الصحافة و الفن و فساد المجتمع

[crossfield]

"قد شاركت الدولة في إفساد الصحافة‏..‏ وشاركت الصحافة في إفساد الفن‏..‏ وشارك الجميع في إفساد الشعب‏..‏ ولهذا لم يكن غريبا أن يزداد العنف في الشارع المصري وان نجد سلوكيات شاذة غريبة علي كل مقوماتنا وان تنتشر اساليب التحايل والدجل بين الناس وان نجد الأفاقين وكذابي الزفة يتقدمون الصفوف وان يعمل المسئول ألف حساب للقلم البذيء‏..‏ بينما يلقي الشرفاء كل ألوان الجحود‏..‏

ان ماحدث للصحافة جزء من مرض خطير أصاب المجتمع كله اسمه التسيب واختلال القيم واذا أردنا الحل فلابد من مواجهة شاملة لاستئصال هذا المرض‏.‏"

فاروق جويدة

الأهرام

24-6-2001

لا تعليق

[Sherief AbdelWahab]

كروساية:

هذا يتيح لنا فرصة مناقشة العلاقات المتشابكة بين الحكومة و الصحافة و بين الصحافة و الفن...

سأستفيض في الموضوع في وقت لاحق...

خلص الكلام

[Sherief AbdelWahab]

عذرا كروساية و كل الزملاء و الزميلات على تأخري في الرد على الموضوع...

1-

بالتأكيد...هناك علاقة بين الحكومة و الصحافة...الحكومة تملك جيشا عرمرما من المؤسسات الصحفية تعكس عددا من ألوان الطيف الفكري في قالب حكومي...كما أنها تملك أدوات انتاج الصحيفة من مطابع و تجهيزات فنية...الخ!...

و هناك علاقة أكثر قوة بين السلطة و الفن...علاقة قديمة قدم التاريخ من عبد الوهاب إلى عبد الحليم إلى زمن أصالة وفيفي عبده...

و هناك أيضا العلاقة الأزلية بين الفن و الصحافة و أجهزة الدعاية بشكل عام و التي هي في معظمها حكومية...

2-

في مصر:كله شابك في كله...الصحفي صحفي في جريدته...و معد في التليفزيون...يخصص برامجه للدعاية لمن يسمع كلام رئيس التحرير ...و لتربية و تهذيب و اصلاح من لا يسمع كلامه...و النجم من دول يخشى الصحافة سليطة اللسان و صحافة الوصاية كروزا اليوسف و أخواتها...وإلا ضاع...ووجد حياته الشخصية متاحة على تردد إذاعة صوت العرب!...

مثال صغير:برنامج الصالون تعمد أمس استضافة نجوم فيلم أول مرة تحب يا قلبي...جالا فهمي و الطفل المعجزة تامر عبد المنعم و معهم مخرج الفيلم علاء كريم...في هذا التوقيت...ليه؟

4-

و يقول التاريخ أن الصحافة صنعت نجوما...صنعت نجومية عادل إمام كما كانت معولا في ضربه...و اختلق بعض خصومه في مؤسسة صحفية كبرى لفظ "أفلام المقاولات" إشارة لأفلامه بينما لم يتطرق هؤلاء النشامى إلى ما هو أسوأ في التليفزيون وفي الأفلام التي انتجها التليفزيون!...و كما كان الحال مع عادل إمام كان كذلك مع نادية الجندي و الهام شاهين و ميرفت أمين...و كان إلى وقت قريب مع شباب الكوميديا مثل هنيدي و المرحوم علاء...

5-

زاد الطين بلة ما أسميه بالنقد الصحفي المؤسسي...أن تتولى مؤسسة عن طريق صحفيين نقد العمل الفني بمقاييسها هي...و أيضا ما أسميه بالنقد الصحفي...الذي يستعمل معايير غير فنية و يعتمد في الأول و الآخر على المصالح الشخصية و علاقة الممثلين برئيس التحرير و بكاتب العمود...و دائما ما يكون هذا النقد مزدوج المعايير...و لا يتناول حرفا واحدا عن العناصر الفنية للعمل الفني مثل الموسيقى و الصوت و المونتاج...فقط كل اهتمامهم محصور حول "الحدوتة"...على رأي الكاتب المخضرم مصطفى محرم...و الحدوتة فقط...وهناك مقال قيم في عدد اليوم من الوفد حول المؤسسات "الرقابية" غير الفنية في مصر!

