اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قناة دريم :======> هيكل في الممنوع


سيف الله

Recommended Posts

]أسرار ومفاجآت، تحركات مباغتة وضربات "تحت الحزام"، ابطال وشهود.. والضحية: حق المشاهد في إعلام حر، أن يتنفس بحرية، أن يطلع علي كافة وجهات النظر في بلادنا. فجأة، وقبل ساعات من بث حديث مطول للأستاذ محمد حسنين هيكل، أعلنت محطة "دريم" الفضائية المصرية الخاصة اعتذارها عن عدم بث الحديث، الذي نوهت عنه بكثافة علي مدي أسبوع كامل ـ "بصراحة مع الاستاذ"، "رموز مصرية"، "انتظرونا في التاسعة من مساء يوم الثلاثاء". المفاجأة أحزنت قطاعات واسعة في الرأي العام العربي والمصري، التي انتظرت بشوق طلة "الأستاذ" من جديد علي شاشة "دريم" ـ بعد عام كامل من التوقف الاجباري اثر أزمة بث محاضرته المدوية في "الجامعة الأمريكية" عن مستقبل نظام الحكم في مصر. ومع "استئذانه في الانصراف" واعتزاله مهنة الصحافة بعد (62) عاماً من العمل المتواصل في بلاطها، تزايد الاهتمام العام بما سوف يقوله هيكل في طلته الجديدة علي شاشة دريم. وباعتذار مراوغ جري اختطاف "حديث هيكل" ـ 140 دقيقة بالتمام والكمال. متحديا ظروف صحية طارئة ألمت بأحباله الصوتية. تحدي المرض العارض الذي يتطلب علاجه عدم الكلام إلا لضرورة ضاغطة أو لوقت قصير، تحدث وأسهب في الحديث، وفي النهاية صادروا حديثه كله. لماذا؟. وماذا جري. وماذا قال؟. وهل دخل ـ مرة أخري ـ الي حقل الغام السياسات والرئاسات؟. أين "شريط التسجيل"؟ .. ومن الذي اصدر قرار منع بثه علي "دريم" ـ صاحب المحطة أم أصحاب النفوذ الأعلي؟

( 1 )

أردت أن أنحني أمام الناس مستأذنا في الانصراف. وأنا أنصرف احتراما لنفسي

حديث هيكل "الممنوع" هو ختام سلسلة من الحلقات حملت اسم "الأستاذ" من إعداد الكاتبين الروائيين جمال الغيطاني ويوسف القعيد. وكان التصور - بإلحاح من المحطة - أن يظهر هيكل في نهاية احتفاليتها ببلوغه الثمانين ليلقي كلمة بالطريقة التي يريد والوقت الذي يطلب. في بداية الحديث المصادر، وباقتضاب لم يتجاوز ربع الساعة، سجل هيكل احترامه "لكل الذين شاركوا في الاحتفال بعيد ميلادي الثمانين"، مقررا ان "انحني أمام الناس مستأذنا في الانصراف.. وقبل ذلك أن انصرف احتراما لنفسي - فما يحدث الآن في مصر لا يليق، وما يحدث الآن في المنطقة تجاوز كل منطق. أزمة المصداقية باتت متجاوزة كل شيء.. قد تكون هناك بعض المشروعات البديعة، لكن الصورة العامة مقلقة". وطوال حديث الـ (140 دقيقة) حرص هيكل أن يؤكد مرة بعد أخري: "أنا بره" - خارج المسرحين السياسي والصحفي.

لا أريد أن أحرج أحدا و"أنا بره" - خارج المسرح السياسي والصحفي

من الشكر بدأ، وبما يشبه الوصية انتهي. وبطبائع الأمور تطرق هيكل بتوسع الي الاوضاع العربية المستجدة في سوريا والعراق وفلسطين. ماذا قال الأستاذ بالضبط؟. الكلام كله مسجل علي شريط مصادر لا يملك هيكل نسخة منه، و"النسخة الماستر" في دريم فرضت عليها إجراءات وقيود مشددة لضمان عدم تسريبها. الأستاذ لا يريد أن يستعيد حرفا واحدا مما قال "فللحديث روحه". فيما يبدو أنه سجل مخاوفه ورصد حالة عامة تزكي هذه المخاوف. ولكنه لم يخطر بباله، وهو يتدفق بالحديث المسهب، أن الخوف من مخاوفه سوف يكون سيف المصادرة.

