اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رحـــلات الأفوكـــــاتـــــو


الأفوكاتو

Recommended Posts

رحلات الأفوكاتو:

(6) فوق مرتفعات الجرامبيانز

قمنا فى اليوم المقرر لزيارة المرتفعات مبكرا, و كان الجو باردا, و السماء ملبدة بالسحاب, وعندما فتحنا نافذة الموتيل المطلة على المرتفعات لمعرفة حالة الجو. كانت هناك مفاجأة فى إنتظارنا,

ففى المساحة التى تفصل الموتيل عن المرتفعات, توجد منطقة مملوءة بالأعشاب, و قد بدت لنا كانها مرصعة بكتل من الصخر الداكن اللون قليلا, و لكن عندما لاحظنا أن هذه الصخور تتحرك, تيقنا أنها ليست صخور, و لما انقشعت السحب قليلا, و زادت الرؤية, تبين لنا أن هذه الصخور ليست سوى قطيع من حيوان الكانجارو يبلغ عددهم حوالى 50 , يتناولون وجبةالإفطار, و يقفزون و يمرحون تحت رذاذ المطر الخفيف الذى كان يسود الوادى و المرتفعات. و ظللنا ننظر اليهم, ثم ننشغل بأشياء أخرى, ثم نعود الى الفرجة عليهم, الى أن حان وقت وصول مرشد الرحلة.

و قد تذكرت ما قاله أخى " أسامة الكباريتى", عندما تمنى لى رحلة طيبة فى أستراليا, و أن أستمتع بأكلة شهية من لحم الكانجارو.

فعندما ذهبنا بعد الرحلة الى أحد المطاعم, كانت الوجبة الأولى فى القائمة هى:

" لحم كانجارو مشوى"

فورا تذكرت هذه الحيوانات الوديعة التى كانت تتناول إفطارها ذلك الصباح, و تخيلت نفسى آكل لحم هذه الكائنات التى كنت قد رأيتها حية, و كانت تمرح , و تقفز, و تنظر الينا بصداقة و ببراءة.... فعافت نفسى الطعام, و لم أتناول وجبة من أى لحم لمدة ثلاثة أيام.

نعود الى الرحلة.

وصل المرشد فى الوقت المحدد بالضبط, و كان فى السيارة "السافارى" بعض المشاركين فى الرحلة, ثم تحركنا الى موتيل آخر لكى نلتقط بقية أعضاء الرحلة.

و عندما توجهنا الى بداية الطريق الصاعد الى الجبل, لم نكن على يقين من الظروف الجوية خلال اليوم, فكما ذكرت سابقا, فإنه من المتعذر التوصل الى تنبؤ بالجو فى هذه المنطقة التى تتغير فيها حالة الطقس كما يحلوا لها. و لكننا كنا مهيئين لجميع الإحتمالات, و كان معنا قبعات, و كوفيات, ومعاطف واقية من المطر, كما كانت السيارة مجهزة بالتكييف الساخن و البارد, و معدات الشاى, و مطبخ متحرك, و أشياء أخرى.

كان الطريق أسفلتيا, و مملوء بالملفات الحادة, ثم توقفنا فى بقعة للسير على الأقدام, حين خفت حدة المطر. و سرنا الى منطقة إسمها Silverband Falls , و تمتعنا بجمال الطبيعة أثناء سيرنا فى هذا الجزء من الغابات الكثيفة.

و وصلنا فى نهاية المدق الى منطقة صخرية, مغمورة بالمياة, و كان واضحا أنها جزء من نهير يجرى بين كتل من الصخور, وشاهدنا حيوان يسمى " Wallaby”( وهو نوع من

" الكانجارو" و لكن أصغرحجما), يقفز من فوق صخرة الى أخرى. و يتفحص أنواع الشجيرات الى تنموا بين الصخور, ثم يجذبها بيديه الأماميتن القصيرتين, و يقضم أوراق الشجيرة الحديثة التى تتواجد على الفروع القريبة من فمه, ويمضغها بتلذذ شديد.

و حولنا أنظارنا الى شلال صغير كانت مياهه تنهمرعلى واجهة حائط صخرى إرتفاعه حوالى 20 قدما ( ستة أمتار).

و لم نرى مياة تتجمع أسفل هذا الحائط الصخرى, و تساءلنا , أين ذهبت المياة؟ , و كنا نرى رذاذ المياة وهى تسقط فوق الصخور التى تكون ارضية الشلال, و تمكنا من السير بسهولة على هذه الصخور, لكى نبحث عن مصير مياة هذا الشلال.

إكتشفنا أن المياة تسللت بين هذه الصخور, و شرح لنا المرشد أن هذه المياة تكون برك صغيرة تحتها, و مع استمرار فترة الإمطار, تنساب هذه المياة خلال الصخور, مكونة نهيرات فى مكان آخر على مستوى منخفض من الجبل. ثم تسقط هذه المياة مرة أخرى فوق حوائط صخرية, مكونة مرة أخرى شلالات أخرى صغيرة, و تستمر هذه العملية الى ان تصل المياة الى أسفل الجبل, مكونة نهيرات تتجمع فى مسارات مختلفة, و تكون شبكة الأنهار التى تزود المنطقة بالمياة الجارية على مدار السنة.

و كانت المياة باردة, و لكن لم تكن شديدة البرودة, و تذوقنا بعضها, و كان طعمها عذبا, و نظيفا.

