اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ليس دفاعاً عن جمال عبد الناصر أو السادات، ولكن دفاعاً عن مصر


Facts researcher

Recommended Posts

ما أضعه بين أيديكم هنا ليس دفاعاً عن جمال عبد الناصر أو السادات رحمهما الله و لكن هو دفاعٌ عن مصر التي أراد نفر قليل من أبنائها (و ياللأسف أن يكونوا من أبنائها) أن يشوهوا سمعتها إما بثمن بخس ﻷبواق فتحت لهم ليبثوا سمومهم فيصفوا حساباتهم الشخصية و يحصلوا على مآربهم حتى و إن تسببوا بتلويث سمعة أوطانهم باﻹفك زوراً و بهتاناً أو بإدعائهم الزائف باستخلاص العبر و الخوف على الوطن، و الوطن منهم براء.

فإن ما يفتريه هؤلاء هو ما يستخدمه الإعلام المغرض ضد هذا الوطن و أهله.

و الذي أضعه أمام حضراتكم و هي لعمري قضايا فارقة في تاريخنا لننفض غبار أباطيل من شوهوه بزورهم وبهتانهم:

أولا: مصادر محادثات الرئيس السادات رحمه الله مع وزير الخارجية اﻷمريكي هنري كيسنجر

ثانياً: حقيقة نكسة ١٩٦٧و خيانة البعث السوري لمصر و جمال عبد الناصر

ثالثاً: حقيقة من طلب رفع حظر البترول عام ١٩٧٣

رابعاً: حقيقة فك حصار باب المندب في حرب أكتوبر ١٩٧٣

خامساً: حقيقة الخطة ٢٠٠ و هل هي خطة حرب أكتوبر ١٩٧٣

سادساً: حقيقة توقف القوات السورية عن القتال بعد يومين من حرب أكتوبر ١٩٧٣ و إخفاء حقيقة فشل القيادة السورية في حرب أكتوبر ١٩٧٣ عن الشعب السوري

سابعاً: هل إنتصرت مصر في حرب السويس ١٩٥٦؟

ثامناً: حقيقة إدعاء مايلز كوبلاند ضابط المخابرات الأمريكية في كتابه (لعبة اﻷمم) أن المخابرات الأمريكية كانت على إتصال بجمال عبد الناصر قبل الثورة و أنها ساعدته و تنظيم الضباط اﻷحرار لعمل ثورة ٢٣ يوليو.

تاسعا: حقيقة تعاون أمريكا و الإخوان ضد جمال عبد الناصر

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

أولاً: مصادر محادثات الرئيس السادات رحمه الله مع وزير الخارجية اﻷمريكي هنري كيسنجر

كثير من الناس بما فيهم البعض من الكتاب يقول أن المحادثات بين الرئيس السادات رحمه الله و هنري كيسنجر لا يوجد لها مصادر غير المصادر اﻷمريكية و بالتحديد مذكرات هنري كيسنجر، حيث يدعي هؤلاء - و منهم للأسف من هم كتاباً كباراً - أن هذه المحادثات لم يدونها أحد غير هنري كيسنجر. و هذا غير صجيح جملة و تفصيلاً! إن أحد المصادر ((النزيهة)) الذي نقل هذه المحادثات هو وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي الذي حضر كل المحادثات بين السادات و كيسنجر كوزير للخارجية منذ ٢٩ أكتوبر ١٩٧٣ و حتى زيارة السادات القدس و نقل هذه المجادثات في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط)، حتى أن إسماعيل فهمي تقابل مع كيسنجر قبل الرئيس السادات عندما قابله في واشنطن لأول مرة يوم ٢٩ أكتوبر ١٩٧٣ بعد وقف إطلاق النار.

و عندما أقول مصدر ((نزيه)) فهذا هو ((أهم)) مافي الموضوع. ﻷنه من المعروف أن هنري كيسنجر لا يذكر الحقائق بل يتعمد الكذب أو إخفاء الحقائق.

فها هو المشير الجمسي و وزير الخارجية السابق إسماعيل فهمي يقولان في أكثر من موضع في مذكراتهما أن هنري كيسنجر يتعمد إخفاء أو تزوير الحقائق. فعلى سبيل المثال يذكر إسماعيل فهمي كيف أن هنري كيسنجر أخفى في مذكراته الجهد الذي بذله المشير الجمسي في المشاورات التي كانت بينه و بين الرئيس حافظ الأسد لرسم خطوط فض الإشتباك الأول.

إسماعيل فهمي أورد كل المميزات في أفعال الرئيس السادات بحيادية ((يندر وجودها)) على الرغم من الخلاف العميق بينه و بين السادات، ولم يكن إنتقائياً في سرده للتفاصيل بحيث يزيف الحقائق ليُظهر من يخالفه الرأي بشكل سلبي ليسيء إليه. و للأسف فالكاتب محمد حسنين هيكل قال في أحد حلقاته (مع هيكل) يوم ٢٨ يناير ٢٠١٠

رابط الحلقة: http://aljazeera.net/NR/exeres/6A169AC3-7C...7A1EA5266F7.htm

أن محادثات الرئيس السادات ليس لها مصادر إلاّ مذكرات هنري كيسنجر و ما نقله كيسنجر لغيره شفهياً من السياسيين أو الكتاب.

و هذا غير صحيح من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل سامحه الله، ﻹن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بالقطع قرأ مذكرات إسماعيل فهمي (التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط) و بالقطع رأى كيف ذكر إسماعيل فهمي كل شيء في هذه المحادثات بما فيها "ما رآه تميزاً في أداء السادات السياسي أثناء حرب أكتوبر و المحادثات السياسية مع الولايات المتحدة".

و للأسف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لن يشير لمذكرات إسماعيل فهمي، و حتى لو أشار إليها فإنه سوف ينتقي السيء لا لشيء إلا ليسيء للسادات حتى و لو كان ذلك بإخفاء الحقائق التي يعرضها إسماعيل فهمي دون اﻷخذ بالإعتبار أن هذا الإخفاء المتعمد و الإنتقائية في المعلومات بشكل مشوه للحقائق قد يضع مصر سياسياً على المحك.

- للأسف لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إلى أن حافظ اﻷسد هو من طلب رفع حظر البترول، وهذا مثبت تفاصيله في كتاب إسماعيل فهمي ﻷنه هو من حضر إجتماعات رفع حظر البترول كوزير للخارجية و لم يحضره هيكل.

- و لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن حافظ اﻷسد هو من طلب يوم ١ أكتوبر (( قبل)) بدئ حرب أكتوبر ١٩٧٣ بأن يتم وقف إطلاق النار بعد ٤٨ ساعة من بداية القتال.

- و لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن السوريين أوقفوا القتال فعلياً بعد ٤٨ ساعة من بداية حرب أكتوبر ١٩٧٣ بعد أن وصلت القوات السورية لبحيرة طبرية حيث كانت قيادة البعث قدرت أنها تحتاج ليومين للوصول لبحيرة طبرية.

- و لم يذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ما ذكره إسماعيل فهمي أن الرئيس السادات هو من ساعد حافظ اﻷسد في عمل فض إشتباك على الجبهة السورية على الرغم من حملاته المسمومة التخوينية الغير مبررة لمصر في فض الإشتباك اﻷول و الثاني.

- كل هذا لم يشر كاتبنا الكبير هيكل إليه في أي من كتبه على الإطلاق سامحه الله لا لشيء إلا ليتصيد للسادات أي شيء سيء!! بل حتى أنه غير الحقائق بادعائه مثلاً أن السادات هو من طلب رفع حظر البترول و هذا غير صحيح حيث أن حافظ اﻷسد هو من طلبه حتى توافق أمريكا للتوسط عند إسرائيل لعمل فض إشتباك على الجبهة السورية.

- أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال في برنامجه يوم ٢٨ يناير ٢٠١٠ أن المصدر الوحيد لمحادثات هنري كيسنجر مع الرئيس السادات هو مذكرات هنري كيسنجر أو ما نقله كيسنجر لصحفيين أو مؤرخين آخرين. و لكن هذا غير مقبول إطلاقاً ﻷن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يعلم بالقطع عن مذكرات إسماعيل فهمي الذي كان وزيراً للخارجية و حضر مقابلات كيسنجر مع السادات.

تجدر الإشارة أن كتاب وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) يذكر بحقائق واضحة كيف أن جمال عبد الناصر أعطى إمكانية للإتحاد السوفيتي أن يتحدث بالنيابة عن مصر مع الولايات المتحدة في قضاية النزاع العربي الإسرائيلي. و كيف أدت هذه السياسة لخسائر فادحة لمصر على الصعيد الدولي ، وهو ما عمل على مقاومته إسماعيل فهمي و حققه بنجاح.

بل و يذكر إسماعيل فهمي بحيادية شديدة كيف أن الإتحاد السوفيتي كان مراوغاً في سياساته مع مصر، فمثلاً يذكر إسماعيل فهمي في كتابه (في باب تأشيرة خروج للإتحاد السوفيتي) كيف أن الإتحاد السوفيتي قبل إلغاء معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية عام ١٩٧٥ إحتفظ في ورشه العسكرية بمحركات ٩٠ طائرة مقاتلة يتم إصالحها عنده منذ نهاية حرب أكتوبر!!!! ، بالإضافة للتأخير المتعمد لتسليم "ثلثي" صفقة الأسلحة السوفيتية التي طلبتها مصر في مطلع عام ١٩٧٣ حيث أن الثلث فقط هو ما تم تسليمه قبل حرب أكتوبر. و يذكر إسماعيل فهمي أنه بعد إلغاء السادات لمعاهدة الصداقة المصرية السوفيتية إستجاب الإتحاد السوفيتي لإرسال ثلثي صفقة الأسلحة التي طلبتها مصر في مطلع عام ١٩٧٣ و قام الإتحاد السوفيتي برد محركات الطائرات المقاتلة المصرية التسعين!!!!

للأسف أعتقد أن كاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل لا يريد ذكر كتاب إسماعيل فهمي حتى لا يطلع الناس على المثالب الموثقة لسياسات عبد الناصر - رحمه الله - الخارجية و التي أوردت مصر مورد التهلكة و حاقت بها هزيمة ١٩٦٧، وكذلك حتى لا يطلع الناس على ما ذكره إسماعيل فهمي من مميزات في قرارات الرئيس السادات - رحمه الله - على الرغم من الخلاف العميق الذي بين إسماعيل فهمي و السادات. و لكن إسماعيل فهمي يذكر كل شيء بنزاهة شديدة.

أحد الأمثلة على نزاهة إسماعيل فهمي أنه ذكر في كتابه أن محمد حسنين هيكل إقترح على الرئيس السادات فتح قناة السويس يوم ٥ يونيو ١٩٧٥، و كان إسماعيل فهمي معارضاً لهذا حيث يرى أن فتح القناة ورقة تستطيع أن تساوم عليها مصر ﻷن فتح القناة يعني عودة الحياة لمدن القناة، و هذا يعني إعطاء إسرائيل إطمئنان أن مصر لن تعاود أي عمل قتالي خصوصاً و أنه ما زالت إسرائيل كانت تراوغ في القبول بفض إشتباك ثان. و لكن على الرغم من معارضة إسماعيل فهمي لفكرة هيكل - و التي نفذها السادات - ذكر إسماعيل فهمي أن القوات المسلحة المصرية بأمر من السادات و بتخطيط من الجمسي الذي كان وقتها أصبح و زيراً للدفاع قامت بعمل مناورات ضخمة في منطقة القناة، و هي الرسالة التي فهمها الإسرائيليين من أن مصر تدرك أن إحتمال الحرب قائم طالما تماطل إسرائيل في عمل فض إشتباك ثان و إنسحابها من سيناء.

