اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رسالة من شارون


bibo

Recommended Posts

من شارون إلى القادة العرب

الأحد 28 مارس 2004 15:00 (elaph.com)

نبيل شـرف الدين

كان يفترض أن تصلكم هذه الرسالة لتتلى عليكم وأنتم مجتمعون في تونس الجميلة، لكن وبعد ما وقع بين وزرائكم من خلافات، لم يعد هناك مفر من إبلاغكم بها عبر وسائل الإعلام، فهي لن تخشى غضبكم، كما هو حال سكرتير منتداكم الآيل للسقوط، المسكين عمرو موسى، الذي بات يتحسس كل كلمة مخافة الإطاحة به، وهو بلا شك معذور، فالرجل ليس أكثر من "موظف" كما وصفتموه في أول خلاف معه، وبالتالي لا يمكن مقارنته مثلاً بحال خافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي، لهذا لم أسمح لنفسي يوماً بكراهيته، رغم كل ما يصدر عنه من عبارات التنديد بدولة إسرائيل، وبي شخصياً، ليقيني أنه لا يمتلك سواها، مع علمه بأنها تدغدغ مشاعر الدهماء، فإن كان لا يعرف كيف يرضيكم، فليس أمامه سوى إرضاء نزق الشارع.

وبداية اعترف بأنني فكرت طويلاً في اللفظ الذي ينبغي أن أخاطبكم به، ومع سعة حيلتي وبراعة من استشيرهم، لكننا جميعاً عجزنا عن التوصل إلى مفردة واحدة في لغتكم التي تحفل بالمترادفات والاشتقاقات، يمكنني أن أنطق بها فلا أشعر معها بالكذب ولا النفاق، وأنتم جميعاً تدركون حقيقة أنني ربما كنت استحق عشرات الصفات السيئة، لكن بالتأكيد ليس من بينها الكذب، ولعل هذا هو ما يجعل الكثيرين منكم يبغضونني، ويتمنون رحيلي إلى القبر أو إلى مزرعتي أمضي فيها ما تبقى لي من أيام في هذا العالم.

فكرت مثلاً أن أخاطبكم بالأصدقاء، لكن هذا الوصف سوف يستفزني شخصياً، أكثر مما سسغضبكم، فرغم صلتي القديمة ببعضكم، وبآباء البعض منكم، لكنني سأكون منافقاً لأقصى درجة ممكنة لو اعتبرت أن هذه الصلة صداقة، فالأصدقاء ـ على حد علمي بأخلاقيات الصداقة ـ لا يضعون لكل خدمة يقدمونها لبعضهم البعض مقابلاً، ولا يشترطون ضمانات للحصول على هذا المقابل، وهكذا كانت دائماً صلاتي بكم أو بالراحلين من أسلافكم.

وتراجعت عن مخاطبتكم بالأعداء، ليس خوفاً منكم، فأنتم تدركون جيداً أنني لا أخافكم مجتمعين ولا متفرقين، بل أنتم من تخافون مني، رغم أنني أجلس مهتزاً على مقعد الحكم في بلد ربما لا تعادل مساحته مزارع بعضكم، بينما أنتم تجلسون مطمئنين إلى بقائكم حتى الرمق الأخير، ثم توريث المقعد لأبنائكم وأحفادكم، ولا تقيمون للانتخابات ولا للأحزاب ولا حتى لشعوبكم أي اعتبار، ولكن في الحقيقة لأن صفة "العداوة" لا تنطبق عليكم جميعاً، فمن بينكم من ساندني بقصد ومن دون قصد في تحقيق المزيد من النجاحات، سواء على صعيد الوصول إلى الحكم أو البقاء فيه، أو حتى على صعيد إنجاز مهامي التي انتخبني لأجلها مواطنو دولة إسرائيل.

وحتى اللفظ الدارج بين الأمم والشعوب من الأغيار وهو "السيد"، لم أفكر في استخدامه حين أخاطبكم، لسبب بسيط وهو علمي بأنه لا يرضي غرور بعضكم ممن اعتادوا على المخاطبة بعبارات مطولة تستغرق كتابة بعضها سطراً كاملاً، من نوع "سيدي صاحب الجلالة أو الفخامة أو السمو .. المليك .. السلطان .. الأمير.. القائد .. الرئيس .. حاكم البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه"، كما أنني أخشى الخطأ في أي من هذه العبارات المطولة، كوني لم أقرأ ألف ليلة ولية كاملة، فضلاً عن أنني لم أتخرج في معاهد ملكية ولا أميرية ولا سلطانية، ولا أعتني كثيراً بالتقاليد المرعية.

لهذا اتفقت مع المستشارين على تجاوز هذه المسألة، وها هي كما تقولون ـ أول القصيدة كفر ـ لا أجد أي مساحة مشتركة للحديث معكم، لكن ما باليد حيلة، فلا أستطيع أن ألقيكم في المتوسط أو الأحمر، ولا أنتم استطعتم إلقاء دولة إسرائيل في أي من البحور والمحيطات، ولا مفر من البحث عن أي صيغة للتعايش معكم، وهذا يسوؤني ـ شخصياً ـ كثيراً، لكن ليست هناك ثمة بدائل، ولعل أحفادي لا يضطرون إلى ابتلاع هذا الأمر، حين ينجح أحدهم في اختراع شئ ما يعزلنا عنكم، ويعزلكم عنا، فنحن لن نلتقي لا في الدنيا ولا الآخرة، ولا ينبغي أن نعيش معاً على ظهر كوكب واحد.

