صفوت الزيات : المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك أساليب أكثر تطوراً

[أسامة الكباريتي]

صفوت الزيات : المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك أساليب أكثر تطوراً

مركز البيان للإعلام

أكد الباحث في الشؤون العسكرية العميد صفوت الزيات أن المقاومة في حرب غزة الأخيرة نجحت في أن تواصل عمليات الإطلاق الصاروخي خلال مدة الحرب وربما إلى حوالي 15 ساعة بعد أن أعلنت دولة العدو توقف العمليات الرئيسية لهذه الحرب، وربما معدلات الإطلاق على مدار الحملة التي استمرت 22 يوم، وربما أيضاً كفاءة استخدام الإطلاقات الصاروخية رغم حالة التكثيف الجوي الذي شمل كل قطاع غزة، يؤكد أن المقاومة قد تكيفت مع هذا الأمر وقد يكون لها أساليب أكثر تطوراً بناءً على خبرة عملية الرصاص المصهور السابقة.....

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع القسام مع الباحث في الشؤون العسكرية العميد صفوت الزيات:

- بدايةً هل تتوقع أن يكون هناك تصعيد عسكري من قبل العدو الصهيوني ؟وفي أي اتجاه سيكون هذا التصعيد ؟

حالياً لا يتوقع هذا التصعيد العسكري خلال الفترة القادمة طالما أن هناك محادثات تبدأ من أول أكتوبر بين المجموعة الدولية وإيران حول برنامج النشاط النووي الإيراني على نحو خاص، وبالتالي إن فرصة إعطاء ضوء أخضر من قبل الإدارة الأمريكية وجيش الاحتلال الصهيوني على نحو خاص للقيام بعمل ما خارج الحدود فهذا أمر مستبعد في الفترة القادمة إضافة إلى أن "دولة العدو" حتى الآن لم تستكمل المنظومة الدفاعية الصاروخية والتي حسب ما يريدون لها ربما تكون جاهزة للعمل في منتصف العام القادم وبالتالي ليس متوقع وفقاً لهذه المعطيات على نحو خاص قيام الجيش الصهيوني بعمل عسكري كبير على غرار ما حدث خلال شتاء هذا العام تجاه غزة.

- برأيك ما هو شكل العمليات العسكرية الصهيونية القادمة إن حدثت في قطاع غزة؟

أتصور أن شكل العمليات القادمة في غزة ربما لا نتوقع أن تأخذ شكل مغاير دراماتيكي عن ما تم في المرحلة الماضية ولكن المتصور أن هناك سيكون كثافة جوي نيراني ومدفعي على التوازي، وربما محاولة توريط جماعات المقاومة الفلسطينية على نحو خاص، لدفعها لإطلاق المزيد من الصواريخ تجاه المغتصبات الصهيونية ، في محاولة لاختبار الجاهزية العملياتية للأنظمة الدفاعية الصاروخية التي يتوقع دخولها الخدمة حسب المتاح من التقارير الصهيونية خلال الأيام الماضية.

-كيف تنظر الى دور الوحدات الخاصة الصهيونية في تنفيذ العديد من عمليات التوغل واختطاف المواطنين على حدود قطاع غزة ؟

دور الوحدات الخاصة ربما سيتزايد هو يأمل إلى حد كبير في محاولة استكشاف شكل الدفاعات التي تم تعديلها وتم تطويرها من قبل المقاومة خاصة على مشارف المدن والتجمعات السكانية في قطاع غزة على نحو خاص، ربما هذه العمليات الخاصة تؤشر إلى أنه يأمل ربما في الوصول إلى اكتشاف أين يتواجد الجندي المأسور شاليط، ربما يحاول التعامل مع بعض عملائه في قطاع غزة على نحو خاص لمعرفة وإلمام بشبكة القيادة والسيطرة لدى جماعات المقاومة في قطاع غزة وبالتالي هي عمليات روتينية الغرض منها دائماً تعزيز وتطوير قائمة الأهداف التي يعتمد عليها العدو عند نشوب صراع مسلح موسع على نحو ما شهدناه في العمليات الافتتاحية للجيش الصهيوني في عملية الرصاص المصهور في ديسمبر 2008 ويناير 2009.

