان الحضارات الثلاثة هي وحدها التي انتجت ليس فقط العلم بل ايضا نظريات في العلم ومارست ليس فقط التفكير بالعقل بل ايضا التفكير في العقل

11 ـ 2

يمكن القول أنه

يتحدد نظام كل ثقافة تبعا

للتصور الذي تكونه لنفسها عن الله والانسان والعالم

و للعلاقة التي تقيمها بين هذه المستويات من نظام الواقع

11 ـ 3

في الفلسفة اليونانية

تقول الفلسفة

بوجود قانون كلي أو عقل كلي يحكم الظواهر ويتحكم في صيرورتها الدائمة الابدية

والعقول البشرية تستطيع التوصل إلى معرفة صحيحة عن ظواهر الطبيعة إذا هي شاركت في العقل الكلي

إذا هي اجتهدت في البحث في نظام الطبيعة وادركت ما يتصف به هذا النظام من ضرورة وشمول

والقانون الكلي أو العقل الكوني هذا مندمج في الطبيعة ومنظم لها من داخلها

يسري فيها ويحكمها

وهو بالنسبة لها كالنفس بالنسبة للانسان

النفس بوصفها اساس لحركته منتشرا في جميع اجزاءه لا جوهر منفصل

ولذلك كان هذا العقل أشبه بنور إلهي هو حياة العالم وقانونه

والنفس البشرية ما هي إلا قبس من هذا النور ..

أي من هذا القانون الكلي الذي يسري في الطبيعة ويحكمها

وعلى العقل الفردي ان يتطابق مع هذا القانون الكلي الساري في الكون .

وتقول الفلسفة اليونانية أيضا

ان الاجسام مركبة من اجزاء متشابهة تقبل القسمة إلى ما لا نهاية من حيث المبدا

ولكن مع افتراض وجود اجزاء في غاية الصغر لا تنقسم هي أشبه بالبذور الاولى لاتدرك بالحواس وانما تتصور بالعقل فقط

ولقد كان الكون في أول أمره عبارة عن خليط فوضوي من هذه البذور

عبارة عن عماء مطلق يشكل الكل الموجود

ان العقل هو الذي نظم كل شيء .... وأنه العلة لجميع الاشياء

ذلك لأنه لكي يتمكن هذا الخليط الاولي من الخروج من عطالته لا بد من قوة محركة تقوم بالفصل بين الاجزاء ثم الوصل بينها واعادة تركيبها وهذه القوة المحركة سموها.... العقل او الروح

لقد بدأت هذه القوة المحركة عملها باحداث حركة دائرية محدودة أخذت بعد ذلك في التوسع ولا زالت تتوسع فتشكلت بفعلها النجوم والكواكب والاثير وتمايز البخار والحار والبارد واليابس والرطب والمضيء والمظلم والكثيف والخفيف ومن انضمام هذه الكيفيات بعضها على بعض نشات الاجسام المادية ومن ثم مختلف الكائنات

على ان هذا المبدأ المحرك الذي قام بالدفعة الاولى الضرورية لمسلسل النشوء والتطور لم يكن مجرد قوة محركة بل انه عقل فهو يعرف ويعقل ذلك الخليط كما يعرف ويعقل ما تفرع عنه من كائنات وما أقام من نظام

والعقل يدرك جميع الاشياء التي امتزجت وانفصلت وانقسمت والعقل هو الذي بث النظام في جميع الاشياء التي وجدت والتي توجد الآن والتي سوف توجد ... وكذلك هذه الحركة التي تدور بمقتضاها الشمس والقمر والهواء والاثير والمنفصلين عنها

أي أن العقل يحكم العالم

فلا مجال للصدفة فكل شيء عنده نظام وضرورة وإذا كان هناك ما يبدو وكأنه مجرد مصادفة أي غير خاضع للحتمية والضرورة فليس ذلك راجعا إلا إلى عجزنا عن اكتشاف سببه

وأن العقل لا يفكر وحسب هكذا بعيدا عن العالم متعاليا

بل أنه أشبه بالنفس بالنسبة للعالم ....

