اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الأغلبية الصامتة من القبط و المسلمين


Recommended Posts

في بداية سلسلة من المواضيع المختلفة تنصب كلها علي تاريخنا.. مواضيع تكشف عن عمق العلاقة بين أقباط و مسلمي مصر منذ بدأ أنصهارهم معآ.. و تشرح لهذا الجيل كيف كانت مصرنا حتي وقت قريب.. أتذكره أنا شخصيآ و ليس حكايات الأباء و الأجداد..

أبدأ اليوم أول مداخلة لي في هذا الموضوع ، الذي أتمني أن يشارك فيه الجميع، و لكني سأكتب من وجهة نظر قبطية.. تنفض عن نفسها غبار السلبية، و ترفض في نفس الوقت التعصب و التطرف و الطائفية، فالتعصب أنغلاق مريض، و عمي فكري و وجداني... و التطرف يشطح بالأنسان في غلو مدمر لنفسه و للأخرين، أما الطائفية فهي أنعكاف مريض علي الذات و أنعزال مدمر...

مدخلي لهذا سيكون مقالة نشرت بجريدة الأهرام لكاتب مسيحي (د. وليم سليمان) منذ أكثر من عشر سنوات و لكنها ما زالت تعبر عن واقعنا حتي الآن : الأغلبية الصامتة...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 46
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

لم تتحدد العلاقة بين مكونات الجماعة المصرية ( الأقباط و المسلمين) من خلال فحص مباشر بين الطرفين، أو بناء علي صياغة نصوص أو نظريات موضوعة أو مستوردة من المكان أو من الزمان. بل ثمة واقع شامل يستوعب الجميع و حركة علي صعيد الواقع المعاش صهرتهم معآ. فصار هذا الكيان المتفرد.

الواقع الشامل يشمل الجغرافيا، ليس في مصر جبال أو هضاب تعزل منطقة عن أخري، بما يترتب عن ذلك من أنفصال بين فئات البشر، بل تقطن كل المكونات في كل بقعة علي أرضها و تنتقل فيما بينها في سهولة و يسر.

و يشمل العرق الواحد، فالمصرية أستوعبت جميع الوافدين و صبتهم في قالبها.

و الحضارة، فقد سجل كل الدارسين أستمرارية فذة لهذه الحضارة لعريقة.

ثم أن المسيحية غير وافدة الي بلادنا بالأمس القريب، بل أنها منذ عشرين قرنآ أستوعبت الكيان المصري.. و حين جاء الأسلام حمل الذين أعتنقوه تراثهم معهم، و صاغوه بما يلائم الدين الجديد.

و لعل خير ما يعبر عن ذلك النصوص القبطية و الأسلامية التي تعبر عن الأنتماء الي أرض مصر و الأعتزاز بها. و هذا كله يكاد يكون مجهولآ لدي الجيل المصري المعاصر.

و تأتي اللغة الموحدة ضمن هذا الواقع الشامل. أن اللغة هي التي تصوغ الفكر و تعبر عن الوجدان. أن قرار الكنيسة القبطية بأستخدام العربية في صلواتها و ادابها كان ركيزة أساسية لوحدة مكونات الشعب المصري.

ثم أن للأنسان (شخصآ و جماعة) له قيمة عظيمة في المسيحية و الأسلام بكل ما يترتب علي ذلك من آثار عملية في كل مجالات الحياة.

و يأتي التاريخ، مسيرة واحدة مضي فيها شعب مصر بكل مكوناته، ففي حركة مشتركة أستخلص المصريون بلادهم كدولة و كنظام حكم.

بصمة القبطي و المسلم مطبوعة علي كل قطعة أرض، و علي كل بناء و في كل صفحة من كتاب العمل الوطني ... و في كل تاريخه. دافعت جميع المكونات عن مصر بدمائها.. ففي كل معركة تعيها الذاكرة المصرية أختلط دم الجميع و روي الأرض الطيبة.

أذن فوحدة الشعب المصري ليست مجرد شعور عاطفي يتباري الخطباء في الحديث عنه أو عناق و قبلات بين البابا و شيخ الأزهر في المناسبات.

في يقيني أن أغلبية الشعب المصري.. مسلمين و أقباط.. ينطوي وجدانهم و ضميرهم علي أيمان راسخ بهذه المقومات مكنون في أعمق أعماقهم.. و هذا الأيمان ه أحد بديهيات الحياة المصرية... و أنكارها ثم النشاط علي أساس نقيضها هو في حقيقة الأمر تمزيق لأعضاء الجسم الواحد.

أن هذه الأغلبية الصامتة الصامدة هي السند، و الأمل لقطع حلقات هذا المسلسل الرديء.. الذي يرفضه المصريون جميعآ... و لولا هذه الأغلبية الصامتة لأنهارت مصر منذ زمن.. أن واحدآ من أهم أسباب الأزمة التي نعاني منها هو تآكل الذاكرة الوطنية، فلم يعد هذا الجيل علي بينة من مسيرة شعبه، و من المعاناة القاسية التي كابدتها أجيال متلاحقة من القبط و المسلمين كي يسلموا مصر الي هذا الجيل... ليس التآكل و حسب، بل الأسقاط و المسخ و التشويه.

نحن نحتاج الي بعث التاريخ المصري حيآ صادقآ.. فالتاريخ كما يقول شيخنا الصعيدي رفاعة :"معاد معنوي، لأنه يعيد الأعصار و قد سلفت... به يستفيد ملكة التجارب من كان غرآ... و لولا التاريخ... لماتت الدول بموت زعمائها، و عمي علي الأواخر حال قدمائها....

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أهو كدة يا عزيزى "Scorpion"...

مش تقولى "صفوف خلفية" و متابعين فقط...

ليس في مصر جبال أو هضاب تعزل منطقة عن أخري، بما يترتب عن ذلك من أنفصال بين فئات البشر، بل تقطن كل المكونات في كل بقعة علي أرضها و تنتقل فيما بينها في سهولة و يسر.

هذة مقدمة اراها موفقة، نقطة جانبية لم يلتفت اليها الكثيرين.

هذا كله يكاد يكون مجهولآ لدي الجيل المصري المعاصر.

و هذة نقطة بداية هامة، فهى تقودنا الى التساؤل، لماذا كل هذا يكون مجهولا لدى الجيل المعاصر؟

هل لنظام التعليم علاقة بهذا؟

أم بالظروف الدولية المحيطة بنا؟

أم يا ترى الظروف الأجتماعية من تكدس و ما ينتج عنه من بطالة و فقر و جهل و زحام فى كل شئ؟

أم "تسلل و تغلغل فكر "جديد" بيننا يدعونا الى نبذ و كرة ماضينا و حضارتنا و اعتبارها كفر يجب التبرئ منه؟

أم ماذا؟

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

د. وليم سليمان قلادة من الشخصيات التي اكن لها احتراما كبيرا ..

