اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

المصريون في العراق...مواطنون أم .....؟-فاروق جويدة-الأهرام


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

http://www.ahram.org.eg/ARCHIVE/Index.asp?...N1.HTM&DID=7785

أثار ماكتبته في الأسبوع الماضي عن أحوال المصريين في العراق شجونا كثيرة‏..‏ لقد وصلتني ردود فعل متعددة ومختلفة‏,‏ ولكنها للأسف الشديد لم تتجاوز حدود الغضب أو الرفض أو المشاركة‏..‏ ومثل هذه المشاعر يمكن ان تكون جسورا بين الناس في ساعة ضيق أو محنة‏..‏ ولكنها لايمكن أن تجسد مشاعر شعب تجاه أبناء يعيشون مأساة مدمرة‏..‏ فإذا كنا نتحمل من الوطن وفي سبيله كل شيء‏..‏ فإن أقل الأشياء أن يشاركنا تلك اللحظات التي لاينسي فيها الانسان ابدا مشاركة الآخرين‏..‏ وهل هناك لحظة أكثر شراسة من الحرب والموت والدمار لكي يشعر المصريون في العراق بأن هناك وطنا يشاركهم محنتهم وان هناك شعبا يسأل عنهم؟‏.‏ إن السؤال هنا ليس مجرد واجب ولكنه مسئولية يجب أن يتحملها الوطن ممثلا في حكومته وشعبه معا‏.‏

علي الرغم من عشرات الرسائل والتعقيبات والمراثي التي وصلتني طوال هذا الأسبوع حول أبنائنا في العراق فإن هناك أشياء انتظرتها ولم تحدث‏..‏ وتوقفت عندها كثيرا ومازالت تطرح أكثر من سؤال‏:‏

‏*‏ انتظرت شيئا عن أعداد المصريين في العراق وأماكن إقامتهم‏,‏ وحتي عناوين سكنهم لأن هذا واجب الحكومات والأجهزة المسئولة ألا تلقي بالناس خارج أوطانهم ولا تعرف عنهم شيئا‏..‏ وتصبح مسئولية أكبر إذا أدركنا أن هؤلاء الناس الذين سافروا الي العراق منذ سنوات بعيدة ذهبوا في ظل اتفاقيات بين حكومات ورؤساء وهيئات وهذا يعني أن أماكنهم معروفة‏..‏ وأن هناك من الضمانات مايوفر لهم حياة كريمة‏..‏ يضاف لذلك جانب أهم وهو أن معظم هؤلاء المهاجرين من بسطاء مصر ومن أبناء ريفه العريق ومنهم من لايقرأ ولايكتب‏..‏ ومنهم من لم يسافر ابدا في حياته‏..‏

وهنا أعود إلي دور الأجهزة المسئولة عن هذا الجانب‏..‏ وأتساءل‏:‏ أين مايسمي وزارة القوي العاملة والهجرة بمبانيها ووزيرها ووكلاء الوزارة فيها؟ وماهو دور مثل هذه الوزارة اذا لم تعرف شيئا عن المواطنين المصريين الذين يواجهون الآن ظروفا صعبة في العراق؟ وهنا أيضا اتساءل‏:‏ ماهو دور وزارة الخارجية في مثل هذه الحالات وهي قادرة بثقلها وعلاقاتها أن تعرف الكثير‏..‏ وأن تصل أيضا للكثير؟‏!..‏

‏*‏ اذا كان المسئولون في الحكومة لم يواجهوا هذه المحنة ولم يتخذوا فيها الموقف والقرار المناسبين فأين فئات الشعب المصري وأين دوره في السؤال عن أبنائه؟‏!..‏ أين النقابات المهنية التي ترفع لافتات الانتماء والولاء وحقوق الانسان والحريات وترفع القضايا هنا وهناك؟‏..‏ أين نقابات الأطباء والمحامين والصحفيين والفنانين والمثقفين والكتاب ؟ لقد ذهب الآلاف من هؤلاء إلي بغداد عشرات المرات لحضور الاحتفالات والندوات والمؤتمرات‏..‏ ألا يستحق المصريون في العراق أن يذهب وفد من كل هذه الوفود ويسأل عنهم؟‏..‏ لقد ذهبت في الأيام الأخيرة وفودا مختلفة الي الكويت ودول الخليج لتشارك في الندوات والمؤتمرات واللقاءات التليفزيونية‏..‏ ألم يتحرك ضمير أحد من هؤلاء جميعا لكي يتجه الي بغداد‏..‏ والأمر الغريب جدا أن التغطية الصحفية والاعلامية كانت تتحدث عن كل شيء في العراق وتتجاهل تماما أحوال المصريين هناك‏..‏ وهذا أمر غريب ومريب ومخجل‏.‏

