اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أول استشهادية تهاجم مستوطنة مع ابنها


Recommended Posts

نابلس- مها عبد الهادي- إسلام أون لاين.نت/ 26-1-2003

رغم مشاركة المرأة الفلسطينية في العديد من أشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها العمليات الاستشهادية، فإن مشاركة امرأة في وحدة "كوماندوز" فلسطينية تقتحم المستوطنات تعد سابقة هي الأولى من نوعها، ليس فقط من حيث طبيعة المشاركة، بل لكون هذه المرأة سيدة كبيرة يفوق عمرها الأربعين عاما.

فعضوة "الكوماندوز" التي يدور الحديث عنها هي سعاد صنوبر جود الله -46 عاما- والمثير في قصة هذه المرأة التي رافقتها مراسلة "إسلام أون لاين.نت" مع أفراد عائلتها أنها لم تكن امرأة عادية، بل امرأة متدينة وصبورة، اكتسبت محبة واحترام كل من حولها، وكانت مثالا للمرأة الفلسطينية المكافحة قبل أن تصبح نموذجا آخر للمرأة الفلسطينية الاستشهادية.

عرف الجمهور الفلسطيني قصة سعاد يوم الجمعة 24-1-2003 حينما أعلنت مصادر إسرائيلية أن "سعاد" وشابا آخر (أيمن رشيد حلمي حناوي) وهو عضو في كتائب عز الدين القسام استشهدا إثر هجوم بالقنابل اليدوية على موقع للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، مضيفة أن الشهيدين كانا في عداد مجموعة "كوماندوز" من 4 مقاتلين ألقت قنابل يدوية وفتحت النار على موقع للجيش الإسرائيلي شمال نابلس، وبالتحديد على طريق مؤد إلى مستوطنة "شافيه شومرون" شمال نابلس، وكانت النتيجة أن استشهد عضوان في المجموعة -كانت سعاد أحدهما- فيما أصيب نجل سعاد بإصابات خطيرة، ولم يعرف مصيره بعد أن اختطفته قوة إسرائيلية.

بداية القصة

لم يكن الوصول إلى بيت سعاد صنوبر الواقع على شارع "زواتا" على المدخل الغربي لمدينة نابلس صعبا بعد أن أصبح جميع سكان المنطقة كبيرهم وصغيرهم يعتبرونه أحد المعالم البارزة في حيهم لكثرة الصحفيين والمعزين الذين زاروا البيت خلال الأيام الثلاثة الماضية.

كان السكون يلف أرجاء ذلك البيت المتواضع حينما دخلته مراسلة "إسلام أون لاين.نت" الأحد 26-1-2003 فكل زاوية فيه كانت تذكّر أفراد العائلة المتجمعين في قاعة الضيوف داخل المنزل بوجود سعاد، ففي إحدى الزوايا كانت صورتها مع أبنائها الخمسة وزوجها محمود، وفي زاوية أخرى يروي أفراد العائلة كيف قامت سعاد بعد استشهاد ابنها أحمد بتعليق صورته ووضعت عليها شارة سوداء.

"اغتيال أحمد كان نقطة فاصلة في حياة أختي سعاد -رحمها الله- فقد ازداد حديثها عن الشهادة، وأصبح الحزن لا يفارق محياها، لكنها كانت صابرة…".. هكذا بدأت لينا شقيقة الشهيدة سعاد والتي تعمل في أحد المكاتب حديثها لشبكة "إسلام أون لاين.نت"، وأضافت قائلة: "رغم أن قصة استشهاد سعاد ما زالت غامضة بالنسبة لنا فإنها نالت الشهادة كما كانت تتمنى، فنحمد الله على هذا المصير".

وكان ابن سعاد جاد الله البكر أحمد -24 عاما-، وهو ناشط في حركة الجهاد الإسلامي قد استشهد مع فدائي آخر من الحركة نفسها أثناء اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2002 بعد أن بقي مطاردا لمدة 3 أعوام.

وفي سؤال حول مشاركة سعاد أفراد المجموعة الفدائية في اقتحام مستوطنة "شافيه شومرون" وزرع عبوات ناسفة قرب المستوطنة.. تجنب الجميع الحديث عن هذا الموضوع لقلة المعلومات المتوفرة، ولحساسية الموضوع بالنسبة للعائلة، ولكون الشاهد الوحيد (عبد الله نجل سعاد) قد اختطف فور العملية ولا يعلم أحد بمكان وجوده، وآثر الجميع الحديث عن سعاد الأم والإنسانة.