اتفق تماما مع كل ما جاء في المقالة و بالنسبة لتساؤلات عزيزي وايت هارت

هذة نقطة بداية هامة، فهى تقودنا الى التساؤل، لماذا كل هذا يكون مجهولا لدى الجيل المعاصر؟ 

هل لنظام التعليم علاقة بهذا؟ 

أم بالظروف الدولية المحيطة بنا؟ 

أم يا ترى الظروف الأجتماعية من تكدس و ما ينتج عنه من بطالة و فقر و جهل و زحام فى كل شئ؟ 

أم "تسلل و تغلغل فكر "جديد" بيننا يدعونا الى نبذ و كرة ماضينا و حضارتنا و اعتبارها كفر يجب التبرئ منه؟ 

أم ماذا؟

الجيل المعاصر لا يجهل هذا فانا و انت جزء منه و انا و انت نعرفه

مصر تمر منذ فترة طويلة بتغييرات اجتماعية و سياسية مريرة و للأسف القيادة السياسية و الثقافية لهذه الأمة ليست علي قدر عالي من الحنكة و الثقافة لتدير كل هذه الأمور

في الأزمة و تحت الضغط نبحث عن الأخر لكي نلقي عليه التهم و نكيل له السباب .. و الأخر قد يكون أي أخر .. المهم ان يكون مختلفا في الدين في اللون في الفكر

كل الأسباب التي ذكرتها هامة و لها بدون أدني شك دورها بشكل او بأخر و لكن اعود و اكرر ان السبب الحقيقي هو غياب الديموقراطية الحقيقية و غياب تدوال السلطة في نظام يتسم بالشفافية و النزاهة

ماذا تنتظر من شعب يعيش في الظلام ... و تطفئ السلطة كل محاولة لايقاد شمعة

انا لا انتظر في تلك الظروف نظام تعليم قوي و متفتح و لا انتظر ان نكون قادرين علي حماية مصالحنا الدولية و اتصور ان نكون بابا مفتوحا لكل فكر متطرف بل مصدرا له و ليس غريبا ان تتحول ظروفنا الاجتماعية لما هي عليه الأن من فقر و بطالة و عوز

مصر بها أزمة بل و ازمات و لكن الازمة الحقيقية هي السلطة

اتخيل مصر كمريض بمرض مزمن يتلقي بعض الادوية المسكنة من وقت لأخر و تتدهور حالته باستمرار و الطبيب المعالج غير كفئ و لا يهمه مصلحة المريض و نحن في الخارج و في الداخل نرى كل ذلك بوضوح و برؤية شديدة الجلاء .. قبل ان نناقش المرض و حالة المريض و مستقبله اتصور ان الخطوة الاولي هي ان نغير الطبيب بمن هو اكثر علما و نزاهة

و لو تعلم عزيزي وايت هارت كم من امراض مستعصية علي العلاج تحسنت كثيرا بمجرد تغيير الطبيب

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

أبو حلاوة كتب :

في الأزمة و تحت الضغط نبحث عن الأخر لكي نلقي عليه التهم و نكيل له السباب .. و الأخر قد يكون أي أخر .. المهم ان يكون مختلفا في الدين في اللون في الفكر

لقد لمست قلب الحقيقة يا عزيزي و السبب الرئيسي للبعد الآخذ في الأضطراد بين عنصري مصر... أنا أتفق معك تمامآ في هذا.. و لكنني لست مقتنع تمامآ أن بتغيير المسئولين سينصلح الحال بيننا.. بل في رأيي المتواضع انه طالما نحن في ها الوضع و سواد هذا التفكير الطائفي من الجانبين لن نتمكن أبدآ من أحداث أي تغيير...

( فرق تسد ) أليست هذه هي سياسة جميع المحتلين و الغزاة و الحكام الذين يخشون علي منصبهم... أنهم يذكون روح التفرقة بيننا.. و واجبنا نحن أن نفسد خطتهم... فقد بوحدتنا في الأول يأتي التغيير كمرحلة ثانية... فمواجهة طرفان متباعدان سهل و لكنه مستحيل أذا كانوا يد واحدة...

هناك تعبير أقتبسته مرة يا عزيزي أعجبني جدآ ... أنا بأمشى جوا الجزمة الأول... مكانه كان في قمة الذكاء منك.... و لكن الآن و لقد مشينا لسنين داخل هذه الجزمة حتي داب كعبها .. أما آن الأوان لنتقدم خطوة واحدة.. و لتكن صوب أحدنا الآخر ...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أنا أميل قليلا إلى الرأى القائل بأن تغير الحكام لن يحل المشكلة . فعلا لإن المشكله لها أبعاد كثيره :-

- اليد العامله المصرية الرخيصة جدا تعتمد أساسا على جيران مصر الأغنياء . وجيراننا الأغنياء مستريحون جدا لوضعنا هذا . والدليل - هل يستطيع أى مصرى يعمل فى أى قطر عربى أن يقول لهم أنا فخور إننى مصرى ، ومصر أم الدنيا ؟

- جميع الكتاب والمفكرون والفنانون المصريون دخلهم أساسا يأتى من المبيعات فى الدول العربية ويذلك فهم يزوّرون المفاهيم لنا وللأجيال المصرية التى نشأت فى مصر الفقيره . وأصبحنا يقدرة قادر عرب وأثبتوها لنا بالتاريخ والجغرافيا والكيمياء والحساب _ حساب رصيدهم فى البنوك !!!!!

- ظهور الناصرية فى مصر ، ولا نعرف كيف سنتخلص منهم . وبعد أن إستولوا على أموال الشعب بالتأميم والحراسات والسرقات الغير مثبوته قانونيا رفعوا شعار القومية العربية لتكون الدول العربية ملاذا آمنا لهم عندما يقوم شعب مصر لمحاسبتهم .

ولذلك أصبحنا فى وضع وصفه السادات الله يرحمه بأنه يستطيع أى فرد بقنبله فى جامع أو كنيسه أن يقيم حرب أهلية .

أنصر أخاك ظالما أو مظلوما

رابط هذا التعليق
شارك

لمتابعة سلسلة وحدتنا سأبدأ من الأصل...أصل الشعب الواحد المصري... و مرجعي هذه المرة سيكون د. أنطون يعقوب..

فلنبدأ من أصلنا كمصريين...و أنا هنا لا يعنيني أصول المصريين العرقية.. و هل هم من أصل سام أو حام.. هل قدموا أصلآ من منطقة البحيرات في وسط أفريقيا.. أو من وسط أو غربي أسيا.. فقد تعددت الأراء حول هذا الموضوع.. و لكن ما يهمني هو أتفاق أغلب المؤرخين علي أستقرار النمط المصري منذ بداية العصور التاريخية.. فأهم ما يتميز به الشعب المصري هو أستمراريته الجنسية أو العرقية نسبيآ..

هذه ليست دعوي تميز عرقي.. أو تفوق عنصري علي نمط ذلك الهوس الذي يصيب بعض القادة أو الشعوب.. و لكنه مسعي لتأكيد أستمرارية الأنسان المصري القديم.. و وجود أنتماء مباشر و وثيق بين المصريين و أجدادهم مؤسسي حضارته العريقة...

و هذا ما يؤكده د. جمال حمدان الذي يري أنه لم يحدث أية أبتعادات ملموسة عن النمط الأول.. أذ لم يحدث أن أثرت أي هجرات تأثير ملموس علي النمط القاعدي المتوسطي للمصريين طوال تاريخهم حتي اليوم.. فهجرتا الهكسوس و الأسرائيليين قد طردت تمامآ.. أما الهجرة العربية، وهي الوحيدة التي أستقرت في أغلبها، فمهما أختلفت التقديرات في حجمها، ألا أنها كانت أصغر ( في حدود 6% من مجموع الشعب) من أن تحدث تأثيرآ فيزيومونيآ ملموسآ في كتلة متجانسةكبيرة قدرت بالملايين كسكان مصر.

أي أن تقلبات التاريخ و أن كانت غيرت اللغة و الدين و جنسيات و دول الحكام عدة مرات... ألا أنها لم تستطع أن تغير من مظهر الشعب القديم...أو من خصائصه العرقية.. فالفلاح الحالي ( خاصة في الصعيد ) لا يزال يشبه أجداده القدامي... و من يتجول في قري الصعيد يصادف أشكالآ من الناس يخيل له أنها خرجت للتو من الصور و الرسوم الموجودة في المقابر المصرية القديمة...فالشعب المصري يبرز كوحدة جنسية ذات أصل واحد متجانسة بقوة في الصفات و الملامح الجسمية و المتمثلة في القامة المتوسطة... الجسم القوي.. الأنف المستقيم العريض نوعآ.. الشفتان الممتلئتان و الشعر الأسود المجعد.

