اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

امريكا شيكا بيكا


jamalpody

Recommended Posts

يجري التركيز إعلامياً، حول انفراد أمريكا بالعالم، وأنها أصبحت القوة الوحيدة المسيطرة، والآمرة والناهية، وأنها تمتلك أقوى اقتصاد وأقوى جيش وأقوى تكنولوجيا.

كما يجري التركيز على نتائج الاعتداءات الأمريكية من زوايا خسائر الأطراف العربية والإسلامية، والخطط الأمريكية لضرب بلاد أخرى، وتغيير المناهج التعليمية.. إلخ.

لكن هذا الملف يذكر الوجه الآخر للقضية وهو :

ما هو حجم الخسائر الأمريكية منذ 11 سبتمبر وحتى الآن ؟

وهل يمكن للمجتمع والاقتصاد والجيش الأمريكي "احتمالها" حتى في حدودها الراهنة ؟

وهل تحققت لأمريكا أهدافها في عدوانها على أفغانستان والعراق ؟ أم أن النتائج عكسية؟!.

قال سبحانه : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) الأنفال/36 . والذين كفروا ينفقون أموالهم للصد عن سبيل الله , في كل زمان ومكان ، لنشر الفساد وإشعال الحروب وقتل المؤمنين ، ويأبى الله إلا أن يخذلهم وينصر دينه ...

تعم نتفق أمريكا وضعت الخطط الأستراتجية وأنفقت الأموال ورسمت كل صغيرة وكبيرة

ولكن هل حققت الهدف

طيب عدو أمريكا(القاعدة المجاهدين) الم يخططو لسقوط أمريكا ورسمو الأهداف والطرق وتم تنفيذها

فهل تكون سبب لسقوط أمريكا الجواب سوف نتناوله بتحققيق أختصرته بدراسة بعنوان

تقرير يستعرض الخسائر الأمريكية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وعسكرياً

منذ غزوة منهاتن وحتى الأحداث الأخيرة في العراق!!

إعداد

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

وفي هذا الملف سنتناول، ثلاثة فصول رئيسية:

الفصل الأول: الخسائر الأمريكية نتيجة ضربات سبتمبر 2001 وتداعياتها السياسية والاقتصادية والإجتماعية .

الفصل الثاني: الخسائر الأمريكية نتيجة عدوانها على أفغانستان ، ومن بعدها العراق .

الفصل الثالث : الخسائر الأمريكية جراء تبني الولايات المتحدة للكيان الصهيوني ، وهذا المحور أضفناه للتذكير بأن الحرب بين أمريكا والأمة شاملة ، وأن الخسائر متعددة المصادر والأبعاد

ولا بد من التقديم بين يدي هذه الفصول بمقدّماتٍ ثلاثٍ تُعين على تصور وضع أمريكا الحالي ، والمستقبل المتوقع لها ، وهذه المقدمات هي:

أولاً : السنن الكونية.

ثانيًا : الاقتصاد الأمريكي.

ثالثًا : الجهاد خيار الأمة

المقدمة الأولى : السنن الكونية

خلق الله الكون ، وجعل له سننًا كونيَّةً لا تتبدَّل ، كما قال سبحانه : {فلن تجد لسنَّة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً} ، فمن سننه السنن الفيزيائية والكيميائية وغيرها ، ومن سننه السننُ المتعلِّقةُ بسقوطِ الدُّول وقيامِها.

والناظر في حال أمريكا ، يعلمُ أنَّها جمعت الأسباب الكونية لسقوط الدول ، وهذه الأسباب على قسمين : عوامل ذاتيَّة ، وعوامل خارجيَّة.

فأمَّا العوامل الذَّاتيَّة : فقد تخلَّت أمريكا عن المبادئ التي قامت عليها ، والدَّولة التي تتّخذ أسسًا لها من المبادئ ثمّ تتخلى عنها تنهار سريعًا ، كما يسقط البنيان إذا اختلّت أساساته الماديَّة ، ونحن نرى كيف تنازلت أمريكا عن قوانين الحريات الشخصية ، وتخلت عن القيم الأمريكية ، وأعرضت عن القانون الدولي –الذي يراه المسلم طاغوتًا يجب الكفر به- وعن هيئة الأمم المتحدة التي لم تكن غير آلةٍ لتنفيذ سياسات أمريكا وحلفائها.

كما أنَّ أمريكا جمعت ألوان الفساد الداخلي من انتشار الجريمة ، وشيوع الفواحش وألفتها واستمرائها ، وتشريعها بالقوانين ، وعملت كالذي عمله قوم لوط وأفحش ، وجمعت ذنوب الأمم السابقة وزادت على كل أمة منها ، ولو نظرتَ في تاريخ الأمم السابقة وجدتَ أنَّها لم تسقط ولم تزل إلاَّ بعد انتشار الفواحش والذنوب

وأمَّا العوامل الخارجيَّة : فقد سلَّط الله على أمريكا فئةً مؤمنةً مجاهدةً ، جمعت قدر الاستطاعة أسباب النصر، وقد وعد الله المؤمنين بالنصر على الكافرين، والنصر وإن تأخر

إلاَّ أنَّ نهايته هزيمة دولة الكفر ، ولا يلزم من الهزيمة سقوط الدولة في الأصل ، إلاَّ أنَّ هذا في أمريكا متلازمٌ بسبب طبيعة الوضع الدولي ، ووضع أمريكا.

كما أنَّ أعداء أمريكا كُثُرٌ ، وإذا شعروا بضعفها فستبدأ كثيرٌ من صور تصفية الحسابات.