- هل تعتقد ان هناك ارتباط بين صفقة التبادل والنشاط الذي يقوم به العدو الصهيوني على حدود غزة ؟

هو يأمل إلى حد كبير في الوصول إلى نتيجة قد تقلص له على سبيل المثال من المطلوب منه على نحو خاص في مقابل الصفقة، اليوم لدينا وزير الخارجية المصري على سبيل المثال ربما يدعو دولة العدو في محاولة ضغط مصرية بقبول تبادل ما يوازي 1000 أسير مقابل الإفراج عن الجندي الأسير، فهناك ضغط على حكومة نتنياهو حتى من أصدقائها العرب على نحو خاص بالقبول بتبادل مثل هذه الصفقة فربما هي محاولة للحفاظ على بعض من ماء الوجه من قبل هذه الحكومة الصهيونية المتعصبة لتنفيذ والانتهاء من هذه الصفقة.

- على ماذا تدل الأوامر التي أصدرها قادة العدو والذي يأمر فيها جنوده بإطلاق النار على أي مجموعة تأسر جندي حتى لو تعرضت حياة الأخيرة للخطر؟

هذا يؤكد ما سبق ما قلناه وما سبق أن مررتموه أنتم في كتائب القسام إبان حملة الرصاص المصهور، هناك ما يسمى بإجراء هانيبال وهو يبدو أن الجيش الصهيوني يؤكد على مسألة أن الأفضل أن يكون الصهيوني ميتاً من أن يكون أسيراً، وبالتالي شهادة قائد لواء ناهال الأخيرة يأتي ربما ليؤكد أن مثل هذا التوجه موجود من جانب الطرف الصهيوني، وإن كان غير مكتوب لكن هذه تعليمات وهذه دلالة كبيرة على أن هذه التعليمات مازالت قائمة وموجودة على الأرض لدى الجيش الصهيوني.

-كيف ستتكيف المقاومة في غزة مع مشكلة طيران الاستطلاع الصهيوني الذي لعب دوراً هاماً في الحرب الأخيرة ؟

أعتقد أن المقاومة في حرب غزة الأخيرة ربما نجحت في أن تواصل عمليات الإطلاق الصاروخي خلال مدة الحرب وربما إلى حوالي 15 ساعة بعد أن أعلنت دولة العدو توقف العمليات الرئيسية لهذه الحرب، وربما معدلات الإطلاق على مدار الحملة التي استمرت 22 يوم، وربما أيضاً كفاءة استخدام الإطلاقات الصاروخية رغم حالة التكثيف الجوي الذي شمل كل قطاع غزة، يؤكد أن المقاومة قد تكيفت مع هذا الأمر وقد يكون لها أساليب أكثر تطوراً بناءً على خبرة عملية الرصاص المصهور السابقة، لكن تصور حيازة المقاومة إلى أنظمة دفاع جوي هو أمر تتحدث عنه دولة العدو كثيراً وإن كان حتى الآن ليست هناك مؤشرات لتواجده على الأرض بصورة كبيرة، المقاومة بلا شك في حالة جهاد وفي حالة سعي دؤوب لمحاولة استعادة مخزوناتها الصاروخية قد تأمل في الحصول على أنظمة صاروخية مضادة للطائرات في يوم ما ولكن من المؤكد أن هناك عمل إلى حد ما تدركه المقاومة وتدرك ماذا يعني العمل تحت سيطرة أو في ظل السيادة الجوية الصهيونية ربما يمكن للمقاومة في فترة قادمة أن تنتهج نفس خطوات على سبيل المثال ما يتم الآن في الجبهة اللبنانية من تطوير حزب الله لقدرات دفاعية ولكن في ظل هذا الأمر إلى حد ما محدود القدرة بحكم التطور التقني الهائل لدى الطيران الصهيوني على نحو خاص.

