اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الدبلوماسية في اﻹسلام


Facts researcher

Recommended Posts

حديثي هنا عن الدبلوماسية في اﻹسلام، و هو حديث هام ﻻ ريب يجب إدراكه في هذه اﻷوقات التي علت فيها أصوات التخوين و الخيانة و رمي الناس بالعمالة، بل و تسييس تلك الدعاوى من كل حدب و صوب ﻻ بغية إصلاح مفسدة و إقامة مصلحة للناس، بل لتحقيق شهرة و سبق سياسي أياً كانت المصلحة العامة لمنفعة الناس متحققة أم ﻻ. أو كما يقال عندنا: ركوب موجة سياسياً. بالمناسبة فإن تحقيق المصلحة العامة للناس هو ركن أساسي ﻹستباب الملك و السلطان بين الناس كما ذكر إبن خلدون في مقدمته في الفصل الرابع و الثلاثون بعنوان (في مراتب الملك و السلطان و ألقابها) و التي عَرَّفَ فيها معنى تحقيق المصلحة العامة للناس في الملك و السلطان. المهم حديثي عن الدبلوماسية في الإسلام هو دبلوماسية رسول الله -ص- في غزوة الأحزاب.

غزوة اﻷحزاب و دبلوماسية رسول الله - ص - :

كما هو معروف في غزوة اﻷحزاب إجتمعت قبائل العرب على حرب رسول الله -ص-. الدرس اﻷول هو رجاحة العقل و عدم التهور فقبل أن يشير سلمان الفارسي بحفر الخندق، لم يأتي صحابي أو حتى الرسول -ص- نفسه و يقول أنه يجب الخروج لملاقات المشركين و كان عددهم عشرة آلاف، أو حتى بعد إقتراح سلمان الفارسي رضي الله عنه. و الدرس الثاني أنه عندما نقض يهود بني قريظة العهد الذي بينهم و بين الرسول -ص- و علم بذلك رسول الله لم يعلن عليهم الرسول الحرب أو يجاهر بالعداء لهم في حينه ﻷنه لم يزل هناك مواجهة دائرة أمامه في الخندق و كان اليهود في ظهره، هذا باﻹضافة أن هذا الصلح كان غير محدد المدة و هذا أبلغ رد على من يدعي أنه ﻻيجوز في اﻹسلام الصلح مع الأعداء بمدة زمنية غير محددة ﻷن المدة الزمنية ليست العبرة و لكن العبرة هي بالتزام الطرفين ببنود العهد، أضف إلى ذلك الدرس الذي نستقيه من التوقيت الذي جاهر فيه الرسول -ص- بالعداء لبني قريظة بعد نقضهم العهد و الذي كان بعد فرار الأحزاب (بمعجزة الرياح) أي أن ولي اﻷمر هو الذي يتحين الفرصة المناسبة لنقض العهد. الدرس الثالث و هو الأهم خطورة و يجب إدراكه من الجميع: أنه لما طال الحصار على المسلمين أراد الرسول -ص- بمبادرة منه أن يصالح زعيما غطفان عيينة بن حصن و الحارث بن عوف على ثلث ثمار المدينة على أن ينصرفا بمن معهم من قومهما لتخفيف الحصار عن المدينة، وجرت المفاوضات على هذا اﻷساس. و لما راجعه سعد بن عبادة و سعد بن معاذ قال لهما الرسول -ص-:"إنما هو شيء أصنعه لكم ، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة"، و هنا النقطة الهامة جداً وهي أن ولي اﻷمر يجب عليه أن يستنفد كل ما في جعبته من أساليب السياسة و الخديعة ليحقن دماء رعيته و يحفظ أمنهم قبل أن يأمرهم بالقتال ﻷن حرمة دم المسلم عند الله أشد من حرمة الكعبة، وليحقق بها ولي اﻷمر المصلحة العامة للناس ليستتب به أمن الناس و حياتهم وهذا من أمر الإسلام في الملك و السلطان. (راجع كتاب مقدمة إبن خلدون الفصل الرابع و الثلاثون) صحيح أن سعد بن معاذ و سعد بن عبادة رفضا مفاوضة الرسول -ص- لغطفان (ﻻحظ أن أبى بكر و عمر وغيرهم من كبار الصحابة لم يعترضوا) و لكن الرسول بعد أن أوقف هذه المفاوضات إستخدم خديعة نعيم بن مسعود ولم يأمر بالخروج لقتال كل الأحزاب خارج حدود الخندق.