كالنفس بالنسبة للجسم

بل هو نفس كل ما له نفس

أو أن نفوس الكائنات الحية قبس منه

ومع ذلك فهو غير مندمج في الطبيعة

إنه نفس مستقلة تصدر عنها نفوس مستقلة كذلك

11 ـ 4

إن جوهر التصور اليوناني للعلاقة بين الطبيعة وهذا العقل الكلي ( الله ) وبينه وبين الإنسان هو :

الطبيعة بوصفها معطى ابتدائ غير منظم ولا متميز

ثم تتدخل قوة أخرى تسمى ( العقل ) تعمل على إشاعة النظام في الطبيعة وبالتالي دفع عجلة التكون والتطور

أما الإنسان فهو في جوهره قبس من ( العقل الكلي )

وهويكتشف نفسه ككائن عاقل في الطبيعة ومن خلالها

والفعل العقلي الجدير بهذا الإسم هو

إدراك النظام والترتيب بين الأشياء

الطبيعة قابلة لأن يتعقلها العقل على الرغم مما يكتنفها من فوضى ويرافق حوادثها من غموض وذلك لأن العقل بمعنى النظام هو أساسها ولأن من ينظر إليها بعين العقل لا يرى فيها إلا العقل

ومن هنا كان العقل في التصور اليوناني هو إدراك الأسباب

11 ـ 5

وفي نفس الاتجاه سارت الفلسفة الحديثة في أوروبا

إن العقل الذي نهتدي به عقل كلي ... عقل دائم وضروري

وإذا كان صحيحا أن هذا العقل ضروري ودائم وثابت لا يتغير فهو لا يختلف عن ( الله )

لقد بقي الفكر الأوروبي الحديث رغم كل ثوراته على القديم متمسكا بفكرة ( العقل الكوني ) متصورا إياه على أنه القانون المطلق للعقل البشري

وسواء نظر إلى هذا العقل على أنه قائم بذاته عن فكرة ( الله ) أو نظر إليه على أنه ( الله ) ذاته

فإن العلاقة بينه وبين الطبيعة تبقى هي هي

إنها المطابقة

ولقد انعكس هذا التصور حتى على اللغة

ففي اللغات الأوروبية ذات الأصل اللاتيني خاصة نجد كلمة ratio أو ما شتق منها مثل كلمة rasion الفرنسية تعني في آن واحد العقل والسبب

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

اتفق مع فيروز واختلف مع السيد / امير .

و أنا لا أختلف معك أو مع فيروز !

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

إيه يا جماعة انتو نمتو والا إيه

داحنا في أول السكة لسه .. ما قلناش ياهادي

ولسة السكة طويلة ..عشان بس ناخد فكرة عن سبب تخلفنا وتقدم غيرنا

من وجهة نظر العلم

المهم

كلنا عارفين أن

أوروبا متطورتش نوما ولا حلما

ولا خوفا

أوروبا تطورت عملا ومعاناة وجرأة ووعيا

وثقة في النفس واعتمادا عليها

وكانت الفلسفة تتقدم الصفوف وتنير الطريق للعلم

وكان العلم والتجربة ينيران الطريق للصناعة

وكانت الصناعة تحدث تغيراتها في المجتمع

وتمد العلم والتجربة بما يحتاجاه لمواصلة المسيرة

إلى أن سبق العلم الفلسفة وأصبح ملهما لها ....

وأصبح دورها الإكتشاف و التوضيح والتحليل

والتمهيد لخطوات جديدة إلى الأمام

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

إيه يا جماعة انتو نمتو والا إيه

داحنا في أول السكة لسه .. ما قلناش ياهادي

الحقيقه أنا مستمتع بالموضوع و شايف انه مهم جدا , و منتظر منك المزيد .

و لكن يبدو أن الاخوه و الاخوات شايفين أن احنا لم نتخلف و بالتالى فلا توجد أى تعليقات من طرفهم .

و بالمناسبه الموقع النهارده كان صعب الوصول اليه و يمكن ده السبب .

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

11 ـ 6

الفلسفة في أوروبا

ديكارت

فصل ديكارت بين العقل والطبيعة فصلا حاسما

بإرجاعهما إلى طبيعتين مختلفتين .. الفكر والإمتداد ...