يعود هذا الي خصائص مصر الطبيعية.. و الرسوبات الحضارية الكامنة في شعبها و موضعها .. زودتها بقدرة خارقة علي أستيعاب الوافدين اليها و غزوهم من الداخل و تمصيرهم..بها حيوية بيولوجية تبتلع و تهضم معظم العناصر الوافدة و تصهرهم بحضارتها .. و الذين تقوقعوا و غالبوا عوامل التمصير فقد لفظتهم تربة مصر .. كالحال مع الهكسوس.. بعد أحتلآل دام قرنآ و نصف... و كذلك الأسرائيليين و البيزنطيين و غيرهم

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

فالشعب المصري يبرز كوحدة جنسية ذات أصل واحد متجانسة بقوة في الصفات و الملامح الجسمية و المتمثلة في القامة المتوسطة... الجسم القوي.. الأنف المستقيم العريض نوعآ.. الشفتان الممتلئتان و الشعر الأسود المجعد. 
قد يكون هذا صحيح ولكن المهم هو الإحساس بالإنتماء الذى يجعل قلب المصرى يقفز من ضلوعه عندما يسمع خبر سيء عن مصر ، والذى يحعل المصرى يخرج عن وقاره عندما يغلب فريق الكره المصرى ويمشى فى الشارع يقبل فى الناس . الإحساس الذى يجعل إبنى مثلا والذى لم يعش فى مصر إلا القليل أن يقول " أنا لما احس بضيق أذهب إلى قهوة أم كلثوم (كندا ) أستريح " هو لا يعرف أم كلثوم ولكن هو يعنى الجو المصرى . وحتى لو وجد أى مصرى من أصل عربى أو تركى ويحب مصر ويفخر بتاريخها وبأنه مصرى . فهو مصرى أفضل من المصرى أبا عن جد والذى ينكر مصريته وتاريخه ويتلزق بدون أى داعى فى أصل آخر . وخصوصا لما يكون هذا الأصل الآخر لا يريد إلا تعاون ومحبه ومصالح دون خلط وتداخل فى الأصول .

أنصر أخاك ظالما أو مظلوما

رابط هذا التعليق
شارك

المسيحية و مصر

هذا ملخص بسيط جدآ لحقبة من تاريخ مصر.. أستمرت لستة قرون..أعتقد أن الكثيرون منا لا يعرفون شيئآ عنها.. الحقبة التي تقع بين أنتهاء عصر الفراعنة ودخول الأسلام مصر.. و أرجو من الذي له دراية بهذا الموضوع أن يضيف ما يعرفه.. فهو تاريخ بلدنا جميعآ..

دخلت المسيحية مصر في أوائل النصف الثاني من القرن الأول.. بدأت بالأسكندرية بعدما بشر فيها مرقس الرسول، كاتب الأنجيل المعروف بأسمه، و أنتشرت في مصر كلها في فترة وجيزة.. بديلآ عن الديانة القديمة التي سقطت مع آلهة آمون... و أرتفع الصليب الذي يرمز لآلام المسيح مكان الصليب ذي الحلقة ( عنخ أو مفتاح الحياة ).. و أحتلت صورة العذراء و هي تحمل الطفل يسوع مكان عقيدة أيزيس و أبنها حورس...

و أسس مرقس الرسول مدرسة الأسكندرية اللاهوتية لتثقيف المؤمنين و تثبيت دينهم.. و سرعان ما أحتلت المدرسة مركزآ مرموقآ في العالم المسيحي.. و التحق بها الكثيرين من شتي الأقطار.. و أختير من بين مديريها و خريجيها عدد من بطاركة الأسكندرية.. و حاز بطريرك الأسكندرية علي لقب "قاضي المسيحية في العالم" و عهد اليه مجمع نيقية بتبليغ اساقفة العالم المسيحي بموعد عيد القيامة، وفقآ لحساب " الأبقطي" الذي وضعه البابا ديمتريوس.

و تميزت هذه الفترة بأزدهار واضح للأسكندرية كأهم مركز علمي في العالم.. ففيها أنصبت كل الروافد الموروثة من زمن الفراعنة.. و الوافدة من اليونان.. و المهاجرة من الشرق.. .. و كانت تعج بمختلف الفلسفات و الأديان و المذاهب.. التي دخلت معها المسيحية في صراع فكري طويل..و قد ورثت مصر المسيحيةعن الفراعنة براعة في الطب و التشريح..الكيمياء و الصيدلة و الهندسة و الفلك.. و نبغوا في الأعمال الهندسية و المعمار و الحساب و الرياضة.. و تفوقوا في صناعة الورق حتي أنهم تمكنوا من صناعة سبعة انواع منه للكتابة.. مما ساعد علي أنتشار المعرفة و أتساع نطاق الثقافة..

و لقي المسيحيين أضطهادات عنيفة لا هوادة فيها علي أيدي أباطرة الرومان، بلغت قمتها في عهد دقلديانوس.. و لم تتوقف ألا بعد أعتناق قسطنطين المسيحية.. و صدر مرسوم ميلان الذي أقر مبدأ حرية لأعتقاد..و قد حظي تمسكهم بعقيدتهم و استشهادهم الأسطوري في سبيلها بأهتمام المؤرخين و دراساتهم و تحليلاتهم. و تأتي علي قمة الأسباب :

- أنهم قبلوا المسيحية و أقبلوا عليها بمحض أختيارهم.. فلم تفرض عليهم .. و كان تمسكهم بها و دفاعهم عنها يتلاقي مع أستقلالية شخصيتهم.. و يعبر عن قوميتهم و أرتباطهم بتراب وطنهم.. مما أجج روح النضال ضد الرومان بأعتبارهم محتلين لبلادهم.

- تجاوب المضمون اللاهوتي المسيحي مع تطلعاتهم الروحية.. خاصة فيما يتعلق بحقهم في الخلود.. شأن ملوكهم... فالمسيحية فتحت لهم الباب ليكونوا "شركاء الطبيعة الألهية".. أي النعمة الالهية تؤهلهم للخلود في رحاب ألله.

- البديل كان تأليه القيصر.. و هو المستعمر و الغاصب و هو أستبدال يتنافي مع مكونات الشخصية المصرية الذي يتميز بحساسية روحية مفرطة.. و لأن المسيحية تركز علي القيامة من الموت و الدينونة و الحياة الأبدية.. فقد وجد فيها الأجوبة الشافية عن المسألة الأساسية التي كانت تشغله منذ الزمن القديم في علاقته بقوي فوق الطبيعة و هي حياته بعد الموت.

- و تبقي النقطة التي التقي عندها المؤرخون و هي قوة النزعة القومية التي ناصرتها المسيحية.

و لقد تجدد الأضطهاد ضد المصريين المسيحيين بعد مجمع خلقيدونية الذي أصدر قرارات خاصة بطبيعة السيد المسيح لم تقبلها الكنيسة المصرية.. و وقف ضدها البطريرك البابا ديسقورس بكل أصرار و حزم.. و قبل بسبب موقفه الأهانة و النفي.. و قاوم مسيحيو مصر محاولات فرض المذهب الخلقدوني عليهم.. و ما تبع ذلك من فرض بطريرط خلقدوني ملكاني بقوة السلاح مما أدي ألي أنشقاق أسقفية الأسكندرية بين سلسلتين من البطاركة..

و وقفت الكنيسة المصرية .. متسلحة بأيمانها و وطنيتها ضد القهر البيزنطي و محاولات السيطرة علي شعبها.. و قدمت شهداء يقدرون بالألاف.. و قد أتسمت الفترة الأخيرة من السيطرة البيزنطية بتزايد البطش و المآسي، بدأت بأغتصاب هرقل عرش الأمبراطور البيزنطية.. و تخللها الغزو الفارسي لمصر و الذي أستمر عشر سنوات,, و تفاقمت بتعيين الأسقف سيروس (المعروف بالمقوقس) بطريركآ ملكانيآ علي مصر .. ليقوم بفرض المعتقد الملكاني بكافة الوسائل.. و تقول المصادر المسيحية أنه قد حل بمسيحيي مصر من الأذلال ما لا عهد لهم به.. و ضاعف من التأثير النفسي المأساوي أن المعااة تسبب فيها مسيحييون آخرون.. و بأسم المسيح.. و من فرط الضيق و التضييق توجه البطريرك المصري الأرثوذكسي.. البابا بنيامين الأول..الي دير صغير بالصعيد ، حيث ظل حتي سقط الحكم البيزنطي..

