اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السياسة بين الشك واليقين...بين الوهم والحقيقة


disappointed

Recommended Posts

منذ أشهر كنت مارّا بسيارتى فى أحد التقاطعات فرأيت اصطداما بين سيّارة و موتوسيكل أدى الى انقلاب الموتوسيكل وانطراح راكبه أرضا ممّا ألقى بداخلى انطباعا أوّليّا مفاده أن السيارة صدمت الموتوسيكل.

وعند اقترابى من موقع الحادث وجدّت ان سائق السيّارة يقول أن سائق الموتوسيكل هو الذى صدمه (وهو مالم يكذّبه سائق الموتوسيكل خاصّة بعد أن أخذ سائق السيارة يرى المتجمهرين كيف أصاب الموتوسيكل الجانب الخلفى الأيسر من سيّارته).

وهنا.....فهمت على الفور أن ادراكى الأوّلى كان مخطئا رغم أن عيناى كانتا قد أبصرتا الحادث جيّدا ولكن استقبال عقلى لرؤيتى البصرية للوهلة الأولى كان محكوما بثوابت عقليّه مسبقة التجهيز وأن ادراكى كان قد جرى برمجته وترتيبه مسبقا بموجب ظاهرة عقلانية ملخّصها أنه طالما أن الصغير قد وقع فان الكبير هو الذى أوقعه وبالتالى فان الكبير هو الذى صدم الصغير.

ورغم أننى كنت واثقا أننى كنت منتبها ورأيت ماجرى بوضوح الاّ أن البرهان المادّى كذّب بعد لحظات الاستنتاج الذى بنيته بناءا على رؤيتى الشخصية التى كنت أعتقد أنها فى كامل الوعى والانتباه , وهو ما أكّد لى أننى عانيت فى تلك اللحظة ليس من خداع بصرى (فقد كانت الاشارة البصريّة غير معيوبة) ولكن من قصور ادراكى(فقد كان استقبال الاشارة البصرية هو المعيوب)... وهو بالقطع أحد أشكال الهلوسة الغير مرضيّة التى سمّاها المفكّر الكبير ادجار موران باسم المركبة الاهلاسيّة

Hallucinating Complexity

اذن......فان متابعة أحد الشهود لأى حادث يجرى تؤدّى الى ادلائه ليس بحقيقة ما شاهده (فالحقيقة معناها الصواب الكامل)وانّما بتصوّره عن حقيقة ماجرى(الذى يحتمل أن يكون خطأ) , فالتصوّر لما يجرى يختلف من شاهد الى آخر بموجب زاوية الرؤية أو بموجب وجود عامل مرئى لشاهد دون الآخر أو بموجب التصوّر والبرمجة الادراكية المسبقة عند الشاهد أو بموجب الهيجان والعاطفة لدى الشاهد أو بموجب علاقة الشاهد بأحد أطراف النزاع.....الخ الخ الخ

هذه العوامل قد تبدو بسيطة ظاهريّا خاصة عندما يدور الحديث حول حوادث تافهة من عيّنة من الذى احتك بمن فى طابور الجمعية أو من الذى دفع من فى أتوبيس تلات سبعات بشرطه..... ولكنها ليست بسيطة أو تافهة على الاطلاق عندما يكون الموضوع متمحورا حول أحداث جسام فى مصير البشرية أو حول تدافع الشعوب وتصادم الأمم عندما تكون الرؤية والاستبصار والادراك لما يجرى ذو أهمّية حيوية قصوى بالنسبة للأطراف المتنازعة ولا سيّما بالنسبة للطرف الذى وقع له الحادث أو الذى سبب له الطرف الآخر (أو الأطراف الأخرى) الضرر البليغ الذى يتجاوز فى هذه الحالة مجرّد سمكرة وبوية لرفرف مصدوم الى مصائر أمم وشعوب كاملة.

ولمعرفة ما أريد قوله يكفى تطبيق المثال الذى أوردته فى البداية على عالم السياسة والعلاقات الدولية... وهو ما يجعلنا نتسائل عن العلاقة بين الحقيقة والوهم وبين الشك واليقين فى عالم السياسة والعلاقات الأمميّة خاصّة عندما يبرز دور شهادة المجتمع العالمى حول مايجرى من أحداث... اذ أن مسألة الشهادة فى النزاعات بصورة عامّة هى المسألة الكبرى , فكما يقول "نورتون كرو" فى كتابه (حول الشهادة) أن مأساة السياسة الدولية تكمن فى انعدام قدرة الأمم على الادلاء بالشهادة فى أحداث العالم من منطلق رؤيتها لحقيقة الأحداث بل من منطلق تصوّرها الذى يبرمج استقبالها للأحداث مسبقا.

