اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وليال عشر..العشر الأوائل..أيام الفضائل


صبح

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

فاستبقوا ....... ((فضل العشر الأوائل من ذي الحجة)) ....... الخيرات

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى، ونمحو ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلات . . نلتقط فيها أنفاسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا، فنخرج منها بروح جديدة وهمة عالية، وقوة نفسية تعيننا على أداء المهمة التي من أجلها خلقنا الله عز وجل.

ومن هذه المحطات أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، والسعيد من رتب أوراقه وهيأ نفسه للاستفادة من هذه الأيام، فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة، والمالك جواد كريم.

أبدأ في هذا الموضوع بوضع وصلات للمواضيع القديمة التي وجدتها في المنتدى ثم نبدأ في الحديث عن كل ما يتعلق بهذه الأيام المباركة

ولنغتنم جميعا من النفحات القادمة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها"

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده مختلف فيه - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء

الموضوع الأول

الموضوع الثاني

الموضوع الثالث

الموضوع الرابع

الموضوع الخامس

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

إلى الذين فاتتهم الأرباح في رمضان، فدب في نفوسهم اليأس من رضا الرحمن، وخمدت في قلوبهم جذوة الإيمان أبشروا.

ها هي مواسم الخير ونفحات الهدى تطل عليكم من جديد، فلنتعرض لها. يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم ".

فقدموا دموع الندم واستغفار السحر، والحقوا بالصحبة التي تطرق أبواب الجنة، أدركوا قطار الصالحين قبل أن يفوتكم، أسرعوا قبل أن تذبل الزهرة، بادروا. فما زال في إيمانكم أمل، وربكم على كثرة ذنوبكم يغفر الزلل، والجنة تدعو معرضين منكم كل يوم بلا ملل، فهل أنتم متعرضون لنفحات رحمة الله؟.

أفضل الأيام

إنها الأيام العشر التي أتمها الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام، والتي كلم الله تعالى موسى في تمامها، والتي كانت مرحلة إعداد وتهيئة لمرحلة جديدة في تبليغ رسالة الله ودعوته، وذلك في قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَة وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَم مِيقَاتُ رَبهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة}. قال ابن كثير: "أكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر هي عشر ذي الحجة، قاله مجاهد ومسروق وابن جريج وروي عن ابن عباس وغيره".

يقول سيد قطب رحمه الله: "لقد انتهت المرحلة الأولى من مهمة موسى التي أرسل لها. انتهت مرحلة تخليص بني إسرائيل من حياة الذل والهوان والنكال والتعذيب بين فرعون وملئه، وإنقاذهم من أرض الذل والقهر إلى الصحراء الطليقة، ولكن القوم لم يكونوا بعد على استعداد لهذه المهمة الكبيرة!.

وهذه المهمة هي الخلافة في الأرض بدين الله. وكانت هذه المواعدة إعدادا لموسى نفسه، كي يتهيأ في هذه الليالي للموقف الهائل العظيم، ويستعد لتلقيه، وكانت فترة الإعداد ثلاثين ليلة، أضيفت إليها عشر، فبلغت أربعين ليلة، يُعِد موسى فيها نفسه إلى اللقاء الموعود، وينعزل فيها عن شواغل الأرض ليغرق في هواتف السماء، ويعتكف فيها عن الخلق ليستغرق فيها في الخالق الجليل، وتصفو روحه وتشف وتستضيء، وتتقوى عزيمته على مواجهة الموقف المرتقب وحمل الرسالة الموعودة".

وكأن المعني بهذا الكلام كل مسلم يبتغي إعادة الرسالة إلى الأرض، كل مسلم ينشد تهيئة روحه لما هو آتٍ، والله أعلم بما هو آت!!. وكأن الخوف من تقلبات النفس التي تمثلت في بني إسرائيل، كأنها خطر داهم يحرص على تفاديه كل من أراد النجاة من عقبات اليوم الآخر وعقوباته.

وإذا كان الله سبحانه قد أنزل على بني إسرائيل المن والسلوى إذ هم في الصحراء، فإن صحراء القلوب لتحتاج إلى مِنة من الله تعالى أن ينزل عليها اليقين، والصبر، والثبات، والصدق في جميع الأمر، فيغتنم المؤمن أوقات كانت لإعداد غيره، عله يناله منها بعض إعداد، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء.

وإنها الأيام التي أكمل الله الدين لمحمد عليه الصلاة والسلام، وذلك في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينا}. وهي أكبر النعم، وقعت يوم عرفة من هذه الأيام المباركة، نعمة إكمال الدين، فلا يحتاج زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا، وإنما مدار الأمر على مدى تمسك المسلم بهذا الدين، وإن تبدلت به الأحوال وتغيرت عليه الأوطان.

ذكر ابن كثير في تفسيره: لَما نَزَلَتْ: {الْيَوْم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينكُمْ} وَذَلِكَ يَوْم الْحَج الأكْبَر بَكَى عُمَر فَقَالَ لَهُ النبِي -صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ-: مَا يُبْكِيك؟ قَالَ: أَبْكَانِي أَنا كُنا فِي زِيَادَة مِنْ دِيننَا فَأَما إِذَا أُكْمِلَ فَإِنهُ لَمْ يُكْمَل شَيْء إِلا نَقَصَ فَقَالَ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ: صَدَقْت.

