اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

فكرة الحرب في إسرائيل والتخطيط لها .... بدأت مبكرا ... !!!


يحى الشاعر

Recommended Posts

فكرة الحرب في إسرائيل والتخطيط لها .... بدأت مبكرا ... !!!

الأيــــام الخالدة 1956

حملت حرب 1956 عاملين جديدين دخلا على مسيرة الصراع العربي - الإسرائيلي، وهما:

تشكيل " قوة الطوارئ الدولية ـUNEF: United Nations Emergency Force" ، التي نُشرت في قطاع غزة وشرم الشيخ (شبه جزيرة سيناء)، ما سمح بمرور السفن الإسرائيلية إلى خليج العقبة ومنه. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن وجود القوات الدولية تم بموافقة مصر، وأن القوات تُسحب في حال طلب مصر ذلك. وقد رفضت إسرائيل أن تنشر القوات على جانبها من الحدود.

اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية مياه خليج العقبة مياهاً دولية.

ونظراً إلى أن إسرائيل لم تستطع تحقيق بعض أهدافها في حرب 1956، على الرغم من تحالفها في الحرب مع دولتين عظميين، هما إنجلترا وفرنسا، وإلى أن هدف إسرائيل الثابت والأساسي، وهو بناء وطن يهودي قادر على استيعاب اليهود الموزعين في الشتات، وعلى بناء دولة تتوسع حدودها وقدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية على مراحل، لم يتحقق كله، فقد كان من الطبيعي أن تستعد إسرائيل، مرة أخرى، لحرب جديدة.

وحين بدأت إسرائيل تستعدّ لحرب جديدة، كان الوطن العربي يشهد سلسلة من الأحداث المهمة، التي وقعت قبيل حرب 1956، وما بين حربَي 1956 و 1967، والتي شكّلت أجزاءً من خلفية استمرار الصراع العربي ـ الإسرائيلي، في تلك الفترة. فقد استقلّت تونس (20/3/1956)، والمغرب (18/11/1956)، وقامت الوحدة بين مصر وسورية (22/2/1958)، وحدث الانفصال بينهما (28/9/1961)، ووقعت ثورة في لبنان (1958)، وثورتان في العراق (14 /7 /1958، 8 /2 /1963)، واستقلت الكويت (25/2/1962)، والجزائر (5/7/1962)، ووقعت ثورة في اليمن (28 /9 /1962)، وثورة في سورية (8/3/1963)، وفشلت محادثات الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسورية (1963).

ومن أجل تسويغ الذرائع للحرب الجديدة، حدّد أحد المنظّرين العسكريين الإسرائيليين الحالات، التي إذا نشأت إحداها أجازت إسرائيل لنفسها المبادرة إلى الحرب، بذريعة "حق الدفاع المشروع". وهذه الحالات هي: (1) إذا احتشدت قوات هجومية تكوّن خطراً على إسرائيل. (2) إذا اتضح أن العدو يعدّ لهجوم مفاجئ على قواعد إسرائيل الجوية. (3) إذا وقع هجوم جوي على المنشآت الذرية والمؤسسات العلمية. (4) إذا وصلت حرب العصابات إلى درجة باتت معها عمليات الدفاع عاجزة عن التصدي لها. (5) إذا دخل الأردن في حلف عسكري مع بلد عربي آخر، وسمح بحشد قوات عسكرية أجنبية في أراضيه، وخصوصاً في الضفة الغربية لنهر الأردن. (6) إذا أغلقت مصر مضيق تيران .

أولاً: المفهوم الإستراتيجي للحرب

لم تخفِ إسرائيل إرادتها في شن حرب جديدة، من أجل التوسع وإقامة الدولة على " أرض إسرائيل التاريخية" و "أرض إسرائيل التوراتية". واستخدمت، من أجل ذلك، تعبيرات ذرائعية متنوعة تجسد تلك الإرادة، مثل: العمق الإستراتيجي، الحدود الطبيعية، الحدود التاريخية، ضرورة استيعاب المليونَيْن الرابع والخامس من اليهود.

