اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أميركا مشغولة بحساب التكاليف وتحديـد ساعــة الصفر - عودة المفتشين لا تؤجل ضرب العراق


Facts researcher

Recommended Posts

العدد 9953 السبت 28 رجب 1423 هـ / 5 - 10 - 2002 م

القاهرة - الاتحاد:

تقف القوات الاميركية هذه الأيام على أهبة الاستعداد لمهاجمة العراق، ساعة الصفر لم تتحدد حتى الآن، وسوف يحددها عنصرا التكلفة والزمن، فالولايات المتحدة تريد غزو العراق في حرب خاطفة، وبأقل التضحيات المالية والبشرية مازالت تبحث في حربها ضد العراق عن مظلة دولية أو عربية·

المخاوف والسيناريوهات المحتملة من الغزو الاميركي للعراق متعددة وأخطرها السيناريو الذي يفترض توطين مليون لاجيء فلسطيني في العراق، بعد الاطاحة بنظام صدام حسين في مقابل عودة العراق للحظيرة الدولية وسيناريو اعادة الاسرة الهاشمية الى حكم العراق، والذي يفتح بوابة الصراعات من جديد في مناطق عربية متعددة·

وحول كل هذه التداعيات جرت وقائع ندوة بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية في القاهرة شارك فيها د· محمد صفي الدين خربوش استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ود· سعد ابوعامود استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان واللواء متقاعد عبدالمنعم كاطو، بالاضافة الى عدد من رجال الاعلام والسياسيين·

وقال د· محمد صفي الدين خربوش: نحن الان امام موقف يتحرك بسرعة بالغة وفي كل يوم هناك الجديد حول الغزو الاميركي المتوقع للعراق ووسط كل هذه التطورات، من الواضح ان اميركا لديها قرار بضرب العراق وان المشكلة في اختيار التوقيت المناسب·

وقال انه لتهدئة التصعيد الاميركي وافق العراق على عودة المفتشين الدوليين لكن ذلك قوبل باستخفاف من اميركا التي تسعى لاصدار قرار من مجلس الامن ليستخدم كذريعة لضرب العراق سواء عاد المفتشون الى عملهم أو لم يعودوا·

وأشار الى أن الموقف الحالي يطرح العديد من الاسئلة الصعبة وان البعض يؤكد ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية بالمنطقة العربية تغيرت جذريا بعد أحداث سبتمبر بينما يرى البعض الاخر ان السياسة الاميركية ثابتة وان التغير في اسلوب تنفيذ هذه السياسات والرأي الاخير اقرب الى الصواب لأن سياسة الولايات المتحدة ثابتة منذ حرب الخليج والتغير الذي حدث كان في اسلوب تحقيق الاهداف الاستراتيجية الاميركية بالمنطقة، والتي تتلخص في الحصول على النفط بأسعار مناسبة- من وجهة النظر الاميركية - وحماية أمن اسرائيل وضمان تفوقها النوعي على كل البلاد العربية مجتمعة والحفاظ على النظم العربية الصديقة للولايات المتحدة·

توطين اللاجئين

واضاف انه خلال السنوات العشر الماضية - عقب حرب الخليج- حافظت اميركا على هذه الاهداف، كما حققت انتصارات لا بأس بها تمثلت في استمرار بقاء قواتها في الخليج وتشجيع التوجه البراجماتي داخل النخبة الايرانية الحاكمة، والحد من قدرة العراق على تهديد أمن الخليج من خلال اضعافه كما سعت لمعارضة أي محاولات لرفع العقوبات عن العراق، وشجعت المعارضة الكردية الى درجة أن الجزء الشمالي أصبح خارج الحكومة المركزية، لكنه لم يصل الى حد انشاء دولة مستقلة نتيجة للظروف الاقليمية الناشئة عن قيام مثل هذه الدولة، والتي ستمتد آثارها الى تركيا وايران وسوريا، كما وقفت الولايات المتحدة الاميركية بكل قوة لتمنع اي تقارب عراقي عربي، أو تقارب عراقي ايراني·

وحذر من خطورة الترتيبات النهائية للمشكلة العراقية من وجهة النظر الاميركية والتي تفترض توطين فائض اللاجئين الفلسطينين، الذين ترفض اسرائيل عودتهم الى وطنهم في العراق على أن يكون هذا ثمنا لعودة العراق الى الحظيرة الدولية·

وقال ان الاستراتيجية الاميركية تعتمد على حصار العراق ليظل ضعيفا، الى أن تسقط حكومته ويقبل العودة للمجتمع الدولي مقابل استضافة نصف مليون لاجيء فلسطيني لكن هذه الخطة الاميركية ارتبكت قليلا لأن اميركا فوجئت في كامب ديفيد الثانية بأن الامور لم تتحرك في المسار الذي حددته وبعدها جاءت أحداث سبتمبر لتعيد ترتيب الأوراق·

وأكد انه اذا كان القضاء على النظام العراقي هدف اميركي معلن منذ عام ،1991 فهو حاليا على قمة الاولويات بعد أن أصبحت اميركا في وضع عالمي متفرد يسمح لها باعادة ترتيب الاوضاع بالشكل الذي تراه وبحيث لا تهددها قوة أخرى، وبدأت بأفغانستان بالقضاء على حكومة طالبان وأسست نظاما مواليا في كابول، وبعدها انتقلت في هيمنتها الدولية الى الحلقة الأضعف- العراق- خاصة وأن اميركا تستطيع أن تختلق صلة بين العراق وتنظيم القاعدة أو تدعي أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، واذا كانت التسوية الاميركية وصلت الى طريق مسدود في كامب ديفيد الثانية، فإن الرؤية الاميركية ستبدأ من الوضع المعكوس بتسوية العراق أولا وبعدها سوف يرتدع الاخرون بعد إجبار العراق، واذا كان العرب رفضوا المقترحات الاميركية فأنهم سيوافقون عليها بعد ضرب العراق بلا مقاومة·

وأشار الى أن للسياسة الاميركية في المنطقة أهدافا أخرى غير معلنة من المنتظر أن تتحقق بعد غزو العراق كالضغط على الدول العربية الرافضة للانضمام لمعاهدة حظر الاسلحة الكيماوية وعلى رأسها سوريا ومصر والعراق، والمعروف أن مصر أعلنت أنها لن تتخلى عن الاسلحة الكيماوية إلا بعد نزع اسلحة الدمار الشامل من كل المنطقة وهذا بالطبع لا يتفق مع رؤية اميركا التي تصر على وجود اسرائيل كقوة نووية مع حظر الاسلحة البيولوجية والكيماوية في المنطقة العربية·

