اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

استشهاد ياسين.. درس للجميع


Recommended Posts

استشهاد ياسين.. درس للجميع

مسعود صبري**- 22/03/2004

كم هو الحزن جاثم على قلوبنا، وكم غيومه مسيطرة على أحوالنا، وكم تعيش الأمة كلها –لا أهل فلسطين وحدهم– في حزن وهمٍّ بالغَين.. فإن القلوب لتحزن، وإن العيون لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا شيخ ياسين لمحزونون...

رمز للكرامة

لقد فقدت الأمة رمزا للكرامة بعد أن كادت تموت في بلادنا، وفقدت الأمة قائدا ربانيا، عاش بالإسلام، وعاش للإسلام، كان -مع ما أصابه من شلل- القدوة الحسنة، والأستاذ المربي، والشيخ المرشد؛ فقد كان مع عجزه قمة الصمود، وكم عجزت الآلية العسكرية الإسرائيلية -فضلا عن مناوراتهم الدبلوماسية والسياسية- أن تنال منه، لكنَّ قدر الله، واصطفاءه لشيخنا أن يختم له بالشهادة التي طالما تمناها، وسعى إليها.

تمناها بصدق فنالها

إننا في الوقت الذي نحزن فيه على فراق قادة الأمة الربانيين، فإن فراقهم واستشهادهم لأكبر دليل على صدق حياتهم، فما نحسب الشيخ أنه كان صاحب كلمات يقولها، ولا مؤتمرات يحضرها، ولم يسعد يوما بأنه أصبح رفيع المستوى يقابل أعلام الكفر والضلال، ولكنه كان رفيع المستوى بجهاده، وخدمته لدينه وقضيته.

إن من عرف الجهاد، ما تخلت أمنيته أن ينال الشهادة، فما بالنا بمن كان شيخ الجهاد وقائده في بلده! ربما كان استشهاد شيخنا استجابة دعاء في وقت السَّحَر، توجه به شيخنا بقلبه لربه. إنه وإن لم يحمل سلاحا يجاهد به -مع كونه المخطط الأول لعمليات الجهاد ضد الإسرائيليين- لكنه تمناها وسألها الله بصدق، فاستجاب الله -تعالى- دعاءه، ووهبه عطيته {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.

إن شيخنا أدى دوره، ونحسبه ممن ينطبق عليه قول الله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}.

درس للقادة والزعماء

إن في استشهاد الشيخ ياسين عِبَرا ودروسا للأمة على كافة مستوياتها:

فهو درس للقادة والزعماء وأصحاب المناصب العلا؛ أن يتذكروا ذلك الشهيد وتضحيته بكل ما يملك، وأنه بذل كل ما استطاع لدينه ودعوته، وهم يمتلكون من الأدوات ما يدافعون بها عن الأمة وكرامتها، وأن يسعوا لإعادة الحق المغتصب، بشيء من الإخلاص لله، ثم الإخلاص لهذه الأوطان التي يقودونها، وآلت إليهم زمام أمورها، بنوع من التخطيط والتفكير، اتقاء ليوم يرجعون فيه إلى الله، {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.

فليتذكر قادة أمتنا ذلكم الرجل المشلول الذي لم يملك سلطة ولا قانونا ولم يقد شعبا كاملا، ولكنه حرك الشعب، وربى وجنَّد كتيبة منهم، نحسبها من أخلص كتائب الجهاد في الأمة، فهل استشهاده سيحرك بقايا الخير في قادة الأمة، أم سينعونه بالكلمات، أم سيصمتون كأن الأمر لا يعنيهم؟

درس لكتائب المقاومة

إن في استشهاد الشيخ ياسين دروسًا لكتائب المقاومة الفلسطينية، من حماس والجهاد وفتح وغيرها، تحميسًا لجند الله أن ينهضوا، جهادا في سبيل الله، عسى الله -تعالى- أن يرزقهم فتحا قريبا، ونصرا مؤزرًا، يعز الله به الإسلام وأهله، ويذل به كل متجبر عنيد.

ونذكر قادة الاستشهاد والجهاد والمقاومة في الأمة، أن دم شيخنا غال وليس بالرخيص، وأن الله –تعالى- قال: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، وإن كان قائد الاستشهاد قد استشهد، فأقل ما يجب أن يغتال قائد الكفر والشر شارون، ليعلم يهود الصهاينة، وصهاينة اليهود أن دم قادتنا ليس هدرا، فخطِّطوا وأخلصوا، فعسى الله أن يقر أعيننا بقتل شارون وعصابته.

درس لرافضي العمليات الاستشهادية

وفي استشهاد الشيخ ياسين وقفة لمن لا يرى جدوى من العمليات الاستشهادية، وأن مائدة المفاوضات هي الحل، فالأمة في حاجة إلى تنوع أشكال الجهاد، فنحن في حاجة للجهاد العسكري، وهو أول لغة يفهمها الإسرائيليون، وفي حاجة إلى الجهاد الدبلوماسي إنْ صاحبه إخلاص لله، ووفاء للوطن، وجهاد فكري وثقافي، وجهاد اقتصادي، فمعركة التحرير لإعادة الأرض المغتصبة لم تنته بعد، وما زالت مستمرة، فواجب علينا أن نوزع الأدوار جهادا في سبيل الله.