بعد ذلك, إستقلينا السيارة السافارى الى منطقة فى الجبل تتميز بكثافة نباتاتها, و فى الطريق, قال لنا مرشد الرحلة أننا سنتوقف فى بقعة لكى نستريح, و لكى نتناول شراب ساخن من الشاى أو القهوة, أو الكاكاو. و لكن قبل أن نصل الى هذه البقعة, سارت بنا السيارة فى منعطفات حادة على إرتفاع الجبل, ثم توقفت السيارة, و قال لنا المرشد:

الآن, سوف أترككم هنا, و هذه هى بداية المدق, و سوف ترون علامات الإرشاد, و عليكم أن تتبعونها بدقة, و سوف أراكم فى مكان اللقاء الذى يقع فى نهاية هذا المدق الذى يقع فى أسفل الجبل, فى خلال 40 دقيقة, و من يظن أنه لا يمكنه إكمال هذه المسيرة, عليه أن يبقى معى فى السيارة.

و قد إختار 4 من المشاركين الستة السير فى مجاهل هذه الأحراش, و كنت أنا و زوجتى منهم.

و بدأنا السير فى الزقاق الضيق المُفضى الى وسط الأحراش, و بدأ رذاذ المطر يتحول الى مطر كثيف, و لكننا كنا مستعدين لهذا, و غطينا رؤوسنا بالقبعات البلاستيكية, و دخلنا الطريق المسمى:

The Dairy Creek Rainforest Walk.

و كانت الأشجار الضخمة تحف بجانبى الطريق الضيق, كما كانت الأرض مغطاة بأوراق الشجر المتساقطة, و التى حولتها مياة الأمطار الى سجادة رطبة لزجة, مما جعلنا نلتزم بالحرص الشديد, و التأكد من أن أقدامنا تقع على أرض صلبة’ و ليس الشقوق التى بين الصخور, و التى طمست أوراق الأشجار معالمها.

و أنحدر الطريق بشدة, مؤديا الى هوتين على جانبى الطريق, و رأينا فى هاتين الهوتين ما جئنا لرؤيته.

رأينا أجمل تشكيلة من الشجر الزعفى الذى يسمى:

Tree Ferns

و شاهدنا حوالى عشرة أنواع من هذه الأشجار, على إرتفاعات مختلفة من سفج الجبل, و بأحجام و الوان مختلفة, زاد من جمال منظرها سقوط بعض من أشعة الشمس التى تخللت فترات المطر.

و كانت جذوع اشجار الغابة الكافورية مغطاة ببعض الفطر الأخضر الذى تسببه رطوبة الجو الدائمة, و قد كون هذا الفطر أشكالا عجيبة على جذع الأشجار, مما جعلها تبدوا كما لو كانت لوحة رسمها فنان, و منها تجلت قدرة الخالق على جعل الطبيعة مصدرا للسرور و انشراح الصدر.

و عندما تقدمنا أكثر فى الطريق المنحدر وسط الأحراش, شاهدنا نباتات أرضية ذات لون أحمر, و برتقالى, و عندما اقتربنا منها, و جدنا أنها أنواع مختلفة من نبات " عش الغراب" ,و التى دائما تتواجد حيثما نبتت أشجار " الفرن" المشار اليها عاليه. و كانت أشكالها جميلة, و الوانها جذابة.

ثم رأينا ما جعلنا نتوقف فجأة, مع إحساس بالخطر, فقد رأينا شجرة ملقاة بعرض المدق, و كانت لها فروع كثيرة, مما جعلها تسد المدق تماما, و لما كان من غير الممكن اللف حول هذا الجذع المكسور للإستمرار فى السير, لأن المدق كان محاطا بهوتين من اليمن و اليسار, لذا, فقد كان من الضرورى أن نتغلب على هذه المشكلة بتأنى و حكمة, و صبر.

و انتظرنا حتى وصل الى مكاننا الشخصين الآخرين, ثم تدبرنا الأمر, و قررنا أن نقطع فروع الشجرة فرعا فرعا, لنتخلص من الكتلة لكى نتمكن من إجتياز هذا العائق. و كانت زوجتى تحمل معها المطواة السويسرية المشهورة, و استعملنا المنشار , الذى كان رغم صغره فعالا, و تناوبنا النشر حتى قطعنا بعض الأفرع, و فتحنا فجوة خلال فروع الشجرة, سمحت لنا بالمرور زحفا على بطوننا, ثم الزحف فوق جذع الشجرة الضخم, الى أن وصلنا الى الجانب الآخر, و تنفسنا الصعداء. و استكملنا الهبوط على سفح الجبل. و تتبعنا الإرشادات, الى أن وجدنا أنفسنا فوق أرض منبسطة, و رأينا طريق أسفلتى , قادنا الى موقف السيارات حيث كانت سيارتنا فى إنتظارنا.

و كان المرشد قد بدأ فى غلى بعض المياة لزوم القهوة و الشاى, التى رحبنا بها لإستعادة الدفئ الى جسدنا الذى كاد أن يتجمد من البرودة, كما ساعدتنا قطع البسكويت و الكيك على استرداد بعض من قوتنا , و لكن رغم كل هذا, فقد كان الشعور العام بيننا هو الإستمتاع الذى لا حد له بالطبيعة, و بالخضرة, و بالزهور, و بالبرد, و بالمطر, و بالحيوانات, و بالطيور.

و إلى اللقاء فى الحلقة( 7 ) القادمة

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 48
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكمل

يا أستاذنا الأفوكاتو

لقد استمتعنا حقا وننتظر المزيد

تحياتى

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا يا عزيى دكتور رجب,

أنا شغال زى الماكينة, فأرجوا الصبر, .

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أنا شغال زى الماكينة, فأرجوا الصبر, .

ربنا يديك الصحة يا عمنا ... طب انا عايز من حضرتك طلب صغنن ... وهو إنك تخلي المكنة تعمل خط إنتاج جديد .. وتحكي لنا عن الريف في الدول اللي زورتها ولو في توبيك جديد تحت عنوان " ريفيات " أو " يوميات محامي في الأرياف " أو اللي تختاره بقى مش عايزين نفرض عليك حاجة إحنا ديمقراطيين ... يعني مثلاً الريف عندنا هو رمز للفقر والبؤس وقلة الإهتمام للغالبية من اهله .... وبالتالي نرى لدينا ازمة زراعية ومشاكل لا حصر لها ومنه نبع التطرف... فياترى عند الناس دي الفلاحين برضوا غلابة ومن عينة عم محمد أبو سويلم بتاع فيلم الأرض لو عطشانة ولا إيه بالظبط؟

س س فلاح كفر الهنادوة .