ولهذا..... فاننى أقول أنه اذا كانت الشهادة ورؤية العين هى الشيئ الوحيد الموثوق فيه والذى نملكه لوصف الأحداث ولكتابة التاريخ فاننا يجب أن نرتاب دائما فى هذا الشيئ الوحيد الذى يحمل الأمل فى الوصول للحقيقة...

نعم.....

فى عالم السياسة ليس هناك يقين...... ليس هناك حقيقة.... ولهذا ينبغى علينا أن نكون حذرين ليس فقط حيال شهادة الآخرين بل أيضا حيال شهادتنا الخاصة ورؤية أعيننا للأحداث والتى من المفترض أنها الأكثر وثوقية بالنسبة لنا , فربّما كان الآخرون مخادعون , ولكننا أيضا ربّما كنّا نرى ولا نبصر , أو ربّما كنّا نستقبل ومضات بصرية ونفك شفرتها بطريقة مغلوطة , أو ربّما كنّا كأمم وشعوب نعانى من خداع بصرى أو من مركّبات اهلاسيّة تجعل هلوستنا وهذياننا السياسى أول خطوة فى طريق عدم تيقّننا من الحقائق فى عالمنا , وهو طريق يبدو لى أنه ليس مكوّنا الاّ من تلك الخطوة التى ان كانت هى الأولى فثقوا جميعا بأنّها ستكون الأخيرة فى آن واحد.

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

كيف يمكن للهلوسة أن تصبح عقلانية فى مجال السياسة؟؟

تحدّثت عن تلك الظاهرة المسمّاة "المركبة الاهلاسيّة" وهى كلمة كما هو واضح مشتقة من الهلوسة أى الاستقبال المغلوط للاشارت المرسلة الى عقل الشخص.

طيّب تعالوا نفكّر كده فى هذا المثال:

كثيرا ما نفقد القدرة أثناء قرائة أحد الكتب على ملاحظة غلطة طباعيّة فى وسط الكلام...صح؟؟؟؟ طيب لييييييه؟؟؟؟

لأن استقبالنا للاشارات والومضات البصرية فى عقلنا يتم تلقّفها بصورة اجمالية تحوّل النص المقروء الى كتل من الحروف يعيد عقلنا صياغتها أثناء استقبالها ليعيد بناء كامل الجمل تلقائيّا بناءا على مخزون ادراكى مسبق يقوم بالتصحيح اللاشعورى لغلطة طباعية فى وسط الكلام على اعتبار أن الرؤية الاجمالية توفّر لنا قرائة كل كتل الحروف متجاوزين لاشعوريّا تلك الغلطة المطبعيّة

صح؟؟؟

لكن المعضلة هى :

ماذا لو لم تكن تلك الغلطة المطبعية غلطة مطبعيّة فعلا؟؟؟؟؟

:roll: :roll: :roll:

هنا يجب أن نتبيّن مدى التضليل الذى يمكن لاستقبالنا للمؤثّر أن يضع فيه رؤيتنا لحقيقة المؤثر....

وبالتالى :

فان انخداع ادراكنا للأمور (وهو أحد أشكال الهلوسة كما سبق وأوضحت) لاينتج فقط عن فساد قدرتنا على ابصار الأمور بل عن فساد قدرتنا على الاستبصار..... وليس فساد ادراكنا ناتج عن مركّبات غير عقلانية فقط بل قد يكون فساد ادراكنا لحقائق الأحداث ناتج عن مركبّات منطقيّة وعقلانية (ظاهريّا)....

بمعنى آخر فانه لا ينبغى لنا أن نكتفى بالارتياب أثناء محاولتنا ادراك الأمور فى ما يبدو لنا أنه غير معقول , ولكن يجب علينا أيضا أن نرتاب فى ما قد يبدو لنا جليّا أنه منطقى وعقلانى اذ أن فساد الادراك قد ينبع من محاولات الادراك تفسير الأمور اللاعقلانية بعقلانيّة لنجد أن فساد الادراك هذا قد نتج عن هلوسة تم تعقيلها تلقائيّا ... ولنجد أن السبيل الوحيد لتجنّب فساد الادراك وللوصول للحقائق هو أن نعمل على أن نجعل ادراكنا يقاوم مايعتقده هو تصحيحا لمركّبات اهلاسيّة باستخدام مركّبات عقلانية ونحن غير مدركين لأن هذا التصحيح ليس سوى تكريس للمركّب الاهلاسى المفسد لادراكنا من باب اضفائنا المعقولية عليه