أرجو أن نقف طويلاً بالتدبر لما في هذه النقاط من دروس في دبلوماسية الرسول -ص- التي و بكل أسف ضيعها من إدعوا أنهم حفظة الدين أمام الناس لتحقيق مآرب نفعية و شخصية لا غير.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم:

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع.....

ولكن اختلف معك في جزئيه بسيطه ((وكلامي حسب ما فهمت انك تقصده))......

الاختلاف بين ولي الامر في تلك الفتره((الرسول صلى الله عليه وسلم)) وبين من نراهم الان.........

ان اغلب افعالهم... وتصرفاتهم...... واتفاقاتهم........ وصلحهم ....وحربهم ....ودبلوماسيتهم لا تدل على انهم يفعلون ذلك لشعوبهم ولذلك لنا الحق

ان نتهمهم بتحقيق منافع شخصيه ..وليس من يتهمهم كما تفضلت

اللهم خذنا اليك منا .....وشغلنا بك عنا

رابط هذا التعليق
شارك

اﻷخ العزيز السويفي

أوﻻً: شكراً للإطراء و كذلك شكراً للمشاركة و التي أعتقد أننا جميعاً كمصريين (أقباطاً و مسلمين) يجب أن نشارك في هذا الموضوع و الذي أعتبره موضوع الساعة و موضوع بالغ الأهمية. فأقباطنا أعزاؤنا و شركاؤنا في هذا البلد الغالي مصر الكنانة، و ليتعرفوا على مدى روعة و سمو اﻷداء السياسي للإسلام و الذي شوهه - وبكل أسف- أفهام إما أنها تعرف الحقيقة و لكن بكل أسف أرادت الإستغلال السياسي لحدث ما لِتَبْني عليه صيت مضلل ((لعقول)) الناس باستغلال ((عاطفتهم)). وإما لا تعرف فأفسدت بجهلها. و ليعرف إخوتنا الأقباط كيف أن ديننا يهتم بمصائر الناس و أمنهم الجماعي (أو القومي بلغة العصر)، فيعرفوا أن هذا الدين لا يسمح أن يعبث بأمن الناس مغامري السياسة فيثقوا أن أوطانهم هي مأمنهم.

و مسلمين كذلك لما لفهم هذا الموضوع من أهمية قصوى في إدارة شؤون دنيانا التي وضعها لنا إسلامنا.

ثانياً: أريدك أن تعلم أنني ألقي برأيي المحايد و أأيده باﻷدلة و البراهين حتى نصل جميعاً للرأي الصائب، و لابد لنا أن نصل لرأي نتفق عليه ﻷننا أبناء وطن واحد يجمعنا و أجزم أنك تؤمن بذلك. و ليعترف كلٌّّ بخطئ تقديره، ولا عيب في هذا ﻷنه لا يجب أن تحتكر جماعة من الناس فهم الدين خالصاً مُخَلَّصاً لها.

بصراحة شديدة، نعم الذي فهمته هو بعينه ما قصدته. ليس تَرصُّداً ﻷحد و لكن كما قلت ليعترف من أخطأ بخطئه و من أضمر في نفسه شيء بسوء نيته (و النوايا يعلمها الله بداية، ثم يعلمها الناس بما يستبين لهم من حقائق اﻷمور

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

ثالثاً: إذا أتينا لسرد الأدلة:

١- عندما عقدت إتفاقية كامب ديفيد فكان أول شيء قاله كل رجال الدين المنتمين لإتجاهات تقول أنها ذات أساس إسلامي أنه لا يجوز عقد صلح دائم مع الأعداء (بالمناسبة أنا أرفض كلمة إسلامي ﻷننا كلنا مسلمين و الحمد لله و نقيم أركان الدين و لا وصاية لأحد على تقييم دين أحد حتى و إن كان لولي الأمر اللهم إن كان رسول الله -ص- فقط، و لتعلم أن تقييم دين أحد مختلف تماماً وكلية عن تكليف القضاء بين الناس، و هذا موضوع آخر منفصل). و هذا القول منهم هو إفتراء على الدين بل و على النبي محمد -ص- من هؤلاء الناس. وكفى بالأدلة على ذلك ما ذكرته في مداخلتي الأولى. فأين اﻹعتراف بالخطأ أمام الناس؟ أم هو المكابرة و العناد؟ أم هو الخوف على المكانة السياسية - التي هي دنيا زائلة - من إعتراف كهذا بالخطأ لأن هذه المكانة السياسية أسِّسَت على موقف سياسي معين الذي أسس الشعبية لها؟ و أجزم أنه الإحتمال اﻷخير.

