موجابى 84 عاما ، 28 سنة حكم

[Alshiekh]

روبرت جبريل موجابى ، الرئيس الحالى لزيمبابوى ، والذى قاد إحدى حركات التمرد ضد حكومة الفصل العنصرى فى روديسيا والتى انتهت فى عام 1980 بتوليه رئاسة حكومة بلاده( زيمبابوى ) .

مثل موجابى لشعبه بطلا قوميا ، ولكنه ظن ان ماقام به من اجل بلاده يعطيه الحق فى رئاسة لاتنتهى ، ولم ينتبه ان الدول تحتاج دائما الى دماء جديدة.

فى أواخر القرن الماضى بدات شعبية موجابى فى الانخفاض ، وهنا كان لابد له من تشديد قبضته على الدولة ، فقام بتعديلات على مؤسسات الدولة تحقق له ماأراد ، بالاضافة لتزوير انتخابات مجلس الشيوخ التى جرت فى العام 2000 .

تلى ذلك تزوير الانتخابات التى جرت فى 2002 ، ثم تبعها تزوير انتخابات مجلس الشيوخ فى عام 2005 لتنتهى بالانتخابات التى تمت فى مارس الماضى والتى لم يستطع الفوز فيها ، واضطر الى اعادتها وتزويرها ليعلن فوزه بعدد كبير من الاصوات ( لا أحد يعلم كم عدد الاصوات ، فقط عدد كبير ) ليحكم لمدة جديدة يبلغ التسعين من عمره بمنتهاها ( إن عاش ).

ترى ماذا ينتظر موجابى من توليه مدة رئاسية جديدة؟ وهل ينظر الى مصلحة شعبه وبلده ام انها مصالح شخصية؟ أم هو الخوف من الملاحقة التى يمكن ان تكشف عن فضائح اخفاها عن الشعب؟

وترى هل الاسباب التى تدعو موجابى فى هذا العمر ( 84 عاما ) لهذه الاستماتة على المنصب ، هى نفس الاسباب التى تجعل المسئولين فى مصر يستميتون على كراسيهم؟

موجابى رئيسا لمدة 5 سنوات جديدة

دعا رئيس زيمبابوي روبرت موجابي يوم الاحد الى حوار بين مختلف الاحزاب السياسية في بلاده وذلك مباشرة بعد ادائه اليمين الدستورية.

وعلى الفور، ردت المعارضة على موجابي بالقول ان "الثقة بنوايا وكلام موجابي امر صعب جدا في ظل هذه الاجواء".

وادى موجابي اليمين الدستورية مدشنا عهدا جديدا مدته خمسة اعوام اضافية له في الحكم.

وخلال ادائه القسم اطلقت المدافع 21 طلقة وحلقت الطائرات الحربية في سماء العاصمة هراري تحية للرئيس.

وادى موجابي قسمه بعد ساعات من اعلان نتائج الانتخابات في زيمبابوي مشيرة الى تحقيق موجابي "فوزا ساحقا"، كما قالت اللجنة المنظمة للانتخابات.

وقد اعلنت النتائج في 8 من اصل 10 محافظات وافادت بأن موجابي حصل على عدد كبير جدا من الاصوات، حسبما اعلن رئيس اللجنة المنظمة للانتخابات لوفمور سيكسرامي.

ففي محافظة ميدلاندز على سبيل المثال والتي تضم 28 من اصل 210 دوائر، فقد حصل موجابي على اكثر من 300 الف صوت في ما لم يحصل منافسه مورجان تسفانجيراي الا على نحو 20 الف صوت، كما الغي نحو 20 الف صوت آخرين.

وكان موجابي قد دعا مرشح المعارضة المنسحب تسفانجيراي الى حضور حفل اداء اليمين الدستورية بعدما فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وقال جورج شرامبا المتحدث باسم موجابي انه تم ارسال دعوات الى زعماء المعارضة، مؤكدا انها محاولة من الرئيس للتواصل معها.

وكان روبرت موجابي قد قال ليلة السبت إن نتائج الانتخابات التي اجريت الجمعة الماضية تشير الى تحقيقه نصرا كاسحا.

وقال موجابي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي: "تشير النتائج التي حصلنا عليها باننا نفوز بشكل واضح، واننا فزنا بكل الدوائر الانتخابية في العاصمة هاراري التي تعتبر معقلا للمعارضة، والتي لم نفز الا بدائرة واحدة من دوائرها في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت في مارس/آذار الماضي."

الا ان مراقبي الانتخابات قالوا في وقت لاحق إنها لم تكن حرة ولا نزيهة.

فقد قال مارويك كومالو رئيس بعثة البرلمان الافريقي: "إن الجو المهيمن في زيمبابوي في الوقت الراهن لم يكن مواتيا لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية. لم تكن هذه الانتخابات حرة ولا نزيهة."

من جانبها، قالت منظمة (Human Rights Watch) إن مؤيدي حزب زانو-بي اف الحاكم الذي يتزعمه الرئيس موجابي اعتدوا على المواطنين بالضرب عندما اكتشفوا انهم امتنعوا عن المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات.

وقالت المنظمة إن عناصر زانو اقتحموا بيوت المواطنين مطالبينهم باثبات مشاركتهم في الانتخابات. وفي حال ثبوت عدم مشاركتهم، اعتدوا عليهم بالضرب بالعصي والهراوات.

"رئيس رمزي"

وقد نقلت الصحافة البريطانية عن مورجان تسفانجيراي قوله إنه سيطالب الرئيس موجابي بالبدء بحوار بين الحكومة والمعارضة يشمل البحث في امكانية سن دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات جديدة.

وقال تسفانجيراي: "لدينا القدرة على السيطرة على البرلمان، وهذه حقيقة يعترف موجابي بها قبل غيره. علينا فرض اتفاق انتقالي على موجابي يشمل جدولا زمنيا لسن دستور جديد لزيمبابوي."

وقال إنه من الممكن ان توافق المعارضة على بقاء موجابي كرئيس رمزي للبلاد، واضاف: "لا اعتقد انه من المستحيل الوصول الى تسوية على هذا الشكل."

وعلى صعيد آخر، ناشد الاسقف دزموند توتو - اسقف كيبتاون بجنوب افريقيا الانجليكاني السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام - المجتمع الدولي التدخل لحل الازمة السياسية التي تعصف بزيمبابوي، بالقوة ان كان ذلك ضروريا.

وقال توتو إنه يؤيد الفكرة القائلة بنشر قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في زيمبابوي.

واضاف الاسقف إن على الزعماء الافارقة الذين يستعدون لحضور قمة الاتحاد الافريقي التي ستفتتح في منتجع شرم الشيخ المصري يوم الاثنين الامتناع عن الاعتراف بروبرت موجابي كزعيم شرعي لزيمبابوي.

وكانت المعارضة الزيمبابوية متمثلة في حزب (الحركة من اجل التغيير الديمقراطي) الذي يتزعمه مورجان تسفانجيراي قد قاطعت الانتخابات متعللة بالعنف والترهيب التي مارسها بحقها مؤيدو حزب الرئيس موجابي.

ويذكر ان وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي بدأوا اجتماعات في شرم الشيخ للتحضير لقمة الاثنين التي يتوقع ان يحضرها موجابي.