( 2 )

في الساعة الحادية عشرة قبل ظهر يوم الأحد الماضي، بالدقيقة والثانية، دخل الأستاذ محمد حسنين هيكل إلي قاعة أفراح في فندق "هيلتون دريم"، القاعة تحولت الي استوديو كبير وفخم لتسجيل "حديث هيكل". وبحسب معلوماتنا فان تكلفة تحويل قاعة أفراح بفندق خمس نجوم إلي استوديو بتجهيزات خاصة في الديكور والإضاءة وعوازل الصوت بلغت (180) الف جنيه مصري. استوديو خاص لتسجيل خاص ولمرة واحدة فقط. القاعة الواسعة توسطها مكتب مريح جلس عليه محمد حسنين هيكل، وقد كانت هناك فكرة أن يسجل جالسا علي "فوتيه" بصالون، ولكنه رفض، فهو متعود علي الكتابة والحديث وربما الحياة من خلف مكتب عمل.

لا أريد أن أستعيد ما قلته، فللحديث روحه

عندما دخل الأستاذ هيكل الاستوديو كان كل شيء جاهزا، فبرنامج يومه لايحتمل - كما طلب - وقتا في انتظار انتهاء تجهيزات واستعدادات.

فور دخوله دارت الكاميرات وبدأت دراما تسجيل "وصية الأستاذ".

( 3 )

مفاجأة حقيقية أن التسجيل لم يحدث في استوديوهات "دريم" بمدينة الانتاج الاعلامي - كما حدث في مرات سابقة مع هيكل، وكما يحدث دائما مع كل ضيوف المحطة.

لماذا استوديو خاص بتكلفة مالية عالية واستبعاد استوديوهات جاهزة علي بعد أمتار قليلة؟.

هل لفرض أستار من السرية والكتمان علي ما سوف يقوله هيكل، وان يظل حديثه المسجل مصونا من أية احتمالات لنقل مافيه من آراء قبل بثها يوم الثلاثاء الموعود علي شاشة "دريم؟ - ربما. أم تحرجا من عيون تري وآذان تسمع بما قد يؤدي بسوء النقل وسوء النية إلي افساد "المفاجأة الهيكلية؟ - ربما.

ليست لدي هيكل نسخة من حديث الـ (140) دقيقة، وإجراءات صارمة في دريم للتحفظ علي النسخة "الماستر"

غير أن المؤكد أنه عندما أخذ الأستاذ في الاسهاب والدخول الي المناطق الساخنة في أحوالنا العربية المستجدة والبائسة بعجز السياسات وسياسات العجز، دخل قاعة التسجيل أحد العاملين المقربين من رجل الأعمال أحمد بهجت، ومال عليه برسالة عاجلة. غادر بهجت القاعة لربع ساعة، وعاد ليتابع حديث الأستاذ، لكن القرار قد اتخذ - ممنوع بث هذا الشريط، أو تعقيمه من المناطق الحساسة فيه.

( 4 )

لا أحد سوي بهجت يعرف مشاعره في هذه الدقائق الطويلة والممتدة التي جلس فيها مستمعا للأستاذ، وهو يدرك أنه وحده - مع بعض الفنيين والعمال - كل جمهور هيكل، وأن الشريط لن يبث أبدا كما هو. من ناحية الالتزام الأدبي بث الشريط واجب محتم، فعندما تستضيف قناة فضائية قامة صحفية وفكرية وسياسية في حجم هيكل، فلا يصح أن تحجب حرفا واحدا مما يقول. تقاليد العمل الاعلامي تستوجب البث، غير أن سيف القروض علي رقبة بهجت، وهناك جهات في الدولة مستعدة لفتح الملفات علي جبهات أخري غير جبهة الإعلام لتطويع الإعلام، وفرض رقابة علي الفضائيات المصرية المفترض فيها أنها مستقلة وخاصة!.