و هكذا ظلت الكنيسة المصرية.. طوال ستة قرون.. تمثل بحق القومية المصرية.. فقد أستوعبت الكيان المصري كله.. الأرض و الشعب.. و كانت الحاضنة الوحيدة لوجدان المصري و التطلعات الشعبية.. و كانت في نظر المسيحيين تمثل دولة قومية في موازاة الأحتلال الروماني ثم الأحتلال البيزنطي (ألروماني الشرقي).. يقف علي رأسها البطريرك الذي تلتف حوله جميع القوي الوطنية.. و كانت البلاد مقسمة الي شبكة من الأسقفيات بلغ عددها أربعين أسقفية.. يتمتع فيها الأساقفة بسلطات قضائية و أجتماعية.. الي جانب الروحية.. و جماهير من الرهبان,, و قوة أقتصادية.. و يشير بعض المؤرخين الي بروز الطبيعة النضالية لحركة الرهبنة في الأنتفاضات الشعبية و الفلاحية.. و التي وصلت الي حد الثورة ضد الحكم البيزنطي و العمل عل أسقاطه... و لقد ظلت الكنيسة أطارآ قوميآ للمصريين..يحفظ لهم شخصيتهم القومية المتميزة عن الحكام الأجانب و يحصنهم ضد نفوذهم و حضارتهم الأجنبية. و من بين أسلحتها القوية كانت اللغة القبطية و الأدب القبطي والفن القبطي...

ثم دخل الأسلام مصر ....

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

ويضاف على ذلك اذا سمحت لى يا سكوب ان ظهور فن الايقونات وهو فن دينى قبطى انتشر بعد ذلك واكثر من استخدمه فى روسيا ودول اوروبا كان اول ما ظهر ظهر فى مصر .. ابان عصر الاضطهاد الاول حيث كانت تعبر الايقونات عن عقيده اكثر منها كفن..

ومن ابرز واشهر من قام برسم الايقونات من مصر هم ابراهيم الناسخ والانبا اسطافانوس حيث تميزت رسوماتهم بالحس المرهف و الدقه فى التفاصيل ويعتبر الانبا اسطافانوس من ابرع من استخدم تدرجات اللون الابيض والاسود فى ايقوناتهم ولوحاتهم.

ويمكن الرجوع الى المتحف القبطى فى الدور الثانى للتعرف على هذه الحقبه التاريخيه الغنيه بهذا الفن فى مصر.

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

ثم دخل الأسلام مصر

أذا كنت سأتعرض الآن الي التاريخ الأسلامي في مصر.. و هو موضوع يسبب حساسية للبعض أذا تناوله شخص مسيحي.. فبرجاء التأكد أنني أتكلم من الجانب التاريخي الذي لا يمس العقيدة بأي حال.. و في حالة خطأي و هذا أكثر من جائز أرجو من الأخوة جميعآ أن يصححوا ما أخطأت فيه وسأكون أكثر من شاكر...

لما حل العرب بمصر عام 640 م.، بقيادة عمرو بن العاص، كان الشعب المصري قد أصابته حالة من الغثيان بسبب الصراع المذهبي الذي أمتد قرابة مائة و تسعين عامآ علي أيدي خصومآ مسيحيين.. و مع أن جسد الكنيسة كان صامدآ لم يلق بسلاح النضال.. الا أن الجراح كانت قد أثخته... و قد أكد المؤرخين أن الأقباط لم يأخذوا جانبآ من الصراع البيزنطي العربي.. ربما لأن المجتمع القبطي لم يكن مستعدآ نفسيآ لأن يتحول من معركته مع البيزنطيين تحت أي دعوي.. لكن من المؤكد أنه بعد حسم الموقف عسكريآ في حصن بابليون.. و ما جري من لقاءات أولية.. لم يحجب المصريين مساعداتهم من الأطعمة و العلوفة و غيرها من الخدمات المدنية للعرب..

و الثابت أن فتح مصر كان عملآ عسكريآ دبر بعناية.. و أعدت له فرق من الجنود اليمنية المتمرسة في قتال الحصون.. و لها خبرتها الزراعية و الصناعية.. كما أتصل العرب بالقبائل العربية البدوية التي كانت علي حدود فلسطين و مصر.. و قد أنحازوا لبني عمومتهم و دلوهم علي مسالك البلاد.. كما أرسلوا الجواسيس للوقوف علي أحوال مصر.. و أرسلوا كتيبة أستطلاعية لتأليب المصريين و التمهيد للفتح..

و مهما قيل عن ترحيب.. أو عدم ترحيب المصريين بالعرب الفاتحين.. فقد كان من حظ مصر.. في تلك اللحظة الفاصلة من التاريخ.. أنها كانت مهيأة لأستقبالهم.. و الأهم أنه كانت تجمعهم و شعبها خلفية تاريخية و أواصر قديمة.. فلم يكونوا غرباء عن بعضهم بعضآ.. و كانوا يعرفوا منزلة مصر الحضارية.. و ثرائها.. و أصالة شعبها.. و يعتبرون أبناءها من أهل الكتاب الذين هادوا و قالوا اِنا نصاري.. و قد أنزلهم القرآن الكريم و مصرهم منزلة كريمة.. لم يكن اللقاء بينهم سحقآ.. بل دخلوا البيت صلحآ... و لم يكن أساسه أعتناق أحد الطرفين لعقيدة الآخر رضاء جبرآ.. بل أحترام كل طرف لعقيدة الآخر.. و تمكين تعايش العقيدتين الدينتين معآ دون أن يستبعد أحدهما الآخر..

و مما يؤكد وحدة الأصل بين القبط و المسلمين المصريين أن عمرو دخل مصر بأربعة الآف جندي.. و جاء العرب بعد ذلك بالألاف.. و لم تتجاوز أعلي نسبة لهم لجموع الشعب ستة بالمائة.. و لكن الذين دخلوا في الأسلام من مسيحيي مصر فبالملايين.. و كان العرب يتزوجون من نسائهم حتي نشأ أولادهم يقولون لأشقاء الأم المسيحيين "يا خال".. و هي الكلمة التي تسمع في القري من بعض المسلمين لكبار المسيحيين خاصة في الصعيد.

و قد تشكل أطار العلاقة بين الفاتحين و المصريين بسرعة و موضوعية.. و تضمن تأمين الكنيسة المصرية علي مصالحها و أملاكها..و أحترام حقوق الشعب الدينية.. و عودة البطريرك بنيامين الي مقره في الأسكندرية.. و كان أستهلال العلاقة أنسانيآ و رائعآ... اذ لما علم عمرو بن العاص بأختفاء البطريرك بسبب البيزنطيين.. كتب له كتاب آمان قال فيه : " الموضع الذي فيه بنيامين بطريرط النصاري القبط له العهد و الأمان و السلامة من الله. فليحضر آمنآ مطمئنآ و يدير حال بيعته و سياسة طائفته"... فعاد البطريرط الي الأسكندرية.. و حدث لقاء بينه و بين عمر حظي فيه البطريرك بالتبجيل و التكريم.. و لقد أستأنس عمرو برأي البطريرك في أحسن أساليب الأدارة للبلاد.. و أخذ برأي البطريرك و نفذه.. أذ أهتم عمرو بعمران مصر" من حفر خلجها و أقامة جسورها، و بناء قناطرها، و قطع جزائرها"...كما أشار عليه البطريرك.. و كان لايرسل الخراج المطلوب الآ بعد أقتطاع ما تحتاج اليه البلاد.. و بعد فراغ الناس من الزراعة.. و عصر كرومهم..مما أثار غضب الخليفة عمر بن الخطاب.. و أنتهي الأمر بعزله... و هذا التعاون بين الزعامتين.. من أجل خير مصر.. كان بلا جدال أستهلالآ رائعآ.. قل أن يوجد مثله في سجلات الغزاة و الفاتحين...