محمود جود الله زوج الشهيدة قال لشبكة "إسلام أون لاين.نت": إن "سعاد" كانت نعم الزوجة الصابرة والمكافحة في بيتها، وأضاف قائلا: "رغم أن أحوالي المادية كانت غير ميسورة منذ بداية زواجنا فإن سعاد أصرّت على مشاركتي الحلوة والمرة، وكانت تساعدني بكل ما استطاعت لتزيد دخل العائلة رغم المسؤولية الملقاة على عاتقها برعاية بيت به 5 أبناء كلهم من الذكور".

وتابع: "لقد كانت نعم الأم لأبنائي؛ فقد ربتهم على الدين وعلى الأخلاق الحميدة حتى أحبهم كل من تعامل معهم… إننا جميعا سنفتقد غيابها عنا، لكنها ستبقى حاضرة في أذهاننا، فسعاد موجودة في كل تفاصيل حياتنا"، على حد تعبيره. وعبر زوج الشهيدة عن فخره لكون زوجته قضت شهيدة كما كانت تتمنى بعد استشهاد نجلها أحمد.

وللشهيدة 5 أبناء، أكبرهم محمد -24 عاما-، والثاني الشهيد أحمد -22 عاما- الذي اغتيل عام 2002، وعبد الله -19 عاما- اعتقل وهو مصاب، وياسر -16 عاما-، وأنس -12 عاما.

أما نجل الشهيدة "ياسر" فيقول: "كانت أمي حنونة تخاف علينا من كل شيء، لكن ظلم الإسرائيليين وجبروتهم هو الذي دفع بها للتضحية بنفسها، ليس من أجلنا فقط بل من أجل كل أم فقدت ابنها شهيدا أو جريحا أو أسيرا… إنها كذلك كانت دائما تفكر بالجميع".

ويضيف: "لا بد أن شخصية أخي أحمد المجاهدة الذي رافقته أمي في سنوات المطاردة التي تعرض لها لأكثر من 3 سنوات قد أثّرت عليها؛ لقد كانت قبل استشهاده تحضّر له الملابس والطعام يوميا في المكان الذي كان يختبئ فيه".

اما ابنة عمها "حنين منصور" فتقول: إن "سعاد" كانت تتحمل مسؤولية كبيرة كأم وكربة منزل، إلا أن ذلك لم يمنعها من المشاركة في الحياة العامة والنشاطات الدينية والاجتماعية المثمرة وحضور حلقات الدين وقراءة وحفظ القرآن الكريم الذي كانت تحفظ منه أجزاء كثيرة.

وتؤكد حنين أن كل من تعامل مع سعاد علم بمدى تدينها منذ سنوات عديدة، واحترمها؛ ولذلك لم يكن مفاجئا لأحد أن يعلم الوجه الآخر لسعاد المقاومة والرافضة للاحتلال والظلم.

حماس تنعى "سعاد" وتتوعد بالانتقام

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدينة نابلس قد نعت الشهيدة سعاد صنوبر جود الله، وتوعدت بالانتقام لها ولدماء كل الشهداء.

ووسط حضور كبير تدفق آلاف المواطنين في نابلس على بيت العزاء الخاص بسعاد والشهيد الحناوي.

وازدانت المنطقة بالأعلام الفلسطينية والرايات والبوارق الخضراء واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال. وأقيمت عدة مسيرات وعروض مسلحة صوب الديوان، بينها مسيرة شارك فيها عدد من المسلحين من كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام حيث ألقيت الكلمات التي تؤكد على مواصلة درب الاستشهاد والمقاومة.

الاستشهادية الإسلامية السادسة

وتعتبر سعاد جود الله هي الاستشهادية السادسة بعد 5 استشهاديات فلسطينيات أخريات، فالاستشهادية الإسلامية الأولى كانت دارين أبو عيشة -21 عاماً- منفذة الهجوم الاستشهادي على أحد الحواجز العسكرية قرب مستوطنة "مودعين" غرب رام الله مساء 27-2- 2002.

أما بقية الاستشهاديات فهن: وفاء إدريس ابنة مخيم الأمعري قرب رام الله وهي الاستشهادية الثانية التي نفذت عملية في شارع حيفا بالقدس عام 2002 وأوقعت العديد من القتلى والجرحى الاسرائيليين.

والاستشهادية الثالثة هي نورا شلهوب ابنة -16 عاما- من طولكرم التي هاجمت جنودا إسرائيليين على حاجز الطيبة القريب من طولكرم، واستشهدت بعد أن أطلق عليها الجنود النار.

والاستشهادية الرابعة كانت أسماء دوريش - 16 عاما- والخامسة هي عندليب طقاطقة من بيت لحم.

