اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هل يموت الحب


تيتو

Recommended Posts

هل يموت الحب ؟

تبدأ زيجات كثيرة عادة بحب عظيم ورومانسية طاغية ، ولكن مع مرور السنين يفتر الحب في بعض الأسر ، وتصبح العلاقات بين الزوجين باردة لا يظهر دفء فيها وقد غادرتها الرومانسية ،

وحتى الجنس فيها تحول إلي روتين لا بهجة فيه ، وربما ضعفت رغبة كل من الزوجين في الآخر ، وربما انعكس ذلك علي قدرتهما علي الأداء والتفاعل ، وهذا الوضع لا يريح الزوجين اللذين ارتبط مصير كل منهما بالآخر ، وصار من المستبعد أن يفترقا وبخاصة بعد مجيء عدد من الأطفال لا ذنب لهم .

هل يموت الحب ؟

بعض الأزواج والزوجات يظن أن الحب في حياتهم الزوجية قد توفاه الله ، ويستسلم إلي الحالة التي وصل إليها ، وتمضي سنون كثيرة وهم علي هذه الحال ، ذلك أنهم يظنون أن الحب انفعال وتأثر ، وطالما أنهم لا يشعرون به فإنه لا مجال لفعل شئ .. ويجعلون الذنب ذنب الطرف الآخر الذي لم يبق محبوباً كما كان من قبل ، وإن كان هنالك ما يمكن فعله فهو واجب الطرف الآخر وعليه وحده تقع المسؤولية ، وهو وحده عليه أن يتغير ليعود محبوباً كما كان .

أما الأزواج والزوجات الأكثر قدرة علي فهم نفسية الإنسان فيعلمون أن الحب فعل إرادي وقرار يتخذه المحب وليس انفعالاً سلبياً يكون فيه المحب متأثراً ، لا قدرة له علي المقاومة ولهذا أُمرنا في ديننا أن نحب الله ورسوله أكثر مما سواهما ، وأمرنا أن نحب صحابة الرسول r وأهل بيته ، ولو كان الحب انفعالاً لا يد لإرادتنا فيه ، لكان في أمر ديننا لنا بحب أشخاص معينين تكليفاً لنا بما لا نطيق .

أسس الحب :

يقوم الحب علي أساسين هما : الإعجاب والامتنان ، والإعجاب هو الانفعال ، وهو الشعور الذي لا يد لنا فيه ، إذ نحن مفطرون علي الإعجاب بمن تتجسد فيه الصفات والخصال التي نراها مثالية ونقدرها كثيراً ، أما الانتقال من الإعجاب إلي الحب فإنه فعل إرادي ، وبأيدينا أن نحب ( حب الرجل للمرأة ، وحب المرأة للرجل )، ذاك الذي أعجبنا به، وبأيدينا أن نبقي في مرحلة الإعجاب إن كنا نعتقد أن حبنا لهذا الشخص أمر غير متناسب مع ظروفنا وسيكون شيئاً يصعب عيشه بكل مقتضياته وبكل ما يترتب عليه عادة ، أو إنه حب لا حاجة لنا به إذ لدينا محبوب آخر ملأ علينا دنيانا العاطفية ، فاستغنينا به عن غيره .

والامتنان هو الدافع الثاني للحب والمقصود هنا امتنان المحب للمحبوب علي ما تلقاه منه من خير يلبي رغبته وحاجته ، لكن هنالك اختلاف بين الحب المتولد من الإعجاب والحب المتولد من الامتنان .

الحب المتولد من الإعجاب يكون رومانسياً ، أما الحب المتولد من الامتنان فهو حب هادئ سماه علماء النفس ( حب الصحبة ) ، وفي الحياة الزوجية يمهد الحب الرومانسي الطريق لحب الصحبة الذي يدوم عادة حتى النهاية .

برود الحب الزوجي:

وبرود الحب في الحياة الزوجية علاجه أن يحب كل من الزوجين الزوج الآخر من جديد ، نعم الحب فعل إرادي ، لكن الكثير من الأزواج والزوجات الذين هم في حالة برود وفتور عاطفي في حياتهم الزوجية يجدون صعوبة في أن يحبوا الطرف الآخر من جديد حتى لو أرادوا ذلك وحاولوه ، إن قلوبهم لا تطاوعهم في ذلك ، وإذا حال شئ بين المرء وقلبه ، فقد الإنسان قدرته علي توجيه مشاعره الوجهة التي يريدها .

