اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شرح ميثاق العمل الوطني


zamakany

Recommended Posts

باب 3 (جذور النضال المصري بقلم جمال عبد الناصر

منذ زمان بعيد فى الماضى لم تكن هناك سدود بين بلاد المنطقة التى تعيش فيها الأمة العربية الآن، وكانت تيارات التاريخ التى تهب عليها واحدة؛ كما كانت مساهمتها الإيجابية فى التأثير على هذا التاريخ مشتركة، ومصر بالذات لم تعش حياتها فى عزلة عن المنطقة المحيطة بها، بل كانت دائماً بالوعى - وباللاوعى فى بعض الأحيان - تؤثر فيما حولها، وتتأثر به كما يتفاعل الجزء مع الكل، وتلك حقيقة ثابتة تظهرها دراسة التاريخ الفرعونى صانع الحضارة المصرية والإنسانية الأولى، كما تؤكدها بعد ذلك وقائع عصور السيطرة الرومانية والإغريقية.

وكان الفتح الإسلامى ضوءاً أبرز هذه الحقيقة، وأنار معالمها، وصنع لها ثوباً جديداً من الفكر والوجدان الروحى، وفى إطار التاريخ الإسلامى، وعلى هدى من رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - قام الشعب المصرى بأعظم الأدوار دفاعاً عن الحضارة والإنسانية، وقبل أن ينزل ظلام الغزو العثمانى على المنطقة بأسرها كان شعب مصر قد تحمل ببسالة منقطعة النظير مسئوليات حاسمة لصالح المنطقة كلها؛ كان قد تحمل المسئولية المادية والعسكرية فى صد أول موجات الاستعمار الأوروبى التى جاءت متسترة وراء صليب المسيح؛ وهى أبعد ما تكون عن دعوة هذا المعلم العظيم، وكان قد تحمل المسئولية المادية والعسكرية فى رد غزوات التتار، الذين اجتاحوا سهول الشرق واجتازوا جباله؛ حاملين الخراب معهم والدمار، ثم كان قد تحمل المسئولية الأدبية فى حفظ التراث الحضارى العربى وذخائره الحافلة، وجعل من أزهره الشريف حصناً للمقاومة ضد عوامل الضعف والتفتت؛ التى فرضتها الخلافة العثمانية استعماراً ورجعية باسم الدين، والدين منها براء.

ولم تكن الحملة الفرنسية على مصر - مع مطلع القرن التاسع عشر - هى التى صنعت اليقظة المصرية فى ذلك الوقت، كما يقول بعض المؤرخين؛ فإن الحملة الفرنسية حينما جاءت إلى مصر وجدت الأزهر يموج بتيارات جديدة تتعدى جدرانه إلى الحياة فى مصر كلها؛ كما وجدت أن الشعب المصرى يرفض الاستعمار العثمانى المقنع باسم الخلافة، والذى كان يفرض عليه - دونما مبرر حقيقى - تصادماً بين الإيمان الدينى الأصيل فى هذا الشعب، وبين إرادة الحياة التى ترفض الاستبداد.. ولقد وجدت هذه الحملة مقاومة عنيفة لسيطرة المماليك، وتمرداً مستمراً على محاولاتهم لفرض الظلم على الشعب المصرى، وبرغم أن هذه المقاومة العنيفة والتمرد المستمر قد كلفا شعب مصر غالياً فى ثروته الوطنية وفى حيويته؛ فإن الشعب المصرى كان صامداً ثابت الإيمان. على أن الحملة الفرنسية جاءت معها بزاد جديد لطاقة الشعب الثورية فى مصر ذلك الوقت؛ جاءت ومعها لمحات من العلوم الحديثة التى طورتها الحضارة الأوروبية، بعد أن أخذتها من غيرها من الحضارات؛ والحضارة الفرعونية والعربية فى مقدمتها؛ كذلك جاءت معها بالأساتذة الكبار الذين قاموا بدراسة أحوال مصر والكشف عن أسرار تاريخها القديم، وكان هذا الزاد يحمل فى طياته ثقة بالنفس، كما كان يحمل آفاقاً جديدة تشد خيال الحركة المتحفزة للشعب المصرى. ولقد كانت هذه اليقظة الشعبية هى القوة الدافعة وراء عهد محمد على، وإذا كان هناك شبه إجماع على أن محمد على هو مؤسس الدولة الحديثة فى مصر؛ فإن المأساة فى هذا العهد هى أن محمد على لم يؤمن بالحركة الشعبية التى مهدت له حكم مصر، إلا بوصفها نقطة وثوب إلى مطامعه، ولقد ساق مصر وراءه إلى مغامرات عقيمة استهدفت مصالح الفرد؛ متجاهلة مصالح الشعب.

إن اليابان الحديثة بدأت تقدمها فى نفس هذا الوقت الذى بدأت فيه حركة اليقظة المصرية، وبينما استطاع التقدم اليابانى أن يمضى ثابت الخطى؛ فإن المغامرات الفردية عرقلت حركة اليقظة المصرية، وأصابتها بنكسة ألحقت بها أفدح الأضرار. إن هذه النكسة فتحت الباب للتدخل الأجنبى فى مصر على مصراعيه، بينما كان الشعب قبلها قد رد - بتصميم ونجاح - محاولات غزو متوالية، كانت أقربها فى ذلك الوقت حملة "فريزر" ضد رشيد.

ومن سوء الحظ أن النكسة وقعت فى مرحلة هامة من مراحل تطور الاستعمار؛ فإن الاستعمار كان قد تطور فى ذلك الوقت من مجرد احتلال المستعمرات واستنزاف مواردها إلى مرحلة الاحتكارات المالية لاستثمار رءوس الأموال المنهوبة من المستعمرات، وكانت النكسة فى مصر باباً مفتوحاً لقوى السيطرة العالمية. وبدأت الاحتكارات المالية الدولية دورها الخطير فى مصر، وركزت نشاطها فى اتجاهين واضحين، هما: حفر قناة السويس، وتحويل أرض مصر إلى حقل كبير لزراعة القطن؛ لتعويض الصناعة البريطانية عن أقطان أمريكا التى قل ورودها إلى بريطانيا بسبب انتهاء سيطرتها على أمريكا، ثم انقطع وصولها تماماً بسبب ظروف الحرب الأهلية الأمريكية، ولقد عاشت مصر فى هذه الفترة تجربة مروعة؛ استنزفت فيها كل إمكانيات الثروة الوطنية لصالح القوى الأجنبية، ولمصلحة عدد من المغامرين الأجانب؛ الذين تمكنوا من السيطرة على أمراء أسرة محمد على، وساعدهم على ذلك فداحة النكسة التى أصيبت بها حركة اليقظة المصرية.