ومن الأهداف الأميركية الأخرى القضاء على كتائب الأقصى وكتائب عز الدين القسام وحزب الله· كما ان اميركا كانت طوال الفترة الماضية غير راضية عن تخفيف اللهجة العدائية بين السعودية والكويت من ناحية والعراق من ناحية اخرى، كما ان هناك أربع دول خليجية بدأت تطبيع علاقاتها مع العراق، بينما مازالت الدول العربية بالاجماع ترفض قبول إسرائيل كعضو عادي في المنطقة·

وأكد ان أميركا تراهن على ان العرب لن يقبلوا بأي تسوية إلا إذا اجبروا عليها، والرؤية الأميركية ترى ان العرب يطلبون تسوية أعلى من توازن القوى الموجود في المنطقة، وان ما عرض عليهم في كامب ديفيد الثانية أعلى من توازن القوى بينهم وبين إسرائيل، وان العرب لم يقبلوا هذا العرض السخي، لكنهم سيقبلونه تحت ضغوط متعددة بعد ضرب العراق·

وأكد ان هناك اسبابا متعددة تؤكد ان أميركا عازمة على ضرب العراق، فاليمين المتشدد يحكم أميركا بشكل يعيدنا إلى صورة أميركا في بداية الخمسينات في ظل حكومة حافة الهاوية التي قررت محاصرة الاتحاد السوفييتي وأعلنت ان من ليس معنا فهو ضدنا، واليوم يتكرر نفس السيناريو في الحرب ضد الإرهاب وأميركا تعلن ان الدول التي لا تقف معها فهي دول بالضرورة مع الإرهاب·

وأكد أن مشكلة أميركا في ضرب العراق، لا تتعلق بالموقف الداخلي الأميركي، أو الموقف الدولي، بل إلى حقيقة مهمة وهي ان القوى الدولية الاخرى قد تتبنى مواقف لابتزاز اميركا، مقابل الموافقة على ضرب العراق أو غض الطرف عما يحدث، وكل دول العالم لم توافق على الضربة المرتقبة، باستثناء بريطانيا، وحتى داخل انجلترا هناك معارضة، والمشكلة هل أميركا قادرة على سداد ثمن باهظ لضرب العراق أم لا؟

ويندرج تحت فاتورة الحساب الأميركية تضحيات البشر، لان القذائف الصاروخية وحدها لن تكفي لتغيير القيادة العراقية، ولابد من اقتحام العراق بقوات برية، والوضع في العراق يختلف عن افغانستان لان أميركا اعتمدت في الاقتحام البري على قوات تحالف الشمال الأفغانية، بينما لا توجد قوة عراقية داخلية قادرة على مواجهة الجيش في العراق حتى الآن، وعندما حدثت انتفاضة الربيع في عام 1991 بالعراق وتمرد الشمال وتمرد الجنوب تمكن الجيش العراقي المنهك والعائد مهزوما من المعركة من سحق الانتفاضتين واستمر النظام عشر سنوات اخرى، وبالتالي قدرة النظام العراقي على الصمود هي التي ستحسم الأمور، لانها تستطيع ان تجعل الاميركيين يدفعون ثمنا لا يطيقون تحمله، والمراقبون يؤكدون ان الحرس الجمهوري التابع لصدام حسين سيقاتل حتى آخر جندي لان ما شاهدوه من اذلال لعناصر القاعدة بعد القاء القبض عليهم سيجعلهم يحرصون على الموت، وحرب أفغانستان بهذه الصورة كانت مجرد نزهة، لان بالعراق جيشا لا بأس به، وسيصمد لفترة ليست قصيرة ولو طال أمد الحرب فستصبح أميركا في وضع حرج لانها لا تستطيع ان تتراجع·

وقال ان هناك معارضة عربية قوية للضربة الأميركية، لكنها لن تحدث تأثيرا على صانع القرار الأميركي، والمظاهرات العربية ضد العدوان الأميركي ستسهم فقط في رفع الروح المعنوية للشعب العراقي، كما ان عودة المفتشين، لن توقف الضربة الأميركية، بل ستشكل للعراق مشكلة كبيرة، وفي ظل التربص الأميركي، إذا ذهب المفتشون الى أحد المواقع ورفض العراقيون دخولهم أو طلبوا التأجيل فستتذرع اميركا بهذا السبب للضرب، وعلى العراق ان يقبل بان تكون للمفتشين سلطات غير منقوصة، مع ان أغلبهم يعملون لصالح أميركا تحت مظلة الأمم المتحدة·وقال ان اميركا تسعى للسيطرة على بترول العراق لتؤكد لأوروبا واليابان انها المتحكمة في منابع النفط الرئيسية وتدعم مركزها على المستوى الأقليمي لمواجهة القوى الصاعدة في أوروبا وجنوب شرق آسيا وتجبر العرب والفلسطينيين على قبول الحل السلمي، وقد يبدو هذا الكلام متشائما لكنها الحقيقة، لان اميركا تستعد الآن لغزو العراق، وإذا كانت فرنسا قد احتلت الجزائر 130 عاما لأن داي الجزائر لطم قنصل فرنسا بمروحة على وجهه وعقب مشاجرة بين مواطن مصري واخر مالطي احتلت انجلترا مصر بدعوى حماية المصالح الأجنبية في مصر، فان هذا الوضع يتكرر الآن، وأميركا تفتعل أي مناسبة لاحتلال العراق بنفس أسلوب الاستعمار القديم·

سيناريوهات

وأكد اللواء عبدالمنعم كاطو ان العراق حالة فريدة تستحق الدراسة، خاصة ان ما يجري هناك على البوابة العربية الشرقية يؤثر على الأمن القومي العربي بالكامل·

وقال ان كل السيناريوهات المستقبلية للأزمة الراهنة، لابد ان ترتكز على المرجع التاريخي فالعراق اخطأ بالاعتداء على الكويت في عام ،1990 وقبلها اخطأ بافتعال حرب مع إيران في سبتمبر عام ،1980 وقبلها افتعل أزمة مع سوريا مع بداية تولى الرئيس صدام حسين·

وقال ان الرئيس صدام حسين منذ اعتلى السلطة والعراق في حروب لا نهاية لها وبعد تولي صدام بثلاثة أيام افتعل أزمة مع سوريا، واعدم رفاق حزب البعث لينفرد وحده بالسلطة، ثم أعلن الحرب على إيران، وطالت الحرب، وبعد ان هدأت المعركة والتقط الطرفان الانفاس، قام بغزو الكويت في حرب مازالت الأمة العربية تسدد ثمنها حتى الآن·