‏*‏ اذا كانت الحرب في العراق قد انتهت فإن الأخطر من الحرب الآن هو حالة الانفلات الأمني التي يعيشها الشارع العراقي ولاشك أن هناك مايؤكد أن المصريين يتعرضون حاليا لظروف معيشية صعبة‏..‏ إنهم لايجدون اعمالهم‏...‏ ولايصرفون رواتبهم‏..‏ ولايجدون الحماية في أي مكان‏..‏ وهناك اعتقاد خاطيء بأن مصدر الحماية للمصريين في العراق كان يتمثل في صدام حسين شخصيا‏..‏ ولعل ذلك يفتح الآن أبوابا كثيرة في ظل غياب الأمن لتصفية الحسابات والانتقام والسرقة والنهب‏,‏ خاصة ان ذلك كله يحدث بين أبناء الشعب الواحد وليس مع الغرباء‏..‏ إن العراقيين انفسهم يعانون الآن غياب الحماية‏,‏ فماذا سيحدث للمصريين؟‏!..‏ هناك اعتداءات شرسة علي أرواح المصريين ولدي وزارة الخارجية المصرية معلومات تؤكد ذلك‏..‏ وهناك مظاهرات هتفت ضد المصريين‏..‏ وهناك اعمال نهب شاملة‏..‏ فمازالت بقايا الجثث في الشوارع‏..‏ ومازالت عمليات القتل كل يوم‏..‏ ومازال شبح الموت يخيم علي كل شيء‏!‏

وهنا يمكن ان نسمع هذا السؤال‏..‏ وماذا تفعل حكومة مصر تجاه ذلك كله ؟ والإجابة‏..‏ ليس من مسئوليتنا أن نقول للحكومة‏,‏ ماذا تفعل‏..‏ ولكنها ينبغي ان تفعل ولديها عشرات الوسائل والاتصالات والعلاقات الدولية التي تستطيع من خلالها ان تؤمن حياة المصريين في العراق‏..‏

اعلم ان رجوعهم كارثة‏..‏ وان بقاءهم هناك مأساة‏..‏ ولكن متي كانت الأوطان تتبرأ من أبنائها حتي ولو صاروا عبئا عليها ؟‏!!‏

‏*‏ للمصريين في العراق ممتلكات وسط هذه الخرائب‏..‏ هناك مشروعات ومحال ومطاعم وبيوت‏..‏ ومقاه‏..‏ وهناك أيضا اطفال وابناء سواء كانوا من امهات عراقيات أو مصريات‏,‏ فهل ستضيع حقوق هؤلاء ؟‏..‏ وهل في استطاعة مثل هؤلاء البسطاء أن يطالبوا بحقوقهم وسط هذا الخراب؟‏!‏ ومن يسمع لهم الآن ؟‏..‏ ولكن هنا يكون موقف الحكومات التي تستطيع أن تحدد ممتلكات مواطنيها ورواتبهم وحصاد أعمارهم وتتفاوض بشأنها مع أي جهة مسئولة‏..‏ وهذا يتطلب ان تتدخل الأجهزة المسئولة في القاهرة لأن هؤلاء الذين يطاردهم الموت في العراق لايستطيعون الخروج من بيوتهم‏..‏ فكيف يطالبون بالحقوق؟‏!..‏ إن مثل هذه الاجراءات تحتاج إلي جهات مسئولة تدافع عن حقوق أبنائها‏.‏

‏*‏ إننا نعلم أن أعدادا كبيرة من المصريين كانت تعمل في الجيش العراقي ولابد ان نعرف مصير هؤلاء‏..‏ هناك الجنود‏..‏ والخبراء‏..‏ والعلماء‏..‏ والفنيون ومنهم من قضي سنوات طويلة من حياته هناك ويجب أن تسعي الحكومة لمعرفة مصير من بقي منهم أو من رحل‏..‏ إن في مصر الآن آلاف الأسر التي لاتعرف شيئا عن أبنائها في العراق وأبسط واجبات الإنسانية أن تطمئن الدولة هؤلاء الناس‏..‏

