اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كيف نخوض الانترنت في معية الله ؟


Recommended Posts

كيف نخوض الانترنت في معية الله ؟

بقلم الداعية فتحي يكن

الانترنت سلاح ذو حدين ، ووسيلة ذات وجهين متعارضين .. ففيه عوامل الهدم والبناء ، والإماتة والإحياء ، والهداية والإغواء ، ووجهة الاستخدام هي الفاصل بين هذا الجانب وذاك ؟

قد لا أكون مبالغا اذا قلت إن في الانترت من الفعالية والجاذبية وسهولة التناول والخوض والتعامل ما يجعله [ أداة العصر ] أثرا ومساحة ، فهو يغطي الكرة الأرضية دون أن يُضاهَى ويُزاحَم ، ويمكن أن يكون بالنسبة للمسلمين المنبرَ الذي تتم لهم من خلاله إقامة الحجة على الناس بالاسلام ، وبلوغ دعوته الى كل انسان في أرجاء المعمورة مصداقا لقوله تعالى : [ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ]النساء 165 ، وصدق الله تعالى حيث يقول [ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكونََ الرسولُ عليكم شهيدا ] البقرة 143

إنما في المقابل ، يجب أن ندرك أن الانترنت محشو بكل انواع والوان الفساد والافساد ، وأن شياطين الانس والجن قد ملئوا هذه الشبكة بملايين المواقع التي تحترف وتتقن فنون الاغواء والاغراء ، مما لا يصدقه عقل أو يخطر ببال ؟

تشير احدى الاحصاءات التي نشرتها مجلة [ تايم ] الى أن عدد المواقع الاباحية بلغت 650 مليون موقعا عام 1998 ، والمتوقع أن يصل الى 8 مليارات خلال هذا العام 2002. وأن واحدا من هذه المواقع لديه اكثر من ثلاثمائة الف صورة خليعة تم توزيعها أكثر من مليار مرة ؟؟ أما في الجانب التجاري فتشير احدى الدراسات الى أن مجموع مشتريات مواد الدعارة عبر الانترنت بلغت 18 مليار دولار ، وهذا ما دفع الباحث " ستيف واترز" لأن يقول ، معلقا على حجم الكارثة : [ إنه غالبا ما تبدأ رحلة الانترنت بفضول ، ثم تتطور بعد ذلك الى إدمان، مع عواقب وخيمة ووخيمة جدا ؟]

إن كل ذلك يجب أن يحتسب ويوضع في الحسبان بين يدي الكلام عن الانترنت والخوض فيه والتعامل معه .

إنه لابد من تجريد النية بصدق قبل دخول شبكة الانترنت ، لتحديد مقاصد هذا الدخول ، فالذي يخوض بغير هدف كالذي يبحر بدون بوصلة ، ومصير الاثنين الضياع الغرق ؟

والذين يتعاملون مع الانترنت كأداة تسلية بحسب زعمهم ، سينسون أنفسهم ويستدرجون من حيث لايشعرون الى حتوفهم ومقاتلهم ؟

ثم إن الجلوس الى الانترنت لفترات طويلة من شأنه يعطل دورة الحياة كلها ، فيشغل عن النهوض بمتطلبات سعادة الدنيا والآخرة ، وهذا هو الخسران المبين , هذا فضلا عما يتسببه ذلك من فقدان القدرة على التركيز الذهني , والاختلاطات العقلية ، نسأل الله تعالى العفو والعافية .

أما ان نكون في معية الله تعالى ونحن نخوض هذه اللجج الانترنتية العاتية في بحر الظلمات ، فهذا يفرض أن نكون في معيته تعالى من قبل ومن بعد .. يعني أن نعيش هذه المعية ، في كل أحوالنا وشؤوننا وظروفنا وأيامنا .. فالمعية لا تستعار استعارة ، أوتصطنع اصطناعا .. فلا تكون حالة عرضية مؤقتة أوعلامة فارقة عارضة ، وانما هي حالة ثابتة ، تنمو ولا تذبل ، وتكبر ولا تصغر ، وتزداد ولا تنقص .

وتحقيقُ هذه المعية ، يلزمه كبحُ جَماح النفس عن أهوائها وضلالاتها، ودفعها وسوقها في سلم كمالاتها، بمحاذرة الغفلات، ومنازلة الوسوسات، ومغالبة النزوات والشهوات، ثم بدوام المراقبة واستمرار المحاسبة، مع أخذ النفس بالعزائم، والزامها الفضائل والمكارم ، وبخاصة وأننا في زمن الفتن والعجائب، الذي اختصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعديد من تنبيهاته وتحذيراته وإنذاراته ، حيث يصبح الحليم حيرانا ، ويضحى المعروف منكرا والمنكرُ معروفا، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : [ إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، فتنا كقطع الدخان ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، يصبح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع أقوامٌ خلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا ] رواه أحمد.

فنسأل الله تعالى العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية ، ونسأله تعالى من خير هذا الزمان وخير اهله ، ونعوذ به من شره وشر أهله . وعفى عنا ، وغفر لنا ، وأحسن عاقبتنا ، وختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ، إنه سميع مجيب

القرآن الكريم و السنة النبوية هما الحقيقة المطلقة فى حياتنا وكل شئ غيرهما قابل للاختلاف والجدال .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...