وقد انطلقت الفكرة الإستراتيجية للحرب القادمة من الكنيست (البرلمان الإسرائيلي - Knesset) حين قدّم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشي ديان (Moshe Dayan) ، في 7/3/1957، تقريراً اعتمده الكنيست كتوجيهات سياسية - إستراتيجية للحكومة ، تضمن: (1) مبدأ الاعتماد على الذات في أي مواجهة عسكرية محتملة، أي عدم إشراك قوة أجنبية مع الجيش الإسرائيلي بصورة مباشرة. (2) تطوير الجيش، تنظيماً وتدريباً وتسليحاً وتعبئة وإمكانات، وتوسيع ملاكاته (زيادة قوّته) ليراوح قوامه بين 30 و 35 لواءً، من مختلف صنوف الأسلحة. وقدّر التقرير مدة عشر سنوات، لتأليف هذه القوة، وإعادة تنظيم الجيش وتسليحه، براً وبحراً وجواً، وتدريبه على مهام الحرب القادمة وعملياتها.

وهكذا بدأت أعمال التخطيط والاستعداد والتدريب والتجهيز والتسليح، لتستمر عشر سنوات . وأخذت القوات الجوية، بدءاً من مطلع عام 1965، تتدرب على تطبيق الخطة التي وضعت للحرب، وحملت اسم "كولومبColombe - حمامة". وحددت القيادة العسكرية الإسرائيلية لنفسها، مهتدية بالإستراتيجية الهجومية التي اعتنقتها، هدفاً أساسياً، حاولت تحقيقـه في هـذه المرحلة الجديدة من إعادة بناء القوات المسلحـة وتنظيمها. وهذا الهدف هو خلق "قوة ضاربة"، وضعت لتنفيذها خطة سميت "برنامج الردع"، وكُرِّس لها القسم الأعظم من الجهد والمال. وقد بُني البرنامج على ثلاثة عناصر: السلاح الجوي والسلاح المدرع وسلاح المظليين. وجسّد البرنامج هذه العناصر في بناء قوة جوية كبيرة من الطائرات المقاتلة القاذفة، وإنشاء قوات مدرعة وآلية، وإنشاء قوة اقتحام رأسي بجنود ذوي كفاءة عالية.

ثمة أدبيات إسرائيلية كثيرة تحدثت عن أغراض إسرائيل في حرب 1967 . ويمكن تركيزها، على الرغم من تعدد صياغاتها وأشكالها، في الأغراض التالية: (1) فتح مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية. (2) إزالة التهديد المشهور على إسرائيل، وذلك بتدمير القوات المسلحة المصرية أولاً، والسورية والأردنية ثانياً. (3) التوسع الجغرافي باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان. (4) إسقاط النظامين في مصر وسورية.

وتقضي هذه الأغراض التي حددتها إسرائيل لحربها، أن تكون إستراتيجيتها هجومية في مفهومها ومقوماتها وأسُسها وعملياتها، وخاصة أن الوضع الإستراتيجي لإسرائيل لا يساعد على تبنّي أي مفهوم دفاعي إستراتيجي. فقد كانت إسرائيل ترى أن خطوط الهدنة، التي ورثتها من حرب 1948، قد أبقتها بلا عمق إستراتيجي أو عملياتي. ومن هنا انبثق مفهوم الإستراتيجية الهجومية. "أمّا الدفاع، فقد كان ينظر إليه على أنه مرحلة ضرورية قبل إتمام تعبئة الاحتياطي" . ولقد انتهت إسرائيل إلى تبنّي أساس جدّ مهم، أقامت عليه مفهومها الإستراتيجي الهجومي. وهو يتمثل في الفكرة التالية: "إن نسب القوى العددية المتفوقة للجيوش العربية، أوجبت اتباع نهج الاستباقية أو الوقائية في حال تطور القدرة العسكرية العربية إلى تهديد شامل وخطر لإسرائيل، حتى لو كان الوضع لا يشير إلى وجود خطر فوري لنشوب حرب" . إن هذه الفكرة تفسر أحد أسباب شن إسرائيل حرب 1967، كما تفسر أحد أسباب شنها الحرب في عام 1956، من قبل، وهجومها على المفاعل النووي العراقي في 7 يونيه 1981، من بعد.