( 5 )

ما إن انتهي الأستاذ من حديثه المسهب منتهيا بما يشبه الوصية اقترب منه أحمد بهجت قائلا: "ممكن نتكلم شوية". ولمدة نصف ساعة اختلي الرجلان علي جانب في قاعة الطعام الرئيسية بالفندق. ماذا جري خلال نصف الساعة هذه؟. بهجت يصرح انه - وحده - الذي اتخذ قرار المنع، وأن الأستاذ هيكل وافقه عليه. وهيكل يمتنع عن أي تعليق، والعبارة الوحيدة التي يرددها: "لا أريد أن أحرج احدا". القصة فيما يبدو أكثر تعقيدا من رواية أحمد بهجت. فهيكل الذي بذل مجهودا خرافيا في التسجيل والكلام لأكثر من ساعتين، متعاطف مع أسباب بهجت، ولا يريد أن يضربه أحد "في وجع" بسبب بث شريط يتحمل هيكل وحده مسئوليته السياسية. القصة أكثر تعقيدا، فبهجت هو مصدر القرار، ولكنه - باليقين - ليس صاحب القرار، وإلا لما ألح علي هيكل بالحديث، وإلا لما دفع تكاليف باهظة لاستوديو خاص لرجل واحد لمرة واحدة، وإلا لما استأذن الأستاذ في المنع وطلب مشورته في الخروج من الورطة؟!. من هي الجهات التي هددت وضغطت وأملت بالنهاية قرار منع بث "حديث هيكل"؟.

وزير الاعلام صفوت الشريف ينفي أية تدخلات من الدولة لمنع بث حديث هيكل، فمن الذي أصدر الأوامر من خلف وزير الإعلام؟ وهل ندير إعلام هذا البلد بالاشباح والعفاريت ؟

وزير الإعلام صفوت الشريف نفي بصورة قاطعة أن تكون هناك اية تدخلات من الدولة لمنع بث هذا الحديث. فمن الذي أصدر الأوامر من خلف وزير الاعلام؟. هل ندير إعلام هذا البلد بالاشباح والعفاريت؟. من حرص علي إخضاع تسجيل هيكل لعيون تري وآذان تسمع اولا بأول حرفا بحرف لتصدر التعليمات قبل الانتهاء من الحديث. في حوار نصف الساعة بين هيكل وبهجت، عرض الأخير أسبابه ومخاوفه، وهيكل قدر هذه الأسباب والمخاوف، وقال له جملة واحدة: "افعل ما قد تراه مناسبا لك".

بعد ظهر الأحد عرضت قناة دريم علي "الأستاذ" ثلاثة بدائل.

البديل الأول: بث ربع الساعة الأولي من الحديث - فقط، والمعني أن يقتصر البث علي كلمات الشكر والتقدير للذين أسهموا من الشخصيات العامة والاعلامية في احتفالية عيد ميلاده الثمانين. ودون تردد اعتذر هيكل عن عدم قبول هذا البديل، فهو غير معقول، وربما يتناقض مع الصورة العامة للأستاذ التي بناها بدأب علي مدي (62) عاما في قلب عواصف الصحافة والسياسة وتقلبات الحكم ببلادنا.

البديل الثاني: اعتذار لاسباب صحية، ولم يكن هذا الاعتذار مقبولا من هيكل، فهو قد سجل الحديث بالفعل، محترما الوعد الذي قطعته المحطة للمشاهدين، وليس بوسعه انسانيا واخلاقيا أن يوافق علي ترويج اعتذار غير صحيح، وربما لم يكن في وسعه أن يساعد الذين اصدروا الأوامر بمنع بث الشريط من الهرب بجريمة المنع وجسمها (الشريط المصادر) دون عقاب من تاريخ او علم من رأي عام.

عبارة لشكسبير في خاطر هيكل: "إذا لم أتكلم أنا- فمن، وإذا لم أتكلم الآن - فمتي"

البديل الثالث: حذف من (35) الي (45) دقيقة من الشريط، الفكرة - في البداية - بدت مخرجا معقولا من "ورطة دريم". غير أن هيكل قال إن الحذف سوف يخل بالضرورة بسياق وروح الحديث، وانهي "حديث البدائل" بعبارة واحدة: إما أن يبث كله أو يمنع كله.