وهكذا كما ترون فإنني تعلمت من اضطراري للتعاطي اليومي معكم على المقدمات الطويلة، رغم أنني اعتدت اقتحام صلب الموضوع في الدقيقة الثالثة للقاء، باعتبار أن هناك دقيقة لي وأخرى للطرف الآخر للترحيب والمجاملات، لكن وكما تقولون في أمثلتكم الشعبية "من عاشر القوم"، وأنا أعاشركم منذ أكثر من ستين عاماً، ومع ذلك لندخل في الموضوع، أو الموضوعات، ففي الحقيقة أن لكل منكم موضوعه الخاص به، لكنني ساكتفي بخطاب عام، وكلي ثقة بأن كل منكم سيتتحسس رأسه في لحظة ما، هو يدركها جيداً.

أسمعوني جيداً ..

لعلكم تدركون جيداً أننا يجب أن نجد صيغة للتعايش، لأن استبعادنا أو استبعادكم مازال حتى المدى المنظور ضرباً من الخرافات، وكان حريّاً بكم أن تدعونني لاجتماعكم هذا إذ كنت على أقل تقدير سأضمن ألا يفشل، لأنني لست متفرجاً في هذه المنطقة الملعونة، بل لاعباً أساسياً إن لم أكن "رأس حربة" الفريق وهدافه وصانع ألاعيبه في آنٍ واحد، وكان وجودي بينكم سيجعل لاجتماعكم معنى، فما قيمة أن تصدروا تلالاً من القرارات "تشجب وتستنكر وتدين"، بينما أنتم أول من يدرك أن هذه القرارات لا تستحق حتى ثمن الحبر المكتوبة به، فما بالكم بالطائرات والفنادق والترتيبات وجيوش الحراس والسكرتارية والمدلكين، لكن ليس هذا موضوعنا، إذ اعتدتم ومعاونوكم السفه في التعامل مع ثروات هائلة لم تتعبوا في تحقيقها، رغم أن أغلب شعوبكم يعاني الجوع والمرض وأطفالكم لا يجدون حتى الحليب، ولن أكون ملكياً أكثر من الملك، فأزايد عليكم في أمر الحرص على شعوبكم، لتذهبوا أنتم وهم إلى حيث حطت "أم قشعم"، فهذا لا يعنيني من قريب ولا من بعيد، فأنا معني بأبناء جلدتي في المدن والأرياف والمستوطنات، ومن هذا المنطلق اخاطبكم متسائلاً: هل تريدون نصف قرن آخر حتى تتخلوا عن عنتريات من طراز دولة الكيان، والعدو الصهيوني، وإسرائيل المزعومة، وبقية احتراعاتكم اللفظية التي أعترف أنكم كثيراً ما تدهشونني بها، أنتم فعلاً رائعون في صك المصطلحات التي كثيراً مع ضحكنا عليها أنا وزوجتي "أم جلعاد" حين كنا نستمع لإذاعاتكم وأنا لم أزل ضابطاً صغيراً وحتى صرت جنرالاً ووزيراً ثم رئيساً للوزراء، وأنتم ترددون نفس المصطلحات، التي لم تتغير منذ أن كنتم قوميين ناصريين أو بعثيين، وحتى صرتم إسلاميين من حماس أو الجهاد أو حتى القاعدة، هي نفس الألفاظ، والعبارات الشرسة التي لم تعد تخيف حتى الأطفال، ولعلني لا أذيع سراً حين أقول أنني والآباء المؤسسين استثمرنا هذا الزئير لنحشد ضدكم الأمم والشعوب، ونحصد تعاطفها ودعمها، بينما ننام ملء جفوننا لأننا ببساطة على يقين بأن قرار الحرب والسلام في أيدينا نحن، ومع ذلك لم تكفوا لحظة عن ضخ الكراهية في نفوس شعوبكم، وخلطها بحليب أطفالكم بأننا سنرحل إن عاجلاً أو آجلاً، وأخيراً حين قتلنا الشيخ ياسين عادت نفس النغمة مجدداً خاصة في دمشق

