اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مجدي مهنا


إيزيس

Recommended Posts

يعتذر

بقلم حمدى رزق ٢٧/١/٢٠٠٨دوما يعتذر، يصدمنا كل صباح باعتذار قُدّ من صخر الكلمات، تصبح الصفحة الأخيرة فراغا حوله، لا أحد يملأ مكانه، غيابه يجب كل حضور، كلماته ليست كالكلمات، بللور صافٍ من نفس صافية تحب الحب في أهله وتبغض البغض في أهله.

يعتذر كثيرًا، وَلِف علي الاعتذار، استكان للألم، لا أستسيغ من مجدي مهنا اعتذارا.. يعتذر.. إذن هناك ما يمنع تدفق النهر من أعلي هضبة الوطن، لعل المانع خير، خير عليك أينما تحط طائرًا مغردًا في سحاب ماطر، يحمل الخير إلي ربوع قاحلة، تنتظر كلمة صدق شفافة.

تمنيات بالخير، وصلوات من كل الطيبين، إنهم ينتظرونك علي الصفحة الأخيرة، من يحبه الله يحبب فيه خلقه.. ومجدي يتحب، عطوفٌ قلم مجدي، حنين من الحنية، من أين له كل هذا الحنان، يكتب بحروف منقوشة من اسم الوطن، لا يبغي جاهًا ولا مالاً.. أموال الدنيا لا تعوض عن حرف من كلماته.

قلم طيب في زمن يتسيد فيه الأشرار الحاقدون، لماذا يتمتع الأشرار بصحة جيدة، لماذا يختار الألم أبواب الطيبين؟ هل لأنهم قادرون علي احتمال الضيف الثقيل، لا يضجرون؟ إنهم - فقط - يعتذرون.

مُقل مجدي في الكلمات، لا يزيد ولا ينقص، يغيب، تغيب الشمائل والفضائل.. في غيابه حاضر، الغائب الحاضر، لماذا يغيب؟! لا تغيب يا مجدي، داوها بالتي هي الداء، بالكتابة، الكتابة دواء، كم تخفف بكتاباتك من آلام، اكتب، الألم يصهر الروح، الألم يخاف الأرواح الشجاعة.

أشتاق لجلسة ساعة المغربية علي مقهي علي قارعة عمارات العرايس بشارع قصر العيني، وحدنا، أستمع إليك، نقتات همًا، وحزنًا وفرحًا، في أحلك اللحظات لا تغيب الابتسامة عن محياك ياصديقي، قلم (متربي) علي الحب، مغموس في ماء معين، سائغا شرابه للشاربين، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

لا تعتذر، كفي اعتذارا، هناك من يدفع من قوت يومه ليقرأ كلماتك، نستوحش غيبتك، أوحشتنا، لتحضر حالا، لا أطيق اعتذارك علي الصفحة الأخيرة، وأنا أخط تلك الحروف التي تخرج من القلب، ترسم في الهواء كلمات ملؤها الحب، الذي نثرته ورودًا في برية قاحلة تشتاق إلي المطر.

لا تعتذر، كم أكره ذلك البرواز البارد الذي يملؤه الاعتذار، كم أحب تلك الزاوية هناك في الركن اليمين من الصفحة الأخيرة دافئة حبلي بالكلمات الطيبات، أكره جدا إعلانات الصفحة الأولي والأخيرة، علي الأولي تحرمنا من أخبار الوطن، وعلي الأخيرة تدفع بمجدي مهنا إلي الداخل، الصفحة الأخيرة مرسومة عليه، مكتوبة علي اسمه.

الشديد القوي هو ما يمنعك، ولكنك تصمت علي الألم، تصبر وتصابر إن الله مع الصابرين، مهما كانت العلاجات فإن الدعوات التي تتنزل عليك أقوي من كل الروشتات، الدعوات الصالحات تقهر الألم، وفر دواك أحسن يا طبيب.

وماذا نفعل بالاعتذار، اكتب ولو بضع كلمات، ما تيسر، هناك من ينتظر، لهفتهم علي كلمات «في الممنوع»، اكتب لنا، اكتب عنا، وعن أحوالنا، عن اللي كان والقدر والنصيب، اكتب.. ففي الكتابة راحة، الكتابة عبادة لو أخلص الكُتّاب.

يسألونني عنك، وأجيب: لا أعلم، أتلقي علي بريدي أسئلة لهفي، عندما ستكتب إذن أنت في خير حال.

المقال السابق من جريدة المصري اليوم التي غاب عنها مجدي مهنا لأسباب صحية ...أسألكم الدعاء له كما أن أحمد المسلماني اشار في برنامجه إلى قصيدة كتبتها شاعرة كويتية لمجدي مهنا وأنها نشرت اليوم في المصري اليوم لكن لم أجدها في الموقع ..أرجو ممن يجدها أن ينقلها لنا وله كل الشكر.

تم تعديل بواسطة قرنفل

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...