لقد أصبح من الصعب جدا دخول العراق الآن لأن القوات الامريكية تمنع ذلك‏,‏ ولهذا فإن القضية تحتاج إلي إجراءات رسمية بين مصر الدولة والادارة الامريكية المحتلة‏..‏ وهنا يجب أن تتحرك النقابات المهنية وترسل وفودا رسمية معلنة الي العراق للاطمئنان علي أحوال المصريين هناك‏..‏ لقد تلقيت رسالة من د‏.‏ عصمت الميرغني رئيسة اتحاد المحامين الأفروآسيوي لحقوق الانسان والأستاذ مجدي الشرقاوي رئيس مجلس ادارة جمعية البيئة العربية‏,‏ وقد أصدرت هذه الجهات بيانات تطالب بضرورة اتخاذ اجراءات سريعة لحماية أبنائنا في العراق‏..‏ وقالت د‏.‏ نورة محمود في رسالة لها‏:‏ ان الدول العربية تسعي الآن للحصول علي ضمانات من الأمم المتحدة لتأمين مستحقاتها لدي الحكومة العراقية السابقة وإن في مصر‏80‏ شركة خاصة لها مستحقات في العراق‏..‏

إن الجميع يتنافس الآن علي مشروعات اعادة اعمار العراق‏,‏ ورجال الأعمال عندنا يسعون لذلك بكل الوسائل فهل يمكن أن تكون المنافسة لانقاذ ارواح المصريين هناك؟‏!.‏

ولاأدري ألم يكن من الواجب ان يتحرك وفد شعبي مصري من مجلسي الشعب والشوري ويتجه الي بغداد للاطمئنان علي أحوال المصريين‏..‏ قد يري البعض أن في ذلك مخاطرة ومخاطر علي حياة أعضاء المجلس الموقر‏..‏ ولكنها في الحقيقة مسئولية وطنية لاينبغي ان تمنعها ظروف أو مخاطر‏..‏ ولا أدري اين نقابة الاطباء التي كانت ترسل الوفود الي الأراضي العراقية في زمان مضي؟‏!..‏ وأين نقابة المحامين؟‏!..‏ وأين الفنانون الذين قدموا المسرحيات وأقاموا الحفلات وزاروا بغداد عشرات بل مئات المرات؟ ألا يحتاج بسطاء مصر الذين سكنوا العراق وفدا فنيا أو طبيا أو ثقافيا يبحث عنهم بين أطلال الوطن المحترق ؟

اعرف ان مشكلاتنا تلهينا الآن عن أشياء كثيرة ابتداء بسعر صرف الدولار وتعويمه وانتهاء بقانون البنوك والهاربين بأموال الشعب وخروج الأهلي من الدوري والزمالك من الكأس‏..‏ وأعلم ان القنوات الفضائية تغرقنا كل يوم علي امتداد الساحة العربية بسيل من الأغاني الراقصة التي تدخل بنا كل ليلة في غيبوبة لذيذة‏..‏ وأعلم أن كل مواطن في مصر الآن غارق حتي أذنيه في امتحانات الثانوية العامة والدروس الخصوصية وفاتورة المحمول والشبكة الثالثة الجديدة وآخر موجات الأغنية الشبابية‏..‏ ولكن برغم كل هذه الشواغل والمسئوليات والمهام الجسيمة يبقي إحساس مرير في الضمير أن ملايين المصريين في العراق لايجدون طعاما ولا أمنا ولا حماية‏..‏ وأن واجبنا حكومة وشعبا أن نحميهم‏!‏

وإذا كانت الحكومة مشغولة بمشكلات الناس‏..‏ فأين وفود الحزب الوطني وبقية الأحزاب المصرية العريقة؟‏!..‏ المشكلة الأخطر أن المصريين في العراق لم يعد لديهم أرصدة دولارية أو غير دولارية لكي يقوموا بتحويلها إلي مصر لمواجهة أزمة الحكومة مع الدولار‏.‏ وربما ومن أجل ذلك لن يسأل عنهم أحد‏!.‏

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=OP...N1.HTM&DID=7806

علي امتداد الاسابيع الماضية اقتربت من قضية انسانية ووطنية خطيرة هي أحوال ابنائنا في العراق‏,‏ وحاولت أن انبه الجميع شعبا وحكومة الي ظروف معيشية وحياتية صعبة يعانيها هؤلاء ما بين الغربة‏..‏ والموت‏..‏ والدمار فهي ثلاثية لانستطيع نحن في مكاتبنا المكيفة ان نتخيل حجم المعاناة فيها أمام مناخ متوحش وصلت درجة الحرارة فيه الي اكثر من‏50‏ درجة مئوية‏.‏ حيث لاماء ولاكهرباء ولا أمن ولاحماية‏.‏

