اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

إسبوع علي حرب الخليج الثالثة


Lancelot

Recommended Posts

في ليلة الخميس الجمعة بتوقيت بغداد بدأت القوات الأنجلوأمريكية قصفا مركزا بقاذفات البي 52 و صواريخ توما هوك معلنة بدء حرب طال إنتظارها علي العراق .... معا نحلل 7 أيام من القتال في حرب الخليج الثالثة .....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

أولا : عسكريا :

تعتمد الخطط العسكرية الأمريكية بصفة عامة علي تفوقها التكنولوجي الهائل ... فالقوات المتمركزة في الكويت تحرسها بطاريات صورايخ باتريوت من أي هجوم صاروخي أو جوي عراقي ... و الأقمار الصناعية تؤمن مظلة هائلة لكشف تحرك أي قوات برية عراقية بإتجاه الكويت ...

و بالنسبة للهجوم فالقوات الأمريكية تعتمد علي القصف المتواصل المكثف المركز و الدقيق لشل أي قدرات دفاعية للعدو ... و لنا في الهجوم علي أفغانستان مثال قوي ... فحاملات الطائرات ظلت تقصف الأفغان بصواريخ التوما هوك لفترة قبل بدء أي إلتحام فيما بين الجانبين .... و حال العراق ... إعتمدت القوات الأمريكية علي هذا التكنيك مع تعديل بسيط ...

هذا التكنيك يوفر إستفادة الأمريكان من تفوقهم التكنولوجي ... و يوفر تثبيط عزائم العدو بسبب قوة القصف ... و يوفر تمهيد نيراني يقضي علي الدفاع الجوي – ليوفر غطاء جوي أمريكي فعال – و يقضي علي أهم الأهداف العسكرية الكبيرة في صفوف العدو .... و يقلل من الخسائر الأمريكية – خاصة البشرية - عند الإلتحام ....

التعديل الذي تمت إضافته هو أن يتم القصف لبغداد علي إستمرار أيام القتال و في نفس الوقت يتم زحف القوات البرية بإتجاهها ... فالهدف هو إسقاط النظام العراقي الذي يتمركز في بغداد أساسا ... لذا – و تقليلا لوقت المعركة – تقرر بدء الزحف من اليوم الأول ....

و إطباقا علي النظام العراقي ... تقرر فتح جبهتي قتال ... جنوبية بالكويت ... و شمالية بتركيا ... حيث تبدأ الجبهتين بالزحف .. أملا أن يتسابقا للوصول إلي بغداد ... و كذلك عملت المخابرات الأمريكية علي تجنيد الأكراد في الشمال ليقوموا بدور قوات التحالف الشمالي في أفغانستان ... و عملت كذلك علي تجنيد عملاء داخل بغداد أملا في قلب نظام الحكم حتي قبل وصول القوات الأمريكية إلي بغداد ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

العراق :

يبدو أن الجيش العراقي قد ذاكر جيدا هذه المرة .... فقتال الجيش العراقي في حرب الخليج الأولي كجيش نظامي أفقده الكثير من قوته .. حيث فقد سلاح الطيران بإرادته و فشل في صد الطيران الأمريكي بالدفاع الجوي ... و لكن هذه المرة فالجيش العراقي يبدو أن يعي الدرس جيدا ... فالقوات الأنجلوأميريكية تفوقه عتادا بدرجة كبيرة جدا تجعل العدد عبئا و ليس ميزة .. و الأرض العراقية صحراوية واسعة شاسعة و ليست صعبة وعرة كأرض أفغانستان يمكن الإستفادة منها ....

لذا لجأ الجيش العراقي للتخلي عن صفته كجيش نظامي و بدأ يحارب كمقاومة مسلحة ... و ذلك في ظل إدراكه للهدف الأمريكي من الحرب .. فالهدف هو رأس صدام و مساعديه و نظامه ... أي أن سقوط صدام هو النصر الأمريكي .. و بقائه هو النصر العراقي .... و كذلك في ظل إدراكه للتفوق العسكري التكنولوجي الأمريكي ... و بهذا إعتمدت الخطة العراقية علي التالي ....