( 6 )

و.. السؤال الآن: لماذا وافق هيكل - من الأصل - علي الحديث عبر شاشة قناة دريم، فالتجربة السابقة مريرة وخلفت وراءها جراحا وضربا لآخرين "في وجع". القصة تستحق أن تروي فنهاياتها موصولة ببدايتها، ونتائجها حصاد لتداعياتها.

ستوديو خاص لمرة واحدة بقاعة افراح "هيلتون دريم" تكلف (180) الف جنيه من أجل حديث هيكل الممنوع

البداية: منتصف اغسطس الماضي بقرية الرواد - مصيف هيكل علي شاطئ الساحل الشمالي. في هذا اليوم وصل وفد من قناة "دريم" طالب بالحاح أن يظهر "الأستاذ" متحدثا ولو لدقائق، ولو بمشاهد عائلية مصورة، تبث ضمن احتفالية تنتويها المحطة بمناسبة بلوغه الثمانين. وكان تقديره أن حياته الخاصة ملكه وحده، ولا تعني المشاهد في شيء - أو أنها قد تبدو تطفلا بغير ضرورة عامة علي المشاهدين في بيوتهم، ولم يبد -وقتها- أن فريق دريم أقنع هيكل بالعودة الي شاشتها. ولكنه عاود الالحاح من جديد مرة بعد اخري، حتي وافق هيكل. وبالنسبة له كانت تجربة احاديثه عبر ذات المحطة "من قلب الأزمة الي قلب الأمة" مغرية بوعود الحوار الواسع والممتد مع أجيال جديدة تبحث في عصور وأزمان جديدة عن مخرج من أزمة أمة.

سر خروج أحمد بهجت من الاستوديو أثناء التسجيل لربع ساعة عاد بعدها بقرار منع البث

هذه التجربة كتب هيكل عنها - مرة واحدة - في مقاله الأخير بالأهرام "استئذان في الانصراف". ربما لم يفصح حيث يجب الافصاح، ربما أراد ألا يحرج أحدا، ولكنه اقترب من "مناطق الوجع" و"الضرب في الوجع"، دعونا نستعيد معا ما كتب حرفا بحرف وما بين الحروف: "قبلت الظهور - بعد تردد - علي شاشة قناة تليفزيونية مصرية (دريم) - وتقديري - بغير تزيد - أن يكون ذلك مرة واحدة كل ثلاثة أشهر والرجاء استثارة حوار يتصل في مصر ويتواصل عبر أوطان الأمة. ومنتهي القصد أن يساعد مثل هذا الحوار علي تخفيف الشعور بالاحباط والركود والعجز ويشد الي مشاركة واسعة في البحث - والكشف بحيث تتمكن رؤي حرة ومفتوحة من تجاوز مناطق الشك والخلط والعصبية، وكان اعتقادي - دوماً - أن الخطوة الأولي في أي حوار هي اعادة بناء موضوع الحقيقة بأقصي دقة مستطاعة - لان أي اختلاف في الرأي مضيعة للجهد اذا لم يكن الموضوع عند المنبع واضحا محددا ومتفقا عليه وموصولا بالوقائع والدخائل وليس بالحكايات والحواديت!".

كانت هذه تصوراته للظهور الاعلامي عبر قناة فضائية، النتائج في البداية كانت مذهلة والخواتيم موجعة. وبعباراته هو نفسه يقول: "بدا لوهلة أن بعض ما أمل فيه - ويأمل فيه غيري - قابل للتحقيق فقد سري صوت الحوار مسموعا ثم ان هذا الصوت اخذ يعلو طبقة فوق طبقة. وكان ظني أن رجلا - في مثل سني - يقر ويعترف بأن مستقبله وراءه - وإقراره مصدق بختم السنين وعددها - لم يتبق له غير أداء الحق العام، بل ولربما كان عليه أن يوجه الي نفسه - وبحزم - ذلك السؤال الذي اجراه "شكسبير" علي لسان أحد شخوصه: "إذا لم أتكلم أنا - فمن، وإذا لم أتكلم الآن - فمتي". وكانت تلك مبالغة في التفاؤل - ربما!.

