اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بعض الأمل


elbana

Recommended Posts

الخبر التالي يحمل بين طياته الكثير من الأمل والثقة التي فقدناها في قدراتنا ، ويسلط الضوء بشدة على افتقار الموهوبين والمبتكرين في مجتمعاتنا إلى الاهتمام والعناية :

--------------

لتفتيت الحصوات.. الجهاز المصري هو الأفضل

12/10/2003

مصطفى عنبر

جهاز تفتيت الحصورات

لم يلقَ المهندس المصري خالد ياسين التشجيع في بداية مشواره، ولم يكن طريقه مفروشًا بالزهور، لكن لم تنل كل العوائق التي واجهته من عزيمته.. توصل إلى تصميم هذا الجهاز لتفتيت حصوات الكلى والمسالك البولية عن طريق الصدفة، وقد أكدت التجارب العملية على المرضى أنه أكثر كفاءة وأقل تكلفة من الجهاز السويسري الذي يستخدم لنفس الغرض، ويُستخدم هذا الجهاز في عدد من المراكز الطبية في مصر وبعض الدول العربية، ويأتي في مقدمتها مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة.

كان ياسين شغوفًا منذ نعومة أظافره بفك الأجهزة وإعادة تركيبها، وحينما تفتحت مداركه تبلورت هواية الإصلاح إلى ملكة الاختراع.. بدأ حياته العملية في صيانة وإصلاح الأجهزة الطبية في مستشفى شبين الكوم التعليمي بمحافظة المنوفية، واستقر في المعهد القومي للكلى والمسالك البولية بحي المطرية بالقاهرة، وهناك كان أول ابتكاراته.. يقول ياسين: "التقيت ذات مرة مع عدد من الأطباء، واستمعت إلى مناقشاتهم حول إبرة معينة تدخل وتخرج عدة مرات لعلاج سلس البول لدى السيدات؛ الأمر الذي يسبب لهن مشاكل صحية ونفسية عديدة".. استحوذ ذلك الأمر على تفكيره لفترة طويلة، وأخذ يحاول حتى نجح في التوصل إلى إبرة لا تدخل في بطن المريضة سوى مرتين فقط لعلاج هذه الحالات.

ثم عكف بعد ذلك على دراسة طريقة عمل الشنيور الطبي الذي يستخدم في جراحات العظام وما إلى ذلك. حيث وجد أن هناك نوعين أحدهما يعمل بالكهرباء ويبلغ إجمالي ثمنه 35 ألف جنيه مصري (حوالي 5 آلاف دولار أمريكي)، والآخر يعمل بالهواء وثمنه حوالي 70 ألف جنيه. وفي نهاية عام 1989 نجح في تصميم جهاز يعمل بالهواء والكهرباء معًا حسب الحاجة. ولم يتجاوز ثمن جهاز ياسين ألفي جنيه فقط.

وعندما قدم المهندس الشاب اختراعه للأطباء المختصين أثنوا عليه ثناء حسنًا. لكن حينما سألوه عن دولة المنشأ ابتسم وأخبرهم بأنه صاحب الابتكار والتصميم والتنفيذ، فانقسموا عندئذ ما بين مؤيد ومعارض، وانتهى الأمر عند هذا الحد، ووُئدت الفكرة في مهدها.. إلا أنه لم يتوقف، بل نجح بعد ذلك في تصميم شفاطات للدم وكابلات متطورة للأجهزة التي تستخدم في كي الأوعية الدموية.

رحلة الابتكار

وحول كيفية توصله إلى تصميم جهاز تفتيت حصوات الكلى والمسالك البولية يوضح خالد ياسين قائلا: "استدعتني إدارة المستشفى ذات يوم لإصلاح مقبض جهاز التفتيت الموجود بالمستشفى. ولكني وجدت أنه من الأفضل تغيير هذا المقبض. فاستجابت الإدارة لذلك، إلا أنه حينما أرسلنا لشراء المقبض علمنا أن ثمنه آلاف من الجنيهات. لم يكن هناك تمويل كافٍ لشراء المقبض بسرعة كافية لسد حاجة المستشفى. فبدأت في تصميم مقبض مشابه للمقبض الأصلي، إلا أنه استغرق وقتًا طويلا؛ حيث قمت بتصنيعه يدويًّا".

ويكمل: "بعدها سألت عن ثمن الجهاز، فعلمت أنه مرتفع جدًّا، ربما يتجاوز 100 ألف جنيه مصري، فلعبت الفكرة في رأسي مرة أخرى، خاصة بعد نجاحي في تصميم المقبض. وطلبت من المسئولين فك الجهاز لمشاهدة محتوياته، فرفضوا بشدة...".