وإنها الأيام الخاتمة لأشهر الحج، وفيها تقع مناسك الحج، الحج الذي يغفر الذنوب، ويجرد المرء من خطاياه كيوم ولدته أمه، قال ابن رجب :"لما كان الله تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، فرض الله تعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قَدَرَ على عملٍ يعمله في بيته، فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج".

وإنها الأيام التي قال عنها النبِي ‏ ‏صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ : ‏‏مَا الْعَمَلُ فِي أَيامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ قَالُوا وَلا الْجِهَادُ؟ قَالَ وَلا الْجِهَادُ ‏‏إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ ‏ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" (رواه البخاري).

وقد دل هذا الحديث على مضاعفة الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة من غير استثناء شيء منها، وأن أجر هذه الأعمال في أيام عشر ذي الحجة، لا يساويه شيء من الأجر فيما سواها من الأيام مطلقا، إلا من عُفر وجهه في التراب وأريق دمه وقتل جواده في الجهاد. ومنها أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" (صحيح).

الزاد والخيرات

هناك الكثير والكثير لنفعله في هذه الأيام المباركة، وأما عن أهم ما نتزود به:

1- استغفر لذنبك:

ألا تحب أن تسرك صحيفتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار" (حديث صحيح).

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه حسنه" (حديث حسن). فلا تدع أن تقول دبر كل صلاة : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات. فما أعظم ثوابها وأضخمه! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أبو داود).

2- رطب لسانك:

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" (صحيح). فعليك إذن أن تكثر هذه الأيام من ذكر وترديد: "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" (صحيح). ولذلك كان عبد الله بن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

3- لا تكن عبد سوء:

يا من حرم الحج هذا العام؛ أبشر بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما: كتاب في عليين". ويستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات.

روى ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة" وهذا عام في كل وقت، بجانب المحافظة، والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد ويُكثر من التقرب إلى الله .

واقتد بهذه النماذج المشرقة في التقرب إلى الله، ولو بالحرص على التواجد في الصف الأول في الصلاة:

- كان سفيان ابن عيينة يقول: لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى: ائت الصلاة قبل النداء.

- ممن كان يأتي الصلاة قبل النداء سعيد بن المسيب قال رحمه الله: ما أذن مؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد.

- وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه يستعد للصلاة قبل الأذان فيقول: ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء.

- وهذا محمد بن خفيف روي عنه أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة فكان إذا نودي للصلاة يحمل على ظهر رجل فقيل له: لو خففت عن نفسك قال: إذا سمعت حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة!.

4- ولا تغفل عن صيام التطوع:

كان من هديه صلى الله عليه وسلم صيام تسع من ذي الحجة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت: "حدثتني بعض نساء النبي صلي الله عليه وسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعا من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر" وقال النووي عن صوم أيام العشر: "مستحب استحبابا شديدا".

ومن فضل صيام التطوع أن "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" (صحيح). ويكفيك من ثوابه أن "من ختم له بصيام يوم دخل الجنة" (صحيح). وذكر مجاهد أن هذه الآية وردت في الصائمين: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيامِ الْخَالِيَةِ} (الحاقة:24).

واسأل الله خواتيم الصائمين؛ فلما حضرت الوفاة إبراهيم بن هانئ وكان صائما جاءه ابنه إسحاق بماء، قال: غابت الشمس؟ قال: لا. فرده ثم قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} (الصافات: 61). ثم خرجت روحه رحمه الله. وقد حضرت نفيسة ابنة الحسن بن زيد رحمها الله الوفاة وهي صائمة، فجاءها قوم وهي في الرمق الأخير، فألزموها الفطر فقالت: "واعجبا! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة.. أأفطر الآن؟! هذا لا يكون". وخرجت من الدنيا وهي صائمة.

5- وإياك أن تضيع يوم عرفة:

يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة"، ويقول أيضا: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (صحيح).

ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبرا". وعن فضل قيام ليلة عرفة يقول: "من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر".

فجر جديد

دع هذه الأيام فجرا جديدا في حياتك، وسيرك إلى الله تعالى في هذه الدنيا، وليكن مع بزوغ هذا الفجر في قلبك سير قلبي نحو إعداد نفسك وروحك كما فعل موسى عليه السلام، وفتش في حنايا روحك عن النقص فيها، وأتمم كما أتم الله لك هذا الدين، فإن أشرق القلب، وأُعدت النفس، وتم للروح بعض التمام، فجاهدها، وحدثها بالجهاد المبارك، تفر من النفاق، وتسلم من مظاهره وصوره، التي من بينها، العجز والكسل في الطاعات: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصلاةِ قَامُوا كُسَالَى}.

وحدث نفسك أيها المؤمن، وحرك معاني الشوق في مكامن روحك، فالحياة تأكل منا ما نزرعه في أيامنا، ما لم نتدارك، ببذر، وغرس، وسقاء، وشجرة شحذ الهمم، والشوق للمعالي، وإلا فما ثمة غير سفاسف من الأمر، ليس لك منها شيء.

