فى ذكرى رابين - هوان مفروض وتودد مرفوض

[ali]

تمنيت لو فتحت عينى على جرائد الصباح وقرأت :

فتوى من شيخ الأزهر تبيح للحكام العرب الإفطار فى شهر رمضان ..!!

تمنيت ذلك .. وقلت فى نفسى إن شيخ الأزهر سيكون لديه من الحجج والأسانيد ما يفوق أسانيده السابقة فى تحليل الربا ، وخُـلع المرأة لزوجها ، وموالاة الكفار ، وفتح الأزهر لليهود ..!!

قلت : يستطيع أن يرجع الفتوى لكثرة سفرياتهم الداخلية من منتجع إلى منتجع ومن إستراحة إلى إستراحة ومن قصر إلى قصر .. كذلك سفرياتهم الخارجية : من مملكة إلى مملكة ومن جمهورية إلى جمهورية ومن إمارة إلى سلطنة ومن محاورة الذئب ومجالسة الغنم وما يستلزم ذلك من جهد خارق ..!!

قلت أيضًا : يستطيع أن يسند فتواه إلى الجهد الذى يبذلونه فى المباحثات التى لا تتوقف وفى التشاور الذى لا ينتهى ..!!

قلت : يستطيع أن يجعل السِن سببًا فى عدم القدرة على الصيام فأغلبهم قد إنتهى عمره الافتراضى والبعض الآخر مازالوا أطفال وقد تولوا الحكم بعد موت عائلهم ... وفى الحالتين لا قدرة لهم على الصيام !!

يستطيع أن يبرر الإفطار بأن أكل يوسف والى ـ هذا الجاسوس الذى جعلوه على خزائن الأرض ـ قد جلب إليهم الأمراض التى تبيح لهم الفطر .. حتى لو كانوا يأكلون ويشربون سرًا من الخارج !!

قلت : يجب أن يبيح لهم الإفطار فى رمضان حتى يحرمهم من نعمة الصوم التى قد تشفع لهم أمام الله ، وهل الإفطار فى رمضان أشد عند الله من الكذب والسرقة وأكل مال الناس بالباطل وترك اللصوص وسجن الشرفاء !!

هل الإفطار فى رمضان يساوى شئ أمام ما يفعلوه بنا ؟!!

تمنيت أن يفتى بذلك .... فليس بعد الكفر ذنب وقد اقترفوا من الذنوب ما تعجز عنه الشياطين ، وقد إقترف هو من الفتاوى ما تخر منه الجبال ... ألم يجالس اليهود فى مشيخة الأزهر ؟!! ... ألم يفتى بجواز الاستعانة بالكفار فى ضرب العراق ؟!! ... ألم يفتى بجواز تحديد النسل وسفر الزوجة دون إذن زوجها ؟!! ... ألم يعلن ـ وهو شيخ الأزهر ـ أنه موظف فى الدولة ونسى أنه بالإسلام يكون أول الناس ، وبالنظام يكون آخرهم ؟!!

قلت : يستطيع أن يقيم الحجة على أن الأعمال بالنيات وأنه ما قصد بفتواه إلا راحتهم وتفريغهم للعمل الشاق والسهر على مصالحنا ، وبمناسبة الأعمال بالنيات تذكرت نكتة أطلقها أبناء البلد يوم اجتماع ملوك ورؤساء العالم فى شرم الشيخ بعد إغتيال رابين ـ ومن أجل حماية إسرائيل من الهجمات الإستشهادية .

وبمناسبة المدعو "إسحاق رابين" عجبت للكلمة التى وجهها الرئيس مبارك يوم السبت الماضى لشعب إسرائيل فى ذكرى تأبين "رابين" رئيس وزراء إسرائيل ، ولعلها المرة الأولى التى يفعل فيها الرئيس مبارك ذلك رغم مرور أكثر من سبع سنوات على هلاك رابين الغير مأسوف عليه ، ولا أحد يدرى لماذا فعل مبارك ذلك ، وما فعله يُعد عملاً مرفوضًا شعبيًا ومخالفـًا لكل قيمنا الدينية والوطنية .... إنه تودد فى غير موضعه ، وتمجيد لمن لا يستحق ، فقد كان رابين ـ شأنه فى ذلك شأن كل من حكم إسرائيل ـ ذئبًا حتى ولو كان فى صورة حمل .

