الرموز و الأصنام في المحروسة!

[Sherief AbdelWahab]

تأخرت كثيرا في طرح هذا الموضوع شديد الخطورة...

الرموز في كل أنحاء العالم قليلة...لكنها رموز...رمز الشيء كما تقول معلوماتي المتواضعة هو ما يستعاض عن ذكر الشيء بذكره...

البريطانيون مثلا يرون أن بلادهم لم تنجب إلا شكسبير...ولو خيروا بين مستعمراتهم و شكسبير لاختاروه...

الدانمارك...المملكة الصغيرة في قلب أوروبا تعرف حجمها...و يقول أهلها:لقد قدمنا للعالم شيئين:السلم و الثعبان-لعبة الأطفال الشهيرة-و هانز كريستيان أندرسون...وهو من أعظم الأدباء في التاريخ الانساني كلية...و لا ينافسه إلا شكسبير...

و في أمريكا بلد المليون بلد وثقافة و حضارة لديهم رموز أسهمت في صنع الرصيد الفكري و العلمي و الفني الانساني...مثل أديسون و هيمنجواي ...حتى فنانيهم قدموا "صرعات" على حد تعبير اخواننا الشوام أصبحت حديث العالم كله...و من ضمنهم ألفيس بريسلي...الذي يعتبره الأمريكان أسطورة من أساطير الزمان!

لدينا في مصر كمية هائلة من الرموز التي صنعتها وسائل الاعلام في بلادنا...في كل مجال...في الفكر و السياسة و الفن و الاقتصاد...سواء أضاف هؤلاء للرصيد الانساني فعلا أم لا...هذا الجيش العرمرم من الرموز كان كافيا ربما لعمل دولة عظمى...لكنه لم يفعل...ولم يضف معظمه للتراث و للفكر الانساني....بل للاستهلاك المحلي و العربي فقط...ورغم ذلك نمضي في الخطأ و نحول تلك الرموز إلى أصنام و تابوهات لا يحق للمرء أن يتعداها أو يتخطاها حتى ولو على سبيل المزاح...و ننتهز الفرصة و يظهر في وسائل الاعلام من يتحدث عنهم و عن "كراماتهم" و معجزاتهم ربما!

ما هذه الفوضى؟

خلص الكلام

[الأفوكاتو]

عزيزى الأخ شريف,

لقد لخصت الموضوع فى الفقرة الأخيرة من مداخلتك:

ما هذه الفوضى؟

[أبو حميد]

عند قرائتي لهذا الموضوع القديم تذكرت مشهد من فيلم "فرحان ملازم أدم" عندما تحدث فتحي عبد الوهاب عن قريته وأنهم لا يهتمون بسماع "أم كلثوم" رد عليه حسن حسني بسرعة: أنت هاتكفر يا جدع!!!!؟؟؟؟.

أعتقد أن ام كلثوم احد هذه الرموز والأصنام وكذلك محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وعبد الحليم حافظ هذا في مجال الفن طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ في مجال الأدب كذلك بقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لفترة طويلة بعد وفاته . ليس معنى هذا أنني أقلل من قيمة أحد ممن ذكرت أسمائهم ولكني أبين أن أي نقد موجه لهم كان غالبا يواجه بهجوم عنيف يمنع كل من يحاول النقد بموضوعية.

الأمثلة من وجهة نظري كثيرة وكلها كما قال شريف:

لم يضف معظمه للتراث و للفكر الانساني....بل للاستهلاك المحلي و العربي فقط...ورغم ذلك نمضي في الخطأ و نحول تلك الرموز إلى أصنام و تابوهات لا يحق للمرء أن يتعداها أو يتخطاها حتى ولو على سبيل المزاح...و ننتهز الفرصة و يظهر في وسائل الاعلام من يتحدث عنهم و عن "كراماتهم" و معجزاتهم ربما!