6-

تدخل جهات مؤسسية كالمجلس القومي للمرأة وغيره...و تغلغل الصحفيين في وسائل الاعلام المرئية الأكثر تأثيرا...و علاقاتهم المتشابكة بالفن و الفنانين...و قيام السلطة بدور المايسترو في كل ما سبق...فضلا عن قيام بعض المنافقين بالتنظير و التأييد لعودة الابداع الموجه المتخلف الذي كان سائدا في الخمسينيات و الستينيات...كلها عوامل ساعدت على تخلف الفن في بلادنا...

خلص الكلام

[مصرى]

"قد شاركت الدولة في إفساد الصحافة‏..‏ وشاركت الصحافة في إفساد الفن‏..‏ وشارك الجميع في إفساد الشعب‏..‏ ولهذا لم يكن غريبا أن يزداد العنف في الشارع المصري وان نجد سلوكيات شاذة غريبة علي كل مقوماتنا وان تنتشر اساليب التحايل والدجل بين الناس وان نجد الأفاقين وكذابي الزفة يتقدمون الصفوف وان يعمل المسئول ألف حساب للقلم البذيء‏..‏ بينما يلقي الشرفاء كل ألوان الجحود‏..‏

ان ماحدث للصحافة جزء من مرض خطير أصاب المجتمع كله اسمه التسيب واختلال القيم واذا أردنا الحل فلابد من مواجهة شاملة لاستئصال هذا المرض‏.‏"

فاروق جويدة 

الأهرام

24-6-2001

الاعلام والفن ليسا مجرد وسائل تعبير عن المجتمع .. ولكنهما أيضا أداة تشكيل فإذا فسدتا .. فقد فسد المجتمع ..

والمبرر الوحيد لوجود وزارات للاعلام فى دول العالم الثالث هو توجيه الاعلام لخدمة أغراض التنمية .. ولكن ككل شيىء فى المجتمع أصبح موجها لخدمة أغراض البقاء فى الحكم .. لتكريس سلطة الحاكم

وصار الاعلام ينتج كل شىء يخدر به وعى الجماهير ونسى دوره الحقيقى والباعث الى وجودة .. وبالتالى فقدت وزارات الاعلام شرعية بقاءها بعدما صارت إحدى وسائل القمع للفكر والثقافة وتزييف الواقع وخيانة الأمانة وخداع الجماهير وصار الغائها أمرا لازما ..

[crossfield]

شكراً أخ شريف و أخ مصرى على التعليق و ان كان لى ملحوظة على كلامك يا أخ شريف :

...فضلا عن قيام بعض المنافقين بالتنظير و التأييد لعودة الابداع الموجه المتخلف الذي كان سائدا في الخمسينيات و الستينيات...كلها عوامل ساعدت على تخلف الفن في بلادنا...

خلص الكلام

لا أرى أن سبب تخلف الفن فى مصر يعزىإلى توجيهه

لا أرى ان أفلام السنيما المصرية مثلاً تعالج أى قضية اجتماعية

على العكس

لقد تسببت أفلامنا فى زيادة مشاكلنا الاجتماعية

أفلام مليئة بالاسفاف و الاباحية و البذاءة زى أفلام الست ايناس الدغيدى كده و البركة فى المجلس القومى للمرأة زى ما قلت.

أو أفلام هلفطة و روشنة و ما أكترها و لا هدف لها سوى الضحك؛الضحك و خلاص .

أليس هذا هو حال السنيما المصرية الآن مع الأسف؟

كم فيلم تنتجه السنيما المصرية سنوياً؟ و كم منها جيد أو حتى نصف جيد؟

أعتقد أن القيود الرقابية المفروضة على السنيما أقل من تلك الموجودة فى قطاعات أخرى متاحة للغالبية (التليفزيون ؛الكتاب) و مع ذلك فللأسف السنيما لا تستغل هذه الحرية لتوجه أى رسالة هادفة للمجتمع على الأقل فى السنوات الأخيرة لأنها تفتقد الفكر أساساً ؛فيه كام كاتب بيقول حاجة فعلاً؟

أزمة السنيما أزمة كاتب قبل ما تكون أزمة فلوس.

لا أرى أن "الواقعية"

أو ربط الفن بالواقع هو الحل ؛ لكن فى كل الحالات لا بد أن يكون الفن ممتعاً و هادفاً فى ذات الوقت.