لكن ما الذي يمكن أن يشكل جداراً يحول بين الإنسان وبين أن يحب من يريد حبه وبخاصة في الحياة الزوجية ؟

إن الحائل إما أن يكون إصابة شديدة في الإعجاب حولته إلي نفور ، وإما أن يكون إصابة في الامتنان حولته إلي غيظ وغل وعداوة مخبوءة أو ظاهرة ، وهذا يعني أن إزاحة العوائق من وجه الحب بين الزوجين تقتضي التخلص من النفور والتخلص من الغيظ والغل والحقد والعداوة قبل أن يكون بمقدور الزوجين أن يحب أحدهما الآخر .

الحوار الزوجي:

والمشكلة في الحياة الزوجية تكون في كثير من الأحيان في جهل كل من الزوجين بما ينفر الزوج الآخر منه أو بما هو سبب الغل والحقد والعداوة لدي الطرف الآخر نحوه ، وهذا يعني أنه قبل كل شئ لا بد من جلسة أو أكثر بين الزوجين يستمع فيها كل منهما إلي الآخر استماع من يريد أن يفهم وجهة نظر الآخر ليري : لعل الحق معه فيها ، وليس استماع من يريد الدفاع عن نفسه ورد التهم عنها ، وإثبات أنه ليس مخطئاً وأن كل الخطأ هو خطأ الطرف الآخر ، إذ في هذه الحالة تنعدم المحاولة لفهم الطرف الآخر ، وبالتالي يستحيل أن يفهم كل منهما الآخر ، وبالمقابل فإن علي كل من الزوجين عندما يحكي للآخر شكواه أن يتجنب لوم الآخر ، وأن يتجنب اتهام الآخر ، إذ الهدف من بث الشكوى إنما هو جعل الآخر يفهم معاناة الأول ، ويدرك دوره فيها كي يغير من نفسه أو من سلوكه ، حتي تنتهي هذه المعاناة ، وليس الهدف محاكمة الطرف الآخر ، ومعاقبته علي ما ارتكبه في حق صاحب المعاناة ويتم ذلك بأن يقول صاحب الشكوي للآخر : عندما فعلت كذا وكذا شعرت أنا بكذا وكذا ، وهذا أسلوب يحقق التعبير عن المشكلة دون الاتهام واللوم للآخر ، إذ الاتهام واللوم يجعل الآخر دفاعياً ة وليس مستمعاً يريد الفهم .

إن هذه المصارحة في إطار من الرحمة ، كثيراً ما تحقق التغيير ، فيقوم الطرف الآخر بتغيير ما يستطيع تغييره في نفسه كي يستعيد بعض إعجاب الزوج الآخر به ، ويقوم بتغيير سلوكه الذي كان يسئ فيه للطرف الآخر بوعي أو دون وعي .

أما ما لا يستطيع الطرف الآخر تغييره في نفسه من طباع مثلاً ، فلا بد فيه للطرف الأول من التقبل لهذه الطباع التي لا يحبها في زوجه ، ولا بد له من تقبل العيوب الخلقية الجسدية التي من العسير أو المستحيل تغييرها ، فالتقبل يمهد الطريق للحب ، والحب يؤدي إلي مزيد من التقبل .

وتبقي لدينا مشاعر الغيظ المتراكم في النفس بسبب إساءات سبقت ومضت ، فتحولت إلي حقد وغل وعداوة ، وبخاصة أن المرء تجنب في عملية المصارحة توجيه اللوم والاتهام للطرف الآخر ، إن هذه المشاعر الدفينة في النفس لا تذهب ولا تزول وحدها ، ولا يستطيع الزمن وحده أن يمحوها من النفس ، قد تتمكن النفس من إزاحتها عن دائرة الشعور والوعي لكنها لن تتمكن من النجاة من تأثيرها في مشاعرها وعواطفها ، ومهما خبأها الإنسان فستبقي جداراً يحول بين المرء وحب الزوج الآخر حتى تزول ويشفي الله صدره منها .

*** الخلاص من

تراكمات الغيظ :

وللشفاء من هذه المشاعر طريقتان :

الأولي هي الانتقام والعقوبة التي تحقق العدل فتريح النفس ، وتزيل منها مشاعر الغيظ والحقد والعداوة المتراكمة ، وواضح أنه لا مجال لمثل هذه الطريقة في حياة زوجية نسعي إلي إعادة المودة والرحمة إليها .