مكرسا بذلك ثنائية صميمة على صعيد الوجود

لكنه سرعان ما اضطر إلى الجمع بينهما على صعيد المعرفة

لأنه بدون ذلك يستحيل الخروج من الشك وتأسيس اليقين

قال بوجود أفكار فطرية ( المبادئ الرياضية خاصة ) في العقل البشري هي أساس المعرفة وأساس اليقين

وقال بخضوع الطبيعة لقوانين صارمة تجعل سيرها مثل سير الآلة المحكمة الصنع

جعل الفكر والمادة جوهرين مختلفين تماما والربط بينهما يرجع للإرادة الإلهية

قوانين العقل مطابقة لقوانين الطبيعة لأن ( الله ) جعلها كذلك

سبينوزا

على عكس ديكارت قال

إن الجوهر لا يمكن أن يكون إلا واحدا ..

وبما أن هذا الجوهر الوحيد علة أو سبب لذاته ومتصور لذاته وذلك بالتعريف

فإن كل ما سواه هو

إما صفة له .. كالفكر والإمتداد ...

وإما حال يتجلى فيها ... كالحركة الجسمية ...

من هنا كان هو ( الطبيعة الطابعة ) أي ( الله )

من حيث هو مصدر الصفات والأحوال

وهو ( الطبيعة المطبوعة )

من حيث هو هذه الصفات والأحوال نفسها

فالعقل والطبيعة ( نظامها وقوانينها ) مظهران لحقيقة واحدة

ويخطئ الفكر البشري في أحكامه بسبب عدم إدراكه إدراكا تاما

للضرورة الكلية التي تحكم جميع الأشياء والظواهر

حيث لا صدفة ولا إمكان بل قانون كلي شامل هو ذاته ( العقل الكوني )

المندمج في الطبيعة والمنظم لها المتحكم في صيرورتها

--------------

لم تعد هذه النظرة التأملية تنسجم مع الروح العلمية التجريبية

التي أخذت تسود أوروبا .. من أيام جاليليو ...

هذه النظرة التي تعزز مبدأ الحتمية الذي يقوم عليه الفكر العلمي

ولكنه موقف لا يمكن للعلم أن يتبناه لأنه لا يستطيع أن يتحقق منه

فكان لا بد من إعادة تأسيس العقلانية الحديثة

بشكل يجعلها تستجيب للروح العلمية ولمقتضيات التجربة

بصورة تجعلها تفلت من خطر الشك بسبب مشكلة السببية ... مشكلة العقل ذاته

لقد ظهرت الحاجة إلى تأكيد التطابق بين العقل ونظام الطبيعة

وأيضا المصالحة بين الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية

إنقاذا لوحدة الحقيقة ووحدة العقل

--------------------

كانط

سعي كانط إلى إعادة بناء العلاقة بين العقل ونظام الطبيعة

على أساس معطيات العلم في عصره ... العلم الرياضي والطبيعي ...

عاد كانط إلى الفصل بين العقل ونظام الطبيعة

ليعود ليربط بينهما برباطات جديدة ... تبدو أقوى وأمتن

ولا تستمد قوتها ومشروعيتها من أية قوة عليا تقف خارج العقل وخارج الطبيعة

كانت قد أثبتت الرياضيات على أنها الحروف الأبجدية التي يقرأ بها كتاب الطبيعة

وأن الفزياء لا يمكن أن تعيش وتتطور بدون الرياضيات

وقد رأى كانط أن التطابق بين العقل ونظام الطبيعة ... الذي هو اليقين ......

يجب أن يمر عبر تلك الوحدة الصميمة بين الرياضيات والفيزياء

وكان السؤال على أي شيء يقوم اليقين العلمي ؟

والعقل البشري عند كانط المنظم للتجربة و ( المشرع ) للطبيعة

بوصفه جملة من القوالب القبلية ( صورتا الزمان والمكان (

المعرفة اليقينية وبالتالي التطابق بين العقل ونظام الطبيعة تتوقف على

ما تعطيه التجربة للعقل وما يمده به العقل معطيات التجربة

إن العقل والتجربة كلاهما شاهد على الآخر

فإذا كان العقل هو ( المشرع ) فالتجربة هي المختبر .. إنها هي التي ترسم حدود المعرفة الصحيحة