و للواقع و التاريخ.. فقد دأب الكتاب العرب علي ذكر تميز "قبط" مصر و فضلهم.. فهم "أكرم السكان، و أسمحهم يدآ، و أفضلهم عنصرآ ، و أقربهم رحمآ بالعرب عامة، و بقريش خاصة"... و هم " كالغيضة كلما قطعت نبتت"... و أنهم "من ذرية الأنبياء عليهم السلام"... و يتوج هذا ما قاله فيهم محمد رسول الله أنهم " أكرم أنسابآ" خارج الجزيرة العربية.. و لم تصدر هذه التقريظات في مستهل الحكم العربي و حسب.. حتي لا يقال أنها نوع من الدبلوماسية.. أو لكسب التأييد.. بل كتب معظمها بعد الفتح بقرنين و أكثر.. و بعد ما نشأت العلاقات.. و قامت المعاملات.. و توفر الأحتكاك بين الطرفين.. مما يدل علي أن أطار العلاقة القائم علي الأحترام كان مازال متماسكآ... و يبدو مؤكدآ أن المسيحيين حافظوا علي علاقة الدم و الجوار مع أقربائهم الذين دخلوا في الأسلام.. مؤكدين أن وحدة الشعب لا يهزها أو يفصمها أختلاف الدين... و قد ساعد علي ذلك أن الأنسان المصري يعتبر موقفه الديني علاقة خاصة و فردية بينه و بين الله.. ثم أن هذه الفردية و الأستقلالية في التدين سمحت للمصري أيضآ أن ينقل معه الي الأسلام كل ما ورثه من عادات و طقوس عن ديانته القديمة.. التي عاشت معه بالمثل عندما أعتنق المسيحية.. و لقد أستمر فترة يجمع بين أصوامه و أعياده المسيحية السابقة.. و عباداته الأسلامية.. و من هذه الأزدواجية نشأت تقاليد حسن الجوار.. و تجنب كل ما هو شائك أو خلافي في أمور الدين...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ..

رغم أنى ماليش فى حكاية الأبحاث الدينية .. ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه .. الا أن هناك جزئية بسيطة .. عندما دارت برأسى فهمت لماذا نعانى من ضحالة المعلومات عن الفترة القبطية فى تاريخ مصر .. آى من آخر حكم الفراعنة حتى بداية الحكم العربى .. او الإسلامى بمعنى أكثر دقة .. والواقع - فى تصورى وهذا إجتهاد ليس الا - أن إستمرار المصريين فى إستخدام اللغة " القبطية " مدة طويلة بعد الفتح الأسلامى ادى الى تركيز كل وثائق التاريخ عن هذه الفترة باللغة القبطية .. فحتى عام 85 هجرية = عام 705 ميلادية كان التعامل بكل الدواوين والمدارس حتى الكتابات الأدبية والتاريخية كانت كلها باللغة القبطية .. الى أن وصل قرار من الخليفة بنقل الدواوين من اللغة القبطية الى اللغة العربية وإعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية لولاية مصر .. واخذ الأقباط يهملون بالتدريج دراسة اللغتين القبطية واليونانية ويقبلون على تعلم اللغة العربية ودراسة آدابها .. الا أن المؤلفات العربية بأقلام المصريين وغيرهم من المؤرخين والكتاب والأدباء المصريين وخاصة الأقباط منهم .. لم تنتشر وتتداول على أوسع نطاق الا فى القرن الثالث الهجرى واول من ألف كتب من الأقباط المصريين باللغة العربية كان يدعى " سعيد بن بطريق المتطبب " فألف كتابا حوالى عام 320 هجرية- لا أذكر بالضبط .. وكان مؤلفه بأسم { التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق } وقد تناول فى كتابه تاريخ الآباء البطاركة .. كما إشتمل على باب كامل لتاريخ اقباط مصر منذ الفتح العربى العربى حتى عام 320 هجرية الذين اختير فيه بطريكا لمدينة الأسكندرية ..

للأسف .. فقدت هذا الكتاب ضمن مافقدت من آثار تركتها بمصر قبل سفرى منها .. واعتقد أن ما كتبه بن بطريق كان مرجعا لبعض كتاب المسلمين مثل بن تميمة وغيره وقد أشاروا اليه فى كتبهم ..

ومعنى هذا أن تلك الحقبة من التاريخ المصرى تحتاج الى حهد يسير من بعض أخواننا القبط الذين يجيدون اللغة القبطة لينقلوا الينا ما كتبه الأجداد ..

واختم مداخلتى بقفزة بسيطة تعود الى عهد الدولة الفاطمية التى أزدهرت فيها الكتابة وخاصة من الكتاب المسيحيين .. إلى أن تولى المنيل على عينه أسد الدين شيركوه الحكم فى مصر فضيق على الأقباط وكان أول من فرق بين المصرى المسيحى والمصرى المسلم بكل أسف وحسرة والزم الأقباط أيامها بما يسمونه شد الزنانير على أوساطهم .. ومنعهم من إرخاء عذبات العمائم وكانوا يرخونها تشبها بالمسلمين .. مما أدى الى إستياء الأقباط .. وايامها كتب الشاعر القبطى إبن المليح شكوى رفعها الى شيركوه وبدأها ببيتن من الشعر قال فيهما:

يا أسد الدين ومن عدلـه يحفظ فينا سنة المصطفى

كفى عيارا شد أوساطتنا فما الذى أوجب كشف القفا

{ عذب العمامة هو طرف الشال الذى يترك خلف الرأس ليغطى القفا }

مع تقديرى للجميع

اخناتون المنيا

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

الأستاذ الكبير أخناتون...

موضوع اللغة القبطية موضوع هام في تاريخ مصرنا... و لفت نظرنا لهذه الجزئية هي .. كعادتك... من الحكمة البالغة لمعرفة أسباب مواضيع تشغلنا... و لتسمح لي أن أمسك بطرف الخيط الذي بدأته .. فعندما تغيرت اللغة في الدواوين الي العربية في القرن الثامن الميلادي.. أخذ التحول العام الي العربية يتم ببطء ملحوظ.. فصارت لغة التعليم.. فلغة العلم و الثقافة لكل المصريين في القرن العاشر.. ثم أتسعت لتصبح لغة التخاطب في القرن الحادي عشر..و كان البطريرك غبريال الثاني هو أول من صرح بقراءة الأنجيل و العظة باللغة العربية... و كانت فترة الدولة الفاطمية هي التي شهدت التحول الحاسم.. من جانب المصريين.. الي اللغة العربية، بسبب التوسع في البيروقراطية الأدارية و تصاعد عدد الوظفين.. و انتعاش الحركة الفكرية و الأدبية التي أنطلقت من الجامع الأزهر و دار الحكمة..

و قد يشعر بعض المسيحيون بمرارة لغياب لغتهم.. و أنسحابها الي الأديرة و ممارسة الطقوس الكنسية.. و يشيرو الي الأرمن، مثلآ، و كيف أنهم يحتفظون بلغتهم أينما ذهوا أو أستقروا..و بالمثل اليهود.. علمآ بأن الأرمن يحاولون الأبقاء علي هويتهم و قوميتهم من خلال ألأحتفاظ بلغتهم.. لأن وطنهم سليب.. أو كان سليبآ.. و لغته الوطنية الأرمنية .. أما اليهود فشعب تائه مشتت.. و أفتعل قضية الوطن القومي المسلوب.. و أحتفظ بلغته كجزء من أدواته لتأكيد حقه فيه.. فالمقارنة غير سليمة لأن المصريين المسيحيين هويتهم راسخة.. و وطنهم قائم.. فهم " أصحاب البلاد" كما قال الشيخ الباجوري.. شيخ الجامع الأزهر.. لعباس الأول حين أراد أخراج المسيحيين من بلدهم و أبعادهم الي السودان..

