اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الأغلبية الصامتة من القبط و المسلمين


Recommended Posts

الأخ العزيز أبن مصر...

أوجزت فأحسنت.... أنا لا أنادي بتطبيق العلمانية في مصر... فالعلمانية و أن كنت من المعجبين بها.. و أجد فيها حلولآ لمشاكل عديدة.. و لكني واقعي.. و أعلم تمامآ بأستحالة تطبيقها في مصر..

في عصرنا الحاضر يكثر الكلام عن "حقوق الأنسان".. و صارت لها مظاهرات كبري في مختلف المجتمعات و المنتديات...و لعل الدين من أفضل ضامن لها.. فهو بالأساس الذي أنشأها.. و هو أول من روج لها لضمان صحة المجتمع.. و سلامة أفراده و سعادتهم.. و الأنسان ..في التعليم المسيحي.. قد "وضعه الله قليلآ عن الملائكة بمجد و كرامة كلله و أقامه علي أعمال يديه" .. و يقول الأستاذ فهمي هويدي أن الأسلام يعتبر الأنسان عامة هو مخلوق الله المختار.. و في هذا توضيح لقول الرسول أن الأنسان بنيان الله و ملعون من يهدم بنيانه..

لا أحد يستطيع أن ينكر أن مصر دولة مسلمة بنص الدستور و أسس التشريع.. و لكن هذا يعني أيضآ أن الأسلام يجب أن يكون هو ضامن حقوق الأنسان فيها.. و الحصن الذي تعتصم به.. و حقوق الأنسان في الأسلام ذات بعد عقيدي.. لا أحد يستطيع أن ينكر بأن مقاصد الشريعةالأسلامية ( منذ كانت ) تتمثل في قيام مصالح الناس في الدنيا و الدين معآ.. و قد روعي في كل حكم فيها حفظ شيء من الضرورات الخمس ( الدين و النفس و العقل و النسل و المال ).. التي هي أسس العمران المرعية في كل ملة.. و ترتكز هذه الضرورات و ما يتبعها علي ما قرره الأسلام من مبدأ المساواة بين الناس جميعآ.. بصرف النظر عن أجناسهم و ألوانهم و معتقداتهم... فلا فضل لأحد علي الأخر ألا بما يقدمه من عمل صالح وخير للناس..

و ترتكزأيضآ علي مبدأ الحرية.. فكل أنسان حر في أختياه حتي في قضية الأيمان و الكفر " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"... و نص القرآن صريح في تكريم أبن آدم.. بصرف النظر عن دينه أو لونه أو جنسه... فهل الجميع يعملون بهذه الوصايا ؟؟ ..أن الأسلام .. بنصوصه و روحه.. قادر أن يعلي من شأنها.. خاصة أذا أُحسن ترجمته.. و خلصت النوايا في تطبيقه..

القيم الدينية.. بطبيعتها.. تدعو الي التسامح.. أذا فهمت علي نحو صحيح.. ثم أن نموذج العالم الأسلامي الحافل بالتنوعات الدينية و المذهبية و العرقية.. ما كان له أن يحتفظ بكيانه ألا في ظل أجواء التسامح.. التي كفلها التطبيق الأسلامي.. فحفظ لكل جماعة خصوصيتها.. و لهذا يفزع المصريين المسيحيين ما تخرج به عليهم بعض مدارس الفكر الأسلامي.. من تفسيرات و أحكام.. لا صلة لها في وعيعهم.. بما يتوقعونه من الأسلام و المسلمين من تعاون علي البر و الخير.. و حرص علي الأخوة الأنسانية.. فمنذ الأربعينات من القرن الماضي و هواجسهم تتزايد.. بسبب أرتفاع النغمة التعصبية.. و الترويج للفكر المتشدد المتعنت.. و التوسع في أطلاق أحكام التكفير و التفريق.. ثم حملت الأفكار و الكلمات السلاح لتفرض ذاتها بقوة.. و شهدت الثمانينلت و التسعينات حرائق للمقدسات.. و تدميرآ للمتلكات.. و أغتيالات عشوائية غبية.. كقتل مدرس و هو يدرس في فصله.. و صيدلي في صيدلته.. و طبيب في عيادته.. و تاجر في متجره.. و مزارع في حقله... و كلهم كانوا في موقع العمل و الأنتاج لأجل ذويهم و مجتمعهم.. و كلهم مسالمون لا يحملون سلاحآ و لا ضغينه.. و لا نية للرد بالمثل...