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

اتفق مع عمدة كفر المحاورات س.س. فى طلبه

لانى فى الحقيقه سالت عن وسائل الترفيه و التسليه لاننا كثيرا ما نتخيل ان المناطق الريفيه او الزراعيه بشكل عام هى اماكن منسيه من الجميع ولم تحظ باى نصيب من العنايه و الاهتمام .. ويبدو ان هذه الصوره انعكاس لما نراه فى ريفنا المصرى من قلة اهتمام بكل شئ ..

تم تعديل بواسطة فــيــروز

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة س س ,و فيروز,

من عينى الإثنين,

و لقد كتبت مرة سابقة عن جمال الريف الإنجليزى, و لكن سأكتب موضوع خاص عن الريف فى فى الدول التى زرتها.

بس صبركم شوية .

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

يا Maitre ....

فات أسبوع من آخر مداخلة...

هي الحلقات بقت أسبوعية و الا ايه...

و الا حضرتك شفرتها و لازم نشتري الكارت... :rolleyes:

ما تسييبناش متشوقين كتير... ربنا يخليلك الكنغر الصغير smk:

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى سكور,

إنشغلت بكتابة موضوعات أخرى,

كما طلبت منى زوجتى الإنتظار حتى نطبع بعض الأفلام التى إلتفطناها أثناء الرحلة,

و السبب فى تأخير الطبع أن الفيلم الأخير لم ينتهى, و مازالت به مساحة( أصل إحنا متخلفين شوية, و لا نستعمل كاميرا ديجيتال) و زوجتى مقتصدة جدا, و لا تريد البعزقة.

و لكن حاضر.... كله جاى..... حاضر.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو.

(7) رحلة مرتفعات الجرامبيانز.

Garmpians.JPG

و اثناء توجهنا الى الى موقع الزيارة التالية, تحولت المساحات الغاباتية تدريجيا الى مساحات صخرية, و كما قل عدد الأشجار, فقد قل طولها. وكان السائق المرشد قد قال لنا أن هذه الأشجار يطلق عليها فى هذه المنطقة إسم " Stringybarks “ , أى الأشجار ذات اللحاء ( أى القشور) على شكل شرائط أو خيوط.

و عندما وصلنا الى " مكان الرؤية "( المكان الذى تقف فبه السيارات بالزوار لكى يشاهدوا المناظر الطبيعية التى تستحق الزيارة) فى المنطقة المطلة على البحيرة, و التى تقع على هضبة فى وسط المرتفعات, وقع بصرنا على منظر بانارومى للوادى , و لكن لأن الجو الملبد بالغيوم أصبح مطيرا, و زادت حدة الرياح, و لأننا كنا نقف على مسافة قصيرة من الهوة, يفصلنا عنها سور حديدى صغير, فقد القينا نظرة سريعة, ثم رجعنا الى السيارة.

و كان " مكان الرؤية" التالى يبعد حوالى ميل ونصف( أكثر قليلا من 2 كيلومتر) ذهابا و إيابا, و كانت الرياح باردة, و لكن المطر قلت حدته,

و كان الجزء الأول من المدق( المسار ) يعبر منطقة هضبية, تكاد تكون مسطحة, و تتكون من كتل صخرية مثل التى نراها فى أهرام الجيزة, تتخللها بعض النباتات القصيرة و التى تشبه تلك التى تتواجد عادة فى المناطق الثلجية الموجودة فى مناطق أخرى من العالم.

و عبرنا جسر خشبى ضيق, يعبر فوق أخدود, ثم سرنا فى منطقة بها بعض الأشجار, ثم عبرنا كوبرى خشبى آخر, ثم أبتدا المدق يضيق, و تكثر زاوية أرتفاعه, كما إزدادت كثافة الأشجار, .

و عندما وصلنا الى قمة المرتفعات, إنبسطت الأرض, و اقتربنا من المكان المخصص للرؤية, و كم كنا سعداء لرؤية السور الحديدى الذى أحاط "بمكان الرؤية", التى كان شعورنا فوقها( لو لم تكن مسورة) كما لو كنا نقف فوق أعلى ناطحة سحاب فى نيويورك, و بدون أسوار.

و من هذا الموقع المرتفع, إقتربنا بحرص شديد من السور الحديدى, و القينا نظرة على هذا المنظر الرائع للوادى, و البحيرات التى تتوسط سطح الهضبة, و الشلالات التى تنحدر لتختفى مياهها داخل شقوق الهضاب.

و لم يمض بعض الزوار الذين قابلناهم هناك سوى بعض لحظات, حيث أن كثير من الناس تعانى من فوبيا المرتفعات. و لكننا أمضينا وقتا أطول, يحوالى عشرة ثوان أخرى, و خاصة أن الرياح كانت شديدة, و لم نكن نحسن رياصة القفز بدون مظلة ( Sky Diviving ) !!!

و كان على شمال موقع الرؤية تشكيل صخرى يسمى بالإنجليزية" The Balconies," أى البلكونات, و يلزم قليل من الخيال لكى تتخيل نفسك واقف فى بلكونة لوكاندة مبنية على بروز على سطح الجبل, بحيث لا يوجد أسفل الصخرة التى تحملك سوى الهواء, وستر ربنا.

و حتى لو كان مستوى هذه اللوكاندة عشرة نجوم, و حتى إذا كانت الإقامة بها مجانية, فأنا أشك أن أحدا سيمضى بها سوى لحظات قلائل, ثم يهرب, ناجيا بحياته.