البعض عاب على كاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل إقتراحه على الرئيس السادات - رحمه الله - بإفتتاح قناة السويس قبل إتمام الإنسحاب وكان منهم إسماعيل فهمي، ولكن بسبب نزاهة إسماعيل فهمي فقد عرض الوجه الآخر لوجهة النظر و أن مصر تمتلك أوراقاً تستطيع أن تستخدمها أثناء التفاوض مع إسرائيل و في المقابل تستفيد مصر من عوائد القناة بعد فتحها

هذه هي النزاهة المفقودة للأسف في كثير ممن يتشدقون أمام الناس أنهم يسردون تاريخا و هم مع الأسف يشوهون حقائق التاريخ حتى لو كلفهم اﻷمر تشويه سمعة وطنهم!! التاريخ أيها السيدات و السادة هو ملك أمة و ليس ملك فئة من الناس تستخدمه لمصالح أيديولوجية أو حزبية.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

ثانيا: حقيقة نكسة ١٩٦٧ و خيانة ضباط البعث السوري لمصر و جمال عبد الناصر

هذا الموضوع أوردته بأدلته و بست شهادات " متطابقة "، و كل هذه الشهادات ((تتطابق تماما)) مع " فحوى " الرسالة التي بعثها الملك حسين لجمال عبد الناصر بوجود مؤامرة يتواطئ فيها بعض كبار ضباط البعث السوري على مصر باﻹشتراك مع إسرائيل من أجل أن يبقى النظام السوري هو النظام الثوري الوحيد في المنطقة العربية ويكون المقابل هو تسليم الجولان ﻹسرائيل. تفاصيل ذلك أعطيته في موضوعي في باب تاريخ مصر [ماقاله الملك فيصل آل سعود عن سقوط الجولان في ١٩٦٧]

ثالثاً: حقيقة من طلب رفع حظر البترول عام ١٩٧٣

و تفاصيل هذا الموضوع أوردته في موضوعي [قرار رفع حظر البترول بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣] في باب تاريخ مصر، و هي حقيقة أن حافظ اﻷسد هو من طلب رفع الحظر عن البترول في مقابل أن تبدأ أمريكا بالتدخل لعمل فض إشتباك بين القوات الإسرائيلية و السورية كما جاء على لسان وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت إسماعيل فهمي. و هذا عكس ما يفتريه البعض في الإعلام البغيض و اﻷلسن التي تريد تصفية حسابات شخصية حتى و إن كان نتيجة ما يقولونه هو تشويه سمعة مصر ((بالباطل و اﻹفك)).

رابعاً: حقيقة فك حصار باب المندب في حرب أكتوبر ١٩٧٣

و حقيقة متى تم رفع الحصار عن باب المندب هو بعد أن وقعت إسرائيل على فك اﻹشتباك اﻷول و ليس كما يزعم المبطلون أنه حدث في بداية اﻹجتماعات محادثات فض اﻹشتباك. و قد أعطيت رواية المشير الجمسي الذي كان رئيساً للأركان وقت محادثات فض اﻹشتباك و حتى نهايتها في موضوع [قرار فك حصار باب المندب بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣]

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

خامساً: حقيقة الخطة ٢٠٠ و هل هي خطة حرب أكتوبر

لم أجد أفضل مما قاله المشير الجمسي في مذكراته عن الخطة ٢٠٠ بأنها خطة دفاعية عن منطقة قناة السويس في حال عبور قوات إسرائيلية و لم يكن لدى مصر حتى منتصف ١٩٧١ أي خطة هجومية لتحرير سيناء.

وها هو مقطع مقتبس مما قاله المشير الجمسي في مذكراته صفحة ٣٠٢:

[ وفي مصر ظهرت بعض المذكرات و الكتب تقول أنه كان هناك الخطة ٢٠٠ التي وضعت عام ١٩٧٠ لتحرير سيناء خلال ١٢ يوماً، إلا أن الظروف في ذلك الوقت لم تسمح بتنفيذها. لقد ظهر إسم هذه الخطة والغرض منها في مذكرات أحد القادة العسكريين المصريين السابقين، و من هنا نقلت إلى مذكرات و كتب أخرى. و سوف يسجل التاريخ أيضاً أن الخطة ٢٠٠ كانت خطة دفاعية عن منطقة قناة السويس وضعت بعد حربيونيو ١٩٦٧. و إشتركت في و ضعها عندما كنت أعمل رئيساً لجبهة قناة السويس في ذلك الوقت. و وثائقها موجودة في وزارة الدفاع. و يقول الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته: " لم يكن لدينا حتى منتصف مايو ١٩٧١ خطة لتحرير سيناء... و عندما عين رئيساً للأركان في مايو ١٩٧١ لم يكن هناك خطة هجومية. كان لدينا خطة دفاعية تسمى الخطة ٢٠٠" ]

أعتقد أن ما أورده المشير الجمسي هنا غني عن التفصيل. بل و أن المشير الجمسي الذي كان من المشاركين في وضع الخطة ٢٠٠ أقر بشكل واضح لا لبس فيه أن أول خطة هجومية وضعت كانت خطة حرب أكتوبر ١٩٧٣ و هي الوصول للمضائق و قد وقع عليها كل قادة أفرع القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر قبل الحرب بوقت طويل و كان ذلك في عهد الرئيس السادات رحمه الله. بل أن الفريق سعد الشاذلي قال أن فكرة تجنيد المؤهلات العليا في القوات المسلحة كضباط إحتياط للإعتماد عليهم في الحرب كانت فكرته، و هذا يعني أن الهيكل العسكري الرئيسي للقوات المسلحة المصرية الذي دخلت به مصر الحرب وضع في عهد الرئيس السادات و ليس الرئيس عبدالناصر رحمهما الله.

ولكن للأسف معظم من يصر ((بعناد)) على أن خطة ٢٠٠ أو جرانيت هي خطة حرب أكتوبر أصابهم إحساس "الغيرة" من أن عبد الناصر الذي ملأ السمع و البصر ببياناته الخطابية كيف يكون هو القائد المهزوم و يختم حياته هكذا، و كيف السادات يكون هو القائد المنتصر!!!! يجب على هذه العقول أن تعي شيئاً مهماً أن التاريخ هو ملك للوطن و ليس ملكاً ﻷحد يزيف الحقائق كيف يشاء لا لشيء إلا لإثبات أيديولجيته!

صحيح أن خطة روجرز قبلها عبد الناصر رحمه الله ليسمح بتقديم صورايخ الدفاع الجوي لتغطية منطقة القناة. لكن الخطة الموجودة في ذلك الوقت هي "خطة دفاعية" عن منطقة القناة كما جاء في مذكرات الجمسي "الذي شارك في و ضع خطة ٢٠٠" و تقديم الصواريخ لمنطقة القناة بعد توقيع إتفاقية روجرز كان ((لإستكمال الخطة الدفاعية ٢٠٠)) من حيث الشق الخاص بالدفاع الجوي حيث كانت ((كل)) القوات في منطقة القناة معرضة لهجمات شبه يومية من الطيران الإسرائيلي.. إلى أن تم إستكمال تقديم حائط الصواريخ لتغطية منطقة القناة و إستكمال الشق الخاص بالدفاع الجوي للخطة ٢٠٠.

أما خطة الهجوم في حرب أكتوبر ١٩٧٣ فهي الوصول للمضائق و التي وقع عليها كل قادة الحرب بزمن طويل حيث كان لدى مصر دفاع جوي متحرك كما أشار إليه المشير الجمسي.

مرة أخرى لا داعي للعناد هنا و إنكار الحقائق التي ذكرها الجمسي (و الشاذلي أيضا) بخصوص طبيعة الخطط العسكرية الموجودة قبل وفاة جمال عبد الناصر. فجمال عبد الناصر رحل للأسف كقائد مهزوم في معركة دمرت معظم عتاد جيشه (و ظروف المعركة من تواطئ و خيانات شرحته بوثائقه في موضوع خاص بذلك)، و السادات رحمه الله قد وفقه الله من فوق سبع سماوات ومعه القادة و صفوت جنود مصر في تحقيق أحد أغلى إنتصارات هذا الوطن. لا، بل أغلى إنتصارات العرب و المسلمين في العصر الحديث.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

سادساً: حقيقة توقف القوات السورية عن القتال بعد يومين من حرب أكتوبر ١٩٧٣ و إخفاء حقيقة فشل القيادة السورية في حرب أكتوبر ١٩٧٣ عن الشعب السوري

هناك فرية تلوكها ألسنة كثيرة منذ زمن بعيد (و تحديداً منذ فض اﻹشتباك اﻷول بين مصر و إسرائيل) من خلال حملات إعلامية مسمومة مدروسة بعناية موجهة تحديداً لمصر و هي تتجدد من وقت ﻵخر أن الرئيس السادات ترك الجبهة السورية تتدهور في حرب أكتوبر ١٩٧٣. و هذه فرية كبرى أراد بها كبار قيادات البعث السوري في ذلك الوقت - والذين ما زال منهم على قيد الحياة - التغطية على فشلهم في حرب أكتوبر ١٩٧٣ أمام الشعب السوري،

بل و توقفهم عن القتال بعد ٤٨ ساعة من القتال بعد أن طلبوا من الإتحاد السوفيتي الضغط على الرئيس السادات ((قبل)) خرب أكتوبر لقبول وقف إطلاق النار بعد ٤٨ ساعة من بدئ الحرب.

و حتى يُرَدُّ كيد هؤلاء فإننا نستشهد بما قاله المشير الجمسي الذي هو على خلاف حاد مع الرئيس السادات، و كذلك وزير الخارجية إسماعيل فهمي الذي هو على نفس الخلاف الحاد مع الرئيس السادات. بل و ما قاله اﻹسرائيليون أنفسهم في الحرب.

النقطة اﻷولى و هي توقف القوات السورية عن القتال بعد ٤٨ ساعة من بداية حرب أكتوبر ١٩٧٣ و طلبهم من اﻹتحاد السوفيتي الضغط على الرئيس السادات قبول وقف إطلاق النار.

يقول إسماعيل فهمي وزير الخارجية في عن اﻹتصالات السياسية حول هذه الحادثة في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط) صفحة ٤٩:

[ففي الرابع من أكتوبر أبلغ السفير السوفيتي لدى القاهرة الفريق أحمد إسماعيل بأن دمشق أبلغت موسكو بأن هجوماً سوف يشن على إسرائيل في السادس من أكتوبر، كما طلب اﻷسد أيضاً من السوفيت أن يقترحوا رسمياً وقف إطلاق النار في الثامن من أكتوبر. و بعد بضع ساعات فحسب من بداية القتال في السادس من أكتوبر نقل السفير السوفيتي إلى السادات رسالة من برجنيف قالت إن اﻷسد - الذي يخشى من أن يكون طول فترة الحرب ليس مما يخدم المصالح العربية - يفضل التدخل الفوري للقوتين العظميين: إذ ينبغي أن تقترح الولايات المتحدة و اﻹتحاد السوفيتي وقف إطلاق النار، و تساعدا على البدئ فوراً في محادثات تهدف إلى التوصل إلى تسوية شاملة. و كتب برجنيف قائلاً: إن اﻷسد مقتنع بأن مثل هذا التدخل من جانب القوتين العظميين سوف يؤدي لنتائج إيجابية.

وفي الثامن من أكتوبر أبلغ السوفيت السادات مرة أخرى بأن اﻷسد يمارس ضغطاً كبيراً عليهم، ليحصل على وقف ﻹطلاق النار، ﻷن الموقف على الجبهة السورية قد أصبح صعباً جداً. و كان اﻷسد يريد من اﻹتحاد السوفيتي أن يقترح على مجلس اﻷمن التابع للأمم المتحدة أو جمعيتها العامة قراراً ينادي بوقف فوري ﻹطلاق النار و إنسحاب إسرائيل من كل اﻷراضي التي إحتلتها في ١٩٦٧. و أضاف السفير السوفيتي أيضاً أن اﻷسد مستعد ﻷن يرسل إلى السادات رسالة تبلغه بهذه المطالب إذا طلب السادات هذا.