المقدمة الثانية : الاقتصاد الأمريكيّ

تقوم أمريكا بجميع مقوّماتها على الاقتصاد ، فعليه يعتمد تقدُّمها التقنيُّ وأبحاثها المتطورة ، كما تحتوي الشركات والمؤسسات جميع القوى العاملة من الشعب وتوفر مصدر الرزق الأساس ، وهو الرافد الرئيسيُّ لقوة التسليح الأمريكية المتفوَّقة ، واقتصاد أمريكا إضافةً إلى ذلك عاملٌ مهمُّ تستعمله أمريكا في تنفيذ سياساتها الخارجية عن طريق الضغط على الدول مخازن الثروات النفطية وغير النفطية ، وفرض الحصار على كل من خالف سياساتها ، كما أنَّ هذا التحكم يعودُ مرَّةً أخرى على الاقتصاد الأمريكي بالدعم ، من جهة توفير الفرص الملائمة ، بل وخلق الفرص التي تحتاجها لدعم اقتصادها في أي دولة وأي سوقٍ من أسواق العالم.

إن دولةً يُشكّل الاقتصاد هذه الأهميَّة فيها ، لا يحتاج خصمها إلى كثيرٍ من التفكير ليعرف من أين تؤكل كتفها ، فانهيار الاقتصاد يعني انهيار الدولة ، وسقوط العملة يعني الدخول في هاويةٍ لا يمكن الخروج منها.

ساعد على هذا طبيعة الاقتصاد الربوي ، الذي توعَّد الله بمحقِهِ ، فهو اقتصاد متهافتٌ ، لا يقومُ على سلع وأثمانٍ ، وإنَّما يقوم على اتّخاذ الأثمانِ سلعًا كما وضَّح ابن القيم في أعلام الموقعين ، وتضخيمه يجعل الأثمان (أو النقود والعملات) هي السلعة الأساسيَّة والسوق الكبرى للبلد ، وإذا كانت اللعبة الاقتصادية بكاملها إنَّما تقوم على فروق الأسعار فإنَّ النقود وما يمثّلها حين يُباع بعضها ببعض لا يمكن أن يكون ذلك بناء على فرق حقيقي ، بل هو فرقٌ مبنيٌّ على الآجال ، وتوقع الربح الناتج عن التفاوت المتوقّع خلال المدة الزمنية فقط ، وهذا ما يُدخل مسألة "السمعة الاقتصاديَّة" كعاملٍ فعَّال في البُنية الاقتصاديَّة

والسمعة الاقتصادية هي ما يجعل الدولار الأمريكي يهبط سعره كلَّما ظهر الشيخ أسامة بن لادن على الشاشات ، وقد اعتمد اقتصاد أمريكا فيما مضى على السمعة المثالية التي اكتسبها نتيجة الحرية الاقتصادية ، والأمان اللذان توفرهما أمريكا.

واعتماد الاقتصاد على هذا العامل ، يُضاعف آثار العمليَّات الجهاديَّة ، التي يدعونها بالهجمات الإرهابيَّة ، ويجعل الضربة ضربتينِ ، فقد كان من أهمّ الأهداف في حروب أمريكا في أفغانستان والعراق ، المحافظة على هذه السمعة وطمأنة المستثمرين إلى قوة أمريكا وهيبتها ، ومحاولة محو آثار الهزة الاقتصادية العنيفة التي مُنيت بها إثر غزة منهاتن ، ولا زالت تنزف الخسائر إلى اليوم.

والضربات القادمة بإذن الله وتوفيقه لأمريكا ، ستجعلها تفقد آخر خيوط هذه الهيبة ، وستجعلها محرقةً للاستثمارات ، وستُخرج العملة الأمريكية عن أن تكون لغةً للتداول ، والسوق الأمريكية عن أن تكون سوقًا للتجار من مختلف الجنسيات ، وستبحث رؤوس الأموال عن أسواق جديدة آمنة ، فرأس المال جبانٌ كما يحلو للاقتصاديين أن يُردِّدوا.

ومتانة الاقتصاد الأمريكي التي جعلته هو العمود الفقري لهذه الدولة الضخمة ، هي ما أخَّر سقوط أمريكا وانهيارها إلى اليوم ، إضافةً إلى الدعاية الإعلاميَّة الهائلة ، والعامل الأخير وهو مساندة الدول وخاصة دول الخليج النفطية ، وبالأخصّ حكومتا المملكة العربية السعودية والكويت ، اللتان أنهبتا أمريكا النفط والاقتصاد لترقيع آثار الضربة ، ولله حكمة في مد عمر أمريكا إلى هذا الوقت يبتلي بها المؤمنين ، {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}.

والعجيب أن يوجد من أبناء المسلمين من يتكلم بقوة أمريكا وطول بقائها ، ويجزم باستحالة سقوطها ، في وقتٍ أصبح سقوط أمريكا أمرًا حتميًّا لدى المتوسّمين وأصحاب الخبرة ، وأكثرهم تفاؤلاً لأمريكا يجعل احتمال سقوطها احتمالاً قويًّا جدًّا ، بل يرى أن فرص نجاتها محدودة جدًّا.

المقدمة الثالثة : الجهاد خيار الأمة

الجهاد عند المسلمين حكم شرعيٌّ ، لا يستمدُّ شرعيَّته من التجارب والمحاولات ، بل هو أمرٌ من الله للمسلمين يفعلونه حسب الاستطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر والغنى والفقر ، ومثال غزوة العسرة يوضح ذلك للمؤمنين.

والكافر الصائل المتسلط على المسلمين ، لا حل لكف بأسه إلاَّ الجهاد ، ولا يُجدي معه إلاَّ القتال ، وهذا هو منصوص قوله تعالى : {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسًا وأشدُّ تنكيلاً} ، وقوله : {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض} ، كما أنَّه من المتفق عليه في العقول والفطر ، ومما يشهد له التاريخ في أدواره المختلفة.