وإذا كانت حرب عاصفة الصحراء قد بدأت بقرار من مجلس الأمن وتحت غطاء الشرعية الدولية فقد أعطى العراق شهرا ونصف الشهر كمهلة للانسحاب من الكويت وبعدها بدأ الهجوم في 16 و17 يناير وبدأت الحرب البرية في 24 فبراير، والولايات المتحدة تسعى الآن لاعطاء انذار بنفس الطريقة للعراق من مجلس الأمن·

وأكد ان هناك حاليا 6 أقمار صناعية فوق العراق، لالتقاط صورة للعراق بالكامل كل 20 ثانية، وان اميركا تتأخر في الضرب قدر الأمكان لتحصل على معلومات تفصيلية تضمن نجاح الضربة، التي تستهدف القضاء على البنية الاساسية العراقية وكل المناطق المشتبه فيها والمشروعات التي تقيمها الدولة من أجل الرئيس صدام حسين سواء كانت قصورا رئاسية أو مخابيء·

وأشار إلى انه بعد ديسمبر 1998 بدأت الدوريات الأميركية تجوب سماء العراق في مناطق الحظر الجوي، وهي تقوم بطلعة الى ثلاث طلعات يوميا، وفي كل طلعة 24 طائرة اف 16 وطائرة أواكس كنوع من الإرهاب العسكري، وهذه الدوريات لديها مهام قتالية، وإذا اكتشفت أي هدف من خلال التصوير الجوي تقصفه في الحال، ويقدر عدد الطلعات في سماء العراق منذ يناير 1999 الى اليوم بـ42 ألف طلعة جوية وهذا يكشف مدى الرغبة الاميركية في اذلال العراق·

وبعد عملية ثعلب الصحراء أعلن كلينتون ايقاف القصف يوم 20 ديسمبر وحدد السياسة الاميركية نحو العراق في 6 نقاط اساسية على النحو التالي:

ü ان الرئيس العراقي صدام حسين مصدر تهديد للنظام العالمي والدول العربية المجاورة طالما ظل في السلطة·

ü يجب التعامل مع المعارضة العراقية وايجاد حكومة عراقية جديدة·

ü ضرورة وجود قوات عسكرية أميركية بالمنطقة لردع صدام حسين في الوقت المناسب·

ü استمرار الحصار الاقتصادي الذي كلف الرئيس صدام حسين 140 مليار دولار مع تطبيق سياسة النفط مقابل الغذاء·

ü عودة لجان التفتيش شريطة ان يتعاون العراق معها·

ü عدم السماح للعراق بتهديد جيرانه العرب·

وكانت هذه هي الاستراتيجية الاميركية في عهد الرئيس كلينتون، وعندما جاء بوش أعلن من أول لحظة ان النظام العراقي يجب ان يتغير، وهو بهذا يؤكد خطوات والده الذي لم يحسم موضوع صدام حسين، وما لم يحسمه الاب ينهيه الابن، خاصة ان بوش الاب اعترف في صحيفة الاوبزرفر بانه اخطأ خطأ كبيرا بعدم الاطاحة بصدام حسين·

وقال أصبح لدى بوش الابن بعد الحرب ضد الإرهاب التزاما أدبيا بتحقيق نصر ضخم حتى لا يطاح بحكومته في الانتخابات القادمة، خاصة ان ادارة بوش وصلت للحكم بأقلية ضعيفة وتأجل إعلان فوزها أكثر من مرة، كما ان الاقتصاد الأميركي الذي تركه كلينتون في منتهى القوة يتضاءل إلى درجة ان الإدارة الاميركية تقترض يوميا ملياري دولار لسداد العجز في الموازنة العامة·

واضاف ان المخابرات الأميركية قالت في هذا الصدد ان العراق استخدم الغازات 12 مرة ضد شعبة وضد إيران وهذا صحيح، وقالت ان العراق اخفى كل المعلومات عن لجان التفتيش وهذا صحيح أيضا، والكارثة الحقيقية التي اصابت العراق في مقتل، ان حسين كامل المجيد صهر صدام حسين هرب إلى الاردن، وهناك التقطته المخابرات الأميركية وافضى بكل اماكن المشروعات والمواد النووية المدفونة تحت نهر دجلة، ومن هنا ظهرت عدم مصداقية العراق واستغلت اميركا الموقف·

ومن المواد التي تدعي اميركا انها موجودة حاليا:40 ألف طن متري من الغازات السامة، مع ان لجان التفتيش اعدمت 85 ألف طن من هذه الغازات· و 500 ألف لتر من المواد البيولوجية· واخفاء وثائق التكنولوجيا الخاصة بتصنيع القنابل النووية واجزاء من هذه القنابل، كما يخفي صواريخ بعيدة المدى تصل إلى إسرائيل وعمق السعودية·

وأكد ان النظام العراقي لديه غباء سياسي لا يتصوره انسان وهذه الازمة كان من الممكن ان تنتهي منذ سنوات لو أبدى النظام العراقي اعتذاره عما حدث لكن الصلف والغرور في النظام العراقي بلا حدود·

وأشار إلى ان خطورة الاحداث الجارية حاليا ان الولايات المتحدة تركت الدول الفاعلة في النظام العربي وذهبت للدول الهامشية لتتحالف معها مما سيؤدي إلى انعكاسات خطيرة في المنطقة العربية، خاصة ان الرأي العام العالمي يعارض اميركا من منظور اقتصادي نفعي ولا وجود للمباديء، واليوم يعارض ايفانوف الوزير الروسي اميركا ليحصل على ضوء اخضر لمهاجمة جورجيا·

والسؤال الذي يتردد الآن بقوة هل أميركا في مأزق؟! والاجابة نعم لأنها خائفة من مسؤولية الاقدام بمفردها على الحرب امام شعبها، كما انها لابد ان تحصل على نصر سريع لكي تفوز في الانتخابات النصفية في الكونجرس، كما ان الضربة تحتاج لتسهيلات عربية، وهذه الاخيرة لن تحققها إلا الدول الفاعلة، برغم وجود قواعد اميركية في البحرين وقطر·

وقال ان الهدف السياسي من الضربة الاميركية يتلخص في استكمال السيطرة على بترول العالم بالسيطرة على بترول العراق والذي يمثل 11 في المئة من بترول العالم، كما ان ضرب العراق سيعد مثلا وقدوة عن مدى تأثير النظام العالمي الجديد على الدول المارقة، مع استثمار الخلاف بين العراق ودول الخليج لتحميل دول الخليج جزء من تكاليف الحرب المقدرة بنحو 100-200 مليار دولار وهناك ضغط حاليا على السعودية والكويت لتحمل هذه التكاليف·