- البقاء في المدن و الإستبسال في الدفاع عنها دون الخروج إلي الصحاري الواسعة و ذلك لتحقيق هدفين .. الأول الحفاظ علي القوة العراقية و عدم نثرها علي مساحات واسعة ... و الثاني هو نشر القوات الأمريكية و إتعابها بالجري في الصحراء و تعطيلها بالتوقف عند كل مدينة ...

- إمتصاص القصف الجوي الأمريكي المتواصل لبغداد و ذلك عن طريق المخابئ ....

- الإعتماد علي المناوشات و المضايقات للقوات الأمريكية عن طريق وحدات صغيرة الحجم خفيفة الحركة تعتمد علي إسلوب إضرب و إجري ... فإطالة أمد الحرب هي في صالح و مقدرة العراقيين و ليس الأمريكيين علي عكس ما قد يظن البعض ...

- و الهدف من النقطة الأخيرة هو تكبيد القوات الأمريكية أكبر قدر من الخسائر في محاولة لردع القوات عن مواصلة القتال و إثارة الرأي العام الأمريكي عل ذلك يؤدي إلي جعل العراق مستنقع أخر تغرق فيه أمريكا مثلما غرقت في فيتنام ....

و بتواجه هاتين الخطتين فإن الخطة العراقية تبدو أكثر نجاحا لأسباب تنبع من الخطة نفسها و أسباب أخري تبدو حليفة للعراق .... أولا القوات الأمريكية تجري بالفعل في الصحراء مما يهدد خطوط مواصلاتها بشدة و يهدد بفقدها و يهدد بفنائها في حال قامت القوات العراقية بحركة إلتفاف إلي ما خلف طليعة القوات الأنجلوأمريكية .... ثانيا تقدم القوات الأنجلوأمريكية بدون تأمين ظهرها بشكل جيد يعرضها لخسائر فادحة ... فالقوات الأمريكية وصلت إلي ما قبل بغداد بحوالي 100 إلي 150 كلم و رغم ذلك فهي لم تؤمن بعد أم قصر ... أول قرية علي الحدود ... و القوات مشتركة في معارك ضارية في البصرة و النجف و كربلاء ... بالطبع التقدم الأمريكي مطلوب لأنه يعطي إحساسا زائفا بالنصر للرأي العام الأمريكي .... لكنه خطير للغاية ...

ثالثا عدم قدرة أمريكا علي فتح جبهة شمالية عن طريق تركيا أفقدها ميزة هائلة ... و محاولات أمريكا لفتح جبهة شمالية بالإسقاط الجوي له فرصة ضعيفة للنجاح فالقوة صغيرة للغاية (حوالي ألف جندي حتي الآن) .....

رابعا التوقع الأمريكي بإستقبال العراقيين لهم بالورود أسبب إحباط كبير لدي الجنود الأمريكان ...

خامسا – و لو تحرينا الدقة في الترتيب لقلنا أولا – المقاومة العراقية الباسلة التي صمدت أمام الألة العسكرية الأمريكية ....

سادسا التوفيق الذي حالف العراقيين في تحقيق خسائر للأمريكان ( وديه حاجة من عند ربنا ملهاش تفسير تاني ) .... الخسائر رفعت معنويات العراقيين و أصابت الأمريكيين بصدمة أشلتهم ....

سابعا المعلومات الإستخبارية الأمريكية الخاطئة سببت أغلب ما سبق .... و لا أعلم كيف فشل الأمريكان هذا الفشل الإستخباري الذريع ....

ثامنا العاصفة الترابية و الظروف الجوية وقفت ضد التقدم الأمريكي لمدة يومين أو أكثر ....

تاسعا الأخطاء التقنية و الفنية من جانب القوات الأنجلوأمريكية أصابت القوات بإحباط شديد و زادت عن حد المعقول ...

