اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الرنتيسي بعد الشفاء: الحمد لله


Recommended Posts

الحمد لله

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

اللهم لك الحمد على النجاة كما كنت سأحمدك على الشهادة ، فالنجاة من المؤامرة لها آثارها الهامة :

لقد كشفت للعالم حقيقة هؤلاء القتلة من الصهاينة اليهود ، وإن كانت حقيقتهم الدموية لا تخفى إلا على البسطاء من المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ ولم يتدبّروا القرآن ، أو على تلك الشعوب من غير المسلمين التي يقودها قادة من المتصهينين فلا يرون الأمور إلا بالعين الصهيونية .

لقد كشفت هذه العملية أيضاً عجز الجانب الأمريكي أو قل تواطؤه مع ما يمارسه الصهاينة من إرهاب ضد الشعب الفلسطيني ، وإن كان هذا الأمر أيضاً لم يكن خافياً إلا على البسطاء ، ولا يتنكّر لحقيقته من غير البسطاء إلا المتأمركين الذين أعمتهم مصالحهم الشخصية عن رؤية الحقيقة .

لقد بيّنت هذه العملية الفاشلة أيضاً لأصحاب البصر الكليل أن الأمر أولاً وأخيراً كله لله وحده ، (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم 5:4) ، فليس في مقدور أحد غيره سبحانه تحديد آجال الخلق ومصائرهم ، ولا يشكّ في ذلك أصلاً إلا من ران على قلبه وعميت بصيرته وعاش جنون العظمة فهتف في داخله مع فرعون (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعـات: 24) .

كشفت هذه العملية الجبانة أن الشعب الفلسطيني ما زال بكلّيته بعقله بوجدانه بكلّ أحاسيسه مع المقاومة ، وأن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب ، وأنه كان على وعي بكلّ ما يدور ولو في الخفاء .

لقد كشفت هذه العملية أن الأمة العربية والإسلامية ممثلة بشعوبها قد حدّدت وجهتها ، وأنها باتت في شوق إلى نصر ولو كان على شاكلة فشل عملية اغتيال جبانة خطط لها العدو وساهم في تنفيذها الخونة .

لقد كشفت هذه الجريمة أن هناك نفراً من أبناء هذا الوطن – والوطن منهم براء - قد باعوا ضمائرهم وأنفسهم للعدو بأبخس الأثمان ، وأنهم قد أبدوا كامل استعدادهم للعب دورٍ قذر ضد أبناء شعبهم ، بل وضد قضية هذا الشعب العادلة .

ويجري همس واسع الانتشار بين المتحرّرين من قيود الخوف والمسئولية ، فما أصدق الكلمة التي تخرج من أعماق قلوب نقية عذراء صافية ، لم يعكر صفوها حقد أعمى ، ولا تعبئة موجهة من ضالّ مضلل ، فقد حذّرنا كتاب الله من الموجهين الضالين المضلين (وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأَضَلُّوا كَثِيراً وضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة: 77) ، فبعيداً عن قيود الخوف الذي يحرِم صاحبه أمانة كلمة حق أمام سلطان جائر ، وبعيداً عن قيود المسئولية التي تضفي على صاحبها شيئاً من التكلف والمجاملة مما يجعله بعيداً عن التعبير بصورة تعكس الحقيقة بدقائقها ، وبعيداً عن غشاوة الجهل والتعبئة الفاسدة الموجّهة ، ستنطق الفطرة بصفائها فلا تهمس في أذنك إلا بكلمة صدق وحق .