وقال ان هناك ثلاثة سيناريوهات للضربة الأول ان تلجأ أميركا إلى القصف الصاروخي المستمر كما حدث في عملية ثعلب الصحراء بعد أن تعلن لجنة التفتيش فشلها في مهمتها، والثاني أن تتجاهل اميركا انتظار اي شيء وتضرب العراق وهذا القرار قد يتسبب في معارضة دولية شديدة، والثالث أن تنتظر اميركا قليلا لتحصل على المزيد من التأييد الدولي·

وأكد ان الاستراتيجية الاميركية في الخليج خلال السنوات العشر الاخيرة نجحت في تحقيق التواجد القوي بالمنطقة مع السيطرة على بترول الخليج، واستطاعت أن تفرق بين النفط وقضية الصراع العربي الاسرائيلي، كما نجحت في تحقيق التواجد الامني المدفوع الأجر بعد أن كانت تتمنى التواجد مقابل أن تدفع أجرا وحاليا في البحرين قيادة الاسطول الخامس وفي قطر قيادة المنطقة المركزية الجوية، ونحن نتعاطف مع شعب العراق في كل ما يحدث وان كان صدام حسين ليس مأسوفا عليه، وواجبه أن يتخلى عن الحكم لحماية شعبه وإعادة الامن الى المنطقة·

تمزيق العراق

وقال الدكتور سعد أبوعامود استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة حلوان ان اميركا وضعت ثلاثة سيناريوهات لحكم العراق بعد صدام حسين، الاول هو السيناريو الهاشمي، وهو سيناريو مطروح منذ فترة، بمعنى اعادة الاسرة الهاشمية لحكم العراق وهناك كتابات واتصالات أجرتها اميركا بهذا الخصوص لأن هذه الرؤية لا تتعلق فقط بالعراق، لكنها ترتبط بفكرة الجمع بين الاردن والعراق في كونفدرالية واحدة، ورسم خريطة جديدة، لأن في عودة هذا النظام مساس بالنظام السعودي كما ان هذه الصيغة من المقترح أن تتحمل اللاجئين الفلسطينين، وبعد احداث سبتمبر صرح الرئيس الاميركي بوش بأن اميركا ستعمل على اعادة رسم خريطة التحالفات في العالم بما في ذلك منطقة الخليج العربي وقال انه لا توجد تحالفات مقدسة بل مصالح دائمة، وبالتالي فإن هذا التحرك سيستهدف السعودية تحديدا من خلال اعادة النظر في دورها، كمرجح لاسعار البترول، مع التلويح لروسيا بأن تحل محلها والهجوم على العراق لتأمين جزء من أهم موارد النفط·

وقال ان السيناريو الهاشمي تعترضه مشكلات منها أن الامير الحسن بن طلال حضر اجتماعا للمعارضة العراقية، وعلى الفور ظهر في المقابل أنباء آخر ملوك العراق السابقين، الأمير علي ليطرح نفسه ويتحدث عن حقه في ملك العراق، ومع ذلك فإن هذا السيناريو مطروح وهو من أخطر السيناريوهات ولو نجحت اميركا في تنفيذه فستؤدي الى توالد مشكلات متعددة في المنطقة العربية·

والسيناريو الثاني يعتمد على تقسيم العراق الى ثلاثة أجزاء، القسم الشمالي يضم دولة كردية ولتركيا مطامع معروفة في هذا القسم، وفي الوسط دولة بمنطقة بغداد، وفي الجنوب دولة شيعية، وهذا السيناريو يتفق الى حد بعيد مع رغبة اسرائيل في ايجاد دويلات عرقية طائفية صغيرة في المنطقة بحيث يسهل التحكم فيها، كما أن هذا السيناريو يسمح باستضافة اللاجئين الفلسطينيين في العراق ليحقق مصالح اميركا واسرائيل·

والسيناريو الثالث هو السيناريو الافغاني ويقوم على احتلال الولايات المتحدة للعراق واقامة نظام موال لها، ومن الواضح ان هذا السيناريو مستبعد لاختلاف ظروف العراق عن افغانستان·

وقال إن الهجوم الاميركي على العراق يتوقف على التكلفة والزمن ويضاف عنصر ثالث هو موقف الدول العربية من تقديم التسيهلات للولايات المتحدة، لأن العرب سيعارضون أي عملية عسكرية ضد العراق·

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

المشير أبوغزالة: غزو العراق مسألة وقت:

http://www.alittihad.co.ae/details....002

بدأت الصحافة الأميركية تتحدث بصراحة وبتفصيل عن الحرب المقبلة ضد العراق والتي اطلقوا عليها غزو العراق للقضاء على النظام القائم وعلى رئيسه صدام حسين واقامة نظام جديد موال للولايات المتحدة· وتصف احدى الصحف الحرب بقولها: إن عشرات الألوف من مشاة الأسطول وجنود الجيش سيقومون بغزو العراق من الكويت، وان مئات الطائرات المتمركزة في أكثر من ثماني دول ستشن حملة جوية شرسة ضد الأهداف العراقية التي تشمل مطارات وطرقا وسككا حديدية ووسائل اتصالات ومصانع ومنشآت··· كما ستقوم قوات أميركية خاصة بعمليات سرية تقودها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمهاجمة مستودعات ومعامل ومصانع ومنشآت عراقية يشتبه في أنها تنتج أسلحة تدمير شامل وصواريخ·

ونشرت نيويورك تايمز سيناريو حقيقياً بعنوان entcom Courses of Action وهو يعني خطة عمل القيادة المركزية· وقالت انه احدث خطة للحرب ضد العراق· وتنص الخطة على شن هجمات بواسطة القوات الجوية والبحرية والبرية الأميركية من الشمال والجنوب والغرب، مع عمليات سرية تقوم بها وكالة المخابرات المركزية داخل العراق بالتعاون مع مجموعات عراقية مختلفة· وذكرت أن قوات بحجم 250000 جندي قد تشترك في هذه العمليات وان الهدف هو الإطاحة بحكومة العراق واقامة حكومة جديدة موالية للولايات المتحدة· وذكرت الصحيفة انه في حرب الخليج عام 1991 قتلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ما بين مئة ألف ومائتي ألف عراقي وان هذه الخسائر ستكون ضئيلة بالمقارنة بخسائر الحرب الجديدة· وذكرت أن خطة القيادة المركزية تكشف عن تصميم حكام واشنطن على شن حرب ضد العراق وان التخطيط أصبح جاهزاً·