كنت استلقي على مقعدي الوثير في مزرعتي وأنا أستمع لبعض مواطنيكم ممن تسمونهم "الخبراء الاستراتيجيين" وهو يؤكدون بثقة غريبة لا أدري مصدرها بأن قتل هذا الرجل هو بداية النهاية لدولة إسرائيل، وهذا سخف ما بعده سخف، هل تعلمون لماذا؟، ليس لأنه كذب وتدجيل فحسب، بل لأنه تهريج ثقيل الظل، لأنني أدرك أن على مكتب كل منكم ورقة واحدة بها ميزان القوة العسكرية والاقتصادية لنا ولكم، وهو بالطبع في صالحنا ومع ذلك توهمون شعوبكم والغوغاء منكم بأن هذا ممكن الحدوث، بل ويذهب من يفترض أنهم علماء وخبراء إلى تأييد مزاعمكم وخرافاتكم، ولنا أن نتخيل مثلاً ما سيحدث لو أننا ربينا أطفالنا على خرافة أن بوسعهم الطيران، إذ سيقفز هؤلاء الأطفال المساكين من النوافذ والشرفات، لا لشئ إلا لأنهم صدقونا نحن الكبار الأشرار، الذين أقنعناهم بالأكاذيب، ونحن أول من يعلم أنها خزعبلات، ولعل هذا هو ما يدفع صبايا وشباباً في عمر الزهور إلى لف خصورهم بالأحزمة الناسفة لقتل بضعة أشخاص يتناولون العشاء في مطعم، أو يستقلون حافلة، مع علمكم يقيناً بأن موت هؤلاء لن ينهي دولة إسرائيل، بل سيعزز وجودها، لأنه سيجلب لنا التعاطف الذي نعرف كيف نترجمه إلى منح ومعونات وصيغ تعاون، بل وأصوات في مجلس الأمن، خاصة بعد أطلقتم أشراركم على الشعوب والأمم ليعيثوا قتلاً وتفجيراً في بلدان لم تكن يوماً تحمل لكم عداوة ولا خصومة، كما حدث في الهند وروسيا واندونيسيا مثلاً، والمضحك أن هذه البلدان تحديداً حلفاء تاريخيون لكم، ومع عمى البصيرة الذي أصاب ابناءكم والمحسوبين عليكم راحوا يؤلبون عليكم هؤلاء الأصدقاء القدامى، ليكتشفوا أنهم كانوا في الخندق الخطأ حين ساندوكم، ويأتوا إلينا معترفين بالذنب التاريخي في حقنا، ليجدوا الحضن الدافئ، والدعم العملي لمواجهة أشراركم، مهما تنصلتم منهم، فهم أبناؤكم، الذين تربوا في مدارسكم، وكبرت أحقادهم بفضل إعلامكم السخيف الديماجوجي، وعلى يد معلميكم الجهلة المخادعون، وليس في صفوف تنظيم "القاعدة" شخص واحد اسمه "حاييم" ولا "عيزرا"، بل أسامة وأيمن، ولن يصدقكم أحد مهما أكدتم ألا صلة لكم بهؤلاء، بل ستدفعون ثمن جرائمهم اليوم وغداً، وسوف أوصي أحفادي أن يقيموا الدعاوى ضد أحفادكم أمام الهيئات الأممية ليحصلوا على تعويضات منكم، لأنكم رعيتم هؤلاء، وتبرعتم لهم، ودعمتوهم، وحين كشروا عن أنيابهم في وجوهكم لفظتوهم، بدلاً من أن تعيدوهم إلى جادة الصواب، أو تعزلوهم عن خلق الله.

نعود إلى قصتنا ..

فمسألة القاعدة هذه ليست موضوعنا الآن، فما أريد قوله هنا أن قمتكم هذه محكوم عليها بالفشل شأن غيرها من القمم، لأنكم بعد كل ما حدث هنا وهناك منذ الحادي عشر من سبتمبر، ومروراً بأفغانستان، وصولاً إلى العراق والقبض على أحدكم في حفرة العنكبوت، لم تدركوا بعد أن العالم تغير، ومازال الشارع لديكم يهتف ويزمجر منادياً بالحرب، فأي حرب يريد هؤلاء، هل هي دعوة للانتحار الجماعي مثلاً، وأليس من تراثكم الثقافي أن الناس على دين ملوكها، فلماذا تصرون مع عرابيكم ممن تطلقون عليهم الخبراء والعلماء والفقهاء على إقناعهم بأن في وسعهم التحليق في الفضاء من دون أجنحة، ولماذا لم تقطعوا ألسنة هؤلاء المعلمين والأنبياء الكذبة الذين يدفعون الأطفال إلى إلقاء أنفسهم من النوافذ والشرفات بحثاً عن بطولات زائفة، وسعياً إلى هدف "دونكيشوتي" لا معنى له، لقد جربتم حربنا مراراً، ولم تتقدموا شبراً واحداً، ولم تحسموا معركة واحدة.

كان هذا حين كانت إسرائيل لم تزل تحبو، وحين كانت هناك حرب باردة، وحين كان العالم يتسع لمعسكرين، الآن بعد ضاق بكم الكون حتى أصبح زنزانة، مازلتم ترددون نفس الكلمات، ولم تزل إذاعاتكم وشاشاتكم تضخ "التبن" ووجبة العلف اليومي في نفوس شعوبكم، مستغلة احتقان هذه الشعوب من فرط الإحباط والفقر والبطالة والقمع لتتحول بمضي الوقت إلى قنابل موقوتة، تنفجر في وجوهكم تارة، وفي وجوه خلق الله تارات.