وهو ما يفسّر الكثير بالنسبة لادراكنا لما يحدث على الساحة العالمية حاليا اذا ماقمنا بتطبيق الكلام أعلاه على السياسة والعلاقات بين الأمم والشعوب.... وهو ما قد يبدّد فساد ادراكنا ومركّباته الاهلاسية اذا مانظرنا الى مكائن الاعلام السياسى بتلك النظرة .... وهو ما قد يبدّد فساد ادراكنا تحت وطأة عمليّات غسيل المخ السياسى وتبرير الأفعال السياسية التى لاعلاقة لها بالمعقولية... وهو ما قد يساعدنا على وقف مهزلة خلط السياسة للشك باليقين , وللحق بالبطلان , وللكذب بالحقيقة , وللتعقّل بالجنون

وهو أيضا ما قد يساعدنا على تفهّم أن السياسة ليست سوى لعبة على درجة خاصة وعالية من اللاوثوقية واللايقينيّة تجعل ادراكنا لما تفعله السياسة مشوّشا عندما تجنح السياسة الى أن تجعل النتائج تخدع المقاصد وتحيل الغايات الى وسائل والوسائل الى غايات.... وهو مادفع المفكّر"سان جوست" لأن يقول كلمته الخالده :

"كل الفنون أنتجت روائع , ولكن فن السياسة والحكم وحده هو الذى لم ينتج سوى مسوخا"

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

هنا يجب أن نتبيّن مدى التضليل الذى يمكن لاستقبالنا للمؤثّر أن يضع فيه رؤيتنا لحقيقة المؤثر....

وبالتالى :

فان انخداع ادراكنا للأمور (وهو أحد أشكال الهلوسة كما سبق وأوضحت) لاينتج فقط عن فساد قدرتنا على ابصار الأمور بل عن فساد قدرتنا على الاستبصار

اذا كان فساد الادراك يؤدّى الى فساد الاستدلال والاستنتاج وبالتالى الى فساد القرار فان هذا يبيّن الى أى مدى تبرز خطورة الديكتاتوريّات و حكم الفرد اذ أن فساد ادراك الحاكم الفرد الديكتاتور المستأثر باتّخاذ القرار (وهو شيئ وارد بالطبع) لن ينعكس فى صورة فساد قرارات تتعلّق بشخصه بل تتعلّق بمصائر شعوب وأمم (سواءا كانت تلك الأمّة هى أمّته أو كانت أمما أخرى ستنعكس قراراته الفاسدة بالسلب على مقدّراتها)... ومن هنا تبرز الحكمة الحقيقية من التعددّية ومن نظم الحكم الديموقراطية التى يمثّل تداول استبصار الأمور فيها قبل اتّخاذ القرارات مايمكن تشبيهه بكوابح فساد الادراك من أجل ألاّ تتعلّق مصائر أمم وشعوب بادراك شخص ما أصيب بمركّب اهلاسى أيّا كان سبب هذا المركّب (نفسيّا أو عضويّا... لحظيّا أو مستمرّا)

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

بصراحة .. أنا معجب جدا بهذ المقال ..

ماشاء الله .. حضرتك قل حاجات كثير كانت تدور في ذهني ..

أحيانا كثيرة جدا ..أتساءل .. هل عندما أنظر الى شيء معين .. هل يراه الناس بنفس الشكل الذي أراه به ؟؟ أم أن هناك اختلاف !!؟؟

حتى عندما أجلس وحيدا في غرفة .. أحب أن أحاول أن أتخيل منظر الغرفة من زاوية مختلفة تماما .. أو الزاوية العكسية .. مثل ما يحدث في مباريات الكرة .. ينقل الهدف مثلا من زاويتين متعاكستين .. لماذا .. حتى تكتكل الصورة ..

يعني عندما نقرأ الخبر أو المقال ..كما قلت حضرتك .. فإنه يكون هناك استعداد لتلقي نوع محدد من الكلام ..

نفتح صفحة الحوادث .. فنجد الخبر كالآتي .. زوج يقتل زوجته من أجل طبق ملوخية ؟؟

طبعا .. ننهال بالشتائم على الزوج - الذي أخطأ فعلا - ولكن دون أن ندري الحقيقة الفعلية أو أن نتحرى ما الذي دفع الزوج لقتل زوجته .. فقد يكون طبق الملوخية هو الشرارة .. و لكنه ليس النار بالفعل !!