إن من جملة تذكير النفس بالمعاني العالية إلزامها بصنوف من العمل الصالح، ومتابعتها، ومحاسبتها، وإتعابها في ذات الله، ولا يدرك هذا بالأحلام والتمني، وإنما بتعب ونصب. فقد كان سعيد بن جبير رضوان الله عليه إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه. وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام.

وما أجمل أن نختم ونحن نصغي لوصية ابن رجب؛ وهو يصرخ فينا وينبهنا ويقول: "الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض ولا لها قيمة، والمبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل قبل هجوم الأجل".

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

اختلاف المطالع في هلال ذي الحجة وأثره على يوم عرفة

إذا كان اختلاف المطالع أمرا مقبولا في شهر رمضان بحيث من الممكن أن يصوم أهل كل بلد وفقا لما يترتب على استطلاع الهلال فهل من الممكن أن يكون الاختلاف مقبولا في استطلاع هلال ذي الحجة؟

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز أن يكون لأهل كل قطر رؤية خاصة بهم في استطلاع الأهلة في رمضان، وغير رمضان، ويستثنى من ذلك هلال ذي الحجة، فلا يجوز للمسلمين أن يختلفوا في هلال هذا الشهر بل يجب أن تتحد الرؤية في هلال ذي الحجة، وعلى جميع البلدان، والشعوب الإسلامية أن تتبع ما ينتج عن استطلاع الهلال في المملكة العربية السعودية.

يقول فضيلة الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث:

الاختلاف ممكن في رؤية هلال رمضان وهلال عيد الفطر، وإن كان الأفضل عند جمهور الفقهاء أن يصوم جميع المسلمين ويفطروا عند رؤية الهلال في أي قطر من الأقطار.

أما بالنسبة لعيد الأضحى فلا يجوز ذلك إطلاقًا، ولا ينظر في هلال ذي الحجة إلى الحساب ولا إلى رؤية الأقطار، وإنما ينظر فقط إلى الأوقات التي يسير عليها الحجاج فعلاً. فيوم عرفة هو اليوم الذي يقف فيه الحجيج في عرفة فعلاً، ولا عبرة بالرؤية في جميع الأقطار ولا بالحساب إذا خالف ذلك.

هذا في رأيي هو الاجتهاد الأصح، إلا أنه لا يمكن مصادرة عقول الناس وإلزامهم باجتهاد واحد، فالخلاف في مثل هذه الأمور كان موجودًا منذ القدم، وسيظل موجودًا إلى أن تقوم الساعة. لكن، ربط عيد الأضحى بالسعودية باعتبارها مكان أداء مناسك الحج هو الاجتهاد الأقرب لجمع الناس عليه. أ.هـ

وعن الرؤية الشرعية البصرية للهلال يقول الشيخ حسن حميد المسئول بوزارة الأوقاف القطرية: إن هلال ذي الحجة مختلف عن هلال رمضان؛ لأن شهر ذي الحجة يقع فيه يوم عبادة وهو يوم عرفة الذي يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويلزم الحجاج أن يكونوا تبعا لأهل مكة في عرفة، وإن اختلفت بلدانهم في رؤية الهلال. أ.هـ

ويقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوى حفظه الله تعالى في الضوابط المتفق عليها وكيفية تقليل حدة الخلاف :

هناك حقائق ينبغي أن يتفق عليها :

الأولى: أن في هذا الأمر ـ أعني ما يتعلق بإثبات دخول الشهر ـ سعة ومرونة بالنظر إلى نصوص الشرع، وأحكامه، واختلاف العلماء في هذا المقام توسعة ورحمة للأمة . فمَنْ أثبتَ دخول الشهر بعدل أو عدلين، أو اشترط جمًا غفيرًا لم يبعد عما قال به بعض فقهاء الأمة المعتبرين، بل مَنْ قال بالحساب وجد له في السلف قائلاً، منذ عهد التابعين فمَنْ بعدهم . ومن اعتبر اختلاف المطالع، ومَنْ لم يعتبرها له سلفه، وله دليله، فلا يجوز أن ينكر على من أخذ بأحد هذه المذاهب والاجتهادات، وإن رآها هو خطأ، إذ القاعدة : « أن لا إنكار في المسائل الاجتهادية " .

الثانية: أن الخطأ في مثل هذه الأمور مغتفر، فلو أخطأ الشاهد الذي شهد بأنه رأى هلال رمضان، أو شوال، وترتب عليه أن صام الناس يومًا من شعبان أو أفطروا يومًا من رمضان، فإن الله تعالى أهلٌ لأن يغفر لهم خطأهم، وقد علمهم أن يدعوا فيقولوا : (ربنا لا تُؤاخِذْنا إن نَسِينا أو أخطأنا). (البقرة : 286) حتى لو أخطأوا في هلال ذي الحجة، ووقفوا بعرفة يوم الثامن أو العاشر، في الواقع ونفس الأمر، فإن حجهم صحيح ومقبول، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

الشيخ محمد صالح المنجد

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

ففي الحديث الذي رواه الطبراني قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"، وعشر ذي الحجة من مواسم الخير التي ينبغي على المسلم أن يتعرض فيها لنفحات رحمة الله عز وجل وذلك بالإكثار من العمل الصالح في هذه الأيام من صيام وقيام وقراءة القرآن، وتسبيح وتهليل واستغفار.