فأعرب السادات عن دهشته، و أوضح أن اﻷسد لم يبلغه بالمرة، و أنه سوف يطلب الحصول على تأكيد مباشر بهذا من الرئيس السوري، وقال أيضاً: إن وقف إطلاق النار بحيث تبقى القوات في نفس مواقعها في ذلك الوقت لن يكون إلا لصالح إسرائيل حيث تعود اﻷمور إلى ما كانت عليه قبل بدء العمليات، و سوف يصبح الوضع نائماً مرة أخرى في الشرق اﻷوسط لعدة سنوات متتالية.

و على أية حال أبلغ السادات اﻷسد بكل المعلومات التي تلقاها من اﻹتحاد السوفيتي و طلب منه تأكيدها، فنفى اﻷسد كل هذا. و في التاسع من أكتوبر إستدعى السادات السفير السوفيتي و أبلغه أن اﻷسد نفى أنه طلب في أي وقت وقف إطلاق النار. و أكثر من هذا أعلن اﻷسد أن الوضع العسكري على الجبهة السورية مرض، وهكذا لن تقبل القاهرة وقف إطلاق النار في ذلك الوقت و سوف تبلغ دمشق بهذا. و قد أغضب قرار السادات بعدم تصديقه أن السوريين طلبوا وقف إطلاق النار السوفيت إلى درجة كبيرة. وقد طرح كل من برجنيف و جروميكو هذه المسألة في حديثهما معي في وقت لاحق حيث أعلنا أنهما ذهلا لنفي اﻷسد أنه طلب وقف إطلاق النار، وقرار السادات بتصديقه دمشق و ليس موسكو. و أوضح اﻹثنان أنه لدى اﻹتحاد السوفيتي وثائق تثبت أن اﻷسد طلب وقف إطلاق النار ليس مرة واحدة ولكن ((ثلاث مرات))].

تم تعديل بواسطة Facts researcher

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

ومن هنا يتضح أن قيادة البعث السوري ((خططت)) لحدوث وقف القتال بعد ٤٨ ساعة من بدئ القتال ﻷنها طلبت ((قبل)) بداية الحرب بيومين من اﻹتحاد السوفيتي أن يقترحوا رسمياً وقف إطلاق النار يوم ٨ أكتوبر.

تجدر اﻹشارة أن القوات السورية كانت على بعد خمسة كيلومترات من بحيرة طبرية يوم ٨ أكتوبر ١٩٧٣ حسب ما جاء في إعترافات اﻹسرائيليين المسجلة في كتاب (التقصير) صفحة ٢٠٤.

إذاً لماذا خططت قيادة البعث السوري لحدوث وقف القتال يوم ٨ أكتوبر ((قبل)) الحرب بيومين؟

ولماذا ضغطت على الرئيس السادات للإستجابة لوقف إطلاق النار في هذا التوقيت؟

و لماذا تُنكِر قيادة البعث السوري أمام الشعب السوري و العربي طلبهم وقف القتال من اﻹتحاد السوفيتي و خصوصاً أن جروميكو و برجنيف أكدوا أن لديهم وثائق تثبت أن اﻷسد طلب ((ثلاث مرات)) وقف إطلاق النار؟

النقطة الثانية وهي الفشل العسكري لحزب البعث السوري و الذي تعمدت القيادة العسكرية السورية لحزب البعث السوري أن تُخفيه عن الشعب السوري بالحملات المسمومة ضد مصر و اﻹدعاء أن مصر هي السبب ﻷنها توقفت عن القتال.

فلا أجد رداً أكثر وضوحاً مما قاله المشير الجمسي في مذكراته صفحة ٣٧٧ أن القوات اﻹسرائيلية تمكنت من إستعادة الجولان ((بالكامل)) يوم ١٠ أكتوبر بعد الهجوم الإسرائيلي المضاد في الجولان الذي بدأ يوم ٩ أكتوبر بل و تخطت إسرائيل يوم ١١ أكتوبر خطوط وقف إطلاق النار قبل إندلاع الحرب يوم ٦ أكتوبر!

و تجدر اﻹشارة كما ذكر المشير الجمسي صفحة ٣٧٧ أن يوم ٩ أكتوبر كانت القوات المصرية تستكمل صد الهجوم المضاد الذي بدأ على الجبهة المصرية يوم ٨ أكتوبر و تُحَقِّق القوات المصرية يوم ٩ أكتوبر المهمة المباشرة على الجبهة المصرية. بل اﻷهم و اﻷخطر من هذا هو ما أقره و إعترف به اﻹسرائيليون أنفسهم و هو أنه بنهاية يوم ١١ أكتوبر و نجاح القوات اﻹسرائيلية في إسترداد الجولان و دخول العمق السوري فقد تم تحويل معظم القوات اﻹسرائيلية للقيام بالعمليات العسكرية على الجبهة المصرية. ففي صفحة ٢١٤ من كتاب التقصير (المحدال - باللغة العبرية-) الذي يعرض فيه مؤرخين إسرائيليون أحداث حرب عيد الغفران:

[منذ ذلك اليوم، ١١ أكتوبر، الذي عبر فيه جنود التشكيل الفولاذي خط وقف القتال، وأخذوا يدمرون المواقع السورية الدفاعية المحصنة، حدث تحول. فقد زال الخطر الذي تهدد دولة إسرائيل من الشمال، وزال الخطر على كيانها. و منذ تلك المرحلة أصبح باﻹمكان نقل مركز ثقل الحرب إلى الجبهة الجنوبية، حيث كانت فرق المدرعات اﻹسرائيلية تنتظر دورها هناك للبدئ بالهجوم المضاد]

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

* مما سبق يتضح أن البعث السوري أدرك أنه يحتاج إلى ٤٨ ساعة فقط للوصول لبحيرة طبريا و لذلك طلب ((قبل)) الحرب من الإتحاد السوفيتي أن يتقدم بقرار بوقف القتال ((بعد)) ٤٨ ساعة من بداية القتال. و طلب من اﻹتحاد السوفيتي أن ينقل لمصر هذا الطلب لكي توافق عليه. و هو ما رفضه السادات و ((تظاهر)) بإنكاره حافظ اﻷسد. و ضل يتظاهر بإنكار طلباته المتكررة بوقف القتال طوال فترة الحرب على الرغم من إفتضاح أمره عن طريق جروميكو و برجنيف بإحتفاظهم بطلبات حافظ اﻷسد بوقف إطلاق النار.

* أنه بعد تدهور الجبهة السورية و إسترجاع إسرائيل للجولان يوم ١٠ أكتوبر فإن الجبهة المصرية أصبحت هي التي عليها العبئ القتالي من قبل القوات اﻹسرائيلية باعتراف الإسرائيليين أنفسهم ، وليس كما كذب البعث السوري على شعب سوريا و العرب أنه هو من واجه معظم القوات اﻹسرائيلية.

* أن تركيز القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية يوم ٩ أكتوبر كان سببه فشل الهجوم المضاد على الجبهة المصرية بحلول يوم ٩ أكتوبر و إدراك القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الجبهة السورية هي التي يجب أن تولى الإهتمام الأكبر ((ﻷن العمق الإسرائيلي أقرب للجبهة السورية منه من الجبهة المصرية)) حيث أن القوات السورية متى ما وصلت إلى بحية طبريا - و هو ما حدث فعلاً بعد ٤٨ ساعة - أصبحت حلى حدود إسرائيل الدولية، لكن القوات المصرية تحتاج لقطع مسافة لا تقل عن حوالي ٢٠٠ كيلو متر مع وقفة أو وقفتين تعبويتين للوصول للحدود الدولية. وهذا ما أكده موشى ديان (( حرفياً بلسانه)) في حديثه الصحفي مع محرري الصحف الإسرائيلية يوم ٩ أكتوبر في مقر وزارة الدفاع، وهو الحديث الصحفي الذي منعت جولدا مائير أن يذاع على الشعب الإسرائيلي حيث كانت معنوياته محطمة. و الحديث الصحفي لموشى ديان يوم ٩ أكتوبر و ما قاله أمام الصحفيين الإسرائيليين عن عدم مقدرت القوات الإسرائيلية صد المصريين و التوجه بالتركيز على الجبهة السورية مذكور في كتاب المحدال (التقصير) الباب الخامس ، وكذلك في مذكرات الجمسي صفحة ٣٦٧. حيث قال ديان بالحرف في هذا الحديث الصحفي:

[أن سوريا هي الجبهة التي يجب أن نوليها إهتمامنا ﻷتها ملاصقة لحدودنا]

* أن قيادة البعث السوري أرسلت للرئيس السادات يوم ١١ أكتوبر مبعوثاً يطلب تنشيط القتال على الجبهة المصرية بعد أن أتمت القوات الإسرائيلية إسترداد الجولان. فما كان أن أمر الرئيس السادات بتطوير الهجوم يوم ١٢ أكتوبر للتخفيف على الجبهة السورية، و نفذ هذا القرار يوم ١٤ أكتوبر بعد مناقشات بين الشاذلي و أحمد إسماعيل حيث أن الشاذلي إعترض عليه ﻷن له مبدأ أن أي جبهة لا تستطيع أن تخفف عن اﻷخرى. و لكن الرئيس السادات تمسك بمبادئه السياسية و لأن الخطة الموضوعة أصلا هي الوصول للمضائق.

* حجة أن تطوير الهجوم للمضائق لا يمكن عمله بشكل صحيح لأن مظلة صواريخ الدفاع الجوي غير متحركة هي حجة واهية و كذب من قبل الشاذلي، و السبب أن القوات المصرية كانت تملك صواريخ دفاع جوي متحرك!!

و الدليل على ذلك:

- ما قاله الجمسي في مذكراته صفحة ٣٨٤ أن لدينا دفاع جوي متحرك.

- و الحديث الصحفي بين هيكل و أحمد إسماعيل المنشور في الأهرام يوم ١٨ نوفمبر ١٩٧٣ و الذي أقر فيه هيكل أن الخطة العسكرية الموضوعة هي الوصول للمضائق (و ليس كما كذب الشاذلي) و كذلك ما أقره المشير أحمد إسماعيل أن لدينا دفاع جوي متحرك.

ولكن المشير الجمسي أشار أن تنفيذ خطة تطوير الهجوم إلى المضائق كانت معيبة من قبل رئيس الأركان الشاذلي (صفحة ٣٨٨) و هو ما نقلته نصاً من مذكرات الجمسي في موضوعي المثبت (إعترافات شارون بهزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣) في باب تاريخ مصر، حيث ذكر المشير الجمسي أن الشاذلي لا يستطيع التملص من المسؤلية في تنفيذ تطوير الهجوم للمضائق ﻷن الخطة الموضوعة قبل الحرب بوقت طويل هي الوصول للمضائق .

