اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الذكرى الأولى للحرب على قطاع غزة


Recommended Posts

أعتبرها إحدى الكرامات التي وهبها الله المجاهدين"

مجاهدون يروون لمراسلنا قصصًا من البطولة والثبات

في ذكرى معركة "الفرقان" (تقرير)

[ 27/12/2009 - 02:48 م ]

Images2009_News_2009_December_27_qassam_300_0.jpg

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

في ذكرى معركة "الفرقان" الأشد قسوة يقف أبو حذيفة القائد الميداني في "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" شمال قطاع غزة، مستذكرًا تلك الأيام التي خلت، متحدثًا كيف عن إدارة الكتائب تلك المعركة الأولى من نوعها في فلسطين -حسبه- بكل حكمة وثبات لم يُشهد لها مثيل.

ففي منطقة العطاطرة التي شهدت أشد غارات القصف الصهيونية يقف أبو حذيفة يلف رأسه بعرق شجرة زيتون حتى يتحاشى قصف الطائرات الصهيونية الحاقدة، ويلف جبينه بعصبة خضراء كُتب عليها "كتائب القسام"، ويمسك بيده اليسرى سلاحه فيما يطل سلاح "أر. بي . جي" من خلف ظهره، وبيده اليمنى أمسك مصحفه الذي لا يفارقه، كما يقول.

الشهادة في سبيل الله الأغلى

وعن إمكانية أن يخشى على نفسه من أن تراقبه الطائرات الصهيونية ثم تقصفه؛ قال أبو حذيفة لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": " لا شيء يثنيني عن الرباط في سبيل الله، وإذا قصفتنا الطائرات ومتنا فبإذن الله نحسب أنفسنا شهداء".

ورغم الاشتياق الذي كان يعتصر قلب أبو حذيفة إلى والدته السبعينية، لكنه يقول: "ليس هناك شيء أغلى من الشهادة في سبيل الله.. صحيح كانت تمضي الدقائق كأنها أيام ونحن مشتاقون إلى ذوينا، لكننا كنا ندرك إن ما نحققه من انتصار لهو بفضل رضا آبائنا وأمهاتنا، ويقيننا أننا على الحق".

ويضيف القائد الميداني في "كتائب القسام": "نحن لسنا بلا قلب ولا إنسانية، لكن الأمر لا يحتمل منا التفكير في زوجتك أو طفلك.. أرضك تنتهك وحرمات المساجد تداس.. أي تفكير سينتابك حينها غير أنك تجاهد وتدافع بالنفس والمال وكل ما تملك من أجل رد العدوان؟!".

فيما يسترجع مسؤول الخطة الدفاعية لمنطقة شمال قطاع غزة ذكرى اختياره اثنين من المجاهدين يطلق عليهما "أبو عبد الرحمن" و"أبو محمد" لتنفيذ مهمة ضرب منزل يعود إلى أحد المواطنين بعد أن اعتلته القوات الخاصة على حدود بلدة جباليا البلد وحوَّلته إلى ثكنةٍ عسكريةٍ.

يقول المسؤول: "امتشق المجاهدان أسلحتهما، وأخذا بالتسلُّل تحت غطاء الدخان الكثيف الذي تعتليه طائرات الاستطلاع لمسافة تزيد عن سبعمائة متر لاتخاذ موقع قتالي بالقرب من الهدف المحدد لرصده وضربه بدقة، وبالفعل تمكنوا من تنفيذ العملية.. أستطيع أن أؤكد للعالم كله أن لدى المقاومة الفلسطينية أسودًا لا تهاب الموت".

المجاهد "أبو عبد الرحمن" يقاطعه بالقول: "بتوفيق من الله سرنا مسافة ليست بالقليلة دون أي سواتر، ورغم التحليق المكثف للطيران والتهاب المعركة بعد الساعة العاشرة ليلاً.. هذه أعتبرها إحدى الكرامات التي وهبها الله المجاهدين".

