اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ثقلفة الفعل القبيح فى مصر


الأفوكاتو

Recommended Posts

من إيلاف,........ عن صوت الأمة

ثقافةالفعل القبيح في مصر !

الثلاثاء 01 يوليو 2003 05:55

نبيل عمر

هل ضاع بعض من قيمنا الجميلة أم ضاعت كلها أم أكثرها تأثيرا؟!

ما رأيك لو رأيت فتاة ليل محترفة تتأنق وتتصرف "بغطرسة" وتمد يدها لكل من يقابلها ليقبلها وينحني لها؟!

وماذا تقول لو وجدتها تفتينا في الشرف والأخلاق وما يجب أن نعمله أو لا نعمله وحولها كبار رجال الدولة؟!..

وكيف يكون الحال لو استجابت حرائر المجتمع الرفيع إلى حفل خاص فيذهبن جميعا إليها ينصتن باهتمام لحكاياتها؟!

انظر حولك، راقب ما يجري في الشارع، في النادي، في المؤسسة، في الجامعة، في الوزارة، في مجلس الشعب، في قاعة المحكمة، في دواوين العمل، في الأسواق، في النقابات، وأجب لي عن سؤال مثل شعلة من النيران المتقدة يكاد يحرقنا جميعا: لماذا يتصرف هؤلاء الذين يرتكبون "العيب" بكل هذا القدر من الوقاحة؟!..ولماذا أصلا نسكت لهم؟!..وكيف نفسح لهم مكانة رفيعة بيننا، بل أحيانا ندفع بهم إلى منصة القيادة؟!..هل فقدنا الرشد والرشاد أم صرنا كائنات بهيمية: الأكل والمرعي والثروة والغرائز هي مصدر قيمنا الآن؟!

لاحظ كل ما يقع تحت بصرك..من يسب بألفاظ غاية في البذاءة والانحطاط، من يعترف في جلساته الخاصة بأنه يلفق قضايا في منتهى السفالة، من يمارس البلطجة علنا، من ينتهك حرمات الناس، من يسطو على المال العام، من يتربح من "مكانته" مسئولا في وزارة أو حزب أو هيئة، من يستغل نفوذه ويمضغ القانون ويبلعه، من يغتال شرف الآخرين، من يقبل الانحناء للصعود على جثث الشرفاء، من يختلس قوت الغلابة، من يسرق عمل الآخر وجهده وعرقه، من يدير مؤسسته كما لو كانت وقفا له وينهبها بعشرات الحيل القانونية..من.. ومن.. ومن!

وحاول أن تجد ما هي أبرز صفة بينهم جميعا..

ما السمة التي تجمعهم وتعبر عن "وحدة" الفعل القبيح فيهم؟!

إنها الوقاحة المفرطة..وانعدام الكرامة مثل عاهرة تستعرض مفاتنها في قلة الأدب على قارعة الطريق!

لكن..ثمة ما هو أخطر..وأبشع..وأكثر مرارة!

إذا لم تصدق..راقب أيضا كيف نتعامل مع هذه النوعية من البشر الذين تكاد تصرفاتهم تفتقد أبسط صفات الإنسان وأنبلها وهو"الحياء"!

هذا هي المصيبة الكبرى التي ضربتنا في مقتل..

هذا هو مستنقع الأوحال الذي سقطنا فيه بلا حراك..

لا أريد أن أكرر عليكم حكاية محمد عبد العال رئيس حزب العدالة الاجتماعية مثالا لما وصلنا إليه من انحدار وترهل، فمحمد عبد العال ليس حالة فردية ولا شاذة وجدناها فجأة على أكتافنا أو في صدارة حياتنا العامة: صحافة وحزب ومجلس شورى وهيئات عامة وجمعيات، فهو مجرد نموذج له أكثر من ألف وجه وألف اسم منتشر في كل مكان، لكن عبد العال النموذج الأسهل الذي يمكن أن نتعرض له ونحن آمنون ومحصنون بحكم قضائي ضده بعشر سنوات سجن، قالت المحكمة في حيثياته ما قاله مالك في الخمر!

وحين نطل فعلا من نافذة أوسع سنجد السيد عبد العال بالصوت والصورة وربما بالتفاصيل مع "أنماط" كثيرة تتحرك أمامنا وتذكرها صحفنا في عناوينها ويسمح لها التليفزيون باقتحام بيوتنا، وتتزوج منها عائلات عريقة كانت لا تسمح في الماضي أن تتردد أسمائها مجرد التردد داخل بيوتهم!

أي أن عبد العال هو مجرد العنوان الذي سقط في قبضة القانون حتى الآن، الطعم الحي المعلق في صنارة صيد مدلاة في مياه عميقة تسبح بها الآلاف من أسماك القرش البشرية..نستسلم لها ونبجلها وننحني لها..

