اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تنفع رجل أعمال؟ بينا نشوف


Recommended Posts

في أوقات الأزمات الاقتصادية كالتي يختبرها العالم الآن, يصبح التخطيط لعمل حر أحد الحلول التي قد يلجأ الناس إليها لخلق فرصة لكسب العيش

في ظل قلة فرص العمل المعروضة وزيادة معدلات البطالة التي أصبحت مرضا عالميا, وإذا تأملنا اقتصاد بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية

سنجد أن نسبة 64% من مجمل الوظائف التي قدمت للسوق في كل القطاعات كانت في شركات صغيرة.

ولكن هل يستطيع أي شخص أن يبدأ عمله الخاص؟ وما هي الصفات الشخصية التي تؤهلك لتبدأ عملك الخاص؟

يجيبنا المختصون بأن الإقدام على بناء عمل خاص يحتاج لمقومات معينة في شخصية من سيقدِم عليه، وحددوا أهم الصفات الواجب تواجدها في رجل الأعمال الناجح كما يلي.

حب الخطر والشجاعة إلى جانب حس عالٍ بالمسئولية

البدء في مشروعك الخاص ليس سهلا فأنت المسئول الأول الآن، ولن ينتظرك راتب ثابت في نهاية الشهر، ولن يلحّ عليك أحد لتعمل,

هناك دائما أخطار الفشل قائمة, لكن رجل الأعمال الناجح يخوض المغامرة بروح معنوية عالية؛ لأنه قد درس فكرته جيدا ويؤمن بها،

كما أنه يملك الخبرة والفهم الكافيين لإنجاح مشروعه، ويعمل بالدأب اللازم والاستمرارية المطلوبة. ولو نظرنا لتاريخ بيل جيتس

المعروف بهدوئه وميله للتفاصيل سنرى أن عائلته طالما لامته لانهماكه في اللعب بالكمبيوتر (الجهاز المعقد والحديث وقتها)

في معامل المدرسة على حساب الدراسة, اتهموه بالجنون؛ لأنه لم يرضخ لشركة آي بي إم، وكانت الشركة عرضت شراء حقوق برامج بيل

الذي رفض وفضّل المخاطرة التي كانت محسوبة بدقة، وأسّس "مايكروسوفت"™ يوم 24 مايو 1993.. تروي سكرتيرته "ميريام لوبو" في مقابلة مع بي بي سي

أنها لو لم تنبّهه للغداء وتشتريه له فلن يأكل من كثرة اندماجه في العمل، ويروي زملاء هارفارد أنه تعوّد المبيت أيام الدراسة التي لم يكملها في حجرة الكمبيوتر

حتى يوفر الوقت لعمله, بيل جيتس الذي تناقلت وكالات الأنباء خبر تقاعده النهائي 2008 ليتفرغ لمؤسسته الخيرية التي تهتم بالصحة والتعليم

بعد أن غيّر وجه العالم, كان يعلم أنه يملك المستقبل، ولم يكن ليبيعه بأي سعر متحديا الجميع لتكلل مغامرته المسئولة بالنجاح المدوّي.

سعة الخيال والرؤية المغايرة والروح الإيجابية

أهم ما في المشروع هو الفكرة؛ فالفكرة الجديدة التي تنتج منتجا يحل مشكلة موجودة أو يقدّم خدمة يحتاجها قطاع من الناس،

فيقبلون عليها هي أساس العمل الناجح, ورجل الأعمال لا بد أن يكون واسع الخيال يرى إمكانيات النجاح حيث لا يراها الآخرون,

فصاحب موقع "أمازون"™ الشهير "جيف بيزوس" والمعروف بضحكاته الصاخبة وروحه المرحة, رأى مبكرا حجم الإمكانيات الهائلة لسوق الإنترنت الجديد (عام 1994)

، فخاطر بتأسيس موقع لتجارة الكتب على الإنترنت، وأدار عمله من "جراج" منزله، ليصبح اليوم أحد أغنى أغنياء العالم،

في الوقت الذي ترددت دور النشر لحداثة الفكرة لتخسر المليارات. أيضا هناك العديد من الألعاب والتمارين التي تطلق الخيال الذي يقتله الروتين،

ولكن كنصيحة عامة احرِصْ على إنماء الطفل بداخلك، وجاور الأطفال، وألعب معهم؛ فهم أكبر منشط للخيال.

الصبر والشغف بالعمل وسعة البال

إذا كنت تريد بدء العمل الخاص بك لتصبح مديرا وتعمل لساعات أقل وتكسب الكثير من المال فورا، فأنت في المكان الخطأ؛

لأن البدء في مشروع خاص صغير يستهلك وقتا ومجهودا أكثر بكثير مما تستهلكه الوظيفة الثابتة, فالمعدل المتوسط لساعات عمل رجل الأعمال

في بداية المشروع يصل إلى 14 ساعة يوميا، ناهيك عن التفكير المستمر في العمل والضغط الناتج عن حجم المسئولية, كما أن النقود نادرا ما تأتي سريعا

فقد يحتاج المشروع حسب نوعيته وحجمه إلى مدة تتراوح من عدة شهور لعدة سنين ليبدأ في جني الربح، لذا على طالب النجاح أن يكون صبورا.