٢- أن هذه المجموعة من الناس ما فتئت محاولة التراجع عن بعض ما قالته في السابق في هذا الموضوع. لكن عندما أدركت أنها ستواجه بتراجع سياسي من داخل المصفقين لها حاولت جاهدة المناورة السياسية بالقول أننا سنتعامل مع إسرائيل "بشكل واقعي" لكن عن طريق حزب، أما الجماعة فرأيها السياسي لم يتغير؟!

سبحان الله، ما هذه الإضطراب الفكري البليد؟!من قال أنك إن تعاملت " بواقعية " مع عدوك فإن هذا يغنيك عن الإعتراف به سياسياً؟! فهل عندما صالح الرسول -ص- بني قريظة فإن ذلك يعني عدم اﻹعتراف بهم و أنه تعامل بشكل واقعي؟! و بالمناسبة صلح بني قريظة كان غير محدد المدة و لم يكن ناتج عن حرب. وهل يعني صلحه -ص- في الحديبية و جلوسه مع سهيل بن عمرو أنه لم يعترف بقريش ككيان سياسي و أنه فقط تعامل مع قريش بشكل واقعي؟!! و ما رأيك في محاولته -ص- للصلح مع غطفان على الرغم من حصارهم للمسلمين في الأحزاب، بل كان يريد -ص- أن يصالحهم صلحاً دائماً على ثلث تمر المدينة (أي بلغة الدبلوماسية المعاصرة: إقامة صلح أحد بنوده عمل علاقة إقتصادية مع العدو ببيع أحد مصادر الدخل القومي للدولة لصالح العدو).

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

٣- قي النهاية أقول لك أنك أخطأت كثيراً جداً عندما قلت أن صلح و معاهدات أولي الأمر اليوم ليست بنفس النوايا التي كانت بمعاهدات الرسول (ص)، ﻷنك ما قصدته هو إسباغ صفة الطهر و العفاف و إتباع اﻹسلام و نهج الرسول -ص- و تنزيه هؤلاء الناس مما إنتقدت به غيرهم، وهنا مكمن الخطأ الجسيم. ياعزيزي أنا أحيلك إلى مقالة كتبها عصام العريان في جريدة الحياة اللندنية في عدد ١ مارس ٢٠٠٩ بعنوان (العلاقات بين الإخوان المسلمين و أمريكا) التي إعترف فيها بأن الإخوان حاولوا ومازالوا يفتحون قنوات إتصال مع الأمريكان ويذهبوا إلى أمريكا التي أشبعوها سباً ومطالبة بمقاطعتها. فليقاطعوها هم إذاً!! فلا أحد يقول لي بأن هؤلاء لن ينزلوا في الفنادق الأمريكية ولن يصرفوا أمولاً بالدولار ولن يأكلوا الهامبورجر وغيره من المأكولات الأمريكية!!!!!! smk:

ولماذا إذاً ينتقدون الدول عندما تعقد إتفاقات إستراتيجية مع أمريكا؟ أم أن ذلك حلال لهم طالما أن الغاية (الوصول إلى الحكم) يبرر الوسيلة (الإتصال بأمريكا و الغرب، وإحتمال إسرائيل كمان) و في نفس المقال إعترف عصام العريان أن الرئيس السادات - رحمه الله - عقد صفقة سياسية مع عمر التلمساني و التي أنكرها عصام العريان في أكثر من مقابلة!! سبحان الله: هل الكذب في السياسة حلال عندك لهؤلاء الذين تدافع عنهم بتعصب حرام لغيرهم؟