ولقد سمعت إجماع القلوب الصافية وهي تنظر بعين الريبة لبعض اللقاءات الأمنية التي سبقت العملية الإرهابية الصهيونية التي استهدفت حياتي يوم الثلاثاء الماضي العاشر من يونيو 2003 ، ومن حق هذه القلوب المتحرّرة من أيّ تأثير أن ترتاب ، فإذا كان هناك كما تسرّب في الإعلام لقاء أمني جرى يوم الأحد مع موفاز ، وإذا كان قرار اغتيالي قد اعتمد يوم الأحد كما تسرّب أيضاً في الإعلام الصهيوني ، فكيف يمكننا تجاهل العلاقة مع تحرّك الطائرات في اليوم التالي - أي الإثنين – ولكن حظها العثر أني تنبهت لوجودها فترجلت من السيارة فوراً وأخذت أسير على الأقدام في شوارع غزة مما جعلها تعود أدراجها ، لتعاود متابعة صيدها في اليوم التالي الثلاثاء فتنجح في إصابة السيارة بقذائفها وحممها ، فلا يستطيع صاحب القلب النقي الذي لم يعكّر صفوه حقد أسود أو جهل أعمى أن يتجاهل مسئولية هذا اللقاء عن تلك الجريمة ، أو أن يقول إنها محض مصادفة ولا ارتباط بين الأمرين ؟!! ..

وفي مقال لأستاذنا الأكرم عبد الله فهد النفيسي في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 13/6/2003 بعنوان (رسالة مفتوحة إلى عبد العزيز الرنتيسي) ، وضع هذا المفكر العظيم إصبعه على موطن الداء والبلاء كما يراه فقال (عندكم يا عبد العزيز في فلسطين مشكلة أخطر بكثير من الصهاينة فالصهاينة عدو ظاهر من الممكن تحديده ومعرفته ولكن العدو الأخطر المدمّر هو العدو المستتر الذي يمشي معك كتفاً بكتف وربما يصلي معك فرضاً بفرض) ، ثم أضاف قائلاً : (إن الخونة – يا عبد العزيز – والمتعاونين مع الصهاينة يمشون في شوارع غزة والضفة آمنين مطمئنين وما لم يتطهّر الشارع الفلسطيني منهم ومجلس وزرائكم منهم فلن تأمن المقاومة ولن يأمن المجاهدون).

وتحت عنوان (لا تنخدعوا بالاستنكارات) كتب الدكتور عودة بطرس عودة في صحيفة العرب اللندنية بتاريخ 11/6/2003 ، فلم يبتعد في كثير أو قليلاً عما ذهب إليه الأستاذ عبد الله فهد النفيسي ، ولقد أفاض المفكّرون في تسليط الضوء على ما وراء الستار ، ولقد أجمعوا على أن هناك من قبِل لنفسه أن يلعب لعبة خطيرة جداً ، ولصالح من ؟ لصالح "شارون" ، وضد من ؟ ضد الشعب الفلسطيني ، وضد قضيته العادلة .

إن هذا اللاعب على ما يبدو إن كان ما ذهب إليه كتابنا على اختلاف مشاربهم صحيحاً فقد ينجح في ضربنا في أعزّ ما نملك … إنه يعمل على ضرب وحدة الصف الفلسطيني في الصميم وهي التي نعوّل عليها كثيراً في معركتنا مع الاحتلال ، إنه يشعل اللهيب داخل الصف الفلسطيني ليحيل الصراع إلى صراع فلسطيني داخلي بدلاً من كونه صراعاً فلسطينياً – صهيونياً ، إنه يهدّد مستقبل ووجود ومصير شعب بكامله ، ومستقبل ومصير قضية هي أعدل قضية عرفها التاريخ ، إنه يهدّد مستقبل اللاجئين وحقّهم في العودة ، ويهدّد مستقبل المعتقلين وحقّهم في الحرية ، إنه يقامر بالمقدسات والوطن وكأنه تركة ورثها عن والده .

وتقترب إسلام أون لاين.نت / 15/6/2003 أكثر من بؤرة التسليط فتكشف عن تقرير ملخص لاجتماعات صهيونية فلسطينية عقدت قبل قمة العقبة الصهيونية الفلسطينية الأمريكية ، وبناء على "إسلام أون لاين.نت" فقد حصلت على نسخة منه بتسريب خاص من داخل مركز صهيوني معنيّ بمتابعة المفاوضات الصهيونية الفلسطينية ، عن خبايا وتفاصيل لم تنشر من قبل لما دار في تلك الاجتماعات ، وفي هذا الاجتماع يعلن صاحب الحظوة لدى أمريكا وشارون أنه على استعداد لتقديم المساعدة الميدانية لقتل الرنتيسي .