على أن روح هذا الشعب لم تستسلم، وإنما استطاعت تحت المحن العصيبة فى هذه الفترة أن تختزن طاقات تحفزت لإطلاقها فى اللحظة المناسبة، وكانت هذه الطاقة هى العلم الذى حصل عليه آلاف من شباب مصر الرواد ممن أرسلوا - أيام الصحوة التى سبقت النكسة من حكم محمد على - إلى أوروبا ليتمكنوا من العلم الحديث؛ فإن هؤلاء استطاعوا بعد عودتهم إلى الوطن أن يجلبوا معهم بذوراً صالحة، ما لبثت التربة الثورية الخصبة لمصر أن احتضنتها؛ لتخرج منها بشائر نبت ثقافى جديد راح ينشر ألواناً رائعة من الأزهار على ضفاف النيل الخالد، وليس صدفة أن هذه الزهور المتفتحة على ضفاف وادى النيل كانت بمثابة الومضات اللامعة التى لفتت أنظار العناصر المتطلعة إلى التقدم فى المنطقة كلها نحو مصر، وجعلت منها فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر منبراً للفكر العربى كله، ومسرحاً لفنونه، وملتقى لكل الثوار العرب من وراء الحدود المصطنعة والموهومة، ولقد أحست الاحتكارات الاستعمارية الطامعة فى المنطقة بالأمل الجديد يستجمع قواه ويتحفز، وكانت بريطانيا بالذات لا تحول أنظارها عن مصر؛ بحكم اهتمامها بالطريق إلى الهند، ومن ثم ألقت بثقلها كله فى المعركة الثورية التى لاحت مقدماتها بين القوى الشعبية وبين أسرة محمد على الدخيلة المغامرة، وكانت ثورة عرابى هى قمة رد الفعل الثورى ضد النكسة، وكان الاحتلال البريطانى العسكرى لمصر سنة 1882؛ ضماناً لمصالح الاحتكارات المالية الأجنبية وتأييداً لسلطة الخديوى ضد الشعب، هو التعبير عن إرادة الاستعمار فى استمرار بقاء النكسة، ومواصلة القهر والاستغلال ضد شعب مصر.

إن قوة الاحتلال البريطانى العسكرية، ومؤامرات المصالح الاحتكارية الاستعمارية، والإقطاع الذى أقامته أسرة محمد على باحتكارها للأرض أو اقتسام جزء منها بين أصدقائها أو أصدقاء المستغلين الأجانب.. ذلك كله لم يستطع أن يطفئ شعلة الثورة على الأرض المصرية.

إن وادى النيل لم تنقطع فيه أصوات النداءات الثورية.. فى مواجهة هذا الإرهاب المتحكم؛ الذى تسنده قوى الاحتلال الأجنبى، والمصالح الدولية الاستعمارية.

إن أصداء المدافع التى ضربت الإسكندرية، وأصداء القتال الباسل الذى طعن من الخلف فى التل الكبير؛ لم تكد تخفت حتى انطلقت أصوات جديدة تعبر عن إرادة الحياة التى لا تموت لهذا الشعب الباسل، وعن حركة اليقظة التى لم تقهرها المصائب والمصاعب.

لقد سكت أحمد عرابى لكن صوت مصطفى كامل بدأ يجلجل فى آفاق مصر. ومن عجب أن هذه الفترة التى ظن فيها الاستعمار والمتعاونون معه أنها فترة الخمود كانت من أخصب الفترات فى تاريخ مصر؛ بحثاً فى أعماق النفس، وتجميعاً لطاقات الانطلاق من جديد.

لقد ارتفع صوت محمد عبده فى هذه الفترة ينادى بالإصلاح الدينى.

وارتفع صوت لطفى السيد ينادى بأن تكون مصر للمصريين.

وارتفع صوت قاسم أمين ينادى بتحرير المرأة.

وكانت تلك كلها مقدمة موجة ثورية جديدة؛ ما لبثت أن تفجرت سنة 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وبعد خيبة الأمل فى الوعود البراقة التى قطعها الحلفاء على أنفسهم خلال الحرب، وفى مقدمتها وعود "ويلسون" الذى ما لبث هو نفسه أن تنكر لها واعترف بالحماية البريطانية على مصر. وركب سعد زغلول قمة الموجة الثورية الجديدة؛ يقود النضال الشعبى العنيد الذى وجهت إليه الضربات المتلاحقة أكثر من مائة عام متواصلة، دون أن يستسلم أو ينهزم.

إن ثورة الشعب المصرى سنة 1919 تستحق الدراسة الطويلة؛ فإن الأسباب التى أدت إلى فشلها هى نفس الأسباب التى حركت حوافز الثورة فى سنة 1952.

إن هناك ثلاثة أسباب واضحة أدت إلى فشل هذه الثورة، ولابد من تقييمها فى هذه المرحلة تقييماً أميناً ومنصفاً.

أولاً: إن القيادات الثورية أغفلت إغفالاً يكاد أن يكون تاماً مطالب التغيير الاجتماعى؛ على أن تبرير ذلك واضح فى طبيعة المرحلة التاريخية التى جعلت من طبقة ملاك الأراضى أساساً للأحزاب السياسية التى تصدت لقيادة الثورة، ومع أن اندفاع الشعب إلى الثورة كان واضحاً فى مفهومه الاجتماعى إلا أن قيادات الثورة لم تتنبه لذلك بوعى؛ حتى لقد ساد تحليل خاطئ فى هذه الظروف ردده بعض المؤرخين؛ مؤداه أن الشعب المصرى ينفرد عن بقية شعوب العالم بأنه لا يثور إلا فى حالة الرخاء. ولقد استدلوا على ذلك بأن الثورة وقعت فى ظروف الرخاء الذى صاحب ارتفاع أسعار القطن فى أعقاب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وذلك استدلال سطحى؛ فإن هذا الرخاء كان محصوراً فى طبقة ملاك الأراضى، وطبقة التجار والمصدرين الأجانب، الذين استفادوا من ارتفاع الأسعار؛ وبذلك زاد التناقض بينهم وبين الكادحين من الفلاحين، الذين كانوا يروون حقول القطن بعرقهم ودمائهم؛ دون أن تتغير أحوالهم بارتفاع أسعاره، وكان هذا الحرمان فى القاعدة بتناقضه مع الرخاء فى القمة من أسباب الاحتكاك الذى أشعل شرارة الثورة.

إن المحرومين كانوا هم وقود الثورة وضحاياها، لكن القيادات التى تصدت فى مقدمة الموجه الثورية سنة 1919، بإغفالها للجوانب الاجتماعية من محركات الانفجار الثورى لم تستطع أن تتبين بوضوح أن الثورة لا تحقق غاياتها بالنسبة للشعب إلا إذا مدت اندفاعها إلى ما بعد المواجهة السياسية الظاهرة من طلب الاستقلال؛ ووصلت إلى أعماق المشكلة الاقتصادية والاجتماعية. ولقد كانت الدعوة إلى تمصير بعض أوجه النشاط المالى هى قصارى الجهد فى ذلك الوقت، فى حين أن الدعوة إلى إعادة توزيع الثروة الوطنية أصلاً وأساساً كانت هى المطلب الحيوى الذى يتحتم البدء فيه من غير تأخير أو إبطاء.

ثانياً: إن القيادات الثورية فى ذلك الوقت لم تستطع أن تمد بصرها عبر سيناء، وعجزت عن تحديد الشخصية المصرية، ولم تستطع أن تستشف - من خلال التاريخ - أنه ليس هناك صدام على الإطلاق بين الوطنية المصرية وبين القومية العربية.

لقد فشلت هذه القيادات فى أن تتعلم من التاريخ، وفشلت أيضاً فى أن تتعلم من عدوها الذى تحاربه، والذى كان يعامل الأمة العربية كلها على اختلاف شعوبها طبقاً لمخطط واحد.

