اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مــن لهـــم إن لم نكن نحن ؟


Recommended Posts

بقلم : الشيخ رائـــد صلاح - رئيـس الحـركة الإســلامية :

ألا نعلم كلنا أن هناك آلاف الشهداء الذين استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ؟! و هذا يعني أن هناك عشرات آلاف الأيتام !! و هذا يعني أن هناك آلاف الأرامل !! و هذا يعني أن هناك آلاف العائلات الجائعة المحرومة !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟! ألا نعلم كلنا أن هناك عشرات آلاف الجرحى من المعوقين و غيرهم ؟! و هذا يعني أن هناك عشرات آلاف العائلات الغارقة في فقر مدقع على ضوء إصابة معيلهم خلال (انتفاضة الأقصى) !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟ ..

1- قامت (انتفاضة الأقصى) و قامت على إثرها مباشرة حملات الإغاثة العالمية و المحلية لدعم شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة ، أما على الصعيد العالمي فقد نشطت الفضائيات العربية تخصص أياماً و ليالي للإعلان عن حملات إغاثة عالمية عبر بثها المباشر ، و نشطت الجامعة العربية و ألزمت أعضاءها لتخصيص الميزانيات الكبيرة لدعم أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة و القدس الشريف ، و نشط المؤتمر الإسلامي و أدلى بدلوه ناشطاً و معززاً لمساعي الجامعة العربية ، و نشطت الشعوب العربية و المسلمة تجود بكل ما تملك ، و نشطت المؤسسات الإنسانية العربية و المسلمة تعمل بلا كلل ، و أما على الصعيد المحلي فقامت جماهيرنا في الجليل و المثلث و النقب و المدن الساحلية (عكا و حيفا و يافا و اللد و الرملة) تعلن عن حملات إغاثة مكثّفة ، قرعت من خلالها أبواب البيوت ، و طافت بين الناس بسيارات مزوّدة بمكبرات صوت تحث الناس على سخاء العطاء ، و ضجّت منابر المساجد تحرّض المصلين على الكرم ، و علو الهمم ، و تم تشكيل مئات اللجان الشعبية للنهوض بحملات الاغاثة ، و ضاعفت لجنتنا (لجنة الإغاثة الإنسانية) من دورها و أطلقت مشروعها الإغاثي باسم (حملة الطوارئ الإنسانية) ، و ضاعفت إلى جانبها لجان إغاثة إسلامية أخرى من نشاطها و تواصل العمل الإغاثي على الصعيد العالمي و المحلي لمدة سنة و يزيد .

2- و لكن بعد مضي سنتين على تواصل (انتفاضة الأقصى) من المضحك المبكي أن نجد اليوم أن حملات الإغاثة العالمية قد اختفت من جدول اهتمامات الجامعة العربية و المؤتمر الإسلامي ، و قد اختفت من على شاشات الفضائيات العربية و كأن (انتفاضة الأقصى) قد انتهت منذ سنوات ، مع تأكيدنا أن بعض الفضائيات العربية مثل (اقرأ) و (الشارقة) و (أبو ظبي) و غيرها القليل ما زالت تكرّس حضوراً إعلامياً و دعوة لدعم أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة و القدس الشريف ، و هي بذلك تُشكر على هذا الدور المتميز ، و لكن للحقيقة أقول إن همم العطاء على الصعيد الشعبي في العالم الإسلامي و العربي ما زالت متواصلة حتى الآن و ما زالت مؤسسات الإغاثة الإنسانية على الصعيد العربي و الإسلامي تؤدّي دوراً كبيراً و مستمراً حتى الآن ، و ما زالت تدعم أهلنا في كل اتجاه ، فهي تدعم في جانب المسكن و الملبس و المطعم و المشرب ، و هي تدعمهم في جانب حفظ دور المؤسسات الحية و التعليمية ، و هي تدعمهم في جانب التنمية الاقتصادية ، و هي تدعمهم في جانب مساندة المعتقلين و الجرحى و الأيتام ، و للحقيقة أقول إن هناك همم عطاء على صعيد بعض المسؤولين في عالمنا العربي و الإسلامي ، حيث قرأت عن هذا الموضوع خلال نشرات تصدرها بعض المؤسسات الناشطة و المعروفة التي يشار إليها بالبنان .