و كذلك ذكر المشير الجمسي (صفحة ٣٨٥) أن توقيت تطوير الهجوم كان ليس في صالح القوات المصرية حيث دارت مناقشة بينه و بين المشير أحمد إسماعيل يوم ٩ أكتوبر بتطوير الهجوم في أسرع وقت حيث أن الهجوم المضاد الإسرائيلي على الجبهة المصرية فشل بحلول يوم ٩ أكتوبر، و القوات الإسرائيلية لم تدعم موقفها بعد على الجبهة المصرية و أن القوات الإسرائيلية مشغولة في الهجوم المضاد على سوريا. لكن المشير أحمد إسماعيل رحمه الله كان حذراً جداً و هو ما شرحه المشير الجمسي في مذكراته صفحة ٣٩١ مما جعله يعمل و قفة تعبوية حتى لا يغامر ، ولم يكن سريعاً في إتخاذ قرار تطوير الهجوم. أي أن التنفيذ شابه عيوب (حجة الشاذلي بعدم و جود دفاع جوي متحرك هي حجة كاذبة) و التوقيت لم يكن موفقاً حيث أن معظم القوات الإسرائيلية أصبح مركزاً على الجبهة المصرية (بسبب حذر أحمد إسماعيل). يذكر أن عندما سئل عن السبب الرئيسي لعدم نجاح الهجوم للمضائق حيث قال أن السبب الرئيسي هو تأخر تطوير الهجوم عن الوقت السليم و أن القيادة العامة هي السبب الرئيسي في ذلك. وقال ان محكمة مصرية برأته من المسؤولية بعد سماع شهادات 8 من قادة حرب أكتوبر بينهم المشير الجمسي. (http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=8959&article=175500&feature=)

* أن التخطيط الإستراتيجي للحرب على الجبهة المصرية كان مبنيا باﻷساس منذ زمن طويل على أن الحرب سوف يخوضها الجيش المصري بالتعاون مع سوريا أو بغيرها. و هذا ما أكده هيكل بنفسه عندما طلب منه الرئيس السادات كتابة التوجيه المعنوي الذي أعطى للمشير أحمد إسماعيل يوم ٥ أكتوبر ١٩٧٣، وهذا التوجيه مذكور نصاً في كتاب المشير الجمسي صفحة ٢٧٦ حيث يذكر البند الثاني ما يلي:

[تنفذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية]

و للأسف لم يذكر الكاتب محمد حسنين هيكل هذا البند إطلاقاً عندما قرأ هذا التوجيه المعنوي في حلقة برنامجه (مع هيكل) يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩

(رابط الحلقة: http://aljazeera.net/NR/exeres/DAB8737C-60...A35B2560A3.htm)

عندما إدعى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن تحقيق القوات المصرية ما أنجزته في حرب أكتوبر ١٩٧٣ ما كان أن يتم إلا بالإشتراك مع القوات السورية، وهذا غير صحيح و الدليل هو ما كتبه هيكل(( بخط يده)) في التوجيه المعنوي الذي أعطاه للمشير أحمد إسماعيل في البند الثاني و الذي نقلته لحضراتكم، خصوصاً أن هيكل إعترف في هذه الحلقة أن الرئيس السادات لم يملي عليه أي شيء، و كذلك ((لم يعدل)) الرئيس السادات أي شيء فيما كتبه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في هذا التوجيه المعنوي، و بالتالي هيكل هنا يكذب نفسه بنفسه. و بالتالي لا يستطيع كائناً من كان أن يدعي أن خطة حرب أكتوبر ١٩٧٣ كانت تعتمد على مشاركة البعث السوري في الحرب. بل أن الفريق الشاذلي نفسه قال أنه كان يود أن يدخل الحرب منفرداً دون سوريا. لا أدري كيف لكاتب لامع و كبير بقامة محمد حسنين هيكل يسقط مثل هذه السقطة.

* البعث السوري صور في إتهاماته الدعائية المسمومة لمصر منذ فض الإشتباك الأول و الثاني على الجبهة المصرية أن مصر تنكر المساعدات العربية في حرب أكتوبر ١٩٧٣، و بالطبع هو لم يذكر حجم المساعدات العسكرية التي أرسلت له على وجه السرعة ليخفي فشله العسكري في جبهة الجولان منذ يوم ١٠ أكتوبر. فالجبهة السورية أرسل لها منذ يوم ١٠ أكتوبر كما يفصل المشير الجمسي في مذكراته صفحة ٣٧٨ فرقة مدرعة كاملة من الجيش العراقي منذ يوم ١١ أكتوبر و تبعه لواء مشاة سعودي ، ثم تبعه يوم ١٣ أكتوبر لواء مدرع أردني و الذي كان تدخله حاسماً لوقف الهجوم الإسرائيلي داخل عمق الأراضي السورية متجاوزة خطوط يوم ٦ أكتوبر. و هذا عكس ما صرح به البعث السوري بأن القوات الأردنية لم تدخل المعركة! أما عن المساعدات العسكرية على الجبهة المصرية فهي كانت أساساً ٣٠٠٠ جندي مشاة جزائري (وصلت بعد أسبوعين من القتال) و ١٦ طائرة سوخوي ليبية بدون طيار، و كتيبة مشاة سودانية (كان فيها رئيس السودان الحالي عمر البشير)، و كتيبة مشاة كويتية. صحيح أن كل هذه القوات لم تشارك في أي قتال ((داخل سيناء)) و هذا طبيعي ﻷن الأمر ببدئ القتال أصدر للقوات المصرية فقط للحفاظ على السرية. و لكن الشيء الهام الذي يجب ذكره هو أن القوات الجزائرية و قوامها ٣٠٠٠ جندي التي وصلت بعد بدئ القتال بأسبوعين هي "القوات الوحيدة" التي شاركت في ((قتال حقيقي)) مع القوات المصرية حيث دخلت هذه القوات مع الفرقة الرابعة بقيادة العميد عبدالعزيز قابيل في قتال مع القوات الإسرائيلية في الأدبية و السويس. وهذا ذكره العميد قابيل قائد الفرقة الرابعة و الكتاب الرائع للمؤرخ العسكري جمال حماد (معارك العاشر من رمضان)، وهذا الكتاب رائع جداً لمن أراد معرفة ((التفاصيل العسكرية)) لمعارك حرب أكتوبر ١٩٧٣ و التي تبلغ ٥٠ معركة و حجم القوات المشاركة في كل معركة.

لكن تجدر الإشارة أن المساعدة الأبرز في حرب أكتوبر ١٩٧٣ و التي كانت ((بالغة اﻷثر)) كما ذكر إسماعيل فهمي و الجمسي هو حظر البترول (الملك فيصل و الشيخ الزايد - رحمهما الله - لعبا دور رئيسي) و المساعدة المالية الفورية من الرئيس الراحل بومدين (٢٠٠ مليون جنيه إسترليني) لشراء معدات عسكرية قطع الغيار.

أما عن المساعدات ((العسكرية القتالية)) المؤثرة في حرب أكتوبر ١٩٧٣ في جبهات القتال و التي ((شاركت فعلياً)) في القتال فكانت على الجبهة السورية متمثلاً في الفرقة الثالثة المدرعة العراقية، لواء مدرع أردني، و لواء مشاة سعودي حيث وصلت هذه القوات يوم ١٢ أكتوبر بعد نجاح الهجوم الإسرائيلي المضاد في الجولان يوم ٩ أكتوبر و إسترداد إسرائيل للجولان.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

- وهذا التدخل العسكري العربي أخفاه البعث السوري إعلامياً و راح يدعي أن المساعدات العسكرية كانت معظمها لمصر، و هذا تزوير للحقائق و للمداراة على الفشل العسكري للبعث السوري في حرب أكتوبر ١٩٧٣ أمام الشعب السوري. ﻷن كل المساعدات العسكرية القتالية كما نقلت تفاصيلها من مذكرات الجمسي ذهبت للجبهة السورية التي تعاني من التدهور منذ يوم ١٠ أكتوبر لإنقاذ الوضع هناك. و إدعى البعث السوري أن معظم القوات الإسرائيلية كانت في جبهة الجولان و هذا كذب و زور و بهتان. الفريق الشاذلي في شهادته و كذلك المشير الجمسي في مذكراته قالا أن عند بداية الحرب فإن الجبهة المصرية أمامها ٨ ألوية إسرائيلية بينما الجبهة السورية كان أمامها ٤ ألوية مدرعة، وبنهاية الحرب كان في منطقة الثغرة التي حوصر فيها شارون بالقوات المصرية ٥ ألوية مدرعة هذا عدا الألوية الموجودة في سيناء أمام القوات المصرية.

- هذا بالإضافة للإدعاء الباطل للبعث السوري بأن إسرائيل لم تستطع أن تسترد الجولان أثناء حرب أكتوبر لأن مصر أوقفت القتال. و هو إفتراء و تزوير ﻷن قيادة البعث السوري أخفت عن الشعب السوري متى إستردت إسرائيل الجولان و هو يوم ١٠ أكتوبر، حيث بدأ الهجوم المضاد الإسرائيلي في الجولان يوم ٩ أكتوبر بينما كانت مصر تثبت خطوطها يوم ٩ أكتوبر بعد صد الهجوم المضاد الإسرائيلي في جبهة سيناء الذي بدأ يوم ٨ أكتوبر. و أن الهجوم المضاد الإسرائيلي على الجولان بدأ بعد إدراك القيادة العسكرية الإسرائيل فشلها في سيناء يوم ٩ أكتوبر أن جبهة الجولان هي الجبهة الملاصقة لها و يجب أن توليها الإهتمام.

- و أخفت قيادة البعث السوري عن الشعب السوري حقيقة ((المبدأ العسكري)) الذي إتفق عليه قبل الدخول للحرب بوقت طويل في مجلس الدفاع العربي المشترك عام ١٩٧١ و هو أنه لا تستطيع أي من الجبهتين التخفيف على الجبهة الأخرى.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

سابعاً: هل إنتصرت مصر في حرب السويس ١٩٥٦؟

مع اﻷسف الشديد و الذي يدمي القلب و العقل - وهو اﻷهم و الأكثر تأثيراً - أن هناك من يشكك في أن الرئيس جمال عبد الناصر و مصر ( و مصر هنا هي اﻷهم ﻷن أي إنتصار سياسي يتحقق هو لمصرنا الغالية في النهاية) إنتصرت في معركة العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦. لن أفصل شيئاً سوى أنني سأذكر ما إعترف به ساسة بريطانيا و أمريكا معاً من أن مصر و الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله قد خرج منتصراً سياسياً من هذه المعركة.

و هذا ما يؤكده Joel Gordon في كتابه (Nasser's Blessed Movement: Egypt's Free Officers and the July Revolution) و هو أبرز الخبراء البريطانيين لشئون الشرق الأوسط ، وكذلك ما ذكره Robert Dreyfuss في كتابه الرائع جداً (لعبة الشيطان Devil's Game) حيث (يوثق) المؤلفان باﻷدلة كيف أن الساسة الأمريكيين و البريطانيين أدركوا أن جمال عبد الناصر قد إنتصر سياسياً في معركته في عام ١٩٥٦ ﻷنه إستطاع أن يلعب على التناقضات السياسية بين القوتين العظميين.

فلا يضير جمال عبد الناصر الإنذار السوفيتي بالتدخل و الذي نتج عنه إنذار أمريكي لإسرائيل و فرنسا و بريطانيا الذي أوقف العمليات العسكرية، ﻷنه في النهاية إستطاع جمال عبد الناصر اللعب على التناقضات السياسية للمكسب الإستراتيجي الذي أراده وهما : تأميم القناة و كسر إحتكار صفقات السلاح في المنطقة مما يضعف التواجد اﻷجنبي في المنطقة العربية (كمثال خروج فرنسا من مستعمراتها كالجزائر).

ولنا عبرة في قيادات سياسية لم تحسب سياساتها جيداً مما أدى لهزيمتها، من أمثلة ذلك ما قام به صدام حسين من إجتياح للكويت. و قد إعترف عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي في مقاله المنشور بنفس الجريدة يوم ١ مايو ٢٠٠٩ عدد ٦١٩١ أن صدام حسين كان يهدف من إحتلال الكويت أن يطلب من الولايات المتحدة اﻷمريكية بأن تضغط على إسرائيل للإنسحاب من الضفة و غزة مقابل إنسحاب صدام حسين من الكويت و عدم تهديده آبار نفط الخليج التي يعتمد عليها إقتصاد أمريكا!!!! ﻷن صدام حسين ظن أن القوى العالمية الأخرى - الإتحاد السوفيتي و الصين و فرنسا و ألمانيا - سوف تقف معه ضد الولايات المتحدة. وهذا طبعاً كان هراء و غباء سياسي. و كلنا رأينا النهاية المأساوية للعراق بسبب سياسة صدام حسين الخرقاء.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

ثامناً: حقيقة إدعاء مايلز كوبلاند ضابط المخابرات الأمريكية في كتابه (لعبة اﻷمم) أن المخابرات الأمريكية كانت على إتصال بجمال عبد الناصر قبل الثورة و أنها ساعدته و تنظيم الضباط اﻷحرار لعمل ثورة ٢٣ يوليو.

