اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السينما المصرية الحديثة


Ahmad Farahat

Recommended Posts

لم أوافق في حياتي يوما قمت فيه بعملية تطبيع سينمائي على الواقع المصري غير أن الأمر لن يكون مسألة تطبيع وإنما سيكون ببساطة محاولة للإكتشاف..........

فماذا تغير في مصر؟ وما هو تأثير ذلك التغيير المزعوم على الواقع السينمائي؟

إنني أرى ببساطة ودون غضب أننا جمعا في هذا البلد قد أصبحنا تائهين............

والبلد برمته تائه والسينما تعبر عن هذا التوهان الفطري...........

يمكنني براحة ضمير أن أطلق على مصر بالتائهة ويمكنني أيضا أن أقول وبراحة ضمير أيضا أن السينما الحديثة عبرت عن هذا بشكل كبير..............

نعم، إنني أشعر أن السينما المصرية استطاعت أن تعبر عن حالة التوهان التي نعيشها ولابد من الدراسة في هذا الصدد كي لا نظلم السينما وندعي فيها القصور..........

فربما كانت السينما صادقة في التعبير عن هذه الحالة............

فالحقبة السينمائية الحالية بدأت بالفيلم الشهير (صعيدي في الجامعة الأمريكية) وهو – على نجاحه- ليس أفضل أفلام حقبته بالمقارنة بأفلام أتت بعده، بل ربما سيهبط في المستوى إلى درجة متدنية للغاية..........

لكنه كان بالتأكيد فيلم حقبته بلا منازع وربما في أي من الأفلام الأخرى لو أنها حاولت بداية تلك الحقبة لأعلنت وفاة تلك الحقبة قبل بدايتها لكن توفيق أبناء هذا الجيل دفع بهذا الفيلم إلى رأس الحربة ليقرع في آذان الناس معلنا بداية عهد جديد.............

فهذا الفيلم جمع محمد هنيدي تلميذ عادل إمام وهاني رمزي تلميذ محمد صبحي ومجموعة من الشباب الطموح كأحمد السقا ومنى زكي وغادة عادل وفتحي عبد الوهاب وطارق لطفي............

ومعظم هذه الأسماء أصبحت تعتمد عليها السينما الحديثة في إنشاء أفلامها...........

ولقد شعرت عند رؤية ذلك الفيلم آنذاك بالعقد النفسية الرهيبة التي تحيط بالإبداع الحديث..........

فالفيلم يتحدث عن طالب متفوق يقوم بالتعلم في الجامعة الأمريكية وهو حائر بين التقاليد وهذا العالم المبهر الذي يعشق فيه زميلة له ثم هو أيضا صديق لشابين يحلم أحدهم بالنجاح كما يحلم الآخر بالإرتباط ممن يحب......لاحظوا مدى اقتراب حالات هؤلاء يحالات مشابهة في الحياة..........

لكن الصعيدي في نفس البطل ينتصر في النهاية وينحاز إلى التقاليد وكأن المؤلف يريد أن ينادي برسوخ الهوية أمام العولمة الشرسة الآتية من خلف المحيط الأطلنطي............

والشاب المظلوم في حبه يتزوج من فتاة ملتزمة كما تبدو في الفيلم ويترك تلك التي لحقت بالمال ملقية به وبصديقه المطرب أيضا.............

وفي النهاية يتزوج الصعيدي من الفتاة الأكثر اعتدالا في جامعته (منى زكي)

ولا ننسى هذا الشاب الذي يرفض اعتداءات أمريكا ويتوج هذا في الفيلم مشهد إحراق العلم الأمريكي الذي كان موضة هذه الأيام.............!!!!!!!!!!!

إنها حالة كاملة من التوهان، اناس لا أهداف عظيمة لديهم، وكلها مشاكل زواج وحب وحياة، وتعبير وطني باهت اللون لا يثقل أرضا ولا يسد فضاءا............

وربما - بعد إذنكم – مقارنة هذا الفيلم بفيلم آخر وهو القاهرة الجديدة فمحجوب عبد الدايم نذل واضح يسعى للثراء وعلى طه إشتراكي واضح يسعى لتغيير الحياة ومأمون رضوان متدين واضح يسعى للتغيير أيضا ولكن بإيمان عميق وأحمد بدير صحفي يتنقل بين الناس باحثا عن الأخبار ..........فقط.

أهداف واضحة وأسباب واضحة ومعالم واضحة وطموح واضح أيضا.

أما الأهداف في هذا الفيلم فإنها تبدو مشوشة غير واضحة المعالم.............