فماذا جرى لنا؟!

بالطبع هذه الحالات وغيرها لا يخلو منها مجتمع إنساني في أي بقعة على ظهر الأرض، لأن أي نشاط إنساني له عوادم وملوثات، قد ترتفع أو تقل نسبة السموم فيها من أفعال مشينة حسب "ماكينة المجتمع" المسماة النظام السياسي وقدرتها على صناعة فلاتر تمتص أكبر قدر من هذه السموم، فلا يتسرب منها إلا القليل الذي لا يفسد حياة الجماعة أو يلوث نهر القيم فيها أو يعطل حركتها للتطور أو يقطع الطريق على نموها المتواصل!

لكن أحيانا لا يستطيع المجتمع أن ينزل العقاب القانوني على من يكسر إشارات المرور الحمراء فيه، لأنه يرتكب تلك الأفعال القبيحة ببراعة تمكنه من النفاذ من شبكة التنقية القانونية!

هنا تحل قيم المجتمع في العقاب محل القانون، وتصبح هي سيفه الذي يضرب به ودرعه التي

تصد هجوم السفلة الأذكياء أو المتواطئين مع السلطة، فقيم المجتمع تتسع لما يحويه القانون من ضوابط وعقوبات ولما يحفظه التراث من أعراف وتقاليد وعلاقات هي بمثابة جهاز مناعي إضافي يحصن به نفسه ضد فيروس هؤلاء السفلة!

فماذا يفعل تجاه أي واحد من هؤلاء السفلة؟!

أولا..هو يحترم القانون ويلتزم به بالرغم من فشل نظام العدالة في القصاص منه، لكنه يعزله عن حياته!

ثانيا.. فرض عقاب جماعي وفردي عليه، بقطع الاتصالات معه، ولا يشركه في أي نشاط اجتماعي مهما كان، وإذا تورط مسئول أو محافظ أو وزير أو رئيس وزراء في علاقة معه سرا السر أو علنا تشن أدوات الاتصال من صحافة وإذاعة وتليفزيون حملة شعواء على هؤلاء المتورطين في صلة مع "مشبوه" حتى لو لم يكن مدانا!

ثالثا..التصدي له في أي عمل عام كالترشيح لعضوية ناد كبير أو مجلس محلي أو برلمان أو إدارة حزب!

باختصار..يقيم المجتمع صحيح البدن والعقل أسوارا غير مرئية يسجن فيها هؤلاء الذين يرتكبون الأفعال المشينة المجرمة وغير المجرمة ولا يطولهم القانون، يحبسهم في سجون اجتماعية هو الحارس عليها ومديرها، فيضمن أن التلوث الذي صنعوه لن يتوسع ويصير "نموذجا" للنجاح السافل يمشي على دربه آخرون ويقلدونه، فيفقد المجتمع أهم قيمه على الإطلاق!

لكن..ماذا نجد عندنا؟!

العكس تماما..

منذ سنوات افتتحت نجمة سينمائية شهيرة شقة فاخرة جديدة لها، ودعت إليها صفوة من الفنانين والسينمائيين ونجوم المجتمع وأخذت تتحدث بفخر شديد عن أثاثها المستورد والتحف المتناثرة هنا وهناك، وأسعار كل قطعة، وكان نجما سينمائيا شهيرا يقف مع جمع من الأصدقاء راح يحسب وراءها، فقال: لقد وصلنا إلى سبعة ملايين جنيه!

فرد آخر: من أين لك هذا؟!

فقال ثالث: من الفن!

فضحك رابع ساخرا: هو الفن يجيب كل هذه الملايين!

كانت هذه الفنانة على علاقة برجل أعمال هو هارب الآن إلى الخارج، وكانت متزوجة عرفيا قبلها مع رجل أعمال آخر..كانت الحكاية مشاعة ولا تخلو منها جلسة نميمة فنية أو بين رجال الأعمال!

وأقول إن هذه الفنانة حرة في حياتها..لكن أن تفعل بوقاحة ما يجعل المجتمع يسأل وينم ويتندر فهذا عيب، لكن العيب الأعظم هو ما صنعه ضيوفها بأن قبلوا الدعوة وهم يظنون أنهم ذاهبون للتندر والتريقة، بينما هم بذهابهم أضافوا شرعية غير مقصودة على وقاحتها!

واذكر أن وزيرا سياديا مرموقا قبل دعوة فرح من نائب في مجلس الشعب أقل الصفات التي يمكن أن نلصقها به أنه "بلطجي"، والكل يعرف تاريخه "الرائع" من أول السب والقذف إلي خيانة الأمانة، وحضر الحفل وأخذت له صورا تذكارية ثم أمر ألا تنشر الصور أو تذاع، حتى ينأى باسمه وهيبته عن صاحب الدعوى..