إدعاء مايلز كوبلاند ملفق و غير صحيح، فالكاتب Joel Gordon في كتابه (Nasser's Blessed Movement: Egypt's Free Officers and the July Revolution) و الكاتب Robert Dreyfuss في كتابه الرائع (لعبة الشيطان Devil's Game) يؤكدون أنه لا دليل على ذلك. لكن اﻷدلة الموثقة و التي يعرضها Joel Gordon:

- أن المخابرات البريطانية و اﻷمريكية كانت تعلم بوجود تمرد بالجيش المصري في بداية ١٩٥٠ و هو ما عززه إنتخابات نادي الضباط و التي أيد فاز بها تجمع الضباط الأحرار بالإنتخابات و تعيين محمد نجيب رئيساً

- أن القوات البريطانية في القناة ((لم يكن لها أي نية للتدخل)) للقضاء على الثورة و السبب أن البريطانيين علموا بعلاقات الملك فاروق بالألمان و الإيطاليين أثناء الحرب العالمية و إتفاقه معهم على إعطاء مصر إستقلالها بعد هزيمة بريطانيا في الصحراء الغربية. وهذا الذي جعل البريطانيين يودون الخلاص من فاروق.

- أن أول إتصال بين بريطانيا و الضباط الأحرار كان بين سفير بريطانيا رالف ستيفنسون و محمد نجيب و السادات و جمال سالم يوم ٢٩ يوليو ١٩٥٢ و أكد لهم أن بريطانيا ليس لديها أية نية التدخل (صفحة ١٨٦)

- أن أول إتصال بين الضباط اﻷحرار و أمريكا لم يكن قبل الثورة، وأنه لا يوجد ما يؤيد ذلك من الوثائق السرية في المخابرات الأمريكية عن تلك الفترة أن هناك إتصالات حدثت بين المخابرات اﻷمريكية و الضباط اﻷحرار كما إدعى مايلز كوبلاند أن كيرميت روزفيلت تقابل مع الضباط اﻷحرار قبل الثورة. لكن الموثق بواسطة Joel Gordon (صفحة ١٨٨) هو أن أول محادثات بين الضباط اﻷحرار أمريكا كان يوم ٢٣ يوليو ١٩٥٢ عندما أوفد الضباط اﻷحرار صبيحة الثورة إثنين من ضباط القوات الجوية هما على صبري و عبد المنعم النجار لإبلاغ السفارة الأمريكية بأن الضباط اﻷحرار إستولوا على مركز القيادة العام و كان إتصالهما مع مساعد الملحق الجوي الكولونيل ديفيد إيفانز و الذي أصبح بمثابة الحامل اﻷساسي للمعلومات من نخبة ضباط الثورة و السفارة اﻷمريكية.

- أن الولايات المتحدة كانت تسعى لكسب ثقة الضباط اﻷحرار بأن تكون هي وسيط بينهم و بين بريطانيا للضغط على بريطانيا لتحقق للضباط اﻷحرار جلاء القوات البريطانية حتى يتم تسويق جلاء القوات البريطانية داخلياً ليستطيع الضباط الأحرار تثبيت حكمهم داخلياً في مقابل إنتقادات القوى المعارضة للحكم العسكري للضباط اﻷحرار و مطالباتهم بالعودة للثكنات و عدم تعطيل الحياة البرلمانية.

يقول Joel Gordon ((بصراحة)) في نهاية الفصل التاسع بعنوان (هل كان للولايات المتحدة و بريطانيا دور في حركة يوليو) صفحة ١٩٦ من كتابه ما أنقله نصاً حتى نفهم كيف تعمل السياسة الأمريكية بخبث و دهاء:

[إن الولايات المتحدة في الفترة السابقة على ٢٣ يوليو راقبت إنهيار النظام المصري القديم عن بعد، بيد أنها بعد أن صدقت بثورة لا مفر منها، تحركت بسرعة لعمل روابط مع نخبة الثورة، التي بدورها أظهرت أنها ((ستقدم أكثر من القصر و البشوات)). فماذا عسى الولايات المتحدة أن تفعل بين البريطانيين وبين المصريين و ما صنعوه أنهم أعطوا الضباط الخبرة الفنية بصورة أكثر من التأييد المعنوي في الفترة التي كانوا يواجهون فيها المستقبل بأهداف مخلخلة و طموحات غير مؤكدة و قد ((دعم)) ذلك من عنصر الثقة لديهم و كما كان أثر ذلك ملموس على رغبتهم في السيطرة الواسعة على العملية السياسية و في نفس الوقت التحرك نحو أرضية ثابتة وسط محادثات قاعدة السويس]

أي أن الولايات المتحدة أيدت حكم الضباط اﻷحرار العسكري في بداية الثورة. ويذكر Joel Gordon في الفصل التاسع أن الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق سفارتها في القاهرة كانت تعلم بنية الضباط الأحرار إلغاء الدستور و تأسيس هيئة التحرير لتحل محل الأحزاب و تعطيل الحياة البرلمانية (صفحة ١٩٢)، وأن كرميت روزفلت ضابط المخابرات زار مصر خريف ١٩٥٢ و أوفدت المخابرات المركزية اﻷمريكية معلمين لتدريب ضباط المخابرات المصرية (صفحة ١٩٢). ليس ذلك و حسب بل علمت بريطانيا و أمريكا بخطط قانون الإصلاح الزراعي للضباط اﻷحرار ولم تعارضه أمريكا و بريطانيا على الرغم من علمهم بسلبياته على الزراعة في مصر و لن يستفيد الفلاح منه شيئاً (صفحة ١٩٠). و أن أمريكا و بريطانيا كانو مجمعين على التخلص من الوفد مع تصاعد الوضع العسكري في منطقة القناة في أكتوبر عام ١٩٥١ (صفحة ١٨٧) و هذا دليل أنه على الرغم من وجود بعض الفساد في الجوقة السياسية قبل الثورة إلاّ أن الوطنية المصرية كانت متأصلة فيهم و أرادت أمريكا و بريطانيا إزاحة الوفد،و بالتالي كانت الثورة في مصلحة أمريكا و بريطانيا. بل أن أمريكا و بريطانيا قامت بتحريض الضباط اﻷحرار على إلغاء الحياة البرلمانية و تخريب الزراعة بقانون الإصلاح الزراعي (صفحة ١٩٢).

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

إن Joel Gordon ينقل رسالة ((كاشفة)) عما رأته الولايات المتحدة من مصلحة في حكم الضباط اﻷحرار حيث يقول السفير اﻷمريكي في رسالته للخارجية الأمريكية بعد ثمانية أسابيع من الثورة (صفحة ١٩١):

[ إن لدينا مهمة أساسية في التعامل الدبلوماسي، إذا كان لا بد أن تفهم كل الإقتراحات التي تبديها الحكومات الغربية بكل جدية، يتم تقييمها بصورة مناسبة من قبل هؤلاء الضباط فيجب التعامل معهم ((كساسة تحت التمرين)) ليس لديهم فكرة عن حل المشاكل التي يريدون حلها].

و يضيف Joel Gordon صفحة ١٩٤ بعد تنحية محمد نجيب عام ١٩٥٤:

[ و بحلول منتصف مايو قرر سفير الولايات المتحدة في لندن أن نجاح ناصر الواضح في تثبيت مكانته و حفظ النظام يمثل "عطية" لصانعي السياسة البريطانية و أضاف أن مقدرة ناصر على إشاعة الإستقرار الداخلي له أهمية سياسية عظيمة في إرساء إتفاقية. ونظراً لتعبير كل الأطراف عن إهتمامها الجاد من ناحية و عدم وجود أي عوائق سياسية في اﻷفق من ناحية أخرى، إكتسب التقدم بإزاء إتفاقية زخماً إضافياً و في أوائل يونية أخبر ناصر كرميت روزفلت أنه يريد إتفاقية بحلول ٢٣ يولية. و خلال أسبوع تعشى ناصر و عامر و زكريا محيي الدين مع السفير البريطاني و عدد من مسئولي السفارة في بيت تريفود إيفانز وفي أواخر يونيو أبلغ كيفري - سفير أمريكا بالقاهرة - واشنطن " لازلت على إتصال بالمصريين لعقد إتفاقية مع البريطانيين لكنهم أصبحوا أكثر جموحاً "].

و يضيف Joel Gordon في نفس الفصل أن العلاقات الأمريكية مع ناصر تدهورت بعد أن ضغطت أمريكا و بريطانيا على ناصر للدخول في معاهدة دفاع إقليمي (حلف بغداد) ﻷخذ المقابل السياسي على مساعدته في جلاء القوات البريطانية، حيث عارض ناصر ذلك المقابل، مما أدى لمعاداة أمريكا لسياساته و لرفضها تمويل السد العالي اﻷمر الذي أدى لتوجه ناصر للحظيرة السوفيتية و غض أمريكا الطرف في بداية خطط فرنسا و بريطانيا و إسرائيل لتأديب ناصر. ثم التآمر على مصر مع إسرائيل

و خلاصة القول أن الضباط الأحرار و الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله لم يتصلوا بأمريكا قبل ثورة ١٩٥٢، و إنما كانت المخابرات الأمريكية و البريطانية على علم بما يحدث من تمرد داخل الجيش و الفساد السياسي داخل الجوقة السياسية في القصر، حيث تركت هذا التمرد ينمو و يتعاظم ﻷن كلاً من أمريكا و بريطانيا كانوا مشتركين في كرههم للوفد من جهة باعتباره المحرك الرئيسي للعمليات ضد الإنجليز في القناة، ولكرههم للملك فاروق من جهة أخرى بسبب إكتشافهم لتعاونه مع الإيطاليين و الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية لتهزم بريطانيا في مقابل خروج الإنجليز من مصر (حيث كان الملك فاروق يستخدم الحرس الحديدي لعمل إتصالاته بالإيطاليين و الألمان و كان منهم الرئيس السادات رحمه الله). و أن الولايات المتحدة قامت بتأكيد الضباط الأحرار أنها ستدعم سلطتهم و شجعتهم على حل البرلمان و الدستور (لاحظ أن أمريكا هنا تقذف بعرض الحائط الديمقراطية في سبيل تحقيق مكاسبها السياسية) ، و عمل هيئة التحرير لتكون الواجهة الشرعية السياسية لنظام الضباط الأحرار و ما حدث من إنبثاق الحزب الإشتراكي و قوى الشعب العامل!!!!!!!. بل و ضغطت أمريكا على بريطانيا للجلاء من مصر لتقوية موقف الضباط سياسياً في الداخل و لترث أمريكا المنطقة من بريطانيا، و أيدت أمريكا قرار الإصلاح الزراعي للضباط الأحرار في وجه من عارضوا الضباط في مثل هذا القرار على الرغم من أن هذا القرار سوف يكون له أثر خطير و سيء على الزراعة في مصر [ملاحظة: يذكر Joel Gordon في كتابه كيف عارض بشدة فؤاد سراج الدين قرار الإصلاح الزراعي و قال أن كلاً من الفلاح و أصحاب الأراضي سيضاروا من هذا القرار و الخاسر هو الزراعة في مصر، وأن أمريكا كانت على علم بسلبيات قرار الإصلاح الزراعي و لكنها شجعت الضباط الأحرار على إتخاذهم هذا القرار!!!!!! ]، وتشجيع أمريكا إمساك الضباط الأحرار بالسلطة على الرغم من معرفة أمريكا أن هؤلاء الضباط هم ساسة تحت التمرين (بحسب تعبير السفير الأمريكي كيفري) وبالتالي سيخربوا القواعد الراسخة للحياة السياسية و الإقتصادية في مصر بسبب قرارتهم السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية الخاطئة، و هو ما حدث بالفعل، حيث كانت مصر منارة التعليم و الثقافة بل و الإقتصاد في المنطقة. و الذي يعترض فليقرأ كتاب Joel Gordon و كتاب Robert Dreyfuss و ليسأل نفسه اﻵتي:

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

* في أي عهد تأسست الهياكل التعليمية التي تعلم فيها كل من نجيب محفوظ، و لويس عوض، ميلاد حنا، طه حسين، عبد الرحمن الأبنودي، أحمد زويل، يحيى الجمل، و فاروق جويدة، إحسان عبد القدوس، محمد التابعي، مصطفى و على أمين، عمرو موسى، ملكة أسبانيا الحالية صوفيا، مصطفى مشرفة، الملك حسين، السنهوري الملقب بأبو الدساتير، مجدي يعقوب، مصطفى الفقي، محمود فوزي، محمود رياض، أنيس منصور، مصطفى مشرفة، مصطفى محمود، محمد صدقي سليمان (باني السد العالي)، عزيز صدقي، عبد العزيز حجازي، عمرو موسى، فاروق الباز و أخيه أسامة الباز!!!!!!!!!!!!!!!!!