وبدلاً من أن تواجهوا أنفسكم وتكفوا على الالتصاق بالمقاعد من المهد إلى اللحد، وبدلاً من أن تتوقفوا عن نهب خيرات الشعوب وتبددوا ثرواتها على موائد القمار وأثداء العاهرات تارة، وعلى فضلات مصانع الأسلحة تارة أخرى، وعلى مشاريعكم الوهمية تارات، وبدلاً من أن تستوعبوا طاقات الأجيال من ابنائكم وتقيموا العدل في توزيع فرص متكافئة بينهم، وبدلاً من أن تواجهوا الفساد الذي وصل في بلدانكم إلى معدلات مرعبة، وبدلاً من أن تتصدوا لترويج الخرافات والأكاذيب في وسائل إعلامكم التي تنفث جهلها وتواصل تحريضها ليل نهار، وبدلاً من محاسبة المقصرين والمزورين من مستشاري السوء الذين يدفعون بكم إلى مهاوي التهلكة، ويحاصرونكم بتصوراتهم الخزعبلاتية عما يجري في الكون .. بدلاً من كل هذا تصرون على استخدام مشجب إسرائيل، لتفسير كل ظواهر ومظاهر الخراب في دياركم، لدرجة أنني سقطت من مقعدي الوثير حين قرأت مرة تفسيراً لأحد شيوخكم الذين تدفعون لهم بسخاء، ليقول إن الزلزال الذي حدث في أحد بلدانكم سببه إسرائيل، وما تجريه من تجارب نووية.

المثير في هذه القصة التي لو صيغت في صورة مسرحية هزلية لضرب الجمهور الإسرائيلي الممثلين فيها بالأحذية، أن هذا الشيخ الذي تفردون له الصفحات، وتدفعون له الدولارات، يزعم أنه عالم في الجيولوجيا، ويفسر كتابكم المقدس وفق طروحات علمية، بينما لا يحتاج الأمر إلى عالم في الجيولوجيا ولا في الميثولوجيا ليفهم أنه كان أجدر أن يحدث الزلزال في إسرائيل لو صح هذا التفسير الخرافي التآمري السخيف.

صدقوني أنا مضطر لنصحكم ومصارحتكم، ليس لأنني أحبكم، بل لأننا جيران، رغماً عن أنفي وأنوفكم جميعاً، ولأن رائحة احتراق الطعام في منازل الجيران تؤذي، ولأنه ليس بوسعي ولا بإمكانكم حمل الأوطان والقرى والأنهار على الأكتاف والرحيل بها إلى أفريقيا أو حتى سيبريا لنتخلص من هذه الجيرة التعسة، ولأننا جيران أيضاً يهمني بشكل أو آخر أن يكون أبناء جاري أذكياء مهذبين متحضرين، حتى لا يتحرشوا بابنتي أو بأحفادي، ولأننا جيران أيضاً يهمني أن يكون في بيت جاري سمن وعسل ولبن، حتى لا ينظر إلى خدود أطفالي الموردة، ولأننا جيران أيضاً يهمني ألا يتحول أبناء جاري إلى لصوص وقتلة ومهووسين، ولأنني لا أنوي أن أترك بيتي، ولا أنتم تعتزمون الرحيل بملايين البشر من شعوبكم، علينا أن نتفق، أن نصل إلى صيغة ما للتعايش في أمن وسلام، وإلا فكل يوم ستكون مشاجرة، وكل مشاجرة ستتحول إلى معركة، ولكل معركة ضحاياها، وبعضكم أدرك هذا مبكراً فما كان منكم إلا أن لفظتموه، وأقمتم الأفراح لمقتله، وبعضكم مازال يوجه له اللعنات في قبره، رغم أنه لم يتبق منه سوى هيكل عظمي، وكان في مقدمة لاعنيه "خفاش الحفرة" الذي يصبح أول حاكم سجين في التاريخ الحديث، وبعضكم من مؤيديه مازال على قيد الحياة.

ولأنني أعرفكم جيداً ..