فرحة انتصار

يتحدث "أبو عبد الرحمن" وقد بدت فرحة الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة جلية على وجهه، وهو واحد ممن يعملون في وحدة إطلاق الصواريخ بـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، ويقول: "رغم القصف العنيف الذي لم نشهده من قبل، ورغم ما أصاب إخواننا من ألم واستشهاد عدد منهم وبعضهم أمام أعيننا، فإننا نقول لكل العالم إننا حقنا نصرًا بالصمود والثبات في أرض المعركة بفضل من الله تعالى".

وأضاف: " نحن لم نكن نخشى على أنفسنا والله في حرب الإبادة التي مضت، ولكن كنا نخشى أن نؤتى من ظهورنا فيقتلنا العدو ويكون عليه سهلاً أن يدخل إلى بيوت أبناء شعبنا فيقتل الأطفال والشيوخ ويبقر بطون النساء، ولكن بفضل الله تمكنا من إفشال كل مخططاته بفضل الله أولاً وأخيرًا ثم بفضل ثبات المجاهدين في أرض المعركة".

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

استُشهدت شقيقتها وابنة عمها وبترت ساقاها

بعد عام على الحرب..

"جميلة" تصر على مواصلة مشوار الحياة لفضح جرائم الاحتلال (تقرير)

[ 27/12/2009 - 03:42 م ]

Images2009_News_2009_December_27_1_300_0.jpg

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

عندما ظهرت الطفلة جميلة الهباش ابنة الأربعة عشر ربيعًا لأول مرة على شاشة قناة "الجزيرة" مبتورة الساقين، وهي تقول إنها تريد أن تصبح صحفيةً لتنقل معاناة شعبها؛ هزَّت وجدان العالم الذي شاهد على مدار (23 يومًا) وقائع دامية لأبشع حكايات الإرهاب والهولوكست الحقيقي على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.

بعد ما يقارب عامًا على إصابتها تبدو جميلة مصممةً على المضيِّ نحو تحقيق هدفها، بإيمان كبير وثقة عالية بالله، فتنطلق بحركتها البطيئة بعد أن ركِّبت لها ساقان صناعيتان في السعودية، وتتحرك بمساعدة عكازين، يساعدانها في التوجه إلى مدرستها.

ونجت جميلة بأعجوبة في الرابع من كانون الثاني (يناير) 2009م عندما قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلتها شرق غزة، في حادثة أدَّت إلى استشهاد شقيقتها شذا (11 عامًا) وابنة عمها إسراء (10 أعوام) وفقد ابن عمها محمد ساقه.

إصرار على مواصلة الحياة

بعد أن عادت إلى غزة إثر رحلة علاج استمرت عدة أشهر في الخارج، تصر على مواصلة الحياة والذهاب يوميًّا إلى مدرستها، مشددةً على أن ما حدث لن يشلَّ حياتها وستقهر الاحتلال بمواصلة الحياة والدراسة؛ حتى تصبح صحفية وتسلِّط الضوء على القصص الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وفيما بدا أشبه بمحاولة هروب من هول الحدث الذي وقع معها وفقدت فيه شقيقتها وابنة عمها ورجليها، تتهرَّب جميلة من الحديث عن تفاصيل ذلك الحادث، وتقول إنها لا تتذكر تفاصيل ذلك اليوم، وقالت إن ما يهمها الآن التفكير في المستقبل وتحقيق حلمها.

وبعد إلحاح وتكرار السؤال قالت: "كنت ألعب على السطح أنا وأختي شذا وابنة عمي إسراء وابنا عمي محمد ومحمود، ثم التفتنا فجأةً إلى محمود يصرخ: صاروخ صاروخ".

لحظة الحقيقة

أشاحت بوجهها وصمتت لحظاتٍ قبل أن تلتفت إلى صورة شقيقتها وتقول: "بعد ذلك لا أدري ماذا جرى؟ استيقظت في المستشفى وعلمت بعد ذلك أنني استيقظت بعد يومين، كما علمت باستشهاد شذا وإسراء، وهو ما أشعرني بحزن وألم شديد".