ومن هنا فإن قيادات الثورة لم تنتبه إلى خطورة وعد "بلفور" الذى أنشأ إسرائيل لتكون فاصلاً يمزق امتداد الأرض العربية، وقاعدة لتهديدها؛ وبهذا الفشل فإن النضال العربى فى ساعة من أخطر ساعات الأزمة حرم من الطاقة الثورية المصرية، وتمكنت القوى الاستعمارية من أن تتعامل مع أمة عربية ممزقة الأوصال مفتتة الجهد.

واختصت إدارة الهند البريطانية بالتعامل مع شبه الجزيرة العربية ومع العراق، وانفردت فرنسا بسوريا ولبنان، بل وصل الهوان بالأمة العربية فى ذلك الوقت إلى حد أن جواسيس الاستعمار تصدروا قيادة حركات ثورية عربية، وكانت بأمرهم وبمشورتهم تقام العروش للذين خانوا النضال العربى، وانحرفوا عن أهدافه.

كل هذا والحركة الثورية الوطنية فى مصر تتصور أن هذه الأحداث لا تعنيها، وأنها لا ترتبط مصيرياً بكل هذه التطورات الخطيرة.

ثالثاً: إن القيادات الثورية لم تستطع أن تلائم بين أساليب نضالها وبين الأساليب التى واجه الاستعمار بها ثورات الشعوب فى ذلك الوقت.

إن الاستعمار اكتشف أن القوة العسكرية تزيد ثورات الشعوب اشتعالاً؛ ومن ثم انتقل من السيف إلى الخديعة، وقدم تنازلات شكلية لم تلبث القيادات الثورية أن خلطت بينها وبين الجوهر الحقيقى، وكان منطق الأوضاع الطبقية يزين لها هذا الخلط.

إن الاستعمار فى هذه الفترة أعطى من الاستقلال اسمه وسلب مضمونه، ومنح من الحرية شعارها واغتصب حقيقتها.

وهكذا انتهت الثورة بإعلان استقلال لا مضمون له، وبحريه جريحة تحت حراب الاحتلال، وزادت المضاعفات خطورة بسبب الحكم الذاتى الذى منحه الاستعمار، والذى أوقع الوطن باسم الدستور فى محنة الخلاف على الغنائم دون نصر.

وكانت النتيجة أن أصبح الصراع الحزبى فى مصر ملهاة تشغل الناس، وتحرق الطاقة الثورية فى هباء لا نتيجة له. وكانت معاهدة سنة 1936 التى عقدت بين مصر وبريطانيا، والتى اشتركت فى توقيعها جبهة وطنية تضم كل الأحزاب السياسية العاملة فى ذلك الوقت؛ بمثابة صك الاستسلام للخديعة الكبرى الذى وقعت فيها ثورة سنة 1919، فقد كانت مقدمتها تنص على استقلال مصر؛ بينما صلبها فى كل عبارة من عباراته يسلب هذا الاستقلال كل قيمة له وكل معنى.

"

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

"البــاب الثـانى

فى ضرورة الثورة

لقد أثبتت التجربة، وهى مازالت تؤكد كل يوم، أن الثورة هى الطريق الوحيد الذى يستطيع النضال العربى أن يعبر عليه من الماضى إلى المستقبل، فالثورة هى الوسيلة الوحيدة التى تستطيع بها الأمة العربية أن تخلص نفسها من الأغلال التى كبلتها، ومن الرواسب التى أثقلت كاهلها؛ فإن عوامل القهر والاستغلال التى تحكمت فيها طويلاً، ونهبت ثرواتها، لن تستسلم بالرضا، وإنما لابد على القوى الوطنية أن تصرعها، وأن تحقق عليها انتصاراً حاسماً ونهائياً، والثورة هى الوسيلة الوحيدة لمغالبة التخلف الذى أرغمت عليه الأمة العربية؛ كنتيجة طبيعية للقهر والاستغلال؛ فإن وسائل العمل التقليدية لم تعد قادرة على أن تطوى مسافة التخلف الذى طال مداه بين الأمة العربية وبين غيرها من الأمم السابقة فى التقدم، ولابد والأمر كذلك من مواجهة جذرية للأمور؛ تكفل تعبئة جميع الطاقات المعنوية والمادية للأمة لتحمل هذه المسئولية.

والثورة بعد ذلك هى الوسيلة الوحيدة لمقابلة التحدى الكبير الذى ينتظر الأمة العربية، وغيرها من الأمم التى لم تستكمل نموها، ذلك التحدى الذى تسببه الاكتشافات العلمية الهائلة، التى تساعد على مضاعفة الفوارق ما بين التقدم والتخلف؛ فإنها بما توصلت إليه من المعارف تيسر للمتقدمين أن يكونوا أكثر تقدماً، وتفرض على الذين تخلفوا أن يكونوا بالنسبة إليهم أكثر تخلفاً؛ برغم كل ما قد يبذلونه من جهود طيبة لتعويض ما فاتهم.

إن الطريق الثورى هو الجسر الوحيد الذى تتمكن به الأمة العربية من الانتقال بين ما كانت فيه وبين ما تتطلع إليه.

والثورة العربية أداة النضال العربى الآن، وصورته المعاصرة تحتاج إلى أن تسلح نفسها بقدرات ثلاث تستطيع بواسطتها أن تصمد لمعركة المصير التى تخوض غمارها اليوم، وأن تنتزع النصر محققة أهدافها من جانب، ومحطمة جميع الأعداء الذين يعترضون طريقها من جانب آخر، وهذه القدرات الثلاث هى:

أولاً: الوعى القائم على الاقتناع العلمى؛ النابع من الفكر المستنير، والناتج من المناقشة الحرة التى تتمرد على سياط التعصب أو الإرهاب.

ثانياً: الحركة السريعة الطليقة التى تستجيب للظروف المتغيرة التى يجابهها النضال العربى؛ على أن تلتزم هذه الحركة بأهداف النضال وبمثله الأخلاقية.

ثالثاً: الوضوح فى رؤية الأهداف، ومتابعتها باستمرار، وتجنب الانسياق الانفعالى إلى الدروب الفرعية التى تبتعد بالنضال الوطنى عن طريقه، وتهدر جزءاً كبيراً من طاقته.

وإن الحاجة إلى هذه الأسلحة الثلاثة تستمد قيمها الحيوية من الظروف التى تعيشها التجربة الثورية العربية، وتباشر تحت تأثيراتها دورها فى توجيه التاريخ العربى.

إن الثورة العربية مطالبة اليوم بأن تشق طريقاً جديداً أمام أهداف النضال العربى. إن عهوداً طويلة من العذاب والأمل بلورت - فى نهاية المطاف - أهداف النضال العربى ظاهرة واضحة، صادقة فى تعبيرها عن الضمير الوطنى للأمة؛ وهى الحرية والاشتراكية والوحدة، بل إن طول المعاناة من أجل هذه الأهداف كاد أن يفصل مضمونها ويرسم حدودها.