أذن لا يلام المسيحي أذا أرتبك تفكيره... و أختلطت عليه الأمور..فتداخله شكوك في أن يكون هناك أكثر من أسلام واحد.. و أنه قد يقع يومآ ضحية لأسلام غريب.. لا يمت بصلة للقرآن أو للسنّة..يتخذ العنف دينآ.. و الهمجية شعارآ.. و التخلف منهجآ و هدفآ..

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...
  • الردود 46
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

المجتمع المصري المسيحي

في مداخلة للأخت الفاضلة و العزيزة Muslima Egyptian أعتقدت فيها أني أتكلم عن أضطهاد واقع علي مسيحيي مصر..و عن واقع المجتمع المسيحي المصري كمجتمع أقلية.. و لتسمحي لي يا عزيزتي أن أشرح لك وجهة نظري هنا في هذا الموضوع.. فلكل مقال مقام.. و لا أريد أن نناقش موضوع مهم مثل هذا "كتفريعة" لموضوع آخر...

فلا شك أن المجتع المصري المسيحي يغري علمي الأجتماع و السياسة علي دراسته.. بأعتباره مجتمعآ متميزآ.. له خصائصه و تركيبته.. أحلامه و مشكلاته..الي آخره.. و لعل الخطأ الشائع هو أن تكون نقطة البدء في مثل هذه الدراسة.. هي كونه مجتمع أقلية..عندئذ تكون الفرضيات مضللة.. أو علي الأقل لا تؤدي الي نتائج حاسمة.. ذك لأن المجتمع المسيحي هو في الأصل مجتمع مصري شامل..فمسيحيي مصر هم جزء من "القماشة" المصرية.. بكافة خيوطها و ألوانها و نقوشها.. و موجودون "مبدورين" في كل مكان بجانب المسلمين..

و بينما ينقسم المجتمع المصري رأسيآ (كأي مجتمع) إلي طبقات عليا و متوسطة و دنيا.. فهو أفقيآ لا ينقسم إلي أغلبية و أقلية ..معتمدآ علي قيمة دينية.. أو عددية تختلف في مدلولها من مجتمع لآخر.. ففي المجتمع المفتوح ذي العراقة الديموقراطية تلعب الأقليات دورآ أكبر من حجمها.. في المضمار السياسي و الأقتصادي و الأجتماعي .. و كثيرآ ما تكون مفتاح الموقف.. أو عقدته..أما في المجتمعات الحديثة العهد بالديموقراطية.. فالأمر يختلف.. و خاصة في شرقنا حيث تسود قيم معينة.. فنحن مثلآ نأنف من "العلنية".. فلقد علمونا بأن "نستعين علي قضاء حاجتنا بالكتمان".. و نصحونا بأن "نداري علي شمعتنا تئيد".. و أهم شيء هو الستر... و يؤثر هذا.. الي جانب قيم و تقاليد أخري..علي تربيتنا و سلوكياتنا السياسية و الأجتماعية و الأقتصادية.. فالتكتم و الحذر ليسا محصورين في المسيحيين.. و لا السلبية أيضآ.. و البعد عن السياسة و "وجع الراس" ليس وقفآ علي المسيحيين..

لو أخذنا .. مثلآ.. العلاقات الأجتماعية و الأنسانية.. أساسآ لتقسيم مجتمعنا.. فبالأمكان أكتشاف عدة شرائح مؤثرة.. تتميز كل واحدة بسجايا معينة.. و أن كانت تتداخل في بعضها البعض.. و أكاد أجزم أن كل واحد في منتدانا هنا سيجد لنفسه صدي في شريحة منهم.. فهناك :

شريحة حسن الجوار و هي أوسع الشرائح.. و تجمع بين المسلم و المسيحي.. المتدين و العلماني.. تربطهما علاقات أنسانية تتراوح بين الأختلاط و التمازج و التعاطف.. التواصل الظاهر أو المستتر.. الأحترام المتبادل.. هذه الشريحة تشكل عمق "الجامعة المصرية".. و هي صمام الأمن الأجتماعي.. و هي منتشرة في كل الطبقات رأسيآ.

شريحة المتدينين التقليديين مسلمين و مسيحيين.. الذين يمارسون عبادتهم بروح من الأيمان الصافي البسيط.. غير المعقد.. مسالمون.. بناءون..خوف الله في قلوبهم.. يعتبرون حسن الجوار جزءآ من طقوس الدين.. و تجد بينها جماعات النساك. كالرهبان المسيحيين و المتصوفين المسلمين.