وعن شعورها لدى علمها بفقد ساقيها، قالت إنها لم تكن تعلم بما ألمَّ بها إلا عندما جاءت الطبيبة لتتفقَّدها وهي نائمة على سريرها في مستشفى "الشفاء"؛ حيث استيقظت من دون أن تفتح عينيها، وسمعت الطبيبة تسأل والدتها: "هل أخبرتموها بما أصابها؟ فأجابتها أمي بأنها لم تفعل بعد".

وقالت: "رفعت رأسي وسألتهم عما يقصدونه، فأخبرتني الطبيبة بأنهم أجروا لي عملية بتر بالأطراف"، صمتت جميلة وابتسمت ببراءة لا تخلو من مرارة، قبل أن تستكمل: "اعتقدت أنهم بتروا القدم فقط؛ لأنني كنت أشعر بساقيَّ تمامًا، لكنهم بتروا الساقين من فوق الركبة".

معنويات عالية

وبالرغم من حجم المصاب تتمتع جميلة بمعنويات مرتفعة، مؤكدةً أنها حمدت الله على ما حلَّ بها وبأفراد أسرتها، وقالت: "قررت من تلك اللحظة ألا أسمح لليأس أو الإحباط أن ينالا مني".

وعن رحلة العلاج في السعودية، قالت إنها تلقَّت وابن عمها محمد دعوةً من العاهل السعودي للعلاج على نفقته في مستشفى "الرياض" عقب مقابلتها مع "الجزيرة"، مشيرةً إلى أنها مكثت أكثر من ستة أشهر في السعودية، ركَّبوا لها خلالها ساقين اصطناعيتين.

وصمتت قبل أن تقول بمرارة إنها بعد عودتها إلى غزة أخبرها الاختصاصيون في مركز "الشوا" للعلاج الطبيعي بأن الطرفين غير ملائمين وأن جسدها يرفضهما.

وتتذكر جميلة أنها كانت عاجزةً عن استخدام الطرفين، وكانت تشعر بآلام كبيرة لدى محاولة السير، قبل أن تسافر إلى سلوفينيا مع عدد من الجرحى، وتركِّب ساقين جديدتين قبل أن تعود بهما إلى غزة منذ نحو شهر، وقالت إنها تتدرب على المشي عليهما يوميًّا بمساندة العكازين، لافتةً إلى عزمها التخلي عن العكازين قريبًا.

الوالدان: لماذا استهدفوا أطفالنا؟!

وبقدر الفخر الذي يُبديه والدا جميلة وهما يتحدثان إلى مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" بمعنوياتها المرتفعة، وإصرارها على الصبر والصمود؛ فإن عوامل الثورة والغليان تعمل عملها في قلبيهما ضد هذا العدو المجرم الذي استسهل استهداف الأطفال في غزة.

يقول والدها محمد (38 عامًا): "كان الأطفال يلعبون على السطح؛ حيث يوجد دجاج وطيور.. كانت الكهرباء مقطوعة، ولنا عدة أيام في البيت ومحيط المنزل آمن فقلت لا بأس أن يلهو على السطح رغم أن زوجتي كانت خائفة من ذلك".

وصمت قبل أن يقول: "إنه لم يكن يتصور أن يصل الإجرام إلى حدِّ استهداف الأطفال، فلا مقاومة في المكان ولا مستهدفين، قلت لزوجتي يومها: لا تخافي الاحتلال لديه تكنولوجيا وهو يرى أن هؤلاء أطفال".

وأضاف: "لم أكد أتمُّ كلامي حتى حدث القصف أسرعت إلى السطح، وأول ما شاهدت وجدت جميلة وكانت مقطوعة الساقين وكانت أشبه بالمسلوخة، وكانت زوجة شقيقي تصرخ، ثم انتبهت إلى ابنتي شذا وابنة شقيقي إسراء، اكتشفت أنهما استُشهدتا، أما محمد ابن أخي فطار جسده إلى منزل الجيران، وبُترت ساقه إلى منزل الجيران.

وتقول والدة جميلة، هالة الهباش (37 عامًا): "إنها لا تزال تفكر، وتتساءل: لماذا قصفوا وقتلوا أطفالنا؟! ما خطورتهم عليهم؟!، كانوا يقولون في الإعلام إنهم يحاربون "حماس" فنجدهم يقصفون الأطفال.. ما هذا الجنون؟".

