حوار شيخ المجاهدين - جمال أبو الهيجا

[katkoot]

حوار خاص مع شيخ المجاهدين في مخيم جنين

جمال أبو الهيجا:

الأطفال و النساء شاركوا معنا في المعركة وتحملوا الموت والمجاعة  

صمود مخيم جنين درس و عبرة للأنظمة العربية و شعوبها … وبيان إدانة العمل الاستشهادي مخجل

كثيرون هم القادة الذين يتحدثون و يخطبون .. و قد تكون خطاباتهم و أحاديثهم من برج عاجي بعيد عن الجمهور و الشعب .. و لهذا تكون خطاباتهم ممجوجة بعيدة عن الواقع لم تتعد ألسنتهم .. لكن أن ترى قائدا يتحدث من قلب المعركة و يدفع ثمن ذلك من جسده أو من دم أطفاله فإن ذلك ندرة .. و هذا ما تشتاق له الجماهير ..

في مخيم جنين كانت الصورة مشرفة لشعب رفض الاستسلام حتى بعد أن فرغت و نفذت ذخيرته ، الأمر الذي دفع بأحفاد موسوليني و هتلر أن يشفوا غليلهم بالتلذذ على أنات و آهات المجاهدين و الذين ألقي القبض عليهم أحياء و من ثم قام الاحتلال الصهيوني بإعدامهم و تصفيتهم.

الشيخ جمال أبو الهيجا ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس كان أحد الذين كانوا دوما في المقدمة ، ففي الاجتياح الأول قبل شهر و نصف فقد أبو الهيجا ذراعه الأيسر كاملا جراء إصابته بقذيفة خلال المواجهات و الدفاع عن المخيم ، و في معركة جنين الأخيرة و حصار المخيم فقد الشيخ أبو الهيجا اثنين من أبنائه ، و لا يعلم حتى إجراء هذه المقابلة هل هم أحياء أم معتقلون أم شهداء .. للوقوف على وضع جنين و مخيمها كان هذا الحوار :

كيف كان واقع المخيم قبل الاقتحام و خاصة علاقة حماس مع الفصائل الأخرى ؟

كانت العلاقة جيدة من جميع الجوانب مع الفصائل الأخرى و كانت الرغبة من الجميع في التعاون و تبادل وجهات النظر خاصة في قضية اقتحام المخيم .

كمتحدث باسم حماس ماذا كان دور حماس في معركة مخيم جنين ؟

في جميع الاقتحامات الماضية كانت حركة حماس أكثر الفصائل تقديما للشهداء و قدمت خيرة أبنائها الذين كانوا جميعا في الصفوف الأولى و هذا هو السر في عدد الشهداء الكبير من أبناء الحركة ، إضافة إلى تقديم الحركة لبرامج دعوية و اجتماعية للأسر خلال الاقتحامات و الإشراف على مهرجانات بعد كل اقتحام لرفع معنويات المواطنين و التركيز على مفهوم استمرار المقاومة و الجهاد و الاستشهاد ، حتى الأشبال كان لهم دور كبير جدا في المقاومة ، فقد رفضوا الخروج من المخيم قبل الاقتحام و كثير منهم الآن معتقل لدى قوات الاحتلال .

هل كنتم تتوقعون حجم العدوان بالشكل الذي حصل ؟

العدوان فاق جميع التوقعات و قد كنا نتوقع عدوانا واسعا على المخيم من خلال ما كان يكتب في الصحافة العبرية و من خلال الدور الذي قام به المخيم ، حيث كان له دور الطليعة سواء في المظاهرات و الاحتجاجات السلمية ، أم في العمل العسكري … و كان له دور بارز في إلغاء الاعتقال السياسي و إغلاق هذا الملف مع السلطة ، لكن لم يكن أحد يتوقع وصول العدوان إلى هذا المستوى و جرف المخيم عن بكرة أبيه بالجرافات و تدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها .

هل كان هناك إعداد مسبق و تجهيزات لمواجهة احتلال بهذا الشكل ؟

لم تكن إمكانياتنا كبيرة داخل المخيم و كانت استعداداتنا على قدر الإمكانيات ، و حتى اللحظة الأخيرة كانت الاستعدادات تتخذ من كافة الفصائل و المتطوعين من الأمن الفلسطيني و شمل الإعداد جميع المجالات .