وأعرف أنكم سوف تردون الاتهامات كلها لي ولسياساتي، ولا أفهم في الحقيقة ماذا تتوقعون من رجل تعلنون ليل نهار أنه "العدو الرجيم"، وأنه وشعبه ليس لهم سوى الإبادة، فهل تنتظرون منه أن يرشكم بماء الورد مثلاً ؟، أم تتوقعون منه أن يفعل كما درجت بعض قبائلكم فيحمل كفنه على يديه ويتوجه إلى مقر حزب البعث، أو "المقاطعة" طالباً العفو والمغفرة، أو لعلكم تظنون أنه سيطلب من مواطنيه التوجه إلى الشتات مجدداً، لأن مشروع إسرائيل تفكك، بينما نملك المال والسلاح والحيل والأصدقاء للبقاء هنا، حتى آخر يوم في التاريخ، ألم تعلنوها حرباً حتى آخر جندي منكم، إذن فهي الحرب، وكما يردد شعراؤكم ـ وما أكثرهم ـ أن في الحب والحرب كل شئ مباح، أم تراكم لو كنتم تقفون على نفس الأرض الصلبة التي أقف عليها كنتم ستتصرفون كالقديسين وأولياء الله الصالحين، فتديرون خدكم الأيمن لمن يصفعكم على الأيسر، لا يا جيراننا وأبناء العم، فنحن للأسف من نفس النطفة الإبراهيمية التي لا تعرف هذا النوع الجم من الأدب اليسوعي، نحن مثلكم تماماً في هذه المسألة، العين بالعين، والصفعة بالصاروخ، ولعل هذه هي أبعد نقطة في خلافنا التاريخي، لكن علينا ألا ننبش فيها كثيراً، علينا أن نسعى إلى ردمها، وإهالة كل التراب والرمال عليها، فالتفتيش فيها لن يجلب لنا ولكم سوى مزيد من الرؤوس واللعنات، وهو ما لا يضيرنا كثيراً، فالرأس التي تطير منا نستعيض عنها بملايين الدولارات، ونستقدم بها مئات الآلاف من المهاجرين، لدرجة أننا صرنا ننتقي أفضل من في الأمم من مواطنين، فجلبنا العلماء الروس، والعمال الأفارقة، والأثرياء الغربيين، بينما تخسرون أنتم أفضل أبنائكم، فيهاجر العلماء والواعدون منكم إلى بلاد تعرف أقدارهم، ويفر الخبراء الحقيقيون إلى الغرب والشرق، بينما لا يتبقى لديكم سوى الحثالات من المنافقين والمخادعين والمحرضين وأشباه الموهوبين، ليمارسوا تقديم العلف اليومي لمن تبقى من شعوبكم، لدرجة أن القابض على عقله بينكم صار كالقابض على الجمر، تمنعون عنه الماء والهواء، وتتصيدون له الأخطاء، فإن لم تجدوها اخترعتموها، أو لفقتموها، وتتربصون لهم كل مرصد، وتعتقلونهم وتلاحقونهم، وعلى أدنى تقدير تتجاهلونهم، فتتركون المرارات في حلوقهم، فيموتون كمداً، أو ينسحبون طواعية من المشهد، حتى كادت شعوبكم أن تتحول إلى مجرد "كائنات بيولوجية"، تمارس كل مظاهر الحياة لكنها لا تعيشها، ولا تعرف كيف تستمتع بها، بل ووصل الأمر إلى حد مباهاة بعضهم بالحرص على الموت، فينبشون في دهاليز التاريخ بحثاً عن عبارة قالها ذات يوم كالح شيخ قبيلة، أو قاطع طريق ليعيدوا انتاجها متخيلين أن التاريخ يكرر نفسه، وأن الحياة مجرد صفحات متشابهة.

صدقوني أيها الأصدقاء والأعداء والأعدقاء أنني ربما أتجمل أمام الناخبين الإسرائيليين، لكنني لن أفعل في مخاطبتكم، لسبب بسيط هو أنني رجل يقف على عتبات النهاية الآتية لا ريب فيها، ولهذا سأقول كلمتي وأمضي، لعله يأتي من بين ظهرانيكم رجل أو امرأة تدرك حقيقة تبدو لكم غريبة وغير منطقية وهي أن إسرائيل، ومعها كل شعوب وأمم الأرض، وليس الأميركيين وحدهم، أصبح من مصلحتهم أن تتقدموا صوب بناء مجتمعات ديموقراطية تتنفس هواء صحياً لأن هكذا مجتمعات لن تنتج إرهابيين، ولن تفرز سوى النسبة المعهودة من المجرمين، ولن تسمح للمهووسين بإشعال نيران الحروب بين الشعوب، ولأن العالم أصبح قريباً من بعضه البعض إلى درجة لم يعرفها التاريخ من قبل، ولأن شعوب في سقف الكون مثل اسكندنافيا تأكل فاكهة نبتت في افريقيا، وهؤلاء الأفارقة يستخدمون أجهزة هواتف صنعت في فنلندا، فما بالكم بما يمكن أن يقع بين الجيران.

لهذا لن أرتكب خطيئة اسحق رابين فأدعو إلى السلام ببساطة، فهذه قفزة غير منطقية على الخطوة الأهم، ومصادرة على المطلوب، لكنني سأبدأ بالدعوة إلى إصلاح بيوتكم، إلى إعادة تربية أطفالكم، إلى ترميم مقاعدكم الصدئة القلقة، إلى فتح كل نوافذ مجتمعاتكم وشرفاته، وأرجوكم، هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي تسمعون فيها مني أنا ـ تحديداً ـ عبارة رجاء، ألا تتذرعوا بعبارات من نوع "خصوصيتنا" و"ثقافتنا" و"تراثنا" و"شخصيتنا"، فهذه كلمات حق يراد به باطل، فليس الطغيان مما يستحق التمسك به، ولا الاستبداد مما يصلح التذرع به، ولا التكلس على المقاعد مما يصح اعتباره تراثاً وخصوصية، ولا الفساد المحمي بالسلطة من طبائع شعوب بعينها، فكل هذا مما يستوجب الخجل والعار، وأنا هنا لا أقحم نفسي في شأن لا يعنيني، بل يعنيني جداً كما قلت لكم من قبل أن يتربى أبناء الجيران جيداً، حتى لا اضطر لإبلاغ الشرطة عنهم، فتربيهم معسكرات جوانتانامو، أو أضطر للتعامل معهم بالأسلحة الرادعة، نحن لا نطلب منكم ـ كما يزعم محرضوكم ـ أن تتحولوا إلى مسيحيين أو يهود أو بوذيين، بل كونوا مسلمين أو كما شئتم لكن عليكم أن تحترموا حقوق الآخرين في ان يعتنقوا ما يشاؤون من الأديان، أو حتى يلحدون، وحتى من يريد من أبنائكم أن يؤمن أو يكفر فهذا شأنه وحده، وهناك إله سيحاسبه، كما يقول كتابكم المقدس، وقبله كتبنا وكتب المسيحيين وتعاليم الهندوس والبوذا.