وما بين مشاهد الرعب والقتل التي تشهدها المدن العراقية‏..‏ وما بين مطاردات ودبابات وصواريخ يرتجف آلاف الأبناء ممن رحلوا عن أرض الكنانة سواء من صعيدها الحزين‏..‏ أو ريفها الغاضب‏..‏

وفي قرانا ومدننا الآن آلاف الأسر الحزينة التي لم تعرف حتي الآن شيئا عن مصير أبنائها الغامض حيث لاخطابات‏..‏ ولا اتصالات‏..‏ ولامسئول يكلف نفسه مشقة السؤال لدي من يملكون الاجابة لكي يقول لنا شيئا أي شيء‏.‏

لا اعتقد انني راض عن رد الفعل حول قضية ابنائنا في العراق ولكنني اشعر مع الكثيرين غيري بمرارة التجاهل وغياب الاحساس بالمسئولية تجاه اناس لاحول لهم الآن ولاقوة‏..‏ انهم غرباء‏..‏ في وطن محتل‏..‏ وامام عدو غاشم‏..‏ وظروف اقتصادية و إنسانية غاية في القسوة‏..‏

وامام حالة اللامبالاة التي واجهنا بها هذا الواقع المؤلم لأخوة لنا فرضت عليهم الظروف تجربة مريرة أجد نفسي أطرح مجموعة تساؤلات ربما لاتخص هذه القضية وحدها ولكنها تتعلق بأسلوب حياتنا وطريقة تفكيرنا ومواجهتنا للأزمات‏:‏

‏*‏ السؤال الأول الذي ينبغي أن نجيب عنه‏:‏ ما هي جدوي الكتابة‏..‏ وما هي العلاقة التي ينبغي ان تحكم صاحب القلم وصاحب القرار‏..‏ ان للقلم رسالة‏..‏ وللمسئولية واجبات وحدودا‏..‏ وينبغي ان تبقي العلاقة بينهما علاقة تفاعل وتجاوب وحوار‏..‏ اما اذا تحولت الي حوار من طرف واحد‏..‏ فإنها تفقد كل جوانب تأثيرها بل تفتقد اهمية وقيمة وجودها‏...‏

‏*‏ السؤال الثاني حول معني المواطنة‏..‏ وهل هي مجرد جواز سفر أو بطاقة شخصية تحمل اسم بلد وعنوان بيت وفصيلة دم وديانة‏..‏ أم أنها التزام مشترك بين إنسان ووطن‏..‏ إنسان يعطي العمر والصحة والولاء والانتماء بكل ألوانه‏..‏ ووطن لايكون مثل الأب الذي اعتاد أن يفرق بين أبنائه فيغدق علي هذا ويقتر علي ذاك ان لابنائنا في العراق الحقوق نفسها التي يتمتع بها كل مسئول يرتدي أغلي الثياب ويركب أحدث السيارات ويقيم الاحتفالات ويعيش حياة الاثرياء وكل هذا من مال الشعب‏..‏ إن الوطن الحقيقي هو الذي يعرف المسئولية تجاه أبنائه‏..‏ ولأن معظم المصريين في العراق من بسطاء مصر وفقرائها فلم يسأل عنهم أحد‏..‏

وهؤلاء الذين يموتون في بغداد الآن من سلالات ضحايا قطار الصعيد‏..‏ وسكان المقابر والعشوائيات ولافرق بين ان يموتوا هنا أو يموتوا في العراق‏.‏

‏*‏ السؤال الثالث عن حالة الانقطاع التام بيننا كشعب‏..‏ لقد تقطعت كل جسور التواصل بيننا فلم يعد هناك شيء اسمه الرحمة‏..‏ ولم تعد هناك مشاعر اسمها المشاركة‏..‏ واختفي شيء جميل اسمه الحوار‏..‏ لا أحد يعرف شيئا عن الآخر‏,‏ قليلا ما يسأل الانسان عن جاره المريض أو صديقه المسافر أو أبنائه المحتاجين‏..‏ يحدث هذا في مصر فهل يمكن ان نسأل عن المصريين في العراق‏..‏ ان بعض المسئولين غارقون في مشكلات كثيرة تبدأ بالذين هربوا بأموال البنوك من رجال الأعمال وتنتهي بصفقة لتصدير مليون حمار من مصر إلي الصين ضمن خطة تشجيع الصادرات المصرية للأسواق العالمية ولم نجد في مصر المحروسة سلعا لكي نصدرها للصين غير الحمير‏,‏ لعل ذلك يحل أزمة الدولار ويرفع من قيمة الجنيه المصري ويواجه مشكلات الاقتصاد القومي‏.‏ كما ان الناس غارقون في تفاهات الحياة اليومية وما بين التفاهات وتصدير الحمير للخارج خسرنا اشياء كثيرة‏.‏