وذكرت وسائل الإعلام الرئيسية الأميركية انه منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 دارت مناقشة مكثفة داخل الطبقة الأميركية الحاكمة حول استغلال هجمات سبتمبر لدفع عجلة المصالح الدولية للولايات المتحدة· وتركزت المناقشات حول العراق ودارت معظمها خلف الابواب أي بعيدا عن الإعلام والرأي العام· وشملت الأفكار والمقترحات تدبير وكالة المخابرات المركزية انقلابا ضد نظام صدام حسين، وحملة لشن حرب شبيهة بما تم في أفغانستان تشمل ضربات جوية لتعضيد عدد محدود من القوات الخاصة الأميركية والقوى المضادة لصدام في العراق، أو القيام بغزو شامل أميركي للعراق أو خليطا من الأفكار الثلاث· وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المناقشات انتهت إلى تفضيل غزو واسع النطاق، وظهر أن معظم العسكريين والرسميين في إدارة بوش يعتقدون أن انقلابا ضد صدام حسين يحتمل الفشل وان معركة بالوكالة باستخدام قوات محلية قد لا تكون كافية لعزل الرئيس العراقي من السلطة·

قوات ضخمة

وخلال المداولات كانت الولايات المتحدة تستعد بنشاط كبير للمعركة· وذكرت واشنطن بوست انه في أوائل هذا العام وقع بوش أمرا لوكالة المخابرات المركزية بتنفيذ برنامج سري شامل للتخلص من صدام حسين شمل التصريح باستخدام القوة للقبض على الرئيس العراقي أسوة بما تم مع مانويل نورييجا في بنما·

وقالت الصحيفة: إن احد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية قال إن هذا ليس بديلا للحرب ولكن يجب النظر اليه على انه تحضير لضربة عسكرية·

وقالت انه بعد حرب الخليج 1991 أقامت الولايات المتحدة شبكة ضخمة من القواعد العسكرية بالمنطقة ويوجد حاليا حوالى 25000 جندي في قطر وعمان والبحرين والكويت، وان هذه القواعد تم تطويرها وتوسيعها· وان ألوفا من قوة مشاة الأسطول الاولى First Marine Expeditionary Force في كامب باندلتون بكاليفورنيا المصممة للعمل بالخليج أجروا تدريبات ومناورات على عملية ضد العراق، كما أن القوات الجوية الأميركية بدأت منذ فترة ارسال ذخائر وقطع غيار مثل محركات طائرات إلى الشرق الأوسط·

وأفادت معلومات مؤكدة بوصول قوات إلى تركيا وأماكن اخرى بالمنطقة· كما أن رسميين أميركيين قاموا بجولة بالمنطقة لمقابلة مسؤولين في دول صديقة للولايات المتحدة للحصول على دعم للعملية العسكرية ضد العراق· ومن المعروف أن وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد زار عددا من دول المنطقة من بينها قطر والبحرين والكويت· وفي ابريل الماضي استدعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية عددا من زعماء مجموعات كردية تعمل ضد بغداد في شمال العراق الى الولايات المتحدة· كما أن الدعم الأميركي للغزو البربري الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة الى جانب الكلمات الزائفة الجوفاء حول دولة فلسطينية حسب ما ذكرته الصحيفة الأميركية - كلها موجهة لاطفاء نيران الانتفاضة الفلسطينية استعدادا للهجوم على العراق·

وطبقا لاقوال نيويورك تايمز فإنه ما أن يتم الحصول على اجماع ما على الافكار فان الخطوات للانتهاء من المراحل الأخيرة لخطة الحرب وتوقيتات نزول القوات على الارض وتفاصيل الحملة الجوية سيصدر بوش أوامره بتنفيذها، سواء اصدرت الامم المتحدة قراراً أو لم تصدر·

وقالت الصحيفة: إن احد المسؤولين الأميركيين قال إن الحرب ستشن في اول العام المقبل 2003 للسماح باستكمال الاستعدادات واعمال الاستطلاع المختلفة ولعل الخبر الذي نشر عن اطلاق قمر اصطناعي جديد ربما يكون آخر حلقة في اعمال الاستطلاع المختلفة·

ومن القواعد الثابته والمعروفة أن الولايات المتحدة قبل أي عملية عسكرية تستخدام كل وسائل الاستطلاع الجوي والفضائي الأقمار الاصطناعية للحصول على أدق التفاصيل عن الخصم الذي ستواجهه، ولهذا سمعنا عن توسيع عمق المنطقتين المحظور فيهما الطيران في شمال وجنوب العراق وتكثيف طلعات الطيران الأميركي والبريطاني فوقهما مما يؤكد أن الاعمال الاستطلاعية للحرب بدأت فعلا·

وبدأت التحضيرات للحرب ايضا على جبهة الدعاية ··ففي مؤتمر صحفي لبوش اعلن أن العالم سيكون اكثر امانا واكثر سلاما اذا تغير النظام العراقي· فالولايات المتحدة تتهم العراق بامتلاك أو تطوير اسلحة تدمير شامل· ومع ذلك فإن عددا من مفتشي الامم المتحدة السابقين يقولون: إنه قد تم نزع اسلحة التدمير الشامل العراقية بل ان رسميين في البنتاجون اعترفوا بأن القوة العسكرية العراقية الآن اقل من ثلث حجمها عام ·1991

وتقول وسائل الاعلام الأميركية: إن ادارة بوش زادت ميزانية الدفاع بمقدار 50 مليار دولار وانها الآن تعتنق استراتيجية الحروب الوقائية أو الإحباط بل واستخدام الاسلحة النووية· وتقول: إن للولايات المتحدة قوات في كل انحاء الكرة الأرضية وانها تقوم حاليا بقصف أفغانستان وقصفت العراق منذ فترة قصيرة وتنظم حملات لمجابهة التمرد في الفلبين وفي مناطق أخرى وتؤيد الهجمات الاسرائيلية البربرية ضد الفلسطينيين -هذه كلمات صحافة أميركية وليست كلماتي أو كلمات صحافة عربية-· وتقول الصحيفة: إن ادارة بوش تطالب العراق بقبول اقتحام اراضيه، وبأن يسمح للمفتشين بدخول كل مكان في العراق بما في ذلك قصور صدام حسين ومباني الوزارات وغيرها في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لشن حربها·

ويجادل العراق بأن أي اتفاق حول لجان التفتيش يجب أن يكون جزءا من اتفاق عام على ما يعنيه الالتزام بكل قرارات الامم المتحدة على اساس أن الشروط لم تكن واضحة· واتخذت الولايات المتحدة من هذا الرد حجة على أن العراق لا يلتزم بقرار الامم المتحدة واعلنت أن العراق يهدد أمن المنطقة· وتقول الصحيفة: إن هذه هي الحجة الرئيسية التي تذرعت بها الولايات المتحدة لاستمرار العقوبات·