درس للسلطة الفلسطينية والفصائل

وفي استشهاد الشيخ ياسين تنبيه للسلطة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية كافة أن تتكاتف فيما بينها، وأن يجتمعوا على كلمة سواء، خدمة لقضيتهم، وأن يتذكروا قول ربنا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}. وأن يضعوا نصب أعينهم قول رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). وليعلم شعبنا في فلسطين -بكافة فصائله واتجاهاته- أن هناك قضايا كثيرة يمكن أن نلتقي حولها، وإن كانت هناك اختلافات في جوانب أخرى، فليكن التعاون في المتفق عليه، مع العذر في المختلف فيه.

درس لحكومات وشعوب العالم

وفي استشهاد الشيخ ياسين درس لمن يزعمون أن إسرائيل تعيش في رعب كما يرى كثير من الأوربيين والأمريكيين، ومن حقها أن تدافع عن نفسها، فهل ستظل المصالح هي الحاكمة في العلاقات بين الشعوب، أم آن أن يأتي اليوم الذي تكون فيه الإنسانية صاحبة كرامة، تدافع عن الحق المغتصب، وتعيده لأهله؟

إن أهل الجاهلية الوثنيين، الذين لم يعرفوا شيئا عن الديمقراطية الغربية، ولم يكن عندهم طغيان في الحياة الاقتصادية من ثراء وغنى فاحش، وامتلاك لأدوات الحضارة، أنشئوا حلف الفضول، لينصروا المظلوم من الظالم، ويعيدوا له الحق المسلوب، ولما أخذ العاص بن وائل تجارة من رجل من أهل اليمن، وصرخ بأعلى صوته من فوق جبل أبي قبيس، هبوا جميعا، حتى أخذوا الحق المغتصب، حتى لا يقال عن العرب: إنهم لا ينصرون الضعيف. ولكن أهل فلسطين صرخوا بدمائهم، وصرخوا بتدمير منازلهم، وأسمعوا العالم كله، ولكن العالم صامت لا يتكلم، عاجز لا يتحرك، وليته وقف عند هذا، بل وقف مع الظالم ضد المظلوم. لَجاهلية العرب القديمة أحب إلى الله -تعالى- من جاهلية القرن الحادي والعشرين، أو سمِّها إن شئت جاهلية الظلم واختلال الموازين.

يا إخوتنا في الإنسانية، نحن اليوم ضعاف، ولكننا لن نبقى هكذا، ولن ننسى لكم أبدا أنكم لم تقفوا معنا، ولم تساعدونا، بل كنتم ظلمة في رأيكم، ظلمة في تعاملاتكم، والأيام دول

{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.

درس لشباب الأمة

وفي استشهاد الشيخ ياسين درس لشباب الأمة؛ أن يكون الشيخ -هو وأمثاله- قدوة لنا، وأن نقرأ في سيرته، وأن نأخذ من حياته تقويما لحياتنا؛ فقد كان للأمة، مدافعا عن قضيته ووطنه ودينه، فهل سنظل -نحن الشباب- لاهين في حياتنا، غارقين في سباتنا، لا هَمَّ لنا في الحياة، لا ندري من أين جئنا ولا إلى أين المسير، كما هو حال كثير منا؟

إن استشهاد الشيخ ياسين عند عقلاء الشباب -والشيوخ أيضًا- يجب أن يكون نقطة تحول، ودافعا لتصحيح كثير من سلوكياتنا، فإنه رغم عجزه البدني، إلا أنه طلَّق العجز، وتزوج الحماس، فأنجب كتائب عز الدين، مقاومة إسلامية جعلت الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن شرعتها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها.

إننا نتعلم من استشهاد الشيخ أن يكون أحدنا صاحب هدف في الحياة، يسعى لتحقيقه، وأن يقوِّم سلوكه، وأن يؤدي كل منا دوره تجاه نفسه، وتجاه ربه، وتجاه دينه، وتجاه أمته، بل تجاه الإنسانية كلها {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

واجبات عملية

وفي رد فعل لاستشهاد الشيخ الجليل، أرسل لنا الدكتور صلاح الدين سلطان -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، والرئيس السابق للجامعة الإسلامية الأمريكية- رسالة استنفار، يقترح فيها واجبات عملية، يطالب -على حد قوله- كل ذي عقل ودين وقلب سليم يريد الله والدار الآخرة أن يقوم بها، معتذرًا إلى الله من كل مَن يقعد عن نصرة الأقصى والشعب الفلسطيني.

هذه الواجبات هي:

1- الصوم يومي الإثنين والخميس، والدعاء للشهداء عامة، وللشيخ أحمد ياسين خاصة، والإلحاح على الله بالدعاء أن يهلك شارون وجنده ومن عاونه أو سكت عليه.

2- صلاة الغائب على روح الشهيد بعد صلاة الجمعة الموافق 26/3/2004، مع استحضار روحه المتوثبة التي لم يقعدها الشلل، ولم يضعفها السجن حتى لقي الله شهيدا.

3- التحرك في كل مكان في العالم بعد صلاة الجمعة، وإعلان يوم الغضب على إسرائيل وحلفائها من الحكومات الأمريكية والأوربية.