ثانياً - الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة

كان مرور الملاحة الإسرائيلية في مضيق تيران وخليج العقبة أهم مكسب حصلت عليه إسرائيل في حرب 1956. وقد كوَّن منعطفاً مهماً في مسيرة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إذ فتح البحر الأحمر أمام إسرائيل، التي غدت تتمتع، للمرة الأولى، بميزات موقعها على البحرين المتوسط والأحمر. وقد ترتب على ذلك نتائج منها: (1) تحوّل ميناء إيلات إلى ميناء عالمي، يصل إسرائيل بآسيا وأفريقيا وصلاً مباشراً. (2) سهولة حصول إسرائيل على حاجتها من النفط المستورد، وخصوصاً من إيران، ومد أنابيب لنقل النفط من إيلات إلى مصفاة حيفا على البحر المتوسط. (3) الانفتاح على أفريقيا، حيث أخذت إسرائيل تنشط في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية، مدعومة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا جاء مكسب حرية الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة والبحر الأحمر، أداة لخرق الحصار الاقتصادي والسياسي العربي المضروب على إسرائيل . كانت إسرائيل تعُدّ إغلاق خليج العقبة سبباً كافياً لشن الحرب. وحينما أعلنت مصر، يوم 23/5/1967، إغلاق الخليج، سارع رئيس وزراء إسرائيل، ليفي إشكول (Levi Eshkol) ، في اليوم التالي، إلى اعتبار إغلاق الخليج "عدواناً على إسرائيل".

ثالثاً - التسلح

هرعت إسرائيل، في مرحلة الاستعداد للحرب، إلى البحث عن السلاح استعداداً للحرب القادمة. فطرقت باب ألمانيا (الغربية) عام 1957، ضاغطة عليها، مبتزّة إياها، لتدفع ثمن ما اقترفه النظام النازي من مظالم في حق اليهود في أوروبا. وطلبت إسرائيل أن يُدفع الثمن سلاحاً. وانتظم ذلك في عام 1962 في "اتفاقية برنامج المساعدات العسكرية بين ألمانيا الاتحادية وإسرائيل". وبدأت الأسلحة الألمانية، وخصوصاً الدبابات والمدافع، تتدفق إلى إسرائيل طوال عام 1964. وازدادت العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل توثقاً بعقد اتفاقية معونة اقتصادية، واتفاقية تنص على أن تدفع ألمانيا إلى إسرائيل تعويضات مالية. وقد ساعد ذلك كله إسرائيل على التسلح وتنمية صناعتها العسكرية استعداداً لحرب 1967.

وكانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تسليح إسرائيل، تقتصر، حتى أوائل الستينيات، على تزويدها بالأسلحة، بطريقة غير مباشرة، على شكل هبات أو صفقات غير معلنة، أو بواسطة طرف ثالث. وكانت تشجع حليفاتها في أوروبا الغربية، وخصوصاً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على تسليح إسرائيل.

ولم تترك إسرائيل فرصة إلا انتهزتها من أجل حيازة أسلحة أمريكية، فما أن فشل "مبدأ أيزنهاور" لملء الفراغ في الشرق الأوسط في عام 1958، وقامت الوحدة المصرية ــ السورية (1958-1961)، حتى هرعت إسرائيل إلى واشنطن طالبة مدّها بالأسلحة، وخصوصاً الطائرات والصواريخ، شاكية "الوحدة العربية التي حاصرتها من الشمال والجنوب، وجعلت سماءها مهددة ومطوقة لدولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة" . ودللت على ذلك بأن "الحرب قد تباغتنا فجأة دون إنذار … إن الساعات الأولى ستكون مصيرية. ولن تستطيع إسرائيل الاعتماد على قوة جيشها، ما لم يزود هذا الجيش مقدماً بالأسلحة المجدية، حتى يستطيع وقف الهجوم. إن إسرائيل مضطرة إلى الاعتماد على السلاح لضمان استمرار وجودها" . وقد أدّت هذه الذرائع الابتزازية إلى أن تغيّر الولايات المتحدة الأمريكية سياستها التسليحية لإسرائيل، فترسل إليها الأسلحة مباشرة، وكان ذلك في عام 1962.