لقد نهانا الله تعالى عن موالاة الكفار وعن التودد إليهم حتى فى السر ، فما بالنا ونحن نجاهر بعبارات المحبة وصريح المودة فى وقت تفعل فيه إسرائيل ما لا يمكن وصفه أو تخيله من قتل وهدم وتمثيل وتنكيل وحرق وتدمير وإعتقال وحصار وتشريد جعل الجميع يلعن الحكام العرب صباح مساء !!

لقد قال مبارك منذ أيام عند افتتاح مؤتمر الفكر العربى يوم 27/10 : ( إن إستمرار المأساة الفلسطينية يُعد وصمة عار فى تاريخ المجتمع الدولى ) وعندما يوصم الرئيس المجتمع الدولى بالعار نتيجة إستمرار المأساة الفلسطينية فأى وصف نستحقه نحن كعرب ومسلمون ، وكيف يستوى ذلك مع مخاطبته للشعب الصهيونى بعد أقل من أسبوع والتودد إليه بعبارات من قبيل "الأصدقاء الأعزاء" و"الاخوة والأصدقاء" ؟!!

أقسم بالله العظيم اننى فى أول الأمر لم أصدق ما سمعته من وسائل الإعلام من كلام تصورت أنه منسوب للرئيس إلى أن رأيته فى اليوم التالى مكتوبًا فى جرائدنا القومية ، ووجدت أنه من الصعب على الإنسان أن ينسجم مع هذا الكلام ويتفهمه .... وتساءلت : أين نعيش ... وبمن نُحكم .. وكيف الخلاص ؟!!

إن ما سمعته من الرئيس مبارك فى رابين من مدح وثناء لم أسمعه من أحد قط ولا حتى من الصهاينة أنفسهم ... ولنقرأ معًا مختارات مما قاله الرئيس مبارك للشعب اليهودى :

الأصدقاء الأعزاء .. يسعدنى أن أتحدث إليكم فى هذه الذكرى الغالية لرحيل الصديق العزيز إسحاق رابين الذى ستظل ذكراه فى أذهاننا ....

لقد كان الرجل محاربًا شجاعًا ، وداعية سلام عظيمًا ، ورجل دولة من طراز نادر قل أن نجد له نظيرًا ....

إذا كنتم تجتمعون فى الموقع نفسه الذى فقد فيه رابين حياته دفاعًا عن السلام فإننا فى مصـر نشارككم الحفاوة بذكرى شخصية دولية مرموقة وزعيم عظيم وسياسى مرهف فذ ....

لقد كان الرجلان العظيمان السادات ورابين يدركان منذ الوهلة الأولى أن مسيرة السلام رغم نبل أهدافها لن تكون سهلة وأنها سوف تلقى مصاعب كثيرة ومقاومة عنيفة من جانب قوى عديدة من الجانبين تحكمها أفكار بالية قديمة ....

تحية من الأعماق لذكرى مناضل عظيم من أجل السلام دفع روحه ثمنًا لرسالة السلام التى آمن بها وأعطاها كل جهده ، وتحية من الأعماق لكل أصدقاء ورفقاء وتلاميذ اسحاق رابين السائرين على دربه والمؤمنين بمبادئه والحاملين لرسالته ، وتحية من الأعماق لكل إسرائيلى يشعل شمعة محبة وسلام من أجل روح رابين ....

إن هذا الكلام أصاب كل مصـرى فى كرامته ووطنيته ودينه وعروبته ، وهو كلام لا أجد ما يبرره .. فلا الوقت وقت غزل .. ولا الخطب خطب جلل وكل ما فى الأمر أن "المَيت كلب والجنازة حَاره" مثلما يقول المثل الشعبى ، لكن المحير حقـًا ما جاء فى وصف الرئيس مبارك لكل من يقاوم السلام من الجانبين : بالقوى التى تحكمها أفكار بالية وقديمة !!