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد -من علماء المملكة السعودية-:

من مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .

وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى " قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398 .

فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة . أنظر تفسير ابن كثير 5/412

واعلم - يا أخي المسلم - أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها :

1- أن الله تعالى أقسم بها : والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413

2- أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدّم في الحديث الصحيح .

3- أنه حث فيها على العمل الصالح : لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار ، وشرف المكان - أيضاً - وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .

4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر .

5- أن فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين ، وفي العشر أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنّة على الإطلاق وهو يوم الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره .

6- أن فيها الأضحية والحج .

في وظائف عشر ذي الحجة : إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد ، يقدّرها حق قدرها الصالحون المشمّرون . وواجب المسلم استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية ، وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات ، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازماً لعبادة مولاه .

فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة :

1- الصيام:

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة . فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462 .

2- التكبير :

فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .

ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة

قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج : 28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .

إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ) أخرجه الترمذي 7/443 وهو حديث حسن لشواهده .

3- أداء الحج والعمرة :

إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج : ( المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).

4- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما:

لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة

5- الأضحية:

ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .

6- التوبة النصوح :

ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزماً على ألا يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى .

والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون تمهل لأنه

أولاً : لا يدري في أي لحظة يموت

ثانياً : لأنّ السيئات تجر أخواتها .

وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) القصص : 67 .

فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملا صالحاً يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه : [ فإن الثواب قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .

الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسا في حفرته بما قدَّم من عمل .

والله أعلم

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

الحلق والتقليم للمضحي في أول ذي الحجة

بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد اختلف الفقهاء في حلق الشعر، وتقليم الأظافر لمن أراد التضحية ، وذلك خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، فقيل بالحرمة، وقيل بالكراهة، و قيل: إن الترك مستحب، وليس بواجب، وقيل : لايكره، وعلى كل، فالمسألة من الأمور الخلافية التي تسع الجميع في الأخذ بأي رأي فيها دون تعصب لرأي على حساب آخر، ويمكن الخروج منها أن الحلق والتقصير والتقليم لمن أراد التضحية خلاف الأولى ، وبذا يمكن الجمع بين كثير من الآراء الواردة في المسألة ، والرجل والمرأة في ذلك سواء.

ويكون ذلك في الأيام العشر الأول من ذي الحجة.

يقول الدكتور يونس الأسطل أستاذ الشريعة بفلسطين :

من أراد أن يضحي استحب له أن يتحاشى أخذ شيء من شعره أو من أظفاره طيلة الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته فيحلق ويقصر، وهذا لا يمنع المرأة من أن تحك أو تمتشط متى أرادت؛ لأن الكراهية متوجهة للمتعمد وليس لغير المتعمد، والسر في هذه السنة أن يتشبه المضحي بالحجاج في مظهره لعل الله أن يرحمه كما يرحم الحجاج؛ لأن التبذل في المظهر يدعو إلى العطف والرحمة على صاحبه، ونحن بذلك نستعطف الله علينا لعله يغفر لنا ويرحمنا.انتهى

وفي حديث أم سلمة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره }

يقول الإمام الشوكاني تعليقا على هذا الحديث :

الحديث استدل به على مشروعية ترك أخذ الشعر والأظفار بعد دخول عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي وقد اختلف العلماء في ذلك:

فذهب سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود وبعض أصحاب الشافعي إلى أنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية .

وقال الشافعي وأصحابه : هو مكروه كراهة تنزيه وليس بحرام .

وحكى الإمام المهدي في البحر عن الإمام يحيى والهادوية والشافعي أن ترك الحلق والتقصير لمن أراد التضحية مستحب .

وقال أبو حنيفة : لا يكره , والحديث يرد عليه .

وقال مالك في رواية : لا يكره , وفي رواية : يكره , وفي رواية : يحرم في التطوع دون الواجب.

واحتج من قال بالتحريم بحديث أم سلمة ; لأن النهي ظاهر في ذلك .

واحتج الشافعي بحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان يبعث بهديه ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه } فجعل هذا الحديث مقتضيا لحمل حديث الباب على كراهة التنزيه ولا يخفى أن حديث الباب أخص منه مطلقا فيبنى العام على الخاص ويكون الظاهر مع من قال بالتحريم ، ولكن على من أراد التضحية.

قال أصحاب الشافعي : والمراد بالنهي عن أخذ الظفر والشعر النهي عن إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غيره والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق أو أخذه بنورة أو غير ذلك من شعور بدنه .

قال إبراهيم المروزي وغيره من أصحاب الشافعي : حكم أجزاء البدن كلها حكم الشعر والظفر . ودليله ما ثبت في رواية لمسلم { فلا يمسن من شعره وبشره شيئا }.

والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء للعتق من النار .