وقد دفع تزايد إقبال النساء على المشاركة في العمليات الفدائية ضد الجيش الاسرائيلي العديد من المراكز إلى البحث عن أسباب هذه الظاهرة؛ فوفق دراسة أعدها نادي الأسير الفلسطيني خلال عام 2002 لوحظ إقبال المرأة الفلسطينية على الانخراط والمشاركة في الأعمال الانتفاضية ومقاومة الاحتلال بشكل مميز وبشكل لم يسبق له مثيل، وهي ظاهرة -كما تقول دراسة النادي- تتصاعد مع استمرار عمليات القمع والبطش للشعب الفلسطيني الذي يقاوم ما تقوم به قوات الاحتلال التي تسعى لتدمير كل مقومات حياة أفراد هذا الشعب.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت منذ بداية أبريل 2002 وحتى منتصف يناير 2003 نحو 42 امرأة فلسطينية، معظمهن تتراوح أعمارهن ما بين 15-25 عاما، وهن من الجيل الشاب من طالبات المدارس والجامعات. ويلاحظ أن الفتيات المعتقلات أبدين استعدادا للقيام بعمليات عسكرية مثل طعن الجنود، أو محاولة لتنفيذ عمليات استشهادية، أو المساعدة في أعمال المقاومة.

وحسب دراسة النادي فإن ازدياد انخراط النساء في أعمال المقاومة مرده الإحساس العام لدى الفلسطينيين بأنه لم يعد هناك شيء يخسرونه أمام عمليات القتل والمجازر والاغتيالات والتدمير التي يقوم بها جيش الاحتلال في الأشهر الأخيرة؛ مما خلق دوافع واستعدادات أكبر للمشاركة في المقاومة والانتفاضة لدى النساء.

وأشارت الدراسة الى أن مشاركة المرأة لم تعد بتلك الصعوبة، بل إن ثقافة التحرر من الاحتلال والخلاص من القهر أصبحت هي مادة التعبئة والتوعية في المجتمع الفلسطيني لتكسر الكثير من القيود أمام مشاركة المرأة واتخاذها لدورها وقرارها.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      كانت بداية تجربة الأستاذ أحمد عباس صالح فى مجلة التحرير عندما كلفه البكباشى أنور السادات بكتابة دراسة عن الزعيعرض الصفحة
    • 0
      دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—هاجمت النائب الأمريكية، إلهان عمر، المملكة العربية السعودية وذلك في تغريدة عقّبت فيها على أول صورة للناشطة السعودية، لجين الهذلول نشرتها أختها عقب الإفراج عنها. وقالت النائب الأمريكية في تغريدتها معلقة على صورة لجين الهذلول: "هذه أخبار رائعة! كنا ندفع صوب هذا لوقت طويل، الآن يجب على المملكة العربية السعودية السماح لها بمغادرة البلد وإطلاق سراح الناشطات الحقوقيات اللاتي لازلن في السجن.." وتابعت إلهان عمر قائلة: "على السعودية أن تتوقف... View the full a
    • 0
      بعد خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووصفه الصين بأهم منافس لأمريكا، جرى اتصال مباشر من أعلى المستويات بين بكين وواشنطن بين كبار الدبلوماسيين الصينيين ووزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن.. وفي تقرير إيفان واتسون مراسل CNN، المزيد عن التفاصيل. View the full article
    • 1
      تأثرت ايما تأثر عندما قرأت هذه القصة المأساوية فهي قصة ام متفانية في الامومة كما ذكر التقرير لكن لا اعلم ما هو الهوس الذي سيطر عليها عندما لم يستجب ابنها الصغير لحفظ القرأن الكريم وهي مقيمة في بريطانيا يقول التقرير انها اتمت حفظ القرأن الكريم والذي اعلمه ان القرأن الكريم يهذب النفوس والاخلاق حتى ان تلاوة القرأن تظل طاردة للرديء من القول ولذلك ينعكس ذلك على اخلاق حفظة كتاب الله لن اقول اين الامومة واين الحنان فهما امر فطري كما تعلمون اشد ما المني هو تصرفها بعد ان تيقنت من موت ابنها نتيجة ضر
    • 18
      الشهيد إسلام فتحى إبن لكل المصريين الشهيد جابر صلاح إبن لكل المصريين الأطفال شهداء مزلقان المندرة - منفلوط - أسيوط أبناء لكل المصريين الجنود الستة عشر الذين اغتيلوا فى رمضان .. أبناء لكل المصريين كل الشهداء أبناء لكل المصريين ولكن حرم السيد رئيس الجمهورية اختصت إبنا واحدا لتقدم واجب العزاء فيه وكأن باقى الشهداء الذين قضوا فى حياتها كحرم الرئيس من أبناء البطة السودة ربما تكون قد عبرت عن تعازيها بشكل آخر ولكن إسلام له وضع خاص .. والحنية تجاهه حنية خاصة أما الحنية تجاه باقى الشهداء فه
×
×
  • أضف...