3- و بعد مضي سنتين على تواصل (انتفاضة الأقصى) من المضحك المبكي أن نجد اليوم أن حملات الإغاثة على صعيدنا المحلي في الجليل و المثلث و النقب و المدن الساحلية (عكا و حيفا و يافا و اللد و الرملة) تكاد أن تكون قد اختفت إلا من بعض جهودٍ لبعض المؤسسات القليلة جداً ، فقد اختفت مظاهر قرع الأبواب و تحريض البيوت على العطاء ، و اختفت مظاهر خيام الإغاثة التي كانت تنصب لهذه الغاية فقط ، و اختفت مظاهر السيارات المزوّدة بمكبرات الصوت التي كانت تجوب الحارات و الشوارع ، اختفت مظاهر وجود لجانٍ شعبية بالمئات إلا من بعض المحاولات الضعيفة ، و كأننا بدأنا نكتفي بإطلاق بيانات الدعم الإعلامية ليس إلا ، و لا أبالغ إذا قلت هذه هي الحقيقة المُرة .

4- مع الأسف بعد مضي سنتين على تواصل (انتفاضة الأقصى) من المضحك المبكي أن نجد هذا التراجع المحزن في حملات الإغاثة في كثيرٍ من المواقع و المواقف على الصعيد العالمي و المحلي .. و السؤال لماذا ؟ نعم لماذا و الكل منا يعلم أن معاناة أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة قد تضاعفت مئات المرات عما كانت عليه عند بداية (انتفاضة الأقصى) ، و هذا يعني أنه كان من الواجب علينا أن نضاعف جهود حملات الإغاثة مئات المرات في المقابل ، و لكن للأسف من المضحك المبكي أن نقول إنه حدث تراجع و تقاعس مؤلم و يندى له الجبين إلا من رحم الله - تعالى - من بعض الجهود العالمية و المحلية !! و لذلك إني أتساءل : ألا نعلم كلنا أن هناك ما يزيد على ثلاثين ألف معتقل قد تم اعتقالهم منذ بداية (انتفاضة الأقصى) إلى الآن ؟!! و هؤلاء المعتقلون لعلهم يعيشون في ظروف قاسية تكاد أن تكون أصعب من ظروف معتقلي (تنظيم القاعدة) في (جوانتنامو) ، و يكفي أن نعلم أنهم يعانون من الأفاعي و العقارب التي ترتع في خيام اعتقالهم !! و يكفي أن نعلم أنه يخصّص لكل عشرة منهم علبة لبن صغيرة واحدة فقط !! و يكفي أن نعلم أنهم يعانون من ندرة الأغطية و الأغذية و المواد الطبية !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟! و من لأطفالهم و طفلاتهم و زوجاتهم و من يعيلون من آباء و أمهات و أجداد و جدّات ، من لهؤلاء إن لم نكن نحن ؟! ..

5- ألا نعلم كلنا أن هناك آلاف الشهداء الذين استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ؟! و هذا يعني أن هناك عشرات آلاف الأيتام !! و هذا يعني أن هناك آلاف الأرامل !! و هذا يعني أن هناك آلاف العائلات الجائعة المحرومة !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟! ألا نعلم كلنا أن هناك عشرات آلاف الجرحى من المعوّقين و غيرهم ؟! و هذا يعني أن هناك عشرات آلاف العائلات الغارقة في فقر مدقع على ضوء إصابة معيليهم خلال (انتفاضة الأقصى) !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟ ألا نعلم كلنا أن هناك آلاف المطاردين المهدّدين بالتصفية في كل لحظة على يد قوات الاحتلال و بواسطة طائرات الأباتشي الأمريكية ؟! و هذا يعني أنهم قد تركوا خلفهم عشرات آلاف ممن كانوا يعيلون من زوجات و أبناء و أمهات و آباء !! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟! ..

6- ألا نعلم كلنا أن قوات الاحتلال تقوم الآن بتدمير كامل لكل الحياة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة ، فقد جرفت هذه القوات الاحتلالية آلاف دونمات الحمضيات و الزيتون !! و قد هدمت مئات البيوت !! و قد شرّدت آلاف العائلات !! و قد دمّرت شبكات الكهرباء و المياه !! و قد هجرت بعض القرى الفلسطينية .. و من ينسى مأساة قرية (يانون) !! و ما زالت تواصل هذا النهج الاحتلالي التدميري إلى الآن !! و ها هي هذه القوات الاحتلالية تفرض منع تجوّلٍ متواصل لأشهر متواصلات على كثير من المدن و القرى الفلسطينية !! و ها هي تمنع الناس من الصلاة في المساجد بل تمنعهم من مجرد الخروج من البيوت !! و من يتجاوز هذا القمع الاحتلالي قد يغدو شهيداً في ثواني معدودات !! و كم من شهيدٍ قتلته قوات الاحتلال لا لسببٍ إلا أنه خرج من بيته و خالف أوامر منع التجوّل !! لا شك أننا نعلم كل ذلك و لكن ما نتيجة هذا الحصار و الإرهاب و التنكيل و قصف البيوت على من فيها ؟! أليست النتيجة أن هناك احتمالاً قريباً جداً لوقوع كارثة إنسانية قريبة جداً سيكون ضحيتها مئات آلاف من أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة ؟! أليست النتيجة أن كل هذه الممارسات الاحتلالية تقول إن هناك مخطّط ترحيل لشعبنا الفلسطيني من قبل بعض الأجهزة الرسمية الصهيونية ؟! ألا يحمل هذا العسر الشديد و الجوع و الفقر و المرض و خطورة انتشار الأمراض المعدية و ازدياد حالات الولادة المشوّهة و نمو جيلٍ مشوّه النفسيات من أطفال شعبنا الفلسطيني ؟! فمن لهم إن لم نكن نحن ؟! .

7- دعوني أذكّركم بعناوين الصحف التي تطالعنا كل يوم أو كل اسبوع و لن أقف عند عناوين صحيفة واحدة فقط ، بل سأنقل العناوين من كل الصحف عامة ، و على سبيل المثال تفكّروا في هذا الكم الهائل من هذه العناوين : (أمنستي تدين الجيش "الإسرائيلي" بارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية) ، (11 شهيداً في أسبوع دموي) ، (الجيش "الإسرائيلي" يفتح نيرانه تجاه شابٍ مختلّ عقلياً رغم إعلامه بذلك) ، (60 فلسطينياً استشهدوا خلال شهر تشرين أول بينهم 19 طفلاً) ، (اقتحام طولكرم و قريتي سالم و دير شرف في نابلس) ، (هدم منزل في شويكة و اعتقالات واسعة في نابلس و خانيونس) ، (منع أهالي نابلس من قطف الزيتون) ، (جنود الاحتلال أصابوا طفلاً في صدره برصاصٍ يشتبه أنه محظور دولياً) ، (الاحتلال يسيطر على عشرات المنازل في جنين و يطرد سكانها منها) ، (خطة استيطانية لإنشاء تجمّع يهودي يضمّ مليون نسمة بالقدس)( ، (إصابة طفلٍ و مواطنة برصاص قوات الاحتلال في رفح) ، (هدم منزل في بيت اكسا و آخر في الرام و ثالث في جنين و منزلين في برقين) ، (50 دبابة و آلة عسكرية صهيونية تقتحم بلدة قباطية) ، (استشهاد 9 مواطنين بينهم أطفال و رضع في جرائم اغتيال و قتل عشوائية) ، (قصف ورشة حدادة وسط حيّ سكني في غزة في وقت السحور) ... هكذا هناك مئات عناوين الصحف التي نطالعها كل أسبوع شبيهة بما ذكرته أو أشد منه ، و لا أدري هل تبلّد حسّنا ؟! أم ماتت مشاعرنا ؟! لدرجة أننا اعتدنا على سماع خبر استشهاد خمسة و ثمانية و عشرة و أكثر كل يوم أو كل أسبوع !! لا أدري أين نذهب بأنفسنا من قول رسولنا محمد - صلى الله عليه و سلّم - : "من بات و لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" .