شريحة المتدينين المتزمتين. و هم عادة مشدودون للماضي.. و المستقبل عندهم أن يتربع مجد السلف.. شديدو الحساسية في تصنيف الناس علي أساس الدين... بل علي أساس المذهب في الدين الواحد..و يشتط البعض منهم فيصنف "الآخر" علي أساس من ليس في معسكره فهو مارق....

و هناك شريحة لا يخلو منها مجتمع ما.. و يتوقف حجمها و مدي أنتشارها رأسيآ بين الطبقات علي النظام السياسي القائم.و أوضاع الأقتصاد..و مدي الأنفتاح الأجتماعي...

و هي شريحة " المهمَّشين " (علي الهامش)...

و للحديث بقية

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

برافو يا سكوربيون

بصراحه انا احس نبرة الحب في جميع كلماتك وللأنصاف وجدت هذا ايضا في مداخلات جورج

هو دا التفكير المنطقي والواقع الذي نعيشه فعلا

وكلما كانت المداخلات صادقه وتمس صلب الحقيقة

كلما وجدت صدى القبول لدى العامة والمجتمع المصري

وانا بصراحة ليس لي ميول واضحه فانا ليس بالعلماني او الليبرالي او اليساري او الاصولي كما يسمون المتشددين ولكني مصري بسيط مستعد للتلقي وايضا للالقاء كل ما يدور بصدري حبا لبلدي وخوفا عليها متمنيا التقدم والرخاء لكل فئات الشعب المصري وبدون استثناء

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

فى قريتنا كان أعز أصدقاء والدى يدعى عم مسيح وكان يعمل خياطا كان والدى يعزه ويقدره جدا وكثيرا ما يجلس عنده.

لما انتقلنا إلى القاهرة كان مدرستى التى لازلت احبها الى اليوم أبله مريم وما زالت صديقة لوالدتى إلى اليوم وكان مدرس الحساب أستاذ جاد هو بالنسبة لى رجل عظيم من احسن المدرسين الذين تلقيت منهم وفى اعدادى كنت أخذ الدرس فى منزل صديق لنا يدهى هانى على ما اتذكر عندما وصلت إلى الجامعة كان صديقى هانى عبد الله من اعز اصدقائى نستقل معا الأتوبيس من نفس المحطة ولكن فى الجامعة كان الزملاء المسيحيون يتجمعون فى مجموعات ترفض الإختلاط بنا وبالرغم من ذلك كان منهم أصدقاء لى منهم صديقتى مريم ولكنى لاحظت أنهم لهم نشاطتهم المختلفه عنا تماما ... اعتقد هذه هى المرحلة التى يجب التعامل معها لأنها أنجبت مسيحى ومسلم ولم يعد الصديق أو الجار فقط هى المرحلة التى بدأت اسمع فيها لقب المسيحيين والمسلمين للأسف هذه المرحلة قسمت المجتمع الى جزئين.

الموضوع اكثر من متميز واحيى كل المشاركات الموضوعية فيه واختم بأن إيماننا بالمسيحية وعيسى عليه السلام جزء من إسلامنا ولا يتم إسلامنا بدونه وبوصية الرسول بأقباط مصر ونحن هنا لنفتح ايدينا وقلوبنا لننقى القلوب مما علق بها خلال السنوات الماضية من خلاف وفتنة.

لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد.

"لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين"

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

رابط هذا التعليق
شارك

اخى سكوربيو..

اسمح لى..اتطفل..على موضوعك.

واحاول ان اتكلم رغم حذرى فى الفترة الماضية من محاولة الاقتراب من هذه

المنطقة الممنوعة..الحرجة.

لعلى فى مكان آخر..تحدثت بطريقة عابرة عن نشأتى..وقلت ان تعليمى

كان فى مدارس الراهبات الى انتهاء ثانوى ثم دخول الجامعة.

واضح طبعا بدون ذكر تفاصيل..كنا نحضر..الكاتشيزم..كل يوم..

خد بالك...انا من اسرة متدينة جدا..جدا.

ولعلى لأول مرة اقول سر..اثنان من اجدادى.......جد قريب..وجد بعيد

كان لهم تأثير ملموس فى تاريخ الاسلام..وعلى مستوى العالم الاسلامى كله..

وجدى البعيد..معروف هنا وتدرس سيرته فى كتب التاريخ.

لم يجبرنى مخلوق ان ادخل اولادى مدارس رهبان.........ومع ذلك فعلت..

انا افكر قبل ان اتكلم..