هيمنة

وتقول الصحيفة: إنه بعد 11 سبتمبر بدأ حكام الولايات المتحدة يدفعون للامام وبقوة اجندتهم لاعادة تشكيل العلاقات الدولية لتوسيع وتدعيم هيمنة دولية أميركية· وكان شن حرب ضد العراق احد العناصر الرئيسية لهذه الاجندة· وكشفت وول ستريت جورنال عن انه بعد ايام من هجمات 11 سبتمبر ناقش مستشارو بوش فكرة شن هجوم على العراق رغم عدم وجود أي دليل على أن نظام صدام حسين كانت له اي علاقة بهذا الهجوم الارهابي· وتقول انه في رأي اولئك الذين يديرون شؤون الامبراطورية -على حد تعبير الصحيفة- إن تحدي العراق للولايات المتحدة ينسف الهيمنة على الشرق الاوسط الغني بالبترول ويفسد مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية مهيمنة· وبالقضاء على الحكومة العراقية الحالية واقامة نظام موال للولايات المتحدة فإن أميركا ستشدد قبضتها على بترول الخليج والكل يعتمد عليه· ويعتقد هؤلاء أن الحرب على العراق ستعيد رسم الخريطة السياسية للمنطقة وتقضي على اي معارضة أو مقاومة للنفوذ الأميركي· وطبقا لما تقوله نيويورك تايمز على لسان كبار الرسميين الأميركيين فإن عراقا تحت نظام حكم جديد سيصبح حليفا جديدا للغرب ويساعد على تقليل اعتماد الولايات المتحدة على قواعد في عدد من دول الخليج، وذلك سيؤمن الجناح الشرقي لاسرائيل وان العراق سيكون بمثابة اسفين بين سوريا وايران· كما يبدو أن الحرب ضد العراق تمثل اختيارا حاسما لما اطلق عليه عقيدة بوش للحرب المسبقة أو الوقائية أو المحافظة على ارواح الأميركيين·

وتقارن الصحيفة بين ما قاله بوش الأب عام 1991: انه لا خلافات بيننا وبين شعب العراق وليست لدينا الا الصداقة مع هذا الشعب هناك ثم بعد 11 عاماً من ذلك القول مات اكثر من مليون عراقي بسبب العقوبات والقصف الجوي والصاروخي الأميركي· وتتساءل الصحيفة عما اذا كانت هذه الحرب الجديدة ستتم تحت عنوان معاونة شعب العراق وانقاذه؟ ولكن هذه الحرب مرة اخرى ستسبب قتل عراقيين مدنيين وتدمير الاقتصاد والبنية الاساسية للعراق·

وتؤكد الانباء الدقيقة أن الولايات المتحدة زادت نشاط قواتها الجوية في منطقة الخليج في المنطقتين الممنوع فيهما الطيران جنوب وشمال العراق وان هذا النشاط هدفه اضعاف واسكات وسائل الدفاع الجوي العراقية وتطهير اجواء هذه المناطق من اي نشاط عراقي توطئة للعمليات الهجومية -على حد قول محللين عسكريين ورسميين أميركيين- كما أن وزير الدفاع الأميركي قال انه اصدر اوامره بهذه الاستراتيجية منذ اكثر من شهر مضى، كما اصدر اوامره للطائرات بان تضرب مراكز القيادة والسيطرة وشبكة المواصلات الزجاجية الليفية المعزولة التي انشأتها الصين في العراق والتي تخدم نظام الصواريخ المضادة للطائرات· وفي الايام الماضية هاجمت طائرات الولايات المتحدة وبريطانيا خمسة مواقع في جنوب العراق شملت بغداد· ويقول المحللون العسكريون: إن السياسة الجديدة وهي جزء من زيادة في المعدل في الأسابيع الأخيرة تمثل اعدادا لضربات اوسع نطاقا ضد العراق·

ومن المعروف انه لاكثر من عشر سنوات كانت الطائرات الأميركية والبريطانية تفرض منطقتين يحظر الطيران فيهما وتقصف اي عناصر دفاع جوي أو أي نشاط عسكري عراقي فيهما· وبلغت مساحتا المنطقتين حوالى ثلثي اراضي العراق· وتم تبرير ذلك بأن الهدف من فرض المنطقتين هو منع صدام حسين من الانتقام من مجموعات معارضة في شمال وجنوب العراق·

وقال رسميون في البنتاجون إن الطيارين واجهوا تزايدا في عدد المخالفات في المنطقتين من وسائل الدفاع الجوي العراقية· وقالوا: إن العراق لعب مع القوات الجوية الأميركية والبريطانية لعبة القط والفأر بهدف اختبار وتقوية دفاعاته المضادة للجو· وفي الآونة الأخيرة اعترف وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد ورئيس الاركان المشتركة الجنرال بيتر بيرس بان العمليات بالمنطقتين حولت جهودها ضد عدد اكبر من الاهداف وانها هدفت الى شل واسكات وسائل الدفاع الجوي العراقية· واكد أن الضربات الاخيرة نجحت في تحقيق ذلك ووسائل الاعلام تؤكد أن هذه العمليات بمثابة تحضيرات ابتدائية للحشد والحرب، وقد ذكرت أن الضربات استهدفت اهدافا ثابته مثل المباني والمنشآت ومراكز القيادة والسيطرة والمطارات·

ويتحدث المحللون عن آثارالحرب الأميركية ضد العراق على الاقتصاد الدولي ويصفونها بأنها ضربة برية ضد الاقتصاد العالمي· ويعتقدون أن الحرب قد تؤدي الى تكرار ما حدث من آثار نتيجة حرب الخليج عام 1990 - 1991 على الاقتصاد الأميركي، وان ارتفاعا كبيرا في اسعار البترول قد يحدث مما يشكل ضربة للمستهلك ستؤدي الى دفع الاقتصاد العالمي الهش الى الركود فالآثار الجانبية للحرب كلفت الرئيس الأميركي الاسبق جورج بوش منصبه وعمقت ركودا أحدث آثارا ملموسة في كل انحاء العالم·

ومع شبح حرب جديدة يدور جدل حول تكلفة الحرب ضد العراق، فالتقدير الابتدائي للبنتاجون لهذه التكلفة هو 50 مليار دولار· وحسب رأي المحللين إن اقل من 80 مليار دولار تكلفتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لطرد العراق من الكويت عام ·1991 ولكن رئيس مجلس الاقتصاد الوطني بالبيت الابيض يرى أن التكلفة لهذه الحرب قد تكون ما بين 100 و200 مليار دولار· ومع ذلك فان وزير المالية الأميركي قال انه برغم هشاشة الاقتصاد الأميركي فانه قادر على تحمل التكلفة مهما كانت بالنسبة لدحر العراق·

