يحيا الفساد

[القارئ]

مأقسى الأيام التى نعيشها وفيها العدل والقضاء أصبح قضاء سياسى , وقضاء إقتصادى , وقضاء الناس الغلابة, فكم من مدانين حق عليهم أحكام من القضاء ولكن بما أنهم من الواصلين ومن علية القوم خرجوا منها مكرمين بفضل علاقاتهم بشكل أو بأخر بالحكم , وكم من أبرياء وعلماء سجنوا وحكم عليهم القضاء بأحكام مؤلمة لأنهم على غير هوى أهل الحكم , وكم من القضاة الشرفاء الذين يراعون أمانة عملهم , ولهم وقفات مشرفة فى تضميد جراح المظلومين , وكم من القضاة الذين ينفذون مايأمرهم به أهل الحكم , ونسوا أن الحياة دين , وأن هناك أخرة سوف تكون العاقبة فيها سوداء , وإن كان الظالم أنتصر فى حياته فلينظر بعدما يموت ماذا فعل الله بأولاده وأسرته من بعده ,إن إستطاع , فقد وصل بنا الحال أن ننتظر الحكم فى قضية ما ولتكن نزاع على شئ ما سنوات وسنوات , هذا للبسطاء , ولكن إن كان من الشخصيات التى يقال عنها مؤثرة تنتهى فى جلستين أو ثلاثة , وصل بنا الحال أن تطلب محكمة الجنايات الصحفى مفيد فوزى ويرفض الحضور للإدلاء بشهادته فى مقابلته لصاحب عبارة الموت التى فقد فيها ألف مصرى لم يعثر لهم على أثر , وعندما تستدعى محكمة الجنايات يوسف والى مؤسس مرض السرطان فى مصر لسؤاله عن إدخاله مبيدات مسرطنة إلى داخل مصر منذ توليه الزراعة يرفض الحضور , وعندما يأخذ هانى سرور عضو لجنة السياسات بالحزب الحاكم براءة وهو اللاعب الأساسى فى معدات غسيل الكلى الملوثة والتى وردها لوزارة الصحة , وعندما يهرب نواب بالمليارات ولم يصدر أحكام ضدهم وإن صدرت أحكام , فيقولون أنهم لايعرفون أماكن وجودهم , وإن عرفت الدول التى هاجروا اليها يقولون أنهم مواطنون تلك الدول لأنهم حاصلون على حنسيتها , وعندما يتعثر فلاح فى سداد قرض أخذه من بنك التنمية الزاعية تقوم الدنيا بشرفها وقوانينها , وعندما يهتم أهل الحكم بقضايا التجار وتقرر إنشاء محكمة تجارية لسرعة الفصل , ضاع العدل فى بلادنا , وكلنا يحمل بين طياته قصص خاصة بالعدل نخجل أن نسردها , وعندما يتورط قضاة فى تزوير الانتخابات الماضية وتقوم نقابة المحامين ونادى القضاة بنشر القائمة السوداء التى تحمل أسمائم , ماذا نقول ,حسبنا الله ونعم الوكيل , إلى من نلجأ إلا لك يالله , أين العدل فى بلادنا فقد ضاع كما ضاعت أحلام شبابنا ,

ا

[midotheboss]

”إنما أهلك الذين من قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”