كيف قال ذلك وهو يدرك أن كل القوى التى تحرك الجانب المسلم لمقاومة هذا الاستسلام هى أوامر الله ونواهيه ... فهل أصبحت تلك الأفكار بالية وقديمة ؟!

وإستمرارًا لمسلسل الأفعال والأقوال التى يقف أمامها المرء فى ذهول سمعنا عن تقليد الرئيس مبارك لملك المغرب محمد السادس بقلادة النيل العظمى ، وتقليد ملك المغرب للرئيس مبارك بقلادة المغرب الكبرى "الوسام المحمدى" وهما أعلى أوسمة فى البلدين ... فعلى ما يتبادلون القلائد ورؤوسنا منكسة وهاماتنا منخفضة وبلادنا محتلة !!

على ما يتبادلون القلائد ورعاياهم أسرى ومرضى وجوعى وعرايا ومحبطون ويائسون وعاطلون !!

على ما يتبادلون القلائد ومحمد السادس ملك المغرب ما زال فى المهد صبيًا لم يقدم لوطنه ولا للإسلام شئ يذكر !! ربما استحق رئيسنا القلادة عن فترة خدمته فى القوات المسلحة وليس أبدًا عن فترات رئاسته للبلاد ، وليس الوقت وقت فخر وتبادل أوسمة وقلائد فالمسلمون يذبحون فى كل مكان والإسلام يُهان من أسافل خلق الله ، فها هو القس الأمريكى يطعن ـ من خلال الفضائيات ـ فى رسولنا الكريم صباح مساء ولم يتحرك أحد .... وها هو الكاتب الفرنسى "ميشيل ويلبيك" الذى يسب الإسلام فى أغلب مقالاته برأته محكمة جنح باريس من تهمة الإساءة إلى الإسلام بعد أن أقام عليه المسلمون هناك دعوة يتهمونه فيها بكراهيته للإسلام وقال بالحرف الواحد للقاضى "إننى لا أكره الإسلام وانما أحتقره فقط ... ثم أكمل : إن الإسلام هو أغبى دين فى الوجود وانه يفزع بعد قراءة القرآن" .... فكيف نفتح بلادنا لهؤلاء الأوباش ؟!!

وبالأمس القريب رسم الصهاينة ـ الذين خاطبهم مبارك ـ رسول الله e على هيئة خنزير يكتب القرآن ، ومر الحدث وكأن شئ لم يحدث ... ولو كان هذا الرسم الذى رسموه عن حاكم عربى لقامت الدنيا ولم تقعد .

إلى متى هذا الهوان وهذا الذل الذى فرضه الحكام علينا .. ؟!!

يجب ألا يَستهين الحكام بقدر الشعوب إلى هذه الدرجة .. يجب ألا يركنوا لمنطق تخويف الشعوب بما فرضوه عليها من قوة قهر وتعذيب .. يجب ألا تغريهم القوانين الجائرة ، والمجالس المزورة ، والحكومات الضعيفة الخانعة الغير فاعلة .. يجب ألا يأمنوا جانب الشعوب بهذا القدر من الاستهانة ...

أين محمد على وأسرته ، وأين الملك فاروق وحاشيته ، وأين محمد نجيب وعبد الناصر وأنور السادات ... لو دامت لهم ما وصلت لغيرهم ، ولا شئ يدوم حتى وإن طال العمر ؟!!

إن إبقاء مصـر خارج حلبة الصراع كمشاهد ومحايد هو غاية ما يطلبه الغرب وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل وهو ما تحقق بصورة لا يمكن إنكارها على مدى سنوات حكم الرئيس مبارك .... ولكن إلى متى سنظل على هذا الحال ونحن الهدف والغنيمة مثلما أعلن الباحث اليهودى أمام المجلس الاستشارى فى البنتاجون حين قال : ( إن العراق هو عماد التكتيك ، والسعودية عماد الاستراتيجية ، ومصـر هى الغنيمة ) .