وحذر قادة دوليون من أن آثار هجوم أميركي على العراق لن تكون على الولايات المتحدة وحدها وانما ستكون على الاقتصاد العالمي· ففي اجتماع وزراء مالية الاتحاد الاوروبي في سالزبورج بالنمسا عبروا عن مخاوفهم من أن الحرب قد تؤدي الى نسف ثقة المستهلكين ورجال الاعمال على مستوى العالم· فلقد انخفض معدل النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة من 4 في المئة في نهاية عام 1988 الى اقل من 1 في المئة حاليا، كما أن المستهلكين خفضوا انفاقهم بصورة ملموسة· وارتفعت اسعار البترول بصورة حادة وحذر الكثيرون من أن الاقتصاد الأميركي سيتأثر بقوة· ويقول المحللون: إن الولايات المتحدة تمكنت بمساعدة السعودية من احتواء اسعار البترول خلال حرب الخليج الثانية· ويحذرون من أن ذلك قد لا يتكرر، ويرون أن الموقف هذه المرة سيختلف الى الاسوأ· ويعتقدون انه ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تشكيل تحالف صلب للعمل ضد العراق - كما حدث في حرب الخليج عام 1991- فإن العبء الاقتصادي على واشنطن سيكون كبيراً·

ووجه بوش انذارا الى الامم المتحدة بأنها أن لم تصدر القرار الذي طالبت به الولايات المتحد فإنه سينفذ ما وعد به وهو غزو العراق وعزل صدام حسين ونظامه واقامة نظام جديد يحكم العراق باسلوب ديموقراطي، ومن الطبيعي أن يكون هذا النظام الجديد مواليا للولايات المتحدة·

تمهيد

وبدون سابق انذار وجهت الطائرات الأميركية منذ ايام قليلة ضربة جوية ضد اهداف داخل العراق· وقال المتحدث الرسمي للبنتاجون: إن الطائرات الأميركية دمرت عددا من رادارات الدفاع الجوي العراقية· ويمكن القول: إن هذا العمل تمهيد ابتدائي للحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها ضد العراق· ويصر بوش على ضرورة تنفيذها بل وهاجم اعضاء الكونجرس المعارضين لهذه الحرب مؤكدا أنه لا يكفي قيام لجنة تفتيش الأمم المتحدة -التي وافق عليها العراق دون أي قيد أو شروط- باعمالها ولابد من دخول الولايات المتحدة لضمان تدمير من قدرات عراقية في هذا المجال بمعنى انه لا يكتفي بقيام لجنة التفتيش بتدمير ما قد تكتشفه من منشآت لها علاقة من قريب أو بعيد بهذه الانواع من الاسلحة وتدمير أي بقايا من هذه الاسلحة وانما يجب أن تدخل القوات الأميركية وتسيطر على العراق وتتأكد من عدم وجود أي نوع من هذه الاسلحة رغم عدم وجود أدلة على أن العراق حاليا لديه اي اسلحة تدمير شامل أو أي قدرات على انتاجها·

وانبرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للدفاع عن وجهة نظر بوش· وقال: إن العراق قادر في اي لحظة على اطلاق اسلحة كيماوية وبيولوجية ضد كل منطقة الشرق الاوسط· وقرأ تقريرا عن أسلحة التدمير الشامل للعراق قال: إن المخابرات البريطانية اعدته ولكن كل المحللين والمراقبين قالوا: إن هذا التقرير لم يقدم دليلا واحدا على صحة ما ورد به، وأنه غير موضوعي ولا يمكن الاعتماد عليه· ومع ذلك يصر بلير على ضرورة مهاجمة العراق وتغيير النظام والقضاء على صدام· ومن المعروف انه اعلن أن بريطانيا ستشترك في هذه الحملة وان كان اشتراكها سيكون رمزيا لأن فرقة واحدة لا تمثل اضافة كبيرة لحجم القوات الأميركية التي ستبلغ قرابة الــ200 - 250 الف جندي ولكن توني بلير يريد دائما أن يركب القطار الأميركي ولو في السبنسة أي آخر عربة في القطار·

وفي المناقشات التي دارت في الكونجرس خلال الأسابيع الماضية، لم تتركز القضية على رفض الحرب وانما تركزت حول لماذا السرعة في شن الحرب قبل ظهور دليل قاطع على وجود تهديد حالي وداهم؟ وكأن القضية هي في توقيت شن الحرب وليس الحاجة الى شن الحرب، بل لم يتفضل احد الاعضاء بتوجيه سؤال واضح هو ما اذا كانت هناك طريقة اخرى للتعامل مع العراق ومع نظامه السياسي ولم يتساءل احد لماذا يشعر العراقيون بحاجتهم الى تطوير اسلحة تدمير شامل؟ واذا كان العراق يفكر في امتلاك هذه الاسلحة وقبل لجان التفتيش بلا قيد أو شرط فلماذا لا تترك فرصة للمفتشين؟ واذا تأكد خلو العراق من هذه الاسلحة أو من القدرات على تطويرها فإنه يتم صرف النظر عن شن حرب ضده·· بل لم يثر احد تأثير انفاق 100 - 200 مليار دولار على حرب لا طائل من ورائها الا معاقبة صدام حسين وما اثر ذلك على الاقتصاد الأميركي؟! ومعنى ذلك أن هناك قبولا لشن الحرب ضد العراق كما يريد بوش··!والمنطق يقول بتصديق ما قاله بعض المحللين والمراقبين من أن الحرب ضد العراق ليست لأن العراق يمثل تهديدا لأحد باسلحة تدمير شامل لا وجود لها حقيقة وانما الهدف حسب رأيهم استكمال السيطرة على بترول منطقة الشرق الاوسط وهو امر يحقق للولايات المتحدة قدرة على بسط هيمنتها على العالم أو على الاقل على المناطق المهمة في العالم·

ان احتلال العراق والتواجد العسكري الأميركي في العراق، واستخدام القواعد الجوية في الارض العراقية لها أهمية كبيرة في استكمال سيطرة الولايات المتحدة على منطقة اسيا الوسطى والسيطرة على بترول وغاز بحر قزوين وآسيا الوسطى·

ان الوجود الأميركي المكثف في العراق ومنطقة الخليج يحجم دور ايران ويخضعها للاهداف الأميركية·

ان التواجد العسكري الأميركي في العراق ومنطقة الخليج اضافة الى أفغانستان ودول جنوب الاتحاد السوفييتي السابق الاسلامية اصبح على الحدود الغربية للصين ولذلك اثر على الوضع الاستراتيجي الأميركي بالنسبة للتهديد الصيني·