4- مطالبة الحكام العرب والمسلمين بقطع جميع العلاقات مع العدو الإسرائيلي. وهذا دون الحد الأدنى من الواجب ديانة أو سياسة.

5- مقاطعة جميع السلع الإسرائيلية والدول المعاونة لها؛ مقاطعة شعبية وحكومية.

6- إصدار الفتاوى الشرعية من العلماء والمجامع الفقهية التي توجب على حكام المسلمين فتح باب الجهاد المقدس ضد العدو الإسرائيلي.

7- حث الأحرار في العالم على أن يعلنوا وقفتهم الشجاعة ضد الإرهاب الإسرائيلي، في قتلهم الشيوخ والأطفال والنساء والشباب، وتجريف الأرض، مما يعد سببا مشروعا دينا وقانونا للرد بالمثل على هذا المعتدى.

رحم الله شيخنا الجليل، وتقبله في الشهداء.

--------------------------------------------------------------------------------

** الباحث الشرعي بالموقع

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

رحم الله شيخنا الجليل، وتقبله في الشهداء.

آمين يا رب العالمين ..

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

دم الشيخ ياسين لن يذهب هدراً بل سيكون ناراً ولعنة على "إسرائيل" وحلفائها

فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي

«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»

«الأحزاب: 23» صدق الله العظيم.

لقد ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وودعت فلسطين كلها: سلطة ومقاومة، بل ودعت الأمة العربية، والأمة الإسلامية: رجلاً من رجالاتها، والرجال قليل، إنه الشيخ أحمد ياسين، الذي عاش عمره للدعوة والجهاد، ونذر حياته للنضال من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني الغاشم. وأسس حركة "حماس" لتقوم بدورها في الجهاد، وقضى في السجن ما قضى من سنوات وهو صابر مرابط، لا يهن ولا يستكين، وكان قد حدد غايته بوضوح، وهي: ضرب الاحتلال ودحره بكل ما يمكن من قوة، وعدم الخروج بهذه العمليات عن دائرة فلسطين كلها، وتحريم توجيه السلاح إلى صدر فلسطيني. فالدم الفلسطيني حرام حرام حرام. وكان هذا الرجل القعيد الأشل يزلزل الكيان الصهيوني، ويرعب قادته العسكريين والسياسيين وهو جالس على كرسيه لا يستطيع أن يفارقه إلا بمعين.

إنّ رجولة الرجال لا تقاس بقوة أجسامها، بل بقوة إيمانها وفضائلها. وقد قال تعالى عن المنافقين: «وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم» «المنافقون: 4 »، وقال العرب في أمثالهم: ترى الفتيان كالنخل، وما يدريك ما الدخل؟ إن استشهاد الشيخ أحمد ياسين بهذه الصورة المروعة، وهو خارج من مسجده بعد أداء صلاة الفجر، ومعه ثمانية آخرون استشهدوا، وآخرون جرحوا، إن هذا الحادث الجلل ليحمل إلينا وإلى الأمة دروسا يجب أن نعيها:

أولها: أنّ الرجل باستشهاده قد حقق أمنية كان يطلبها لنفسه من ربه، كما يطلبها كل مجاهد مخلص: أن تختم حياته بالشهادة، وهل هناك ختام أغلى وأعظم من هذا الختام؟

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم آتني أفضل ما آتيت عبادك الصالحين! فقال له: إذن يعقر جوادك، ويراق دمك!

فهذا أفضل ما يؤتيه الله عباده الصالحين.

ولو كان أحمد ياسين ينشد السلامة، ويحرص على الحياة، لاستطاع أن يتجنب الصلاة في المساجد، ولا سيما صلاة الفجر، وأن يغيِّر مكانه من بيت إلى بيت، ولكنه أصرّ على أن يؤدي الصلوات في الجماعة، فجاء مقتله بعد أن أدى فرضه، وأرضى ربه، ولقيه متوضئاً مصلياً راكعاً ساجداً، راضياً مرضياً. وقد قال تعالى: «والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم. سيهديهم ويصلح بالهم. ويدخلهم الجنة عرفها لهم» «محمد: 6-4». وإنا لنتمنى وندعو ربنا أن يختم لنا بما ختمه لأحمد ياسين.

وثاني الدروس: أنّ موت أحمد ياسين لن يضعف من المقاومة، ولن يطفئ شعلتها، كما يتوهم شارون وعصابته في دولة الكيان الصهيوني، بل سيرون بأعينهم: أنّ النار ستزداد اشتعالاً، وأنّ أحمد ياسين ترك وراءه رجالاً، وأنّ كل الفصائل ستثأر لأحمد ياسين، وكلها توعدت إسرائيل: كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ومناضلو الجبهة الشعبية، وكل أبناء فلسطين: وحدتهم المحنة، ووقفوا صفاً واحداً ضد المجرمين السفاحين. إنّ دم الشيخ ياسين لن يذهب هدراً، بل سيكون ناراً ولعنة على إسرائيل، وحلفاء إسرائيل «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» «الشعراء: 227».