ذلك لأنه لما كانت التجربة محدودة بحدود ما تمدنا به حواسنا

وبالتالي لا تستطيع أن تتجاوز مستوى المظاهر

فإن المعرفة العقلية اليقينية لا يمكن أن تتعدى عالم الظواهر

أما ما وراء الظواهر أو ما يسميه كانط ( الشيء في ذاته )

فذلك لا يحق للعقل أن يدعي الوصول إليه والتعبير عن حقيقته

هيجل

هاجم هيجل فلسفة كانط النقدية لكونها فصلت بين ( الظاهر ) و ( الشيء في ذاته )

بين الأشياء كما نتعرف عليها بواسطة إحساساتنا والأشياء كما هي في ذاتها

فجعلت العالم من نتاج الذات وطوقته بحدودها

يرى هيجل أن الأشياء التي نعرفها معرفة عقلية ليس الظاهر فقط ولكن كذلك الشيء في ذاته

لأنه لا يوجد ظاهر الشيء والشيء في ذاته

فالشيء هو هذا وذاك معا

وهوقابل لأن يدرك بالعقل هكذا في كليته

فكل ماهو عقلي هو واقعي

وكل ماهو واقعي هو عقلي

هذا معناه أن ليس هناك في الوجود شيء لا يقبل التفسير بالعقل

هذا من حيث المنطق

يبقى بعد ذلك نقل هذا المبدأ من المستوى المنطقي إلى المستوى الواقعي

حتى يمكن إقامة الدليل فعلا على تطابق العقل مع نظام الطبيعة

أي على قابلية كل شيء في الكون للتبرير العقلي

يقول هيجل

أن الحركة في الكون وصيرورته خاضعة لقانون حتمي يتجه بها إلى أعلى مراتب التقدم .. إلى قمة التطور .. إلى تحقيق المطلق

أي تحقيق العقل الكلي ( أو الفكرة أو الله ) في العالم

وتحقيق العالم في العقل

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

11 ـ 7

خلاصة

لقد نظر كانط إلى قضية المعرفة .. إلى العلاقة بين العقل والطبيعة ...

نظرة جامدة فوقف عند مستوى الخبرة .. أي مستوى الظواهر كما تبدو ممتدة ساكنة

أما هيجل فقد نظر إلى نفس المسألة .... نظرة ديناميكية .. نظرة تاريخية ....

فـ ( الشيء في ذاته ) لا يعطيه الحس لأنه ليس من عالمه ..

بل يعطيه العقل والتاريخ ..

وبالتالي تصبح المطابقة ليس فقط بين العقل والطبيعة ...

بل أيضا بين العقل والتاريخ

بل أن الطبيعة نفسها ستصبح مجرد مظهر من مظاهر تطور العقل عبر التاريخ

لقد بلغ هيجل بالعقلانية الغربية أعلى قممها ....

لقد أحل التاريخ محل العقل .. بأن أعطى للتاريخ معنى وللعقل حركة ..

فأصبح التطابق بين العقل ونظام الطبيعة لا مجرد مسألة منطقية .....

بل أصبح مسألة صيرورة ومصير .. مسألة واقع يتحقق عبر التاريخ

من حيث المظهر

يبدو أن كانط كان أقرب للعلم من هيجل

وأقرب إلى الحقيقة الموضوعية

ولكن مع تطور العلم ستتغير النظرة

فكثير من الأشياء التي كانت تدخل في في عهد كانط في إطار ( الشيء في ذاته )