وقيل : للتشبه بالمحرم , حكى هذين الوجهين النووي وحكي عن أصحاب الشافعي أن الوجه الثاني غلط ; لأنه لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم .انتهى

وقال الإمام النووي :

قال أصحابنا (من الشافعية ): من أراد التضحية فدخل عليه عشر ذي الحجة كره أن يقلم شيئا من أظفاره وأن يحلق شيئا من شعر رأسه ووجهه أو بدنه حتى يضحي , لحديث أم سلمة هذا . هو المذهب أنه مكروه كراهة تنزيه , وفيه وجه أنه حرام , حكاه أبو الحسن العبادي في كتابه الرقم , وحكاه الرافعي عنه لظاهر الحديث .

وأما قول الإمام الشيرازي والشيخ أبي حامد والدارمي والعبدري ومن وافقهم أن المستحب تركه , ولم يقولوا : إنه مكروه فشاذ ضعيف مخالف لنص هذا الحديث . وحكى الرافعي وجها ضعيفا شاذا أن الحلق والقلم لا يكرهان إلا إذا دخل العشر ، واشترط أضحية أو عين شاة أو غيرها من مواشيه للتضحية . وحكى قولا أنه لا يكره القلم , وهذه الأوجه كلها شاذة ضعيفة ( والصحيح ) كراهة الحلق والقلم من حين تدخل العشر , فالحاصل في المسألة أوجه ( الصحيح ) كراهة الحلق والقلم من أول العشر كراهة تنزيه

( والثاني ) كراهة تحريم

( والثالث ) المكروه الحلق دون القلم

( والرابع ) لا كراهة إنما هو خلاف الأولى

( الخامس ) لا يكره إلا لمن دخل عليه العشر وعين أضحية والمذهب الأول .

والمراد بالنهي عن الحلق والقلم المنع من إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غيره , والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق أو بنورة وغير ذلك وسواء شعر العانة والإبط والشارب , وغير ذلك.

و مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي , وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره . وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود : يحرم , وعن مالك أنه يكره , وحكى عنه الدارمي : يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب . واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت { كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به , ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه } رواه البخاري ومسلم , قال الشافعي : البعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية , فدل على أنه لا يحرم ذلك .

والله أعلم

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

فضل يوم عرفة واستجابة الدعاء فيه

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:

فيوم عرفة أفضل أيام العام، وهو من الأيام العشرة من ذي الحجة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صيام يوم عرفة، أحتسب على الله تعالى أن يكفر ذنوب سنتين ".

فهذا يوم فضله عظيم، وفضل الصيام فيه عظيم أيضًا.

ومعلوم أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة.

فعلى المسلم أن ينوي صيام هذا اليوم على الأقل، إذا لم يستطع صيام الثمانية الأيام قبله، فلكل منا ذنوبه، ولكل منا سيئاته وغفلاته وهفواته، وهذه فرص متاحة للتطهر، ليبيض الإنسان صفحته أمام الله عز وجل.

فليسارع المسلم إلى صيام يوم عرفة.

وهذا لغير الحاج .. فالحاج لا يسن له صيام يوم عرفة ليكون قويًا على الدعاء والذكر والتضرع.

ويقول الأستاذ الدكتور رفعت فوزي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة :

يوم عرفة يوم من أيام الله عزَّ وجلَّ، يتجلَّى فيه على عباده، ويُفيض عليهم من رحمته ومغفرته وبركاته، إنّه يوم يجتمع فيه خيار عباد الله المخلصين وخواصِّه المقرَّبين، وهو أعظم مجامع الدنيا.

والوقوف بعرفة هو أهمُّ أركان الحج، فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: أتيتُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة، فجاء ناسٌ أو نفرٌ من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلاً فنادَى: الحجُّ يوم عرفة أي أهم أركان الحج الوقوف بعرفة.

وفيه يدنو الله تعالى من الخلق ويُباهِي بأهل عرفة الملائكةَ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يباهِي بأهل عرفات أهلَ السماءِ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كل فَجٍّ، أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم.

وواجب على الحاجِّ أن يجتهد فيه بذكر الله ـ عزَّ وجَلَّ ـ ودعائه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، وينبغي للحاج أن يكثر من التضرُّع في هذا اليوم والخشوع، وإظهار الضَّعف والافتقار والذِّلّة، وهو يتوجّه إلى الله تعالى بالذكر والدعاء.

فعن ابن عباس قال: رأيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المِسكين.

ويُستَحَبُّ للحاج أن يكثر من التلبية رافعًا بها صوته، ومن الصلاة والتسليم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يُستَحَبُّ أن يأتي بأنواع من الذِّكر والدُّعاء، فتارة يدعو، وتارة يهلِّل، وتارة يُكَبِّر، وتارة يلبِّي، وتارة يستغفر، ويدعو منفردًا ومع جماعة، وليدْعُ لنفسه ولولديه، ولأقاربه وشيوخه وأحبابِه وأصحابه، وسائر من أحسن إليه. وسائر المسلمين وينبغي أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور التي تشغلُه عن الدُّعاء والذِّكْر والعبادة.

والله أعلم

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله كل خير يا صبح وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك....