ولقد جربت إسرائيل القتل والاغتيال للقادة من قديم: جربته في لبنان (أبو يوسف النجار ورفاقه)، وجربته في تونس (أبو جهاد وأبو إياد)، وجربته في فلسطين: قتلت يحيى عياش، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى، وصلاح شحادة، وإسماعيل أبو شنب، وغيرهم وغيرهم، فلم تتوقف المقاومة، ولم تسكن ريح الجهاد، بل حمي الوطيس أكثر مما كان.

وكيف لا وقد علمنا القرآن أنّ المسلم لا يقاتل من أجل شخص، ولو كان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يقاتل من أجل مبدأ ورسالة، ولهذا حين أشيع نبأ قتل الرسول الكريم في غزوة أحد، وفتّ ذلك في عضد كثير من المسلمين، نزل قول الله تعالى: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين» «آل عمران: 144». وضرب لهم مثلاً بما حدث لأصحاب الدعوات قبلهم «وكأين من نبي قاتل (وفي قراءة: قتل) معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين» «آل عمران: 146». إنّ الشعب الفلسطيني البطل شعب ولود، كلما فقد بطلاً، ولد بطلاً آخر، بل أبطالاً يخلفونه ويحملون رايته، ولن تسقط الراية أبداً، وما أصدق ما قاله الشاعر العربي قديماً:

إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول!

وثالث الدروس: أنّ إسرائيل قد طغت واستكبرت في الأرض بغير الحق، وأمست تقترف الجرائم البشعة كأنما تشرب الماء، فهي في كل صباح ومساء، تعيث في الأرض فساداً، وتهلك الحرث والنسل، تسفك الدماء، وتقتل الأبرياء، وتغتال النجباء، وتذبح الأطفال والنساء، وتدمر المنازل، وتجرّف المزارع، وتقتلع الأشجار، وتنتزع الأرض من أصحابها بالحديد والنار، وتقيم الجدار العازل على الأرض الفلسطينية عنوة، جهاراً نهاراً، وقد توجت جرائمها المستمرة بهذه الجريمة النكراء، أم الجرائم، اغتيال الرجل القعيد المتطهر المصلي بتخطيط من شارون وإشراف منه. فهي تجسد إرهاب الدولة بأجلى صوره. وهذا نذير ببداية النهاية للطغاة، فإنّ ساعتهم قد اقتربت، فإنّ الطغيان إذا تفاقم، والظلم إذا تعاظم: يسوق أصحابه إلى الهلاك وهم لا يشعرون

«فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين» «الأنعام: 45-44».

ورابع الدروس: أنّ أمريكا شريكة في المسؤولية عن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم، فإسرائيل ترتكب مجازرها بسلاح أمريكا، ومال أمريكا، وتأييد أمريكا. وهي لا تقبل أن تؤدب إسرائيل، أو تدان أو توجه إليها كلمة لوم، وإلا فإنّ (الفيتو) الأمريكي بالمرصاد.

ولو كنت قاضياً يحكم في هذه الجريمة، ويحاكم القتلة والجناة فيها، لكان المتهم الأول عندي فيها هو الرئيس بوش. فهو المحرض الأول على الجريمة، وهو الذي أعطى المجرم السلاح، وهو الذي يعتبر المجرم القاتل مدافعا عن نفسه.

بوش هو الذي أفتى شارون وعصابته بأنّ "المقاومة الفلسطينية إرهابية" وفي مقدمتها "حماس" والجهاد، ومعنى أنها إرهابية: أنها تستحق القتل، وأن لا عقوبة على من قتل الإرهابيين. وهكذا قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي: إنّ أحمد ياسين كان ممن يستحق القتل.

هذا هو منطق أمريكا وإسرائيل، أو منطق بوش وشارون: أحمد ياسين إرهابي مجرم يستحق القتل، لأنه يدافع عن وطنه، عن أرضه وعرضه، عن منزله ومزرعته وشجرة زيتونه، عن حرماته ومقدساته. أما شارون القاتل السفاح، فهو ضحية مسكين، لا يمكنه الفلسطينيون الأشرار أن يلتهم كل ما يريد من أراضيهم.

وخامس الدروس: أن لا أمل فيما سموه "مسيرة السلام" و"مفاوضات السلام"، فإنّ كل راصد للأحداث بحياد وإنصاف يستيقن أنّ إسرائيل لا تريد سلاماً حقيقياً، سلاماً عادلاً شاملاً، يرد الحق إلى أهله، ويوقف كل امرئ عند حده. إنها لا تعترف إلا بمنطق القوة، ولا تفهم إلا لغة الحديد، ولا تتكلم إلا بلسان النار. وإنما تلهي الفلسطينيين والحكام العرب بهذه الوعود الكاذبة، والأماني الزائفة، والسراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

لقد عرفنا بالممارسة والتجربة: أنّ ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، وأنّ الخيار الوحيد للفلسطينيين هو خيار المقاومة، والبديل عن المقاومة هو الاستسلام الخاضع لإسرائيل، ولا حد لأطماع إسرائيل. البديل للمقاومة هو الموت.

وسادس الدروس: إن على الفلسطينيين جميعاً أن يتحدوا: وطنيين وإسلاميين، سلطة ومقاومة، فإنّ عدوهم يضرب الجميع، ويتحدى الجميع، ولا تدري الضربة القادمة إلى من توجه؟ قد يكون الضحية القادمة عرفات، وقد يكون غيره من القادة، فليضع كل منهم يده في يد أخيه. وليكن شعارهم قول الله تعالى:

«إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص» «الصف: 4».

