اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مصر التي في خاطرهم


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

مقال قديم نسبياً أعجبني على المصري اليوم للصحفي عاطف حزين..

حين تكتفي الصحافة باللطم وشق الصدور والجيوب علي هذا الوطن، فليس أمام القراء سوي السير في جنازات يومية وأسبوعية لتوديع مصر.

ولكن أي مصر.. فكلنا صنع «مصر» خاصة به وحده لا يشاركه فيها أحد، اختصر بعضنا الوطن في «إنچي» بنت الأمير رغم أنه لا يشبه علي ابن الريس عبدالواحد، واختصر البعض الآخر الوطن في خمسة شوارع قاهرية تسكنها النخبة الحاكمة مع أن ذلك البعض جاء من الأرياف،

ويدرك أن مصر ليست القاهرة حتي وإن كانت العاصمة، أتحدث إليكم عن رؤساء تحرير الصحف المصرية من قومية ومعارضة ومستقلة، من يومية إلي أسبوعية إلي شهرية، أتهمهم جميعا بأنهم «توهوني» بين كذا مصر، فلا أعرف إن كنت أنا الذي ضل الطريق أم هي الحقيقة التي تاهت بين كل تلك الأوطان التي تحمل اسما واحدا: مصر.

لابد أنكم لاحظتم مثلي أن مصر في «دستور» إبراهيم عيسي ليست- بالتأكيد- مصر في «فجر» عادل حمودة حتي وإن تشابهت مع «صوت» وائل الإبراشي.

هل مصر في «أسبوع» مصطفي بكري تمت بصلة قرابة إلي مصر المزهزهة في جريدة عبدالله كمال؟ هل مصر الأهرام والأخبار والجمهورية والمساء والمسائي هي نفسها التي تطالعنا من صفحات «المصري اليوم»؟ لابد أن مصر هي تلك الكائنات اللذيذة التي لم ترصدها سوي «عين» يسري الفخراني.

أرأيتم.. نحن نعيش دون أن ندري في «كذا مصر»، ومع ذلك لم يستثمر أحدهم الموقف لينظم مسابقة جائزتها مليون جنيه لمن يجيب عن هذا السؤال: ضع علامة «صح» أمام مصر الحقيقية.

أعلم - مقدمًا- أن أحدا لن يفوز في هذه المسابقة لأن الإجابة «الصح» ليست موجودة بين كل هذه الاختيارات لتظل مشكلتي ومشكلة القراء قائمة: مصر راحت فين؟

شخصيا لا يمكن أن أصدق أن تكون مصر هي الغامقة الغارقة في الفساد، الضائعة إلي ما لا نهاية، التي لا تراها سوي نظارة إبراهيم عيسي، كما لا يمكن أن أهضم مصر التي تسوق لها الصحف القومية، وكيف يمكن أن أصدق مصر التي في «وفد» أنور الهواري، وهي ترتفع وتنخفض مع توازنات أصحاب الحزب الجدد خوفا أن تأتي لهم الحكومة بنعمان جمعة مرة أخري؟ وأظن وليس كل الظن إثما، أن مصر الواردة في «حكايا» عادل حمودة والتي تفوح بروائح التوابل الهندية والإفريقية والتي تتلفع بمقدمات أخاذة وعناوين فتاكة هي مصر الحقيقية،

إنها عملية تنويم مغناطيسي محكمة يقوم بها الساحر عادل حمودة لا نفقد أثناءها - لحسن الحظ - أعز ما نملك، ولا يمكن أن تكون مصر عبدالله كمال المستحمية بالشامبو والبلسم السابحة في بانيو الديمقراطية التي تجفف نفسها بروب العدالة تمت إلي الواقع بصلة رغم أن عبدالله سيقول لك إذا اعترضت: اذهب إلي أقرب مستشفي رمد لتعالج عينيك لأن العيب فيك وليس في مصر الحلوة المستحمية الديمقراطية العادلة.

سيسألني أحدكم: ولماذا نبحث عن مصر بعيون هؤلاء وقد خلقنا الله أحرارا علي رأي الزعيم أحمد عرابي ووضع في وجوهنا عيونا نري بها وأنوفاً نشم بها وآذانا تسمع دبة النملة؟.. المسألة أنني أعشق تعدد الرؤي شريطة ألا تتعدي علي الثوابت، لكننا نعيش عصر انهيار الثوابت وبالتالي تحول التعدد إلي تعد.. تعد علي الفقراء بتسويد الدنيا في عيونهم عن طريق بعض الزملاء، أو إغراقهم في أنهار اللبن والعسل عن طريق زملاء آخرين.

التعدي علي بعضنا حين نصر علي أننا نحتكر الحكمة والصواب وأن من يختلف مع رؤانا خونة جهلاء وإخوان وعملاء وتنظيم قاعدة.. إلي آخر قائمة التهم الجاهزة.

أدرك أن هذا المأزق الذي جعل رؤساء تحرير الصحف المصرية لا يصلُّون باتجاه قبلة واحدة إنما يرجع إلي الخلط بين الوطن ومن يحكمونه، فانشغلنا بما يجب الاتفاق حوله وتفرغنا في مزادات غريبة ودعتها الصحافة العالمية منذ زمن بعيد، فبعضنا يري أن مبارك هو أفضل رئيس حكم مصر، فيرد عليه البعض الآخر بالعكس، بعضنا يعتبر أحمد نظيف موظفاً يؤدي عمله بامتياز، وبعضنا يراه لا يصلح لإدارة «كوفي نت» بعضنا يري حبيب العادلي رجل أمن متوازناً وموضوعياً وبعضنا يعتبره زعيما لزبانية جهنم، يا أخي صل في اتجاه القبلة التي تختارها ولكن لا توصمني بالكفر لأنني أيمم وجهي شطر قبلة أخري، ولتعلم أن حكاية أسوأ وأفضل لم يعد لها وجود.