وهذا التقرير "نزيف الخسائر" يُبيِّن شيئًا مما اعترف به العدوُّ من آثار غزوةِ منهاتن التي خاضها تسعة عشر استشهاديًّا أمام أعتى دول العالم ، وخسرت خلال أسبوعٍ واحدٍ تريليون ريالٍ ، كما تحدث عن ذلك الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله في إحدى كلماته ، وما زالت أمريكا تتجرع العلقم من أثر تلك الضربة المؤلمة ، كما تطرقنا في هذا التقرير إلى بيان شيءٍ من الخسائر الأمريكية من أثر الجهاد في أفغانستان والعراق ، وها هي أمريكا تتهاوى ، وتؤذن بالسقوط والدمار ، بسبب تلك المجهودات التي لم يمض عليها سنون كثيرة ، ولو استُغرقت الأعمار بالشجب والاستنكارِ والمطالبة القانونية ، والاستجداء المتمثل في الحملات العالمية السلمية ، لما تحرَّك للعدو ساكنٌ ، ولما حرَّك ذلك منه شعرةً.

11 سبتمبر .. بداية مسلسل الخسائر

استهدفت الضربات التي وقعت في أماكن متفرقة من الولايات المتحدة الأمريكية أكبر رموز الهيمنة الأمريكية العسكرية (وزارة الدفاع)، والاقتصادية (مركز التجارة العالمي) .

ولذلك فإن آثار هذا العمل غير المسبوق من نوعه تتنوع بين آثار سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، ونركز هنا على الآثار التي بدأت في الظهور مع بداية دوي هذه التفجيرات المباركة ، وأخذت وما زالت تتفاعل داخل مختلف أركان الاقتصاد الغربي مع العدوان على أفغانستان ثم العراق

أولاً: آثار الغزوة اقتصادياً :

لحقت الأضرار بأسواق المال ، سواء في الولايات المتحدة أو في أسواق المال العالمية ؛ جراء وقوع ضربات المجاهدين في الحادي عشر من سبتمير قبل بدء التعامل في بورصة نيويورك ، وهو ما منع فتح التعامل في هذه البورصة ، وأجبر ذلك معظم أسواق المال العالمية على الإغلاق ؛ خوفًا من حدوث إنهيار في أسعار الأسهم ، بسبب القيام بعمليات بيع جماعية من جانب حملة الأسهم ؛ خوفًا من تحمل خسائر أكبر في المستقبل .

وكانت خطورة إغلاق أسواق المال في أمريكا على أسواق المال الأخرى بسبب تتابع توقيتات الافتتاح في هذه الأسواق ، حيث تبدأ التعاملات في طوكيو عقب إغلاق بورصة نيويورك ، ثم تبدأ بورصة لندن بعد الإغلاق في طوكيو ، وهو ما أثار مخاوف انتقال الهزات إلى هذه الأسواق بالتتابع ؛ ولذلك كان الإغلاق هو الحل الأفضل .

ولحقت الأضرار بأسواق " نيويورك " التجارية "نايمكس" وبورصة السلع الأولية "نايبوت" ؛ حيث تم تعليق التداول في هذه الأسواق على بعض أهم السلع في العالم ، وهي السكر الخام والبن والكاكاو والقطن وعصير البرتقال .

وتأثرت أسواق الصرف في جميع أنحاء العالم وخاصة سعر صرف الدولار الذي تراجع أمام اليورو والين ؛ حيث قفز اليورو إلى 97.5 سنتًا مقابل الدولار ، وهبط الدولار مقابل الين الياباني ليصل إلى حوالي 121 ينًا .

وتعرضت شركات الطيران والسياحة حول مختلف دول العالم لأثار سلبية ، وتراجع أعداد المسافرين لفترة قد تطول حتى يعود الاطمئنان والهدوء إلى العالم ، وهذه الآثار تتفاقم في ظل وجود رد عسكري أمريكي واسع النطاق على بعض الدول ، كما تأثرت معظم الشركات والمصالح التي يرتبط عملها بعمل شركات الطيران والسياحة وخدماتها .

في أمريكا وحدها تراجع قطاع الطيران بنحو 32.2% في الأسبوع التالي للأحداث ، و هذا يعني خسارة 60 مليون راكب بالنسبة لسنة 2001.

ومع أن التباطؤ بدأ قبل 11 سبتمبر ، إلا أن الهجمات على نيويورك وواشنطن والخوف من ركوب الطائرات يفسر الهبوط الحاد في الشهور الأخيرة من العام الماضي .

واستمر الضغط على الدولار الأمريكي ، خاصة مع طرح الاتحاد الأوروبي اليورو في التعاملات اليومية للمواطنين ، ومع اتجاه اليورو للتحسن أمام الدولار والإقبال على اتخاذ اليورو كعملة للاحتياط في العديد من دول العالم خشية تأثرها بسبب تراجع سعر صرف الدولار .

وشهدت بورصة " وول ستريت " في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2001 هبوطاً حاداً ونزيفاً مستمراً لخسائر الأسهم لم تشهد له مثيلا منذ إنشائها قبل 210 أعوام مع معاناة الأسهم الممتازة من أكبر هبوط منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي

لحقت الخسائر كذلك بقطاع السياحة حيث انحسرت وفود السائحين في أمريكا، وشغرت أكثر من 50% من غرف الفنادق الكبرى رغم أنها خفضت أسعارها بنسبة 40% ثم جاء وباء الجمرة الخبيثة فألغى كثيراً من المؤتمرات واللقاءات التجارية وأصبحت الفنادق تواجه مأزقا إضافيا ليس في " نيويورك " وحدها وإنما في كل المدن الكبرى من " شيكاغو " إلى " لوس أنجلوس " إلى " هيوستون " و " ميامي " .

وتضاعفت خسائر البريد بمؤشرات أعلى إلى أن بلغت ملياراً ونصف المليار دولار حيث تناقصت خدمات البريد بنسبة 6.5% وهي أدنى نسبة تهبط إليها خدمات البريد منذ الكساد الكبير الذي شهدته الثلاثينيات .

بلغ العجز التجاري 504 مليار دولار ، في حين كان متوقعاً أن يصل العجز في الميزانية عام 2002 إلى 158 مليار دولار فقط .