قال تعالى : { قٍلً يّا عٌبّادٌيّ الَّذٌينّ أّسًرّفٍوا عّلّى" أّنفٍسٌهٌمً لا تّقًنّطٍوا مٌن رَّحًمّةٌ اللَّهٌ إنَّ اللَّهّ يّغًفٌرٍ الذٍَنٍوبّ جّمٌيعْا إنَّهٍ هٍوّ الًغّفٍورٍ الرَّحٌيمٍ } الزمر : 53

( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام, و مهما إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله )

f5c572b885.gif

a5c7b9fbde.gif

رابط هذا التعليق
شارك

مجمل أحكام الأضحية واشتراط السن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

فالأضحية من الشعائر التي حث عليها الإسلام وهي سنة مؤكدة في حق القادر المستطيع،

ويجب الوقوف عند السن الذي حدده الشرع كشرط للأضحية، وهو ستة أشهر للشاة، وسنتان للبقر وخمس للإبل، فإن وجدت سلالة موفورة اللحم ، ولا يمكن أن تصل إلى السن الذي حددها الشارع إلا وقد تغير لحمها فيمكن التغاضي عن السن في مثل هذه الحالات إذا لم تتوافر سلالة أخرى، وإن كان الوقوف عند السن أولى نظرا لتغليب جانب العبادة على الأضحية والأصل في العبادات التوقف على ما أمر به الشارع.

وللأضحية أحكام، إليك بيانها، كما أجملها الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف:

الأضحية شعيرة إسلامية :

ذبح الأضاحي أو نحرها في يوم عيد الأضحى، شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة على شرعيتها يقول الحق سبحانه :"فصل لربك وانحر" وروى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحي بكبشين سمينين، عظيمين أملحين، أقرنين، موجوءين (مخصيين) وأضجع أحدهما وقال باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وآل محمد ثم أضجع الآخر وقال: باسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ.

وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحية فروت عنه عائشة أنه قال:" ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا.

حكم الأضحية:

وأكثر العلماء يرون أن الأضحية سنة مؤكدة لما روى عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاث كتبت على وهن لكم تطوع؛ الوتر، والنحر، وركعتا الفجر". ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علق الأضحية على إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه:" إذا دخل العشر أي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي ".والواجب لا يعلق على إرادة المكلف بأدائه.

آداب المضحي:

وجمهور العلماء المالكية والشافعية وبعض الحنابلة على أنه يكره لمن أراد أن يضحي أن يقص شعره أو يقلم أظفاره إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة حتى يضحي لحديث أم سلمة السابق الذي حمل فيه النهي على الكراهة، وكما روى عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي. وهذا يقتضي جواز قص الشعر وتقليم الأظفار؛ لأنها مما أحل الله فعله.

الأضحية تكفي لأهل البيت:

ويجزئ المضحي أن يذبح عن نفسه وأهل بيته بشاة واحدة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بشاة عن نفسه وآل بيته الأطهار وله كذلك أن يضحي بما فوق الشاة كالبدنة والبقرة.

ويجزئ عند جمهور الفقهاء أن يشترك سبعة في بدنة أو بقرة فيذبحونها عنهم، سواء كانوا من أهل البيت واحد أو لم يكونوا، لما روى عن جابر قال: "نحرنا بالحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة".

شروط الأضحية:

وما يجزئ في الأضحية من الشياه ما اكتمل له ستة أشهر ودخل في السابع، ومن البقر ما كمل له سنتان، ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما كمل له خمس سنين، ودخل في السادسة، ويستحب أن تكون الأضحية سمينة، عظيمة، حسنة، ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها، وجودته، ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء، أو المريضة التي لا يرجى برؤها، أو العجفاء المهزولة، أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها، لما روى عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع لا يجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى".

وإذا كان هناك من الأضاحي ما عظم لحمه، من البقر المهجن بحيث إذا زادت عن سنتين ، فإن لحمها لا يكون مستساغًا ، ولا يوجد البقر غير المهجن، فإنه يجزئ ما كان أقل من سنتين، نظرًا لحكمة الشارع من الأضحية،وهي وفرة اللحم ،حتى ينعم الفقراء، وتيسيرًا على الناس، والأمور بمقاصدها.

وقت ذبح الأضحية :

ووقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لما روى عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى"، وفي رواية أخرى: "إن أول نسكنا في يومنا هذا الصلاة ثم الذبح، فمن ذبح قبل الصلاة فتلك شاة لحم قدمها لأهله، ليس من النسك في شيء" فمن ذبح قبل الصلاة لم تجزئه الأضحية، ولزمه بدلها.

حضور المضحي لأضحيته :

ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها، لما روى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأضحية : "واحضروها إذا ذبحتم، فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها" وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة: "احضري أضحيتك، يغفر لك بأول قطر من دمها" ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح: "بسم الله والله أكبر" ويستحسن أن يزيد على هذا فيقول: "اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني أو من فلان" لما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بكبش له ليذبحه، فأضجعه ثم قال: "اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد، ثم ضحى" وروى عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم منك ولك عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر، ثم ذبح".

كيفية توزيع الأضحية:

ويستحب أن يطعم المضحي أهل بيته ثلثها، ويهدي ثلثها للفقراء من جيرانه وأقاربه، ويتصدق بالثلث على من يسألها، لقول الحق سبحانه: "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" والقانع هو السائل والمعتر هو الذي يعتري الناس، أي يتعرض لهم ليطعموه، ولا يسألهم ذلك، ولما روى عن ابن عباس في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث" وروى عن ابن عمر أنه قال: "الضحايا والهدايا ثلث لك، وثلث لأهلك، وثلث للمساكين".

