أشجار من البلاستيك.... غباء؟ أم إفتراء؟؟ أم فهلوة؟؟

[الأفوكاتو]

أشجار من البلاستيك.... غباء؟ أم إفتراء؟؟ أم فهلوة؟؟

أعمدة

42407 ‏السنة 126-العدد 2003 يناير 14 ‏11 من ذى القعدة 1423 هـ الثلاثاء

من قريب

بقلم : سلامة أحمد سلامة

نخيل من البلاستيك‏!‏

فوجيء سكان القاهرة في أحياء محافظة الجيزة قبل عدة أسابيع‏,‏ وفي غمرة الانشغال بمشكلة جراج نادي الجزيرة‏!!‏ بنمو أشجار للنخيل من البلاستيك‏..‏ تزين بعض الميادين والشوارع الرئيسية‏,‏ وتضيء في الليل بأنوار النيون الصفراء أو البرتقالي‏.‏وكان أكثر مايلفت النظر أن توضع اشجار النخيل البلاستيكية متحدية الأشجار الطبيعية الخضراء امام حديقة الحيوانات وحديقة الأورمان‏..‏ وعند المتحف الزراعي بالدقي‏,‏ وكلها تعتبر من أقدم وأعظم حدائق الاشجار النادرة التي تضم انواعا مختلفة من النخيل البلدي والافرنجي والنباتات الطبيعية التي يعود تاريخها إلي بدايات القرن‏,‏ والتي صممت لتمد القاهرة بمساحات خضراء من الجمال الطبيعي ثم أصبحت بعد ذلك رئة تتنفس من خلالها المدينة المكتظة بملايينها الخمسة عشر وسياراتها التي تتعدي المليونين‏.‏لست أدري من هو صاحب الفكرة الذي تنبأ لمحافظة الجيزة بأنها ستتحول في القريب إلي محافظة صحراوية تزحف الرمال عليها وتموت الخضرة والشجر بين أحضانها أو بفعل الإهمال فسارع باستيراد هذه الفكرة من دول الخليج التي لاتنمو فيها الاشجار الطبيعية بسهولة بسبب نقص المياه وحرارة الجو‏..‏ ومن الطبيعي أن ترحب الادارات المسئولة عن رعاية الأشجار والحدائق في المحافظة بهذه الفكرة‏..‏ بأن تحل الأشجار الكهربائية البلاستيكية محل الاشجار الطبيعية في طول المحافظة وعرضها‏..‏ لأن الاشجار البلاستيكية لن تحتاج إلي عمال للنظافة او الري ولن تكلف الدولة شيئا وسوف يعيش موظفو هذه الادارات في اجازة دائمة من الكسل والتنبلة‏.‏ولكن المسألة ليست بهذه البساطة‏..‏ فقد لفتت ظاهرة النخيل البلاستيكية انظار مجلة كايرو تايمز الانجليزية التي دهشت لإقدام بلد زراعي مثل مصر‏,‏ نشأت علي ضفاف نيله الخالد مهنة الزراعة ويضم فئة ضخمة من أكبر خبراء واساتذة الزراعة في مصر‏,‏ علي استخدام النخيل البلاستيك لتزيين ميادينها وشوارعها كما يقال لاغراض اعلانية واتضح ان احد المستوردين أقنع المسئولين بذلك حيث تباع النخلة الواحدة بـ‏7‏ آلاف جنيه لرجال الاعمال ويتم استيرادها من الصين‏..‏ اي نعم من الصين التي نستورد منها كل شيء الأن من الابر إلي فوانيس رمضان إلي الملابس والمنسوجات القطنية‏.‏في كل بلاد العالم يفضل الناس الاشجار والنباتات الطبيعية التي خلقها الله‏,‏ولكننا من فرط البلادة والكسل أصبحنا نفضل الاشجار والزهور والنباتات الصناعية المصنوعة من البلاستيك‏..‏ وفي الاغلب فإن كثيرا من الناس لايدركون أهمية الاشجار والنخيل والخضرة في تنقية الهواء والتقليل من آثار السحابة السوداء‏..‏ ولكن الواضح ان الشركة المستوردة لنخيل النيون البلاستيك ليست هي المستفيدة الوحيدة‏..‏ كما ان انعدام التمييز بين القبح والجمال‏,‏ بين الذوق الرديء والذوق الجميل أصبح عاهة منتشرة في جميع المستويات