قد أصبحت الآن من قبيل الظواهر

فقد استلهم كانط إطار فلسفته وأسس فروضه من علم عصره

ولكن العلم سرعان ما عمل على تمزيق ذلك الإطار

لقد شيد كانط صرح فلسفته على مسلمات فيزياء نيوتن

فاعتبر الزمان والمكان إطارين مستقلين عن التجربة وظروف المجرب

وستأتي نظرية النسبية مع مطلع القرن العشرين لتقول

بنسبية الزمان والمكان وتعلقهما بالمنظومة المرجعية للملاحظ

كما ستأتي نظرية الكم لتجعل ... الاحتمال يحل محل ..... الحتمية

لقد تغيرت جذريا مع الفيزياء الذرية مفاهيم العقل ومبادؤه

فقد أصبح ينظر للعقل بوصفه أداة أو فاعلية لا غير

أي

القدرة على القيام بإجراءات حسب مبادئ

أو نشاط منظم

أو لعب حسب قواعد

إن العلم لا يؤمن بمصدر آخر للعقل وقواعده إلا ... الواقع

الذي هو أولا الحياة الاجتماعية

بما تمثله من قواعد للتعامل

فتتعدد أنواع القواعد العقلية ... أو أنواع المنطق .. بتعدد الشعوب

شعوب بدائية .. شعوب زراعية ... شعوب صناعية

لكل منطقه

أو لكل مرحلة تاريخية منطقها .....

وبما أن العقل جملة قواعد مستخلصة من موضوع ما ....

فقد تعامل اليونان مع الكون ... يريدون تفسيره وفهم ظواهره

فأسقطوا عليه نفس القواعد التي استخلصوها من حياتهم الاجتماعية

فنسبوا إلى الكون .. الحياة والنظام .....

وملأوه بالآلهة التي تقتسم بينها مملكة الطبيعة ....

مثلما يقتسم شيوخ القبيلة السلطة في المجتمع القبلي

وذلك هو أساس التفسير الميثولوجي ( الأسطوري ) للكون

وعندما دشن أرسطو طاليس النظر العقلي

أي محاولة تفسير الطبيعة بالطبيعة نفسها

فقال أن أصل الكون ماء

بدأ العقل يحل محل الأسطورة

أي بدأ الفكر يستقي مرتكزاته من الطبيعة نفسها .. لا من أي شيء خارجها

واستخلص مبادئ العقل .... وصاغ منطقه ( المنطق الأرسطي )

من اعتبار الخصائص المشاهدة في الأجسام الصلبة كمبدأ الهوية والسببية

وعندما اخترقت الفيزياء الحديثة جدار الجسم الصلب ودخلت عالم الذرة

تغير الأمر تماما

فاصبح عالم الذرة يفرض على العقل البشري .. ( العقل العلمي ) ....

قواعد جديدة ... أي منطقا جديدا

لقد ظهر نوع جديد من الطبيعة المزدوجة

ونمط جديد من الترابط ( مبدأ اللاحتمية )

واندمج الزمان في المكان .. وتداخل الموقع مع السرعة

وقائع جديدة أصبحت تفرض نوعا جديدا من التعامل ....

أي عقلا جديدا

إذا النتيجة أن

العقل هو جملة من القواعد مستخلصة من موضوع ما

أما المنطق فهو

فيزياء موضوع ما

إذا تتعدد أنواع المنطق تبعا لتعدد منظومات القواعد

التي تؤسس النشاط العلمي في هذا المجال أو ذاك

لقد أصبح المجهود العلمي يقوم على إنشاء ( منظومات قواعد ) للعمل الذهني

قابلة للتكيف مع الإجراءات التجريبية

التي تعمل بدورها على خلق عقل جديد

تجعل منه العادة والممارسة عقلا طبيعيا ضروريا

مثلما كان المنطق الأرسطي يبدو طبيعيا وضروريا

إنه العقل المكوِّن و العقل المكوَّن اللذان يعملان من خلال علاقتهما الجدلية

على جعل العقل يكتشف حقيقته من خلال صيرورته وبواسطتها

فليست القواعد التي يعمل بها العقل هي التي تحدده وتعرفه

بل قدرته على استخلاص عدد لانهائي منها هي التي تشكل ماهيته

إذا فالعقلانية هي الإيمان بمطابقة مبادئ العقل مع قوانين الطبيعة

والإقتناع بكون النشاط العقلي يستطيع بناء منظومات تتسع لتشمل مختلف الظواهر

والتجربة هي وحدها التي تفصل في مسألة المطابقة

إذا هي عقلانية تجريبية ... وليست تأملية كما كانت ....