ثم اتكلم بما افكر......وهذا ليس سهلا..صدقنى..

تعلمت انى ..يجب ان اتعلم من الكتب السماوية اولا...ثم الكتب بجميع

اقسامها..وانى اذا اردت معرفة شئ..فلا الجأ الى الملخصات..

لن اقول لك اعز صديقاتى مسيحيات...اكذب لو قلت هذا...لأن...كل..

كل صديقاتى..فى مصر..وهنا......مسيحيات..

تعلمت على يد مسيحيات...

دخلت الكنيسة قبل ان ادخل المسجد..بحكم دراستى ومعتقداتنا..ولازم تولع شمعة لمارجرجس..وسانتا تريزا..

عارفين ان مارجرجس..هو سيدنا الخضر؟؟؟

ماتقولوش هاتى الوصلة...انا قرأت هذا فى دراسة مطولة لأحد الكتاب

الجادين فى دراسة مقارنة الاديان.

عاوزة اقول ايه؟؟؟

كان معى بنتين يهوديتان فى نفس فصلى..فى 67..رحلا الى فرنسا مع العائلة..وظللت اراسلهما فترة ثم انقطعت الاخبار...يمكن بسبب الحرب؟؟

عاوزة اقول ايه؟؟؟

احتفلت دائما مع صديقاتى بكل الاعياد...ووالله العظيم.,فى عيد الفطر

وعيد الاضحى واول رمضان...اول مكالمة بتكون من صديقة عمرى كله..من

مصر..صديقتى من سن 3 سنوات..

تحترم دينى واحترم دينها...تقوللى انتى ياسلوى مسلمة ارثوذكس....واضحك

لأن كلمة ارثوذكس لاتعنى..مسيحية..

وهى صامت كثيرا..فى رمضان..

احيانا..تقول لى ..احنا مضطهدين..لايسمحوا لنا الا بنسبة ضئيلة فى بعض التخصصات الطبية...ونتناقش بالعقل والحب..

احنا 60 مليون وانتم 10 مليون..وهى نسبة وتناسب..

فيه حد يقدر يفصل مكونات الهواء ويعيش؟؟؟

فيه حد يقدر يفصل مكونات المياه ويعيش ؟؟؟

التعصب ده مرض....والمتعصب انسان يرى فقط مايروق له من جهه واحدة.

وعلى فكرة؟؟؟

اغلب المتعصبين بيكونوا غير مسلمين...لأن المسلم الحق مش متعصب.

طولت عليكم...سامحونى..

سلامى.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

الأخت الغالية سلوي...

كلمات من رقائق الذهب... فكر لو أعتنقه البعض لكانت أعظم خطوة في بناء بلدنا ... تسأليني هل تستطيعين التطفل علي موضوعي..أنه ليس موضوعي.. يا أختاه هو موضوع الغالبية الصامتة منا.. هي دعوة.. بل صرخة من أعماق قلبي أن نتلاقي.. أن نتحاور... أن نهد هذا السور الذي يحاول البعض منا للأسف أن يجعله دائمآ قائمآ بل أعلي و أضخم...بارك الله فيكي و في كل من نهج نهجك...

قضية المسيحيين.. هي قضية الوطن..و قضية كل المواطنين... و يخطيء من يحاول أن يجعل لهم قضية منفصلة..و كأنهم ليسوا من نسيج هذا الوطن.. أو كأنهم غرباء عنه و ليسوا من أصحابه... و هم لا يحبون تفريقهم علي أساس عددي... ذلك لأنه لا يمكن تفريقهم عن المسلمين في أي شيء..سوي فيما يميز بين المسجد و الكنيسة... و ينفرون من كلمة أقلية..ِشأن كل مصري واع... لأسقاطاتها التي تقلل من قدر مصر و شعبها الحضاري.. و لأنها تنطوي علي دلالات أدبية و معنوية لا تتفق و هويتهم... فهم واقع مصري حي قل عددهم أو زاد..

أنا لم أسمع أبدآ من عقلاؤهم (و هم الغالبية) يتكلم عن " أضطهاد " يحل بهم.. و أن أشاروا الي التمييز ضدهم.. فالأضطهاد في قاموسهم و ذاكرتهم هو ما حل بهم في القرون المسيحيية الست الأولي.. كان ذلك أضطهاد دولة بالحديد و النار و أستهدف القضاء عليهم.. أما ما حدث في عدة فترات بعد الفتح العربي.. فكان غوغائيآ.. أفتعل أغلبه الدهماء.. بوحي اللحظة المؤسفة.. أو بوحي من لا ضمير و لا دين لهم...