لجأ ياسين إلى أحد الأطباء المتخصصين في العمل على الجهاز، وعلم منه أنه يخرج 12 نبضة من الهواء المتقطع في كل ثانية، وكانت العقبة هنا هي كيفية التوصل إلى دائرة كهربائية تحقق ذلك. وبعد 6 أشهر نجح في التوصل إلى دائرة تنتج 15 نبضة هواء في الثانية بزيادة 3 نبضات. وبعد أن درس الجهاز في تأنٍ شديد حتى استوعبه تمامًا وقام بإجراء تعديلات خاصة.. بدأ في تصنيع جميع الأجزاء الأخرى يدويًّا.

ويقول: "عندما انتهيت من تصميم الجهاز حملته وتوجهت إلى مدير المستشفى الذي انبهر من المفاجأة، وقرر البدء في تجريبه في حضور الأطباء المتخصصين. وقد أبدى بعضهم ملاحظات فنية بهدف تجويد الجهاز، فقمت على الفور بتنفيذها. بعد ذلك توجهت إلى مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة؛ حيث قرّر الدكتور محمد غنيم مدير المركز في هذا الوقت وضع الجهاز تحت تصرف المركز لمدة 4 أشهر للوقوف على كفاءته".

مكونات الجهاز

يتكون الجهاز من صندوق خارجي، وهو الوحدة الأساسية التي تشتمل على محتويات الجهاز، وهي عبارة عن دائرة إلكترونية تتحكم في عدد النبضات، ومنظم هواء، وفلترين لتنقية الهواء وعزل الصوت، بالإضافة إلى مفتاح لغلق الهواء وآخر للتحكم في السرعات، وبعض الوصلات الخارجية التي تشتمل على 3 أيد يستعملها الطبيب، وتؤدي الوظيفة الرئيسية للجهاز، وتحتوي على غرفة هواء بها صمام يتحرك عن طريق الهواء الخارج من الصندوق في حركة ميكانيكية تقوم بخبط ذراع التفتيت الذي يصطدم بقوة في الحصوة فتنكسر تدريجيًّا، بالإضافة إلى دواسة خاصة للجهاز.

ويشير المهندس خالد ياسين إلى أن طريقة تشغيل الجهاز تتم عن طريق تركيب مخرج الهواء على أسطوانة الأكسجين أو الهواء الطبي. ثم يتم توصيل الجهاز بالكهرباء وتركيب الدواسة والذراع الخاصة بالتفتيت بالهواء.

وبعد ذلك يتم الضغط على الدواسة اليمنى إذا كان المطلوب الحصول على 15 ضربة في الثانية، أو الضغط على الدواسة اليسرى إذا كان المطلوب أن تكون الضربات أحادية وغير متتالية.

وبعد ذلك يتم توصيل ذراع التفتيت، وهي عبارة عن سلك رقيق مصنوع من الإستانلس ستيل ( Stainless Steel ) داخل مجرى البول حتى يستقر على جدار الحصوة، ومع تشغيل الجهاز تصوب الضربات الصدمية إلى الحصوة. إذا كان حجمها صغيرًا يتم تصويب الضربات إليها دفعة واحدة وبسرعة 15 ضربة في الثانية. أما إن كانت كبيرة نسبيًّا، فتنخفض معدل الضربات إلى أقل من 9 ضربات في الثانية الواحدة. وبعد كل ثانية يتوقف عمل الجهاز. وناتج عملية التفتيت يكون عبارة عن حبيبات صغيرة تستخرج من الجسم باستخدام ملقط الحصوات أو الشفاط الخاص بالجهاز، ولا يستغرق تكسير الحصوة أكثر من خمس دقائق.

جهاز ياسين.. الأفضل بالتجربة

يذكر الدكتور محمود بازيد أستاذ ورئيس قسم جراحة المسالك البولية بمركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة أن جهاز تفتيت الحصوات بدأ العمل به بمركز الكلى بالمنصورة عندما تم استيراده من سويسرا بمبلغ 40 ألف دولار. والمقبض الخاص به فقط بلغ ثمنه 8 آلاف جنيه، أما جهاز التفتيت المصري الذي توصل إليه المهندس خالد ياسين فثمنه 20 ألف جنيه مصري (حوالي 2850 دولار أمريكي). ونادرًا ما يتم تغيير المقبض الذي لا يتجاوز ثمنه 400 جنيه.

ويوجد بمركز الكلى بالمنصورة حوالي 4 أجهزة حاليًا. ومن واقع نتائج الجهاز مع المرضى؛ فهو سهل التشغيل، ويستطيع أي شخص متواجد في غرفة العمليات تشغيله. ومكوناته متينة وتتحمل العمل لفترة طويلة، على عكس الأجهزة التي تعمل بالليزر أو الأجهزة الإلكترو-هيدروليكية. ويستعمل الجهاز حاليًا في مركز الكلى بمتوسط 7 - 10 حالات أسبوعيًّا، ونسبة النجاح تقترب من 100%؛ حيث إن قدرته على التفتيت هي الأقوى مقارنة بكل وسائل التفتيت الأخرى.