أي أنه بحقائق الأشياء فإن الاعتراض علي الحوار - كان واردا في المناخ السائد وبالتالي عندما وقع لم يكن صاعقة منقضة - لكن الأسلوب الذي تم به الاعتراض - بدا داعيا للاستغراب فيما يعنيه ويدل عليه وكان أسفي أنني لم أدفع ضريبة ما قلت بما يحتمله من صواب أو خطأ وإنما دفع غيري وجاء الدفع في موضع الوجع (ومرة أخري لا أزيد!).

ثلاثة بدائل اعتذر عن عدم قبولها هيكل للخروج من ورطة دريم أخطرها حذف (45) دقيقة من الحديث

التجربة الواعدة في بدايتها بشرعية القبول العام الكاسحة التي تدفع بملايين المشاهدين لمتابعة رجل واحد يتحدث لاكثر من ساعتين، تحولت - بتدخلات سياسية - إلي كوابيس إعلامية وإنسانية بالضرب "في الوجع". - تشهير بالحياة الخاصة، إساءة لسمعة مذيعات، تهديد رجل أعمال بسيف القروض، أو تخليط مالا يختلط، فالقروض حق عام لابد من استعادتها، ولكنها ليست وسيلة ضغط علي وسائل اعلام، فإما الانصياع واما الضياع.

( 7 )

في محاضرته بالجامعة الأمريكية - قبل عام بالضبط - دخل هيكل في المحظورات وتجاوز ما يتعارف عليه بالخطوط الحمراء، وناقش بوضوح مستقبل النظام السياسي في مصر، ورأت محطة "دريم" أن تبث وقائعها كاملة بالحوار مع طلاب الجامعة الذي اعقبها. أذيعت مرة، واعيدت مرتين، وقبل المرة الثالثة تنبهت سلطات الدولة، التي كانت كلها تقريبا في الإسكندرية للمشاركة في احتفالية إعادة افتتاح مكتبتها التليدة، وامرت بمنع بث الاعادة الثالثة. وقتها اعتذرت دريم بزعم أن عدم البث لاسباب فنية، وكانت الحقيقة علي غير ذلك، تصاعدت الحملة علي "دريم" بتحريض مباشر من بعض السلطات باتهامات طالت بعض برامجها وبعض مذيعاتها، قالوا كل شيء غير الحقيقة. الحقيقة أن أزمة دريم كانت هيكل ومحاضرته في الجامعة الأمريكية، الحقيقة أنه كان مطلوبا أن يكف هذا الصوت عن الحضور الاعلامي، وربما عندما اعتزل او انصرف تصوروا أن عفريتا اعلاميا مزعجا قد انصرف، ففوجئوا به يعود بوصية ورأي ورؤية ربما أكثر ازعاجا. قبل سنة لم يتوقع هيكل أن يعود مرة أخري للظهور علي قناة دريم، ورفض عروضا من قنوات فضائية عربية طرحت أن تستضيفه بالوقت الذي يراه وبالشروط التي يراها، وكان تقديره "أن موضوع الخلاف أحوال مصر وأوضاعها ورؤاها ومواقفها وخياراتها وسياساتها في الداخل والخارج، وإذا جري اعتراض الحوار - بالخلاف - فوق أرضها فإن نقله خارجها ثقيل".

هذا كان تقديره في المنع الأول، وفي الاغلب سوف يكون تقديره في المنع الثاني.

( 8 )

نص المقاطع المحذوفة في "دريم" من برنامج رئيس التحرير.

القضية ليست هيكل، ولا حديث هيكل، في يوم ما ربما نشاهد هذا الحديث علي قناة دريم أو علي غير قناة دريم.