أدرك أنني أحرث البحر ..

لأنني كمن يطلب من النمر أن يذهب طواعية إلى طبيب الأسنان لخلع أنيابه، إذ كيف أتصور أن من نشأ ملكاً أو سلطاناً أو أميراً أو رئيساً مؤبداً يمكن أن يترك كل هذا ببساطة، ليحتكم إلى صناديق اقتراع حقيقية لا تزورها أجهزة الأمن والاستخبارات، هذا إن وجدت بالأساس، أو أن أتخيل إمكانية أن يخلع أحدهم قميصاً يتصور أن الله ألبسه إياه، ولعل قائلاً من عرابيكم ومستشاري السوء المتوافرين لديكم يسخر مني قائلاً إن شارون السفاح يتحدث عن السلام، أو ينشد الخير لأعدائه، وهذا مما يصنف تحت بند "التبن" الذي تقدمونه لشعوبكم لتلوكه ليل نهار، فشارون لم ينسف أبناء شعبه بالكيماوي كما فعل أحدكم، ولم يقتل على الهوية كما شاع لديكم، ولم يسجن الآلاف من مواطنيه بالجملة دون حكم قضائي، وشارون لم يفسد القضاء ولا القضاة بذهب المعز وسيفه، حتى أن هؤلاء القضاة أوصوا المدعي العام بتوجيه الاتهام لي في قضية فساد مضى عليها أمد طويل، فمن بينكم يجرؤ قاض أو مدع عام على اتهامه ولو قتل الناس على قارعة الطريق كما فعل مراراً زميلكم السابق صدام حسين ؟

شارون أيها القادة وأيها المستشارون وأيها الاستراتيجيون لم يقتل سوى الأعداء، وهذه مهمته كقائد بلد يدير حروباً متصلة مع كل جيرانه، بينما أنتم لم تقتلوا سوى شعوبكم، وهذه ليست مهمة القادة اللهم إلا في تاريخكم الملطخ بدمائكم ودماء الآخرين، فأنتم مجرد ظاهرة موضعها الصحيح هو التاريخ، منه أتت وإليه ستعود إن عاجلاً أو آجلا، وبيد شارون أو بوش أو كائن من كان ستسوقه المقادير ليضع لكم النهاية الجديرة بكم، لكن المؤسف حقاً أنني على يقين بأنها لن تكون على أيدي شعوبكم، وهي الأجدر بتلك المهمة، حتى تستحق موضعاً تحت الشمس بين بقية الأمم.

ستقولون لشعوبكم، وسيردد ببغاواتكم في المتاحف المسماة وزارات الإعلام والصحف الحكومية إن شارون يريد دق الأسافين بينكم وبينهم، كأن علاقتكم بشعوبكم قوامها العشق والهيام، ولا ينقصها سوى "العذول شارون" لتتأجج وتستعر أشواقها، وغاية ما أخشاه أن يكون بعضكم خاصة من جيل الأبناء يتصورون أن الشعوب تهيم بهم حباً، أما عجائزكم من أمثالي فأنا واثق أنهم يدركون جيداً مدى كراهية شعوبهم لهم، وهم بدورهم يبادلون الشعوب البغض والاحتقار، ولا ينظرون إليهم حتى كما ينظر الراعي للأغنام، فالراعي يخشى على أي شاة من القطيع أن تمرض أو تضل الطريق، لأنه يدرك قيمتها ويعرف أنه من دونها لا يساوي شيئاً، أما أنتم فلولا الملامة لأبدتم نصف شعوبكم، وألقيتم بهم في المحيط، وأعرف من خلال استخباراتي النافذة ما تصفون به شعوبكم في مجالسكم الخاصة، بينما تتصورون أنفسكم آلهة أو أبناء الآلهة، وتتنكرون حتى لمن دعموكم ذات يوم، لأنهم رأوكم وأنتم صغار، ولا تحبون الإبقاء على من شاهدكم ذات يوم هكذا، فتطيحون بهم، وربما تلفقون لهم التهم لتغتالوهم معنوياً.