وسابع الدروس: إنّ على العرب أن يصحوا من سكرتهم، وأن يخرجوا من كهفهم الذي ناموا فيه طويلا، ليؤدوا ما عليهم نحو إخوانهم، بل نحو أنفسهم، فقضية فلسطين قضية الأمة كلها، للأسف الشديد، لم يعد الصراع عربياً- إسرائيلياً كما كان، بل أصبح فلسطينياً- إسرائيلياً، أما العرب فغائبون «لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون» «الحجر: 72». دافع العرب عن فلسطين سنة 1948 وكانت الجامعة العربية وليدة عمرها ثلاث سنوات، مكونة من سبع دول، فلما قارب عمرها الستين، وزاد عددها على العشرين دولة، تخلت عن دورها، ونكصت على عقبها. وتركت الفلسطينيين وحدهم يقاومون بصدورهم وأيديهم أكثر ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط، مؤيدة بالإمكانات الهائلة القاتلة.

وثامن الدروس: يتعلق بالأمة الإسلامية حينما ارتفعت المآذن معلنة بالتهليل والتكبير: أنّ على الأمة الإسلامية واجباً نحو أرض الإسراء والمعراج، نحو القدس الشريف، ونحو المسجد الأقصى، الذي بارك حوله، إنّ الأقصى ليس ملك الفلسطينيين وحدهم، حتى يكلفوا بالدفاع عنه دون سائر الأمة.

لقد اغتصب المسجد الأقصى قديماً أيام الصليبيين، وبقي أسيراً في أيديهم نحو تسعين عاماً، وكان الذين هبوا لنجدته وتحريره من أجناس وألوان شتى من المسلمين: عماد الدين زنكي التركي، وابنه نور الدين محمود، وتلميذه صلاح الدين الأيوبي الكردي، والظاهر بيبرس المملوكي، وغيرهم. والمسلمون "أمة واحدة" يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم. وفرض عليهم أن يتضامنوا ويتلاحموا حتى يحرروا أرض الإسلام. ومقدسات الإسلام، ويدافعوا عن حرمات الإسلام.

وإنّ استشهاد الشيخ أحمد ياسين لهو نذير لهم: أن يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا: وأن يُسْمِعوا صوتهم، واحتجاجهم بالبرقيات والمسيرات وصلاة الغائب. إننا ننادي العرب والمسلمين جميعاً: أن يقفوا بجانب إخوانهم في أرض النبوات، ويمدوهم بكل ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وذراريهم، وما يقدرهم على العيش بالحد الأدنى، فحرام على العربي، وعلى المسلم: أن يأكل ملء بطنه، وينام ملء جفنه، وإخوانه لا يجدون ما يمسك الرمق. إن الصهاينة وحلفاءهم الأمريكيين أرادوا أن يجففوا كل المنابع التي تمدهم بالقليل من المال، وعلينا أن نفشل خططهم، ونحبط كيدهم، ونوصل إليهم ما يعينهم على البقاء والجهاد.

وتاسع الدروس وآخرها: يتصل بالأحرار والشرفاء في أنحاء العالم، هؤلاء الذين خرجوا بالملايين في مسيرات غاضبة من أجل الحرب على العراق، يتحدون أمريكا وحلفاءها، هؤلاء الشرفاء مطالبون بأن يعلنوا سخطهم على الجرائم الصهيونية الشنيعة، التي تصابح الفلسطينيين وتماسيهم، ولا تدع لهم زرعاً ولا ضرعاً، وآخرها اغتيال الشيخ القعيد على كرسيه بلا رحمة ولا شفقة.

كما ننادي المؤسسات والهيئات العالمية وعلى رأسها مجلس الأمن: أن يقوموا بواجبهم في فرض الشرعية الدولية على الصهاينة الذين يضربون عرض الحائط بكل بالأخلاق والأعراف والقيم والقوانين.

وختاما نقول للصهاينة: لقد ارتكبتم الفعلة التي لا يغفرها أحد لكم، وإن في ذلك لبشرى لنا، وتدميرا لكم، ورب ضارة نافعة. وعلى الباغي تدور الدوائر. وإن مع اليوم غدا، وإن غدا لناظره قريب. "وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، «وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد» «هود: 102».

تعقيب وتعديل: الشهيد فتحي الشقاقي اغتيل في مالطا وهو ذاهب إلى ليبيا وليس في فلسطين ..

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

هذى كانت كلماته

كان يقول

إذا غسلت بالدماء هامتى وأغصنى

فقد توضأت وضوء الأنبياء

كان يريد أن يموت، كى يعود للسماء

كأنه طفل سماوى شريد

قد ضل عن أبيه فى متاهى المساء

كان يقول:

كأن من يقتلنى محقق مشيئتى

ومنفذ إرادة الرحمن

لأنه يصوغ من تراب رجل فان

أسطورة وحكمة وفكرة

كان يقول:

ان من يقتلنى سيدخل الجنان

لأنه بسيفه أتم الدورة

لأنه أغاث بالدما إذ نخس الوريد

شجيرة جديبة زرعتها بلفظى العقيم

فدبت الحياة فيها ، طالت الأغصان

مثمرة تكون فى مجاعة الزمان

خضراء تعطى دون موعد، بلا أوان

.