ازدادت العلاقـة التسليحية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل توثقاً في أعقاب مؤتمر القمة العربي الأول (13 - 17/11/1964)، فراح سفير إسرائيل إلى وزارة الدفاع الأمريكية يشكو إليها "أن إنشاء القيادة الموحدة لجيوش الدول العربية، شكل تهديداً مباشراً وقوياً لإسرائيل، وعرّضها للهجوم المفاجئ الذي قد يقضي عليها قبل أن تدركها الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل. ورد نائب وزير الدفاع الأمريكي مبدياً استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لنجدة إسرائيل، إذا تعرضت للهجوم، وأن لديها القوة للتدخل بسرعة وبصورة فاعلة" .

شهد عام 1965 بداية التطبيق العملي للسياسة الأمريكية الجديدة في شأن تسليح إسرائيل، حين وافقت واشنطن على تقديم الدبابات والمقاتلات النفاثة (من نوع سكاي هوك Sky Hawk) والمدافع ذاتية الحركة، ووقعت اتفاقية بذلك في مايو 1966، وغدت الولايات المتحدة الأمريكية المورِّد الرئيسي للأسلحة اللازمة لإسرائيل، كي تشن حربها القادمة.

وإلى جانب ذلك، خططت إسرائيل لسرقة طائرة مقاتلة من طراز "ميج ـ 21Mig-21 " السوفيتية، التي كانت القوات الجوية المصرية والسورية والعراقية والجزائرية مزودة بها. وقد استطاعت الحصول عليها بالاتفاق مع طيار عراقي هرب بطائرته إلى إسرائيل في 5/8/1966. وقد تدرب الطيارون الإسرائيليون ـ بعد أن تعرفوا إمكانات الطائرة القتالية ـ على التصدي لطائرة الميج. وظهر ذلك واضحاً في المعركة الجوية ضد سورية يوم 7/4/1967.

رابعاً - الأزمة الاقتصادية

كان من الأسباب الرئيسية التي دعت إسرائيل إلى خوض الحرب، الأزمة الاقتصادية التي كانت تعانيها. فقد ارتفعت مستويات الحياة بأعلى وأسرع كثيراً من ارتفاع القدرة الإنتاجية. ومع بداية الستينيات، تلاشت ظاهرة الازدهار، وحلّت محلها ظاهرة الأزمة الاقتصادية. فتضاءلت معدلات النمو الاقتصادي، وتعاظمت البطالة، حتى وصل عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 100 ألف عامل. ويمثل هذا الرقم نسبة تزيد على 12 بالمئة من القوى العاملة. وكان هناك أزمة تضخم. وانعكس ذلك كله على الحياة الاجتماعية والسياسية. وانخفض معدل النمو في الإنتاج عام 1965 إلى 8 بالمئة، بعد أن كان 15 بالمئة. واستمر الانخفاض عام 1966. وفي الأشهر الأولى من عام 1967، استفحل الكساد، فانخفض الإنتاج الصناعي بمعدل 16 بالمئة عن مستواه في عام 1966. وبذلك عرفت إسرائيل أسوأ أزمة اقتصادية مرت بها منذ إقامتها. ولعل التراجع الكبير في الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، مقابل تزايد الهجرة المضادة إلى الخارج، كانا بعض نتائج هذه الأزمة. فقد هبط عدد المهاجرين إلى إسرائيل من 55 ألفاً عام 1964، إلى 31 ألفاً عام 1965، وإلى أقلّ من 14 ألفاً عام 1966.