أنا ياسيدي لاأدافع عن حكومة و لا غيره، أنا هنا أستبين الحق من الباطل و الغث من الثمين. و بالمناسبة أرجو أن تهمس في أذن هؤلاء القوم - هداهم الله - لتذكرهم بما قاله حسن الهضيبي - رحمه الله - عندما قال: نحن دعاة لا قضاة. وياليتهم يسمعون و يعترفون بأخطائهم.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

يا أخى الباحث عن الحقيقة

يعجبنى جداً بذلك للمجهود لتوصيل فكرة معينة

لكن ما لا يعجبنى أننى أصبحت مقدماً قبل أن أقرأ أى موضوع لك أتوقع هجوم على الإخوان المسلمين وكأنهم شياطين وليس لهم أى حقوق كمواطنين مصريين.

فى هذه المقالة بدأت بإثبات أن الدبلوماسية من الإسلام وأن بعض من ينتمون إلى تيارات معينة يتهم الدبلوماسيين بالخيانة والسعى للمصلحة.

فقد قلت أنت: "أرجو أن نقف طويلاً بالتدبر لما في هذه النقاط من دروس في دبلوماسية الرسول -ص- التي و بكل أسف ضيعها من إدعوا أنهم حفظة الدين أمام الناس لتحقيق مآرب نفعية و شخصية لا غير."

ثم أحضرت تصريح للدكتور عصام العريان يتكلم فيه بدبلوماسية وفسرته بأنه تراجع عن المواقف وسعى للمصلحة.

مش فاهم هل الدبلوماسية التى أثبتت شرعيتها فقط تكون للحزب الوطنى.

ما المشكلة أن يكون الإخوان معترضين على توقيع الإتفاقية نفسها من الأساس أو على بعض بنودها والتى تظهر عورها من آن لآخر ولكنها الآن أصبحت وضع قائم لايمكن إزالته كلية وإلا حدثت مفسدة كبيرة ولكن يمكن تغييرها تدريجياً لتحقيق المصالح المصرية.

فهل كان يعجبك أن يقولوا أنهم سوف يمزقوا الاتفاقية بمجرد وصولهم إلى الحكم أم كنت ستهاجمهم أيضاً.

الرجل لم يعترف بإسرائيل كدولة لكنه قال أنها وضع قائم لايمكن إنكاره فما العيب فى هذا.

لكن تفاصيل صورة التعامل هى التى توضح إتجاه الرجل.

هل التعامل هو تصدير الغاز المصرى بملاليم لهم؟ أو بفتح حدودنا على لسواحهم حتى بدون تأشيرة؟

وأحب أن أعلق على بعض فقراتك

1- قولك: عندما عقدت إتفاقية كامب ديفيد فكان أول شيء قاله كل رجال الدين المنتمين لإتجاهات تقول أنها ذات أساس إسلامي أنه لا يجوز عقد صلح دائم مع الأعداء

قال بذلك الكثير من علماء الأزهر ورفض المعاهدة كثير من المثقفين والسياسيين، ثم إن تحديد هذا الأمر من الناحية الفقهية ينبغى أن يخضع للنقاش العلمى لا بإتهام من تبنى الرأى المخالف بأن له إتجاهات معينة وإتهامهم بالإفتراء على الدين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- قولك: بالمناسبة أنا أرفض كلمة إسلامي ﻷننا كلنا مسلمين و الحمد لله.

ترفضها ليه؟ أنت أفترضت أنهم بتسميتهم لأنفسهم الإخوان المسلمون فباقى الناس غير مسلمون، فهل لو قمت بعمل حزب أسميته الإخوان المصريون هل معنى ذلك أن من لم ينضم لهذا الحزب غير مصرى!!!!!

وغريب جداً إنكارك فى النهاية أنك تدافع عن الحكومة؟ مع أن من أول كلمة لك واضح التحيز.

****************

وأعجبنى جداً جداً جداً رد على مقالة الدكتور عصام العريان التى أدمجتها بموضوعك يمكن ان تعتبره رد على الفكرة العامة لموضوعك.

الرد هو:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل إخواني اللذين يدعون على الإخوان المسلمين أو الذين يُسفهون مواقفهم بمجرد سماعها، وذلك للخلفية الذهنية أن الإخوان نفعيون وطلاب سلطة إلى كل هؤلاء أقول:

أولاً: لو ان الإخوان طلاب سلطة لمجرد السلطة، كان عليهم قبول دعوة الرئيس جمال عبد الناصر لمشاركته في حكومة الثورة، ولكنهم رفضوا لأنه رفض أن يطبق الشريعة الإسلامية كما اشترطوا عليه.