و كان وقت الغذاء قد حل, و بعد أن سارت بنا السيارة فى طرق تغيرت طبيعتها عدة مرات. ووصلنا الى وادى ضغير, به رقعة من الأرض كانت فى الماضى مزارا تاريخيا,

و بعد أن تركنا السيارة فى الموقف , سرنا حوالى خمسين ياردة , ووصلنا الى موقع كوخ قديم , و كان مقام على مقربة من نهير تجرى به المياة المتدفقة من أعلى الجبل, كما كان المكان يطل على ضفة التل القريب, و كان مقام عليها عدة منازل, أكل الدهر عليها وشرب, و لكن فى فترات مختلفة, فبعضها كان محتفظا بالطراز الإستعمارى, و بعضها نصف طوبى, و بعضها لا تكاد تتعرف على فترة بنائه التاريخية.

و كانت هذه البيوت محاطة بأشجار و زهور و نباتات متسلقة, ليست من الفصائل التى كانت موجودة أصلا فى أستراليا قبل إستعمارها, مما يوحى بأنها كانت مستوردة خلال الأيام الأولى لوصول الإنجليز الى أستراليا, أو فى السنوات التى بدأت فيها الهجرة المنظمة من إنجلترأو بعض الدول الأوروبية الأخرى.

و كانت بعض هذه المنازل تكاد تحتفى خلف حائط من هذه النباتات المتسلقة, التى أضفت لونا أخضرا جميلا, تتخلله ألوان عديدة من الزهور الجميلة الأخرى.

و قد إندهشنا, و لكن بسرور, لرؤية العديد من حيوانات الكانجارو, التى جاءت لكى ترعى قربنا, و لم تخاف هذه الحيوانات منا, بل لم تعرنا إلتفاتا, كما لو كانت تقول لنا,

" لسنا فى حاجة أليكم أيها المتطفلون"

و رجعنا الى المكان المخصص للأكل, وهو كوخ قديم, تم إصلاحه و تحديثه, و كان يحتوى على مائدة خشبية كبيرة, و دكتين طويلتين على الجانبين, و بعض المقاعد الخشبية , كما كان بالكوخ مدفئة و كثير من الخشب لإشعال نار التدفئة, و كان على مقربة من الكوخ دورة مياة تعتبر خمسة نجوم إذا قارناها بأى دورة مياة فى أى مطعم مصرى, ( إذا وُجدت )

و رغم أن الطعام كان سجق و لحم ضأن مشوى على البار بيكيو.( الذى كان مقاما أمام الكوخ), و سلطات, و خبز, وزبد, أعقبها الشاى أو القهوة, إلا أن كثرة السير, و هواء الجبل النقى جعلنا نحس كما لو أننا نتناول وجبة فى الهيلتون, فرع مانهاتن.

سوف أقف هنا قليلا لأسترد أنفاسى, و سأختم لكم هذه الرحلة فى مقال آخر,

و الى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

و كان على شمال موقع الرؤية تشكيل صخرى يسمى بالإنجليزية" The Balconies," أى البلكونات, و يلزم قليل من الخيال لكى تتخيل نفسك واقف فى بلكونة لوكاندة مبنية على بروز على سطح الجبل, بحيث لا يوجد أسفل الصخرة التى تحملك سوى الهواء, وستر ربنا.

يعنى كان ينفع الواحد يقف فيها ثوانى يتصور و بعدين يطلع يجرى؟ :angry: اصل الصور التذكاريه دى حاجه كده زى الادمان ومره رحت رحله لمدة اسبوع صورت فيها سبع افلام cr((: اما تبقى حتة صوره !! بس لو الواحد عاش عشان يشوفها اصلا yaw:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

الأخت فيروز,

رغم شجاعتى, أو ما أظن أنها شجاعة , فقد إبتعدت كثيرا عن السور الحديدى, لأنى كنت قريبا جدا من مقابلة الخالق.

و سترها الرب.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو

(8) نهاية رحلة مرتفعات الجرامبيانز.

و كان المكان التالى للزيارة هو أكبر شلالات المياة التى تتدفق من مرتفعات الجرامبيانز,و إسم هذه الشلالات هو: Mackenzie Falls .

توقف بنا السائق/ المرشد عندما اقتربنا بحرص من موقعها, و عندما وصلنا قرب مكان تواجدها, ركن السائق السيارة على حافة الجبل, و تركنا مقاعدنا, و ذهبنا الى الحافة, بحرص شديد, بينما كان صوت المياة الهادرة يدوى فى إذننا,

( كدت أصاب بهبوط فى القلب عندما خرجت من السيارة, ووجدت نفسى على بعد قدمين فقط من حافة الجبل)

رأينا منظرا رائعا كما لو كان شاشة سينما بانورامية, منظر الشلال الهادر الصوت, و منظر درجات السلالم الحجرية, , من القمة, الى قاع الشلال,و التى كان عددها 300 سلمة.

و كان موقف السيارات المخصص لبداية السير فى طريق النزول الى القاع محاط بالأشجار,التى كانت مسكنا لعدد من الطيور البرية من ضمنها طائر " الكوكابارا"( وهو نوع من الببغاء), التى كانت قابعة على أغصان الأشجار, تنظر بفضول لهؤلاء الزوار الدخلاء.

و أثناء تراجعنا من موقف السيارات, قفزت بعض أنواع الكانجارو الصغيرة الحجم, و التى لها إسم خاص بها, وهو " والابي" ( للمفرد) , و عبرت الطريق,ثم توقفت و نظرت الينا بفضول لم يستمر طويلا, ثم تركتنا.

و تبقى لنا زيارة أخيرة"لموقع رؤية" و يسمى: " The Boroka Lookout “ , الذى كان قريبا ,

و قد قيل لنا أن أن هذا الموقع يعتبر خطيرا, حيث تكتنفه السحب المنخفضة معظم الوقت, و لكن بقدرة قادر, عندما إقتربنا من هذا الموقع, إنقشعت السحب المنخفضة فجأة , و تمكنا من رؤية أشعة الشمس ساطعة على السهل, و الأراضى الممتدة تحت قدم الجبل.