لقد أصبحت الحرية الآن حرية الوطن وحرية المواطن، وأصبحت الاشتراكية وسيلة وغاية.. هى الكفاية، والعدل، وأصبح طريق الوحدة هو الدعوة الجماهيرية لعودة الأمر الطبيعى لأمة واحدة مزقها أعداؤها ضد إرادتها وضد مصالحها، والعمل السلمى من أجل تقريب يوم هذه الوحدة، ثم الإجماع على قبولها تتويجاً للدعوة والعمل معاً.

لقد كانت هذه الأهداف نداءات مستمرة للنضال العربى، ولكن الثورة العربية الآن تواجه مسئولية شق طريق جديداً أمام هذه الأهداف، والحاجة إلى طريق جديد لا تصدر عن رغبة فى التجديد لذاته، ولا تصدر بدافع الكرامة الوطنية، وإنما لأن الثورة العربية تواجه ظروفاً جديدة، ولابد لها فى مواجهة هذه الظروف الجديدة أن تجد الحلول الملائمة لها؛ ومن ثم فإن التجربة الثورية العربية لا تستطيع أن تنقل ما توصل إليه غيرها، ومع أن خصائص الشعوب، ومقومات الشخصية الوطنية؛ تفرض خلافاً فى منهاج كل منها لحل مشاكله، إلا أن الخلاف الأكبر هو ما تفرضه الظروف المتغيرة التى تسود العالم كله وتحكمه؛ خصوصاً هذه التغييرات البعيدة المدى التى طرأت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية من سنة 1939 إلى 1945، إن هذه الظروف تأتى بتغييرات شاملة وعميقة على الجو الذى يجرى فيه النضال الوطنى لكل الأمم، وليس معنى ذلك أن النضال الوطنى للشعوب، وللأمم مطالب اليوم بأن يخترع مفاهيم جديدة لأهدافه الكبرى؛ ولكن معناه أنه مطالب اليوم بأن يجد الأساليب المسايرة لاتجاه التطور العام، والمتفقة مع طبيعة العالم المتغير.

إن أبرز التغييرات التى طرأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يمكن تلخيصها فيما يلى:

أولاً: تعاظم قوة الحركات الوطنية فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ حتى استطاعت هذه الحركات أن تخوض معارك عديدة ومنتصرة ضد القوى الاستعمارية، ومن ثم أصبح لهذه الحركات الوطنية تأثير عالمى فعال.

ثانياً: ظهور المعسكر الشيوعى كقوة كبيرة يتزايد وزنها المادى والمعنوى يوماً بعد يوم فى مواجهة المعسكر الرأسمالى.

ثالثاً: التقدم العلمى الهائل الذى حقق طفرة فى وسائل الإنتاج؛ فتحت آفاقاً غير محدودة أمام محاولات التطوير، كما أنه حقق طفرة فى أسلحة الحرب؛ بلغت خطورتها إلى حد أنها أصبحت رادعاً يحول دون نشوبها؛ بسبب ما تقدر على إلحاقه من الأهوال بجميع الأطراف فى أى معركة، هذا فضلاً عن التغيير الأساسى المذهل الذى حققه هذا التقدم العلمى فى وسائل المواصلات؛ لدرجة أن تلاشت المسافات وسقطت الحواجز، التى كانت تفصل ما بين الأمم فعلياً وفكرياً.

رابعاً: نتائج هذا كله فى محيط العلاقات الدولية، وأهمها زيادة تأثير القوى المعنوية فى العالم؛ كالأمم المتحدة والدول غير المنحازة، وقوة الرأى العام العالمى، وفى نفس الوقت اضطرار الاستعمار تحت هذه الظروف إلى الاتجاه نحو وسائل العمل غير المباشر؛ عن طريق غزو الشعوب، والسيطرة عليها من الداخل، وعن طريق التكتلات الاقتصادية الاحتكارية، وعن طريق الحرب الباردة التى تدخل فى نطاقها محاولة تشكيك الأمم الصغيرة فى قدرتها على تطوير نفسها، وعلى الإسهام الإيجابى المتكافئ فى خدمة المجتمع الإنسانى.

إن هذه التغييرات الضخمة فى العالم تأتى معها بظروف جديدة تؤثر تأثيراً لا جدال فيه على العمل من أجل أهداف النضال الوطنى لكل الأمم؛ بما فى ذلك أهداف الأمة العربية، وإذا كانت أهداف النضال العربى هى الحرية والاشتراكية والوحدة؛ فإن التغييرات العالمية حملت تأثيرها إلى وسائل العمل من أجلها، بتفاعل هذه التغييرات العالمية مع إرادة الثورة الوطنية.. لم يعد أسلوب المصالحة مع الاستعمار ومساومته هو طريق الحرية؛ فإن الشعب العربى فى مصر تمكن من أن يحمل السلاح بنجاح فى بورسعيد؛ دفاعاً عن الحرية، واستطاع أن يحقق سنة 1956 انتصاراً حاسماً مازالت تتردد أصداؤه.

كما تمكن الشعب العربى فى الجزائر من مواصلة الحرب المسلحة أكثر من سبع سنوات؛ إصراراً على الحرية؛ كذلك فإن العمل الاشتراكى لم يعد حتماً عليه أن يلتزم التزاماً حرفياً بقوانين جرت صياغتها فى القرن التاسع عشر.

إن تقدم وسائل الإنتاج، ونمو الحركات الوطنية والعمالية فى مواجهة سيطرة الاستعمار، والاحتكارات، وازدياد فرص السلام فى العالم بتأثير القوى المعنوية، وبتأثير ميزان الرعب الذرى فى نفس الوقت؛ يخلق ظروفاً جديدة أمام التجارب الاشتراكية تختلف تماماً عن الظروف السابقة، بل إنها تستوجب هذا الاختلاف وتحتمه كضرورة؛ والأمر كذلك فى تجربة الوحدة، فإن النماذج السابقة لها فى القرن التاسع عشر، وأبرزها تجربة الوحدة الألمانية، وتجربة الوحدة الإيطالية، لم تعد تقبل التكرار.

وإن اشتراط الدعوة السلمية واشتراط الإجماع الشعبى ليسا مجرد تمسك بأسلوب مثالى فى العمل الوطنى، وإنما هو فوق كل ذلك ومعه ضرورة لازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعوب العربية فى ظروف العمل من أجل الوحدة القومية للأمة العربية كلها، وضد أعدائها الذين مازالت قواعدهم على الأرض العربية ذاتها؛ سواء أكانت هذه القواعد فى قصور الرجعية المتعاونة مع الاستعمار لضمان مصالحها، أو كانت فى مستعمرات الحركة العنصرية الصهيونية التى يستخدمها الاستعمار مراكز للتهديد العسكرى.