[mnman]

غباء + افتراء + فهلوة + كسل + تنبلة + بجاحة + قلة ادب + انعدام الزوق + سرقة +.......ألخ = الحكومة المصرية من وزراء الي محافظين الي موظفين .....ألخ

[ابو حلاوه]

اشجار البلاستيك دي بتفكري بكل شئ في مصر....... الاحزاب ....... الانتخابات .......... مجلس الشعب ......... الديموقراطية....... 3 في المائة فقر............... مناااظر و خلاص ....... مستكترين ليه عليهم انهم يحطوا شجر عيرة

[إبن مصر]

كفايه بقا يا أعداء النجاح :mad: :mad: :mad:

وفيها ايه نخل بلاستيك؟؟؟ده حتا البلح بتاعه هايبقى مكهرب ومن غير نوا !!!!!!!!!!!

برضه بحبك يا مصر

ابن مصر

[عادل أبوزيد]

الموضوع فعلا جاد و تؤلمنى فعلا التعليقات الهزلية. أتصور ان الفاضل محمود الأفوكاتو عندما وضع مساهمته هذه كان كمن يصرخ " النجدة يا هوووووه "

الخبر فعلا صدمنى و إذا كان الشىء بالشىء يذكر فهناك قصة حقيقية حدثت فى الإمارات فى بداية نهضتها اتصور فى اوائل السبعينات او ربما قبله فقد استحضروا خبيرا فى ال landscape من أجل تنسيق و تجميل المدينة و الرجل - اقصد هذا الخبير - بريطانى الجنسية و لمن لا يعرف الجنسية البريطانية - وقتها - كانت تفضل اى جنسية أخرى بما فيها جنسية الإمارات نفسها و نظر الخبير حوله يمنة و يسرة فلم يجد الا الرمال القاحلة و يبدو انه قام بدراسة جدوى الزراعة " فى رأسه " ووجد ان الأمر يتطلب مصروفات هائلة لزراعة طرقات المدينة و ايجاد عدد من الحدائق الجميلة او لعله استكثر المدة المطلوبة - لا أحد يعرف - و كان ان تقدم ذلك الخبير باقتراح مبنى على استخدام نباتات من البلاستيك و عزز اقتراحه بكل ما قدره الله عليه من بيانات و ارقام ...الخ الخ

و المفاجأة ان الشيخ زايد رئيس الإمارات و الرجل البدوى الذى لا تجرى فى بلاده اى انهار جارية يأخذ قراره بترحيل الخبير البريطانى على أول طائرة .....!!!! و الف علامة إعجاب من عندى

نعود الى موضوع النخيل البلاستيك فى القاهرة و اتسائل ألا من ضوابط لقدرة المحافظ على هذا العبث ؟؟ أكاد أجزم أن هناك قوانين و قواعد تنظم و تضبط العمل فى المدينة و لكنها غيبة الشعور بالمسئولية من قبل القيادات الشعبية فى القاهرة

و لقد ورد فى جريدة الأهرام اقصد بريد الأهرام رسالة من مواطن سكندرى يعيب على القاهريين عدم التمسك بالقوانين التى تحمى البيئة و التى بمقتضاها تمكنت القيادات الشعبية السكندرية من وقف مشروع جراج تحت حديقة الشلالات كما يزمع محافظ القاهرة انشاء جراج تحت مركز شباب الجزيرة

و أخيرا أصرخ معك "يا هووووووه"

[ragab2]

فعلا

أتفق مع الاخوة الذين قالوا أن كل شيئ فى مصر أصبح بلاستيك وديكور ومنظرة

بسبب ترقية صغار الموظفين وتصعيدهم الى رتبة رجال دولة وسلطة

ولكنهم مازالوا بأجسام البغال وعقول العصافير وتفكيرهم لا يناسب منصبهم الضخم فكان هذا التهريج والتفكير البدائى والغاء العقل