و ما رايناه كان منظر البلدة الصغيرة التى تقبع فى أسفل الجبل مباشرة, و تحتضنها تلاله, وهى بلدة :

Halls Gap,

التى أقمنا بها أثناء أثناء إقامتنا فى هذه المنطقة,( و قد وصفتها فى مقال سابق) و التى ابتدأت منها هذه الرحلة.

و أمكننا من هذا الموقع رؤية جميع مبانى البلدة, كما أمكننا رؤية الأراضى الزراعية الشاسعة التى امتدت أميالا و أميال,

و فى إتجاه آخر, رأينا سلسلة من الجبال, كون بعضها شكل صخرى كبير, يشبه الجزء الخلفى لحيوان كبير, لهذا سمى هذا الجبل:

Elephant Hide

أى عجز الفيل.

و قد أدى طريق عودتنا الى البلدة Halls Gap, الى طريق يلف حول مرتفع Elephant Hide,

ثم التففنا حول ركن فى الطريق, حيث وجدنا أنفسنا مرة أخرى فى المكان الذى بدأنا منه هذه الرحلة, وهو بلدة Halls Gap, حيث استمتعنا بالهدوء, و دفئ شمس ما بعد الظهر فى فراندة الموتيل.

و هنا أنتهت رحلتنا الى مرتفعات الجرامبيانز. و عدنا الى ملبورن بنفس الطريق الذى سلكناه للوصول الى هذا المكان الجميل.

و الى اللقاء فى رحلة أخرى بعد إستراحة معقولة.

و بين مقالات وصف رحلاتنا, سوف أكتب مقالات سريعة عن مظاهر أخرى من حياة الناس فى أستراليا.

و الى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو:

نظرة عامة على أستراليا,

التى هى أيضا جزيرة, و قارة.

(1) مقدمة:

سبق أن زرت أستراليا فى الماضى كأستاذ زائر, و لم أمضى بالقارة سوى بضعة شهور, إلا أننى لم أعرف أستراليا كما عرفتها خلال زيارتى الأخيرة ( منتصف مارس عام 2004) التى امتدت حوالى شهرين, زرت خلالها معظم ولاياتها, كما زرت ريفها, و مدنها, و تعرفت على أهلها, و بعض تاريخها.

و لم أضع الفرصة لإعادة دراسة نظامها القانونى الذى عرفته خلال قيامى بتدريس قانونها, كما أتيحت لى الفرصة لكى أزور محاكمها, و سجونها, و الحديث مع رجال قانونها, من أساتذة جامعيين, و ممارسى مهنة المحاماة, و رجال البوليس .

و لو استطعت, لكتبت كتاب أو أكثر عن هذه الزيارة, و لكنى لم أتعود على تاليف كتب فى أدب الرحلات , و كل ما كتبته فى شكل مؤلف, كان كتب و مقالات فى القانون الإنجليزى, وهو أمر مطلوب ممن يقوم بمهمة تدريس القانون.

ما يلفت نظر زائر أستراليا لأول مرة هو مساحتها المهولة, و لكن الجزء المأهول بالسكان يشكل جزء ضئيل من مساحتها, و الباقى يتكون من أراض صحراوية جرداء, خالية من الحياة.

(أنظر خريطة أستراليا الموضح بها الولايات , وعواصمها, و أهم مدنها)MapOfAustralia.jpg

و يسكن أهل أستراليا ألأماكن القريبة من المحيطات, كما توجد تجمعات سكانية حول بعض مصادر المياة الطبيعية فى وسط الجزيرة القارة, و لكن ما سيلفت النظر أنه رغم المسافات الشاسعة التى تفصل التجمعات بعضها عن بعض, فإن جميع مدنها , و بلداتها, و قراها, تربطها شبكة من الطرق الحديثة, تجعل عملية الإنتقال من مكان أى آخر, مهما بعدت المسافة, أمرا سهلا , و مريحا, و ممتعا للغاية.

كما تربط الولايات شبكات من الخطوط الجوية التى تعمل طوال 24 ساعة, بحيث يتمكن كثير من رجال الأعمال من الإنتقال بسرعة من مكان الى آخر بسهولة لم نتعود عليها فى منطقتنا.

و الأمر الذى لفت نظرى فى زيارتى الماضية, و زيارتى الأخيرة أنه, أينما ذهبت, فى هذه القارة الشاسعة, و إذا أغمضت عينيك, ثم فتحتها فى مكان آخر, سوف تعلم أنك ما زلت فى أستراليا, فسواء زرت مدينة, أو ضاحية, أو بلدة صغيرة, أو قرية أصغر, سترى معالم تقليدية لحياة الأسترال, بحيث لو انتقلت من أقصى يمين القارة, و زرت أحدى مدن أو ضواحى مدينة سيدنى, ثم انتقلت الى أقصى الغرب, و زرت ولاية غرب أستراليا, و زرت مدينة بيرث, أو ذهبت الى مدينة داروين, عاصمة الإقيم الشمالى, فى أقصى شمال وسط القارة, سترى نفس الناس, نفس البيوت, نفس محال البقالة, نفس مكتب البريد, نفس محل الخضروات, و إن تغيرت بعض المظاهر المناخية أو النباتية.

و قد تلاحظ إختلاف قليل فى اللهجة, و لكن هذا الإختلاف, بالمقارنة بمساحة أستراليا الشاسعة, لا يمكن مقارمته باختلاف لهجة أهل القاهرة عن لهجة أهل الأسكندرية, أو الصعيد, أو بور سعيد.