و أخيرا الإستعجال في تحقيق الهدف و عدم تحري الدقة و الهدوء في تحقيق هدف أكبر من أن يتم في مجرد أيام .....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

ثانيا : إعلاميا :

من الممكن أن تأتي الحرب الإعلامية و النفسية في مرتبة متأخرة عن هذه لكن في هذه المعركة فيبدو أن تأخذ حجما و إهتماما أكبر من المعتاد ... الحرب الإعلامية بين الفضائيات المختلفة علي السبق و جذب – بل خطف – المشاهد .. دفعت الفضائيات لعمل المستحيل من أجل التميز مما أفاد المشاهد الذي تحير أين يتابع الحرب .... السي إن إن التي حققت ريادة بعد حرب الخليج الثانية فقدت كثير من مشاهديها لصالح فوكس نيوز الأمريكية أيضا و كذلك فقدت أكثر من مصداقيتها بعد تحيزها الواضح لصالح الأمريكان الذي لم يغلب علي التحليلات فحسب بل إمتد إلي تعمية الرأي العام عن أنباء الخسائر الأمريكية و الإنتقائية في إختيار ما يراه الناس مما دفع النظام العراقي لطرد مراسليها من مناطق سيطرته .... و هذا الذي دفع سي إن إن إلي الإعتماد علي قناة أبوظبي في البث الحي لقصف بغداد ... أوروبيا بقيت بي بي سي مسيطرة إلا أنها تفوقت في مجال جديد و هو مواقع الإنترنت خاصة الموقع العربي الذي أشاد به كثيرون ممن يتابعونه و لا ينافسه إلا موقع قناة الجزيرة الذي خصص جزءا خاصا للحرب علي العراق ... و قناة الجزيرة القطرية ظهرت بشدة علي الساحة من خلال حرب أفغانستان و تستمر من خلال حرب العراق ... و عربيا أيضا ظهرت قناتي أبو ظبي الإمارتية و العربية – جزء من إم بي سي – و التي تذاع من دبي بتمويل سعودي ... و الأخيرتان يسعيان بشدة لمنافسة الجزيرة ... و يبدو أنهما يحققان نجاحا خاصة بعد تصاعد الشبهات حول الجزيرة عن أجندتها و من خلفها و أرائها المثيرة للجدل ....

و الحرب النفسية بين العراق و أمريكا علي أشدها أيضا ... نرصد أخطاء و حسنات الجانبين .... العراق أولا فأخطائه أقل ...

الأخطاء العراقية في الخطاب الإعلامي ترتكز علي العنجهية و الخطاب البذئ في إختياره للألفاظ .... فكلام الصحاف عن توني بلير التافه و عصابة الأوغاد الدوليين و كل هذا الهراء جعل منه أضحوكة أمام كل العرب .. فتخيل ماذا يقول عليه الغرب ... و الخطاب الإعلامي العراقي يعكس بالأساس سمات عربية قاتلة .. فعدم الإحترافية و الصبيانية التي يتسم بها الخطاب الإعلامي العراقي هي من صفات العرب بالأساس الذين تتسم تحركاتهم و تصرفاتهم علي الناحية السياسية بالعشوائية و السذاجة و نثتثني من ذلك أوقات معينة و تصرفات معينة و أنظمة معينة ...

لكن أفضل ما إتسم به العراقيين في خطابهم هو الصدق ... فالنظام العراقي يود الإحتفاظ بمصداقيته أمام الشعب العراقي بالدرجة الأولي حتي يستطيع إستمالته إليه في وقت قد يلعب فيه الشعب العراقي دور تحديد المنتصر ....

الأمريكان .. إنعكس تخبطهم العسكري علي خطابهم الإعلامي ... فالهزائم و الخسائر الأمريكية أفدح من أن يجاهر بها الأمريكان .. و لكن الأمريكان تخطوا هذه المرحلة لما هو أسوأ ... فمنع شبكات التلفزيون الأمريكية التي تتسم – أول ما تتسم – بالحرية .. منعها من بث الخسائر الأمريكية و دفعها للكذب علي الرأي العام الأمريكي و كذلك إزدواجية المعايير الأمريكية في موضوع الأسري و القتلي و عرض صورهم ... كل هذا أدي إلي فضح الحرية و الديموقراطية الأمريكية أمام العالم ... فقد إتضح أن كل هذا هراء عندما يأتي الأمر للأمن القومي الأمريكي ... و هو المصطلح الذي له فعل السحر بالنسبة للجنرلات و الساسة الأمريكيين .. فأي مشكلة يكون حلها هو أنها تمثل تهديدا للأمن القومي ....