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

12

العقل العربي

بعد أن تابعنا معا تطور مفهوم العقل في الثقافة اليونانية – الأوروبية

يمكننا أن نحدد هيكله الداخلي الذي يظل ثابتا رغم كل التحولات

في نقطتين

1 – العلاقة بين العقل والطبيعة علاقة مباشرة

2 – الإيمان بقدرة العقل على تفسيرها والكشف عن أسرارها

الأول يؤسس وجهة نظر في الوجود

والثاني يؤسس وجهة نظر في المعرفة

ولا بد أننا لاحظنا غياب الإله كطرف ثالث

أما في العقل العربي .. بوصفه عقل الثقافة العربية الإسلامية

فالعلاقة داخله تتمحور بين الله والإنسان .... أما الطبيعة فغائبة

فالدور الذي تقوم به فكرة الله في الفكر اليوناني

تقوم به الطبيعة في الفكر العربي

دور الوسيط أو القنطرة

في الفكر اليوناني – الأوروبي

توظف فكرة الله من أجل تبرير مطابقة قوانين العقل لقوانين الطبيعة من أجل إضفاء المصداقية على المعرفة العقلية .. أي جعلها يقينية ... أو بعبارة أخرى فإن فكرة الله تقوم بدور المعين للعقل البشري على اكتشاف نظام الطبيعة وأسرارها

أما في العقل العربي

فالطبيعة هي التي تقوم بدور المعين للعقل البشري على اكتشاف الله وتبين حقيقته

في الثقافة اليونانية – الأوروبية

يتخذ العقل من الله وسيلة لفهم الطبيعة ...أو على الأقل ضامنا لصحة فهمه لها ... هذا إذا لم يستغن عنه بالمرة أو يوحد بينهما... الله والطبيعة ...

أما في الثقافة العربية

يطلب من العقل أن يتأمل الطبيعة ليتوصل إلى خالقها .. الله ..

إذا كان مفهوم العقل في الثقافة اليونانية الأوروبية يرتبط بإدراك الأسباب أي بالمعرفة

فإن معنى العقل في اللغة العربية وبالتالي في الفكر العربي يرتبط أساسا بالسلوك والأخلاق

نجد هذا واضحا في مختلف الدلالات التي يعطيها القاموس العربي لمادة ع ق ل

حيث يكون الارتباط بين تلك الدلالات وبين السلوك الأخلاقي عاما وضروريا

نعم لقد امتد مفهوم العقل في الثقافة الأوروبية – اليونانية إلى ميدان الأخلاق

وامتد مفهوم العقل في الفكر العربي هو الآخر إلى ميدان المعرفة

وهناك فرق بين

تأسيس الأخلاق على المعرفة

وتأسيس المعرفة على الأخلاق ..... فتصبح المعرفة ليست اكتشافا للعلاقات التي تربط ظواهر الطبيعة بعضها ببعض .. وليست عملية يكتشف فيها العقل نفسه في الطبيعة

بل هي التمييز في موضوعات المعرفة ( حسية أو اجتماعية ) بين الحسن والخبيث وبين الخير والشر ... ومهمة العقل ووظيفته بل وعلامة جودته هي حمل صاحبه على السلوك الحسن ومنعه من إتيان القبيح

ونجد هذا الجانب الأخلاقي .. القيمي .. ليس فقط في الكلمات التي جذرها ( ع ق ل ) بل أيضا في جميع الكلمات التي ترتبط معها بنوع من القرابة في المعنى مثل

ذهن .. نهى .. حجا .. فكر .. فؤاد

وهذه أمثلة ...

قال في لسان العرب :

العقل : الحجر والنهي ضد الحمق .. والعاقل هو الجامع لأمره ورأيه .. مؤخوذ من عقلت البعير أي جمعت قوائمه .. وأيضا .. العاقل من يحبس نفسه ويردها عن هواها .. مأخوذة .. من قولهم اعتقل لسانه إذا حبس ومنع الكلام ...

وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه

وفي لسان العرب كذلك :

النهي : جمع نهية .. والنهية تنهي عن القبح ....