و يهتم الشعب الأسترالى جدا بحماية البيئة, و فى أستراليا حزبان يمثلان هذا الإتجاه, و فى المجلس الأعلى للبرلمان الفدرالى, أى مجلس الشيوخ, يملك هذان الحزبان, بالإضافة الى جزب آخر, هو حزب الديمقراطيين, ميزان التصويت فى البرلمان, فهى أحزاب ليست سياسية الأهداف, بل إجتماعية فى الغرض, و لها تاثير كبير على كثير من المشاكل البيئية فى القارة.

و تمتاز جميع مدن أستراليا بالجمال, حيث أنها دولة حديثة نسبيا, و قد تم تخطيطها لكى تستفيد من المساحات المتاحة, فطرقها واسعة, و مدنها منظمة, و تقدمها العمرانى يمتد أفقيا, و ليس رأسيا إلا فى بعض المدن. ووتخلل مدمها حدائق واسعة, كما أن جميع شوارعها تحق بها الأشجار من كل جانب.

و توجد مبان عالية الإرتفاع فى المدن الكبيرة, و يستعمل أغلبها كمكاتب إذارية, حكومية و تجارية, وصناعية, و مهنية.

و بعض المبانى الكبيرة يستعمل للسكنى, و لكن حجم المبنى يقل كلما أبتعدنا عن وسط المدينة,و متى غنتقلنا الى الضواحى, تدر أن ترى منزل يرتفع عن دور واحد, و لكن الحاجة الى الأرض فى المناطق التى تصلح للسكنى, شجعت المجالس المحلية بئإصدار تراخيص بناء لمجمعات شكنية( سقق) لا يزيد ارتفاعها على ثلاثة طوابق, بشرط موافقة سكان المنازل الملاصقة للمكان المقترح إنشاء شقق فيه.

و متى بعدت حوالى خمسة أميال من وسط المدينة, تقل الكثافة السكانية, و بالتالى يقل عدد المبانى, التى كلها تتكون من دور واحد, أو تكون على شكل فيلل من دورين فقط.

و أغلب سكان المدن الصغيرة و القرى يملكون منازلهم, أما قى المدن الكبيرة, فهناك عدد كبير ممن يسكنون فى البيوت أو الشقق بالإيجار, و خاصة صغر السن..

و تكوّن المجالس البلدية عصب التحكم فى رفاهية , ورخاء المجتمع, فالمجالس البلدية يتم إختيار أعضائها فى إنتخابات عامة جدية, و ليس لها طابع سياسى, و إذا كان يوجد , فهو غير ملحوظ.

و المجلس المحلى المنتخب يخضع لرقابة الشعب, الذى يطرد من لم يقم بعمله منهم فى الإنتخاب اللاحق, و أغلب أعضاء المجلس يشغلون وظائف مدنية أخرى, حيث أن المكافأة التى يتقاضونها ليست كبيرة, و معظم عملهم تطوعى.

و يستفيد المواطن من خبرات هؤلاء الأعضاء المحليين, حيث أنهم يختلطون بالناس كل يوم, و يقومون بزيارة الضواحى, و المحلات, ويستمعون لشكاوى الناس, و كثيرا ما قامت المجالس المحلية بإجبار حكومة الولاية على تغيير بعض القوانين, أو على إصدار قوانين جديدة , ترى المجالس أنها ضرورية لحسن سير الأمور.

و رئيس المجلس, الذى يطلق عليه لقب عمدة المدينة, أو الضاحية, أو البلدة, أو القرية , يتم إنتخابه داخليا, حيث أنه جرى العمل على أن يقوم الأعضاء ا الذين نجحوا فى الإنتخاب, باختيار واحد منهم لكى يصبح العمدة.

أتوقف هنا قليلا, و الى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أثناء إعدادى لفقرة جديدة من مقالات الرحلات, زارتنا جارة لنا إسمها "بات",

( إختصار باتريشيا) لكى تدردش مع زوجتى. و دخلت هذه الجارة حجرة مكتبى لكى تقول "هالو",

ووجدتنى جالسا أمام الكمبيوتر, و أصابعى تلعب على أزرار الكى بورد, و قالت هالو, ثم نظرت الى ما أكتب.

سمعت شهقة خافتة, بعدها وجهت الحديث الى, قائلة:

يا بروفوسير, أنا أعرف أنك خبير فى القانون, و لكنى لم يكن عندى فكرة أنك بهذه العبقرية.

فنظرت اليها مندهشا, و سألتها ماذا تقصد؟

فردت و صوتها يتهدج بالإثارة:

لم أكن أعرف أنك تتحث و تكتب الهيروغليفية.

و إنفجرت أنا وزوجتى بالضحك, و قلت لها :

إن ما أكتبه هو اللغة العربية.

و سمعت شهقة إعجاب أخرى, و قالت:

يا إلهى, كم عدد اللغات التى تكتب بها؟ لقد ظننت أن لغتكم فى مصر هى اللغة المصرية.

فشرحت لها أن اللغة العربية تستعمل فى بلدان كثيرة خارج المملكة العربية السعودية , كما تستعمل اللغة الإنجليزية فى بلدان كثيرة خارج إنجلترا.

ثم سألتنى : ماذا تكتب الآن؟ .. فشرحت لها أنى أكتب لمحات من سفرياتى و رحلاتى المختلفة, فصاحت بدهشة مرة أخرى, قائلة:

ليتنى يمكننى أن أقص على الناس ذكرياتى عن بعض رحلاتى فى أوروبا , التى قمت بها مستعملة القطار.

فقلت لها: سوف أحقق رغبتك, فأنا يمكننى أن أترجم هذه الذكريات, و أنشرها بالعربية فى المحاورات, لأن زملائى دائما يسعدهم التعرف على كل ما هو ممتع و مفيد.

المهم, وصلنى اليوم ظرف يحتوى على مذكرات رحلة "بات" القطارية, و سوف أترجم ما كتبت, ثم أعرضه عليكم, لملأ الفراغ الذى سيستغرقه تحرير بقية رحلاتى, و الصور المصاحبة لها.