.

.

تم له ما شاء

هل نحرم العالم من شهيد؟

هل نحرم العالم من شهيد؟

----------

صلاح عبد الصبور

لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد.

"لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين"

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

رابط هذا التعليق
شارك

كان مريضا للغاية وفي ذراعه حقنة طبية وأنبوب أوكسجين لحظة استشهاده

خاص

كشفت مصادر حركة" حماس " أمس إن الشيخ الشهيد الرمز" احمد ياسين" الزعيم الروحي للحركة كان مريضا للغاية وفي ذراعه حقنة طبية وأنبوب أوكسجين لحظة اغتيال. وقال سعيد صيام إن الشهيد ياسين كان مريضا للغاية وقرر مرافقوه نقله إلى المستشفى يوم اغتياله. وأضاف صيام لوكالة الأنباء الألمانية أن «الشيخ ياسين ذهب لصلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي قرب منزله وفي ذراعه حقنة وأنبوب طبي يمده بالدواء».

وقال القيادي في حركة" حماس" سعيد صيام انه كان بزيارة للشيخ الشهيد القائد برفقة عدداً من قادة الحركة قبل يوم من استشهاده وقد ساءهم وضعه الصحي وطلبوا منه موافقته على نقله إلى مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة غير أن الشيخ المجاهد رفض ذلك.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

كم منا يملئون فراغ خلفه الشيخ ؟ ..والله إنى لأحس أنه لا مليون و لا 100 مليون لهم قيمة بجانب الشيخ ...رفع الله درجته فى عليين

مقتطفات من حوار مع الأستاذة مريم أحمد ياسين ابنة شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين

http://www.islamonline.net/livedialogue/ar...thA&hCounter=15

أختي أم أحمد، بيت الشيخ يتكون من 3 غرف، في البيت شبابيك متهالكة جدا.. بيت متواضع جدا.. أبي لا يحب الدنيا، يحب بيوت الآخرة.

وقد عرض على أبي الكثير أن يكون له بيت مثل بيوت الرؤساء. عرض عليه من السلطة بيت ضخم في أرقى أحياء غزة، لكنه رفض هذا العرض؛ لأنه يريد الآخرة ولا يهتم بهذه الشكليات الدنيوية.

البيت مساحته ضيقة. لا يوجد بلاط. المطبخ متهتك جدا. في الشتاء بارد جدا. والصيف حار جدا. لا يفكر مطلقا في تجديد البيت؛ لأنه كان مشغولا في تجهيز بيته في الآخرة.

أما عن الوضع النفسي فالحمد لله رب العالمين صابرون. وإن شاء الله نراه في الآخرة.. صابرون ونتمنى الشهادة مثله. والحمد لله الميتة مشرفة وترفع رأسنا.

الحمد لله صابرة. الوالدة تأثرت جدا. والآن الحمد لله صابرة وإن شاء الله تكون من الصابرين، والأخوات جميعا صابرات. ويتمنين الشهادة مثله.

والإخوة ربنا يخفف عنهم ويشفيهم، حيث هم في العناية المركزة ووضعهم صعب. والحمد لله عبد الغني خرج من العناية. الوالد كانت معاملته طيبة جدا لنا. كان أبا حنونا رحيما بأطفاله وشعبه وكان عطوفا جدا.

كان يعطف على الصغير والكبير، لم يبخل على أي أحد. استشهد معه زوج أختي خديجة أحمد ياسين، واستشهد معه خميس مشتهي رحمه الله.

أخي الفاضل، شكرا لك على هذه التعزية الطيبة، لا سيما وهي صادرة من إخواننا الأعزاء في العراق الذي يشاطرنا الألم والمرارة والاحتلال البغيض، ونسأل الله أن ينصركم على الكفرة الأمريكان، وأن ينصرنا هنا على الصهاينة المجرمين.

أما عن الكتب التي كان أبي يقتنيها ويكثر من النظر فيها؛ فقد كانت لديه مكتبة كبيرة ضخمة تزيد عن ألفي كتاب، إلا أن كتابات الشهيد سيد قطب وخاصة "في ظلال القرآن" كانت تمثل له زادا مستمرا.

ولعلمي أخي السائل فإن أبي رحمه الله كان قد طبع في حياته الجزء الثلاثين لتفسير الظلال، ووزعه على نطاق واسع في قطاع غزة، وملأ به المساجد؛ لأنه كان يرى أن الجزء الثلاثين بالذات للسيد قطب نموذج رائع لبناء شخصية إسلامية متميزة، وأنه لا غنى لمن يريد أن يصوغ شخصية حركية عن دراسة وتفحص ما كتبه سيد قطب في تفسير الجزء الثلاثين.

كما كان لكتابات الداعية الإسلامي الكبير والمفكر العراقي الشيخ محمد أحمد الراشد نصيب كبير من مطالعات الشيخ، لا سميا ولقد كان في أواخر أيام أبي قد أهديت له سلسلة نادرة من كتيبات الراشد بطباعة دار المحراب، وكان أبي يوصي كل داعية عامل بالاطلاع على هذه السلسلة، وهي من 8 كتب: أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي 4 أجزاء، منهجية التربية الدعوية، الفقه، اقتضاء الصراط المستقيم، وآفاق الجمال، هذه الكتب الثمانية استشهد أبي وهو يطالعها.