بمعنى أن العجز المزدوج ( عجز في ميزانية الدولة الفيدرالية وعجز في الميزان التجاري بين أمريكا والعالم ) وصل إلى الرقم القياسي 662 مليار دولار عام 2002، أي ما يعادل 6،4% من الناتج الإجمالي المحلي , وهذا يبين أن الاتجاه العام يميل إلى الركود .

إفلاس الشركات الأمريكية :

في الفترة من 11 سبتمبر 2001 وحتي 11سبتمبر 2002 انهارت وافلست مجموعة كبيرة من الشركات الامريكية ، قدرت بـ 60 ألف شركة وقد تم تسريح مالا يقل عن 140 ألف عامل أمريكي في نفس الفترة ، وفقاً لتقرير صحيفة " وول ستريت جورنال" وما زال مسلسل الانهيارات والإفلاسات مستمراً حيث يسجل قطاعى الطيران الأمريكى ، والتأمين أعلى معدلات الإفلاس والتسريح للعمال

انهيار " إنرون " :

استعمل ميشال جوبير وزير خارجية فرنسا الأسبق عبارة الغرق حين تحدث في مقاله الأسبوعي الصادر يوم 19 يناير 2002 عن إفلاس الشركة العملاقة الامريكية المتحكمة في الطاقة" إنرون " والتي تربعت على عرشها في ولاية تكساس لتدير دفة النفط وما يتبع النفط من طاقة كهربائية هي عصب الصناعة الامريكية بل الاقتصاد الامريكي.

وكان إفلاس " إنرون " هو أول ضربة كبرى وموجعة يتلقاها النظام الرأسمالي المتعاظم في الولايات المتحدة في مطلع هذا القرن الجديد ، بل تتلقاها آلة العولمة الأمريكية كطعنة في هيبتها.

فالعملاق " إنرون " هو الذي كان وراء رفض الحكومة الامريكية التوقيع على إعلان " كيوتو " الخاص بحماية فضاء العالم من التلوث في عهد كلينتون ، مما فتح الباب أمام فوضى التصنيع والطاقة وتوسيع أخطار التلوث الى ظاهرة كونية تنشأ في أمريكا ويتحملها العالم بأسره .

" وورلد كوم " أكبر عملية إفلاس :

تقدمت شركة " وورلد كوم " الأمريكية للاتصالات بطلب رسمي إلى المحكمة لإعلان إفلاسها لتصبح بذلك أكبر عملية إفلاس في التاريخ الأمريكي ‏,‏ متجاوزةً بذلك فضيحة إفلاس شركة " إنرون " لخدمات الطاقة ‏.

‏ و جاء إفلاسها في الوقت الذي تشهد فيه بورصة " وول ستريت " سلسلة من فضائح المحاسبات المالية التي تورطت فيها عدة شركات أمريكية خاصة في قطاع الاتصالات في محاولة لإخفاء خسائرها ‏.‏‏

إفلاس شركة " كاربت إنك " فى أمريكا :

أعلنت مجموعة " كاربت جولف " الكندية لصناعة أرضيات ملاعب الجولف عن تقديم الشركة التابعة لها في الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة باسم " كاربت إنك " طلباً إلى السلطات الأمريكية لإعلان إفلاسها وحمايتها من الدائنين .

" ميديكال ليندر " تعلن إفلاسها :

تقدمت شركة " ميديكال ليندر " الأمريكية للخدمات المالية للمؤسسات الصحية بطلب إلى السلطات الأمريكية لإعلان إفلاسها.

و يمثل إفلاس هذه الشركة تهديداً خطيراً لعدد من مؤسسات الرعاية الصحية التي لها مستحقات كبيرة لدى الشركة المفلسة .

كانت " ميديكال ليندر " قد عجزت خلال الفترة الأخيرة عن سداد مستحقات عدد كبير من العملاء لديها الأمر الذي دفع عدد من هؤلاء العملاء إلى المطالبة بتصفيتها.

" أوكوود هومز " تعلن إفلاسها :أعلنت شركة " أوكوود هومز " الأمريكية أنها ستتقدم إلى السلطات الأمريكية بطلب إعلان إفلاسها ، و تعد " أوكوود هومز " ثاني أكبر شركة للمباني الجاهزة في الولايات المتحدة الأمريكية .

تبلغ ديون الشركة حالياً حوالي 570 مليون دولارا في الوقت الذي تتعرض فيه للخسائر المستمرة منذ ثلاث سنوات.

إعلان إفلاس شركة البرامج " برجراين سيستمز " الأمريكية :

أعلنت شركة البرامج " برجراين سيستمز " الأمريكية إفلاسها ، وتقدمت بطلب إلى السلطات الأمريكية لحمايتها من الدائنين .

في الوقت نفسه قالت الشركة أنها ستقيم دعوى تطالب فيها شركة " آرثر أندرسن " للمراجعة المحاسبية بتعويض قدره 250 مليون دولار باعتبار الشركة مسئولة عن الظروف المالية التي تمر بها " برجراين " حالياً بسبب المخالفات التي ارتكبها محاسبوا " آرثر " في حساباتها .

" بلانيت هوليوود " الأمريكية تعلن إفلاسها للمرة الثانية :

قامت شركة " بلانيت هوليوود " بشطب خمسة ملايين دولار على شكل قروض قدمتها لمشاهير ولصالح شبكة من المستفيدين من كبار المسؤولين في الشركة وفقا لمصادر مستقلة في الشركة التي تعاني من إفلاس .

مجموعة " يو.أس آير وايز " تشهر إفلاسها :

أشهرت مجموعة " US آيروايز " إفلاسها عملاً بالأحكام الأمريكية لحماية حقوق المستثمرين ، مؤكدةً أنها ستستمر في عملياتها إلى حين ترتيب وإعادة تنظيم هيكلية القسم المالي آملة في الخروج من هذه الأزمة في الربع الأول من العام 2003 .

" باسيفك كروسنج " للاتصالات تطلب حمايتها من الإفلاس :

تقدمت شركة " باسيفيك كروسنج " للاتصالات التابعة لشركة " جلوبال كروسنج " بطلب لحمايتها من إشهار إفلاسها وفقا للفصل الحادي عشر من قانون الشركات الأمريكي.

