اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

د. الرنتيسي: القرآن والواقع


أسامة الكباريتي

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

في وقت ادلهم فيه الليل .. واسودت فيه الدنيا في وجوهنا .. خرج علينا الشيخ الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي بهذه السلسلة من التحليلات الإيمانية منطلقا فيها من واقع فهمه لروح القرآن الكريم ..

والمجاهد الذي هو غني عن التعريف .. له الكثير من المواقف والمقالات التي قلب فيها المفاهيم العصرية .. ووقف بكل قوة في وجه الطغيان الصهيوأميريكي .. لا يستند إلا إلى يقينه الذي هو سلاحه .. هذا السلاح الذي لا يملك له العدو ندا ..

أترك الشيخ المجاهد معكم ..

ما جرى في بغداد لصالح الأمة

رغم جهلها بذلك

( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )

لا غرابة أن يكون بوش سعيدا بما جرى في العراق ظنا منه أن الأمر لصالحه ولصالح الغزو الأمريكي، ولكنه نسي أن المقدر والمدبر لهذا الأمر هو الله سبحانه وليست أمريكا، ولم تكن أمريكا إلا أداة لتنفيذ قدر الله وإرادته، وبما أن الله قد أعلن أنه مع المؤمنين ( وأن الله مع المؤمنين ) فإني على ثقة بأن ما جرى في العراق هو خير للمؤمنين، وسيأتي يوم يقول فيه المؤمنون لقد كان والله ما جرى في العراق الخير بعينه.

العقدة التي نعاني منها اليوم هي ذات العقدة التي أرهقت موسى عليه السلام عندما احتج على أفعال سيدنا الخضر عليه السلام حيث رأى موسى فيها الشر لعدم علمه، بينما كان الخضر يدرك أنها الخير كل الخير لعلمه إلى أين ستنتهي الأمور، ( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا )، وتألم موسى لما حدث كما تألم لمقتل الغلام ( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ) وكما تألم لبناء الجدار ( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا ) تماما كما نتألم نحن لسقوط بغداد، ولكن سرعان ما تبدد ألم موسى عليه السلام وشعر بالارتياح لحكم الله وحكمته عندما علم أن خرق السفينة كان حماية لها من الملك ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )، وأن قتل الغلام كان حماية لوالديه من شره، ومنة من الله باستبداله بغلام خير منه ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أي يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما )، وأن بناء الجدار كان حماية لأموال اليتيمين ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك )، فهل كان ذلك من تدبير الخضر عليه السلام أم أنه من تدبير الله ولم يكن الخضر إلا ستارا لإرادة الله فإذا بالخضر يجيب ( وما فعلته عن أمري )، ولكن الأمر يحتاج منا أن نصبر حتى تتكشف الفائدة العظيمة للأمة من سقوط بغداد في هذه المرحلة، مع اعتقادي أن الصبر لعدم إحاطتنا بالحكمة الإلهية من وراء الحدث أمر صعب ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ).

لقد بذلت حماس جهدا مضنيا وخطفت العديد من الجنود الصهاينة من أجل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذي حكم عليه الصهاينة بالاعتقال مدى الحياة، ولكن حماس فشلت في تحقيق هذا الهدف العظيم، عندها تدخلت العناية الإلهية فإذا بالصهاينة يرسلون اثنين من الموساد إلى عمان لاغتيال الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثم ما كان من مرافقه محمد أبو سيف إلا أن اشتبك مع عناصر الموساد مما أدى إلى إلقاء القبض عليهما وافتضاح الأمر، ولم يجد الملك حسين من وسيلة حينها إلا طلب الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، ونجى الله خالد مشعل من موت محقق، لقد ظن اليهود أنهم هم الذين خططوا وعلى الأقل هكذا تبدو الأمور، ولكن الحقيقة أن الله هو الذي خطط وأما اليهود فكانوا الأداة لتنفيذ إرادة الله.

لقد حزنا وتألمنا كثيرا لمحاولة اغتيال خالد مشعل ولكن سرعان ما اتضحت الأمور وتبين المستور فظهر السرور والحبور مرتسما على قسمات وجوه أبناء فلسطين وهم يستقبلون الشيخ القائد أحمد ياسين.

واليوم تسقط بغداد فيستولي الألم علي النفوس ويستبد الأرق والإحباط والشك بالقلوب لا لشيء إلا لأننا لم ندرك الحكمة بعد، ولكن يوم تظهر الحكمة على شكل نهاية مرحلة من الحكم المستبد الجائر في معظم أقطارنا العربية والإسلامية، الحكم الذي أبعد الناس عن دينهم وقيمهم ومصدر عزتهم وكرامتهم هذا من جانب، ومن جانب آخر استيلاء أمريكي صهيوني على الأمة بأسرها مما سيفجر مقاومة إسلامية كتلك التي تدور في معظم بلاد المسلمين، عندها سينحاز المسلمون لخيار المقاومة، لأنها البديل الحقيقي للظلم والقهر والاستبداد والانحراف والهزيمة، عندها فقط سنفرح فرحا كبيرا ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ).

وصدق الله إذ يقول ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ).

د. عبد العزيز الرنتيسي

11/4/2003

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

جزا الله خيرا أخونا الفاضل على النقل الطيب ..

حفظ الله الدكتور المجاهد الرنتيسي ..

و كان لي مقال أو مداخلة عبارة عن خواطر .. أسميتها

الانتفاضة ..الصلب .. البخور ..

http://www.egyptiantalks.org/phpBB2Plus/vi...opic.php?t=5062

تصب في نفس الموضوع ..

و هذا ما نحسب ان الخير آت .. و لكننا لا نستطيع رؤيته بنظرنا المحدود ..

و الله من وراء القصد .

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...