كما كان لكتابات الإمام البنا بالذات مثل الرسائل حظ وافر من مطالعات أبي.

أخي الفاضل، أرى أن الإخوة في الخارج يستطيعون أن يساعدوا إخوانهم في فلسطين من خلال أمرين:

الأول أن يحافظوا علي إيمانهم وإيمان ذريتهم في هذه الغربة المليئة بالفتن، وأن يكونوا رسل خير لإخوانهم في الجالية الإسلامية والمجتمع الذين يكونون فيه ويوضحوا الصورة الإسلامية وصورة فلسطين وقضية فلسطين لهم.

أما الأمر الثاني فهو من خلال المساهمات المالية التي تدعم المقاومة، حيث كما تعلم فإن المؤامرة الآن على تجفيف المنابع المالية التي تمد المقاومين، وإذا وقفت هذه المساعدات ضاق الأمر بالمقاومة، والله هو الموفق والهادي إلي سواء السبيل.

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

ما هو مغزي الزياره السريه لل " الملك " عبد الله..... لزيارة " شارون " قبل اغتيال الشيخ الشهيد بيومين فقط ??

{حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } سورة آل عمران(173)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ) -سورة آل عمران (149)

رابط هذا التعليق
شارك

ماذا يقصد نصر الله بقوله:

إن قادة وأعضاء "حزب الله" باتوا بإمرة "حماس"؟

التصعيد الإسرائيلي سيقابله تصعيد استثنائي في المقاومة

إبراهيم الأمين

صحيفة السفير اللبنانية 29/3/2004

جريمة اغتيال مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، لم تكن لتفتح الباب أوسع مما هو عليه فعلياً لدى من يعنيه الأمر فعلياً. لأن فشل انعقاد القمة العربية في تونس، ربما يفسره كثيرون بأسباب متنوعة. أما بالنسبة لفريق كبير من الفلسطينيين، و لفريق آخر قريب من قوى المقاومة، فإن القمة أعدت من جانب الأميركيين لأن تكون مخصصة لفكرة الإصلاحات في الدول العربية انطلاقاً من واقع الجامعة العربية نفسها، ولكن حدث فلسطين المفتوح لم يكن ممكناً تجاهله. ومقاربته من دون الأخذ بالاعتبار جريمة اغتيال ياسين، كان لا يعني سوى المزيد من التراجع السريع أصلاً في موقع العرب في هذه اللحظة.

وإذا كانت قوى المقاومة لا تأمل كثيراً من مبادرات عربية على المستوى الرسمي، وهي تشعر أصلاً بوجود مشكلة جدية في مقاربة الأنظمة للمشكلات الكبيرة التي تعانيها المنطقة. فإنها تنظر بشيء من القلق إلى رغبة بعض الأطراف العربية في الموافقة المسبقة على المشروع الأميركي الإصلاحي، ليس لأجل تطوير البلدان كما يعتقد البعض، بل لأجل القول بأن الأمر يتعلق بمشروع أميركي يقول بأن الإصلاحات يجب أن تتقدم على كل شيء، وأن الأولوية لها وبصورة حاسمة، وأنه لا يجوز ربط أي خطوة من هذا النوع بحل مسبق للقضية الفلسطينية.

وإذا كان العرب كمواطنين، قد تعبوا كثيراً من بؤس الأنظمة العربية وتذرعها بالقضية الفلسطينية لأجل القمع والتسلط ونهب الثروات وإنفاقها في غير طريقها الصحيح، فإن ذلك لا يعني أن ما يقوله الأميركيون صحيح. لأن الولايات المتحدة التي تقول بعدم وجود رابط بين الإصلاحات الداخلية وبين أزمة المنطقة، إنما تفعل ذلك على الطريقة نفسها التي تريد أن توحي من خلالها بأن المشكلة بينها وبين العالم العربي لا تتصل بأزمة المنطقة والموقف من "إسرائيل"، بل هي ناتجة عن الواقع الداخلي لهذه البلدان وشعوبها.

وفي هذا السياق، ترى القوى المعنية بالمقاومة الفلسطينية، أن ما هو مطلوب أميركياً هو تهديد الأنظمة القائمة الآن في العالم العربي، بأن عليها الأخذ بالتصور الأميركي كما هو، أي العمل على ترتيب وقائعها الداخلية بمعزل عن الصراع مع "إسرائيل". وأن تتصرف سياسياً وأمنياً وثقافياً واقتصادياً على أساس الانشغال بأمورها الخاصة، وعدم الالتفات إلى الموضع الفلسطيني إلا من زاوية بعيدة كما هي حال الدول التي تقول بالحياد. وأن الولايات المتحدة تحاول الآن تقديم نماذج عن ذلك، تارة بما يجري في العراق من محاولة لرسم صورة نظام في دولة إقليمية كبيرة يعمل على بناء نفسه من خلال آلية تجعله تابعاً بكل خيراته وقدراته وأولوياته للمشروع الأميركي، أو من خلال النموذج الليبي الذي يحق له الصراخ والإدلاء بمواقف كبيرة ولكنها لا تعني شيئاً أمام الالتزام بالانسحاب من هذه الساحة مقابل الحفاظ على النظام هناك وعلى مشروعية الخلافة فيه.