وكل هذه الأسماء من طبقات مختلفة حتى أدحض أي شخص يقول لي بأن التعليم في مصر في العهد الملكي كان للأغنياء فقط!!! فلينظروا للأسماء السابقة فمعظمهم تعلم في مدارس في "محافظات مصر" في العهد الملكي و من أسر متوسطة أو فقيرة. بل أن نظام الثورة ورثت هياكل تعليمية جيدة و كل المثقفين المصريين في الخمسينات و الستينات هم نتاج الهياكل التعليمية التي أسست في العهد الملكي.

* كيف كان إقتصاد مصر في العهد الملكي عندما إستلم الحكم الضباط الأحرار؟ و أين وصل الإقتصاد المصري بسبب سياسات الضباط الأحرار الخرقاء من إصلاح زراعي و تأميم الإقتصاد الذي قضى تماماً على الإقتصاد الوطني الصناعي لصفوة الإقتصاديين النزيهين القائم على نزاهة العمل و مكافأة المجيدين المبتكرين في عملهم، حيث تم القضاء على هذا بالقطاع العام الذي يوفر أي مكافأة و التأمين الوظيفي مما الإحساس بقيمة العمل لدى قطاع عريض من الموظفين و ظهور البطالة المقنعة بمرور الزمن

كيف كان الإقتصاد المصري (( قبل)) النكسة عام ١٩٦٧؟

و حتي لا يقول لي أي شخص أن الإقتصاد المصري إنهار بسبب حرب ١٩٦٧ يقول المشير الجمسي في مذكراته (صفحة ٦٦) أن مصر دخلت حرب يونيو ١٩٦٧ و كانت ميزانية القوات المسلحة مستنزفة بسبب حرب اليمن التي إستمرت خمس سنوات دون حسم حيث كان لمصر في اليمن ((ثلث)) حجم القوات المسلحة العاملة و جزء من القوات البحرية و الجوية. و بسبب ذلك تم ضغط مصروفات ميزانية الدولة بما فيها ميزانية القوات المسلحة إعتباراً من مارس ١٩٦٧، مما نتج عنه قبل يوم ١٤ يونيو ١٩٦٧ النقص في مرتبات القوات المسلحة بنسبة ٣٧% للضباط و ٣٠% بالنسبة للرتب الأخرى، و كذلك نقص في الأسلحة الصغيرة بنسبة ٣٠%، والمدفعية بنسبة ٢٤% ، و دبابات التعاون الوثيق بنسبة ٤٥% ، و الحملة الميكانيكية بنسبة ٤٠ - ٧٠% !!!!!

ماذا يعني ما قاله المسير الجمسي؟

إنه يعني بكل بساطة أن الإقتصاد المصري كان مفلساً قبل حرب ١٩٦٧. و بحسابات بسيطة أيها السيدات و السادة نجد أن الضباط الأحرار إستلموا الحكم و كان الإقتصاد المصري قوي حيث كانت عملة الدولة تساوي إثنان و نصف دولار أمريكي عام ١٩٥٢ و كانت مصر دولة دائنة و ليست مدينة (كانت مصر دائنة لبريطانيا بنهاية الحرب العالمية الثانية عام بمبلغ أربعمائة ألف جنيه إسترليني بمقادير عام ١٩٤٥). و بعد ١٥ سنة (١٩٥٢ - مايو ١٩٦٧) من السلطة كان الضباط الأحرار قد أفلسوا مصر بسياساتهم الغبية ("ساسة تحت التمرين" كما وصفهم "كفري" سفير أمريكا بالقاهرة)، و لسخرية الأقدار كانت إسرائيل و أمريكا - اللتان كانتا تعلمان عن الوضع الإقتصادي المفلس لمصر بحلول عام ١٩٦٧ - تعدان لضربة قاصمة لمصر تخرج منهارمصر منهكة و مثخنة بالجراح لفترة طويلة.

* و أخيراً تجدر الإشارة أن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد إستخدم المال السياسي لحشد هيئة التحرير (عمال و فلاحين) لمواجهة مطالبة القوى المعارضة في مظاهرات ٢٨ فبراير ١٩٥٤ برأس ناصر و المطالبة بعودة الحياة البرلمانية و إلغاء الأحكام العسكرية التي فرضها مجلس قيادة الثورة بعد أن حل الدستور، و كذلك إتفق ناصر مع الإخوان أن يقفوا على الحياد بعد مظاهرات ٢٨ فبراير ١٩٥٤ بخصوص شرعية الأحزاب. فيقول Joel Gordon في كتابه صفحة ١٥١ ما حدث بعد مظاهرات ٢٨ فبراير ١٩٥٤:

[ وفي ٢٥ مارس أمر مجلس قيادة الثورة بإطلاق سراح الهضيبي، و كل أعضاء مجلس الإرشاد و حوالي ٢٢٠ من الإخوان. و بعد أن تناول العشاء مع الهضيبي تلقى الأخير وعداً من ناصر بإصلاح الوضع القانوني للحركة. و في المقابل وقف الهضيبي موقفاً مبهماً تجاه شرعية الأحزاب السياسية. و على هذا الأساس تم إطلاق سراح ٣٠٠ آخرين من الإخوان، و لذا لوحظ بوضوح غياب الإخوان في معارك ٢٦-٢٨ مارس].

و يكمل Joel Gordon فيقول:

[ و قد أثبتت هيئة التحرير أخيراً ﻷنها ذات قيمة. حيث إقترح الضباط القائمون عليها دعوة قواتهم إلى الشوارع، و إرتضى ناصر ذلك بإعتبارها فرصة لتوظيف عدم النظام لمصلحته. و لمدة يومين ٢٦ و ٢٧ مارس حدثت المعمعة (الحشود المتزامنة)، و في ٢٨ مارس إتسعت دائرة التآلب و العنف البوليسي و نجحت القوات الموالية للنظام في تخويف المعارضة و إجبار مجلس قيادة الثورة في الإستجابة للصيحات المرتفعة المنادية ببقائه في قيادة الدولة. وقد شجع ممثلو مجلس قيادة الثورة الجماهير التي إجتمعت خارج مركز المجلس بالهتاف (لا أحزاب سياسية و لا ديمقراطية)، (تحيا الثورة) ، (لا تتركنا يا جمال)، (إلى الأمام يا جمال...إلى القنال)، و قد بارك البوليس رشق مبنى (جريدة المصري) بالحجارة و الزجاجات. كما أن تحركاً نظمه البوليس الحربي هاجم مجلس الدولة و رئيسه السنهوري، و ربما مثل وصول صلاح سالم في الوقت المناسب حاملاً طبنجة في يده إنقاذاً لحياة السنهوري ذاتها. وإصطحب ذلك إضراب عام أعلنه زعماء إتحاد التجارة في ٢٧ مارس، وقام أحمد الصاوي زعيم عمال النقل بالتخطيط و تنظيم إضراب بالتعاون مع القائمين على إتحادات التبغ و البترول، وبدا واضحاً إقتراب الصاوي من إبراهيم الطحاوي الذي نقل الفكرة إلى ناصر، وبدوره وافق ناصر مع تحفظه بأن مجلس قيادة الثورة لن يقوم رسمياً بتنظيم الإضراب. إنهم رفعوا مطلب الإضراب العام لإجبار مجلس قيادة الثورة على فض قراره بعودة الأحزاب السياسية و الإنسحاب من الحياة العامة. و فيما بعد تباهى ناصربأنه إشترى الطبقة العاملة ب ٤٠٠٠ جنيه، وفي الحقيقة فإن ما إشتراه ناصر كان هو صمود العمال مع النظام.]

أعتقد هذه الفقرة من كتاب Joel Gordon فيها الكثير، فمن بداية التأليب بين طبقات المجتمع لعمل الحقد الطبقي بين الناس و إعتماد أسلوب التوجيه للجماهير ((الغير واعية بأي ثقافة تذكر)) ، و تسليم مصر إجتماعياً و ثقافياً و سياسياً ﻷناس أقل ما يوصفوا بأنهم غوغاء، كل هذا أدى إلى بداية ثقافة التزلف و الفهلوة و قلة الضمير. وكل ذلك بطبيعة الحال يأخذ وقته ليتغلغل حتى يصيب قلب و عقل المجتمع.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

تاسعا: حقيقة تعاون أمريكا و بريطانيا مع الإخوان ضد جمال عبد الناصر

يقدم الكاتب الصحفي Robert Dreyfuss المتخصص في شئون المخابرات المركزية الأمريكية و تعاملاتها مع الحركات الأصولية في مختلف أرجاء العالم في كتابه (لعبة الشيطان Devil s Game,How the united states helped unleash fundamentalist Islam) وثائق و حقائق مذهلة عن التعاون الوثيق بين المخابرات المركزية الأمريكية و الإخوان المسلمين. يقول الكاتب:

[فى عام 1954 بدأ إيدن يطلب رأس عبدالناصر ولذلك قرر جهاز المخابرات البريطانية الخارجى ام. آي6 القيام بمحاولة لاغتيال عبدالناصر وقام مدير هذا الجهاز فى ذلك جورج يونج بإرسال تليجراف عاجل إلى آلان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من خلال مدير محطتها فى لندن جيمس ايجلبيرجر وطالب فيه بكل صراحة بالتعاون لاغتيال عبدالناصر مستخدما عبارة تصفية وقال إيدن فى ذلك الوقت لا أريد سماع كلام فارغ عن عزل ناصر أريد قتله هل تفهمون. ومنذ بداية 1954 بدأت الاضطرابات تجتاح القاهرة و التوتر الشديد يسود العلاقة بين ناصر من جهة ومحمد نجيب والإخوان المسلمين من جهة ولم تكن أصابع المخابرات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية بعيدة عن ذلك. كانت المخابرات الأمريكية والبريطانية تسجل جميع تحريات الإخوان وعلى علم واتصال بقيادتهم. وكما يقول روبرت باير مدير العمليات الخارجية السابق فى وكالة المخابرات الأمريكية قررت الوكالة الانضمام للمخابرات البريطانية فى اللجوء لفكرة استخدام الإخوان المسلمين فى مواجهة عبدالناصر.

وهكذا قامت أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية بإعداد فرق الاغتيالات فى الإخوان وذلك بالتعاون مع منظمة فدائيى الإسلام الإيرانية التى لعبت الدور الرئيسى فى إسقاط محمد مصدق رئيس وزراء إيران.

وقد قام وفد من جماعة فدائيى الإسلام بزيارة القاهرة فعلا فى 1954 لتنسيق التعاون مع الإخوان، وكان هذا الوفد بقيادة زعيمهم ناواب سفافاى و زاروا القاهرة فى يناير 1954 وهو التاريخ الذى بدأ فيه التوتر يدب بين ناصر والإخوان.