و بالفعل ..هذه أمثلة يمكن تكبيرها ليتم إسقاطها على الواقع السياسي أو الواقع بصفة عامة من جميع جوانبه ..

طيب .. أنا في نظري شارون بطل قومي يهودي .. و من عظماء اليهود ..

لماذا ؟؟

لأنه يخدم قضيته بأفضل شكل ممكن .. بل و يتفانى في نصرة قضيته و تحقيق مكاسب لها و لشعبه ..

فهكذا يجب أن ننظر الى الأمور ..

هو سفاح حقير .. يده ملطختان بالدماء ..

و لكنه في نظر شعبه .. قد يكون بطلا !!

نحن في حاجة فعلا الى النظر في كل موقف من جميع الزوايا .. حتى تكتمل الصورة و التصور و التوجه المطلوب في ذلك الموقف .

ليس لأننا عرفنا أن شارون بطل يهودي .. فهذا يعني أن نحترمه .. ليس هذا هو المقصد .. و لكن يجب أن نعرف أننا نحارب بطلا في نظر قومه .. هم يلعبون تلك اللعبة جيدا .. فهكذا فعلوا أيام عبد الناصر ..فكانوا يعرفون قدره في شعبه و في أمته .. فكانت الخطوات ترسم بناء على هذا الأساس لهز تلك الصورة العظيمة !!

أما نحن .. قد نحاول دائما التشبث بان هناك عقلاء في اسرائيل و دعاة سلام .. و الواقع ليس كذلك ..

الواقع أنه قد يكون - أو أنه بالفعل - بطل في نظرهم .. !!

جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع .

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

برافو دكتور محبط

مقال متسلسل وجميل

وكلام معقول ويدور على انعكاس الوقائع على الإدراك الحسى البشرى

وتعليق ممتاز لأخونا براود

وفعلا المرأة التى أكلت دراع جوزها أو الزوج الذى قتل زوجته بسبب الملوخية ليست من فراغ ولكن بسبب تراكم مشاكل وكانت تحتاج لشرارة

والحرب العالمية بدأت ظاهريا بقتل ولى عهد النمسا وباطنيا الله أعلم

بس

يطل فلسفة وقراءة فى كتب علم النفس

تحياتى

لمحبط وبراود

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

أحيانا كثيرة جدا ..أتساءل .. هل عندما أنظر الى شيء معين .. هل يراه  الناس بنفس الشكل الذي أراه به ؟؟ أم أن هناك اختلاف !!؟؟

.

أولا شكرا جزيلا لك على اهتمامك ومتابعتك للموضوع وعلى اطرائك الذى لا أستحقّه

ثانيا : بالنسبة لتساؤلك الذى اقتبسته أعلاه فان علينا أن ندرك أن ادراكنا ليس مجرّد انعكاس لما هو مدرك بل هو تصوّرنا الذاتى لما نرى والذى قد لايتوافق مع حقيقة مانرى بالضرورة

ياعزيزى براود مسلم ذهننا ده محبوس فى علبة سوداء مقفول عليها بالضبّه والمفتاح.....ذهننا لايرى الأشياء مباشرة بل يتصوّرها فى نهاية سلسلة معقّدة من عمليّات الترميز والترجمة... ببساطه المثيرات الضوئية التى تنطبع على شبكيّتنا يتم ترميزها وترجمتها الى ذبذبات وومضات بيوكيميائية وكهربائية عبر الأعصاب البصرية لتحدد فى النهاية تصوّرنا لما نرى... وهذا التصوّر نفسه يتم تنظيمه بموجب بنية تحتيّه عقليّه تحدّد تماسك الادراك و كيفية فهم وتصوّر الشيئ الذى نسعى لادراكه

بمعنى أسهل : ذهننا يتبيّن التصوّرات وينظّمها أى أنه ينتج صورة للواقع وهذا الانتاج ترجمة خاصة بادراك كل شخص وليس اعادة انتاج أو مجرّد انعكاس سطحى لما هو يراد ادراكه لأن الادراك هو سلسلة أفاعيل عقليّة تتحقّق فى اسقاط التصوّر العقلى (فى شكل رؤية) على الظواهر الخارجية التى نجمت عنها هذه السلسلة فى الأساس

ولهذا السبب فان ادراكنا يقوم مثلا بالاستبعاد الفورى والتكذيب والتشكيك فى كل خبر اعلامى أو صورة متلفزة أو وثيقة مرئية أو مسموعة قد تؤدّى الى هدم أحد الأركان التى يرتكز عليها معتقده أو أيديولوجيّته.... وهو جانب مهم جدّا سأحاول أن أفرد له مقالا فى باب مناقشات الاعلام عن الصدام بين الادراك لما يبثّه الاعلام و أيديولوجيّة متلقّى الاعلام.