والثورة العربية وهى تواجه هذا العالم لابد لها أن تواجهه بفكر جديد لا يحبس نفسه فى نظريات مغلقة؛ يقيد بها طاقته، وإن كان فى نفس الوقت لا ينعزل عن التجارب الغنية التى حصلت عليها الشعوب المناضلة بكفاحها. إن التجارب الاجتماعية لا تعيش فى عزلة عن بعضها، وإنما التجارب الاجتماعية كجزء من الحضارة الإنسانية تعيش بالانتقال الخصب وبالتفاعل الخلاق. إن مشعل الحضارة انتقل من بلد إلى بلد، لكنه فى كل بلد جديد كان يحصل على زيت جديد يقوى به ضوءه على امتداد الزمان، وكذلك التجارب الاجتماعية.. إنها قابلة للانتقال، لكنها ليست قابلة لمجرد النقل، قابلة للدراسة المفيدة، لكنها ليست قابلة لمجرد الحفظ عن طريق التكرار، وهذه أولى مسئوليات القيادات الشعبية الثورية للأمة العربية، ومعنى ذلك أن هذا العمل الثورى الطليعى لابد أن تتحمل القسط الأكبر منه القيادات الشعبية الثورية فى الجمهورية العربية المتحدة؛ التى فرضت عليها الظروف الطبيعية والتاريخية مسئولية أن تكون الدولة النواة فى طلب الحرية والاشتراكية والوحدة للأمة العربية.

إن هذه القيادات الشعبية مطالبة الآن أن تتأمل تاريخها، وأن تنظر إلى واقع عالمها، ثم تقدم على صنع مستقبلها واقفة فى ثبات على أرضها.

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ زمكاني ..

بصراحه جميع مشاركاتك تقريبا لا استطيع قراءتها بسبب الخط ..

كبييير جدا ومتلاصق صعب اقرأ منها اكتر من سطر او سطرين بالكثير ..

ولاني استشعرت تعب واضح في المشاركات دي ولاني ملاحظه من الردود الي بقرأها على مشاركاتك انك بتتكلم في سكه بعييده محدش بيتكلم فيها من سنين فقلت خساره لو بس بتكتب بخط واضح شويه كان الواحد قدر يلقي نظره على الي بتقوله واهو مزيد من العلم ميضرش ..

اتمنى لو تاخذ بالك من الملاحظه دي في المرات القادمه واعتذر منك لعدم تعليقي على موضوعك ده لاني بجد مش عارفه اقراه ..

..إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ..

رابط هذا التعليق
شارك

باب 3 (جذور النضال المصري بقلم جمال عبد الناصر

منذ زمان بعيد فى الماضى لم تكن هناك سدود بين بلاد المنطقة التى تعيش فيها الأمة العربية الآن، وكانت تيارات التاريخ التى تهب عليها واحدة؛ كما كانت مساهمتها الإيجابية فى التأثير على هذا التاريخ مشتركة، ومصر بالذات لم تعش حياتها فى عزلة عن المنطقة المحيطة بها، بل كانت دائماً بالوعى - وباللاوعى فى بعض الأحيان - تؤثر فيما حولها، وتتأثر به كما يتفاعل الجزء مع الكل، وتلك حقيقة ثابتة تظهرها دراسة التاريخ الفرعونى صانع الحضارة المصرية والإنسانية الأولى، كما تؤكدها بعد ذلك وقائع عصور السيطرة الرومانية والإغريقية.

وكان الفتح الإسلامى ضوءاً أبرز هذه الحقيقة، وأنار معالمها، وصنع لها ثوباً جديداً من الفكر والوجدان الروحى، وفى إطار التاريخ الإسلامى، وعلى هدى من رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - قام الشعب المصرى بأعظم الأدوار دفاعاً عن الحضارة والإنسانية، وقبل أن ينزل ظلام الغزو العثمانى على المنطقة بأسرها كان شعب مصر قد تحمل ببسالة منقطعة النظير مسئوليات حاسمة لصالح المنطقة كلها؛ كان قد تحمل المسئولية المادية والعسكرية فى صد أول %

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

تصدق يا استاذ زمكانى

انا عرفت ليه انت بتكره سيرة الاخوان

كمل ... كمل

خلينا نتذكر افكار الزعيم الملهم

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

باشمهندس ياسر العزيز

شكرا لاهتمامك

لكن ما قادني لمقولات جمال عبد الناصر تجربة بعمري كله وقراءات تتجاوز ال500 كتاب أغلبها تاريخي هذا الرجل أدرك منذ أكثر من 50 عاما حقيقة اتصال التاريخ المصري وتاريخ المنطقة وكيف أن الإسلام شكل حلقة تجديدية لشباب حضارات انطمست بالقهر العسكري الروماني والفارسي لقد استغرقت 15 سنة لكي أفهم لماذا تسللت اللغة العربية بهدوء بين فارس والمغرب في أقل من 100 سنة ولم تستطع التمدد أكثر من ذلك وفهمت لماذا كان التشيع خيارا لمسلمي فارس ولماذا زادو فيه بدعا حتي جعلوه بمثابة دين كامل في مواجهة السنة التي اعتبرها الفرس دينا للعرب لقد فهمت حقيقة الخطأ العربي وأصل الجرح الإيراني بعد سنوات طويلة وبعد قراءات مطولة فإذا بي أقع علي ما دونه رجل فهم كل هذا وحكم التاريخ أنه رئيس لمصر مدة 14 عاما وفهمت لماذا كانت الجماعات والأخوان يحذرون من قراءة أي مكتوب ليس إخوانيا ويبعدون الشباب عن محمد عبده والأفغاني وجمال عبد الناصر أدعوك لقراءة الميثاق الوطني بتأن وليس بحكم مسبق بتفهم وليس بتربص وسوف تكتشف أن جمال عبد الناصر خط علي الأرض ما دار في الضمير الجمعي للأمة وفهم حتي دوره في صيرورة التاريخ وقد كان صادقا تماما لم يتاجر بالدين وكان يستطيع لكنه لم يكن ضالعا في مشروع استعماري كي يفعل مثل السدات ومبارك وأل سعود وغيرهم لم تكن لديه قضية أخري غير أن تحتل الأمة موقعها المستحق تحت شمس العالم ولم يحد عن ذلك يمينا ولا شمالا

فلم يشتر ولم يبع ولم يمارس طول حكمه أي عمل غير سياسي وتوفي وأبناؤه ممن تخرجو موظفون مثل كل الخريجين أندادهم

الميثاق يشرح نفسه أعد قراءته أكثر من مرة

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

وإن كنت ألمح ظلال سخرية في لفظتك البديلة "الملهم" إلا أنني أدعوك أن تقرأ جيدا وتلخص في نقاط ما قد يكون بحاجة لتوضيح أو تفسير فالوثيقة فكرية بالأساس ومعتمدة علي معلومات تاريخية سياسية وعسكرية تؤكد أن جمال عبد الناصر اطلع علي المقريزي وتاريخ الجبرتي كما درس أحداث الثورتين العرابية وثورة 1919 جيدا كما أنه يعي تسلسل الحضارات في المنطقة وطبيعة الدولة المصرية في كل حقبة تاريخية والحقيقة هذا الثراء المعرفي بالعالم وما فيه غائب تقريبا بالكامل لدي الإخوان الذين يدعون قدرتهم علي حل كل المشكلات بينما هم حتي أضعف فكريا من أن يفهمو ما يحدث هذا سبب عدائي الشديد لسيرة الإخوان لأنني أكره المتعالم المنظر بينما أحترم جدا الأمي العاقل الإخوان يا سيدي لا يعرفون شئيا عما جري في هذه المنطقة وهم ينقلون للأجيال معلومات مصدرها سعودي محض دون تدقيق تاريخي حتي فهم ألقو لأجيالنا بحكاية العلمانية لكنني اكتشفت أنهم لا يعون في قمتهم المرشد معني الكلمة ومدلولاتها الثقافية والسياسية وكرهونا في الإشتراكية وإذا بهم لم يقرأ واحد منهم شيئا عنها ومعلوماتهم فيها سعودية المصدر وهكذا سمك لبن تمر هندي من عيبنة أنا أكرهك إذا لازم تصدقني