ان غياب التواصل في القضايا والمشاعر والافكار يمثل أسوأ حالات اللامبالاة التي نعيشها الآن‏..‏

‏*‏ السؤال الرابع‏:‏ الي متي سنبقي عبيدا للسيرك السياسي الذي يحاول ان يسيطر علي كل جوانب حياتنا‏..‏ والي متي سوف نضع كل ظروفنا الحياتية تحت رحمة العلاقات الدولية التي تتسلل الآن الي أخص خصائصنا وربما وجدناها في غرف نومنا‏..‏ لقد سمحنا للآخرين بأن يتدخلوا في كل شيء في حياتنا ابتداء بسعر الدولار وانتهاء بالأغاني والأفلام ومع الوقت نفقد كل يوم خصوصيتنا ومقدراتنا‏.‏ لقد صمت الجميع علي ما حدث في العراق امام ضغوط دولية؟‏..‏ فهل ننسي ان لنا ابناء في العراق وهل ننسي دماءنا التي مازالت تتدفق هناك ؟‏..‏ وهل يمكن ان تنسينا علاقاتنا الدولية مهما كانت حساباتها مسئولياتنا كوطن تجاه ابنائه؟‏.‏

‏*‏ السؤال الخامس عن أولويات حياتنا الآن سواء في اهتماماتنا كشعب أو في قراراتنا كمسئولين‏..‏ من احق بالأولوية الآن مهرجانات وحفلات ومناسبات أم ملايين من ابنائنا يواجهون الموت في ظروف صعبة‏..‏ من الأحق بملايين الدولارات التي تنفقها حكومتنا الرشيدة‏..‏ المهرجانات ام ملايين الجوعي في بلاد الرافدين من ابنائنا ؟‏!..‏

وفي سجل الأولويات ايضا‏..‏ هل تسافر الوفود من المجالس النيابية والنقابات والمسئولين الي بلاد اوروبا في رحلات صيفية أم تسأل عن دماء ابنائنا التي تتدفق كل يوم في صحاري العراق ؟‏..‏ وأيهما احق بالسؤال‏..‏ لصوص البنوك من رجال الأعمال الهاربين الذين نرسل اليهم كل يوم المشاعر الحارة لعلهم يعودون أم بسطاء صعيد مصر من الفلاحين الذين كانوا يحولون لخزانة الدولة رواتبهم الصغيرة بالدولار سنوات طويلة لنوفر بها طعام أبنائنا‏..‏؟ ان مدخرات هؤلاء البسطاء هي التي سرقها رجال الاعمال وطاروا بها لبنوك أوروبا‏.‏

أن هناك خللا رهيبا في اولويات حياتنا‏..‏ في سلوكياتنا كأفراد‏..‏ وفي سياستنا كحكومة‏..‏

‏*‏ السؤال السادس‏:‏ متي نشعر بأبنائنا في الخارج وليس فقط في العراق‏..‏ ان ماحدث للمصريين في العراق ظرف استثنائي كان يتطلب قرارات حاسمة لم تصدر‏..‏ ومواقف انسانية تخلينا عنها‏..‏ ومشاعر وطنية يبدو انها انسحبت من حياتنا‏,‏ ولكن ملايين المصريين يعانون الآن ظروفا صعبة في مناطق كثيرة لاحرب فيها ولادمار ولاقوات اجنبية‏..‏ انهم يعملون ولايحصلون علي رواتبهم‏..‏ انهم احرار ولكنهم مسجونون في ظل إجراءات غاية في التعسف‏,‏ حيث لايستطيع واحد منهم ان يستعيد جواز سفره الذي يحتفظ به الكفيل‏..‏ انهم لايجدون سفارة تسأل عنهم أو قنصلية تطالب بحقوقهم‏..‏ وللأسف الشديد ان ذلك لاينطبق علي من سافروا بعيدا عن الاتفاقيات الحكومية ولكنه يحدث مع اشخاص تعاقدوا للعمل في ظل اتفاقيات بين دولتين‏..‏ وحتي هذه الاتفاقات لاتحترم‏!‏

