اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

محمودبكرى داخل سفينة الوطن


الوطنى الاصيل

Recommended Posts

بقلم محمودبكرى الرئيس التنفيذى لجريدة الاسبوع

الإحباط يتسلل إلي النفوس.. قلوب موجوعة أصابها الوهن.. فبوابات الحصار امتدت من الوريد إلي الوريد.. إرهاصات واقع جديد.. مغاير.. تبدلت مرتكزاته.. وتهاوت أعمدته.. وشيدت جدرانه فوق أجواء مشحونة بقلق لا يهدأ.. واقع تبدلت فيه الكلمات وتآكلت فيه المعاني.. وطمست الغيوم هويته التي فقدت بريقها بعد أن أضحت أسيرة محن ممتدة إلي ما لا نهاية.

واقع احتل ما بين ذرات الهواء.. فأشاع أجواء ضبابية فوق مساحات شاسعة من بوابات

الأمل، والتي تضاءلت حدودها، فأضحت تشيع مناخا من 'قلة الحيلة' في نفوس استعصت عليها مشاعر الراحة في زمن احتل فيه الضجر، والقلق شراعات النفوس الحائرة، والأفئدة الملتاعة، والتي تاهت في أروقة الحياة المتقلبة، ودروبها الوعرة.

تراجعت خلجات النفس الوادعة.. أمام تيار جارف.. ينشد بؤرا من الاضمحلال الثقافي.. والاجتماعي.. ويعكر صفو الهدوء الآمن.. ويرسم فوق شطآن الحياة أمواجا ملغومة بفيروسات الكذب، محقونة بفطريات سامة.. ليخرج الحصاد قاطعا أنواء شاسعة، صوب سطح.. تبدلت فيه عيدان البذور ورونق الحياة.. فتتبدد الروائع.. وتحط بدلا منها مفردات تنهل من الانحطاط منهجا للنحت علي خارطة وطن.. تكاثفت نتوءاتها.. واتسعت خروقاتها، حتي باتت قاب قوسين أو أدني من رحيل قسري عن واقع، كانت يوما عنوانه الأكثر وهجا، والأمضي أثرا، والأنقي دلالة.

عميقة هي الأحزان المدفونة خلف الجدران المتهاوية.. قلوب سكنتها منذ زمن مضي رايات سود، بعد أن تهاوت القلاع الشامخة حين تبدلت شمس الوطن، وغادرت مكانها بعد أن سلبنا نحن - بكل ما اعتمل في داخلنا من عيوب أشعتها المتوهجة صوب السماء.

تراجع حلمنا إلي دوائر محدودة الأثر بعد أن تسيدت وجوه غريبة سدة الحياة عند ملتقي الصدارة الآخذة في الأفول، حتي بتنا من فرط هواننا علي أنفسنا أمة للتجريب، أخضعنا المتغربون، والطامعون، والطامحون لعمليات امتصاص متواصلة لرحيق الخلود.. فنزعوا أسرار قوتنا، وعوامل نهوضنا، ومبعث افتخارنا.

ألم ممتد إلي الأعماق كلها.. تتجلي لمحاته في سطور من الأوجاع المنتشرة عند سدرة المنتهي، في كتاب تجلت في صفحاته حكمة التاريخ، وعواقب الزمن، والتي تدون في سجلاتها الأبدية جردة حساب.. تصبغ خطوات الأمم بلونها المستحق عند كل انحناءة في دربها.

وماأكثر الانحناءات في زمننا هذا.. زمن تلطخت بعض صفحاته بأفعال بعض أبنائه، هؤلاء الذين آثروا أن ينهضوا بأنفسهم فوق مفردات الواقع، والتاريخ، ومستقبل أوطانهم.. فأسهموا بأطماعهم تلك في خرق سفينتهم بمعاول غريبة.. وبدوا في كل ممارساتهم وكأنهم يتلذذون في دفعها نحو مصير محتوم.. يقودون شراعات الوطن إليه كبلهاء لم يحصدوا من دروس الزمن وتجارب التاريخ وحكمة الاقدار سوي نهم وجشع ورغبة في السطو علي كل ما في الوطن.. البشر والحجر.. سواء بسواء[/size]

أغلق الموضوع تمهيدا لحذفه

الإدارة

تم تعديل بواسطة أبو محمد
إغلاق الموضوع لمخالفة القاعدة رقم 5 من قواعد المشاركات
رابط هذا التعليق
شارك

زائر
هذا الموضوع مغلق.
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...