وقالت إن جميلة في ذلك اليوم ساعدتها في إعداد الطعام وغسل الملابس قبل أن تصعد إلى السطح لتقضي بعض الوقت مع بقية الأطفال؛ الذين أصروا على الصعود ليخففوا عن أنفسهم من حجم التوتر الموجود؛ نتيجة الحبس الإجباري الذي عشناه، حتى حدث ما حدث ليبقى شاهدًا على أن "وحشية الاحتلال لا حد لها".

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

شمال غزة.. ذكريات مؤلمة وحكايات مجازر ما زالت شاهدة

(تقرير)

[ 27/12/2009 - 02:58 م ]

Images2009_News_2009_December_27_GazzaDamarShamalGazza_300_0.jpg

أحد المنازل التي دمرها العدوان الصهيوني

على شمال غزة - (أرشيف)

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) لعام 2008م، يوم تعجز الذاكرة الفلسطينية عن نسيانه أبد الدهر، فقد مضى على الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام كامل, وما زالت حكايات الموت التي تقشعر لها الأبدان ومشاهد الدمار والخراب للمنازل والمساجد المدمرة شاهدة على بشاعة المجازر الصهيونية التي ارتكبت خلال الحرب.

وتستمر ذاكرة الفلسطينيين في شمال القطاع باسترجاع مأساة الحرب التي طالت نيرانها أُسَرًا بكاملها، والتي كان من بينها عائلة بعلوشة وعائلة ريان وعائلة ديب وعوائل أخرى مزقت قذائف الطائرات أجساد أطفالها الأبرياء في مشاهد مروعة نزفت فيها القلوب دمًا على فراق الأحبة وما خلفته أثار الحرب.

وفي أقوى صور الهمجية الصهيونية التي خلفتها الحرب بحق أهالي شمال قطاع غزة كان استهداف مسجد الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة وبداخله المصلون يؤدون صلاة المغرب, واستهداف مئات العائلات في ساحة مدرسة الفاخورة لتتناثر أشلاؤهم على الجدران والشوارع, وكذلك استهداف منزل الشيخ المجاهد الدكتور نزار ريان وبداخله 16 شخصًا ما بين طفل وامرأة ليرتقوا جميعًا شهداء.

وقد خلفت الحرب الصهيونية الأخيرة في شمال غزة 450 شهيدًا، وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وإصابات في حالات إعاقة دائمة.

عائلة ديب

ذكرى مريرة بفقدان الأحبة

الحاجة أم محمد ديب (42 عامُا) التي فقدت زوجها و3 من أبنائها خلال مجزرة مدرسة الفاخورة وكذلك بُترت ساقا ابنها, أخذت ذكرياتها تعود إلى ما قبل عام وعلامات الحزن تبدو جلية على وجهها، وتقول: "كل يوم هو جرح جديد لي, فعند مشاهدتي لصور زوجي وأبنائي الشهداء، أو رؤية ابني الجريح زياد الذي لم يتجاوز من العمر 27 عامًا، وقد أصبح معاقًا، يتجدد الحزن, فمشهد القصف ورؤية دماء زوجي وأبنائي تملأ المكان".

وتكمل حديثها قائلة: "عندما تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم أشعر بنار في قلبي تحرقني وتحرق معها كل الذكريات الجميلة التي عشتها مع زوجي وأبنائي, لقد عشت عامًا حزينًا، واليوم يتجدد هذا الحزن بشدة، ففي مثل هذه الأيام افتقدناهم وسالت دماؤهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل".

وتعود ذاكرة بكر معين ديب 20 عامًا، الذي فقد خمسة من أفراد أسرته، ليروي حكاية مجزرة الفاخورة قائلاً: "لقد كانت عائلتي جالسة في ساحة المنزل، وأثناء خروجي من المنزل سمعت صوت قصف صهيوني، فعدت بسرعة باتجاه منزلنا، لأجد أبي وأمي وأخوتي مضرجين بالدماء، وأختي قد تناثر جسدها على الجدران، فخرجت إلى الشارع باتجاه مدرسة الفاخورة، فرأيت جثثًا المواطنين ممزقة في محيط المدرسة، ورأيت جثثًا محروقة ومتفحمة لأطفال بجوار مدرسة الفاخورة ".