ولابد أن نعترف بأن إهمال حكومتنا في السؤال والمتابعة والبحث عن حقوق المصريين في الخارج قد اغري الآخرين بسوء معاملتهم وابتزازهم والسطو علي حقوقهم‏..‏ ومن هنا ينبغي أن نبحث عن أسلوب إداري مسئول يعمل بروح اكثر حرصا واكثر إحساسا بالمسئولية تجاه ابنائنا في الخارج‏..‏

‏*‏ السؤال الأخير‏:‏ هل يمكن أن نكون أكثر جدية وأكثر إيجابية في التعامل مع قضايا الناس خاصة البسطاء منهم والذين لايملكون القدرة علي الصخب والضجيج والصوت العالي‏..‏ هل يمكن أن يجد بسطاء الناس طريقهم علي قائمة أولويات حياتنا أم أننا نعيش الآن في مجتمع يأكل بعضه بعضا وأصبحت الحيتان فيه أكثر شراسة لأنها لاتجد من يردعها‏..‏ لم يكن بين ركاب الدرجة الثالثة في قطار الصعيد حوت كبير ولهذا احترق‏..‏ ولم يكن بين العمال والفلاحين والبسطاء الغلابة من المصريين في العراق شخص مهم ولهذا لم يسأل أحد‏..‏ ولو كان بينهم لاعب كرة أو مطرب شبابي أو مسئول أو راقصة نصف مشهورة لتغير الحال وذهبت الوفود الرسمية وحدثت الاتصالات للاطمئنان علي ثروة مصر القومية‏!.‏

في هذه المحنة لم يحاول أحد أن يسأل عن أبنائنا في العراق ولكنني أتوقع أن يتجدد السؤال وأن تسافر الوفود وتتدفق الرسائل إذا استقرت الأحوال في العراق مرة أخري وعادت الدولارات تسكن جيوب المصريين هناك‏..‏ ساعتها سوف يرسل البنك المركزي وفودا لجمع المدخرات‏..‏ وسوف تستقبلهم الجمارك بالهتافات وهم يدفعون‏..‏ وسوف نطالبهم بضريبة المبيعات عن كل يوم عذاب عاشوه في بلاد الرافدين‏..‏

هل هناك أسوأ من هذه الصورة بين مواطن‏..‏ ووطنه‏..‏؟‏!‏

العنوان من عندي طبعا...

يفضح الشاعر المصري البارز كبار المسئولين و الموفكرين من أمثال صاصا بيه و فصيلة الضقاترة و كبار من صدعونا قبل و أثناء حرب احتلال العراق وتجار السياسة و الفن و الأدب...و موقفهم من المواطنين المصريين في العراق و كيف خذلوهم لمجرد أنهم لم يعودوا قادرين على تحويل الدولارات للوطن الأم!

وكما قال الشاعر:

رأيت الناس قد طاروا

إلى من عنده دولار(و)

و من لا عنده دولار(و)

فعنه الناس قد غاروا!

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

إنني أتساءل بمنتهى الحزن.. 

هل هناك قضايا أهم من مجرد زيارة أي مسئول مصري للإطمئنان على أحوال 2.5 مليون مصري مازالوا بالعراق بين قوات المارينز‏ والدبابات الإنجليزية وبقايا حزب البعث وعمليات القتل والاغتيال؟ 

ما هو سبب وجود وزارة لشئون الهجرة‏و المصريين بالخارج وهل تعرف شيئا عن المصريين بالخارج؟ 

ما هو سند المصري خارج بلده؟ 

ما هي أبسط حقوق المواطنة؟ 

هل المصري ليس له قيمة إلى هذا الحد؟ 

أرجوكم‏..‏ اسألوا عن المصريين في العراق وماذا بقي منهم

http://www.egyptiantalks.org/bforums/viewt...opic.php?t=6613

رابط هذا التعليق
شارك

سؤال

ما هو سبب وجود وزارة لشئون الهجرة‏و المصريين بالخارج

وهل تعرف شيئا عن المصريين بالخارج ؟

جواب

1- وجود وزارة لشؤون الهجرة والمصريين بالخارج .. هو للاهتمام بالمهاجرين المصريين داخل مصر .

2 - الوزارة تعرب دبة النملة عن المصريين بالخارج من خلال الصحف والقنوات الفضائية وما أكثرها هذه الأيام

3 - وجود مثل هذه الوزارة مهم جدا لتنشيط السوق الحرة بالمطار للعائدين من الخارج

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...