و سأبدأ فى أقرب فرصة.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

امتعتنى رحلاتك

و فى انتظار رحلات بات القطاريه

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

هذه الحلقة تهديها جارتنا " باتريشيا هولمز" الى أصدقائى فى المحاورات بصفة عامة, و الى المقيمين فى إسبانيا بصفة خاصة.

عنوان المقال:

" من نـــــــــــــــــــــــــــــافذةالقطــــــــــــــــــــــــر”:

لم يكن غريبا أن أستمتع الترحال خلال أوروبا, مستقلة القطار, فقد كنت دائما أعتقد أن السفر بالقطار ممتع للغاية, لذا, لقد كنت متشوقة لكل ما هو متوقع, و ما هو ليس متوقع.

و الشيئ الذى أبهجنى هو هذا الكم من الزهور التى تواجدت على جانبى خط سير القطار, و أفضل وقت للإستمتاع برؤية هذه الزهور هو وقت الربيع, و لكنى لم أتوقع رؤيتها بهذه الكثرة.

و قد تنوعت الوان الزهور ما بين الأبيض, و البيج, و الأحمر الوردى, و خاصة الزهور القرمزية اللون.

و لكن ما زاد من بهجتى كانت الزهور البنفسجية اللون, و التى يتدرج لون وريقاتها نحو وسط الزهرة الى اللون الأسود, و التى تسمى:

Black Hearted Scarlet Poppies

و لقد تذكرت هذه الزهرة الخشخاشية, عند زيارتنا الى باريس, لأن سكانها كانوا بسبيلهم للإحتفال بيوم " D Day" ( أى يوم غزو نورماندى) و كانت شركات السياحة تعد رحلات كثيرة لزيارة هذه المنطقة المملوءة بهذه الزهور الرائعة.

و فى دول الكومنولث, التى لا تزرع فيها هذه الزهور, يتم بيع مثيلتها المصنوعة من القماش, و التى يضعها الإنجليز و مواطنى نيوزيلاندا, و أستراليا, و كندا, فى عروة جاكتاتهم, إحتفالا بأعياد غزو نورماندى, . و لكن شتان ما بين الزهور القماشية, و الزهور الطبيعية, التى تنموا عشوائيا و بكثرة فى هذه الأنحاء .

و بعد مغادرة باريس, مباشرة, فى طريقنا الى " سان سباستيان" لاحظت تواجد هذه الزهور الجميلة بين قضبان القطار , و بين الفلنكات, و منحشرا بين الزلط,

و استمر ظهورها طوال سفرنا خلال إسبانيا, بل أننا رأينا هذه الزهور تنموا خارج مدينة مدريد, فى أماكن تجمع النفايات.

و استقلينا أنوبيس سياحة الى " سان سيميجنانو" و فى الطريق, رأيت حقلا جميلا مملوء بزهور صفراء تشبه عباد الشمس, تسمى: Daisies , و كانت تنبت عشوائيا, و بريا. و لكنها كانت رائعة المنظر.

و استمر ظهور مثل هذه الزهور , التى كانت تتمايل مع تمايل الريح, فى منظر مبهج , طوال سفرنا خلال أيطاليا و فرنسا, و المكان الوحيد الذى إختفت فيه هذه الزهور, كان منطقة "جبال الألب السويسرية", وهى منطقة مرتفعة و ثلجية.

و قابلنا فى الطريق منظرا لم يكن متوقعا, فقد شاهدنا أعدادا مهولة من طواحين الهواء, التى تستعمل لإنتاج الطاقة الكهربائية, حيث تدور مراوحها العملاقة بتأثير الرياح, منتجة طاقة كهربائية يتم حفظها فى محطات خاصة, ثم يتم توزيعها للإستهلاك المنزلى و الصناعى.

و تقام هذه المراوح الكبيرة على قمم التلال, و رأينا الكثير منها فى إسبانيا.

و رغم أن أنصار المحافظة على البيئة يعترضون على إنشاء هذه المراوح بحجة أنها تشوه جمال البيئة الطبيعية, إلا أن جناحا من هذه المنظمة يؤيد إستخدامها, لأنها تنتج طاقة نظيفة.حيث أن البديل, وهو إستعمال الفحم, يزيد من تلوث البيئة.

و يدوا أن قبول معظم الناس لمصادر الطاقة النظيفة( أى المراوح) يرجع الى أنها لا تقام عادة قرب المدن, أو الأماكن السياحية, إلا أننا رأينا هذه المراوح مقامة فى أماكن غير مناسبة فى بلدتن أخرى.

و مثال ذلك منطقة Lakes District فى إنجلترا, حيث أقيمت المراوح على تلال تطل على قرية يرجع تاريخها الى القرن 14, و تقبع فى الوادى المحصور بين هذه التلال, مما أفسد منظر القرية, و أضاع قيمتها التاريخية.

و كتن القطار الذى نستقله يسمى " The Lonely Planet “ , و قد قال لنا مرشدالقطار, أنه كانت هناك إعلانات ضخمة مقامة على جانيى مسار القطار, تعلن عن بعض أنواع السلع, و استمر نشر هذه الإعلانات لفترة طويلة, و لكن, إستجابة لضغوط من جمعيات الحفاظ على جمال الطبيعة, قررت الحكومة إلغاء تصاريح إقامةهذه الإعلانات, لأنها تفسد جمال الطبيعة.

و مررنا بقرب محطة توليد كهرباء, حيث لاحظنا أبراج توصل أسلاك ضخمة, و على هذه الأسلاك, لاحظنا أشياء تشبه العصى, مرصوصة بدون نظام, ثم رأينا وسطها طائر ضخم,

و عندما اقترب القطار من هذا الطائر الضخم, تبين لنا أن هذا الطائر لم يكن سوى بجعة كبيرة, تطعم صغارها, التى بدت لنا كالعصى المرصوصة بدون نظام.