وفي هذا الإطار أيضاً، تبدو قوى المقاومة معنية بالتعامل مع الأمور الجارية بطريقة مختلفة عما يجري في المنطقة، بمعنى أن التصعيد الإسرائيلي على الأرض، والمواكب بتصعيد للضغوط الأميركية على دول المنطقة، وتعامي الغرب عن المشكلات الناجمة عن الموقف اللامبالي بمشكلة العرب الأولى مع "إسرائيل"، يجب أن يترافق من جانب القوى العربية بتصعيد يدفع إلى جعل المقاومة في مرحلة متنامية سواء من خلال تطوير برامجها العملية في الأراضي المحتلة، أو من خلال رفع مستوى التنسيق السياسي فيما بينها، وبينها وبين من تبقى من القوى الرسمية العربية في موقع الرافض للتصور الأميركي للتسوية.

و يبدو أن "حزب الله" الذي يمثل قوة سياسية خاصة في هذا الإطار، ويحتل موقعاً متقدماً في جبهة المقاومة للاحتلال، قد قرر سلوك الطريق الأقرب إلى تصوره لمناهضة الاحتلال والضغوط الأميركي، والأكثر فعالية على مستوى توفير بعض مستلزمات الصمود والمقاومة للفلسطينيين. وإذا كانت عبارة السيد حسن نصر الله عن أن الحزب بكل ما فيه من قيادات وكوادر صار بأمرة "حماس" قد تحتمل تفسيرات متنوعة لجهة اعتبارها محاولة لرفع المعنويات أو أحد أشكال التعبير عن التضامن مع الحركة التي خسرت أبرز شخصياتها. فإن في خلفية هذا الموقف، ما يشير إلى أن الحزب يشعر بحجم الضغوط القائمة، ويتلمس أن الإسرائيليين وبدعم أميركي لا سابق له يريدون المضي في سياسة القتل المنسق والمتعمد لكل ما له صلة بالمقاومة. وبالتالي فإن على الحزب وضع نفسه في مناخ وأجواء تجعله هدفاً دائماً وفي كل لحظة وبطريقة قد لا تختلف البتة عن ما يجري مع الفلسطينيين. حتى ولو كان هناك الكثير من الفوارق التي تجعل "إسرائيل" تتعامل مع "حزب الله" بطريقة مختلفة عن طريقة التعامل مع الفلسطينيين.

ويلفت قياديون في الحزب إلى أن كل تضامن مع "حماس" اليوم يمثل ليس دعماً تقليدياً للمقاومة هناك، بل إدانة ضرورية لما تقوم به الولايات المتحدة على هذا الصعيد، وأن المقاومة تأخذ بعين الاعتبار أن هناك نتائج مباشرة لعملية اغتيال الشيخ ياسين، على مستوى تراجع الفريق المتحمس للتسوية السلمية مع "إسرائيل"، ولو بصورة مؤقتة، وأن المطلوب الآن تعزيز القوى المنخرطة في طريق المقاومة، ثم لإدراك الحزب بأن اغتيال الشيخ ياسين لن يؤثر فعلياً على تركيبة "حماس" وأن الحزب سبق له أن مر بتجربة مشابهة عندما اغتالت "إسرائيل" أمينه العام السابق السيد عباس الموسوي، وكيف كانت النتائج معاكسة لما أرادته "إسرائيل" أو ما توقعته أو ما قدرته. وأن الأمر نفسه سوف يحصل مع "حماس" التي تدخل الآن مرحلة جديدة ليس على المستوى القيادي، بل على المستوى الخاص ببرنامج العمل الخاص بتطوير بنية المقاومة فيها. وأن "حزب الله" معني بهذا الأمر وبتوفير كل ما أمكنه من مساعدة لهذه الحركة في هذا الإطار.

وهل يتوقع "حزب الله" انعكاساً مباشراً لاغتيال ياسين على الجبهة اللبنانية السورية؟

التحسب التقليدي لأي مغامرة إسرائيلية لا يعني أن هناك مناخات توحي باقتراب الانفجار. وأن "إسرائيل" مضطرة الآن لانتظار معرفة النتائج الفعلية وليس النظرية لاغتيال ياسين، وهي سوف ترصد الأمر من زاوية رد الفعل داخل الشارع الفلسطيني وتأثير ذلك على حركة المقاومة هناك، ومستوى الانعكاس على الصعيد العربي والإسلامي. وإذا ما أدرك الإسرائيليون النتائج الفعلية وهي لن تكون في مصلحتهم، فإن ذلك سوف يضطرهم إلى ترتيب أولويات من النزوع الذي لا يشير منطقياً إلى السعي لفتح جبهة جديدة بحجم الجبهة مع لبنان وسوريا. إلا إذا جنح مجانين "إسرائيل" إلى مغامرة من النوع الذي يعتقدون أنه يفيد في قلب الطاولة على قوى المقاومة والحكومات الداعمة لها.. المسالة هي أيضاً مسألة وقت!.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...