أما الطريقة الأخرى فهي المسامحة والعفو والغفران من أعماق القلب ، لا المسامحة بالعقل واللسان فقط ، وحتى تكون المسامحة والعفو من أعماق القلب لا بد أن يتذكر الإنسان أنه هو المستفيد الأول منها ، وأن الله يعوضه عما لقي من الإساءات لأن الله دعانا إلي المغفرة حتى للكفار المعاندين ، ووعدنا بالثواب عليها ، ومستحيل أن يكون ذلك حباً لهم ، بل هو من أجل أن تتخلص نفوس المؤمنين من مشاعر مزعجة للنفس ، فيكون بذلك عفوا وغفروا وسامحوا أنها مسامحة في سبيل الله ترضي الله وتريح النفس ، ولا خلاف في أن الزوج أو الزوجة أولي بها من الكفار أو الغرباء ، ذلك أن الأقربين أولي بالمعروف .

ممّن

إن التصرف المثالي عندما نتلقى إساءة ممن نحب هو كظم غيظنا الذي لا بد أن يثور في نفوسنا ، لكن هذا الغيظ لو بقي فيها فإنه يتراكم ويتحول إلي غل وحقد ، وقد ننساه لكنه باق في النفس ليحول بيننا وبين حبنا للزوج أ والزوجة ، لذا لا بد أن يتبع كظم الغيظ عفو عن الإساءة وذلك بعد مرور بعض الوقت وهدوء النفس والمشاعر ، والمرحلة الأرقي والفعالة جداً في التأثير في الزوج ( أو الزوجة ) الذي أساء ، هي الدفع بالتي هي أحسن ، أي الإحسان إليه بإخلاص ومن القلب رغم إساءته وهذا مستحيل ما لم يسبقه العفو والمسامحة ، لذا عندما امتدح الله المتقين قال عنهم : ( وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ). [ آل عمران : 133 – 134

إذن (الكاظمين الغيظ ) وبعد كظم الغيظ ( والعافين عن الناس ) وبعد العفو دعوة إلي الإحسان إلي المسئ ، أي إلي الدفع بالتي هي أحسن ( والله يحب المحسنين ) وليس من الزوج والزوجة بهذه المعاملة ، وإذا قدرنا عليها عاد الحب إلي الحياة الزوجية بعد غياب .

وحتى يكون العفو والمسامحة من أعماق القلب يحتاج الإنسان إلي تكرار هذا العفو بلسانه وفي غياب الطرف المسئ مراراً وتكراراً ، إذ التكرار باللسان مع محاولة الشعور بما يقوله اللسان يجعل الأمر يصل إلي أعماق القلب ليطهره مما فيه .

وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين ، رسول الهدى ومرشد الإنسانية إلى طريق النجاة والفلاح ، وعلى آله وصحبه وسلم .

والحمد لله رب العالمين . [/size]

659953360.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

تحياتى للاستاذ تيتو على المقال الراءع دة

فعلا انا اؤمن ان المصارحة بين الزوجين اولى الحلول ف كل المشاكل الزوجية وليس الصمت وارجاء الخطائ على الطرف الاخر داءما

والمسامحة والعفو وكل هذا جميل لكنى اضيف لكل هذا عقل المراة لة دور كبير ف المحافظة على الحب

وتجددة داءما

فالمراة بفطنتها تقدر على امتصاص غضب الزوج وعدم استثارتة وقت غضبة

ويحضرنى قصة جميلة قراتها عن العفو والمسامحة اللتى ليس لها حدود بين الازواج حتى تستمر الحياة الزوجية

سانقلها لكم

أود أن أذكر لكم ما قالته عجوز وهي سيدة حكيمة يحبها زوجها كثيراً

حتى أنه كان يحلو له أن ينشد لها أبيات الحب و الغرام و كلما تقدما في

السن ازداد حبهما و سعادتهما...

- وعندما سألت تلك المرأة عن سر سعادتها الدائمة ,

هل هو المهارة في إعداد الطعام؟؟؟

أم الجمال؟؟؟

أم إنجاب الأولاد ؟؟؟

أم غير ذلك ؟؟؟

قالت : الحصول على السعادة الزوجية بيد

المرأة , فالمرأة تستطيع أن تجعل من بيتها جنة وارفة الظلال أو جهنم

مستعرة النيران .