لم يكن عبدالناصر يتصور أن الإخوان سيصل بهم الحال للتنسيق لاغتياله وأن يكونوا مخلب قط لأجهزة مخابراتية عالمية ولذلك لم يلتفت إليهم وكان مشغولا بصراعه ضد نجيب طوال شهري فبراير ومارس 1954، ولكن فى أبريل قدم عبدالناصر أول مجموعة من قيادات الإخوان للمحاكمة وتصاعدت المواجهة معهم ووصل الحال فى شهر سبتمبر 1954 بمنع سعيد رمضان و 5 من زملائه من السفر لسوريا لتعبئة أفرعهم فى السودان وسوريا والعراق والأردن ضد عبدالناصر، ثم جاء يوم 26 أكتوبر ليشهد محاولة اغتيال عبدالناصر من قبل أحد أعضاء الإخوان ولم يكن التدبير بعيدا عن أيدى المخابرات البريطانية وعن علم المخابرات الأمريكية فقد كانت هناك لقاءات متوالية لهم مع الإخوان وكانت التعليمات من إيدن ومن البيت الأبيض ايزنهاور أن يتم الأمر دون أن يكون هناك أى أثر على تورط بريطانى أمريكى فى تلك العملية التى استهدفت رأس عبدالناصر حسبما طلب إيدن شخصيا]

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

إلا أن المخابرات البريطانية والأمريكية لم يهدءا بعد فشل محاولة الاغتيال فقررا اللجوء لأساليب أخري. إلاّ أن المواجهة العلنية جاءت فى حرب 1956 ويقول مؤلف كتاب لعبة الشيطان:

[ إن بريطانيا وفرنسا وإسرائيل فى عدوانهم الثلاثى كان تصورهم أنه بعد الإطاحة بعبدالناصر سيكون البديل هو نظام يقف على رأسه محمد نجيب ويسانده الإخوان المسلمون وقد حاولوا فعلا الاتصال بالكولونيل نجيب. كما قامت المخابرات البريطانية من خلال ضباطها "نيل ماكلين" و "جوليان آمرى" بتنظيم حركة معارضة لعبدالناصر فى جنوب فرنسا و فى سويسرا. بل طلبوا من "نورمان داربشاير" مدير محطة المخابرات البريطانية فى جنيف فتح اتصال مع أعضاء جماعة الإخوان المسملين الفارين إلى سويسرا بقيادة سعيد رمضان وكان المطلوب منهم الاستعداد للوقوف بجوار محمد نجيب بعد تمكينه من السلطة بعد الإطاحة بعبدالناصر والبدء بسرعة فى تشكيل حكومة فى المنفى من أجل هذا الغرض، ولكن الكل يعرف ما حدث فقد فشل العدوان بعد أن أدانته الولايات المتحدة التى خافت من أن يحصد السوفيت مكاسب من وراء هذا العدوان علاوة على رغبة الرئيس ايزنهاور فى فتح صفحة جديدة مع عبدالناصر، إلا أن هذه الصفحة سرعان ما انطوت لأن الإخوان دالاس وزير الخاجية جون فوستر دالاس وأخاه مدير وكالة المخابرات الآن دالاس قررا العودة لنفس أساليبهما القديمة فى مواجهة عبدالناصر والقومية العربية]

تجدر الإشارة أن سعيد رمضان - صهر حسن البنا - الذي كان يعيش في سويسرا منذ عام ١٩٥٥ هو والد طارق سعيد رمضان الذي يقيم في سويسرا و إنتقل الشهر الفاءت للإقامة في أمريكا. إنها لمفارقة كبيرة أن سعيد رمضان يتعاون مع المخابرات الأمريكية ضد جمال عبد الناصر (أو ضد مصر في واقع الأمر) و كذلك إبنه طارق يكرر ما فعله والده - إبن الوز عوام - بتعاونه مع إدارة جورج بوش الإبن اليمينية المتصهينة ضد الرئيس مبارك ( أو ضد مصر في الواقع). فمن المعروف فالعلاقات الحالية مع أمريكا كانت عن طريق طارق رمضان في جنيف كما إعترف بذلك دكتور عبد المنعم أبو الفتوح في حديثه مع المؤسسة الإخبارية swissinfo يوم ١٢ إبريل ٢٠٠٩

الرابط : #http://www.swissinfo.org/ara/front.html?siteSect=105&sid=10533293&cKey=1239533277000&ty=st

بل و ان هذه اللقاءات كان أهمها ما حدث في مصر في منزل السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني يوم ٥ إبريل ٢٠٠٧ مع محمد سعد الكتاتني وحضرها "ستينس هوير" رئيس كتلة الأغلبية. الغريب أن الكتاتني ما فتئ ينفي هذه المقابلات و هو الذي صرح لموقع الإخوان يوم ١٢ إبريل ٢٠٠٧ أن هذا اللقاء تم بحضور عدد من نواب الكونجرس الأمريكي، حيث نقلت هذا التصريح جريدة New York sun الأمريكية الذائعة الصيت.

الرابط: http://www.nysun.com/foreign/dancing-with-...otherhood/52777

المدهش أن المتحدث الرسمي للإخوان حمدي حسن صرح بعد المقابلة لوكالة الأسوشيتد برس و نقلته صحيفة نيويورك صن "أن هذه المقابلة قد نوقش فيها البرنامج الفكري للإخوان"!!!!!!!!!!!!!!!!!

و هناك أدلة على صحة تصريح حمدي حسن حيث أن عصام العريان - الممثل السياسي - فاجأنا بتصريحاته بعد هذه مقابلات أن الصلح مع إسرائيل جائز شرعاً و أن الإخوان إن وصلوا للسلطة فسوف يحترموا إتفاقية كامب ديفيد.

رابط تصريح عصام العريان كما نقلته في أحد الموضوعات: http://www.egyptiantalks.org/invb/?showtopic=75481

هذا طبعاً غير إعتراف عصام العريان في مقاله بعنوان (الإخوان المسلمون والإدارة الأمريكية الجديدة.. هل من جديد؟) بجريدة الحياة اللندنية يوم ١ مارس ٢٠٠٩ بأن الإخوان تعاونوا مع الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش (وهي الإدارة اليمينية المتصهينة) بإستخدام قضايا حقوق الإنسان و الديمقراطية للضغط على الإدارة المصرية. و من المعروف أن إدارة جورج بوش الإبن كانت تضغط على دور مصر إقليمياً و سياسياً (و للأسف كان بمشاركة دول عربية)

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

الغريب أن الإخوان يعيبون على الدول العربية إنسياقها لما يدعونه بإملاءات أمريكية، إذاً ماذا نقول عن سماحهم لمناقشات أمريكا لبرنامجهم الفكري؟! فهل أصبح الإخوان يأخذون مشورتهم من الإدارات الأمريكية؟!! ولماذا تأتي تصريحات الإخوان المسليمن لمواضيع كانوا يأخذون فيها مواقف معينة ما فتئوا أن يغيرون مواقفهم بعد كل مقابلة " أمريكاني " ؟!

الأخطر أن هذه المقابلات بين الإدارة الأمريكية و الإخوان المتعددة في منزل السفير الأمريكي إستحوذت على مناقشات "مكتب الإستخبارات بوزارة الخارجية الأمريكية" في شهر يوليو ٢٠٠٧ - أي بعد ثلاثة أشهر من مقابلات الإخوان مع أعضاء الكونجرس في منزل السفير الأمريكي - حسب إعتراف American Enterprise Institute for Public Policy Research و هي مؤسسة سياسية عريقة "تصنع سياسات للبيت الأبيض".

الرابط: http://www.aei.org/outlook/27174

لقد كان الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى "نزيهاً" عندما تحدث مؤخراً في أحد مقالاته في جريدة الدستور عما قام به الصحفي مصطفى أمين ضد جمال عبد الناصر من تعاون مع الأمريكيين وقال أنه مهما كان الدافع فإن هذا لايجوز بأي حال لأنه مهما أختلف أي شخص مع رئيس الدولة في رأي أياً كان شأنه - كَبُر أم صَغُر - فإنه يعتبر خيانة لوطنك و مجتمعك أن أذهب للطرف المضاد و أحرض أو أساعد هذا الطرف على إضعاف رأس الدولة لما في ذلك من آثار سيئة بالغة في النهاية على وطني، ﻷن الأمريكيين لن يساعدوا أحداً و لكن هم في النهاية يريدون أن يحققوا سياساتهم اللعينة بإستخدام الآخرين و "بتنفيذ أيادي الآخرين" حتى لا تكون هناك تكلفة سياسية لهم، فهل يعقل أن تتعاون الإدارة الأمريكية مع الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية التي تلوكها ألسنة الإخوان بتبرير أي مواقف سياسية لهم؟ حسناً ما هو تبرير الإخوان لكل هذه الإتصالات مع الإدارة الأمريكية ذات التوجه اليميني المتصهين التي شردت الأفغان و أهلنا في العراق و تساعد إسرائيل؟

١ - هل هو ياترى دعوة الإدارة الأمريكية و جورج بوش للإسلام؟!!!!!!!!!!!!!!!

٢ - أم لمناقشة سياسة أمريكا في العراق و أفغانستان و إقناعهم بالإنسحاب منها؟!! و إذا كان ذلك كذلك فياترى ما هي الأوراق السياسية "الجهنمية" التي يملكها ساسة الإخوان "الدهاة" و العقل السياسي الإخواني "الألمعي" ﻹقناع الأمريكيين بالإنسحاب من العراق و أفغانستان؟

٣ - أم أن هذه اللقاءات للمساعدة في عملية السلام المتعثرة و نقل وجهة نظر حماس للإدارة الأمريكية؟ وهذا معقول أن يحدث. لكن عندها يجب أن نتساءل:

* إذاً ما الذي يجعل الإدارة الأمريكية تتحول من الإستماع لوجهة نظر حماس عن طريق مصر إلى الإخوان المسلمين؟ فهل الإدارة الأمريكية حريصة على مصالح حماس؟ طبعاً لا. بالتأكيد هناك هدف آخر خبيث لعين.

* و إذا كانت حماس تريد إسماع رأيها للإدارة الأمريكية و التفاوض مع إسرائيل، لماذا لا تطلب ذلك مباشرة و ليس عن طريق وسيط؟ و لم أعطت حماس رسالة للرئيس الأمريكي الجديد أوباما و سلمتها لنائب الكونجرس جون كيري عندما زار غزة يوم ٢٠ فبراير ٢٠٠٩ بعد إنتهاء حرب غزة؟

إنه من المحزن جداً أن يعترف خالد مشعل في خطاب متلفز من دمشق "أثناء" حرب غزة أن حماس لن تنهي إطلاق الصواريخ من غزة حتى تقبل الإدارة الأمريكية أن تتفاوض مع حماس؟!! و كأن ثمن الضغط على الإدارة الأمريكية للإستماع إلى حماس هو ١٥٠٠ قتيل. إذاً المسألة لا يوجد فيها قضية تحرير أو يحزنون، إنما المسألة هي "ظهور سياسي و تنفيذ إملاءات" لا أكثر و لا أقل.