الجحا : هو التفطن إلى المغالط ومنه الأحاجي أي الأغاليط ..( الأغاليط وليس الأسباب )

ذهن : يقال ذهنني عن كذا .. بمعنى ألهاني عنه .. ( حكم قيمي أيضا )

الفؤاد : من التفؤد أي التوقد .. المفؤود : المصاب في فؤاده بوجع ( دلالة عاطفية )

فكر : ..... يقال ليس لي في هذا الأمر فكر .. أي ليس فيه حاجة .....

وفي القرآن الكريم .. الكتاب العربي المبين ..

سنجد هذا المعنى القيمي المرتبط بكلمة ( عقل ) وما في معناها ... يعبر في الغالب عن التمييز بين الخير والشر .. بين الهداية والضلال ..

ولم يستعمل القرآن مادة ع ق ل في صيغة الإسم ( العقل ) على الإطلاق .....

وأنما وردت في صيغة الفعل في معظم الحالات ...

فيؤنب القرآن المشركين لأنهم لا يميزون بين الحق والباطل .. بالمعنى الأخلاقي ..

" لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، أولئك كالأنعام بل هم أضل ، أولئك هم الغافلون " ( الأعراف 179 ) .

نجد القلب والعقل هنا بمعنى واحد .. ولا يفقهون .. الغافلون .. وفي الكلمين المعنى القيمي واضح ...

وفي نفس المعنى ...

" إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون " ( الأنفال 22 )

" ولا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع والبصر والفؤاد ، كل أولئك كان عنه مسئولا " ( الإسراء 36 ) ... واضح أن السمع والبصر والفؤاد كلمات تؤخذ على مستوى واحد .. فهي كلها وسائل للتمييز بين الحسن والقبح .. وبالتالي فهي تقع تحت طائلة المسئولية .

وهناك عديد من الآيات تربط بين العقل .. والهداية والمسئولية .. من ذلك الآيات التالية :

" وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أو لوكان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون . ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء ، صم بكم عمي فهم لا يعقلون " ( البقرة 170 ـ 171 )

نعم يمكن أن نلمس من خلال الدلالات المختلفة لكلمة ( عقل ) والكلمات الأخرى التي في معناها ما يمكن ربطه بالنظام والتنظيم .. ولكن حتى في هذه الحالة يظل الجانب القيمي حاضرا دوما . فالنظام والتنظيم في مجال تدوال الكلمات العربية المذكورة متجه دوما إلى السلوك البشري لا إلى الطبيعة وظواهرها . ومن هنا يمكن القول أن ( العقل ) في التصور الذي تنقله اللغة العربية المعجمية يرتبط دوما بالذات وحالاتها الوجدانية وأحكامها القيمية . فهو في نفس الوقت عقل وقلب .. فكر ووجدان .. تأمل وعبرة ..

أما في التصور الذي تنقله اللغات الأوروبية فالعقل مرتبط دوما بالموضوع فهو إما نظام الوجود .. وإما إدراك هذا النظام .. أو القوة المدركة ..

إن العقل العربي تحكمه النظرة المعيارية إلى الأشياء ..

أي ذلك الاتجاه في التفكير الذي يبحث للأشياء عن مكانها وموقعها في منظومة القيم التي يتخذها ذلك التفكير مرجعا له .

وهذا في مقابل النظرة الموضوعية التي تبحث في الأشياء عن مكوناتها الذاتية وتحاول الكشف عما هو جوهري فيها ..

إن النظرة المعيارية نظرة اختزالية .. تختصر الشيء في قيمته .. وبالتالي في المعنى الذي الذي يضفيه عليه الشخص ( المجتمع والثقافة ) صاحب تلك النظرة ..

أما النظرة الموضوعية فهي نظرة تحليلية تركيبية تحلل الشيء إلى عناصره الأساسية لتعيد بناءه بشكل يبرز ما هو جوهري فيه ..

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

تعالوا نرى ماذا قال النقاد القدماء في المقارنة بين العرب والعجم .. في مجال الفكر والثقافة :

يقول الجاحظ :

" .. إلا أن كل كلام للفرس وكل معنى للعجم فإنما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد وخلوة ومشاورة ومعاونة وعن طول تفكر ودراسة الكتب وحكاية الثاني علم الأول وزيادة الثالث في علم الثاني حتى اجتمعت ثمار تلك الفكرة عند آخرهم ..

