لحم رخيص

[فــيــروز]

حين قرات هذه الرساله فى بريد الاهرام و قرات المقابل -1000 دولار شهريا- وجدت نفسى اتحسر على قطعة الغيار الانسانيه التى منحت نفسها لهذه الشخصيه المريضه -نفسيا قبل جسديا- التى حرمنا معرفتها ..

ووجدت نفسى اتعجب كيف صار الانسان فى مجتمعاتنا رخيص اوى .. اوى بصوره مفجعه .. واريد ان اعرف هل العقد المبرم بين هذين الطرفين شرعى او قانونى !! وكيف يمكن ان يستغنى انسان ما عن كبده مثلا وهو لن يعيش بدونها !! الناس اتجننت !!

من بريد الاهرام .. 18/8/2003

أغرب من الخيال

أن يكون لك طبيب خاص فهذا شيء طبيعي وأن يكون لك محام خاص أو حتي حارس خاص فهذه أيضا أمور عادية‏..‏ لكن أن يكون لك إنسان خاص يلازمك كظلك وجاهز في أي وقت لأخذ أي عضو من أعضائه أو جزء من جسمه فهذا هو العجب بعينه والذي يمكن أن نضعه تحت عنوان صدق أو لاتصدق‏,‏ لقد كتب الأستاذ عادل حموده هذه القصة الواقعية في إحدي مقالاته ورأيت أن ألخصها في بريد الأهرام حتي يتاح لأكبر عدد من القراء معرفة هذه القصة شديدة الغرابة والتأمل فيما توحي به من عبر‏,‏ وكيف أن الإنسان أصبح في هذا الزمان سلعة تباع وتشتري بالقطاعي تتلخص هذه القصة في أن شخصية شديدة الثراء لم يحدد الكاتب جنسيتها‏,‏ لكن الجو العام للقصة يوحي بأنها عربية استأجرت موظفا مهمته أن يكون بنكا متنقلا للأعضاء تسحب منه الشخصية الثرية ماتريد في أي وقت وفي أي مكان‏..‏ وقد تم اختيار هذا الموظف من بين ألف شخص تقدموا لهذه الوظيفة وخضعوا لاختبارات شديدة الدقة شملت كل خلية من خلايا الجسم‏,‏ ووقع هذا الموظف عقدا ينص علي مرافقة الشخصية التي يعمل عندها في أي مكان وأن يلتزم بنظام معين في الطعام والشراب والحركة وأن يخضع للكشف الطبي يوميا وليس له الحق في إجازة مرضية أو عرضية أو أن يشكو أو يعترض علي أي شيء‏..‏ يعني باختصار كان هذا الموظف مجرد حامل لأعضاء بشرية كأمانة لايجوز له إلحاق أي ضرر بها‏..‏ ويتقاضي هذا الموظف ألف دولار شهريا‏,‏ بالإضافة إلي الإقامة الكاملة مع الشخصية الثرية في الفنادق الضخمة والسفر علي نفس الطائرة ومكافأة مالية عند أخذ أي عضو من جسمه‏..‏ ويشمل العقد المبرم بين الطرفين تسعيرة لكل عضو من الأعضاء مثل الكبد والكلية والطحال والقرنية‏..‏ ولك أن تتخيل الحالة النفسية التي تسيطر علي إنسان كل مهمته في الحياة هو المحافظة علي أعضائه‏(‏ التي لم تعد أعضاءه‏)‏ في حالة صحية جيدة لحين نقلها لشخص آخر‏.‏

إن تلك القصة الواقعية هي أبعد من الخيال نفسه ولكنها المادة التي أصبح في إمكانها أن تبيع وتشتري كل شيء حتي النفس البشرية‏.‏

د‏.‏ ثناء هلال

أستاذ بطب عين شمس

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=PO...T2.HTM&DID=7851