و هذه الطيور تقضى فترة الشتاء فى قارة أفريقيا, ثم تأتى إلى إسبانيا خلال فصلى الربيع و الصيف, لتكوين أسرة, و الإستمتاع بالجو اللطيف.

و البجعة وزنها كبير, و لا تحب الطيران لمدد طويلة, و تعتمد فى طيرانها على تيارات الهواء لحملها من مكان الى آخر, لهذا, فإن عبور هذه الطيور من قارة أفريقيا الى إسبانيا, يتركز فى منطقة ممر جبل طارق, حيث يعبرون أقصر مساحة بحرية بين القارتين.

و حياة الريف فى إسبانيا تثير الإفتتان, و لها سحر عجيب, فهناك مساحات شاسعة لا نهاية لها, مزروعة بالكروم( أشجار العنب) و أشجار الزيتون, و فى الجنوب, تكثر زراعة البرتقال.

و لم نرى حيوانات كثيرة, كما لم نرى أى أسوار سلكية أو خشبية حول الحقول, رأينا فقط الحقول.

و قد لاحظنا أيضا أن الزراعة لا تتوقف عند الوصول الى قواعد التلال, بل تستمر الزراعة صاعدة على المرتفعات, و لا يبقى شبرا واحد غير مزروع.

بعض هذه التلال كانت شديدة الإنحدار, و تعجبنا كيف يمكن للمزارع حرث الأرض, أو بذر البذور, أو جنى المحصول فى هذه الأرض المنحدرة, بدون الإصابة بجروح, أو كدمات, أو فقد الحياة؟؟

رأينا فى وسط المزارع بعض المنشئات الكبيرة, ويبدوا أنها نوع من المصانع أو الشون, و لكن لم نرى كثير من منازل الفلاحين.

و لقد قرأت فى إحدى النشرات السياحية, أن المزارع الإسبانى, يفضل أن يعيش فى القرية القريبة من الأرض, أو التجمع المسمى : Pupelos , و ينتقل يوميا الى الحقل, أو المزرعة.

و يبدوا هذا معقولا حيث أن المزارع لا يحتفظ عادة بحيوانات تحتاج الى رعايته الدائمة.

و أثناء رحلتنا الى " مدريد" التى استغرقت بقية اليوم , تركنا الأراضى الزراعية, و مررنا بمناطق وعرة جبلية, تتخللها أخاديد, و بعض التكوينات الصخرية, الغريبة الشكل, و التى تبدوا كأعمدة من البازلت, و لكن بمسحة جرانيتية.

و لا يسع الراكب سوى الإعجاب ببراعة العمال الذين شقوا هذا الطريق بين الجبال منذ مئات السنين, مستعملين أدوات بدائية,

كما كنت سعيدة لأن الرحلة بالقطار كانت مريحة, و ممتعة.

و تعتبر إسبانيا أعلى بلد فوق سطح الماء, بعد سويسرا, كما تحتوى على العديد من التشكيلات الجغرافية, و لكنها بلد قليل المطر, و القحط هو أحد مشاكلها الأساسية.

و قدأدى كثرة إستعمال الآبار الجوفية الى إنخفاض ملحوظ فى مستوى المياة الجوفية, كما لاحظنا فى مدريد أن نهر Rio Manzanares يبدوا كترعة شح مائها, و لكن لم يدعى أحد أنها نهر كبير.

يهذا ينتهى مقال السيدة باتربشيا هولمز.

و سوف أستأنف سرد بقية رحلاتى فى أقرب وقت متاح, و الى اللقاء.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رحلات الأفوكاتو.

نظرة عامة على استراليا:

(2) بعض الأماكن الهامة.

هناك آلاف من الأماكن التى تستحق الزيارة فى إستراليا, و لكنى سوف ألقى الضوء على بعض الأماكن التى زرناها, و سأنقل لكم إنطباعاتنا.

كنا تلاحظون فى خريطة أستراليا , تزداد الكثافة السكانية على أطراف القارة, لقربها من مياة المحيطات, و توجد ح Gold Coast City ياة, و لكن اقل كثافة فى وسط القارة, حيث تتواجد مياة عذبة مصدرها المياة الجوفية, و الأمطار, التى تملأ الأنهار و البخيرات الداخلية بصفة شبه منتظمة.

وفى هذه الحلقة, سأعطيكم شرح سريع لأحدى مدن ولاية "كوينز لاند" التى تقع فى شمال شرق القارة, وهى ثانى أكبر ولاية من حيث المساحة, لذا, تتعدد أقاليمها المناخية و النباتية, تجعل بعض أجزائها تختلف عن البعض الآخر , مما يشجع السياحة الداخلية.

مدينة الجولد كوست ,

Gold Coast City

رغم أن عاصمة "كوينز لاند " هى " بريسبان" و إلا أن مدينة الجولد كوست تعتبر أهم مدينة مدينة فى هذه الولاية, حيث حبتها الطبيعة بمناخ, و طبيعة جغرافية, جعلتها من أجمل المدن السياحية فى العالم, و أكبر عدد من زوارها هم الأمريكان, حيث أن الحياة فى هذه المدينة أرخص من قرينتها الأمريكية,

و تنافس ضاحية

Surfers Paradise

التى تقع فى منتصف مدينة " جولد كوست" شواطئ ميامى , بولاية فلوريدا الأمريكية, و قبل أن أسترسل فى الكتابة عن" الحولد كوست" و ضاحية "سيرفرز بارادايس", أرجوكم مشاهدةالى بعض صور هذه المنطقة الجميلة, و تمتعوا كما تمتعنا بجمال الطبيعة:

GoldCoast.JPG

GoldCoast2.JPG

QueensLand.JPG

و سأنشر مزيد من صور هذه المنطقة قريبا إنشاء الله.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...