تقييم وتقدير

وقد كرمت دولة المجر المهندس خالد ياسين من خلال المؤتمر الأول للمخترعين؛ حيث تم عرض جهازه في المعرض الذي أقيم على هامش المؤتمر، وحصل على شهادة الدبلومة المجرية في الاختراع، وحصل أيضًا على ميدالية التفوق.

كما تم تكريمه من خلال المعرض الثاني للمخترعين الذي عقد بليبيا، والذي شاركت في تنظيمه "الوايبو" المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع جمعية المخترعين المجرية والهيئة العامة للتصنيع بطرابلس. كما حصل على المركز الثاني في مسابقة أفضل الابتكارات التي نظمتها الهيئة العربية للتصنيع ضمن برنامج رعاية الابتكارات والتحديث الصناعي.

وقد طلبت إحدى الشركات الألمانية وهي "آرزت" التي تعمل في إنتاج أجهزة ومناظير المسالك البولية 4 أجهزة، إلا أن وكيل الشركة بالقاهرة اقترح على الشركة التعاون في إنتاج هذا الجهاز. ولاقى هذا العرض ترحيبًا من المسئولين هناك، وتم توجيه الدعوة لخالد ياسين لزيارة ألمانيا للوقوف على كافة التفاصيل هناك. ومنذ اليوم الأول شكلت الشركة لجنة هندسية تضم 7 من كبار مهندسيها.

في البداية حاولوا الاستفهام عن بعض الأمور الفنية، إلا أن الدهشة عقدت ألسنتهم حينما تم شرح فكرة الجهاز لهم، واكتشفوا أنها فكرة بسيطة تمامًا وغير معقدة. واقترحوا إدخال بعض التعديلات على الجهاز لمواكبة المقاييس والمعايير الألمانية والأمريكية حتى يجتاز الاختبارات الفنية على المستوى العالمي. وذلك بهدف الحصول على شهادة الجودة (الأيزو) وشهادات التقييم الألماني.

والتعديل المقترح -وفقًا للمهندس خالد ياسين- هو تطوير الجهاز لكي يعمل بنظام رقمي (Digital) بدلا من المؤشر والتحكم اليدوي. ولكنه يعمل بنفس الفكرة، وقد بدأت الشركة بالفعل في تصنيع الجهاز، وتم تسويق جهازين بالمواصفات الجديدة بكندا تمهيدًا لطرحه في أسواق الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.

--------------

الوصلة :

http://www.islamonline.com

تحت باب : علوم وتكنولوجيا

رابط هذا التعليق
شارك

مصر تلد عباقرة فى جميع المجالات, و لكنها مازالت تُحكم بالعسكر.

مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا

رابط هذا التعليق
شارك

متفرج كتب:

مصر تلد عباقرة فى جميع المجالات

اوافق بشده على رأي متفرج اللي هو مش متفرج.

مصر ولاده خير الرجال، نحن عباقره بحكم الظروف( البيئه) وليس بالوراثه.

طالماً كانت البيئه في حاجه ، طالما تهيىء الجو لظهور العبقريه.

دي نظريتي عن العبقريه (ملحوظه دي فعلاً نظريتي العلميه عن العبقريه).

البيئه الغنيه لاتؤدي لظهور العبقريه ، بل تؤدي لظهور النجاح.

سقراط

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا

يوجد فى مصر عباقرة

لو اهتمت بهم السلطة لتفوقوا على علماء ومشاهير الغرب

ولكنهم مشغولون بتوفير لقمة العيش ومهمومون بمشاغل ومتاعب الحياة فى مصر

حتى العرب الذين نزحوا لمصر برعوا بعد أن صقلتهم مصر مثل بيرم التونسى وفريد الأطرش وعبد السلام النابلسى وجمال الدين الأفغانى

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

الفعل ... فعلا حاجة تفرح و الله ...

رد الفعل ... حاجة تخلي الواحد يفلق نفسه من العياط ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

النظام الحالى يشجع هجرة و هروب الكفاءات, حتى يتخلص من معارض مثقف و ذكى.

أعرف عدد من عباقرة مصر الذين نجحوا فى مجالات علمية , حاولوا مساعدة مصر بعلمهم و خبرتهم, فكانت النتيجة أن الحكومة وضعت أمامهم عراقيل و صعوبات بيروقراطية و أمنية, أدت الى طفشهم من مصر مرة أخرى.

فى جميع دول العالم, تحاول الحكومات إسترجاع الكفاءات التى تركت البلاد للإسفادة من خبرتهم, ما عدا مصر المحروسة, ففى ظل نظام العزب و الشلل, لا مكان لناجح قد يصبح مشاكس.

مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...