فلماذا ذهب أصلا إلى الحفل؟!

سؤال يصعب الإجابة عليه..

لكن ماذا نقول عن زواج بين ابنة وزير سابق كان مرموقا من أبن رجل أعمال تاجر سلاح، أو قبول عائلات ورجال كبار في المقام أن يسافروا إلى باريس بطائرة خاصة لحضور حفل زواج طرفه ابنة سيدة أعمال هاربة من العدالة!

كنا في الماضي القريب لا نسمح لمن يرتكب فعلا شائنا أن يفر بفعلته من الناحية الاجتماعية، أما الآن فنحن نسلم له قيادنا!

يبدو أن الفساد ورجالة نجحوا في "صناعة" تطبيع بينهم وبين المجتمع، فلم نعد نعرف العيب ولا نبتعد عمن يرتكبه، بل نقترب منه ونخشاه ونخلع له القبعة، فثقافة الفاسدة كسبت ثقافة النزاهة، وثقافة السفالة كسبت ثقافة الأدب الرفيع بالضربة القضية الفنية!

وأظن أن هذه أكبر كوارثنا..فهل يمكن لكل واحد فينا عندما يقابل أي واحد من السفلة واللصوص والمرتشين أن يبتعد عنه ولا يحدثه ويعزله، لعل نظامنا العام ينصلح وتعود غلينا بعض القيم النبيلة!(عن "صوت الأمة" المصرية)

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

نعم فقدت الكلمات معناها بعدما استهلكت فى إستخدامها فى غير محلها .. حالة عامة من فقدان الثقة وإختلاط المعايير ..

عموماً نبيل عمر كاتب صحفى متميز ومحترم

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

لكن صوت الأمة مش بهذا الإحترام .... في عدد من أعدادها الأخيرة وقع نظري عليها .... صورة للأخت إليسا قد كده ... و مفيش داعي نوصف ... عموما الصورة مع الكلام في جرنال واحدة ... ديه حالة جديدة من الشيزوفرينيا ...

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      تمادت السيدة الجميلة فى التقاط الصور مغترة بجمال جسدها الممشوق وشعرها القانى المنسدل على وجنتيها وقد تفننت فى عرض الصفحة
    • 0
      قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن إطلاق سراح الناشطة السعودية لجين الهذلول هو الفعل الصحيح للقيام به، مؤكداً أنها أخبار مرحب بها. كما عقّب بايدن على الانقلاب العسكري في ميانمار، مشيراً إلى أنهم اتخذوا خطوات لفرض عقوبات على المسؤولين. View the full article
    • 0
      مع استمرار طرح لقاح فيروس كورونا، نتعلم المزيد عن الآثار الجانبية المحتملة بعد أي من الجرعتين. يعاني بعض المرضى من أعراض الإنفلونزا والطفح الجلدي بينما لا يعاني البعض من أي أعراض على الإطلاق. View the full article
    • 10
      تملك شقة بسعر معقول هو حلم يسعى إليه الملايين... خصوصا مع تردى الأوضاع الاقتصادية التى يعانى من آثارها الجميع ... وبما أنه حلم صعب المنال للغالبية ... فقد أصبح من السهل أن تداعب أحلامهم وتوهمهم أن بإمكانهم امتلاك شقق سكنية ومصيفية بأقل الأسعار ... كل ما عليك فعله هو عمل دعاية مكثفة على شاشات القنوات الفضائية مستخدما بعض المشاهير لاتخلو من وعود هلامية لمشاريع سكنية لا زالت فى علم الغيب .. مع وضع ماكيتات داخل الإعلان لنماذج مبانى تخطف الأنظار... حتى يتصور المقبلون على الشراء أنهم سيعيشون فى مثي
    • 3
      كمسلم .. لا يسعنا سوى القول رحمه الله لكن التاريخ لن ينسى شيئاً فلم يسئ أحد لدينه وأمته ووطنه كما فعل بن لادن فبقدر ما اساء لنا نحن السعوديين فهو أجرم قبل كل شيء بحق الاسلام والمسلمين في كل أرض . وما جرّه على العرب من الكره والعنصرية والاشتباه يحتاج لسنوات طويلة حتى يرمم وتنظف الصورة من دنس ما علق بها من دماء الابرياء التي سفكت باسم الاسلام والاسلام من هذه الوحشية براء يبقى التوقيت ليس التوقيت بالأمر الهين عند الامريكين ..( الانتخابات قريبة ) ـ فغني عن القول أنهم يعرفون جيدا مكان بن لادن
×
×
  • أضف...