ولكنها كانت تعبر عن حالة الجميع وربما كانت المدارس السينمائية جميعها التي ظهرت في هذه الحقبة معبرة عن هذه الحالات..............

سأحاول رصد هذه الحالة النفسية التي تحيط بالإبداع عبر مجموعة من الأفلام بشكل غير مرتب وسأطرح عدة أسماء بالتأكيد (فيلم ثقافي- اللنبي- همام في امستردام- جاءنا البيان التالي- زكي شان- ظرف طارئ-سهر الليالي- الناظر- أصحاب ولا بيزنيس- أفريكانو- مافيا- جواز بقرار جمهوري- ظاظا-اللي بالي بالك-الباشا تلميذ)

كل هذه الأفلام تعبر عن حالة معينة مشتركة ليس عن طريق تحليل هذه الأفلام وإنما عن طريق رصد وسيلة الإرتباط ما بين الفيلم والواقع الذي نعيشه.............فإلى اللقاء...........

105724557.jpg

ألام على هواك وليس عدلا ................ إذا أحببت مثلك أن ألاما

رابط هذا التعليق
شارك

أرسين كتب :

فماذا تغير في مصر؟ وما هو تأثير ذلك التغيير المزعوم على الواقع السينمائي؟

إنني أرى ببساطة ودون غضب أننا جمعا في هذا البلد قد أصبحنا تائهين............

والبلد برمته تائه والسينما تعبر عن هذا التوهان الفطري...........

يمكنني براحة ضمير أن أطلق على مصر بالتائهة ويمكنني أيضا أن أقول وبراحة ضمير أيضا أن السينما الحديثة عبرت عن هذا بشكل كبير..............

نعم، إنني أشعر أن السينما المصرية استطاعت أن تعبر عن حالة التوهان التي نعيشها ولابد من الدراسة في هذا الصدد كي لا نظلم السينما وندعي فيها القصور..........

أخونا الفاضل أرسين أتفق معك فيما قلته - ولكن أليس من المفترض أن يكون للسينما دور في إيجاد حلول لإن الغرض ليس عرض قضية فقط بل يجب إبراز الحلول لهذه المشكلات .

المشكلة عندنا أن كتاب السيناريو أو القصص السينمائية الكل يكتب بناءا على فكرة أتت في رأسه - ثم لايكلف نفسه أن يفكر الاستعانة بأصحاب التخصص لبلورة هذه الفكرة - وماهي الحلول إن كانت المشكلة تمثل المراهقة مثلا - أو الطلاق- أو الفارق الاجتماعي بين الطبقات -أو حتى الكوميديا بشرط أن تكون هادفة والتي تقوم بتشريح متناقضات المجتمع .

فهل تقوم السينما بتقديم الحلول أم أنها تعتمد على مجموعة اسكتشات للضحك والتهريج مش أكثر .

كانت السينما في الماضي تناقش قضايا مثل فيلم أريد حلا والذي كان السبب في إصدار قانون الأحوال الشخصية

وكذلك فيلم زوج تحت الطلب التي ناقشت قضية المحلل - وفيلم العار الذي أوضح أن الجزاء من جنس العمل - وهكذا أفلام كثيرة ناقشت قضايا .

أما الآن فمنذ دخول الليمبي وإخوانه اكتفت السينما بالمسخرة !!!!

اسألوا الأيام .......... اسألوا الآلام

من الملام إذا ......... وكلنا لوام

رابط هذا التعليق
شارك

يا كوكو........

إنني أريد مناقشة أمر واحد...........

كيف أثرت السلبيات في الإبداع؟

وهذا الإبداع........

إلى أين ذهب؟

فقط............

إنني أريد قراءة هذا البلد من خلال هذه السينما.........

105724557.jpg

ألام على هواك وليس عدلا ................ إذا أحببت مثلك أن ألاما

رابط هذا التعليق
شارك

حتى ولو كان مستوى المقدم في "السينما الجديدة" إن جاز تسميتها كذلك سيئاً..

حتى ولو حاولت الانعزال عن الواقع بهدف تقديم صورة طبقية أكثر بريقاً..

إلا أنها لم تفلت من تأثير المجتمع وتحولاته بالمرة ، بل لعل الأفلام التي حفلت بالمسخرة من أولها لآخرها كانت أكثر تمثيلاً لأشياء في الواقع تجاهلها حنجرجية السينما حينما يفتعلون تناول القضايا كما حدث مع تجارة المخدرات والإرهاب..