فالدكتور مجدي يعقوب جرّاح القلب الشهير كان أستاذه في الجامعة يقول له إنه لن يفلح أبدا كطبيب، وإن يده أشبه بيد نجار منها ليد جرّاح، وإنه يفتقد للدقة،

بل ويسخر من هدوء الطالب الخلوق, ولكن هذا لم يعُقْ مجدي يعقوب من أن يكون أول دفعته, ولما سافر إلى إنجلترا كان زملاؤه يستهينون به؛

لانتمائه للعالم الثالث فكان يعمل 16 ساعة يوميا بمنتهى التفاؤل والدأب، حتى أصبح أشهر وأمهر جراحي العالم.

تنظيم الوقت والتخطيط والدقة

من أكثر أسباب فشل المشاريع الصغيرة انتشارا هو عدم التخطيط الجيد للمشروع من الأساس, فعدم وجود خطة مكتوبة توضّح أهداف المشروع

ومصادر تمويله، وعدم دراسة الفكرة بشكل مكتمل قد ينهيان حياة أي مشروع مهما عظمت إمكانيات نجاحه, كما أن تخطيط الوقت له أهمية خاصة للحفاظ على نمو

المشروع، وأيضا الحفاظ على مساحة للحياة الخاصة الضرورية كمتنفس ومصدر للراحة والاتّزان النفسي. وسوف نعرض لاحقا معلومات أوسع عن تنظيم الوقت والتخطيط.

حُسن تقبّل الفشل والرفض باعتبارهما عقبات لا هزائم

الفنان الكبير أحمد زكي ظل سنوات يعاني من نظرة المخرجين القاصرة له على أنه الشاب الأسمر الذي لن يصدق الجمهور أن تحبه الجميلة سعاد حسني,

ولإصرار أحمد زكي وإيمانه بموهبته وصل لما وصل إليه، ومثّل أمام سعاد كثنائي جميل لاحقا ومثله كثيرون حول العالم لو استسلموا ما سمع العالم صوت تميزهم

, إذن رجل الأعمال لا بد أن يعترف بأخطائه ويكشفها ليستطيع إصلاحها، ولا بد أن يملك من المرونة ما يساعده على تغيير اختياراته، وإعادة توجيه طاقاته؛

تبعا للمتغيرات، ويجب أن يتقبل العقبات كخطوات واردة في طريق النجاح ولا يعتبرها فشلا يستوجب التوقف.

فجيري ساينفلد الممثل والمشارك في تأليف أحد أنجح السيت كوم الأمريكية على الإطلاق عرض فكرة المسلسل على أكثر من جهة مثل "فوكس" التي رفضت،

ولما أذيعت أولى حلقات المسلسل على شاشة الإن بي سي لم تلقَ النجاح، وواجه صعوبات بالغة للعثور على جهة تتحمس لإنتاجه،

وطارد جيري ساينفلد النجاح ليصور 9 أجزاء من المسلسل الذي في يوم حلقته الأخيرة خَلت شوارع أمريكا من العابرين لأجل عيون جيري وإصراره.

خبرة في مجال المشروع

"ما أحطش قرشي في مشروع ما أفهمش فيه" هي حكمة يمتلكها أولاد البلد من رجال الأعمال الفطريين, وهم على حق, فلا بد من الخبرة والإلمام بكل جوانب العمل،

كضمان للنجاح؛ فمثلا إن أردت أن تُنشئ دار نشر فيجب عليك أن تعمل لفترة في إحداها، وتتعرف على مراحل الورق والطباعة والتسويق إلخ, لفترة كافية؛ لتشرب أسرار

الصنعة كما نقول، وأقوى مثال على ذلك هو عبد الغفور البرعي في مسلسل نور الشريف الشهير "لن أعيش في جلباب أبي"، والذي تربى في تجارة الخردة على يد معلم

كبير؛ ليؤسس وكالته الخاصة، ويعمل فقط فيما يعرف فيه.

الإلمام بالمسائل القانونية والمحاسبية وأساسيات الإدارة

إذا كانت معظم الصفات السابقة متواجدة في شخصيتك وأردت الانضمام لسوق العمل الحر، فيجب أن تتوّج كل ما سبق بمعرفة عامة بقواعد المحاسبة، والتي تعتبر شريان

الحياة لأي مشروع إلى جانب الإلمام بأساسيات الإدارة، واحرص على وجود مستشار قانوني من بداية تنفيذ المشروع.

سارع الآن واستكمل مهاراتك لتبدأ مشروعك الخاص وتذكّر أن الأمر كله يتعلق بفكرة لامعة وبعض التخطيط، وأن المستقبل للأعمال الحرة التي تتحكم الآن في النسبة الأكبر

من حجم الأعمال عالميا، خصوصا مع انتشار فكرة البيع عبر الانترنت واتساع مساحة قطاع الخدمات التجارية، والذي يمثل بيئة خصبة للمشاريع الصغيرة, إلى جانب تعدد

الجهات المانحة لقروض مخصصة للمشروعات الصغيرة. المهمة أصبحت سهلة ويبقى أن نتذكر دائما أهمية الجانب الأخلاقي والمسئولية المجتمعية الملقاة على عاتق أصحاب

العمل الحر تجاه بلادهم ليبقى التوفيق من الله.

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...