وأضاف بكر قائلا:" هذه ذكريات مؤلمة جدًّا لنا، لقد فقدت أحد عشر فردًا من أفراد عائلتي خلال هذه المجزرة، وذاكرتي لا تقوى على نسيانها، وتفاصيل الحرب سأرويها لكل من لا يعرف قصتنا لكي تبقى شاهدة على جريمة هذا الاحتلال".

عائلة بعلوشة

دموع وأحزان على أطفال أبرياء

كثيرة هي الذكريات المؤلمة التي تمر على عائلة المواطن أنور بعلوشة (38 عامًا), حيث منزلها الذي هُدم فوق رؤوس بناتها مع بداية الحرب الصهيونية عندما قصفت الطائرات مسجد عماد عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث تهاوى منزل العائلة القريب من المسجد على من فيه، فاستشهدت (تحرير وإكرام وسمر ودينا وجواهر) تاركين خلفهن أحزانًا لا تستطيع الأفراح محوها من الذاكرة.

وبصوت يعتريه الحزن والأسى يقول بعلوشة: "نحن لا نعيش على ذكريات الحرب، بل نعيش آلامها وأحزانها كما هي منذ أن بدأت, فلا يمر عليَّ يوم إلا وأتذكر بناتي الخمس اللواتي ذهبن في غمضة عين بسبب هذا الإجرام والحقد الصهيوني".

يتوقف بعلوشة قليلاً محاولاً إخفاء دموع عينه، ثم يقول: "لقد اشتقت إلى بناتي، فصوتهن لا يفارق سمعي منذ استشهادهن, لقد كانت أيامنا سعيدة ومستورة، وبناتي يحلمن كباقي الأطفال، ولم يعرفن أنه سيأتي اليوم الذي تطالهن فيه يد الغدر الصهيوني التي طالت البشر والشجر والحجر".

وتجلس أم محمد بعلوشة وهي تنظر إلى صور بناتها الخمس وصوت آهاتها يعلو لذكرى أليمة تجدد فيها حزنها على فلذات كبدها, لتقول: "لا تحرموني من بناتي، لقد اشتقت إليهن، فصورهن لا تفارق عيني منذ استشهادهن, تأتي ذكرى الحرب لتحرق قلبي على بناتي مرة أخرى كما حرقته وقت استشهادهن".

وتتصارع دمعاتها التي تساقطت على صور بناتها قائلةً: "متى سيتحرك العالم لمحاكمة هؤلاء المجرمين الصهاينة الذين قتلوا بناتي وأحرقوا قلبي عليهن, فما زلت أتذكر كيف كانت تحرير (18 عامًا) تساعد أخواتها وتساعدني في البيت, لقد كانت أيامًا جميلة حرقها الصهاينة في لحظات ودون أي عقاب، حسبي الله ونعم الوكيل".

أما شقيقة الشهيدات الخمسة الطفلة سماح بعلوشة (11 عامًا) لم تتوقف عبراتها عن الهطول عندما تحدثت عن أجمل الذكريات التي عاشتها مع شقيقتها, وقالت: "كل ما أتذكره أنني اشتقت إليهن جميعًا، إنهن ذهبن إلى الجنة، وأتمنى أن التحق بهن".

مجزرة مسجد يروي رواده حكايته

لم تكن المساجد والمآذن خلال الحرب الصهيونية الأخيرة في مأمن من بطش طائرات الاحتلال الصهيوني، فمنذ اليوم الأول بدأت دولة الاحتلال استهداف المساجد بشكل مباشر، لتطال نيران حقدها بعد أيام من الحرب مسجد الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة وبداخله المصلون يؤدون صلاة المغرب، لتُرتكب مجزرة حقيقية بحق المصلين في ذلك المسجد.