لو انهم طلاب سلطة لقبلوا الإندماج في الحزب الوطني كما عرض عليهم الرئيس السادات، ولكنهم رفضوا ليحافظوا للدعوة على مبادئها نقية دون ذوبان او ضياع.

لو أراد قيادات الإخوان السلطة لانتموا إلى الحزب الوطني وإلى زمرة المؤيدين له، وساعتها كانت ستُفتح لهم أبواب الدنيا لا أبواب السجون والمعتقلات، إن رجلاً بعقلية د. العريان، وحضور د. أبو الفتوح، وجرأة د. الزعفراني، وعمق د. حبيب، وحنكة خيرت الشاطر وقدرته على الإدارة وغيرهم كثيرون كانوا كفيلون لو انضموا إلى الحزب الوطني ومسحو الجوخ ورددو أناشيد النفاق لكانوا على رأس السلطة الآن.

ولكنهم فضلوا قاع الزنزانة في خدمة الحركة الإسلامية على قمة السلطة في خدمة الباطل والاستبداد.

إن الإخوان يعملون على الساحة من 78 قدموا الشهداء والتضحيات وضربوا المثل في الثبات والبقاء ولم يصلوا إلى السلطة ومن ينضم إليهم يعلم او ما يعلم أن عليه ان يدف الثمن ويبذل من التضحيات كله ماله وامنه ومنصبه، وبعد ذلك يقال طلاب سلطة.

إننا إذا طلبنا السلطة، لا نطلبها إلا لله، ولن تكون بغير طاعته، وإذا وجدنا من يحمل الأمانة عنا ويقيم الإسلام بحق وهو في السلطة فسنكون له خدم وأعوان، وإن لم يكن منا، وإن لم نجد ذلك فسنعمل جاهدين على إصلاح المجتمع والسلطة معا حتى يفرزان الحكومة الإسلامية بحق.

ثانياً: السياسة يا إخوة هي فن الممكن المستحب وليس المستحيل الأمثل، والعريان لم يتحدث عن الإعتراف بأن إسرائيل صاحبة حق، ولكنه قال أنها كيان قائم وقع مع مصر إتفاقية للسلام أو هدنة من الحرب، ونحن سنتعامل مع هذا الواقع كما هو لسي باعتبارهم أصحاب حق، ولكن باعتبارهم واقعاً موجوداً يجب التعامل معه حتى ولو كان باطلاً، وإلا كنا كمن يدفن رأسه في الرمال.

ولمن أراد فليرجع إلى سيرة صلاح الدين الأيوبي، ذلك البطل الكبير في التاريخ الإسلامي، الذي حرر القدس من دنس الصليبيين، لكنه هو هو من عقد معهم قبل ذلك هدنة طويلة بنى فيها جيشه وأقام دولته ثم اتجه لتحرير القدس، ثم كان هو أيضاً الذي وقع المعاهدات مع الصلبيين بعد استرداد القدس، وحكم الصليبيين بموجب هذه المعاهدات أنطاكية وغيرها من بلاد الشام، ليس بوصفهم أصحاب حق ولكن كونهم واقع موجود يجب التعامل معه.

بل وفي رسول الله خير قدوة والذي وقع صلح الحديبية مع المشركين تركهم فيه يحكمون مكة وترك القبائل المتحالفة معهم دون أن يُحاربها، ليس لأن المشركين على حق وإنما لكونهم باطل قائم وأمر واقع يجب التعامل معه حتى يحين الحين ويكون المسلمون مستعدون لملاقاته بعد في فتح مكة.

أنا أسف بشدة أنني أطلت عليكم ولكن أعذروني فالأمر ليس بالهين وإنما هو أمر دين

***************************

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

لماذا تعتبر أي إستبيان للحقائق بأدلة من سيرة الرسول -ص- تعارض ما يدعو إليه اﻹخوان أنه هجوم عليهم؟

أليس هذا تعصب. أنظر للحقائق المؤيدة باﻷدلة من السيرة لتحكم بإنصاف، ولا تسلم أذناك لمن يحشيها كلاماً و يقول يجب أن تسمع و تطيع فقط.