هل كنتم ترون ضرورة إخراج سكان المخيم قبل المعركة أم أنهم أصروا على البقاء معكم ؟

لم يطلب من أحد البقاء أو الذهاب و لم يصدر أي أمر من المقاتلين إلى السكان و ترك الأمر لهم ، لكن كانت هناك حاجة لوجود بعض النساء لتقديم الخدمات للمقاتلين ، و كان موقف السكان موقفا مشرفا ، فقد أصروا على البقاء و تحمل ما يتحمله المجاهدون و تقديم الخدمات لهم .

هل بالإمكان أن تعرض لنا صورة من صمود المقاومة و قتال الأطفال و صبر النساء ؟

إن مساحة المخيم لا تتجاوز الكيلومتر مربع و عدد سكانه حوالي 10 آلاف نسمة و من السهل جدا محاصرته لصغر حجمه و وجود الجبال حوله ، فمجرد صموده لمدة تسعة أيام أمام الدبابات و الطائرات و الجرافات و آلاف الجنود الصهاينة يعطي صورة بطولية عما جرى داخل المخيم ، بالإضافة إلى أن بعض المجاهدين عندما نفذت ذخيرتهم قفزوا إلى الدبابات محاولين أخذ السلاح من الجنود المتمترسين على الدبابات و بعضهم وصل به الأمر إلى الدخول بعراك بالأيدي مع الجنود الصهاينة ، و بعض الأشبال الذين صمدوا و ملأوا حقائبهم المدرسية بالعبوات الناسفة و بعض الأشبال بقي مدة أربعة أيام بدون طعام أو مياه … و النساء رغم علمهن بخطورة الموقف إلا أن قسما كبيرا منهن آثر البقاء من أجل إعداد الطعام للمجاهدين و المخاطرة بحياتهم لإيصال المياه لهم و رفع معنويات أبنائهم في المقاومة مما أدى إلى إعطاء دفعة كبيرة للصمود .

ما هو حجم الخسائر الصهيونية وعدد القتلى من الصهاينة و حقيقتها ؟

يصعب عمل إحصائيات دقيقة ، و لم يمكنا وضع المعركة من إحصاء خسائر العدو ، لكن اعتراف العدو بـ 24 قتيلا و130 جريحا يدل على أنه تكبد خسائر كبيرة جدا ، لكن القائمة التي أعلن عنها جيش الاحتلال لم تحتوِ سوى أسماء اليهود و أغفلت أسماء القتلى من الدروز و من جنود لحد الذين كانوا خلال جميع الاقتحامات السابقة و اللاحقة ، و تقديراتنا أن الخسائر التي تكبدها العدو أكبر بكثير .

ما هو شعوركم و أنتم تسمعون أن مخيم جنين أصبح رمزا للصمود ؟

هذا شيء نعتز به و نتمنى أن يكون درسا و نموذجا لبقية المدن ليكون هناك إعدادا ماديا و معنويا للسكان بشكل عام في مواجهة أي اقتحام، و يجب أن نستخلص الدروس و العبر من هذه المعركة و أتمنى أن يكون هذا درس للجيوش العربية بأن عشرات المقاتلين فقط استطاعوا أن يقفوا أمام أعتى جيش في المنطقة ، و أن تستفيد الشعوب العربية من هذه البطولات و لا تبقى أسيرة أنظمة تحرمها أبسط حقوقها .

ما هو شعوركم بعد لقاء عرفات بالأمريكيين و أنتم لم تدفنوا جثث شهدائكم بعد ؟

استقبال باول في مثل هذه الظروف مؤسف جدا و البيان الذي خرج و يستنكر العمليات البطولية التي هي مجرد رد فعل طبيعي لشعب مقهور هو أمر مخجل ، لا نريد أن نتحدث كثيرا في هذا المجال حتى لا نخدش جهادنا ، و لكننا نؤكد في المقام نفسه أن دماء الشهداء و مقاومتهم الباسلة لن يستطيع أحد أن يشطبها بجرة قلم .. ستبقى المقاومة عنوان فخار لشعبنا و لا نملك إلا أن نقول : (فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) .

كيف تتوقعون مستقبل المقاومة بعد اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني للمدن و المخيمات الفلسطينية ؟

تلقى المخيم ضربة قاسية لكن الضربات إن أماتتنا فإنها لا تميت المقاومة ، و ما هي إلا فترة قصيرة حتى يتم إعادة الصفوف و يتولى جيل جديد المقاومة و رفع الراية من جديد و هذه ليست المعركة الأولى و الأخيرة ، و لن يهدأ شعبنا حتى يرى أرضه محررة مستقلة .

http://www.palestine-info.info/arabic....yja.htm