وكل شيء عند العرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام .. وليس هناك معاناة ولا مكابدة ولا إجالة فكر ولا استعانة .. وإنما هو أن يصرف وهمه إلى الكلام وإلى رجز يوم الخصام .. أو حين يمتح على رأس بئر .. أو يحدو ببعير أو عند المقارعة أو المناقلة أو عند صراع أو في حرب ..فما هو إلا أن يصرف وهمه إلى جملة المذهب وإلى العمود الذي إليه يقصد فتأتيه المعاني إرسالا وتنثال الألفاظ انثيالا .. ثم لا يقيده على نفسه ولا يدسه أحد من ولده ... وليس هم كمن حفظ علم غيره واحتذى على كلام من كان قبله .. فلم يحفظوا إلا ما علق بقلوبهم والتحم بصدورهم واتصل بعقولهم .. من غير تكلف ولا قصد ولا تحفظ ولا طلب "

الجاحظ هنا يمتدح العرب ويذم الفرس والعجم .. في إطار رد هجمات الشعوبية .. وهو بهذا يوضح ما نحن بصدده .. من أن العقل العربي قوامه البداهة والارتجال .. وسرعة الفهم وعدم التردد في إصدار الأحكام .. وهذا معناه تحكم النظرة المعيارية التي تؤسسها ردود فعل آنية ...

ويبعد عنهم النظرة الموضوعية التي قوامها المعاناة والمكابدة وإطالة النظر .. والتي هي من خواص العقل عند العجم من فرس ويونان ....

يقول الشهرستاني :

" إن العرب والهنود أكثر ميلهم إلى تقرير خواص الأشياء والحكم بأحكام الماهيات والحقائق واستعمال الأمور الروحانية ...

أما العجم فأكثر ميلهم إلى تقرير طبائع الأشياء والحكم بأحكام الكيفيات والكميات واستعمال الأمور الجسمانية ...

تقرير خواص الأشياء معناه التعامل مع الشيء من خلال صفاته وخصائصه المميزة له عن غيره

أما طبائع الأشياء أي ما يشكل قوامه الداخلي .. بنية ونظام العلاقات فيه .. وكلمة طبائع في ذلك الحين كانت تعني نظام السببية الثابت والتركيب الماهوي للشيء ..

الحكم بأحكام الماهيات والحقائق .. يعني الحكم على الشيء من خلال أهم صفاته بالنسبة لمن يقوم بالحكم .. الشيء الذي تكفي فيه النظرة الإجمالية التي تقوم على البديهة والارتجال .. والحكم من هذا النوع حكم قيمي بالضرورة ..

الحكم بأحكام الكيفيات واستعمال الأمور الجسمانية ( أي الحواس والتجربة ) أي بيان ما منه يتركب الشيء أي النظر إليه نظرة موضوعية ...

النظرة الموضوعية تختلف عن النظرة الذاتية من حيث أنها تعتمد الإستدلال والبرهان لا الحدس والوجدان ...

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

ملخص 1

في النهاية

العقل هو قواعد التفكير التي تستقر عند الإنسان عندما ينشغل بموضوع ما

وكل واحد أو شعب وله موضوع اهتمام ....

وعلى ما أظن أنهم موضوعين لا ثالث لهم

إما الطبيعة .... للسيطرة عليها بالمعرفة

وإما المجتمع ...... للسيطرة عليه بالدين ...

فقد تكون الطبيعة عند مجتمع ما حاضرة ومسموعة ومؤثرة وبالتالي يهتم بها الإنسان

زي أوروبا مثلا

وقد تكون الطبيعة عند آخرين ساكنة وساكتة وبالتالي لا تلفت الاهتمام ..

زي العرب وصحراءهم القاحلة الرتيبة الصامتة مثلا

وقد يكون المجتمع هو الصاخب والمثير للاهتمام ....

يعني كل مجتمع وظروفه

والعقل أو الثقافة ساقية دوارة من جيل لجيل .. توريث وإضافة ..

حاجة تانية

هناك فعلا قاعدة ذهبية لفهم أبعاد ثقافة شعب

وهي تصور هذا الشعب لله والانسان والعالم و العلاقة بينهم

يتبع

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...