وليس للمضحي أن يعطي الجزار شيئًا منها أجرة له على عمله، ولكن إذا دفع إليه شيئًا منه لفقره أو على سبيل الهدية فلا بأس ، فقد روى عن علي قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنة، وأن أقسم جلودها وجلالها، وأن لا أعطي الجازر شيئًا منها، وقال: نحن نعطيه من عندنا".

ولا يجوز للمضحي كذلك أن يبيع شيئًا من الأضحية لحمًا كان أو جلدًا أو غيرهما، وله أن ينتفع بجلدها وفضلاتها بلا خلاف .انتهى

هذا مجمل أحكام الأضحية ،ويتبين منه أن الحكمة في السن ما يغلب على الظن أن فيه لحمًا كثيرًا ؛تحقيقًا لمصلحة الفقراء، فإن كانت الأضحية لم تبلغ السن،ولكنها كثيرة اللحم ،جاز ذبحها،خاصة مع ما يسمى البقر المهجن ،مع عدم توافر البقر غير المهجن.

والله أعلم

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

فالأضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب، وواجبة في مذهب الإمام أبي حنيفة، ووقت الذبح يبدء من بعد صلاة العيد ويستمر أيام التشريق إلى اليوم الثالث من أيام العيد، وتقسم الأضحية أثلاثا ثلث للفقراء وثلث للأقارب وثلث لأهل بيت المضحي.

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:

الأضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب، وواجبة في مذهب الإمام أبي حنيفة، والواجب عنده شيء أقل من الفرض، وفوق السنة.

وهذا الواجب من تركه يكون آثمًا، إذا كان من أهل اليسار والغني.

وقد جاء عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا " من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا " (رواه الحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا وصححه وموقوفًا ولعله أشبه، كما في الترغيب للمنذري) .

وجاء في حديث آخر أنه سئل عن الأضحية . فقال: " سنة أبيكم إبراهيم ". (رواه الترمذي والحاكم وقال: صحيح الإسناد، قال المنذري: بل واهية)

ولهذا، فالضحية إما سنة مؤكدة، وإما واجب، والمذاهب الأخرى غير الأحناف تكره لمن كان من أهل اليسار ألا يضحي، فيوسع على نفسه وعلى أهله، وعلى من حوله من الفقراء والجيران.

ولهذا كانت السنة في توزيع الأضحية أن يقسمها أثلاثًا، ثلث لنفسه وأهله، وثلث لمن حوله من جيرانه، وثلث للفقراء والمساكين .. ولو تصدق بها كلها لكان أكمل وأفضل، إلا بعض الشيء يتبرك به ويأكل منه.

لقد شرع الله الأضحية لتكون يوم العيد وما بعد العيد توسعة على الناس.

وتشرع ابتداء من صباح يوم الأضحى، بعد صلاة العيد، وقد سمعت أن هناك من يخطئ فيذبح الأضحية ليلة العيد، نظرًا لزحمة القصابين والجزارين، وهذه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " شاته شاة لحم " يعني ليس لها ثواب الضحية . إنما يكون ثواب الأضحية إذا ذبحت بعد أسبق صلاة عيد.

إن الأضحية عبادة وقربة إلى الله، والقربات والعبادات منها ما هو محدد بأوقات معينة، والأضحية من هذا النوع، فوقتها محدد بكونه بعد صلاة عيد الأضحى . فإذا كان هناك أكثر من مكان في البلدة لصلاة العيد، فبعد أسبق صلاة تكون الأضحية . ويجوز تأخير الذبح إلى اليوم الثاني وكذلك اليوم الثالث وهي المسماة أيام التشريق .. وقال البعض بجواز الذبح في هذه الأيام ليلا أو نهارًا.

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

حكم إخراج قيمة الأضحية

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز استبدال الصدقة بالأضحية؛ وهناك رواية ضعيفة في مذهب الإمام مالك تقول بالجواز ، ولكن جمهور الفقهاء على تضعيفها ، والمرجح عند الفقهاء أنه لا يجوز إخراج قيمة الأضحية للفقراء بدلا من الذبح لأن هذا سيؤدي إلى زوال هذه الشعيرة.

يقول الشيخ محمد حسنين مخلوف ـ مفتي مصر الأسبق :

الذي أراه الأخذ بقول الجمهور عدم جواز استبدال الصدقة بالأضحية؛ والصدقة لا تجزئ عن الأضحية لقوة دليله وضعف الرواية المذكورة عن مالك ؛ .‏

ولأن فتح باب التصدق بأثمان الأضاحي سيؤدى حتمًا على توالى الأيام إلى ترك الناس هذه الشعيرة الدينية والإخلال بالتعبد بها وبالتأسي برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى فعلها والإخلال بحكمة تشريعها كما سيؤدى في المستقبل وفى الظروف العادية إلى كساد أثمان الأضاحي كسادًا فاحشًا يضر المنتجين وكثيرًا من التجار .‏

ويقول الشيخ جعفر الطلحاوي ـ من علماء الأزهر :

أولا: لا يجوز إخراج قيمة الأضحية أو جزء منها نقدا للفقراء، إذ الأصل في مشروعية كل من الأضحية والهدي والعقيقة، إراقة الدم، قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم...} الحج.