إن الإخوان طيلة 80 سنة عاشو من دون وثيقة فكرية واحدة يعتد بها في تحليل الواقع العربي أو طرح بحلول لمشكلاته

ومع ذلك حتي عندما تقدمو بوثيقة لحزب سياسي في 2007 إثر انفصال عدد لا بأس به من شباب الجماعة ممن اطلعو علي أفكار محمد عبده بالمصادفة واستمعو لهيكل واكتشفو الحفرة التي يحبسهم فيها لإخوان ذعر مكتب الإرشاد وشرع في كتابة برنامج حزب ولم يستحو أن يسرقو بعض نصوصه من كتاب تيار بديل لد علي عبد الحفيظ أحد الشباب الخارجين من الجماعة يأسا من تطوير فكرها وتحديثه ويمكنني أن أستخرج فقرات منقولة نصا من كتاب عبد الحفيظ موججودة لديهم وعلي كل المشكلة ليست في النقل من كتاب بل في أن هذا الكتاب صدر سنة 2007 ومجئ فقرات منه بالكامل في وثسيقة الحزب يؤكد أن الوثيقة لم يكن لها وجود قبل 2007 طيب سعادتك 70 سنة شغال إني أعترض زي سعيد صالح وانت مش فاهم حاجة؟

طيب ولما اللي فاهم كان في السلطة حاولت تقتله ليه وكفرته ليه؟ وأيه مصلحتك في أن الولد الي اتولد سنة 80 يكره عبد الناصر زي مانت كرهته؟ وليه تعتم علي أعضاء عندك بيعيدو التفكير في هذه المواقف زي عبد المنعم أبو الفتوح ليه تركنه علي الرف ؟ وليه واحد جاهل زي مهدي عاكف يقف وناس أساتذة جامعات يبوسو أيديه وهو كل دوره في الحياة انه كان عنصر إرهابي زرع قنبلة في محكمة زنانيري وشارك في اغتيال عبد الناصر سنة 54 بمساعدة المخابرات البريطانية حسب اعترافه في قناة الجزيرة السنة اللي فاتت؟ يعني مهدي عاكف ولا جمال عبد الناصر فكريا وسياسيا يا باشمهندس؟

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

ان شاء الله هحاول انفذ توجيهاتك الكريمة باعادة قراءة بعض المصادر

بس احب اوضح نقطة مهمة جدا و هى انى مش من الاخوان لا فكرا ولا انتماءا ولا شيئا من هذا القبيل خالص

و ايضا ان ضد اتهامك للسادات بالصورة الفجة دى و كمان رغم انى مبحبش حكم ال سعود ( فكريا ع الاقل ) و شايف ان ليهم اخطاء رهيبة

الا انى ايضا ضد اتهامهم بالعمالة لدولة الاحتلال ( مش الاستعمار )

و اخيرا رغم اختلافى مع بعض تصرفات السيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الا اننى لا استطيع ان اتهم سيادته بأى نوع من العمالة او هذا الهراء و اقول

كان للرجل فكره ... و اكرر كان للرجل فكره ... و الذى اختلف كثيرا معه و بتحديد اكثر حول اليات التنفيذ ولا يمنع هذا شيئا من الاحترام

أما عن لفظة ...الملهم .. فهذا كلامكم و ليس بكلامى ... انظر هداك الله الى توقيعك الحالى

لقد جعلت من الرجل سادسا للكرام الاكرمين و نسيت انه اول من اعتقل الهواء الذى يتنفس ف هذا البلد و نسيت انه من اتى الينا ب شمس بدران و صلاح نصر

و نسيت انه السبب الرئيس فى كوارث نعيش تبعاتها الى الان.

اما عن عاكف فلست ادرى لماذا اختار الاخوان لانفسهم رجلا لا يحسن الكلام أصلا فضلا عن ان يتصور فيه ان يحسن الادارة

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

كل عام وانت بخير يا باشمهندس أولا

ما هي المسافة بين الممكن والمثال لا يستطيع أي عربي أن يجيب مثل هذا السؤال لأننا لم نتشرب الفكر النسبي ولا النسبيى والمعقولية جزء من أفكارنا دائما طموحنا فوق المالوف ومثالي ولهذا عندما نهزم نتكوم علي الأرض ويبلغ تأثير الهزائم بنا أضعاف ما يفعل في أمم أخري إن جمال عبد الناصر بدا كحلم رومانسي لبني جيله رفضو فكرة قابليته للهزيمة وفي غيمانه بقدرة أمته كان عبد الناصر مؤمنا بلا قيد ولا شرط أما نحن فقد بنينا إيماننا بقدراته علي شرط ألا يهزم أو يخطئ لا تنس يا ياسر أن جمال عبد الناصر هو من أحال شمس بدران وصلاح نصر للمحاكمة لانحرافهم بأداء جهاز المخابرات عن مهامه هذه هي تهمة صلاح نصر وبعض ضباط الجهاز وعبد الناصر هو من أعلن سقوط دولة المخابرات وهو أول من اعترف بالتقصير والخطأ في استقالته الفورية عقب انبلاج الحقيقة عارية أمامه لقد كان في أول يومين للحرب 67 علي غير علم كامل بحقيقة الوضع حتي تبدت له حقيقة الوضع في أمر الانسحاب الشفهي الذي أصدره عبد الحكيم وشمس بدران وشمس بدران خلل سلطوي في طبيعة نظام يوليو كونه ولد برأسين والحقيقة أن التشنيع الذي تجدد لاحقا في السبعينيات خلق حاجز كراهية نفسي لهؤلاء الشخوص من أجل فض الوثاق الذي ربط الشعب المصري بقواته المسلحة طوال التجربة الناصرية كدرع وكحامي لتجربته الوحدوية والاجتماعية والعجيب أن جمال عبد الناصر ألقي خطابا في مجلس الشعب عام 66 قال فيه القوات المسلحة هي التي تحمي تجربة الشعب وإذا هزمت سوف تسقط التجربة هم يريدون كسر القوات المسلحة لكي تنهدم تجربة الأمة في الوحدة والاشتراكية والحرية

وهذا ما هدفت له عملية العدوان في 67 كسر الطوق الحامي للتجربة وإسقاط ثقة الشعب فيها وتهيئأته من ثم لقبول التوجه المعاكس فيى طريق التبعية للولايات المتحدة والنكوص عن طريق المشاركة الفعالة في صناعة الحضارة الإنسانية المعاصرة فيقول ناصر" لقد فاتنا عصر البخار تماما وكاد العصر الكهربائي يغلق أبوابه ونحن علي أبواب عصر الذرة ليس لدينا وقت نضيعه"

