أزمة العقل المصري - د.أحمد المجدوب

[Sherief AbdelWahab]

غضبنا لموضوع الأسرى .. لكن أعتقد أن وقفة ما مطلوبة ، للإجابة عن هذه الأسئلة التي يطرحها ببراءة شديدة هذا المقال :

أزمة العقل المصري ـ د. أحمد المحجوب

د. أحمد المحجوب : بتاريخ 11 - 3 - 2007

انعكست الأزمة التي أصابت العقل المصري على كل شيء في حياتنا فأصبحنا ، في تعاملنا مع الأحداث ، نفكر كما لو كنا أطفالا غير مكتملي التمييز يتعذر علينا إعمال النظر فيها بطريقة شاملة تحيط بها في كل تفاصيلها وإنما نركز اهتمامنا على جزء صغير من الحدث لا لشيء إلا لأنه الأشد إثارة من بقية الأجزاء و ليس الأكثر أهمية أو لأن هذا ما سمحت به جهة ما أو دولة ما أرادت أن تجرى لنا اختبارا القصد منه أن تتأكد من أننا لا زلنا في حالة التوهان التي تجعلنا عاجزين عن استخدام العقل والمنطق في تعاملنا مع الأحداث. أقول هذا بمناسبة البرنامج الوثائقي الذي بثته إحدى القنوات الفضائية الإسرائيلية منذ أيام وظهر فيه جنود هذه الدولة وهم يذبحون مئتني وخمسين ضابطا وجنديا من شبابنا كانوا قد وقعوا في أسرهم وذلك في الحرب التي وقعت عام 1967م وعلى الفور ارتفعت الأصوات الغاضبة تردد عبارات الاستنكار وتطالب بالرد الفوري على الدولة الصديقة ! وامتلأت الصحف والمجلات على اختلاف توجهاتها بالمقالات الملتهبة والتحقيقات الساخنة بينما أنا أتابع في هدوء شديد أثار دهشة كثير من الأصدقاء والمعارف الذين كانوا يتوقعون أن أضم صوتي وقلمي إلى أصوات وأقلام المفكرين والكتاب الذين صبوا جام غضبهم على الدولة المجرمة التي ذبحت أبنائنا جهارًا نهارًا على أرض سيناء ولم تكتف بهذا بل صورت المذبحة لتحتفظ بها في وثائقها لكي تبثها بعد أربعين عاما. ووجدتني مضطرا إلى الرد عليهم بالعقل وبالمنطق وليس بالعاطفة أو بالعقل المأزوم واللامنطق فقلت لهم لا اختلف معكم في أن ما فعلته الدولة الحليفة هو جريمة بشعة بكل المقاييس ولكن ما رأيكم فيما فعلته حكومات العسكر الذين حكموا مصر والتي التزمت الصمت أمام جرائم اليهود بل وأخفتها عنا نحن شعب مصر. هل فيكم من يعرف كم شهيدا فقدناهم في الحروب التي شنتها علينا هذه الدولة ؟! طبعا لا. هل فيكم من يعرف كم من شهدائنا مات نتيجة إصابته بأسلحة مما يستخدم في الحروب كطلقات الرصاص وشظايا القنابل والألغام وكم منهم مات مذبوحا أو أصيب بالرصاص من مسافات صغيرة في الصدر أو في الظهر ؟! طبعا لا. هل فيكم من يعرف كم عدد الذين وقعوا في الأسر من شبابنا و كم منهم عاد سليما أو مصابا أو من لم يعد بالمرة ؟ طبعا لا. أما ما فقدناه من سلاح وعتاد من مختلف الأنواع والأحجام دفعنا ثمنه من دمائنا وعرقنا وقوت أولادنا فهو من الأسرار التي يعرفها اليهود وغيرهم ولكن غير مسموح لنا بمعرفتها. ولا تنسوا يا سادة يا كرام أن ما حدث لشهدائنا إنما هو بسبب الفوضى التي عمت الجبهة وارجعوا إلى مذكرات المخلصين من الضباط ومنهم الفريق الشاذلي. ثم دعوني أسألكم هل يختلف إحساس الشهيد باختلاف القاتل أم لا ؟ والرد هو ، بلا أدنى تردد ، لا. بل أزعم أن ألم الشهيد يتضاعف وإحساسه بالمهانة والقهر يزيد إذا كان القاتل قريبا أو صهرا أو من مواطنيه وأهل بلده وهو ما حدث لضحايا العبارة والقطارات وحوادث الطرق ولمن يعارض الحكام من المواطنين الذين تزدحم بهم السجون والمعتقلات ويتعرضون للموت البطيء الذي هو أبشع من الذبح. يا سادة أنا لا أقول هذا دفاعا عن اسرائيل بل أقوله دفاعا عن الإنسان المصري الذي أهدر النظام آدميته وأنكر عليه حقوقه وحرمه من الضمانات التي كفلتها الشرائع والمعاهدات والمواثيق. وأقول لمن تساءل في دهشة عما تقصده اسرائيل من إثارتها للموضوع الآن أنها وببساطة شديدة وكعهدنا بها أرادت أن تعري النظام الذي يتحكم في مصر وشعبها لتثبت لكل العرب أنه أعجز من أن يفعل شيئا بل أنه هو ذاته ليس بشيء خاصة بعد أن سحبت أمريكا البساط من تحت قدميه وقدمت عليه المملكة العربية السعودية والأردن ليصبح ترتيبه الثالث وربما الثالث مكرر.