يذكر أن شركة " جلوبال كروسنج " الأم تواجه هي الأخرى شبح الإفلاس ، و تعمل الشركتان في مجال إدارة شبكات نقل البيانات عبر الألياف الضوئية .

" إكس أو كومينكشنز " تطالب بالحماية ضد الإفلاس :

تقدمت شركة " إكس أو كومينكشنز " الامريكية للاتصالات وخدمات الإنترنت بطلب إلى السلطات الأمريكية لحمايتها ضد إشهار الإفلاس .

كانت شركة " تليفونوس دي مكسيكو " المكسيكية للاتصالات قد تراجعت عن استثمار 800 مليون دولار في " إكس أو كومينكشنز " الأمر الذي تسبب في مشكلات مالية قاسية للشركة الأمريكية .

إفلاس " متروكول " الأمريكية :

أعلنت شركة " متروكول " الأمريكية للاتصالات اعتزامها فصل 495 موظف لديها واللجوء للقضاء الأمريكي لطلب الحماية من الإفلاس .

وكانت خسائر " متروكول " قد بلغت خلال عام 2001 حوالي 612.8 مليون دولار .

استمرار موجة الإفلاس بين الشركات الأمريكية :

سجلت حالات الإفلاس في الولايات المتحدة ارتفاعها خلال النصف الأول من العام الحالي لتسجل رقماً قياسياً جديداً في حالات الإفلاس.

انهيار شركات الطيران الأمريكية :

بحلول نهاية العام الجاري أعلنت شركتا طيران عملاقتان وهما "يو.أس. إيرويز" و"يونايتد إيرلاينز" إفلاسهما ، ومن المتوقع أن تليهما شركات أخرى في عام 2003 .

إفلاس " يونايتد إيرلاينز " :

" يو‏.‏ايه‏.‏إل " الشركة الأم لشركة " يونايتد إيرلاينز " للطيران قدمت ملف الطلب الخاص بإشهار الإفلاس لـ " يونايتد إيرلاينز " إلى السلطات الأمريكية المختصة ‏.‏

وجاء إقرار إشهار إفلاس " يونايتد ايرلاينز " بعد رفض مجلس استقرار الطيران الجوي طلباً لتوفير قرض فيدرالي قدره ‏1.8‏ مليار دولار مما أدي إلى تراجع شديد في قيمة أسهم الشركة بالبورصة ووصول سعر أسهمها إلى‏92‏ سنتا فقط ‏.‏

إفلاس " يو اس إيروايز " الجوية الأمريكية :

طلبت مجموعة الخطوط الجوية الأمريكية " يواس ايروايز " حمايتها من الدائنين بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي‏‏ وذلك بعد أن قدمت الشركة طلباً رسمياً بإشهار إفلاسها إلى محكمة الإفلاس في مدينة الكسندريا بولاية فيرجينيا .

وتعد شركة " يواس ايروايز " سابع شركة طيران أمريكية ‏,‏ كما أنها تشغل رقم‏14‏ في قائمة كبرى شركات الطيران العالمية وتخدم أكثر من‏200‏ موقع داخل الولايات المتحدة .

شركات طيران أخرى تعلن إفلاسها :

شهد العام 2002 توقف الكثير من الشركات عن العمل ، فقد توقفت شركة طيران أمريكية صغيرة هي " ميدواي إيرلاينز " عن العمل وسرحت جميع موظفيها البالغ عددهم ألفا وسبعمائة موظف .

وقال مسئولو شركة " دلتا إيرلاينز " ، ثالث أكبر شركة طيران في العالم إنه من المحتمل أن تستمر الشركات في تسريح أعداد من الموظفين ، وتوقع " جوردون بيتون " رئيس شركة " كونتيننتال " أن يفقد مابين مائة ومئتي ألف موظف يعملون بشركات الطيران حول العالم وظائفهم بسبب الكارثة ويعتقد المحللون أن خسائر قطاع النقل الجوي في الولايات المتحدة قد تبلغ سبعة عشر مليار دولار فى 2001.

أما التساؤل الآن فهو عن الآثار الخطيرة التي نجمت عن مسلسل الإفلاس هذا :‏

أولاً :‏ انخفاض سعر الدولار أمام العملات الأجنبية‏ ,‏ فمنذ بداية العام الحالي انخفض الدولار بنحو‏12%‏ أمام اليورو ‏,‏ كما انخفض بنحو‏6%‏ أمام الجنيه الاسترليني ‏,‏ وبالنسبة نفسها تقريبا أمام الين الياباني‏ ، كما ‏بينا سابقاً .

ثانياً ‏: التراجع الحاد في أسعار الأوراق المالية في البورصة " وول ستريت " وغيرها من أسواق المال الأمريكية‏ .‏

ثالثاً ‏:‏ فقد المستثمرين ثقتهم في الاقتصاد الأمريكي ‏.‏

رابعاً ‏:‏ اتجاه البطالة نحو التزايد بسبب إفلاس بعض الشركات وتقليص حجم الأعمال في البعض الآخر‏ ,‏ فطبقا لأحدث البيانات ارتفعت البطالة في أمريكا في شهر مايو‏2002‏ إلي‏6%‏ لتسجل أعلي مستوي لها منذ أكثر من سبع سنوات‏ .‏

خامساً ‏:‏ أن كثيرا من البنوك المركزية بدأت تعيد النظر في اقتناء المعدن الأصفر " الذهب " إلى خزائنها كاحتياطي بعد التخلي عن هذه السياسة في السبعينيات من القرن الماضي حيث قامت كثير من البنوك المركزية ببيع احتياطياتها من الذهب بعد أن فقد بريقه كمستودع للقيمة‏ .‏

ثانياً : آثار الغزوة سياسياً :تركت أحداث 11 سبتمبر , وبعمق , آثاراً واسعة على

الوضع الدولي، ومثلَّت ساحة مصيرية لاختبار الأبعاد السياسية للوضع الدولي الذى حاولت الولايات المتحدة فرضه على العالم ، وإعادة تشكيله وعلى رأس هذه الأبعاد قيادة الولايات المتحدة للتحالف الغربي ودورها العالمي كقوة عظمى وحيدة ، وكذلك مخططاتها بالنسبة للأمة الإسلامية بعدما اندفعت في حروب ضدها ... متدحرجةً ككرة الثلج ، بدأت من افغانستان ووصلت إلى العراق .