8- على ضوء كل ذلك فإنني أقول لأهلنا في الجليل و المثلث و النقب و المدن الساحلية (عكا و حيفا و يافا و اللد و الرملة) إننا غارقون في التقصير تجاه أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة !! بل إننا غارقون في الإهمال القريب من التخاذل بل القريب من موقف المتفرّج و اللامبالي ، و بإمكاننا أن نقدّم الكثير ، لا أقول للإغاثة فقط ، بل لإعمار الخراب الذي لحق بمجتمعنا الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة !! إنا نملك القدرة الكبيرة و لا أدلّ على ذلك من مثالٍ أستوقفكم عنده ، و هو خبر إعلامي موثوق تم نشره في صحفنا المحلية ، و مفاد هذا الخبر أن 54 ألف عائلة منّا قد سافروا خلال عطلة عيد فطر مضى إلى مصر و الأردن و تركيا !! فقلت في نفسي لو أن كل عائلة أنفقت على رحلتها ألف دولار - أي معنى ذلك أن جميع هذه العائلات قد أنفقت 54 مليون دولار خلال أيامٍ معدودات فقط !! أليس الأولى أن ننفق هذه المبالغ الطائلة على إعمار الخراب الذي لحق بمجتمعنا الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة سيما و نحن على أبواب عيد فطرٍ جديد و قد تتكرّر رحلات 54 ألف عائلة إلى الأردن و مصر و تركيا من جديد !! لماذا نضع رؤوسنا في الرمال و كأن أحدا لا يرانا .

9- ثم إني لست مفتياً و لكن قرأت فتوى لفضيلة الفقهاء المعاصرين و مفاد هذه الفتوى أن المسلم إذا أدّى العمرة في حياته و أراد أن يؤدّي عمرة أخرى طمعاً بالثواب من الله تعالى ، فإن الأولى له أن ينفق تكاليف هذه العمرة الثانية على نكبات المسلمين بما في ذلك نكبة شعبنا الفلسطيني و له الثواب المضاعف أضعافاً مضاعفة على هذا العمل و أكثر بكثير فيما لو أدّى العمرة لمرة ثانية أو ثالثة أو رابعة !! و لذلك فإنني أقترح على الآلاف من أهلنا الذين أدّوا العمرة مرات كثيرة و يريدون أن يؤدّوا العمرة من جديد إنني أقترح عليهم أن ينفقوا تكاليف هذه العمرة الجديدة على إعمار الخراب الذي وقع على شعبنا الفلسطيني !! و هذا أولى لهم و أطهر و أصفى عند الله تعالى .

10- ثم إنني أقترح على الإخوة المسؤولين و المندوبين و العاملين في مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية أن يشحذوا الهمم و أن يشدّوا المئزر و أن يواصلوا عملهم بالليل و النهار بهدف مضاعفة أعداد الأطفال المكفولين ، و بهدف تجديد قافلات الإغاثة سيما و نحن في رمضان الكريم و على أبواب عيد الفطر المبارك ، و بهدف إحياء مشروع المؤاخاة من جديد بين عائلة فلسطينية منا و عائلة فلسطينية أخرى في الضفة الغربية و قطاع غزة ، و بهدف إحياء نصب خيام رمضان الإغاثية من جديد ، و بهدف العمل الجادّ على إعمار الخراب الذي لحق بمجتمعنا الفلسطيني ، و لله الأمر من قبل و من بعد ، و لا تنسوا حديث رسول الله - صلّى الله عليه و سلّم - الذي يقول فيه : "فاعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسراً" .

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...