و الأجدر أن نحاول التعرف علي الأسباب أو الدوافع التي جعلت الأجداد يتخلون عن لغتهم.. فلا شك أنه كان بأمكانهم الأحتفاظ بها حية الي جانب العربية.. بل اليونانية أن أرادوا.. و لا يمكن أن يكون قهر الحكام و أرغامهم لهم.. كما حدث مثلآ أيام الحاكم بأمر الله..هو السبب. فهو شعب جسور وقف أمام طغاة الأمبراطوريتين الرومانيتين الغربية و الشرقية.. و لم يرهب الموت في سبيل ما يعتقد أنه الحق.. فهو كما يبدو الذي قرر تركها.. و تتهمه بعض المصادر بأنه هو الذي أستهان بها و أهملها..

و علينا أن نتذكر أن اللغة القبطية هي الصورة الخامسة و الأخيرة التي تحولت اليها اللغة المصرية القديمة.. كما أن الخط القبطي الذي كتب بالحروف اليونانية.. هو الشكل الرابع الذي تطورت اليه اللغة المصرية القديمة..من الهيرغليفية.. فالهيراطيقية.. فالديموطيقية... و هذه التغيرات في اللغة و في شكل الخط كانت وليدة الحاجة لجعل اللغة طيعة.. لتحقق وظيفتها في الأتصال و الفكر.. و كل هذا يدل علي تفتح العقلية المصرية و تحررها من عقد التعصب لشكل أو تركيب لغوي ما... فالمصريون لم يجدوا غضاضة في أستعمال الحروف اليونانة لكتابة لغتهم.. بل تحول القادرون منهم علي القراءة الي اللغة اليونانية كلغة علم و فكر.. و كتابة الوثائق و الخطابات في العصر البطلمي.. حتي عادوا الي القبطية و أدابها قي أواسط القرن الثالث الميلادي..

كما أن هذا التغيير اللغوي هو دليل آخر يؤكد علي تمسك المسيحيين بمبدأ وحدة الوطن.. و أعطاء الأولية للتعايش المجتمعي.. مما يتطلب لغة مشتركة يحترمها الجميع .. يتصلون و يتواصلون بها... و يتعاملون بها في شئون الحكم و الأدارة و أمور الحياة و الجوار... أذن فالقرار الذي أتخذه البطريرك البابا غبريال الثاني بفتح الكنيسة أمام اللغة العربية كان قرارآ وطنيآ بالدرجة الأولي..و الرجل كان تقيآ يقظآ بعيد النظر.. وطد علاقته بالحكم.. و قدم للكنيسة مجموعتين من القوانين.. تختص أحدهما بسلوكيات و مسئوليات الأكليروس.. و الثانية بالمواريث.. و لقد أكدت كتابات ابن عبدالحكم و المقريزي و ابن اياس كيف أستطاع بطاركة الكرازة المرقسية.. بالتعاون مع شيوخ الأزهر.. الحفاظ علي الكتلة الوطنية للشعب..

ثم أن هناك كثيرآ من الأبحاث التي أكدت بوجود تشابه بين اللغة المصرية القديمة، و بين اللغة العربية و بقية اللغات السامية.. فكأن التحول الي العربية كان بمثابة مرحلة من مراحل تطوير اللغة.. الذي دأب عليه المصري منذ فجر التاريخ كجزء من تطوير أدواته الحضارية.. كما أنه بقدر ما تعربت مصر.. بقدر ما مصّرت العرب الفاتحين حضاريآ و مدنتهم علي يديها بتتلمذهم في مدرستها المفتوحة

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

تاريخ اللغة القبطية / المصرية

http://www.stshenouda.com/coptlang/copthist.htm

لمعرفة المزيد إبحث تحت

Coptic language

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

و قد يشعر بعض المسيحيون بمرارة لغياب لغتهم.. و أنسحابها الي الأديرة و ممارسة الطقوس الكنسية..  

العزيز Scorpion

إختيارك لهذا الموضوع اختيار جيد .. والتعامل معه يجب أن ينطلق من من محور واحد .. هو المحبة .. وهى السلاح الوحيد الفعال أمام كل المكايد .. وزمان وقبل مصيبتنا الكبرى فى إستيلاء أنصاف المتعلمين على مقاليد الحكم .. كانت وزارة المعارف تصرف لتلاميذ المدارس الأبتدائية كتبا منقحة لدراسة الدين الأسلامى والمسيحى مبسطة بساطة شديدة ولكنها مركزة ومشوقه .. وكانت هوايتى مبادلة هذه الكتب مع زملائى المسيحيين .. وايامها كانت هناك فئة من اخوانا الأقباط مغرمين بدراسة اللغة القبطية .. وطبعا هناك أسباب لتكاسلهم عن متابعة ذلك .. فلا يوجد قانون بمنعها أو تعليمات بوئدها .. وكنا أيامها ونحن صغار نعلم جيدا أن تاريخ أجدادنا تضمه الكتب القبطية .. التى أهملها قبط مصر ..  

{.. فالمقارنة غير سليمة لأن المصريين المسيحيين هويتهم راسخة.. و وطنهم قائم.. فهم " أصحاب البلاد" كما قال الشيخ الباجوري.. شيخ الجامع الأزهر.. لعباس الأول حين أراد أخراج المسيحيين من بلدهم و أبعادهم الي السودان..}

معاك حق .. مع تحفظ بسيط .. وحكاية عباس دى .. وقيعة .. مما تعود عليها هؤلاء الذين تمكنوا من إحتلال مصر ومن غيرهم ممن كانوا يتمنون احتلالها .. وقديما يا اخى الفاضل كان هناك رواقا للأقباط بالأزهر يتلقى فيه الأقباط العلوم المنطقية والشرعية .. وممن درسوا فى الأزهر على ما أذكر  ابناء أسرة معروفة إسمها أسرة العسال وكان منهم من حقق مستوى رفيع جدا  فى دروس المنطق والنحو والصرف والبيان والجبر ..وغيره وغيرة .. ولن ننسى فى سياق الحديث ميخائيل عبد السيد صاحب جريدة الوطن آنذاك .. وقد درس الفقة الأسلامى فى الأزهر وتخصص فى المذهب الحنفى .. وكان فيه واحد من الأقباط  المشهورين إسمه العتر كان تلميذا نجيبا دائما للشيخ محمد عبده .. ونخلص من هذا أن الأقباط نسوا الإهتمام بلغتهم فى غمار الإعجاب باللغة العربية وتعبيرا عن إنتمائهم الى هذا الوطن العظيم  فى تصورى .  

 {  و الأجدر أن نحاول التعرف علي الأسباب أو الدوافع التي جعلت الأجداد يتخلون عن لغتهم.. فلا شك أنه كان بأمكانهم الأحتفاظ بها حية الي جانب العربية.. بل اليونانية أن أرادوا.. و لا يمكن أن يكون قهر الحكام و أرغامهم لهم.. كما حدث مثلآ أيام الحاكم بأمر الله..هو السبب. فهو شعب جسور وقف أمام طغاة الأمبراطوريتين الرومانيتين الغربية و الشرقية.. و لم يرهب الموت في سبيل ما يعتقد أنه الحق.. فهو كما يبدو الذي قرر تركها.. و تتهمه بعض المصادر بأنه هو الذي أستهان بها و أهملها..}

وكما ذكرت من قبل لم يكن قهرا .. الا إذا إعتبرنا فرمان إعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية .. قهرا .. !! فقد أحتفظ اليهود والأرمن والطلاينة واليونانيين بلغتهم .. وكانوا ينمونها بالجرائد المحلية الكتب التى يصدرونها .. وانى أعتقد إنها كانت حركة كسل من الأقباط ..  

.

ومعاك حق .. فى الباقى .. وقد يطلع أخوتنا من اقباط مصر على هذا الموضوع ويبدأ البعض فى الأهتمام باللغة القبطية حتى ولو بإعادة كتابتها مع ترجمة لها بالعربية عن تاريخنا المفقود ..