سؤال أخير أوجهه إلى الغاضبين : هل قرأتم اتفاقية كامب ديفيد كاملة ؟ طبعا لا! وإذا كنتم قد قرأتموها فهل لاحظتم ما ورد بها من نصوص بشأن جنود العدو الذين سقطوا قتلى في سيناء أثناء المعارك التي دارت بينهم وبين جنودنا وعن حق اسرائيل في البحث عن رفاتهم وقتما وأينما تريد ؟ وإذا كنتم لم تقرأوا الاتفاقية المشئومة فهل رأيتم ما فعلته اسرائيل بالفلسطينيين الأبطال من سكان قطاع غزة لما أسروا أحد جنودها وما فعلته في لبنان ردًا على أسر حزب الله لجنديين آخرين وما قيل ، أخيرا ، من أن المسئول الإيراني الذي اختفى أثناء زيارة قام بها إلى تركيا كان يشرف على الحرس الثوري في لبنان أثناء الحرب الأهلية وأنه يعرف ما جرى للطيار الإسرائيلي الذي أسقطت طائرته هناك وبالتالي فإن استجوابه بواسطة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قد يساعد في استرداده إذا كان لا يزال على قيد الحياة أو استلام رفاته إذا كان قد مات! فهل فعلت حكوماتنا شيئا من ذلك أو قريبًا منه؟ طبعا لم تفعل ولن تفعل لأنها وببساطة شديدة لا تقيم لنا وزنًا. يا كل المصريين لقد مات شبابنا بشرف وهم الآن شهداء عند ربهم يرزقون والمهم الآن أن نعمل جاهدين من أجل أن يكون لنا وزن وقيمة فنقف في وجه كل من يحاول الإعتداء علينا سواء كان من الخارج أو من الداخل ونحاسبه حسابًا عسيرًا وننزل به العقاب الذي يستحقه هذا وإلا كنا كمن يحرث في البحر.

http://almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=31507&Page=7

خلص الكلام

[أبو حميد]

أتفق تماما مع دكتور أحمد المجدوب في أهمية أن نعتبر أن محاسبة كل مسئول عن جرائمه التي أرتكبها في حق هذا الشعب له نفس الأولوية التي نعطيها لمحاسبة عدونا على عدم أحترام المعاهدات والمواثيق الدولية في زمن الحرب.

ويجب محاسبة من ترك الجنود يموتون جوعا وعطشا في صحراء سيناء من الفاسدين هنا كما يجب محاسبة من قتلهم أحياء من السفلة هناك. كلا الأمرين له نفس الأهمية لأن الأنسان المصري يجب ان يعامل كأنسان داخل وخارج بلده.

تم تعديل 13 مارس 2007 بواسطة أبو حميد

[أبو محمد]

ويجب محاسبة من ترك الجنود يموتون جوعا وعطشا في صحراء سيناء

من ترك جنودنا يموتون جوعا وعطشا وعزلا من السلاح برصاص الجبناء .. من ألقى بجنودنا إلى حتفهم هم الآن بين يدى الله .. يحاسبهم بعدله ..

أما من يجب أن نحاسبه نحن الآن وإلى أن نسترد حق الشهداء ، فهم من يتركون تلك الدماء الزكية تضيع هباء دون ملاحقة المجرمين ..

[otaka]

يعنى صراحه المقاله ينطبق عليها المقوله الانجليزى

stating the obvious

فين الاضافه

الجيش المصرى اترمى فى فلسطين فى 1948 و ما لاحقها من حروب

المنظومه بايظه من الاساس سوا زمان او دلوقتى و ده مش اخطاء افراد

دى ثقافه شعب تم تجيهله فى عصور الاحتلالات المتواليه لما وصلنا للحاله دى

[أبو حميد]

ويجب محاسبة من ترك الجنود يموتون جوعا وعطشا في صحراء سيناء

من ترك جنودنا يموتون جوعا وعطشا وعزلا من السلاح برصاص الجبناء .. من ألقى بجنودنا إلى حتفهم هم الآن بين يدى الله .. يحاسبهم بعدله ..

أما من يجب أن نحاسبه نحن الآن وإلى أن نسترد حق الشهداء ، فهم من يتركون تلك الدماء الزكية تضيع هباء دون ملاحقة المجرمين ..

أولا يجب أن يتم توضيح ما حدث للناس حتى يعلم الجميع وحتى لا يحدث ما حدث مرة وأخرى ولا مانع أن نعيد تسجيل تاريخنا لنضع الحقائق فقط ونزيل كل هذا الكذب ومن لم يحاكم أمام محكمة الجنايات على الأقل يحاكم امام محكمة التاريخ.

وأتفق معك في وجوب محاسبة كل مسئول حالي أو سابق يفرط في أي حق مهما صغر لأي مصري مهما قل شأنه لأن الأخرين يقيموننا بقدر ما نقيم أنفسنا فلو فرطنا فكيف نطلب منهم عدم التفريط.