وهكذا كانت ضربات 11 سبتمبر البداية لتفجير سلسلة من التناقضات داخل الدول الغربية وبين هذه الدول الغربية والولايات المتحدة .

وقد ضاعف من تاثير تلك الأحداث أن الأمريكيين لم يحققوا الشيء الكبير الذي شمله إعلانهم هذه الحرب الصليبية ، فلا هم استطاعوا القضاء على تنظيم القاعدة ، ولاهم استطاعوا فرض الاستقرار في القلب الآسيوي المشتعل والذي كان في الثمانينيات ساحة صراع بينهم وبين السوفييت ونعني هنا أفغانستان.

وقبل النظر إلى نتائج هذه الحرب أو حصيلتها لابد أن نتتبع اتجاه الريح والذي أخذ في اتجاه لا تشتهيه السفن الامريكية و لا السفن الغربية على حد سواء ، فالغرب الاوروبي أدرك أنه يقع في فخ القوة العظمى مسلوباً قراره السياسي ، والأمريكيون يدركون أنهم منطلقون بلا توقف إلى جحيم لا يعرفون كيف الخروج منه ، إذ لا يكفي أن تركب الصعب منطلقاً ، بل ينبغي أن تعرف كيفية الرجوع بطريقة صحيحة ، وذلك جوهر ما استند اليه المحللون الاستراتيجيون في فترة ما بعد الحرب

آثار الغزوة اجتماعياً :

نشرت صحيفة " نيويورك تايمز " وشبكة " CBS " التلفزيونية الأمريكية استطلاعا للرأي أجريتاه في 13/06/2002 وشمل940 شخصاً من سكان مدينة " نيويورك " , ولم يتعد هامش الخطأ نسبة 3% , تبين من خلاله أن مدينة " نيويورك " مازالت تعيش أجواء القلق بعد مضي تسعة أشهر على أحداث 11 سبتمبر وأن أهالي المدينة مازالوا يعانون من الأعراض النفسية .

وأشار الاستطلاع إلى أن الكثير من سكان نيويورك يتجنبون زيارة ناطحات السحاب والمراكز الرياضية بسبب مخاوف من وقوع هجمات أخرى ، ومازال 60% من سكان " نيويورك " يعتقدون أن مدينتهم مهددة بوقوع هجمات أخرى أكثر من غيرها من المدن الأميركية .

وقال مشاركون في الاستطلاع إنهم دائما ينظرون حولهم ، وأنهم يعتريهم الخوف عند سماع صوت أزيز الطائرات أو عند الدخول إلى نفق

لم يعد هناك شك في أن ضربات 11 سبتمبر فتحت فصلاً جديداً إن لم يكن عهداً جديداً في حياة أميركا.

فقد زاد تدخل الدولة في الشأن العام وزادت الميزانيات البوليسية ، وصدرت تشريعات جديدة لزيادة سلطة المراقبة وحدث تشديد لم يخطر على بال في أمن المطارات .

وتزايد الحديث عن خطر نووي داخل الولايات المتحدة استناداً الى مبدأ " تخيل ما لا يمكن توقعه " أو " توقع الأسوأ " وهو المبدأ الذي وضعه كبار رجال المخابرات بعد 11 سبتمبر ، فالمخزون الاميركي الهائل من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية ، وكذلك العدد الهائل من المفاعلات النووية والتي كانت حتى وقت قريب تشكل مصدراً للأمن والردع والقوة - ولاتزال كذلك – تحولت إلى مصدر للقلق والخوف في نظر كثير من رجال الأمن والاستخبارات ليس بسبب وجود احتمال تسرب إشعاعات منها لأخطاء فنية ولكن بسبب خطر احتمال أن تكون مخازن هذه الأسلحة والمفاعلات هدفاً في هجمات أخرى .

و الخلاصة :

أن الوضع الدولي للولايات المتحدة بعد غزوة منهاتن انتقل من مرحلة السيطرة على العالم إلى مرحلة من الصراع مع الكتل الرئيسية في العالم.. وأن الوضع الداخلي الأمريكي قد تغير فانتهت مرحلة الحريات العامة أو كادت ، أما الإقتصاد الأمريكي فقد شهد هزة خطيرة ، ضاعفت حجم مشكلاته ودفعته رويداً رويداً نحو الأزمة والركود .

الخسائر الأمريكية نتيجة العدوان على أفغانستان و العراق

أولاً : أفغانستان :

على الرغم من البيانات المتلاحقة للإدارة الأميركية حول انتصاراتها العسكرية في أفغانستان وما تسميه بالرد " الشجاع " على أحداث " سبتمبر " فإن الفصل الأخير الجوهري لهذا العمل عبارة عن حلقة فى سلسلة قد تمتد لسنوات حملت وتحمل في طياتها أحداثاً أكثر خطورة حيث يتزايد ويتصاعد الاستنزاف الأمريكي يوماً بعد يوم .

وفي مايلي إحصائية للخسائر التي تكبدتها أمريكا نتيجة غزوها لأفغانستان ، مع الأخذ في الاعتبار عدم تمكن المجاهدين ومصادرهم وحتى المصادر المحايدة من حصر القتلى والجرحى في كثير من العمليات ، لحرصهم على الانسحاب المباشر بعد انتهاء العمليات خشية القصف الجوي ، إضافة إلى أن السياسة العسكرية لدى الأمريكان فيما إذا وقع منهم قتلى أو أسرى في أي منطقة فإنهم يقومون بقصف المنطقة قصفاً مكثفاً حتى لا يبقى لهم أثر ولا يستطيع أحد تصوريهم أو إثبات قتلاهم بالصور.