وأدرك أيضاً أنكم لن تتورعوا عن استخدام الشعوب، ومن يطلق زوراً عليهم النخب في مجتمعاتكم، كدروع بشرية في وجه أية ريح قادمة من الغرب أو الشرق، تماماً كما فعل زميلكم "أسير العلوج" صدام حسين، حين وزع مدافعه وقواته بين الأحياء السكنية ليجبر الأميركيين على التراجع، ظناً منه بسذاجته المعهودة، أن الجنود الأميركيين جاؤوا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في بغداد أو البصرة، ولم يصدق ـ ربما حتى هذه اللحظة ـ أن عجلة الموت دارت، وحين تدور لا تهتم بموت بضع مئات هنا أو هناك، وترك شعبه وجنوده يواجهون مصيراً محتوماً، بينما هو ينشد الشعر في قلب معركة حسبها إحدى غزوات "ما بين النهدين" التي اعتاد خوض غمارها هو والمقبوران ولداه، بينما خرج الأفاقون من أنبياء البعث الكذبة يهتفون ويصرخون عبر (الجزيرة) و(العربية) طالبين المدد والعون من الشعوب العربية، ظناً منهم أن جيوشكم ستنفزع له، وأنتم في هذه اللحظة لم يكن يعنيكم سوى تأمين عروشكم، والتوجس من مصير "حفرة العنكبوت" التي آل إليها مصير زميلكم، الذي طالما تحسبتم له ألف مرة ومرة، وراح بعضكم يهاتفني ليلاً ونهاراً ليؤكد تمسكه بالسلام، وأنه لولا "حالة الاحتقان الشعبي" لفعل وفعل تودداً لدولة إسرائيل، التي أكدتم في محادثاتكم السرية أنكم حريصون على أمنها وسلامة شعبها، ولولا الملامة لسربت تلك المحادثات لوسائل الإعلام، لتتسلى شعوبكم أمام شاشات (CNN) والـ (Fox News) بدلاً من (الجزيرة) و(العربية)، مع توفير مترجمين من أبناء جلدتكم المستعدين للتعاون حتى مع الشيطان مقابل حفنة دولارات، لكني لن أفعل هذا، ليس خوفاً عليكم، ولا حرصاً على التقاليد الدبلوماسية، فهذه التقاليد نحن الذين صنعناها، ونحن أيضاً من يملك تغييرها وتطويعها، بل لأن دوركم لم ينته بعد، ولأن العائد من ابتزازكم بها، أكبر وأهم لي ولشعبي ولدولتي من إظهار حقيقتكم أمام شعوبكم البلهاء التي تخرج للهتاف بالروح والدم، لأن صبياً أو شيخاً قتلناه، بينما لا يتحركون حين تقتلون المئات منهم، أو تعتقلون الآلاف من أبنائهم، أو حتى تصادرون أحلام الملايين من أطفالهم وشبابهم لصالح الفاسدين من زمرتكم، والمطبلين لرقصة الموت التي تعشقونها.

المصيبة أيها القادة أن شعوبكم باتت مغيبة بفعل المخدر اليومي، الذي تمارسه أحزابكم وحكوماتكم، وحتى معارضوكم يشاركون في تهيئة أجواء "تعاطي" المخدر، فتراهم دائماً "يعارضون خارج الملعب"، وأنا فعلاً أغبطكم على هكذا معارضين وتلك النوعية الفريدة من المعارضة، فمثلاً ترى المعارض العربي يجعجع بأعلى حنجرته ضد إسرائيل، ينام ويصحو على إسرائيل، لدرجة أن حرمنا المصون السيدة "أم جلعاد" تندرت مرة عليهم قائلة، أخشى يا شوشو أن هؤلاء من فرط ترديد كلمة "إسرائيل" يخطؤون مرة في مناداة زوجاتهم، فيقولون لهن "أريد شاياً يا إسرائيل"، أو "صباح الخير يا إسرائيل"، وهي للعلم مهتمة بعلم النفس، وتدرك أن التكرار والمخزون اليومي من الكراهية ـ لإسرائيل وللزوجات ـ يمكن أن تكون موضع إسقاطات عفوية غير مقصودة، لكنها بالفعل معبرة عما يجول في عقولهم الباطنة، فقلت لها "هوني عليك يا عزيزتي، فهؤلاء ليست لهم عقول ظاهرة، لتكون لهم أخرى باطنة"، وضحكنا كثيراً على معارضين يتعيشون على "فيلم إسرائيل"، في وقت يصابون فيه جميعاً بالخرس والصمم والعمى حيال ممارسات فساد، وتوريث شعوب كأنها بعض المتاع، بل ويتورط هؤلاء "الهتيفة" في المستنقع حتى يحصلوا من حكوماتكم وأجهزة أمنكم على لقب "معارض أنموذجي"، وهو للحق أيضاً، اختراع أشهد أمام التاريخ أنكم صاحب براءته، فلم يسبقكم أحد في التاريخ ولا الجغرافيا إلى صناعة معارضة على الكاتالوج، أو على مقاس أنظمتكم الفاسدة المترهلة المستبدة، التي تمتطي الشعوب كالبغال والحمير.

أما الكارثة فإن شعوب العالم، ولعل آخرهم الشعب الإسرائيلي، مضطرون لدفع ثمن ممارساتكم، فما ذنب أهل جزيرة "بالي" أو ركاب القطار في مدريد أن يدفعوا ثمن كل هذه الاحتقانات والهوس الذي صنعه استبدادكم وفسادكم وامتطاؤكم لخلق الله من الشعوب المبتلاة بكم، وما ذنب الأفارقة الذين طالما استعبدتموهم وتاجرتم بهم كأشهر نخاسين في التاريخ، ليقتل منهم الآلاف في نيروبي ودار السلام، بل وما ذنب آلاف الأمهات والآباء حتى تختطف قاعدة ابن لادن ابناءهم ليتحولوا إلى مشاريع منتحرين، وقنابل بشرية تنفجر في أي مكان، وفي أفضل الأحوال تستضيفهم جوانتانامو، غير أنني في مسألة شعوبكم هذه، أعود وأقول لنفسي إن شعوباً تتبلد إلى حد الاستمتاع بسياط الجلاد، والفخر ببصقات الطغاة، والسذاجة إلى حد القيام بدور الدروع البشرية لبقائكم، لا تستحق قادة أفضل منكم، أنتم تليقون بهم، وهم يليقون لكم، وكما قرأت في تراثكم "كما تكونون يولى عليكم".