لقد كان ناصر ديكتاتورا شعبيا باسم الأغلبية الكاسحة ولا تنس أنه منتخب ديمقراطيا عام 1954 و لم يكن ديكتاتورا علي الشعب فقد كان يمكن لأي مواطن لديه مشكلة أن يصل إلي مكتبه ببساطة ويجد من يبت في مشكلته ويستطيع أن يصر علي مقابلة الرئيس شخصيا ويحدث وهناك عشرات الشخوص فعلو ذلك ومازالو أحياء بعضهم لضيق وقت الرئيس اضطر للقائه في منزله علي الغداء بين أولاده

ما لا نعلمه يا باشمهندس عن فترة عبد الناصر أكثر مما نعلمه لأن أغلب معلوماتنا هي عبارة عن سباب وتشهير ولا تدخل في نطاق المعلومات التاريخية إليك هذه المعلومة مثلا والتي لم نكن تحت تأثير الجماعات الدينية نعرفها إلا مغلوطة فعبد الناصر مثلا يقدم كجزار للإسلام عموم وللحركة الإسلامية خصوصا وما أكدة السادة حسين الشافعي وهو نائب رئيس مدة حكم ناصر وكذلك كمال الدين حسين كانو من المتصوفين وشديدي التدين وناصر نفسه كما أكد المرحوم فريق أول محمد فوزي وقد أسعفني الحظ ورأيته قبل وفاته لحما ودم أن ناصر لم يكن لديه أي خبرة شخصية بالخمر ولا حياة اللهو طوال حياته وكان ينفر تلقائيا من أماكن اللهو ولم تتمكن أي أجهزة من استغلال نقطة ضعف كثير من زعماء العالم الثالث ضده وإليك أخري فالتنظيم اللذي اصطدم به جمال عبد الناصر في 54 لم يكن جماعة الإخوان بإطلاقها بل الجهاز العسكري بالتحديد وأغلب من اعتقل من أفراد الجماعة في هذه الفترة أطلق سراحه ولم يعد اعتقاله ثانية ومن تم أعتقالهم عام 65 هم 300 عنصر هم من تم التأكد في الفترة السابقة أنهم بقايا الجهاز العسكري فلم تكن لدي ناصر مشكلة لا مع الإسلام ولا مع جماعة الإخوان مطلقا بدليل أن د عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء كان ضمن من اعتقل خطأ في 54 وتمت تبرئته باعتباره ليس عضوا في الجهاز العسكري وتعاملت الدولة معه بدون أي حساسية وعندك أيضا أحمد كمال أبو المجد وكان يلقي محاضرات في معسكرات القادة في منظمة الشباب عن الإسلام وعلاقته بالدل الاجتماعي وهو إخوان مسلمين وكذلك د محمود أمين العالم الشيوعي العتيد الذي أخرج من المعتقل وعينه ناصر عضوا في المؤتمر القومي الذي يناقس ققضايا الدولة الاستراتيجية كأعلي هيئة تنظيمية في الاتحاد الاشتراكي وفي أول مقابلة له مع ناصر بادره أرجو ألا تكون حاقدا علي وما زال العالم يتذكر لقاءاته بناصر وتدمع عيناه من قدرة هذا الرجل علي الفصل بين الخصومة السياسية ومصلحة الوطن العليا لم يكن عهد ناصر إذن عهد أهل الثقة كما يدعون فقد احتوي نظامه شخوصا من كل الطبقلات جمعهم فقط رغبة النهوض بمصر عين المرحوم د عزيز صدقي وزير صناعة ثم رئيس وزراء ليقوم بأكبر برنامج تصنيع عرف في العالم الثالث وقتها وهو البرنامج الذي دخلت به مصر عصر تصنيع المعدات المعقدة والأجهزة وبدأت صناعة الذخيرة وتطوير الأسلحة وأنشأت الأسلحة المتخصصة كقوي قائمة بذاتها لأول مرة الدفاع الجوي والمهندسين وعزيز صدقي من خلفية طبقية عتيدة ولكن ناصر طلب من جهاز الرئاسة أن يعثرو له علي أي مشروع اقتصادي مدروس فيما يخص تصنيع البلاد فأتو له برسالة دكتوراه لشاب عائد من الولايات المتحدة ينحدر من أسرة باشاواتية وقرأ ناصر رسالته كاملة واتصل به عام 57 وكلفه بوزارة الصناعة وكان أول وزير للصناعة في التاريخ الحديث وعمره 35 سنة وفيما بعد استعان به جمال عبد الناصر في مواقع كثية من ضمنها رئاسة الوزارة فكان رجل إنجاز تشهد له صروح لم تزل قائمة وتطعم منها ملايين الأسر في مصر وهو واالمرحوم علي صبري من أسسو الهيئة العامة للتأمين الصحيي والمعهد القومي للقلب ومعهد السطان وهم من أدخلو العناية المركزة إلي المستشفيات العامة وهم من أدخلو الأقسام الداخلية كاملة التغذية في المستشفيات والعلاج المجاني والجراحات المجانية لأي من يتعرض لطارئ صحي وليست لديه تغطية تأمينية (عمليات الطوارئ في المستشفيات العامة) ولن أخوض في أول تجربة لتصنيع وتصدير النظائر المشعة من مفاعل أنشاص كانت الهند وبلدان لاتين تستورد منا نظائر مشعة للاستخدامات الطبية والبحثية وعندي كتاي مفصل بالصور بالإمكانات والأسعار المتوفرة بتاريخ 1964 هذا قبل الهند وباكستان ب12 سنة في زيارته للسد العالي لافتتاح المرحلة الأولي للسد وفيها اكتمل تحويل مجري النهر وفي القطار من القاهرة لأسوان كانت الجماهير تسد الطريق كما روي خروتشوف فيما بعد حين قال لدي عودته إلي روسيا ذلك الشاب زعيم حقيقي لم يصنعه حزب ولا مؤسسة لقد رأيت كيف فتح شرفة القطار ليحيي بقامته الممدودة بعض الفلاحين يطلقون نارا في الهواء ابتهاجا بوصوله لمحطتهم شعرت بالذعر وجذبته إلي داخل العربة وصحت قد تكون محاولة اغتيال فرد ببساطة هؤلاء الناس سوف يغضبون لو لم أرد التحية يا سيادة الرئيس هذه البنادق يحوزونها بشكل طبيعي وهم يطلقونها في الأفراح فقط ويعتبر عدم قيامي للتحية استهتارا بهم