أما عن قولك أن من يعارض اﻹخوان هو مع آراء الحكومة، أرى هذا إختزال لآخرين كثيرين يعارضونهم (و أنا واحد من تلك المجموعات): حزب الوسط (المنشقين عن اﻹخوان)، اليسار، الجماعة اﻹسلامية، الوفد، وكل الليبراليين الوطنيين.

و تقول لي أن عصام العريان عنده عقلية، إذاً إليك الدليل أن هذا الرجل لا عقلية له ﻷنه يخالف الشرع و القرآن عند قياسه بصلح الحديبية لعقد صلح مع غير المسلمين . هذا ليس كلامي طبعاً بل كلام مفسرين القرآن (إبن كثير، والطبري، و الجلالين، و القرطبي).

بل هو كلام علماء الشريعة عند اﻹخوان أنفسهم!!! يعني الرجل الذي تدعي أن له عقلية يناقض أصول الشريعة و ما أقر به علماء جماعته نفسها. و إليك الدليل:

فصلح الحديبية هو ((وحي)) - وهذا صحيح طبعاً - ولم يخضع للشورى أو التفكير العقلي كما جاء بنص القرآن الكريم و إجماع أئمة التفسير و السيرة. فالله سبحانه و تعالى وصف صلح الحديبية بالفتح و نسب هذا الصلح لنفسه. وهذا موثق في تفسير الجلالين، وإبن كثير، والقرطبي، و الطبري للآيات الثلاث اﻷولى لسورة الفتح)

تفسير إبن كثير للآيات الثلاث اﻷولى لسورة الفتح : http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...a=48&nAya=1

يقول الدكتور محمد سليم العوا في كتابه (في النظام السياسي للدولة اﻹسلامية) ص:١٩٣ في فقرة بعنوان (صلح الحديبية لا يقاس عليه):

( إن الله سبحانه و تعالى قد نسب صلح الحديبية إلى نفسه و سماه في محكم كتابه فتحاً مبينا. فأنى ﻷي حاكم في أية دولة إسلامية، بعد الرسول -ص- أن يضمن أن ما يعقده من معاهدات يؤيده فيه من الله عز وجل نصره و هدايته و تمام نعمته؟ و من هنا فإننا لا نرى القياس على صلح الحديبية أصلاً. ذلك أن صلح الحديبية لم يكن ليتم لولا و حي الله إلى نبيه بقبول ما قبله فيه. وما كان كذلك لا يعد قاعدة يجوز القياس عليها. بل هو مما صح فيه قول الفقهاء عن الوقائع النبوية التي لا يقاس عليها: "قضية عين لا عموم لها" )

ها هو أحد أكبر الباحثين اﻹسلاميين من الإخوان يقر أن القياس على صلح الحديبية لعقد صلح مع غير المسلمين لا يجوز شرعاً

(بالمناسبة: محمد سليم العوا مرشح حسب تصريحات أحمد رائف لمنصب المرشد بدلاً من مهدي عاكف حسب حواره مع المصري اليوم في ١٥ مايو ٢٠٠٩)

ما رأيك اﻵن فيمن تدافع عنه!!! هل ما زلت تقول أنه صاحب عقلية!! أو حتى فهم صحيح للدين!! و تصف اﻵخرين بالعمق و الحضور و الجرأة !! وهم ليل نهار يعطون التصريحات المتناقضة. بل و التي تصطدم بالدين بشكل مباشر. (أرجوك راجع ما كتبته في موضوع: إعترافات الإخوان بين السياسة و الدين!! إعترافات تتصادم مع الدين اﻹسلامي!!)

و ياريت يا أخي العزيز أن تناقش هنا علمياً إتفاقية كامب ديفيد فتعم الفائدة التي و الله نحتاجها جميعاً دون أن نسلم آذاننا لمن يفرضون علينا السمع و الطاعة دون نقاش.

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

يا أخى سوف أتجاوز عن أسلوبك فى الحوار والذى يستند على خلق عدو لمحاورته وتسفيهه ووصفه بأنه متعصب وأنه مسلم أذنيه لمن يحشيها كما تفضلت سيادتك بالتعبير البليغ، وأود أن تراجع مداخلاتك كلها لتتثبت من ملاحظتى أنك تسعى دائماً لخلق أعداء والإيحاء بإحتكار الحقيقة حتى فى الموضوعات الخلافية التى لم ولن تحسم حتى يوم القيامة.