و كذلك التضارب في الأنباء بين البنتاجون و القيادة المركزية في قطر ... و بين أمريكا و بريطانيا ... فما يؤكده هذا ينفيه ذاك ... و ما ينفي هنا يؤكد هناك ... و تهنا إحنا وسط الإتنين ...

و لكن بالطبع إتسم الخطاب الإعلامي الأمريكي بالإحترافية و الشكل و المنظر المبهر ... فالمركز الإعلامي في القيادة المركزية بقطر لا يقل عن نظيره في البنتاجون ... و الشاشات المبهرة .. و طريقة الكلام و الإجابة علي الأسئلة و كل هذه التفاصيل الصغيرة تهيئ جو من التصديق لكل ما يقوله المسئول أو الناطق أو أين من كان خلف الميكروفونات التي تحمل شعارات تلفزيونات العالم من مشرقه إلي مغربه .....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

ثالثا : إقتصاديا :

هل يضع الوضع الإقتصادي نهاية لهذه الحرب ... سؤال يحتاج لإجابة ... فهذه الحرب تكاليفها ضخمة للغاية ... بوش طلب 75 مليار دولار تكلفة مبدئية للحرب ... و بلير طلب 3 مليار جنيه إسترليني لقوة متضائلة بجوار ما قدمته أمريكا ... و لا يتوقف الأمر علي أمريكا , بريطانيا و العراق فقط ... و لكن إمتد بالطبع لدول المنطقة أولا و العالم بعد ذلك .. فإسرائيل طلبت 10 مليار دولار مساعدات من أمريكا .. تعويضا عن أضرار الحرب و الإنتفاضة بالمرة ... و تركيا أرادت 30 مليار دولار ثمنا لدخول أمريكا أراضيها ... و الأردن طلبت مليارا ... و مصر تقدر خسائرها بـ 15 إلي 20 مليار دولار و ستحصل علي 3.2 مليار دولار قريبا ... جزء كمعونات و جزء كقروض ... و دول الخليج فوجئت بإنهيار أسعار البترول في ظل التأكيد علي أن الحرب سريعة ... و الأوبك أكدت علي خفض الإنتاج إذا إستمر الإنخفاض ... و الأسهم الأمريكية إرتفعت ثم إنخفضت .. و يبدو أن حالة من الإنكماش و الكساد و التباطؤ و الخسائر و التراجع و الركود و كل هذه المصطلحات الإقتصادية السلبية ... كلها علي وشك أن تبدأ ... لو أن بوش أعار إنتباها لهذا .. هل يوقف الحرب التي شنها ليبدأ إنتعاشا إقتصاديا ...

الحرب الأمريكية تكلف كثيرا للغاية .... فالقادة الأمريكيين يتمتعون بقدر كبير من السفه و الإسراف في إستعمال الصواريخ و القذائف ... كم صاروخ توما هوك سقط علي بغداد و كم طلعة نفذت بقاذفات البي 52 و طائرات الأباتشي و البلاك هوك و الهاريير .... كم تتكلف إعاشة الجندي الأمريكي في كل هذه الرفاهية (بالنسبة للجندي العادي اللي المفروض إنه رايح يحارب) ... خيام مكيفة .. و مركز عمليات تكلف الملايين من الدولارات و كل ما أداره هو عمليات فاشلة لم تحقق الحد الأدني من الأهداف المرجوة من الخطة ... في أحد التقديرات فإن الثانية من هذه الحرب تكلف الأمريكان 91435 دولار ... نعم الثانية الواحدة تكلف واحد و تسعون ألف و أربعمائة و خمسة و ثلاثون دولارا أمريكيا فقط لا غير ... يعني أدي 91435 دولار و أدي 91435 ... وهكذا ...

غدا نتابع ....

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...