ربما يا بشمهندس أعدم عبد الناصر سيد قطب وهذا صحيح لكنه أحيا 7 ملايين فلاح وبث الروح في الشرق كله وأقام كتلة العالم الثالث وواجه تحدي الاستيطان الصهيوني بكفاءة حضارية وموقفه من النظام العسكري هو موقف الإمام علي لا أكثر بل أقل بكثير فهو استجاب لوساطة الملك فيصل وعفا عن مهدي عاكف المحكوم بالإعدام في قضية 54 وهو نفسه من بضعة شهور اعترف بتخطيطه للاغتيال بمساعدة المخابرات البريطانية أقر عاكف بأنه هو وليس السندي كان قائدا للجهاز الخاص سنة 54 وأنه أعد للإغتيال وقتل حارس أمني مجند وأصيب وزير سوداني كان بجوار جمال عبد الناصر عبد الناصر لم يكن ثأريا ولا انتقاميا علي عكس ما روج خصومه من الخوارج ولم يشغل نفسه بتجريحهم ولم يعاقب أقاربهم وذويهم كما يفعل نظام مبارك الأن فقد لا تعرف أن د خالد عودة أقر في ندوة بنقابة المحامين بأسيوط أنه عين معيدا بالجيولوجيا في نفس عام إعدام والده ولم يستدعه الأمن لأي غرض لا أثناء محاكمة والده ولا بعدها وأخذ دوره فيي البعثات كأي شاب أخر كما هو معلوم أن مأمون الهضيبي عين في 56 وكيل نيابة ولم يحل سجل والده في أحداث 54 دون تعيينه هذا الرجل لم يحبس الهواء يا ياسر كما تعتقد وكما اعتقدت أنا لفترة طويلة لقد التقيت في إطار بحثي عن الحقيقة ببائعين سريحة من منطقة حي غرب أسيوط وهم يحملقون في صورة ملصقة ممزقة لناصر كان قد علقها مرشح ناصري وسمعتهم يقولون هذا المرشح نروح نسجعه فحادثتهم علي أي أساس قالو طالما وضع صورة المرحوم جنب صورته يبقي يعرف ربنا حق " ذكروا ناصر بحميمية شديدة باسم المرحوم وكأنه أخوهم المفتقد فسألت أكبرهم سنا هل تذكر أيامه قال كيف وكيف أنسي أن أحد أصحابي توفي من فرط الزحام ونحن نتسابق في محطة القطر عشان نسافر نمشي في الجنازة صاحبنا الله يحمه كان ضعيف متحملش الزحمة وقع والناس وقعت فوقه من الزحمة الله يرحم الجميع كانت يا بيه النسوان تصوت كل واحدة زي اللي بتصوت علي ولدها

يا ياسر هذا الديكتاتور كان ديكتاتورا باسم هؤلاء الذين شكلو في عصره أكثر من 80 % من السكان لم يكن ديكتاتورا عليهم ولم يشعرو ببطش أجهزته إذا حاولت أن تغزو عقل أي واحد منهم بحكاوي التعذيب والشيوعي الكافر والعميل لأخر خزعبلات الإخوان تجده ينظر لك بإشفاق ويصمت فهو علي الفور يعرف من أنت إما طائش مسلوب أو من هؤلاء الذين وقفوا ضد طموحهم في حياة كريمة وسينصرف عنك ولن يتحرك من رأسه أبو الرجال كما كانو يسمونه

هذه للحظات الخاطفة في عمر أمة قليلا ما يجود بها التاريخ ولهذا يهاجم فكريا بأن يبعدوننا عن فكره ويحيطونه بهالة من التشنيع بعضها حقيقي وأكثرها كذب صلاح نصر وظف جهاز المخابرات في أعمال خاصة بالمشير عامر للتخلص من خصومه من العسكريين (كان شلليا جدا ويحب تصنيف الناس إلي صديق وعدو يرفض أي مساحة للود) ولكن صلاح نصر هو صانع بطولات المخابرات أيضا وأما حكاية أنه كان بياخد الفنانات عنوة غير صحيح بالمرة ولم يثر هذا خلال محاكمته ولم يثبت فكل فنانة تعاملت مع الجهاز كان باختيارها ولم يكن عمل النساء مقصورا علي أعمال قذرة فبعضهن كن ينقلن رسائل أو حتي معدات كما فعلت شويكار في أحد المرات أيام عملية الحفار ونقلت عبر مطار باريس معدات خاصة بالعملية وكذلك فؤاد المهندس ولم يحدث أن قامت أي علاقة بينه وبين شويكار وهو كان شخصا رزينا هادئا وكان أسهل أن تري ناصر وجها لوجه من أن تراه مباشرة ويؤكد السيد أمين هويدي رئيس المخابرات اللاحق علي صلاح نصر أنه حتي لو اراد رئيس جهاز المخابرات أن يفسق مع النساء فهو لا يفعل ذلك مع عميلات الجهاز هذه ألف باء مخابرات ولا يقوم بذلك مفصحا عن حقيقة شخصه ويؤكد أن اعتماد خورشيد في المحاكمات لم ترو ولا مرة أنها رأت اللواء لكن فيما بعد وبنهاية السبعينيات أعادت نشر قصتها بدعم سياسي من النظام وبدلت تفاصيل كثيرة وحقيقة الأمر أن دورها كشاهدة كان فقط أن ستوديو التصوير الخاص بزوجها كان جهاز المخابرات استخدمه بتوصية خاصة في بعض الأغراض وفيما بعد وجدت القيادة العامة أن هذه التعاملات لم تكن مسجلة لدي الجهاز ما يعني أن الجهاز قام بعمليات غير رسمية هذا هو كل دور اعتماد خورشيد في القضية ولم تكن طرفا شاكيا ولا عنصرا من عناصر المخابرات في أي يوم من الأيام إن إعلام السادات نفخ في قضية انحراف الجهاز ( وللحق ففي ظل ما نسمعه من فضائح استخبارية في أكبر ديمقراطيات العالم ندرك أنها ضمن المألوف والعادي في أي مهنة ولم يحدث أن تم مس الأمن القومي في هذه الانحرافات) وهو ما جعل صلاح نصر توفي في السجن لاحقا بسبب التشنيع الزائد علي سمعته والذي عرف به وهو في السجن أما شخصية شمس بدران فلتسأل السادات لماذا أفرج عنه بالذات دون القيادات الأخري هو واللواء عبد الرحمن حسني( بالمناسبة هو والد يوسف عبد الرحمن أكبر فاسد في وزارة الزراعة لو تتذكر وهذه المعلومات عرفتها من طريق الفريق فوزي وهو قيادي منضبط أجمع الكل علي نزاهته وصدقه) وحصل شمس بدران علي اللجوؤ لسويسرا ويعيش هناك لليوم ولا يتكلم ولا يتكلم عنه أحد ولا عن دوره في الهزيمة لقد أخرجه السادات من مسرح الأحداث وجعل الجميع ينسونه محلت صورتا عبد الحكيم وناصر كذئاب بشرية مزقت الشعب المصري

ولكنك سوف تعرف ناصر من شهادات قيادات أكتوبر اللذين ربما لو لاحظت لا يتحدث إليهم أحد وغير مسموح لكثير منهم بالكلام غلا منذ فترة وجيزة وبالمناسبة حاول تستمع لشهادة سعد الشاذلي وحاول أن تدقق في معلوماته الفنية عن دور السادات في خسائر اللواء 25 دبابات وثغرة الدفاع الجوي ويمكنك الرجوع لمذكرات المشير الجمسي وكذلك للفريق فوزي وهناك شهادة سعد الشاذلي القديمة قصتي مع السادات

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

أدعوك يا بشمهندس لقراءة كل ماتستطيع من تاريخ العالم القديم وتاريخ مصر إقرأ للرافعي ويونان لبيب رزق الجبرتي وغيرهم وغيرهم سوف تري لماذا استحق ناصر مكانة الراشد السادس وبالذات تاريخ الخلفاء والملوك منذ الأمويين إلي ثورة يوليو وستعلم أنه منذ وفاة نخاو الثاني لم يمر علي مصر حاكم مشغول بأمنها القومي والجتماعي سوي عمر بن عبد العزيز وجمال عبد الناصر

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...