ختاماً..

وباختصار .. وبعد كل ما سقته من حكايات أعلم أن نشرها على الملأ لن يسعدكم، فإنني لا أدعوكم لمصارحة شعوبكم بواقعكم المزري، ولا لإصلاح أنظمتكم، فالأيام والعزيزة كوندي (رايس) والمحترم ديك (تشيني) كفيلون به، ولا أذيع سراً حين أؤكد أنني لن أتردد في تقديم أي عون ودعم في سبيل هذا، لكن ما أدعوكم إليه الآن هو أن "تفضوها سيرة"، وتعالوا بأسرع ما يمكن للانضمام إلى نادي العقلاء وجمعية الحكماء، التي افتتحها مؤخراً زميلكم عقيد ليبيا، الذي أدهشني شخصياً، وصدمكم جميعاً، لكنه أثبت براعة وحسن تقدير للمواقف أحسده عليه وأتمنى على نحو خاص أن يحذو أسد سورية الرابض حذور أمين القومية العربية (سابقاً) فيكف عن تعاطي هذا النوع الضار من اللافتات، ويلتحق بركب شرق أوسطنا الكبير، وهو يعرف جيداً المطلوب من اشتراطات لقبوله عضواً عاملاً، وإلا فإن البديل مرعب، وهو باختصار "حفرة دمشقية" لن تكون أفضل حالاً "حفرة تكريت".

أنتم تعلمون جيداً أنني لا أحب المزاح، وليس من المشهور عني الحس الفكاهي، لهذا اسمعوني للمرة الأخيرة، فهناك ما سيشغلني عنكم خلال الأيام المقبلة، وأيضاً لن تكون هناك مساحة وقت لدى صديقي بوش، فهو الآخر منشغل في معركته الانتخابية، ولهذا قوموا بكل بساطة بتصفية "دكان" الجامعة العربية، حولوه إلى متحف للقومية الفاشية التي استمتعتم بها أكثر من نصف قرن، واستوفوا بقية الأوراق والمستندات والتدريبات اللازمة لقبولكم أعضاء صالحين في جمعية الإنسانية الجديدة، التي لا مفر من اللحاق بها ممثلة في "شرقنا الأوسع"، حتى نتمكن من العيش جنباً إلى جنب مع جمعيات الشرق والغرب، الآسيان والاتحاد الأوروبي والبيت العتيق في واشنطن دي سي، تعالوا لا تهدروا مزيداً من الوقت، ولا تترددوا، وليتكم تثقون بقدرات جاركم العجوز الطيب آرئيل شارون، الذي سيقود معركته ومعركتكم، وهو واثق أنكم جميعاً ستكونون جنوداً مخلصين، خاصة وأنه لا عاصم لكم اليوم سوى الاستمساك بحبل الحكمة، وإلا فإن الملايين من شعوبكم، يتأهبون لتقليد ذلك الرجل العراقي الذي ظهر على شاشات التلفزة، عقب هدم "هبل بغداد"، وهو يلقن بحذائه صورة "المهيب الركن" درساً تاريخياً، وحينها لن ترحمكم المجالس الانتقالية، ولن يفزع لنجدتكم أحد.

اللهم قد بلغت

اللهم فاشهد

المخلص

آرئيل شارون (أبو جلعاد)

أورشاليم القدس

Nabil@elaph.com

الرأى قبل شجاعة الشجعان *** هو أولا وهى المحل الثانى

رابط هذا التعليق
شارك

applause.gifapplaus.gif

Bravo Nabil

بغض النظر عن من هو كاتب تلك الكلمات و من صاغها، سواء كان "نبيل ايلاف" أو حتى "الأخ العقيد المفدى" ..... ما يهمنى ان معظم ما أتى فى المقال هو حقيقتنا بكل أسف بلا تجميل أو مبالغه ..... لقد أعجبتنى فكرة صياغه المقال، الذى أعتقد أن كاتبه أراد به اتباع اسلوب جديد "ذو حدين"!!

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

وايت

شكرا للرد(وليس للمحتوى) بصرف النظر عن الاختلاف معك

الاخوه الافاضل : هل من مزيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الرأى قبل شجاعة الشجعان *** هو أولا وهى المحل الثانى

رابط هذا التعليق
شارك

ما يهمنى ان معظم ما أتى فى المقال هو حقيقتنا بكل أسف بلا تجميل أو مبالغه

حقيقتنا ؟؟؟؟؟

غريبه شويه صيغة الجمع .... مش كده ؟؟؟؟؟؟؟

القسوة أن ألقاك غريبا ... في وطن ناء عن وطنك

والأقسى غربة أنفاس ... بين الخلان وفي أهلك

رابط هذا التعليق
شارك

وايت

شكرا للرد(وليس للمحتوى) بصرف النظر عن الاختلاف معك

الاخوه الافاضل : هل من مزيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يا عزيزى العفو ...

و لو اننى كنت أتمنى أن تعلق على المحتوى أيضا... فهو الأهم.

تم تعديل بواسطة White heart

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...