و أوجع ما يوجعنا..( و ها أنا أكررها للمرة الثانية )... هو أن تهان عقيدتنا... أو يُساء الي مقدساتنا.. بواسطة نفر أصيبت المودة و اللياقة في قلوبهم بجلطة "فتجليطوا".. أو بواسطة أعلام غبي.. لم يتعلم حرف من تاريخ هذا البلد العريق.. و لم تنضجه الآم و تجارب مصرنا...مع أن هناك تقليدآ حضاريآ... كان موضع أحترام الأجيال..و هو تجنب مناقشة القضايا الدينية الخلافية و الحساسة علي الجانبين.. حفاظآ علي مشاعر الجميع.. و أبقاء علي التلاحم و التآخي...

في أعتقادي أن هناك خطأ في طرح ما يسمي "بمطالبهم" و التي يجري حصرها في الوظائف و بناء الكنائس..و التمييز ضدهم في مجالي الأعلام و التعليم بالذات.. و هو خطأ يمس الشكل و المنهج و المضمون... إذ تبدو المسألة و كأنها مجرد مطالبة بنصيبهم من "التورتة" التي هي أصلا موزعة علي آخرين...الأمر الذي يقلل من وزن المصريين المسيحيين.. و دورهم في بناء صرح هذا الوطن..و في قدراتهم و كفاءاتهم و إبداعاتهم..... في أخلاقياتهم الأجتماعية و الوظيفية.. بحيث يبدون و كأنهم فئة تطالب بحق ضائع... و نحن نعيش جميعآ.... جميعآ... في واقعآ محروم من أبسط الحقوق.. و هذا أجحاف لا يقل قدرآ عن الحرمان نفسه..

في الواقع أن ما يقال عن مطالب و مشاكل ما هي إلا القشور.. أما جذور القضية فترتبط أساسآ بالفكر الخاص "بالآخر".. و الأسس الشرعية و القانونية التي تصنفه...

و لتحليل هذا لنرجع قليلا الي الوراء... قفي تاريخنا المعاصر حقبة ذهبية قطعت فيه الحركة الوطنية شوطآ بعيدآ في توضيح هذه القضية.. و ثبتت ثورة 1919 هذا التلاحم...و أستقر هذا المفهوم في ضمير و وجدان الناس..و تنامي مبدأ الوحدة بين المواطنين.. يقدم كل طرف منهم خير ما عنده.. و يري لدي الآخر خير ما يه...

أصبح نموذجآ حيآ لبلد ذات تعددية دينية...يقدم الأسلام من خلالها مثلآ رائعآ لمدي ما يتيحه من الأمكانيات لمن يعيشون في ظله.. و لكن ..

و لكن هذه التجربة الرائعة في حاجة الي الرعاية الدائمة... كما أنها كطفل جميل.. ينبغي الحذر من أن يفطم قبل الآوان..لأن المتربصين بهذه التجربة كثيرين..والجاهلين بمضمونها الرائع يستسهلون الهروب الي الماضي البعيد لعجزهم عن مواجهة المستقبل..أو يقرأون التاريخ فقط لصالح مفاهيمهم الضيقة العقيمة... فجاءت أحداث الخانكة .. ضد المسيحيين.. أنذارآ و تحذيرآ.. و لكنها للأسف لم تكن كافة للتنبيه... فتوالت الضربات المفجعة .... الزاوية الحمرا.. بني سويف... سوهاج.. أبو قرقاص.. المنيا....أسيوط.. ثم وقعت مصربأكملها في حصار القبضة الرهيبة...

و هكذا أصبح من الأولويات الآن أن تـكون هناك وقفة جادة.. علي كافة المستويات..لمناقشة قضية "الآخر".. علي أن نتخلص من منطق التقدم خطوة.. ثم التراجع خطوتين.. فهو المنطق الذي أوصلنا الي هذا المنعطف السيء في علاقتنا..

المطلوب هو وضوح من جهة الفقه.. و صراحة و شجاعة من جهة الفقهاء.. و البلد غنية بأفضلهم..فما لم تحل هذه القضية حلآ نهائيآ... سيستمر الحديث عن مطالب المسيحيين.. و عن مشاكل الأقلية.. و سيتردد الحديث الممل عن الوحدة الوطنية... علمآ بأنه لا توجد "وحدة" وطنية بين المسلمين و المسيحيين.. لأنهم لم يكونوا منفصلين أو مختلفين لكي يتحدوا.. و لا توجد أصلآ جذور أو أصول حقيقية.. تقول أو تزعم أو تدعي أن هناك فواصل أو فوارق عرقية أو جنسية بين الأثنين.. و لا يمكن تحديد عقيدة أي مصري من ملامحه.. فكلنا نحمل نفس الخصائص الجسمانية..