ويقولون: إن غزو العراق فيه تأمين لاسرائيل وهو أيضا هدف سياسي استراتيجي للولايات المتحدة رغم قناعتي بان العراق لم يكن في اي وقت من الاوقات تهديدا حقيقيا لاسرائيل ولكن اسرائيل دائما تحاول عند مقارنة نفسها بالعرب أن تجمع كل الدول العربية من المغرب الى الخليج في سلة واحدة·

ان الامر الذي يجمع عليه غالبية المحللين والمعلقين أن الولايات المتحدة عاقدة العزم على غزو العراق بغض النظر عن الرفض المظهري السائد بين دول كثيرة غربية وغير غربية من بينها فرنسا والمانيا وروسيا ولكن يبدو أن هذا الرفض سيتغير اذا صدر قرار من مجلس الأمن باللغة واللهجة اللتين يريدهما بوش ويبدو انه سيصدر بهذه الصيغة لاضفاء شرعية مصطنعة على العمل العسكري الأميركي ضد العراق·

ان تنفيذ عملية غزو بري بحجم 200 - 250 الف جندي يحتاج إلى فترة لحشد القوات· ولما كانت الولايات المتحدة قد فتحت فعلا القيادة المركزية التي ستدير هذه العملية في قطر الى جانب أن لها عددا كبيرا من حاملات الطائرات بالمنطقة فان الامر لا يحتاج الى أكثر من 3 - 4 اشهر لعملية الحشد ولذلك فالتوقيت المنتظر لهذا الغزو اذا تقرر فإنه سيكون في فبراير 2003 اما صورة العمليات ففي اعتقادي انها ستكون شبيهة الى حد كبير بعاصفة الصحراء بمعنى حملة جوية مكثفة تقوم بها القوات الجوية الأميركية تحقق فيها سيادة جوية كاملة على سماء العراق بحيث لا يمكن لاي طائرة عراقية أن تقوم بأي عمل اعتراضي مع تدمير كل وسائل الدفاع الجوي العراقية ومراكز القيادة والسيطرة ومراكز المواصلات ومستودعات القوات المسلحة المختلفة·· الخ·

ولا اعتقد أن مدة هذه الحملة ستكون طويلة كما حدث في عاصفة الصحراء لان القوات الجوية الأميركية تسيطر على المنطقتين المحظور فيهما الطيران تماما كما انها دمرت كل مافي هاتين المنطقتين من وسائل دفاع جوي ورادارات ومراكز قيادة وسيطرة وحجم الاهداف المطلوب تدميرها اقل بكثير مقارنة بحجم اهداف عاصفة الصحراء·ومع الاستمرار في امتلاك السيادة الجوية فإنه سيتم دفع قوات على ثلاثة محاور في ثلاثة اتجاهات من الكويت في اتجاه البصرة للاستيلاء عليها وهي مهمة سهلة نسبيا، ومن الشمال في اتجاه الموصل للاستيلاء عليها اما المحور الثالث فمن اتجاه الاردن في اتجاه بغداد لمحاصرتها تماما، ولن تتورط قوات هذا المحور في قتال داخل بغداد التي يعتقد أن القوات العراقية ستسعى الى ادارة قتال داخلها ولن ترتكب الخطأ الذي ارتكبته في عاصفة الصحراء بادارة قتال في ارض صحراوية مكشوفة فكانت لقمة سائغة وسهلة للقوات الجوية والمدرعة الأميركية المتفوقة تقنيا وتسليحا· وخلال حصار بغداد سيتم استخدام اسلحة بعيدة المدى لضرب اهداف بالعاصمة وإحداث خسائر كبيرة في المدافعين عنها واجبار سكانها على الهروب من جحيم الضرب لتستقبلهم القوات الأميركية خارج بغداد لوضعهم في معسكرات لاجئين والحصول منهم على معلومات عن اوضاع المدافعين·ومن المحتمل أن ينضم الى القوات التي استولت على البصرة عناصر من الشيعة العراقيين تقوم القوات الأميركية باستخدامهم في اعمال قتالية محدودة وبالمثل بالنسبة للاكراد في الشمال·

ودون الدخول في تفاصيل لتصوير سير الحوادث بعد ذلك اعتقد أن المخططين الأميركيين على قناعة بان النجاح الابتدائي للاعمال القتالية السابق ذكرها سيؤدي الى انهيار مقاومة الجيش العراقي وقد ينقلب على صدام حسين ويقضي عليه او يقبض عليه· وخلال كل هذه الاعمال ستكون لعناصر من وكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة مهام محددة في انحاء مختلفة من العراق لاحداث اكبر ارباك للقوات العراقية·

والامر العام الذي يجب أن نتفهمه أن هذه الحملة ستحدث خسائر كبيرة في أرواح المدنيين العراقيين مهما قيل خلاف ذلك ومهما قيل عن أن الذخائر الدقيقة والذكية تقلل من التدمير المصاحب لانه سيصعب الفصل بين العسكريين والمدنيين في حالة القتال داخل المدن·

ويرى عدد من المحللين والخبراء أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي يتبناها بوش ويسعى الى اقناع الكونجرس والشعب الأميركي بها هي استراتيجية خطيرة وشديدة الطموح وانها في الوقت نفسه متناقضة لانها تدفع الولايات المتحدة إلى فرض هيمنتها على العالم، وشن حملات عسكرية ضد دول كثيرة في مناطق مختلفة الامر الذي سيخلق حالة من الفوضى، وانها تعتمد على حجة واهية غير حقيقية وهي السعي لتحقيق الحريات والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين· وتنسى هذه الاستراتيجية - حسب رأي هؤلاء المحللين - أن العدو بالنسبة لها غير متماثل ولا يمكن هزيمته بالقوة والتكنولوجيا المتقدمة وحدها وانما يجب أن يكون هناك مشروع سياسي للحل بفرض صحة هذا الفرض· ويقولون: إن هذه الاستراتيجية تخلق نمطا جديدا للصراع وادارة الحروب تخلق احساسا باللا أمان للجميع· ويرون انه لا يمكن أن تنفرد الولايات المتحدة بهذا وانما يجب أن يشترك العالم كله في اتخاذ اجراءات امنية جماعية لمنع وقوع الخطر او ظهور اي تهديد وألا تكون هناك تفرقة في معاملة الدول فيسمح للبعض دون اي عقاب او حتى لوم بامتلاك اسلحة تدمير شامل على سبيل المثال اسرائيل في حين تتهم دول اخرى بذلك دون ادلة دامغة وتتخذ ضدها اجراءات تصل الى حد الغزو والعمل المسلح·

اللهم أرزقني المال الذي أعبدك به، وقني فتنته, اللهم آمين

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...