و لقد كشف جهاد الخازن الغطاء بتاريخ 16/10/2002 وذلك في صحيفة الشرق الأوسط عن مكالمة هاتفية قد تمت بينه وبين صاحب الحظوة ، وقد هاتفه قائلاً : "أنا على أتم الاستعداد أن أرسل عشرة ليقتلوا الرنتيسي ثم أعتقلهم" ، هكذا وبكل بساطة ينظر إلى دماء الفلسطينيين .

إن اللقاءات الأمنية سيئة ومشبوهة وخطيرة ومدانة ، وأنها تسيء لوحدة الشعب الفلسطيني ولكرامته وتاريخه الجهادي الناصع ، فاللقاءات الأمنية لا يمكن أن تكون إلا لصالح الإرهاب الصهيوني ، وهدفها الأوحد هو توفير الأمن للاحتلال على حساب الأمن الفلسطيني ، إن الصهاينة وهم يعيشون المأزق هم في أمس الحاجة لأرعن يحلم بمملكة على ضفاف نهر من الدماء ، يكون لديه الاستعداد الكامل أن يبيد الشعب الفلسطيني من أجل إرضاء طيشه وهوسه.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      كنت قد عدت من مدرستى قرب العصر وكنت تعبا للغاية فقد لعبت الكرة مع الأولاد فى الحوش الواسع وجريت كثيرا وكعرض الصفحة
    • 0
      حقيقى الحمد والرضا بالمقسوم من أروع ما يميز الإنسان..ففى عام 1993 كان من بين صفوف منتخب زامبيا لاعب محترف اسمهعرض الصفحة
    • 0
      الوضع فعلا غريب  في مجال العائلة   كثير من الإصابات و كثير من الأسر بكاملها أصيبت  و عولجت في المنزل في مدة قليلة وكثير منّ ذوي الأمراض المزمنة  المزمنة جدا و مع إهمال كل الإجراءات الإحترازية و لم يصبهم أي أذى ما توصلت إليه  أنه تقريبا لا يوجد توصيف شبه متفق عليه للمرض و هل هو حقيقة أم وهم و بعد أن بدأ بث أذان الجانحة لعدة شهور بدأ التحذير من التغيب عن صلاة الجمعة - دينيا - و تقريبا توارت التحذيرات من المرض من التليفزيون عن نفسي  و زوجتي نشتاق كثيرا إلى  مجرد التمشي في شارع ق
    • 4
      فى مكالمة تليفونية مع الأستاذ عادل ، علمت أنه حاليا فى فترة نقاهة وذلك بعد أن أجرى عملية جراحية يوم الأحد الماضى لإزالة بؤرة سرطانية فى الكبد باستخدام الموجات التداخلية (ياريت حد من دكاترة المحاورات يشرح لنا يعنى إيه ?) العملية قرر إجراءها كونسولتو فى مركز عبد الغفار يس الخيرى  وتم إجراء العملية فى المركز الطبى العالمى (طريق الاسماعيلية) تاثرت بالثناء الذى أسبغه الأستاذ عادل على مركز عبد الغفار يس الخيرى والمركز الطبى العالمى من حيث التكلفة (الكونسلتو تكلف 330 جنيه ?) المركز الطبى
    • 0
      أود الإلتحاق بمستشفى دار الشفاء بالخزان الرياض كأخصائي باطنية ماهو المرتب المناسب وماهي سمعة المستشفى ومعاملته لأطباء وهل تتأخر المرتبات وهل يتأخر الإضافي وهل يوجد به مشاكل وماهي الأمور المهمة به  
×
×
  • أضف...