و منطلقات المناقشة و الحوار موجودة في القاعدة الأسلامية الخاصة بنظرة الأسلام الي أبناء الوطن الواحد من مسلمين و غير مسلمين... وهي " لهم ما لنا.. و عليهم ما علينا" و هذا مبدأ واضح قاطع.. يقابله عند المسيحيين قول السيد المسيح " فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أنتم أيضآ بهم. لأن هذا هو الناموس و الأنبياء"

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

و هكذا أصبح من الأولويات الآن أن تـكون هناك وقفة جادة.. علي كافة المستويات..لمناقشة قضية "الآخر".. علي أن نتخلص من منطق التقدم خطوة.. ثم التراجع خطوتين.. فهو المنطق الذي أوصلنا الي هذا المنعطف السيء في علاقتنا..

المطلوب هو وضوح من جهة الفقه.. و صراحة و شجاعة من جهة الفقهاء.. و البلد غنية بأفضلهم..فما لم تحل هذه القضية حلآ نهائيآ... سيستمر الحديث عن مطالب المسيحيين.. و عن مشاكل الأقلية.. و سيتردد الحديث الممل عن الوحدة الوطنية... علمآ بأنه لا توجد "وحدة" وطنية بين المسلمين و المسيحيين.. لأنهم لم يكونوا منفصلين أو مختلفين لكي يتحدوا.. و لا توجد أصلآ جذور أو أصول حقيقية.. تقول أو تزعم أو تدعي أن هناك فواصل أو فوارق عرقية أو جنسية بين الأثنين.. و لا يمكن تحديد عقيدة أي مصري من ملامحه.. فكلنا نحمل نفس الخصائص الجسمانية..

و منطلقات المناقشة و الحوار موجودة في القاعدة الأسلامية الخاصة بنظرة الأسلام الي أبناء الوطن الواحد من مسلمين و غير مسلمين... وهي " لهم ما لنا.. و عليهم ما علينا" و هذا مبدأ واضح قاطع.. يقابله عند المسيحيين قول السيد المسيح " فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أنتم أيضآ بهم. لأن هذا هو الناموس و الأنبياء)

عزيزي سكوب انت تتكلم عن بلد لازالت فيها مشاكل الامية والعصبية الجاهلية خاصة في الصعيد وأغلب المشاكل التي قد تحدث وتأخذ شكل فتنة هي في الواقع عبارة عن خناقات بين عائلات في الصعيد او بين ابناء الحته الواحدة ولازالت في مصر بعض التأثرات للغوغاء لاختلاط العنصر البربري مع المصري في عصور عدة علما بأن المناطق الصحراوية مثل الواحات يوجد فيها بعض قبائل البربر والغريبه هم ايضا والنوبيين يحسون بالاغتراب في وطنهم

ولكن نرجع لموضوع القبط مثلا في الزاوية الحمراء وانا كنت وقتها في قلب الحدث كما يقولون

فهي خلاف على ورث ارض تركها احد المسيحيين لاخوانه المسلمين لاقامة مصلى ولما مات اختلف الورثة على ابقاء الارض كما هي هبة او تقسيمها بينهم او بيعها

للأسف بعض المصلين فيها اصرو على بقائها كما هي للصلاة ولكن بعض من اصحاب الارض لم يحترم وصية اباه وطالب بالارض وثارت الدنيا بعدها بسبب ان طبيعة سكان المنطقة كدا فتوات ودائما بيعملوا مشاكل مع بعض وتستخدم فيها الاسلحة كمان والعجيبه ان قبل هذه المشكلة كانت شلة من الزاوية الحمرة تتخانق في دير الملاك وكان معاهم في الشلة مسلمين ومسيحين وبعد احداث الزاوية اتفرقوا الاصحاب واصبحو كلهم بيخافوا من بعض بعد ان كانوا ربطه واحدة وبينضرب بيهم المثل في الجدعنه والفتونه

حبيت اضيف لك هذه المعلومة لان ما يكتب في الصحف او سائل الاعلام او حتى على لسان المسئولين ليس الحقيقة دائما ولكن فيها جزء بسيط منه والباقي فبركة اعلامية لغرض الاثارة وزيادة معدل التوزيع

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...