وأظنك قرأت تعليقى وأنت مشغول فتصورت ما لم أقله ورددت عليه وحملت كلامى معانى لم أقلها ولكنك تصورتها.

فيه حاجة مهمة إنت قلتها وأنا أول مرة أسمع عنها فعلاً ومهتم أنك تسرد لى الأدلة عليها، وهى أن صلح الحديبية خاص بالرسول ولا يجوز القياس عليه واستشهدت برأى الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، والذى لا أعلم من قال بذلك قبله أو بعده وأيضاً إستشهدت بكل التفاسير حتى تفسير الجلالين والذى هو عبارة عن معانى كلمات وليس به تفاسير بالمعنى المفهوم، بحثت فى هذه التفاسير لم أجد ما يشير أن الأمر خاص بالرسول فقط وأراك لا تعتمد إلا على رأى الدكتور محمد سليم العوا، وأراك اعتبرت من خالف رأى الدكتور العوا "لا عقلية له ﻷنه يخالف الشرع و القرآن". ووصفته أيضاً بأنه " يناقض أصول الشريعة".

يا سيدى الفاضل قل رأيك كما تحب لكن إتق الله فى النقل والإستدلال فى أمور الدين فإن عاقبته وخيمة.

يا سيدى الفاضل الأصل فى أفعال الرسول –وليس صلح الحديبية فقط- هى أنها وحى من عند الله وهى للتشريع للناس فيما بعد لإتباعها عند توافر الشروط وإنتفاء الموانع، وما أعلمه أن العلماء يستشهدون بصلح الحديبية على جواز إبرام صلح مع الكفار وغيرهم فى حالة وجود مصلحة للإسلام والمسلمين وهاك آراء العلماء (منقولة).

• يقول صاحب الهداية الحنفى : " فإذا رأى الإمام أن يصالح أهل الحرب أو فريقاً منهم و كان فى ذلك مصلحة للمسلمين فلا بأس به ، لقوله تعالى ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) ( الأنفال : 61) . ووادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة عام الحديبية ، على أن يضع الحرب بينه و بينهم عشر سنين ، ولأن الموادعة جهاد معنى إذا كان فيه خير للمسلمين ، لأن المقصود هو دفع شر حاصل به ، ولا يقتصر الحكم على المدة المروية لتعدى نبى إلى ما زاد عليها اهـ

• يقول ابن عابدين في حاشيته في حق البغاة: (ولو طلبوا الموادعة أجيبوا إليها إن كانت خيراً للمسلمين كما في أهل الحرب).

• ويقول الإمام النووي في تعقيبه على صلح الحديبية: (وفيه أن للإمام أن يعقد الصلح على ما رآه مصلحة للمسلمين .. وإن كان لا يظهر ذلك لبعض الناس في بادئ الأمر.. وفيه احتمال المفسدة اليسيرة لدفع أعظم منها إن لم يكن ذلك إلا بذلك).

وهل صلح الرسول مع بنو قنقاع وبنو النضير لم يكن بوحى من الله عز وجل؟

تم تعديل بواسطة msayed
رابط هذا التعليق
شارك

الرد هو:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل إخواني اللذين يدعون على الإخوان المسلمين أو الذين يُسفهون مواقفهم بمجرد سماعها، وذلك للخلفية الذهنية أن الإخوان نفعيون وطلاب سلطة إلى كل هؤلاء أقول:

أولاً: لو ان الإخوان طلاب سلطة لمجرد السلطة، كان عليهم قبول دعوة الرئيس جمال عبد الناصر لمشاركته في حكومة الثورة، ولكنهم رفضوا لأنه رفض أن يطبق الشريعة الإسلامية كما اشترطوا عليه.

لو انهم طلاب سلطة لقبلوا الإندماج في الحزب الوطني كما عرض عليهم الرئيس السادات، ولكنهم رفضوا ليحافظوا للدعوة على مبادئها نقية دون ذوبان او ضياع.