القضية أن هناك من يتصور أن بوسعه أن يضيق لاسباب سياسية وغير سياسية علي حريات التعبير في بلادنا. القضية هي حق المشاهد وحق القارئ وحق المواطن في اعلام حر ومفتوح بلا عيون تراقب وآذان تنصت لما يحدث في الاستوديوهات. القضية أن محطة دريم - بعد منع اعادة محاضرة هيكل - تعرضت وبانتظام لضغوط أدت في النهاية إلي فرض نوع من الرقابة علي برامجها. في الاسبوع الماضي فقط منعت سلطات الأمن بث حلقة للزميل وائل الأبراشي من برنامجه "الحقيقة" فتحت ملف الافراجات الأمنية الواسعة عن كوادر وقيادات الجماعة الاسلامية.

ثم وصلت المأساة الي ذروة اخري بحذف مقطع كامل من برنامج حمدي قنديل "رئيس التحرير".

هاجر حمدي ببرنامجه من التليفزيون المصري الي دريم باعتقاد أن الحرية هناك أوسع هامشا، فإذا به يصطدم بعبارة: "ممنوع البث". سأل: "لماذا؟". قالوا له: "رقابة دريم رأت ذلك" قال مستغربا: "هوه في دريم رقابة!".

وهذا هو نص الفقرة المحذوفة من برنامج حمدي قنديل بفضل الضغوط السياسية وغير السياسية علي قناة دريم لتطويع الاعلام المصري كله لسياسات أقل ما توصف به انها بلا مصداقية.

...............

...............

حمدي قنديل: عيب قوي الضرب شغال علي حدودنا في رفح واحنا بنخدّم علي سفن إسرائيل في بورسعيد

"صحيح يمكن أفضل للعرب ان بلير يسقط في الانتخابات الجاية.. يكون كمان أفضل أن بوش يسقط.. لكن يمكن الاهم بالنسبة للعرب شيء تاني.. ان العراق ماتقعشي في إيد إسرائيل.. والاخبار عن تواجد إسرائيل في العراق تقلق.. البلد اتفتحت ابوابه علي مصاريعها لإسرائيل.. من اوضح المظاهر وجود البضايع الإسرائيلية بكثرة في الاسواق.. والمؤسف انها اخترقت العراق بغطا عربي.. تنسيق خليجي إسرائيلي للمشاركة في اعمار العراق.. رجال اعمال بحرينيين واماراتيين يزوروا تل ابيب، كان ده مانشيت جريدة الراية القطرية.. سعيدة طبعا الجريدة ان مفيش بينهم تجار قطريين.. لكن، مهما كانت الجنسية، اللي حاصل ده مالوش وصف غير وصف جريدة العربي: فضيحة تطبيع خليجي يبيع العراق للإسرائيليين..

انما الواحد قبل ما يتكلم عن فتح ابواب العراق لاسرائيل، ماهو من باب اولي نتكلم عن فتح ابوابنا احنا في مصر.. والمصيبة انها تنفتح في بورسعيد، مدينة النضال اللي قاومت العدوان الثلاثي الانجليزي الفرنساوي الإسرائيلي سنة 56.. النهاردة بيقال انها فتحت ابوابها للسفن الإسرائيلية اللي مش قادرة ترسي في مواني إسرائيل بسبب اضراب عمال الموانئ.. الجرايد كتبت كلام متضارب عن الحكاية دي.. انما فين الصح؟.. ده سؤال مش ح اوجهه للحكومة.. ولا ح اوجهه لهيئة المينا.. ح اوجهه للعمال وللعاملين في المينا.. لأنه يبقي عيب قوي الضرب شغال علي حدودنا في رفح، واحنا بنخدِّم علي سفن إسرائيل في بورسعيد!!..

نلتقي بعد الفاصل.

http://www.al-araby.com/articles/881/03101...00881_inv01.htm

يا باب يا مقفول .... إمتى الدخول ؟

صبرت ياما ..... واللي يصبر ينول

دقيت سنين .. والرد يرجعلى : مين ؟

لو كنت عارف مين أنا.. كنت أقول

عجبي

رابط هذا التعليق
شارك

يا أخ سيف ....

الموضوع تم تكراره من قبل ... و نشر وصلة المقال المذكور ...

إسمح لي بغلق الموضوع ...

لانسلوت/الإدارة

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

زائر
هذا الموضوع مغلق.
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...