ثانيا: فمن أخرج قيمة الأضحية أو جزءا من ثمنها نقدا إلى الفقراء، كانت صدقة من الصدقات، وعليه فلا تعتبر أضحية ولا يعتبر من فعل ذلك مضحيا.

ثالثا: لكن إذا قدمت ثمن الأضحية لجهة من الجهات الخيرية، كجمعية أو مؤسسة لتكون وكيلة عنك في ذبح الأضحية في بلدك أو في أي بلد آخر من بلدان المسلمين يصيب منها الفقراء والمساكين، في هذه الصورة فقط، وبنية الأضحية تكون مضحيا، وإن لم تباشر الذبح بنفسك.

هذا .

والله أعلم .

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

للرفع

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

كل عام وأنتم بخير

لا تنسوا فضل هذه الأيام التي ستبدأ غدا إن شاء الله

ولا تنسونا من صالح دعائكم وخصوصا عند إفطاركم

تقبل الله منا ومنكم وتجاوز عنا وعنكم

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

كنت فى طريقى لفتح موضوع جديد ...و لكننى وجدت صديقى استاذ صبح قد سبقنى و كعادته دائماً سباق فى الخير ..

صيام العشر الأوائل من ذوالحجة ثواب عظيم و من فاز به فقد فاز بشيئ ثمين...

و كل من يستطيع ان يشترى اضحية و يذبح فى اول ايام العيد و يوزع على الفقراء و على ذوى القربى و الجار كما حدد لنا الرسول الكريم له ثواب عظيم جداً ...

نسأل الله للجميع التوفيق .. و لمن فاز بالحج نسال الله له حجاً مبروراً و ذنباً مغفوراً ...

تحياتى و لا تنسونا من صالح دعائكم..

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

صيام العشر الأوائل من ذوالحجة ثواب عظيم ...

متأكد؟

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

متأكد إزاى يعنى ؟ :huh:

هو فى حد ما يعرفش الموضوع ده ! :lol:

كل سنة بنصوم العشر ايام الأوائل من ذو الحجة ... بس عموماً هسأل عن السند الشرعى لصيام العشر الأوائل من ذو الحجة و هجيب على حضرتك و السادة الأعضاء..

وكل سنة و انتم طيبين :lol:

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

يا وليد أنا بهزر معاك :huh:

انت قصدك صيام التسعة أيام مش العشرة :lol:

كل سنة و انت طيب ، و كل أهل المحاروات ، و كل مصر

جزاك الله خيرا أخونا العزيز صبح على الموضوع الجميل و على التذكرة .

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

:D انت شككتنى فى نفسى يا دوك :blink: انا قولت اسأل بجد أحسن اكون بصوم غلط و انا مش فاهم :D

ربنا يرزق الجميع صوماً مقبولاً ...

44489_10151097856561205_1288880534_n.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

كنت فى طريقى لفتح موضوع جديد ...و لكننى وجدت صديقى استاذ صبح قد سبقنى و كعادته دائماً سباق فى الخير ..

والله الموضوع من أكتر من أسبوعين بس إنت ما كنتش واخد بالك :blink:

كل سنة وأنت طيب يا وليد والأعمال بالنيات وقد ذكرتني بالرسالة الخاصة فقلت أما أرفع الموضوع تاني يعني الثواب جالك جالك :D

يا وليد أنا بهزر معاك :D

انت قصدك صيام التسعة أيام مش العشرة :o

كل سنة و انت طيب ، و كل أهل المحاروات ، و كل مصر

جزاك الله خيرا أخونا العزيز صبح على الموضوع الجميل و على التذكرة .

كل سنة وحضرتك طيب

وجزانا وإياكم كل خير إن شاء الله

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا

كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا

رابط هذا التعليق
شارك

أعظـم أيــام الدهـر (العشر الأوائل من ذي الحجة)

نبذة عن المحاضرة : برنامج عملي لإحياء العشر الأوائل من شهر ذي الحجة

حجم الملفات : ( RM : 5.67 MBytes ) - ( MP3 : 15.82 MBytes )

للاستماع

ربنا يتقبل من الجميع

* لسانك لا تذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس أعين

* إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

022.gif

79046.gif

رابط هذا التعليق
شارك

افهم من كده ..إننا إن شاءالله كلنا بكرة صايمين؟؟

يعطيك العافيه صبح ويجعله في ميزان حسناتك

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كارت أحمر وطرد للي مش هايصوم بكرة

كل سنه وانتم طيبين

وبعوده الأيام

صن ضحكة الأطفال يارب

فإن هي غردت في ظمأ الرمال أعشوشبت

لكن إن زودوها وبكيوا ..ونكدوا ..... هايتلطشوا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      كتــاب الفضــائــل بـاب فضــل قــراءة القــرآن عن أبى أمامة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( اقرؤا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه )) رواه مسلم . عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به فى الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران ، تحاجان عن صاحبهما )) رواه مسلم . عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه
    • 4
      "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " الليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف . وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام " يعني عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال" ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر " ‏حدثنا
×
×
  • أضف...