وكذلك عدم وجود مصادر أخبار في الفترة ( يناير ، فبراير ، مارس ، ابريل ) 2002.

بلغ عدد القتلى الأمريكان حتى كتابة هذا التقرير 1631 قتيلاً .

وبلغ عدد الجرحى 269 ، فيما بلغ عدد الطائرات المقاتلة التي أسقطت 24 ، وعدد المروحيات التي أسقطت كذلك 10 .

كما دمر المجاهدون 20 عربة نقل جنود ، و 23 عربة مدرعة ، و 5 دبابات أمريكية .

هذا بالإضافة إلى خسائر قوات تحالف الشمال الموالية للأمريكيين والذي بلغ 1092 قتيلاً ، و376 أسيراً خلال مرحلة العدوان الأولى وجرحى بالمئات .

ناهيك عن الانتصارات الأخيرة التي حققتها حركة طالبان وتنظيم القاعدة على أراضي أفغانستان والتي كثيراً ما تسفر عن قتلى في الجانب الأمريكي والتحالف الشمالي مما لم تستطع أمريكا إخفاءه عن وكالات الأنباء العالمية .

في ضوء العرض السابق، يتحدد أنه إلى جانب الأبعاد العقائدية والحضارية في العدوان الأمريكي على الأمة فأن ثمة معطيات اقتصادية وعسكرية وسياسية في العدوان الأمريكي على إخواننا المسلمين في العراق .

والسؤال هو إلى أي مدى حقق الأمريكان نتائجهم المرجوة من هذا العدوان ؟ أو بعبارة أدق .. ماذا خسر الأمريكان حتى الآن في مقابل ما حققوه؟!

ثانياً : العراق :

التكلفة الإقتصادية للعدوان على العراق : ( وفق المصادر الأمريكية في بداية العدوان )

جاءت أقل من مبلغ ال62 مليار دولار التي كانت مرصودة لها حسب ما يقوله المسئولون الأميركيون ، وهو ما يعني أن الرئيس الأميركي " جورج بوش " لن يضطر إلى العودة إلى الكونغرس مرة أخرى من أجل الحصول على اعتمادات مالية إضافية خلال العام الجاري ، فيما قدرت تكلفة ما يسمونه بإعادة اعمار العراق بنحو 30 مليار دولار سنويا ً.

وقالت صحيفة " يو اس ايه توداي " الأميركية أن قصر فترة الحرب ضد العراق وما استتبعها من استخدام أقل مما كان متوقعاً من الصواريخ واندلاع عدد محدود من الحرائق في حقول النفط ونزوح أعداد أقل من اللاجئين جميعها عوامل أسهمت في خفض اجمالي تكلفة الحرب .

وعلى الرغم من أنه لن يتسنى قبل مضى عدة أشهر إصدار بيان شامل وتفصيلى بإجمالي قيمة تكلفة الحرب ضد العراق إلا أن مسئولين بارزين بإدارة بوش صرحوا بأن تكاليف نشر القوات الاميركية والعمليات القتالية ذاتها سوف تقل بفارق طفيف عن مبلغ 62,6 مليار دولار الذى صدق الكونغرس فى شهر مارس الماضى على تخصيصه لتغطية نفقات عملية " حرية العراق " على حد زعمهم .

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه تعد هى المرة الأولى التى يصدر فيها من جانب المسئولين الاميركيين تقدير مبدئى لتكاليف هذه الحرب .

وقالت " يو اس ايه توداي " أيضا إن ذلك يعنى أن قيمة التكلفة التى يتحملها كل مواطن أميركى تصل فى المتوسط إلى حوالى 220 دولار .

وكانت قيمة نفقات حرب الخليج الأولى قد وصلت إلى حوالى 76 مليار دولار وفقاً للأسعار السائدة حاليا غير أن هناك اختلافا واضحاً بينها وبين حرب العراق الأخيرة وتتمثل فى أن دولاً أخرى كالسعودية والكويت تولت تمويل نسبة 80% من تكلفة الحرب الأولى فى حين أن الولايات المتحدة تحملت الجانب الأكبر من نفقات حرب العراق الأخيرة .

وفيما يتعلق بالأسباب التي ساعدت على تقليل تكلفة الحرب الأخيرة ، فإن ميزانية الحرب التي تقدمت بها الإدارة الأميركية كانت قائمة على أساس عمليات حشد القوات ثم فترة شهر من القتال والقصف تتبعها عدة شهور من المناوشات ، إلا أن المسئولين قالوا إن الحرب استمرت 26 يوما ابتداءً من اطلاق أول صاروخ في 19 مارس الماضي حتى منتصف ابريل عندما التقى ما يصفونهم بأنهم قادة سياسيون ودينيون عراقيون مسئولين أميركيين بشأن تشكيل حكومة عراقية انتقالية ، غير أن الأمور انقلبت رأساً على عقب بعد ظهور وازدياد المواجهات والعمليات التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق ، و كذلك عدم القدرة على تصدير النفط العراقي بالمعدلات التي توقعتها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقد رفض " دانيالز " ومسئولين آخرين في " البيت الابيض " ووزارة الخزانة والدفاع " البنتاغون " رفضوا إعطاء تقديرات لتكلفة مواجهة العمليات التي تستهدف القوات الأمريكية خلال مرحلة ما بعد الحرب النظامية وإعادة بناء ما دمرته الحرب في العراق مما أدى إلى بروز شكاوى من أعضاء في الكونغرس وجهات أخرى.

وقال مسئول بمركز تقييم الميزانية ، وهو عبارة عن مركز أبحاث خاص ، إن تكلفة ما يدعون بأنها عمليات "حفظ السلام "على مدى خمس سنوات في العراق ربما تتجاوز 100 مليار دولار ، فيما قدر المركز تكلفة إعادة بناء ما دمرته الآلة العسكرية العدوانية الأمريكية فى العراق بحوالي 30 مليار دولار سنوياً.