وعن هذه المجزرة يقول أبو محمد السيلاوي الذي فقد فيها خمسة من أفراد عائلته: "في ذلك الوقت كنا نصلي المغرب والعشاء جمعًا بسبب ظروف الحرب، وأثناء موعظة كان يلقيها أحد الشيوخ كانت طائرات الاحتلال تطلق حمم صواريخها على المصلين بداخل المسجد لتقتل ستة عشر مصليًا تناثرت أشلاؤهم على الجدران، وسالت دماؤهم على أبواب المسجد".

ويضيف أبو محمد بصوت يعتريه الحزن والأسى: "هذه الذكرى تفتح جرحنا من جديد، وبيت عزاء جديد، فهي تذكرنا بهؤلاء الشهداء الذين ما نسيناهم منذ رحيلهم قبل عام, ففي هذه الأيام لم يبق لنا سوى أن ندعو الله أن يرحمهم".

أما رامز أبو ناجي من رواد المسجد فيقول: "هذه الجريمة لم تنته أحداثها بعد، فهناك العديد من المصابين ما زالوا يعانون من إعاقات دائمة نتيجة الأسلحة المحرمة دوليًّا التي استخدمها الاحتلال في حربه البشعة وتسببت في إعاقات تلازمهم طوال حياتهم".

وأضاف: "لقد أدينا الصلاة داخل المسجد خلال الحرب لنقول للاحتلال أن مساجدنا باقية، ومآذننا شامخة، ولن تسقط بإذن الله, وأن المجازر لن ترهب شعبنا، وسنبني مساجدنا من جديد لتخرج حفظة القرآن الكريم".

لؤي صبح

ذكريات حرب أفقدته بصره

الطفل لؤي صبح (11 عامًا) كان ضحية جديدة لحرب لم ترحم طفولته البريئة رغم صغر سنه, فهذه الحرب التي مضى على فصولها عام واحد لم تكتف بأن تفقده بصره، بل أفقدته ثلاثة من أفراد أسرته في جريمة بشعة أخذ هو يرويها بعد صمت طويل ومحاولة الخروج من المنزل هاربًا من كابوس تلك الجريمة التي لا يريد أن يتذكرها، ولكن بعد أقنعناه بضرورة تحدثه قال: "عندما بدأت الحرب أجبرتنا قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على مغادرة المنزل, فخوفًا من القصف المستمر غادرت عائلتنا المنزل، وذهبنا إلى مدارس الوكالة، وبقينا في مدارس الوكالة مدة من الوقت، وعندما أعلن الاحتلال عن تهدئة لساعتين خرجنا لجلب بعض الأغراض من منزلنا، ولما وصلنا إلى المنزل ورغم حملنا راية ببيضاء لتحمينا؛ قصفنا اليهود بإطلاق بقذيفة فسفورية بعد أن اعتقدنا أن الراية ستحمينا فاستشهد ابن عمي الذي مزقت الشظايا جسده، وأصبت أنا بشظايا في عيني أفقدتني البصر".

وبحرقة في صوته أخذ الطفل لؤي يقول: "أنا طفل فلسطيني لا أملك الصواريخ، لكن الصهاينة حرموني من النظر، ومن ابن عمي ومن كل شيء, ما ذنبي أن أفقد بصري، وألا ألعب كباقي أطفال العالم، وألا أسير مع أصدقائي في الطرقات نلهو ونلعب معًا, فانا محروم من اللعب بسبب حرب الصهاينة, متى يتحرك العالم لمحاكمة هؤلاء المجرمين".

أما والدة الطفل لؤي صبح فقدت أخذت تنظر إلى ابنها ودموعها تسيل بمرارة على وجهها وتقول: "عام على الحرب وما زال الصهاينة طلقاء، أين العدالة في هذا العالم؟ هذا طفل صغير لماذا يُحرم من بصره؟ ماذا فعل ابني لـ"إسرائيل" لكي يحرموه من بصره وأحلامه وطفولته، حسبنا الله ونعم الوكيل".