خامساً - الإعلام والتعبئة

بعد أن عزمت إسرائيل على الاحتلال والتوسع وفرض وجودها كدولة، والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وبعد أن تسلحت واستعدت، بدأت بحملة إعلامية على الصعيدين العالمي والداخلي تمهيداً لإعلان التعبئة العامة. ولهذا، أخذت التصريحات التي تُهدد سورية بأسوأ العواقب تتالى. وبدأت أجهزة الإعلام تستغل قرارات وبيانات مؤتمرات القمة العربية ومجلس جامعة الدول العربية وبعض المسؤولين العرب، على أساس أنها تُعبر عن إرادة العرب في القضاء على إسرائيل. وقد استغلت إسرائيل ذلك كله على الصعيد العالمي، ودعمتها في ذلك وسائل الإعلام الأجنبية، والمنظمات الصهيونية، وأحزاب ومؤسسات، أوروبية وأمريكية، معادية للعرب.

في إطار هذه الحملة الإعلامية والعملياتية (التعبوية) الواسعة، أنجزت الحكومة الإسرائيلية خطتها للحرب، وحازت موافقة لجنة الأمن في الكنيست، يوم 9/5/1967، حيث نالت سلطات كاملة لتنفيذ عمليات عسكرية وفق متطلبات الدفاع.

وفي اجتماع القيادات الأمنية (اللجنة الوزارية المصغرة للأمن: رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان العامة، ورئيس هيئة العمليات، ومديرو أجهزة الاستخبارات) يوم 18/5/1967، قدّر المجتمعون أن الظروف ما زالت غير مواتية للبدء بالعمليات. وكان التقدير في اليوم التالي يشير إلى أن انتشار القوات المصرية في سيناء لا يدل على نية البدء بالهجوم. وبعد أن أعلنت مصر، يوم 23/5/1967، إغلاق خليج العقبة، رأت اللجنة الوزارية ذلك الإغلاق إعلاناً للحرب من مصر على إسرائيل، وأصدرت توجيهاً إلى الجيش للدخول في الحرب. وفي 2/6/1967، وفي إثر انتهاء الاتصالات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، اجتمع مجلس الوزراء وأركان الجيش واتخذوا قراراً جماعياً مبدئياً بالحرب. ثم عاد مجلس الوزراء إلى الاجتماع يوم 4/6/1967، واتخذ قراراً نهائياً بالحرب. وقد تأخر اتخاذ القرار النهائي إلى ذلك اليوم بانتظار عودة مدير الموساد، (جهاز الاستخبارات الخارجية)، الجنرال ميري أميت (Mery Emet) ، من واشنطن، التي سافر إليها سراً مدة ثلاثـة أيام، واستطلع آراء الإدارة والزعماء الأمريكيين في شأن قرار الحرب. وقد وصل الجنرال أميت ومعه سفير إسرائيل في واشنطن (Washington) إلى منزل رئيس الوزراء ليفي أشكول مساء 3/6/1967، حيث كان ينتظرهما جميع الوزراء وكبار القادة السياسيين والعسكريين. وقد عاد مدير الموساد ومعه أحدث الصور الجوية، والمعلومات والتقارير، عن أوضاع الحكومات والجيوش العربية وقوّتها وانتشارها، خاصة في الدول المحيطة بإسرائيل. وقال الجنرال أميت: "إن الأمريكيين سوف يباركون أي عملية، إذا نجحنا في تحطيم عبدالناصر" .

ولقد تذرعت إسرائيل، قبل أن تشن الحرب، بأنها تدافع عن نفسها تجاه عدوان سيقع عليها بين يوم وآخر، وأنها لا بد من أن تجهض نيات أعدائها وخططهم في الهجوم عليها. ودللت على ذلك بسحب مصر قوات الطوارئ الدولية، وإغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، وعقد اتفاقيات عسكرية بين مصر وسورية والأردن والعراق. وراحت إسرائيل تنشر ذرائعها في مختلف أنحاء العالم والمحافل الدولية، مستعينة ببعض أجهزة الإعلام المناصرة لها، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، وهي أجهزة تكنّ، في الأصل، العداء للعرب، وتناصر إسرائيل عليهم.

يحى الشاعر

مقتطف من سطور كتابى

" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،

أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"

بقلم يحى الشاعر

الطـبعة الثـانية 2006 ، طبعة موسعة

رقم الأيداع 1848 2006

الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5

تم تعديل بواسطة يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...