ولابد أن المسؤول يتقاضى رشوة أربعة آلاف جنيها على الأقل فى النخلة التى تباع بسبعة آلاف وهذا السبب هو الذى جعل المسؤول يفقد عقله ويتوقف عن التفكير ويفكر بجيبه وليس بعقله ويدهن حتى الهوا دوكو ويعمل ألاعيب شيحة

وما المانع من الاسترزاق والسرقة وديتها كلمة تقريع على الماشى من رئيسه اذا كان لم يشترك معه فى الرشوة ثم يتم ازالة هذا المسخ وحفظه فى المخازن بعد أن تمت الصفقة وقبض الأبيج والعشا

لكى الله يامصر

[Cleo]

هو مين صاحب الشركة اللى واخدة توكيل النخيل البلاستيك ده؟؟؟ :roll: :roll:

:w: :w: :sar:

[الطفشان]

هو مين صاحب الشركة اللى واخدة توكيل النخيل البلاستيك ده؟؟؟ :roll:  :roll: 

:w:  :w:  :sar:

هو هو صاحب الشركة اللي اخذت توكيل التبن

[Katamando]

الموضوع فعلا جاد و تؤلمنى فعلا التعليقات الهزلية. أتصور ان الفاضل محمود الأفوكاتو عندما وضع مساهمته هذه كان كمن يصرخ " النجدة يا هوووووه " 

الموضوع فعلا جاد و تؤلمنى فعلا التعليقات الهزلية. أتصور ان الفاضل محمود الأفوكاتو عندما وضع مساهمته هذه كان كمن يصرخ " النجدة يا هوووووه " 

عزيزي الأستاذ عادل

أتمنى مثلك أن نأخد المواضيع التي يتم مناقشاتها هنا على محمل الجد وإلا أصبحنا نضيع وقتنا سدى , كما إني أتفق معك ضرورة التمسك بالقوانين التي تحمي البيئة و ليس في موضوع النخل البلاستيكي فقط ولكن ايضاً في موضوع مركز شباب الجزيرة والذي من الواضح للعيان أن ورائه (هبره) كبيرة من المستثمر الخليجي (الخريّف) صاحب مجموعة شركات منها العديد الذي يعمل في مصر مثل أمريكانا والتي تحرص على التأكيد بأنها عربية 100% ( كان من الأجدى تغيير الأسم إلى عربية أحسن من شغل اللى على راسه بطحه) و الذي بموجب هذا المشروع سيتم استبدال مساحة خرافية من المساحات الخضراء بمساحات أسمنتية بداعى التنمية والتقدم وخدمة المرور وغيرها من الأسباب الامنطقية ويا للعجب

المهم أن نقف ونتصدى لا أن نترك الأمر يعدى

مش كده ولا أيه .... ؟

[kokowawa1979]

بمناسبة الأشجار البلاستيك ياسادة أذكر لحضراتكم أن هذا الموضوع موجود منذ حقبة الستينات حينما كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في طريقه من كفر الشيخ إلى محافظة أخرى وفي الطريق وجد مساحة كبيرة من الأرض شاسعة وبدون زراعة فقال : أرجو أن آتي الزيارة القادمة وأجد هذه الأرض منزرعة

ولم يكذب المنافقون خبرا وعلى الفور قاموا بإحضار كرنب ونباتات بلاستيك وقاموا بغرسها على الفور

وفي الزيارة التالية كانت الأرض تبدو أمام الرئيس مخضرة ففرح وأمر بصرف مكافأة للقائمين على مشروع الزراعة

والله هذه القصة حدثت في الستينات !!!

يعني موضوع البلاستيك مش جديد ياإخوة!!!!!

[الطفشان]

اشجار البلاستيك دي بتفكري بكل شئ في مصر....... الاحزاب ....... الانتخابات .......... مجلس الشعب ......... الديموقراطية....... 3 في المائة فقر............... مناااظر و خلاص ....... مستكترين ليه عليهم انهم يحطوا شجر عيرة

ملاحظة قوية جدا و صحيحة جدا و محزنة جدا

و اضف اليهم الصحافة و الحرية

كل حاجة ذات اهمية ما هي الا منظر و بس

عيرة و فالصو

[الأفوكاتو]

و تستمر مناقشة الجريمة الحضارية:

أعمدة

42415 ‏السنة 126-العدد 2003 يناير 22 ‏19 من ذى القعدة 1423 هـ الأربعاء

من قريب

بقلم‏:‏ سلامة أحمد سلامة

جريمة حضارية‏!‏

لفتت ظاهرة النخيل البلاستيك أنظار الكثيرين‏,‏ ولم أكن قد عرفت أنها استشرت حتي وصلت الي سفح الأهرامات‏,‏ ليطالعها القادم من الطريق الصحراوي‏.‏

وقد تلقيت من الفنان التشكيلي ثروت البحر تعليقا يقول‏:‏

لا أعلم من الذي يقف خلف هذه الظاهرة التي ترقي الي مستوي المؤامرة علي القاهرة‏,‏ وعلي الذوق العام‏,‏ وهل هم المسئولون عن بعزقة المال العام‏,‏ حيث لاتوجد دورة مياه عامة واحدة من ميدان التحرير حتي اهرامات الجيزة‏.‏

إن التجميل بالبلاستيك المضاء علي هذا النحو يصلح كعنصر في مدينة ملاه أو علي مدخل سيرك كنوع من الدعاية‏,‏ لكنه لا يليق ولايجوز بتاتا إن يعرض كقوام جمالي لعاصمة بلد مثل مصر نتباهي بأنها أم الدنيا وتحت سفح أعجوبة ومعجزة العالم في كل عصوره كالأهرامات‏,‏ هل ننتظر احتجاج اليونسكو علي هذه الجريمة الحضارية أم نكتفي بنظرات التهكم في عيون السائحين‏.‏ وإذا كان المسئولون يتباهون بأن السياحة في مصر سياحة ثقافية‏.‏ فلماذا نعكر صفو السائحين المثقفين المتحضرين بهذه الفجاجة والعبث المبتذل؟‏!,‏ إن ما يحدث جريمة حضارية وإهدار للمال العام‏!‏

وحول الموضوع نفسه تلقيت من المهندس الاستشاري الكبير الدكتور ممدوح حمزة نقدا مريرا لظاهرة الأشجار البلاستيكية‏.‏ وفي رأيه أننا تحولنا إلي مجتمع يختار الحلول السهلة المستوردة بغض النظر عن مدي قبحها أو جمالها‏,‏ وبغض النظر عن مدي ملاءمتها لواقعنا وظروفنا المحلية‏..‏ فنحن تركنا الزراعة الحقيقية التي بنيت عليها حضارتنا وأصبحنا نستورد نخيل البلاستيك الذي يشبه نخيل جوز الهند التي لايزرع في مصر‏,‏ في ذات الوقت الذي تنتشر فيه مشاتل النخيل والأشجار في كل مكان‏,‏ وفي ذات الوقت الذي يعمل فيه مهندسو الزراعة في المطاعم ومحطات البنزين‏.‏

إن معظم مواقع العمل في مصر ابتليت بمثل أولئك الموظفين الذين أشاروا بموضوع نخيل البلاستيك وتربحوا منه‏..‏ فكل حياتنا أصبحت مسخا معلبة ومستوردة من الخارج بسبب هؤلاء الموظفين‏..‏ ونكاد نفقد القدرة علي التمييز بين الخطأ والصواب بعد أن فقدنا القدرة علي تشجير مياديننا وشوارعنا بأشجار حقيقية تمتص جبال التلوث والعوادم التي تئن منها مدننا‏..‏ فنحن نقوم باستيراد الأقمشة المصنوعة من الآلياف الصناعية والتي لها أضرارها الصحية بالرغم من أننا نصدر أجود أنواع القطن ونحن نقوم باستيراد ملح الطعام والأسماك من الخارج بالرغم مما نمتلكه من بحار وشواطيء وبحيرات ممتدة لآلاف الكيلو مترات‏..‏ والقائمة طويلة بما صرنا إليه من تهاون وتكاسل وعشوائية أفقدتنا القدرة علي إتخاذ الفعل الصواب والقرار الصواب‏.‏

‏**‏ تلقيت ردا من الهيئة العامة للنظافة والتجميل بمحافظة الجيزة‏..‏ ننشره في أقرب فرصة‏.‏