عائلة أبو حليمة

يتجدد حزنها على محرقة أبنائها

لم يُبق الاحتلال أسلوبًا في الإجرام إلا وقد استخدمه مع عائلة أبو حليمة في منطقة العطاطرة التي نُفذت بحقها أبشع المجازر والجرائم إبان الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع, تلك المجزرة يروي حكايتها إسلام أبو حليمة (22 عامًا) أحد النجاة من المجزرة المروعة قائلاً: "كانت عائلي جالسة في المنزل بينما كنت خارجه، وفجأة سمعت صوت انفجار, فعدت إلى المنزل لأرى جثثًا مشتعلة ومحروقة لأبي وإخوتي وزوجة أخي على عتبة المنزل، وكانت جثة أبي تزيد اشتعالاً كلما حاولنا إطفاءها لاستخدام الاحتلال قذائف الفسفور الأبيض المحرمة دوليًّا".

ويضيف أبو حليمة: "خرجت من المنزل ببعض المصابين من عائلتي على عربة جرار، وفي الطريق أوقفنا الجيش "الإسرائيلي" فرفعنا أيدينا، إلا أن الاحتلال قام بإعدام سائق العربة بإطلاق النار على رأسه، كما قاموا بإعدام ابن عمي، فقمنا بالهروب من ذلك المكان، وبعد خروجنا رأينا الاحتلال يطلق النار على الجثث التي تركناها في جريمة فوق جريمتهم التي ارتكبوها بقذائف الفسفور".

إسلام في ذكرى استشهاد ستة من أفراد أسرته يقول: "لا تتركوا مجرمي الحرب الصهاينة طلقاء, هناك تقرير دولي اسمه "تقرير غولدستون" يدين الاحتلال، فلماذا لا يتحرك العالم لمحاكمة المجرمين الصهاينة؟ لقد نفذت "إسرائيل" بحق عائلتي جريمة بشعة لا يتصورها العقل البشري, هؤلاء المجرمون يجب أن يحاكَموا وأن يذوقوا الكأس نفسه الذي تجرعناه".

الشهيد نزار ريان

حياة جهاد تتوج بالشهادة

عرفته غزة في ميادين الجهاد والعلم، فهو الذي ملأ أروقة الجامعة الإسلامية بغزة علمًا بقسم الحديث في كلية أصول الدين، وليس غريبًا أن تراه العيون في ساحة المعركة مجاهدًا بين صفوف المجاهدين يدافع عن الأرض والعرض.

الشيخ الدكتور نزار عبد القادر محمد ريان -العسقلاني- القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم يكن استشهاده يومًا عاديًّا للشعب الفلسطيني الذي عرف الشيخ بعطائه اللا محدود للفقراء الذين جاءوه من كل مكان, وبعلمه الواسع الذي أنار الله تعالى به طريق المجاهدين وقلوبهم على أرض فلسطين لمحاربة أعداء الله اليهود.

في حرب الفرقان كان الشيخ نزار ريان على موعد مع الشهادة، ففي يوم السادس من الحرب استهدفت الطائرات الصهيونية منزله المكون من عدة طوابق بحي الخلفاء وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ليتحول المكان بالكامل إلى ساحة من الدمار، فيما تناثرت أشلاء الأطفال على الجدران، وانتُزع بعضها من تحت الركام، وقد استشهد الشيخ وهو يحتضن أفراد أسرته حين نالت الصواريخ من أجسادهم في مجزرة مروعة اختلطت فيها الأنقاض بالدماء والأشلاء.

وقد رحل الشيخ المجاهد نزار ريان مع زوجاته الأربع هيام تمراز، نوال الكحلوت، إيمان كساب، شيرين عدوان، بالإضافة إلى عشرة من فلذات أكباده، هم غسان، عبد القادر، آية، مريم، زينب، عبد الرحمن، عائشة، حليمة، أسامة بن زيد, جميعهم رحلوا وبقي الركام والدمار.

في شمال قطاع غزة يؤكد الأهالي أن ذكرى الحرب الصهيونية لا يمكن أن تٌنسى, فمشاهدها الدامية باقية، ومشاهدتها لصور الشهداء والجرحى وهم يموتون ويأنون على الأرض، والأطفال يصرخون ولا مغيث، تحيي الذكرى كل يوم.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...