غير أن الأمور هذه جميعا قد انقلبت أيضا الآن بعد تصاعد وتيرة الهجمات على نحو سريع وقوي فاجأ الجميع حيث يتم تنفيذ العمليات بواقع 25 عملية يومياً الأمر الذي جعل التكلفة الأمريكية فى العدوان أضعافاً مضاعفة بل جعل كل المشروعات والأهداف الأمريكية من هذا العدوان بخسائره السياسية والاقتصادية والعسكرية مهدداً بفشل عظيم .

كان هذا تقريرًا موجزًا يقتصرُ على مقتطفاتٍ مما اعترف العدوُّ به ، ومعلومٌ حرص العدو على تقليل حجم الخسائر للمحافظة على بقية سمعة اقتصاده المنهار.

ومن تأمُّل هذا التقرير تعلم سطحيَّة القول بأنَّ آثار الغزوة المباركة كانت آثارًا يسيرةً ، أو أنَّ أمريكا استطاعت تجاوزها ، كلُّ ما في الأمر أن أمريكا تمالكت نفسها قليلاً ، واستعانت بما تملك من اقتصاديين وخبراء استطاعت بهم أن تؤخّر انهيارها قليلاً.

على أنَّ زوال أمريكا أمر يقيني مستمد من سنن الله الكونية قبل أن يكون تحليلاً اقتصادياً أو سياسياً ، وما زوالها إلاَّ مسألة وقت بإذن الله ولو لم تتعرَّض لضرباتٍ أُخرى ، إلاَّ أنَّ شباب الإسلام يُعدُّون لها بحول الله وقوَّته ما لا يصمدُ أمامه شيءٌ من استعداداتهم واحتياطاتهم بإذن الله.

والاقتصاد الربويُّ الهشُّ ، منذُ سنواتٍ عديدةٍ ، وهو يُنادي المسلمين ، ويُرشدهم إلى قتله وينادي : يا مسلم ، هذا يهوديُّ ورائي تعال فاقتله ، وقد وعد الله أن يمحق الربا ، فرمى المجاهدون وما رموا إذ رموا ولكنَّ الله رمى ، فكان ما ترون.

ولعل في هذه الصفحات رسالة إلى الأمة ، لتنظر ماذا فعلت هذه الفئة القليلة الصابرة ، وماذا أجرى الله على أيديهم من نصر للإسلام ، وكسرٍ لأعداء المسلمين ، مما شرحت لنا الأرقام بداياتِه ، وأخبَرَتْ عما يُتوقَّعُ في نهاياتِهِ.

وفيها رسالةٌ إلى من يزعم عن غير علمٍ ولا معرفةٍ : أنَّ المسلمين عاجزون اليوم عن الجهاد ، لا يملكون مفاتحه ولا آلاتِه ، وأنتَ ترى هذا الثَّغر العظيم في اقتصاد العدوِّ مفتوحٌ عن مقاتلِ الكفرة ، لم يصرف الناس عنه فيما مضى إلاَّ تخذيل المخذّلين وتضليل المضلِّلين.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 7
      بسم الله الرحمن الرحيم الموضوع حقيقي عن تجربة شخصيــــــــــــة دا شكل الفيزا الامريكي اللي هتوصل لحضرتك الي البيت بدون ما تدفع ولا جنيه واحد مميزات هذه البطاقة * مقبولة في اي ATM في مصر عليه شعار Master Card * بامكانك تعبئتها من حسابك فـــ paypal - فيزا كارد - ماستر كارد - الخ * عمولتها قليلة نوعا رسومها 29$ فقط ولا يتم خصمهم الا كل سنة * دعمها لجميع الدول العربية فهي تدعم أكثر من 210 بلد حول العالم ! * لا ي
    • 0
      الجمهور ينتقد أشرف عبدالباقى بسبب حمو بيكا هذا العنوان تكرر كثيرا فى المواقع الإخبارية قبل عدة أيام والسبب إعرض الصفحة
    • 0
      لأ مش أنا اللى أبكى وسيرة الحب ووصفولى الصبر... وغيرها من الأغانى الطربية لعباقرة زمن الفن الجميل أم عرض الصفحة
    • 9
      افتح هذا الموضوع لعدة اسباب هو مشاركة لموضوعى الأصلى من البر الثانى - والذى كتبته منذ عامين على امل استكماله بعد فترة قد تطول او تقصر ربما كانت حسنات اريدها ان تذهب لروح والدى رحمة الله عليه والذى تحل ذكراه الثانية هذه الأيام ربما استفاد منه انسان - فيدعوا لوالدى بالرحمة ربما هى محاولة لنقل ما رأيت - ربما هى تجربة - ولو قصيرة - تساعد انسان فى البدايات وربما هى رؤية لفترة قصيرة جدا بصورة مختلفة ربما استكمله واستكمل الرحلة يوما ما - وربما كان مدونة صغيرة لذكريات اختلطت فيها لحظات تحقيق الأ
    • 10
      بعد تهديد و ووعيد .. كر و فر .. اتهامات تصيب الغثيان من تكرارها ..   بعد البحث عن شرعية و غطاء  لمهاجمة دولة ذات سيادة علي غرار ما حدث في العراق بعد افلام فيديو و تمثيليات تكاد تكون تكرار لأفلام ضحايا رابعة المزعومين ها هي امريكا و من ورائها بوديجارداتها  انجلترا و فرنسا تقوم ببروفة اول هجوم عسكري ضد سوريا  كان اخر ما كان في جعبتها لتنفيذ مشروع الخريف العربي .. بروفة .. بالونة اختبار لجس نبض روسيا اولآ .. و اخيرآ .. فالعرب لا حول لهم و لا قوة امام بلطجة امريكا السافرة ..
×
×
  • أضف...