الليمبي بعد خمس سنوات من عرضه بدا انعكاساً لظهور طبقة "الفقراء الجدد" الجيل الثاني والثالث ممن سكنوا المناطق العشوائية دون التمتع بمهنة أو بمهارة تؤهلهم للتسابق على الثروة والسلطة ، حتى إن بعض عبارات الليمبي تعكس الحالة الثقافية الراهنة وتعكس الخطاب العقلي السائد أيضاً ، تخيلوا تصريح الدميري الشهير حول المرايات في نفس سنة إنتاج الليمبي الأول (2002) ، تصريح لا يخرج في الأحوال العادية من أي شخص سوى .. الليمبي!

والكلام يطول حول الليمبي ، وكوكب الليمبي ، وما صنع الليمبيين الحقيقيين .. حتى وإن وصلنا ذلك في ثوب شخصية تحمل مبالغات لفظية وحركية..

صعيدي في الجامعة الأمريكية لم يمثل تغيرات المرحلة ، لكنه مثل تغيرات الصناعة في المرحلة..

فكما أسلفت عزيزي أرسين لوبين ، الفيلم قائم بالفعل على مجموعة من المستجدين في سلم النجومية ، الذين تحول بعضهم لأرقام صعبة في سوق التوزيع السينمائي فيما بعد ، اكتسبوا خبراتهم ممن سبقوهم ، مضافاً إليه عناصر فنية أخرى في المونتاج والتصوير والموسيقى ، كان يجب للسينما أن تجدد شبابها فعلاً خاصةً في العناصر الفنية التي لا يراها الجمهور بشكل مباشر ، وكان يجب علينا تفهم ذلك إن كنا نريد التعامل مع السينما بجدية وألا نحبسها في قمقم الممثلين فحسب، كما كان محاولة لزغزغة شرائح معينة من الجمهور الذي يعيش إحباطات متباينة بنقل صورتهم ومشاكلهم ، أو باللعب على الوتر القومي الذي لعب عليه مدحت العدل ، لكنه لم يكن الوحيد الذي لعب على هذا الوتر ولم يكن الأسوأ أيضاً.. تذكروا الفضيحة السينمائية المسماة بـ"العصابة" في الثمانينيات ، أسوأ أفلام مقاومة التطبيع على الإطلاق كتابة وإخراجاً!

بعد هذا الفيلم ظهرت طرق أخرى للزغزغة ، منها استخدام الحلم الطبقي ، تقديم صورة براقة للحلم ، الشقق الفارهة والفيلات وقصص الحب التي لا يعيشها شباب في مجتمع شبه محافظ.. الزغزغة بالحلم وليس بالواقع..

كتبت عن القاهرة 30 في موضوع قديم نسبياً اسمه "أفلام قديمة .. فرجة جديدة" ، الفيلم وليس المصنف ، بما أن "مأمون رضوان" لم يظهر في الفيلم ، ومن أهم ما يحسب للفيلم وللرواية استغلاله للظروف المحيطة كعوامل ضغط مباشرة وليست مفتعلة على الشخصيات فحركت تصرفاتها وردود أفعالها ، خاصةً شخصية محجوب عبد الدايم الشخصية الرئيسية في الفيلم ..

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذ شريف

بالـتأكيد سعادتي بتشريفك موضوعي لا تضارعها سعادة.............

وأنا أشرت في موضوعي هذا أن الجوانب السلبية في مصر أثرت بشكل واضح في صناعة السينما.............

نحن لا نعيش عصر أفلام المقاولات............

ولكننا نعيش عصر أفلام هي أقرب إلى تطبيع العلاقات مع الشعب منها إلى حل مشاكله............

إنني أرى في فيلم ثقافي شيئا كهذا..............

فالضمان الإجتماعي يتمثل في العمل والتعليم والزواج..........

ولقد تعامل هذا الفيلم مثلا مع مشكلة الأفلام (الثقافية) وأسباب إقبال الشباب عليها.............

وكيف بذل الأصدقاء الثلاثة كل ما استطاعوا ليشاهدوا فيلما ما.............

هذه الأفلام تعاملت مع مشاكلنا في الحياة بتفكير مختلف إنساق مع المشاكل ولم يحاول أن يترفع عنها وهذا ما عابه السيد كوكواوا............

إنني أرى أن السينما تائهة كبلدنا التائه...........

لكنها بالتأكيد عبرت عن هذا التوهان.............

وللحديث بالتأكيد بقية...............

105724557.jpg

ألام على هواك وليس عدلا ................ إذا أحببت مثلك أن ألاما

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...