- في حال حدوث أي تصعيد صهيوني جديد .. برأيك هل سيكون ذلك رد فعل أم طبقاً لقرار سياسي معد مسبقاً؟

أعتقد أن مسألة تواجد خطة معدة مسبقاً هي مسألة قائمة، الجيش الصهيوني لديه خطط مسبقة ومعدة للعمل سواء في قطاع غزة أو في الضفة أو في جنوب لبنان، وحتى ضد الجبهات التقليدية على سبيل المثال الجبهة السورية أو الجبهة المصرية أو الجبهة الأردنية، كما نتكلم فرع العمليات في رئاسة الأركان الصهيونية لديه دائماً خطط وخطط محدثة أولاً بأول، ولكن يبدو الأمر سيتوقف في كل مرة على القرار السياسي الصهيوني بالدرجة الأولى والذي أيضاً لا يمكن أن يتخذ بعيداً عن الإشارات الخضراء من قبل الإدارة الأمريكية، وإن كان تقرير ملتستون الأخير الذي ربما ظهر في الأسبوع الماضي والذي أدان دولة العدو في جرائم حرب قد يجعل من الإدارة الأمريكية تتردد كثيراً في منح مثل هذا الضوء الأخضر مرة أخرى.

- ما هي النصائح التي تقدمها للمجاهدين في حال حدوث حرب جديدة لا سمح الله ؟

كل ما نأمله الدروس المستفادة من حرب الرصاص المصهور السابقة عليهم أن يعملوا على تطويرها وعلى استيعابها وعلى تطوير أنظمتهم في السيطرة وعلى عمليات الانتشار، عليهم بقدر الإمكان أن يمتلكوا زمام المبادئة عليهم بقدر الإمكان أن يعملوا خلال هذه الفترة على مزيد من التدريب لزيادة الكفاءة القتالية واستعادة مخزون وتطوير الأنظمة القتالية لديهم لأن هناك أنظمة دفاعية صهيونية ربما ستنشر في الخدمة العملياتية خلال العام القادم وأتصور أيضاً أنه مزيد من الاعتماد على التهيؤ للعمل في المناطق الحضارية بمعنى العمل في المناطق المأهولة سكانياً، وأتصور أن ضبط النفس خلال هذه الفترة مطلوب للغاية وعدم انجرار المقاومة أو فصائل المقاومة لإطلاقات صاروخية متواترة أو على فترات متباعدة هذا الأمر غير مطلوب الآن، المطلوب استعادة الكفاءة القتالية تدريباً ومخزوناً من أسلحة، تحسباً لمواجهة قادمة، بينما هذه الإطلاقات المتواترة بين يوم وآخر ربما قد تصب في خانة ربما عدم كفاءة القيادة والسيطرة، وربما بعض العناصر داخل قطاع غزة التي ربما تريد توريط المقاومة مبكراً في مواجهة هي ليست مطلوبة الآن.

تعقيب: شكَّلَ الجنرال الزيات مع قناة الجزيرة ما يمكن اعتباره الرديف الأول للمقاومة الإسلامية في فلسطين إبان الحرب على غزة .. كنا نستبشر بطلته علينا بوجهه السمح على قناة الأقصى وعلى قناة الجزيرة أيضا ..

أطفال غزة يعرفونه حق المعرفة .. فلطالما رفع المعنويات في القطاع بمداخلاته التحليلية التي لم يكن فيها مجرد محلل عسكري رائع ومحايد .. فقد كانت دماثة خُلُقه وحسن استهلاله مدخلا جيدا للاستبشار بالصمود الكبير ..

إشاراته المتكررة لاستمرارية القصف الصاروخي القسامي وتطور نوعية الصواريخ المستخدمة على قلة فاعليتها من حيث القوة التدميرية لكن أثرها النفسي في العدو كان الجنرال يقرأه بشكل جيد ..

وكثيرا ما كانت تحليلاته تحمل نوعا من التوجيه المعنوي وحتى العسكري .. المعنوي للشعب الذي بهر العالم بصموده الجبار .. والعسكري لقيادات المقاومة .. حتى أن مداخلاته كثيرا ما جاءت دروسا في الاستراتيجية والتكتيك في جامعته المفتوحة على الهواء ..

نعم الرجل .. نعم الأخ ..

تم تعديل 30 سبتمبر 2009 بواسطة أسامة الكباريتي