والنتيجة أن الوطن ضاع في التفاصيل وتاه في شوارع العروبة بمصر الجديدة ومجلس الشعب ومبني الحزب الوطني مع أننا لا يجب أن نبحث عنه هناك، لأنه موجود في شوارع أخري ومدن ليست «قاهرة» وقري ليس لها علاقة بالقرية الذكية ونجوع لم نفكر حتي الآن في وضعها علي الخريطة.. خريطة الوطن المصري.

http://almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=49979

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

مقال لطيف فعلا

أنا سعدت تحديدا بالجمله دى

وأظن وليس كل الظن إثما، أن مصر الواردة في «حكايا» عادل حمودة والتي تفوح بروائح التوابل الهندية والإفريقية والتي تتلفع بمقدمات أخاذة وعناوين فتاكة هي مصر الحقيقية، إنها عملية تنويم مغناطيسي محكمة يقوم بها الساحر عادل حمودة لا نفقد أثناءها - لحسن الحظ - أعز ما نملك،

لأنّى خفت يكون حديثى عن مقالاته بهذا الشكل

"عادل حمّوده" كنت أقرأ له بشغف زمان ما يتعلّق بحواديته عن "مارينا" و تلك المتعلّقه باغتيال العلماء المصريين !! الحقيقه عنده موهبه لا تنكر فى صياغة الحواديت و أنا بامووووووووووت فى الحكاوى !! لا أنسى كذلك مقالاته التى كانت تنشر فى الأهرام و التى تشعر بعد قراءتها أنّك كنت فى كهف مسحور و خارج و الدخّان طالع من مناخيرك و ودانك!!

فيه بعض التجنّى عليه :blush2:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      كتبت من ايام انه إحصائيا لا يصح وصف المصريين بالفساد …  و اليوم اكتب عن المظاهر الهايفة للفساد التي تزعج الشباب و بسطاء المواطنين  الشكوى مثلا من التعامل UBER شركة النقل التشاركي حيث يعمد السائق إلى ممارسات تؤدي لزيادة  الشكوى من ممارسات الشرطة على الطرق و افتعال مخالفات مرورية غير صحيحة  … و الحل هو إجراءات و آليات من قبل تفتيش الداخلية  ليتمكن المواطن أن يرفع شكواه لحظيا لتفتيش الداخلية الذين بالضرورة يعرفون اسماء القائمين على اي كمين في مكان  اكيد حكايات الناس فيها مبالغات مغرضة او
    • 3
      إحصائيات بناء هرم خوفو نعرفها الآن و بعد مرور مايزيد على أربعة آلاف سنة عارفين التفاصيل - عدا طبعا إحصائيات الأمن و السلامة. ما سبق كان إستهلالا لابد منه أنا لا أقلل من حجم و قيمة الأعمال التي تمت و تتم لكن من حقنا أن نعرف أكيد هناك أرقام قياسية ممكن نفخر بها من سويعات تحدثت مع المهندس عمر الكومي - من أكبر خبراء إسالة الغاز الطبيعي في العالم - و كان المسئول الأول عن مشروع مصنع إسالة الغاز في دمياط  ذكر لي أنه كان مستهدفا إستكمال المشروع ٣٥ مليون ساعة عمل بلا حوادث - لكن بعد مرور ٣
    • 0
      طالعتنا و سائل الإعلام  بنصوص التحقيقات فيما يعرف بقضية الفساد في وزارة الصحة في مصر ويظهر فيما نشر أن المسألة أن الرجل كان يسعى لحل مشكلة وقف ترخيص مستشفى خاص غير مطابق للمواصفات في سياق مغاير يمكن القول - دينيا - أن الرجل كان بسعى في حاجة أخيه المسلم   و قل في ذلك ما شئت ألا يمكن لأزهرنا الشريف و جهات الإفتاء  أن تتدخل و تضع صياغات منطقية تتناسب مع العصر   حتى لا تكون النصوص الدينية مطية للفساد و الرشوة ؟
    • 0
      قال تعالى في سورة التوبة وهم ثمانية {إِنَّمَا ٱلصَّدَقَـٰتُ لِلۡفُقَرَاۤءِ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡعَـٰمِلِینَ عَلَیۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَـٰرِمِینَ وَفِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِۖ فَرِیضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ}.
    • 0
      يصر الناس أحيانًا على أن الحصول على مدرب شخصي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في إنقاص الوزن. ولكن هناك الكثير من الطرق الأخرى للحصول على هذا النوع من الدعم الذي يمكن أن يقدمه لك هؤلاء المدربون الشخصيون ، وعادة ما تكون هذه الطرق ضائعة أكثر فعالية من حيث التكلفة. ستمنحك هذه النصائح فرصة لمعرفة طرق أخرى للحصول على نفس النوع من الدعمفيلجأ كثير من مرضي السمنة الي عملية تكميم المعدة لتوفير وقت ولعدم القدرة علي الدايت .. طريقة رائعة لفقدان الوزن هي تناول وجبة فطور كبيرة ووجبات غداء وعشاء أصغر. بهذه الط
×
×
  • أضف...