لقد إعترف عصام العريان بذلك ""بصراحة تامة"" في مقاله المنشور بجريدة الحياة اللندنية بتاريخ ٢٦ يناير ٢٠٠٩ بعنوان (حماس لاعب إقليمي جديد... في انتظار مراجعة الخريطة السياسية)

رابط المقال: http://www.alarabiya.net/views/2009/01/26/65013.html

حيث ((إعترف)) عصام العريان بأن حرب غزة يجب أن يتحقق منها هدف "سياسي إستراتيجي" و هو تصعيد الحركات الإسلامية في المنطقة للواجهة السياسية كلاعب إقليمي جديد في المنطقة!!! أرأيتم كيف يهون سفك دماء الناس على من يدعي التمسك بمبادئ الإسلام في سبيل الوصول " إلى الغاية الأسمى " و هو الوصول إلى الحكم حتى و إن كان هذا الطريق مفروش بجماجم الناس. فليست الغاية هي تحرير المقدسات كما يدعي هؤلاء. إنما الغاية هو ظهورهم السياسي حتى و إن كانت الكُلفة هي دماء الناس. أما الهدف الأمريكي الخبيث فهو تسليم مصر لسياسيين تحت التمرين (بالضبط كما فعلوا مع الضباط الأحرار في يوليو ١٩٥٢ كما إعترف سفيرهم "كيفري" بالقاهرة) كل همهم هو الصعود السياسي مهما "كلف أوطانهم ذلك" و هذه النقطة هي الأهم. و بالتالي يسهل الإستدراج السريع في حرب مع إسرائيل، أو إستدراج مصر باستخدام هؤلاء لإضطرابات داخلية تمزق مصر فيقوم هؤلاء بتجييش و تحريض الناس على الصدام و الصدام المضاد. و بالتالي تقع مصر في أتون صراع داخلي و خارجي لا تخرج منه إلا ممزقة و تسقط إقليمياً بالتعاون مع أمريكا و قوى إقليمية أخرى تريد أن تصعد إقليمياً و يُفرض على مصر وضع إقليمي ليس في صالحها و هو بالضبط ما أرادته المؤسسات السياسية لليمين الأمريكي (و الذي مازالت موجودة) بتحقيق (الفوضى الخلاقة) لبناء "الشرق الأوسط الجديد" على حساب أمن مصر الإقليمي بتعاون بعض الدول العربية مع الأسف، و كل هذا لا يهم هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا طالما في سبيل الوصول للغاية الأسمى و الحلم الأعظم وهو الصعود إلى الحكم.

لقد كان الكاتب الصحفي "فراج إسماعيل" رائعاً عندما قال أنه يجب علينا جميعا أن نفرق بين أي قضايا داخلية تناقش فيما بيننا نحن و قضايا ((الأمن القومي)) لوطننا ، حيث عرض ذلك في مقالتين الأولى بعنوان (معارضة "طز" الإخوانية!)

رابط المقال: http://www.alarabiya.net/views/2009/05/12/72646.html

و المقال اﻵخر بعنوان: المحور الإيراني في مصر!

رابط المقال: http://www.alarabiya.net/views/2009/02/15/66459.html

و فضح الكاتب ما يقوم به من يدعون بأنهم معارضة بالتواطئ على أمن مصر و سلامتها الإقليمية "بالترحيب" و "التواطئ" بما تقوم به قوى دولية و إقليمية على مصرنا الغالية. لقد كان الكاتب موفقاً جداً في ذهب إليه عندما قال في مقاله (معارضة "طز" الإخوانية!)

"جورج بوش لم يقدم لهم شيئا سوى تهميش دور مصر، ومع ذلك صار الحبيب الأول. وعندما قدم باراك أوباما اعترافا ضمنيا بهذا الدور القيادي، أصبح عدوهم الأول!"

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل Facts researcher

تحية خالصة لك على سردك الرائع ..

فرحتى بظهور اسمك من جديد ، وبهذا البحث القيم ، أدمعت عيناى ، بعد ذلك السيل من الغث الذى يملأ الشبكة العنكبوتية فى هجمة غير مباركة على مصر والمصريين .. هجمة يقودها من ينتحلون صفة المصريين .. ويقع فى براثنها - وللأسف الشديد - قلة من المصريين .. إمتازوا بخلط مؤسف بين معارضة النظام والخروج على النظام .. والخلط بين النظام الذى يعارضونه والوطن الذى يجرحونه

هذا البحث الرائع وهذه الوطنية الطاهرة ليسا بمستغربين من إبن بار بوالده "أحد أبطال سلاح المهندسين فى حرب أكتوبر المجيدة" .. ذلك الإمام الداعية الورع الذى تعرفت عليه من خلال رثائك له ، المنشور فى إحدى المجلات الكويتية ، والذى شرفتنى بإرساله لى على الخاص .. تغمده الله بواسع رحمته ، وبارك الله فيك وفى برك لذكراه العاطرة بعطر الشهداء

لى تعليق على العديد مما جاء فى بحثك القيم .. فإلى لقاء ، إن شاء الله

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

ماليش تعليق عن التفاصيل اللى جت في الموضوع

لكن حابب اعلق على العنوان و اللى المفروض بيمثل الفكرة الاساسية

هو ليه الدفاع عن ناصر او السادات دفاع عن مصر ؟؟

و ليه برضو الهجوم عليهم بنعتبرو هجوم على مصر ؟؟

و ازاى ممكن ان اختلاف الرأى حول شخصيات تاريخية يكون سبب للاتهام بالخيانة و العمالة ؟؟

الا ترى يا سيدي ان ده تكريس للفاشية التى كان هؤلاء (الزعماء) احد رموزها ؟؟

انا طبعا مش بدافع عن اللى ممكن يكونو بيرددو لأكاذيب

لكن ازاى ممكن نتعرف على التاريخ السليم و بالتالى نستفيد منو في اجواء مشحونة بالتخوين لمجرد الاختلاف

و فى النهاية اتمنى انك مش تعتبرنى انا كمان خاين و حاقد على مصر

تحياتى

:sad:

تم تعديل بواسطة zika

" إن قيمة الإنسان ليست في توصله إلى الحقيقة ، بل في كفاحه المخلص من أجل الوصول إليها " جاليليو

رابط هذا التعليق
شارك

الف شكر يا باشا على المعلومات القيمة التي تفسر سر التهافت على نعت السادات رحمه الله بالخيانه والنداله وان مصر عاله على الأمه العربية.. هكذا بكل بساطه " رمتني بدائها وانسلت " ..!!

كما اشكرك ايضا على إدراجك لتلك المصادر التي تهم كل مصري يحب هذا الوطن ويفخر لإنتمائه إليه .. :roseop:

Socrates : virtue is knowledge

أمنمؤبي:لا تمنع أناسا من عبور النهر إذا كان في قاربك مكان ,خذ الأجر من الغني ورحّب بمن لا يملك شيئاً

رابط هذا التعليق
شارك

ماليش تعليق عن التفاصيل اللى جت في الموضوع

لكن حابب اعلق على العنوان و اللى المفروض بيمثل الفكرة الاساسية

الأخ العزيز zika

يا عزيزي لقد ظلمتني مرة ، و ظلمت نفسك مرتين!!

ظلمتني مرة عندما إعترفت بأنك لم تدخل في تفاصيل الموضوع الذي قمت أنا بكتابته، ولو أنك بذلت مجهوداً في تقصي ما كَتَبتُهُ ما رميتني بما قلته.

إن جهد قليل في قراءة أول مداخلة لي في هذا الموضوع لتوضح بشكل جلي أن الهدف الأسمى ﻷي شخص يريد أن يكون يد بناء في وطنه و مجتمعه فعليه أن يتحلى بصفة "النزاهة" و "المبادئ". فلا يصنع الأكاذيب و البهتان في حق و طنه لا لشيء إلا ليصفي " حساباته الشخصية " القذرة غير عابئ بأن " أكاذيبه " و " بهتانه " تنال من طهارة و طنه و بنيه (و الذي لا تشوبه شائبة بالمناسبة رغم ما يصدر من الرعاء).

إنظر ﻷكاذيب و تدليس الشاذلي، كلها أباطيل لا دليل واحد فيها (و قدمت لك البراهين لذلك في موضوعي). عندما تجلس مع أي صديق عربي مخلص لك يسمع أكاذيب الشاذلي (و من لف لفه من الرعاء) ماذا سيقول لك؟ طبيعي جداً أن يكون متأثراً بشكل سلبي مما يقول. فإذا كان ما يقوله ((كله)) بطلان و بهتان، و يكون ما يقوله سبباً للمشاعر السلبية عند الآخرين تجاهنا، إذاً من الذي يجب أن يحاسب الآن؟!

أليس فيما يفتريه هؤلاء الذين يدعون البطولة من أكاذيب مدعاة لمحاكمتهم لما تسببوا به من تشويه لوطنهم بالباطل و الإفك؟ ألا يعد هذا إنحطاط و خسة في حقهم؟

أرأيت كم أن " النزاهة " هامة في بناء الأوطان و المجتمعات؟ و هو ما كان رسولنا الكريم (ص) يغرسه في صحابته رضوان الله عليهم. نزاهة النقد ، و نزاهة العدل ، ونزاهة إبداء الرأي و المشورة. لا التدليس و الكذب بأشكال منحطة.

أما عن " المبادئ " فها هم من يدعون أنهم أصحاب المبادئ ممن يدعون مقاطعة أمريكا و محاربة الإملاءات الأمريكية يجددون اللقاء تلو الآخر مع أسيادهم الأمريكان و يُكَذِّبوا تلك اللقاءات، بل و يستجيبون للإملاءات و المشورات الأمريكية بعد كل مقابلة " أمريكاني " فرحين مهللين مستبشرين بالنصر الإلهي القادم للوصول " لأسمى أمانيهم ". هل ﻷمثال هؤلاء أي مبادئ تذكر؟!! هل أمثال هؤلاء لديهم أي ضمير للحفاظ و الدفاع عن هذا الوطن والمجتمع و عني و عنك؟

طبعاً لا و ألف لا.

هل يستطيع أي منافق من هؤلاء أن يُكَذب ما فعله سعيد رمضان من خيانة قذرة لوطنه و بني و طنه عندما تعاون مع البريطانيين و الأمريكان قبل عدوان ١٩٥٦ و طلبوا منه الإستعداد لعمل حكومة في المنفى بعد الإطاحة بالرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله؟!! ألم يكن من الخيانة عدم الإبلاغ بأن هناك شيئاً ما يحدث؟ كم من الدماء المصرية الزكية كان من الممكن تفاديها و تقليلها؟! كيف سيقابل هذا الشخص ربه عندما يسأله عما فعل؟!

أيقول له فعلت ذلك يارب ﻷني أردت إعلاء شأن دينك؟! أيكون إعلاء دين محمد (ص) بالتعاون القذر المنحط مع الأمريكان و الإنجليز؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

أي خزي و أي عار يلحق بأمثال هؤلاء؟!

أهذه المعارضة التي ترتضيها يا أخي الكريم؟! هل كان أصحاب رسول الله (ص) يستحلون التعاون مع ألد أعدائهم مهما كان الخلافات بينهم (و الأمثلة في التاريخ كثيرة: معاوية و علي، فتنة بني أمية في عهد عثمان)

بالمناسبة لا يستطيع أي منافق من هؤلاء أن يكذب ما ذكره روبرت دريفوس في كتابه لسببين بسيطين: الأول أنه ذكر أسماء ضباط المخابرات الإنجليزية الذي تعاون معهم سعيد رمضان بل و إحتوى كتابه على وثائق هذه الإتصالات، و الثاني أنه لو قدم هؤلاء المنافقين أي شكوى ضد روبرت دريفوس فإنه سيكسبها لصحة أدلته.

على العموم هاهو إبنه سار على نفس درب أبيه - فمن شابه أباه فما ظلم - و عندما خاب سعيه ذهب ليعيش ذليلاً منكسر الرأس عند أسياده.

أما عن ظلم نفسك مرتين، فيا عزيزي كان أجدر بك أن تطلع و تناقش التفاصيل أولاً ثم توجه لي نصحك البناء بكل ترحاب، و المرة الأخرى عندما خلطت بين المعارضة و بين التواطئ و هو ما أوضحت الإختلاف بينهما لحضرتك عالياً.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

بالمناسبة ، لقد أشار الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إشارة "عابرة" لما قام به سعيد رمضان في حلقته (مع هيكل) في حلقة ٧ يناير ٢٠١٠ ، و الكاتب الكبير على علم بأكثر مما أتى به روبرت دريفوس من وثائق لما كان له من قرب من السلطة حتى عام ١٩٧٨

الرابط: http://aljazeera.net/NR/exeres/AF7A7197-A0...565C933AF69.htm

و أشار الرئيس مبارك لتعاون طارق سعيد رمضان مع الأمريكيين في مقابلته مع تشارلي روز قبله مقابلته الأولى مع الرئيس الأمريكي أوباما

الرابط: http://www.charlierose.com/view/interview/10557

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

زائر
هذا الموضوع مغلق.
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...