ولك تحياتى وتقديرى

اخناتون

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

من نحن ؟ و ما هي هويتنا ؟

مسألة الهوية مسألة بالغة الحيوية... لأنها بمنزلة الدفة للمراكب الشراعية.. و البوصلة لمن يطير أو يبحر... فما هي هويتنا الآن... و من نحن...و أين موقعنا... و ما هو دورنا...؟؟؟

قد تساعد الفقرات السابقة علي الرد علي جزء من هذه الأسئلة.. فمصر هي مصر.. هي أفريقية لأن هذه قارتها..و هي بحر متوسطية لأنها تقع علي سواحله.. و هي شرق أوسطية لأنها تقع في قلبه.. ثقافتها عربية أسلامية... و هذا قدرها التاريخي...و هي في الوقت نفسه أمة حضارية عريقة..و الحضارة شجرة شامخة تضرب جذورها في أعماق الأنسانية.. و لها غصونها و فروعها و أوراقها..... و مصر هي أم الحضارة (بدون تهكم الذي غرقنا فيه مؤخرآ) ..و كأم أورثت أبنائها من" جيناتها".. و هم أضافوا مما أخذوا و أورثوا النتاج لأبنائهم...و أحفادها اليوم يحملون كل موروثاتها من فرعونية ( أفريقية، نوبية، شرق أوسطية)..و أغريقية رومانية.. و قبطية مسيحية.. و عربية أسلامية..و هذا يتفق مع سنة الحياة و الطبيعة... فأذا قطعت شجرة شربين عتيقة.. ظهر جزعها في حلقات مستديرة متميزة لونآ... كل حلقة تمثل حقبة من عمرها..و لكنها جميعآ تمثل الجزع.. فهي تواصل النمو بالأحتفاظ بكل حلقة.. لا بطرحها و التخلص منها..

و من الغريب أن الذين يؤمنون بنظرية داروين.. لا يخجلون من تأكيد نسبهم الي القرود.. مع أنهم قمة في العلم.. بينما يوجد بين المصريين من يأنفون من نسبته الي قدماء المصريين.. الذين بدأوا حضارة الدنيا.. و كمصري مسيحي يخالجني أحيانآ شعور أن رفض الفرعونية من قبل البعض .. قد يعود في أحد أسبابه.. ألي أن المسيحيين يبدون أعتزازآ بأصولهم الفرعونية.. و كأن هذاالبعض يأنف من أن يلتقي معهم علي أصل مشترك..مع أن جدودهم جميعآ...حاربوا الفرعونية في بداية العصر المسيحي.. مما يشعرني شخصيآ بالحرج و الأسي لما قرأته و رأيته عن سوء تصرف بعضهم..بفعل الحماس و الهوس الديني.. فهدم معابد..و أتلف برديات.. و بدد معارف.. و شوه معالم تاريخية.. هي في الواقع جزء من تاريخه.. من كينونته.. من ميراثه..بينما الفرعونية تجري فعلا في اللاوعيه.. تنساب في لغته و فنه و موسيقاه و عاداته.. ما زلنا كمصريين نمارس عادات أصولها فرعونية.. سواء في الأعياد أو في الموت و غيرها من المناسبات الأجتماعية...

الحضارة كالأنسان في كونه لا يستطيع التحكم في مكان أو زمان مولده.. و لا في نوعية والديه.. فهو يولد حيث يقضي قدره... بأمر الله...و هكذا الحضارة.. فقد شاء القدر أن يكون الغرب هو مستقرها الجديد..و لو بقيت الأندلس مسلمة (مثلآ) فلربما تطورت حضارتها علي شاكلة حضارة الغرب..و لأشرنا اليها بالحضارة العربية الأسلامية الغربية...أي التي تشغل جغرافيآ، الجناح الغربي من أمة العرب.. و لا يعقل أن نحرم أنفسنا من أنجازات هذه الحضارة فقط لأن الغرب حل دوره ليحتضنها.. و لأنه مسيحي..و يمكن تشبيه هذا الموقف بمسلم أودع أمواله في بنك أسلامي.. فلما تعثرت أموره و أنتقلت ملكيته أو أدارته الي يهودي أو مسيحي أو بوذي أو ملحد.. قرر ترك أمواله و عدم سحب رصيده منه !!!!

أن رصيدنا في حضارة الغرب ضخم.. و من العبثية أن نتخلي عنه.. و نحرم أجيالنا منه تحت دعاوي أنفعالية أو عاطفية، لا تستقيم مع منطق الأمور.. فصرنا كمن يكسر كل مرآة لا تظهر فيها صورته كما يريدها!! نرجسية عقيمة مدمرة!!..

للعلم.. هذه ليست دعوة للألتحاق بالغرب.. أو للتبعية له.. بل هي تأكيد لحقنا في الميراث البشري الحضاري الذي أنتقل منا اليه.. و للحديث بقية

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

و من الغريب أن الذين يؤمنون بنظرية داروين.. لا يخجلون من تأكيد نسبهم الي القرود.. مع أنهم قمة في العلم.. بينما يوجد بين المصريين من يأنفون من نسبته الي قدماء المصريين.. الذين بدأوا حضارة الدنيا..
حلوه دى icon_lol.gifبس أنا أنكر نسبتى للقرود ولا أنكر نسبتى لقدماء المصريين ، رغم إن الإحتمالات متساوية . أقصد إحتمال نسبتى للقرود تساوى إحتمال نسبتى لقدماء المصريين .

إللى حصل إن العرب عندما قدموا إلى مصر كان لايمكن لهم أن يدعوا إنتمائهم لقدماء المصريين . ولما تحول المصريون للإسلام ظنوا خطأ انهم يجب أن يدعوا عدم إنتمائهم لقدماء المصرييين . ولأننا أمة ضحكت من جهلها الأمم كما وصفنا المتنبى - عليه اللعنة - فقد إدعوا إنتمائهم للعرب .... هاهاهاهاها .....

أنصر أخاك ظالما أو مظلوما

رابط هذا التعليق
شارك

خصومتنا مع الغرب

أعتقد أن السبب الرئيسي لخصومتنا مع الغرب ( و هي تختلف عن الخصومة لأسباب سياسيةو تاريخية ) هي خصومة العجز عن اللحاق به.. كالعنب الجيد الذي صار حصرمآ للثعلب العاجز... أو تكون خصومة الحسد لأنه أفضل و أغني علمآ و أكثر تمدنآ و تحضرآ.. أو تكون خصومة الجهل لأن التنديد بها يتجه دائمآ نحو السطحيات.. و نحو الأمراض و المساوئ التي لم تخل منها حضارة سابقة.. أو مجتمع في الحاضر بما فه مجتمعنا ذاته...

نحن نقتل بعضنا بسلاح صنعه الغرب.. و نطير علي طائرات و نجوب بسيارات كلها من صناعته.. و عندما نمرض نلجأ للطب و الدواء الذين تطوروا بجامعاته و معامله.. بل "الفاكس" و ال e-mail الذي نبلغ به عن "عنترياتنا" من صناعة الغرب.. و الورق الذي نطبع عليه صحفنا الصفراء و السوداء و الحمراء التي تقلق أقوي الضمائر..و معه المطابع و آخر صيحات فن الطباعة قادمة كلها من الغرب...بل محاورتنا هذه هي فكرة الغرب... و لولاه لبقينا ليومنا هذا ننسخ مطبوعاتنا علي"البالوظة" .. فنحن لا نتحرج من أن نكون مستهلكين.. و لا نخجل من تقاعسنا عن أن نتعلم من الغرب أو غيره.. أو نتفاعل مع حضارته تفاعلآ أيجابيآ و نبزه و نتفوق عليه.. كما فعل اليابانيين و غيرهم..