لا تقولي المال فكثير من النساء الغنيات تعيسات و هرب منهن أزواجهن …

و لا الأولاد فهناك من النساء من أنجبن 10 صبيان زوجها يهينها

و لا يحبها أو يطلقها ...

و الكثير منهن ماهرات في الطبخ , فالواحدة منهن تطبخ طوال النهار

و مع ذلك تشكو سوء معاملة زوجها و قلة احترامه لها ...

- إذا ما هو السر ؟؟؟ ماذا كنت تعملين عند حدوث المشاكل مع زوجك ؟؟؟\

قالت : عندما يغضب و يثور زوجي – و قد كان عصبياً - كنت ألجأ إلى

الصمت المطبق بكل احترام ,, إياك و الصمت المصاحب لنظرة

سخرية و لو بالعين لأن الرجل ذكي و يفهمها .

- لم لا تخرجي من الغرفة ؟؟

قالت : إياك .. قد يظن أنك تهربين منه و لا تريدين سماعه , عليك بالصمت

و موافقته على ما يقول حتى يهدأ ثم بعد ذلك أقول له هل انتهيت

ثم أخرج لأنه سيتعب و بحاجة للراحة بعد الكلام و الصراخ ...

و أخرج من الغرفة أكمل أعمالي المنزلية و شؤون أولادي و يظل

بمفرده و قد أنهكته الحرب التي شنها علي .

- ماذا تفعلين هل تلجئين إلى أسلوب المقاطعة فلا تكلمينه

لمدة أيام أو أسبوع ؟

لا إياك و تلك العادة السيئة فهي سلاح ذو حدين عندما تقاطعين

زوجك أسبوعاً قد يكون ذلك صعباً عليه في البداية و يحاول

أن يكلمك و لكن مع الأيام سوف يتعود على ذلك و إن قاطعته

أسبوع قاطعك أسبوعين . عليك أن تعوديه على أنك الهواء الذي

يستنشقه و الماء الذي يشربه و لا يستغني عنه ....كوني كالهواء ا

لرقيق و إياك و الريح الشديدة .

- إذاً ماذا تفعلين بعد ذلك ؟؟

بعد ساعتين أو أكثر أضع له كوباً من العصير أو فنجاناً من القهوة

و أقول له تفضل اشرب , لأنه فعلاً محتاج إليه وأكلمه بشكل عادي...

فيصر على سؤالي هل أنت غاضبة ؟؟

فأقول لا !

فيبدأ بالاعتذار عن كلامه القاسي و يسمعني الكلام الجميل .

- وهل تصدقين اعتذاره و كلامه الجميل ؟؟

طبعاً ... لأني أثق بنفسي و لست غبية ...!!!

هل تريدين مني تصديق كلامه وهو غاضب و تكذيبه و هو هادئ ؟؟؟!!!

إن الإسلام لا يقر طلاق الغاضب ...و هو طلاق!! فكيف ماحصل معي أنا ؟؟؟

- فقيل لها ...و كرامتك ؟؟

قالت : أي كرامة ؟

كرامتك ألا تصدقي أي كلمة جارحة من إنسان غاضب

و أن تصدقي كلامه عندما يكون هادئاً ..

أسامحه فوراً لأني قد نسيت كل الشتائم وأدركت أهمية

سماع الكلام المفيد .

و باختصار و مما سبق يمكن أن أقول:

سر السعادة الزوجية عقل المرأة و مرتبط بتلك السعادة لسانها

اذا اردت ان تعرف نعم اللة عليك............ اغمض عينيك.]

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

الأخ تيتو

الأخت سهيلة

اشكركم لقد وفيتم وكفيتم والموضوع ببساطة في يد المرأة الحكيمة التى تمتص غضب الزوج وتجعله يحاسب نفسه

حتى بدون ان يعلمها فهو يراجع نفسه حتى ولو لم يتحدث معها ..ويحب صمتها ويقدره ويأنب نفسه دون ان يعلمها

صمت المرأة رهيب ومفعوله كالسحر على وجدان الرجل .. ثم تصور لمسة حانية من المرأة لزوجهاوهي تمسك يده

ينسى الدنيا وما فيها ويزداد حبا لها المرأة الذكية هي التي تدغدغ مشاعر الرجل ليحبها أكثر و أكثر ...خذ الخبرة

من أفواه المتزوجين ... والله مش قصدى المجانين .. ههههههههههههههههه

أخوكم أبو أحمد الاسكندراني :lol: :lol: :lol: :blink:

أبو أحمد الأسكندراني

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...