وعلى فكره..... الهلوسة (أو فلنقل فساد وقصور الادراك علشان تكون الكلمة أخف فى وقعها من الهلوسة الـــ"أشتاتا أشتوت" :cry: )من ناحية أخرى مثلا ليست تصوّرا تطلقه مثيرات ضوئية بصرية خارجية بل هى مثيرات دماغية باطنية تجعل الهلوسة (أو الادراك الفاسد) بالنسبة لصاحب الادراك الفاسد مماثلة صميميّا للرؤية الادراكية لصاحب الادراك السليم (أى أنها تكون رؤية خيالية ولكنّها مزوّدة بشعور كامل بالواقع)

وللاجابة على تساؤلك المقتبس أعلاه فانه فى هذه الحالة لايمكنك أن تجيب عليه الاّ عن أحد طريقين : طريق ذاتى وطريق غير ذاتى

الطريق الذاتى هو أن تستخدم وسائل تفكيرك الشخصية بصورة عقلانية تلجأ الى التماسك المنطقى والمعقولية والذاكرة كأن تقول لنفسك مثلا : " لا لا لا لا .... مش ممكن.... ده شيئ مش معقول.... ما ينفعش... أكيد أنا بيتهيّألى....الخ الخ الخ)

والطريق الغير ذاتى هو أن ترتكز على نطاق استناد خارجية متمثّلة فى الغير وفى ادراك المحيطين بك والذين يستقبلون بادراكهم نفس ما استقبلته أنت كأن تسألهم : "هل ترون نفس الشيئ الذى أراه؟؟ انتم شايفين اللى أنا شايفه؟؟؟ هوّه صحيح كذا وكذا وكذا والاّ أنا اللى بيتهيّألى؟؟ الخ الخ الخ "

وهنا تبرز المشكلة الكبرى فى وعينا وادراكنا السياسى كعرب.... اذ أنه فى حالة حدوث فساد ادراك جماعى للغالبية الساحقة من أمّة ما فان نقاط الاستناد والارتكاز الخارجية لادراك الفراد تتهاوى ليجد المجتمع نفسه غير قادر على تبيّن فساد ادراكه.... وهو الشيئ البالغ الخطورة والذى سأحاول أن أكتب عنه مقال بعنوان : "هل نحن (العرب) أمّة مهلوسة سياسيّا ؟؟؟؟"

فى النهاية شكرا جزيلا لك .... وأتمنّى أن يزداد اثراء الحوار بانضمام الطفشان وأبو حلاوة بالذات لحلقة النقاش

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

ومع شكرى وتقديرى بالطبع لدكتورنا الغالى رجب

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

وهنا تبرز المشكلة الكبرى فى وعينا وادراكنا السياسى كعرب.... اذ أنه فى حالة حدوث فساد ادراك جماعى للغالبية الساحقة من أمّة ما فان نقاط الاستناد والارتكاز الخارجية لادراك الفراد تتهاوى ليجد المجتمع نفسه غير قادر على تبيّن فساد ادراكه.... وهو الشيئ البالغ الخطورة والذى سأحاول أن أكتب عنه مقال بعنوان : "هل نحن (العرب) أمّة مهلوسة سياسيّا ؟؟؟؟"

هل نحن (العرب) أمّة مهلوسة سياسيّا وفكريّا؟؟؟

http://www.egyptiantalks.org/phpBB2Plus/vi...p?p=71920#71920

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

ولهذا السبب فان ادراكنا يقوم مثلا بالاستبعاد الفورى والتكذيب والتشكيك فى كل خبر اعلامى أو صورة متلفزة أو وثيقة مرئية أو مسموعة قد تؤدّى الى هدم أحد الأركان التى يرتكز عليها معتقده أو أيديولوجيّته.... وهو جانب مهم جدّا سأحاول أن أفرد له مقالا فى باب مناقشات الاعلام عن الصدام بين الادراك لما يبثّه الاعلام و أيديولوجيّة متلقّى الاعلام.

الأيديولوجيّات...والاعلام (المرسل والمستقبل)

http://www.egyptiantalks.org/phpBB2Plus/vi...p?p=71932#71932

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...