أن الشرق الأسيوي له دياناته المتشددة.. و ثقافاته العريقة...و لكنه عرف كيف يتصالح ذهنيآ و ثقافيآ مع الغرب.. و يأخذ منه ما يحقق به ذاته و أنسانيته..في نطاق قيمه التي لم يفرط فيها أبدآ.. بل يعيشها في أطار حضاري و خلقي رفيع يرغمنا نحن علي أحترامها و أحترامهم.. و لنأخذ من ماليزيا و أندونيسيا المسلمتين ما يساعدنا علي كبح جماح رغبتنا الأنتحارية في التخاذل و التقوقع و الأستسلام..و الرجوع للوراء بنفس معدل السرعة التي ينطلق بها الآخرين للأمام... فالأخذ و الأستعارة من الغرب مفيدان طالما يتمان وفق مفهوم أستراتيجي يحفظ للذات كيانها..و يحول دون تحللها و ذوبانها في الآخر...

من ينكرأن ثقافتنا السائدة هي عربية أسلامية؟... أن المصريين المسيحيين لم ينكروا أبدآ هذه الحقيقة.. و هم الذين بمحض أرادتهم و أختيارهم تحولوا الي العربية و ثقافتها...بل أن الذين جاهدوا من أجل أيقاظ الوعي القومي بالثقافة العربية( التي تخدرت و راحت في سبات عميق تحت الهيمنة العثمانية) كانوا مسيحيي لبنان الذين أستخدموا اللغة العربية ..في أواسط القرن الماضي... كأداة من أدوات الكفاح السياسي، و أنتشروا في بعض البلاد العربية.. و منها مصر..حيث أصدروا الصحف و المجلات.. و بضها ما يزال يصدر كالأهرام .. لقد فهما اللغة كوعاء للفكر.. و كقناة أتصال و تواصل.. و كان منهم الأدباء و الشعراء الذين تفاخروا بالأدب العربي و الحضارة الأسلامية..

عجبآ.. لماذا نستسلم للحيرة و نقف علي قارعة التاريخ .. و نحن أسياده.. نتساءل عن أنتمائنا الحضاري.. أهو عربي أم أفريقي أم أسلامي أم متوسطي غربي ؟؟؟؟!! لماذا نستسلم للذين يصطنعون تناقضآ - لا مكان له - بين الوطنية و الأسلام.. أو بين الوطنية و العروبة.. بحيث يكون أثبات أحدها نفيآ للأخر.. أو نفي أحدها أثباتآ للأخر ؟؟

لماذا نصر علي أن مصر أما أن تكون مصرية (لدرجة فرعونية) .. أو عربية قومية.. أو بحر متوسطية بتوجه غربي ؟؟ لماذا لا نعتز بخصوصيتنا الحضارية.. و فرادتنا.. و تعترف أننا كل هذا دون أدني تناقض؟؟ الفرنسي مثلآ يمكنه أن يقول أنه من الغال Gaul .. أو فرنسي.. أو أوربي.. أو بحر متوسطي.. أو مسيحي... دون أدني تناقض.. و دون أن يتهم بالزندقة القومية..

و أن تمثلنا بالقناعة.. و أكتفينا بأن نكون مصريين و حسب.. لتكن أذن وحدتنا هي هويتنا.. هي الحب يجمعنا.. هي الكرامة نتنفسها و نحرسها.. هي العمل... العمل... العمل و العمل لنهضة وطن هويتنا

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أنهم يريدون أن نحارب نصف الكرة الأرضية

في مناقشة مع محاسب شاب من محافظة في شمال الدلتا.. أصبت بصدمتين عندما فاجأني بقوله أن الفراعنة ليسوا بأجدادنا..و عليه فلا سبيل للأنتماء أصلآ لحضارتهم.. كنت أوضح لهذا الشاب أن تحرر مصر من الأنتماء الوحيد و الملزم بكونها عربية فقط.. يحرمها من فرص كبيرة للتقدم.. و مصالح عريضة قد تتيحها لها بالأنفتاح علي انتماءات أخري من بينها الأتجاه الغربي... بل بالأنضمام الي العالم الحر و المتقدم الذي يمثل الغرب قاطرته الآن... فعاجلني بالصدمة الثانية قائلآ بغضب هذه المرة : " أزاي يا باشا.. ده الغرب دول أعداءنا"!!

نظرت له بحسرة.. حزينآ علي عقل شاب أساء له ناصحوه ومعلموه و وسائل أعلامه..جعلته معاديآ لما يزيد علي نصف البشرية و أي نصف.. أنه النصف الغني المتقدم الذي نتمني أن تصبح مصر في مستواه الأقتصادي و الثقافي..و الذي صدمني أن هذا الشعور ليس اقلية بين شبابنا... لو كانت هذه المناقشة تمت أثناء الحملة الفرنسية أو الأحتلال الأنجليزي أو حتي أثناء الحرب مع أسرائيل .. كنت أعذر له الأحساس بالعداء الناشيء من الأحساس الجارف بالوطنية ( و أن كنت ألومه علي التعميم المخل ) الذي لا يفرق بين دولة محتلة أو معادية لمصر.. و بين الغرب كله من كندا لروسيا للأرجنتين.. و من أمريكا لأوربا..

أما أن تتم تزكية شعور بعض المصريين بالعداء للغرب كله.. و مصر فعليآ ليست في حالة حرب مع أحد... فهذا هو التحريض الضار بمصالح الشعب المصري.. في رأيي كما في رأي الغالبية الصامتة من المصريين أن مصر خسرت كثيرآ عندما أختارت قيادتها في زمن مضي طريق معاداة الغرب.... ماذا كسبنا من هذا العداء... ماذا سنكسب من الشحن الستمر ضد الغرب... ما هذا الأتجاه الأنتحاري الذي يشيد بالحرب ضد عدو أقوي بمئات المرات لمجرد أنه مختلف في القيم و العادات و الدين ؟؟.... أين الأباء و الامهات الراشدون لينشئوا أطفالهم علي حب البشرية أيآ كانت جنسيتها أو لونها أو دينها ؟؟... أين المدرسون الواعون الأمناء ليعلموا تلاميذهم مفاهيم السلام و الحق لا الكراهية و الدمار؟؟؟ أين الأئمة المتنورون بالمساجد و الوعاظ في الكنائس ليرشدوا شبابنا لطريق التسامح و التصادق مع شعوب العالم المختلفة ؟؟

منذ فترة.. و أثناء زيارتي لبعض أماكن طفولتي .. كنت بالقناطر الخيرية و داخل صيدلية لفتت نظري نتيجة حائط كبيرة ملونة رسم عليها رمحا يحمل علما أخضر كتب عليه شعار ديني.. و قد غرز هذا الرمح في مجموعة من أعلام الدول الممزقة علي الأرض.. تبينت منها (بالأضافة لعلم أسرائيل) علم أمريكا و أنجلترا و روسيا و أسبانيا و أستراليا و أيطاليا و أربعة أعلام أخري.. غالبآ لدول أوربية... لم أتعرف عليها.. و كتب علي النتيجة بخطوط كالدم : " ألا أن جند الله لهم الغالبون".. فنظرت الي الطبيبين الشابين الذين لاحظا ذهولي أمام دعوة لحرب هذه وقلت لهم : "أنتوا كده حتدخلونا خناقة مع تلات ارباع كوكب الأرض تقريبآ... ربنا معاكم " .. و أكملت في نفسي " و ربنا معنا لأنكم محسوبون علينا و الأذي سيصيب أطفالنا معكم. يا معشر الحرب لمجرد الحرب "..

و الان و قد رسمت خطوط المواجهة بوضوح... المواجهة بين الفسطاطين كما يقول بين لادن... فسطاط القرون الوسطي .. و فسطاط المستقبل... من سنختاره.. سؤالي الآن أوجهه اليكم بأي الفسطاطين تحب أن تضع مصر... و تحت ظل أيهما تمني أن يترعرع أولادك و بناتك ؟؟؟؟

نقل بتصرف

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

للأسف لقد تعرض هؤلاء الشباب لأحدث عمليات غسيل المخ ... فأصبحت رؤسهم كقرص مدمج تخزن به معلومات خاطئة من الصعب حذفها.

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...