إن سياسة إغماض العينين فى مصـر عما يحدث لاخوتنا فى فلسطين والعراق والسودان لهو أمر بالغ الخطورة سندفع ثمنه لا محالة ، ولن ينفعنا أو يشفع لنا كل ما قدمناه لأمريكا وإسرائيل ، ولن نجد من ينجدنا إن التفتوا إلينا ... إن ما نفعله هو الانتحار بعينه .

إن اطلاق يد شارون لتفعل ما تشاء .. ما كان ليتم إلا بصمت مصـر من خلال عجزها ووقوفها كمشاهد ..

واستقرار أمريكا فى المنطقة العربية ما كان ليحدث إلا بمشاركة مصـر فى ضرب العراق ..

ستظل مصـر السادات هى أم النكبات ، وعدم انقلاب مبارك على تلك السياسات أبقى الحال على ما هو عليه وزاد الأمور ارتباكًا وتعقيدًا ..

ونحن الآن نعيش عهد الفشل فى الداخل وفى الخارج وفى كل شئ ، ويكفى زلة لسان عاطف عبيد لصحيفة قطرية بأن مصـر أصبحت فى حاجة لـ 100 مليار دولار مقابل الاستعداد لمواجهة إسرائيل ... هذا العاطف عبيد الذى نجح باقتدار فى تدمير الإقتصاد المصـرى ، وسحق الجنيه أمام الدولار ، ورفع نسبة البطالة ، ورفع أسعار السلع الغذائية بنسب خيالية ، ورفع حجم الديون الخارجية ، ونشر المرض والخراب فى كل ربوع مصـر لا يشغله اليوم غير ظهوره فى إعلان لشركة "اريال" اليهودية فى وقت يقاطع فيه الشعب تلك المنتجات النجسة والتى فشلت ـ رغم كل ما يقال عن جودتها فى ازالة البقع والأوساخ ـ فى تنظيف المسئولين لدينا !!

مصـر الآن تحتل المركز الـ120 فى تصنيف المؤسسات الدولية الاقتصادية متساوية مع اليمن ورواندا وتشاد وحتى العراق رغم كل ما عليه من حصار ، وعلى الرغم من أننا قد بعنا أثاث المنزل فى صورة بيع القطاع العام !!

اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ..

[Cleo]

تمنيت لو فتحت عينى على جرائد الصباح وقرأت : 

فتوى من شيخ الأزهر تبيح للحكام العرب الإفطار فى شهر رمضان ..!! 

اطمئن يا أخى .... لقد دعوتها فى ليلة قدر ...

قد أفتى "فضيلته" بأن تقديم الدبلوماسيين الخمر فى بيوتهم لضيوفهم "الأجانب" (أجنبى هنا عكس محرم :twisted: :twisted: ) حلااااال

ده مش عشانى.....

ده عشان مصر والله ......

:inlove: :inlove: :inlove: :inlove:

[Khiber]

الله أعلم بالنيات إما مبارك يهدف إلى هدف سياسى لكسب رأى عام أو ماشابه ذلك فأعتقد والله أعلم نوع من الخدعه أما غير ذلك فأقول يحشر المرأ مع من أحب

:D :? :? :?

[الطفشان]

الاخ علي

موضوع هام و يستحق الطرح

و لكن اختلف معك في الاسلوب، فهو يتسم بتهييج المشاعر و اللعب بالعواطف

و به بعض المغالطات ايضا (مثلا الخلع جائز شرعا، و لا يحسب على الرجل، و له اخطاء اخرى كافية)

[Mohammad Abouzied]

ان يشكر زعيم عربي في زعيم اسرائيلي

انا اعتبره ضرب تحت الحزام للزعيم الاسرائيلي

لان بتمجيد هذا الزعيم على لسان زعيمنا سوف يفقد المصداقية لدى شعبه حتى بعد مماته

والله اعلم بالنيات

ويريت يمجد شارون شوية ويشكر فيه لعله يخلصونا منه وبأيديهم