لو أراد قيادات الإخوان السلطة لانتموا إلى الحزب الوطني وإلى زمرة المؤيدين له، وساعتها كانت ستُفتح لهم أبواب الدنيا لا أبواب السجون والمعتقلات، إن رجلاً بعقلية د. العريان، وحضور د. أبو الفتوح، وجرأة د. الزعفراني، وعمق د. حبيب، وحنكة خيرت الشاطر وقدرته على الإدارة وغيرهم كثيرون كانوا كفيلون لو انضموا إلى الحزب الوطني ومسحو الجوخ ورددو أناشيد النفاق لكانوا على رأس السلطة الآن.

ولكنهم فضلوا قاع الزنزانة في خدمة الحركة الإسلامية على قمة السلطة في خدمة الباطل والاستبداد.

إن الإخوان يعملون على الساحة من 78 قدموا الشهداء والتضحيات وضربوا المثل في الثبات والبقاء ولم يصلوا إلى السلطة ومن ينضم إليهم يعلم او ما يعلم أن عليه ان يدف الثمن ويبذل من التضحيات كله ماله وامنه ومنصبه، وبعد ذلك يقال طلاب سلطة.

إننا إذا طلبنا السلطة، لا نطلبها إلا لله، ولن تكون بغير طاعته، وإذا وجدنا من يحمل الأمانة عنا ويقيم الإسلام بحق وهو في السلطة فسنكون له خدم وأعوان، وإن لم يكن منا، وإن لم نجد ذلك فسنعمل جاهدين على إصلاح المجتمع والسلطة معا حتى يفرزان الحكومة الإسلامية بحق.

ثانياً: السياسة يا إخوة هي فن الممكن المستحب وليس المستحيل الأمثل، والعريان لم يتحدث عن الإعتراف بأن إسرائيل صاحبة حق، ولكنه قال أنها كيان قائم وقع مع مصر إتفاقية للسلام أو هدنة من الحرب، ونحن سنتعامل مع هذا الواقع كما هو لسي باعتبارهم أصحاب حق، ولكن باعتبارهم واقعاً موجوداً يجب التعامل معه حتى ولو كان باطلاً، وإلا كنا كمن يدفن رأسه في الرمال.

ولمن أراد فليرجع إلى سيرة صلاح الدين الأيوبي، ذلك البطل الكبير في التاريخ الإسلامي، الذي حرر القدس من دنس الصليبيين، لكنه هو هو من عقد معهم قبل ذلك هدنة طويلة بنى فيها جيشه وأقام دولته ثم اتجه لتحرير القدس، ثم كان هو أيضاً الذي وقع المعاهدات مع الصلبيين بعد استرداد القدس، وحكم الصليبيين بموجب هذه المعاهدات أنطاكية وغيرها من بلاد الشام، ليس بوصفهم أصحاب حق ولكن كونهم واقع موجود يجب التعامل معه.

بل وفي رسول الله خير قدوة والذي وقع صلح الحديبية مع المشركين تركهم فيه يحكمون مكة وترك القبائل المتحالفة معهم دون أن يُحاربها، ليس لأن المشركين على حق وإنما لكونهم باطل قائم وأمر واقع يجب التعامل معه حتى يحين الحين ويكون المسلمون مستعدون لملاقاته بعد في فتح مكة.

أنا أسف بشدة أنني أطلت عليكم ولكن أعذروني فالأمر ليس بالهين وإنما هو أمر دين

***************************

أخى العزيز جزاكم الله خيرا على هذا الرد الوافى وبصراحة لا أعرف لماذا هجوم الأخ الباحث عن الحقيقة على منهج الأخوان , اذا لا تعرف الأخوان جيدا ابحث فى جوجل على الامام الشهيد حسن البنا

ملحوظة: أنا لست أنتمى للأخوان ولكنى أرى انهم يضحون بأنفسهم و بأموالهم من اجل رسالتهم ولا ينالو غير الاعتقالات والمحاكم العسكرية :lol:

يدهشني أن يقول الأجانب :

Share What You Can To benefit The Others

وقد عملوا بذلك فتقدموا !

وقد قالها قبلهم أشرف الخلق سيدنا محمد (حب لأخيك ما تحب لنفسك)

أتمني أن لا نكون كالفراعنة القدامي أخفوا عِلمهم فمات معهم !

[وسط][/وسط]

027.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...